آسر : لسة برضو بتكرري نفس الجملة كل يوم و متزهقيش ..... مريم .... مفيش خروج الا لما تنفذي اللي قولته ..... انتى مش لسة صغيرة على لبسك ده انتى كملتى 17 سنة الشهر اللى فات ... كفاية اوي لحد كده
تنظر له فى غيظ وتجيب
مريم بصراخ : كويس انك فاكر ده .... انا عندى 17 سنة يعنى مش صغيرة عشان تفرض عليا البس ايه و ملبسش ايه ... بطل بقى تحكماتك دى و تملكك انا زهقت من تدخلك فى اصغر تفاصيل حياتي
عم المكان **ت مخيف هو يتملكه الغضب وترتسم بعينيه نظرة غير مفهومة فى حين تبدو ملامح الدهشة والقلق على ملامح اخته ووالدته .. هما قد اعتادا سماع مثل هذا الحوار يومياً لكنها كانت تتجاهل كلامه ولا ترد على انتقاداته لها باستثناء اليوم فهى ترد له الصاع صاعين فماذا هو بفاعل بها ؟
تقدم نحوها بخطوات بطيئة حتى وقف امامها لا يفصل بينهم سوى مسافة صغيرة جداً
آسر بصوت هاديء مخيف : برضو مبتتعلميش من اخطائك ابدا ... بتتصرفي و كأنك بتطلبي عقابك بأسوء الطرق اللى ممكن تيجي فى بالي ... لما نشوف هتعملى ايه مع عقابك المرة دي
ثم تركها وعاد مرة اخرى الى طاولة الطعام واكمل افطاره فى حين كانت هى واقفة مكانها دون حراك وقد ارتجف جسدها عند ذكره ال*قاب فقد عادت لها ذكريات بذلت جهداً كبيراً كى تمحيها من ذاكرتها حتى استيقظت من افكارها على صوته
آسر ببرود : تقدري تتفضلي على مدرستك دلوقتي
تحركت سريعاً الى الخارج لتجد عم محمد سائقها الخاص بانتظارها فتلقى عليه تحية الصباح وتستقل السيارة متجهة الى المدرسة وفى الطريق تعود بذاكرتها الى اول يوم دراسي لها وحماسها لاكتشاف عالم جديد و**ب اصدقاء جدد وما قابلته فور عودتها للمنزل
فلاش باك
استيقظت صباحاً بنشاط لتستعد لاول يوم لها بالمدرسة فَرِحَة بزيها المدرسي الانيق وادواتها المدرسية كأي طفلة فى عمرها
فور دخولها مدرستها شهقت بإعجاب لما تراه عيناها من مبانى انيقة نظيفة والملاعب الخاصة لكل رياضة على حدى حتى انها لا تفتقر الى حمام السباحة المخيف كما كانت تراه الان فهى اصبحت تخشى اى مساحة واسعة من الماء بعد حادثة والديها
كان كل هذا جديد وغريب على حياتها البسيطة السابقة فلقد كانت بمدرسة حكومية تفتقر الى ابسط وسائل الترفيه فقط المبانى المتهالكة المعتادة ومساحة خالية واسعة للممارسة جميع الرياضات معاً
مضى يومها الاول .. قضته فى التعرف على المدرسة و المعلمين وقد اهتموا بها بصفة خاصة نظراً لسمعة عائلتها فبرغم كون المدرسة تضم ابناء اهم الاشخاص بالبلاد لكن كان من اهمهم واعلاهم مكانة عائلة البندارى
تعرفت على عدة اصدقاء لكنها تقربت من واحدة فقط نظراً ان ظروفها تشبه ظروف بطلتنا من ناحية حداثة انتقالها للمدرسة
انتهى اول يوم لها و عادت للمنزل فرحة بما قابلته ورأته وقررت شُكر آسر على ادخالها مثل تلك المدرسة والاعتذار منه لما احدثته بأوراقه باليوم السابق ذهبت سريعاً الى غرفتها لتبدل ملابسها لكن فور دخولها الغرفة وجدتها فى حالة يرثى لها القمامة منتشرة بكل مكان عدة سوائل بعدة ألوان مسكوبة على الارض وبعضها على الفراش لتسمع صوت خلفها
آسر : "النظافة من الايمان" اكيد سمعتى قبل كده بالمقولة دى فى المدرسة ... عشان كده مظنش انه من الطبيعي انك تسيبي الاوضة بالمنظر ده و على حسب ما قولتى انك "مبتخافيش من حد الا اللى خلقك " وربنا طبعا ميرضيش بكده
مريم ببراءة و ذهول : لكن مش انا اللى عملت كده فى الاوضة
آسر : اكيد طبعا مش انتي .. اصلى نسيت انك النهاردة روحتى المدرسة و جيت اتكلم معاكي فى موضوع و اتكعبلت و وقعت ف..............
و اشار للغرفة مدعياً البراءة واكمل بخبث
آسر : شايفة انى بحط راسي براسك و بتصرف زي الاطفال ... خلاص انا هخلى كلامك حقيقة و واقع .... ثم صرخ مناديا ..... دادة يا دادة
اتت الدادة مهرولة لتشهق فور رؤيتها لحالة الغرفة
آسر بجدية : مريم هتنضف اوضتها دى لوحدها .... لوحدها ... سمعاني يا دادة
لتومأ فى خوف
آسر : هتشرفي عليها بس و تقوليلها تعمل ايه بالظبط و لو عرفت انك ساعدتيها هيكون اخر يوم ليكي هنا فى الفيلا .... تمام ؟
دادة بخوف وعدم فهم : امرك ياباشا
غادر بعد ما القى نظرة سخرية عليها وتركها تشرع فى التنظيف ... كادت تنتهى بعد عدة ساعات حتى دلفت رولا الى الغرفة تنظر لها بإشمزاز
رولا بشماتة : شوفتي بقى ؟ اهو انتى فعلا من الشغالين دلوقتى و زيك زيهم فمترغيش كتير معانا بعد كده
و ألقت ما كانت تحمله من بواقى طعام بأرضية الغرفة وهمت بالرحيل حتى وجدت جردل من الماء المتسخ يسقط فوق رأسها تسمرت مكانها للحظات ترمش عدة مرات تستوعب ما حدث قبل ان يدوي صراخها بأنحاء الفيلا وتغادر باكية الى والدتها فى حين ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجه الشيطانة الصغيرة وضحكات مكتومة من الدادة
انتهت من عقابها او هذا ما ظنته لكن خابت ظنونها عندما وجدته امامها يخبر الدادة باخراج كل حاجياتها من الغرفة وغلقها ثم اتجه بها بعد ذلك الى تلك الغرفة ... غرفة الاشباح كما اطلقت عليها وادخلها اليها وطلب من الدادة تركهم
آسر بجمود : دي هتكون اوضتك الجديدة من هنا و رايح و مفيش خروج منها الا للمدرسة وبس
دب الرعب فى نفس مريم
مريم بترجي : لا لا و النبي بلاش افضل هنا ... انا اسفة على اللى عملته فى اوضتك بس و النبي متخلنيش اقعد فى الاوضة دى .... دي بتخوف .. ده انا بخاف حتى اعدى من قدامها
آسر بغضب : انتي اللى بدأتي التحدى و انا قبلته .. هنشوف بقى مين اللى هيفوز بيه
دفعها للداخل بقوة واغلق عليها الباب بالفتاح وذهب
تركها وحيدة تبكى خوفاً ورهبةً من المكان
وغادر دون اى شعور بالشفقة نحوها
نهاية الفلاش باك
سالت دموعها على خديها عند تذكرها ما عانته فى تلك الفترة من خوف وعذاب فلقد تركها وحيدة بتلك الغرفة اسبوعان كاملان لا تخرج منها سوى للمدرسة حتى اصبحت تخشي الظلام حتى الان
ايقظها صوت السائق من افكارها تلك
محمد : آنسة مريم ....وصلنا
اومأت له بهدوء وهبطت من السيارة متجهة الى بوابة المدرسة
................ : صباح الجمال والشياكة ... ايه يا جميل مجتش الحفلة ليه امبارح دى مكنش ليها طعم من غيرك
................. : ياعم قول كانت الحالة ناشفة و ضنك الا ماكان فى حد يطري القعدة .. ثم غمز بسماجة ... ياريتك جيتي و طرتيها
تأففت مريم بغضب لسماعها ذلك الكلام من جحيميها اليومي حسام وايمن .. اسوء شباب المدرسة واكثرهم التصاقاً بها يمكنها الرد عليهم وايقافهم لكن لا تريد الوقوف بساحة المدرسة ونشب عراك معهم .. لاتريد لفت الانظار لها كما انها لا تحبذ النقاش مع اى شاب .... كانت فى فطرتها انه لا يجوز مخاطبتها لاى شاب او التعامل معهم
فرح بعنف : انتو لا بتزهقو ولا بتملو من كلامكم ده ... بطلو ق*ف بقى و الا انتو عارفين اللى هيحصل لو مانصرفتوش من وشي السعادي
حسام بإنزعاج :جت هادمة اللذات ... يلا يلا بينا من هنا
وغادروا من امامهم سريعاً
حمدت مريم ربها على حضور فرح فلولاها لما استطاعت التخلص منهم
فرح .... اول صديقة اتخذتها منذ دخولها مدرستها الابتدائية تعرفت عليها وقتها وتعاهدتا ان يظلا صديقتان للابد
فرح : انا مش فاهمة انتى ساكتة لهم ليه اومال لو مكنش ل**نك طوله مترين
مريم بحزن: مش عايزة اتعامل مع اشكالهم حتى
تن*دت بعدم اقتناع لتردف متسائلة
فرح : مالك ؟ شكلك زعلانة و على اخرك ... حصل ايه ؟
مريم بتأفف : آسر
فرح بمرح : المز بتاعي .... ماله عمل ايه؟
مريم بغيظ : مز ..... فرح متعصبنيييش ... انا مش عارفة انتى شايفة المغرور ده حلو ازاى
فرح : انتى اللى معندكيش زوق فى الرجالة اصلا ... سيبك انتى من كل ده و قوليلي حصل ايه المرة دي كمان ؟
مريم : مفيش جديد .... موضوع كل يوم .. بيزن انى اغير من لبسي
فرح : وانا كمان هقولك نفس الكلام زي كل مرة ...هو عنده حق فى كلامه انتى مش صغيرة على الميني جيب اللي لبساها دي .... امال لو مكنتيش ملتزمة و بتصلي كل فروضك و بتقري القرآن كنتي عملتى ايه ..... انا مش عارفة ازاى تلبسي لبس ع** شخصيتك كده
مريم بغيظ : برضو مش هريحه .... خليه يشرب من البحر بتحكماته دي
فرح : مفيش فايدة من الكلام معاكي انتى غاوية تعانديه و خلاص .. فى الصح بقى او الغلط مش مشكلة المهم تعانديه لا و اللى يجنن اكتر انه هو كمان حاطط نقره من نقرك رغم كبر سنه و شدته دي الا انى شايفة انه بيتعامل معاكي زي الطفل ... فعلا مش فاهمة دماغكم دي
قضت يومها بالمدرسة محاولة تناسي ما حدث صباحاً وتجاهل قلقها من تهديده لها بال*قاب لكنها تعلم انه لم يسبق له ان تراجع عن كلمة قالها
انتهى اليوم وغادرت الى المنزل ... و فور دخولها بوابة الفيلا الخارجية وجدت من يناديها
ميزت صوته ..... فمن ينسى صوت جلاده .... التفتت له سريعاً وجدته يقف فى اكثر بقعة تكرهها بالفيلا بجانب حمام السباحة شتمت بداخلها لتراه يشير لها ان تأتى اليه
ذفرت بقوة قبل ان تتحرك نحوه لترى رجل يقف بجانبه لم تكن قد لاحظته منذ قليل وقفت تطالعه بتساؤل حتى تحدث بجدية
آسر : ده كابتن ياسر
استمرت فى النظر اليه تحثه على اكمال تعريفه
آسر بخبث : مدرب السباحة الجديد بتاعك
لتتسع حدقتا عينيها فى دهشة وخوف وتبتلع ريقها فى قلق قبل ان تتحدث دون ادراك
مريم بدهشة : اييييييييييه؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.............................
يتبع ....................
اللي شايف انها كبرت بسرعة و جريت بالاحداث فانا ذكرت فترة طفولتها فى الاول و كام مشهد منها كده عشان اوضح شخصيتها من صغرها كانت عاملة ازاى و برضو متزعلوش هحاول اعمل كذا فلاش باك من الفترة اللى عديتها دي
يلا بقى قولولى ايه رأيكم فى الفصل و الاحداث ككل
اتفاعلو معايا من فضلكم