الفصل الخامس

3636 Words
الرواية من تأليف الكاتبة إيمان المغازي غير مسموح نقل او اقتباس اي جزء منها غير بموافقة منها الاحداث كاملة من خيال الكاتبة ولا صلة لها بالواقع تذكّر أنّني معك دائمًا… فعندما لا تسير الأمور على ما يرام وعندما يملأ الحزن قلبك ، تذكّر أنّني أحبّك إلى الأبد. – في المرّة الأولى الّتي رأيتك فيها ، أردت أن أحملك بين ذراعيّ ، وحتّى اليوم أنت بالنّسبة لي أجمل امرأة في العالم ، أحبّك وأقول لنفسي أنّه إذا كان المطر يتساقط علينا ، سأبقيك في أمانٍ بين ذراعيّ. – حبيبي ، بمجرّد أن أكون معك ، لا أتوقّف أبدًا عن التّفتّح ، مثل أرضٍ مهجورةٍ بعد المطر… معك فقط آمالي تنمو…أحبّك. – حبيبي أنا أحبّك بجنون ، قلبي لم يعد يميّز بين الحلم والواقع… لم يعد عقلي يفكّر بأيّ شيءٍ آخر: إنّه يفكّر فيك فقط. – الحياة بدونك لا تبدو حياة هي فقط صحراء فارغة، أنت فقط من تعطي لحياتي اللون الأخضر، سأظل أحبك. ومن أجمل رسائل حب طويلة: أنت الأ**جين في حياتي، فأنا لا أستطيع التنفس بدونك، وأنت في حياتي الشمس التي تُدفئ قلبي، صدقني أنت لي كل شيء. – إلى الإنسانة التي أحببتّهُا حبّاً لا يوصف، إلى من تربّعت في قلبي، وجعلت حبَّها وساماً على ص*ري، إلى من تعيش ليلي ونهاري، إلى أميرتي وفتات أحلامي، إلى من نقَشتها الأقدار في قلبي، وحفرت اسمَهُا في عقلي وعروقي، إلى التي تهواها الرّوح والجسد، وإليها تركُن الآهات والوِئام، إلى من قضيت معهُا أسعد لحظات حياتي، إليكِ، يا من تغار منها الشّمس، والقمر، وكلّ البشر، إليكِ يا أغلى من عمري أهد*كِ قلبي، وحُبّي، وعمري، لقد أصبحتِ كلَّ شيءٍ في حياتي، أنت دمعتي، وبسمة حياتي، أنتِ نبض قلبي، وأحلامي، وآمالي، أنتِ حبّيبتي الأوّلى، والأخيرة. – لأجلّك أطرح العالم جانباً، فقلبي لن يضمّ إلا حبّكِ، وص*ري لن يضمّ إلا شوقكِ وحنانكِ، أقسم أنّني لا ولن أقدر على أن أحسّ إذا كانت الحياة خاليّةً منك، يا من تعانقني بشوقهِا وحنانهِا، يا من تهّدهِد صرخات قلبي، واشتياقي بالشّوق، والأملِ، والحنانِ. – حتّى الورود أبّت إلا أن تشاركني أحاسيسي الصّادقة، فكتبت لكِ أجمل، وأرقّ كلمةٍ يتبادلها العشّاق، أحبّكِ أقولّها بكلّ لغات العالم. – كم أعشقُ تلك النظرات الصامِتة التي تُشرق كالشمسِ من عينيكِ، فتذوب ملامِحَ وجهي بين ثنايا جفونكِ الغائرة، أعشقُ فيكِ كل شيء؛ عفويّتك، غيرتك، قسوتك، رقّتك، بسمتك، دمعتك، **تك؛ حتّى طريقة جِلستك أعشقّها، طريقةُ مشيتُكِ أعشقها، وكل ما أكرههُ هو مفارقتك، أعشقُ حروف اسمُكِ تحت أسنّة أقلامي، وأغارُ عليكِ من نفسي إن قبّلتُكِ في أحلامي، أغارُ على تلك الخدودِ الورديّة التي لطالما غارت منها ورود الربيع، فقلبي بدونكِ عقيمٌ لا يُنجبُ حُبّاً لأحد، ومشاعري بدونكِ ملساءٌ لا تُنبتُ إلا الشوك والآسى، وأنا بدونكِ بلا حياة. – ببالك خليني، وعلى حالك طمني، واخبارك ما تقطعها، مستني اشوف رقم تليفونك. – مش لاقي أي كلام من كتر غلاوتك، وفوق حبي يعلم ربي اد أيه بحبك وبحترمك. – على نفسي أكذب لو قلت نسياك، وعلى روحي اكذب لو قلت نسيتك. – ليك عندي وردتين، وردة بتبوس خدك، ووردة تبوس شفايفك وتقولك صباح الخير. – لو فاكر قلة الرسايل بعداك عني ومرخصة مقامك، فورب الكون انت على بالي وأنا مش ناسيك. – وأزاي اعرف أشوفك لو الشوق زاد عليا، ديمًا اللُقى محكوم ب*روف ووقت. – كل شيء ممكن ينتهي بلحظة، عمري، حياتي، وحتى رسايلي، إلا غلاوتك انت ما تنتهي. – الليل يحلى بنظرة عيونك، وعلي نور البدر مرسوم جفونك، والكون كله ما يسوى بدونك. كيوسف حين عوقب على ذنب لم ت**به يداه وحمل الذئب وزر اخوته عوقبت هى على ذنب لم تقترفه بأيدي من احبت فانزلها من علايتها ونزع عنها ثوب عفتها كعقاب منه لها على ما لم تفعله مر الوقت سريعا ليحين وقت العودة للبيت. شكرت الجميع وقبل الصعود إلى السيارة بجانب والدها اقتربت سلمى منها وقالت بصوت خافت -شكرا براءة وأعتذر مرة أخرى باغتتها براءة واحتضنتها وهي تهمس في أذنها - ليس عليك الاعتذار على تصرفات الآخرين. فقط عليك الإبعاد عنها وحسن اختيار أصدقائك يا صديقتي. نصيحة عابرة لم تعرها سلمي الكثير من الاهتمام ظنا منها ان دنيا لم تتعمد ما فعلته وان سوء الفهم بين الصديقتين سرعان ما سيصحح حين تتعرف كلا منهما بالأخرى ثم كان وداع على أمل لقاء قريب في اليوم التالي في الجامعة، أما هو فظل يفكر بها كيف تتسلل بقلبه ببطء وكلما حاول لفظها تشبثت به دون إرادته أو علمها الفصل الخامس كادت أن تدمر كل ما بالغرفة من غيظها، أرادت ان تجعل تلك الفتاة سخرية الحفل فقد اكلتها الغيرة حين رأتها وكيف يتعامل معها الجميع وخاصة اوس الذي ظل يراقبها طيلة الوقت ظانا ان لا أحد يرى نظراته الولهة لها لكنها لم تفوتها ابدا بل تبعتها لترى بعينيه كم العشق الذي يشع به قلبه لفتاة لم يرها غير بضع مرات وهي من تعرفه منذ سنوات لم تستطع ان تلفت نظره لها حتى جلس بتراخي يراقب نوبة الغضب التي دخلت بها ش*يقته ببرود، منتظرا ان تهدأ قليلا كي يبدأ هو ببخ سمه كعادته فهو كالأفعي التي تتربص بغريمها وحين تنقض عليه تبخ سمها بعروقه وت**ر عظامه بالالتفاف حوله فلا يبقى لديه مقاومة -تلك الحقيرة -اهدأي ش*يقتي الأمر لا يستوجب كل هذا الغضب اغتاظت من طريقة ش*يقتها الباردة -يا لبرود أعصابك ألم تر ما فعله -ماذا، لقد انقذها فقط -انقذها فقط، ألم ترى لهفته عليها، ونظرات المحبة لها! لمعت عيناه بخبث وهمس بفحيح -تستحق غضبت من إعجاب ش*يقتها الجلي بغريمتها -ماذا! -كما سمعت فما رأيك أن اتذوق تلك الحلوى الغربية؟ كادت تتهور لكنها فهمت مغزى كلماته فضحكت بصخب وهي تصفق بيدها لش*يقها الداهية الذي حل مشكلتها بلحظة فهي لا يهمها اهو معجب بها أم لا يكفي ان يدمرها ويبعدها عن طريق هدفها الأوحد أوس بسهرة أخرى بأحد الواد الليلية تعالت الموسيقى وزاد معها حماس الموجودين فاتجه بعضهم للرقص والآخرين ظلوا يتناول ن المشروبات الروحية والبقية تبادلوا الأحاديث وغيرها أما هي فركنت لطاولة بجانب خافت ضوئه جالسة بجوار صديقها الذي راحت يداه ترسم منحنيات جسدها بجراءة وهي شبه تائهة بسبب الخمر الذي احتسته فانتشت بلمساته واستجاب له لتقترب منه مطالبة بالمزيد فراح هو يزيد من النار لهبا بقبلته التي غيبتهم عن الجميع حتى جلست بأحضانه كع***ة ليس كفتاة لم يلمسها احدهم من قبل لتهمس باسمه -مايكل ليزأر من تأثره بهمسها وتزداد لمساته قسوة حتى وصلا لنقطة لا رجوع عنها فقد اعمتهم شهوتهم عما سواها فهي لا تدري ما تفعله وهو لا يأبه بما سيحدث -أنت ستكونين لي الليلة جميلتي لينتهي الكلام بينهم ويبدأ الفل الذي لا رجعة منه إلا بالندم الذي ستسقط به هي حين تعي ما حدث لها نتاج ثمالتها صباح جديد حل على القصر الكبير. اجتمعت العائلة على طاولة الافطار لتشرئب أعناقهم فور سماع صوت ضاحك قادم من الدرج - صباح الخير. ها قد استيقظت حتى أنعم بالطعام معكم قبل أن يغمى علي من الجوع. سارع السيد محمد يحضنها بشوق - طفلتي الغالية الحمد لله أنك بخير. ارتعب قلبي خوفا عليك وأنا انتظرك منذ البارحة. -أنا آسفة عما حصل وأعتذر من الجميع. ثم أضافت وهي تنظر ناحية أوس المنغمس في طعامه دون النظر إليها -وأشكر الجميع عما فعلتموه لي. أجابها السيد رشدي وهو يرتب لها مكانا للجلوس - أنت ابنتنا كما سلمى. أردنا فقط معرفة ما حصل. نظرات سلمى متوسلة لها مما جعل براءة تجيب قائلة - أخي لم يخطئ حين قال عني طفلة. لم أنتبه لحقيبتي حين سقطت مني قرب المسبح وبعدها انزلقت قدماي بكعبي العالي. حينها رمقها أوس بنظرة حادة كأنه يخبرها أنه هنا ولكنها تمسكت بثباتها وأبعدت نظرها عنه كما غيرت مجرى الحديث راسمة الابتسامة على وجهها الطفولي - ما رأيك أن أملأ معدتي المسكينة أولا لأتذكر ما حدث بالتدقيق لاحقا؟ فيا عمي العزيز لا عقل ولا ذاكرة لمن لا أكل في بطنه. لينفجر الجميع في الضحك ما عداه هو الصارم ذو القلب الملتهب. مر الوقت سريعا ليحين وقت العودة للبيت. شكرت الجميع وقبل الصعود إلى السيارة بجانب والدها اقتربت سلمى منها وقالت بصوت خافت -شكرا براءة وأعتذر مرة أخرى باغتتها براءة واحتضنتها وهي تهمس في أذنها - ليس عليك الاعتذار على تصرفات الآخرين. فقط عليك الإبعاد عنها وحسن اختيار أصدقائك يا صديقتي. نصيحة عابرة لم تعرها سلمي الكثير من الاهتمام ظنا منها ان دنيا لم تتعمد ما فعلته وان سوء الفهم بين الصديقتين سرعان ما سيصحح حين تتعرف كلا منهما بالأخرى ثم كان وداع على أمل لقاء قريب في اليوم التالي في الجامعة، أما هو فظل يفكر بها كيف تتسلل بقلبه ببطء وكلما حاول لفظها تشبثت به دون إرادته أو علمها استيقظت باكرا، تحممت وهي تدندن بإحدى أغاني الحب لتصل لمقطع فتظهر بخيالها ذكرى صورته ورائحته وهي بين أحضانه مبتلة معه بمياه المسبح. نفضت الفكرة من رأسها مسرعة بالعودة لواقعها، فمن هي أمام هذا الأوس الناري. ارتدت سروالا أزرق **ماء بلا حدود زادته الزهرة الوحيدة على قميصها نورا فبدت ربيعا مشرقا يخ*ف الألباب. جمعت خصلات شعرها للأعلى بمشبكها الفضي المعتاد ثم حملت حذاءها الرياضي وحقيبتها تحت إبطيها وراحت تركض ناحية الباب الخارجي حتى استوقفها أيمن مرتعبا - براءة ماذا بك؟ لما هذه السرعة؟ - لقد تأخرت يا أخي ويجب أن أسرع لألحق بالمحاضرة الأولى. - حسنا فلتتناولي فطورك وسأوصلك. - أفضل إن آكل فيما بعد في كافيتريا الجامعة فتكون مناسبة للتعرف على بعض الأصدقاء الجدد هناك ثم إنك عدت للتو فلتنعم بقسط من الراحة. أظن أبي خرج باكرا كالعادة أيضا. أومأ أيمن إيجابا لتلوح براءة بيدها مودعة بعد أن لبست حذاءها على عتبات الباب ثم اختفت بسرعة خلف باب المنزل معلنة بداية حياة جديدة تتأمل أن تكون أفضل مما تتمناه ظلت معتكفة بغرفتها منذ تلك الليلة التي دفعت ثمنها غاليا، مازلت تتذكر لحظة استيقاظها من النوم لتجد نفسها ع***ة لا يستر جسدها غير ذلك الغطاء وبجوارها كان مايكل هو الآخر عار يغط بنوم عميق، وضعت يدها على فمها لتمنع شهقتها الي كادت تفلت من فمها، لملمت ملابسها وارتدتها على عجل وهي تكافح لتمنع دموعها التي تسابقت للنزول على خدها، جزعت حين شعرت بتململه الذي ينذر باستيقاظه فأسرعت بمغادرة الغرفة لتسمع نداؤه فلم تجبه وغادرت دون الالتفات له فهي لن تقوى على مواجهه الآن فيكفيها ما خسرته لاستهتارها ندمت لما فعلته فهي أرادت ان تعش حياتها دون قيود لكنها ابدا لم تتمن ان تصبح كالعاهرات تقضي ليلتها بأحضان الرجال دون أن تعي مع من قد قضت ليلتها -ريما مسحت دموعها على عجل كي لا تقلق والدتها اكثر أجابت النداء وهي لا تقو على القيام من فراشها لشدة حزنها -ما بك ابنتي؟ -لا شيء امي إرهاق قد ألم بي لامتها والدتها على ما فعلته بنفسها تلك الفترة الماضية من سهر ودراسة وعمل ابتسمت ساخرة من نفسها فوالدتها تشفق عليها دون أن تعلم ما ألم بها من عار جلبته لنفسها بسبب تهورها تعالت رنات هاتفها ولم يكن مايكل الذي يلح على الاتصال بها لدرجة جعلتها تغلق الهاتف للتخلص منه لاحظت والدتها اضطرابها حين رأت اسم المتصل ففطنت أن سبب ما حل بابنتها يتعلق بذلك الشاب -لم لم تردي اتصال مايكل؟ -لأنني علمت أنه لا يجب أن اخرج معه امي -لم الآن؟ -لقد علمت انه صاحب البار وليس عامل به وانت تعلمين جيدا ان أصحاب البارات اغلبهم ينتمون للمافيا كذبة حاكيتها للتخلص من فضول والدتها التي سعدت بتصرف ابنتها ظانة انها قد استعادت رشدها لا تعلم أن ابنتها قد فقدت ما هو أكثر من رشدها ذلك وجوه جديدة تمر في كل الاتجاهات وهي وتتفرس فيهم عسى أن تتعرف على أحدهم حتى أحست بيد أمسكتها من الخلف لترتعب وتقفز إلى الخلف. تظاهرت براءة بالغضب حين وجدتها سلمى وهي تغرق وسط ضحكاتها لتجذب العيون من حولها التي راحت تتأملهم. - هل من السهل عدم رؤيتك هنا يا صديقتي كما هو من السهل جذب الأنظار مثلنا الآن؟؟ زادت ضحكات سلمى ثم أقبلت عليها بهدوء قائلة - حسنا أنا آسفة، كنت أمازحك كأول يوم لك هنا. تعالي معي سأعرفك على بعض الأصدقاء. ثم أمسكت ذراعها وقادتها داخل الكافتيريا. القى الهاتف بالحائط حين لم يجد منها ردا، فتاه سرقت راحته منذ لقاءها به، يريدها كما لم يريد فتاه من قبلها، لم ينس خجلها، عينيها البريئتين وشفتها التي لم يتذوق ما هو ألذ منهن، كونها نقية لم يمسها غيره مما آثار جنونه -ستكونين لي ريما فمايكل لا تهرب منه فتاه يريدها همس بها وهو يغادر منزله متجها لعمله كي يعطي أمره بمراقبتها كي يعلم أين هي الآن ولم غادرت دون أن تحادثه فهي ليست بع***ة لتغادر هكذا، فهو يعلم انها نادمة على تلك الليلة لكنه يتمن أن تحدثه ليخبرها انه ليس بنادم انتهى آخر اجتماع رفقة الوكيل التجاري داخل الغرفة الكبيرة المتصلة بمكتبه الرئيسي حيث دلف بعد ذلك برفقة السيد محمد. - وبهذا تكون هذه الصفقة هي بداية نجاحنا معا يا عمي. - الحمد لله، والشكر لك أيضا فلولا مساعدتك في ميدان الأعمال ما كنت تجرأت على المجازفة والمضي قدما. - الله هو الذي يسر ما نحن فيه والقادم أفضل إن شاء الله. - بهذه المناسبة السعيدة ستأتي اليوم معي وسيكون عشاء النصر لأول صفقة. توارى إلى ذهنه جنيته الصغيرة التي سلبت عقله ولكن هيهات فانها لذلك الغريب الذي سمع اسمه يلفظ بين شفتيها من وراء الباب. تردد واشتاق لرؤيتها ولكن ليس هو من يرضخ وراء قلبه ليزج باسمه على حافة الجرف. - أعتذر، ربما في يوم آخر. - لن أجد أفضل من هذه المناسبة لأدعوك ثم إنك من أهل بيتي وسيسرني أن نجتمع معا هذه الليلة يا بني. لم يجد بدا أمام إلحاح السيد محمد الذي لم يترك له الفرصة للهروب وافترقا حتى موعد العشاء. جلست براءة برفقة سلمى وأصدقائها الذين لم تغب عنهم دنيا. تجاذبوا بعضا من الأحاديث للتعارف فيما بينهم حتى تدخلت دنيا ونظرات الشر الساخرة ترافقها - هل كان الماء باردا تلك الليلة أيتها الأجنبية؟؟ غلى الدم برأس براءة ولكنها تصنعت الهدوء وأجابت والابتسامة تزين ثغرها بعد أن تذكرت نظرات دنيا الهائمة وحديثها المتواصل عن أوس - أشكرك فلولا صنيعك لما حملت بين أحضان أوس إلى غرفتي بعد أن رمى بنفسه ورائي. اشتد الشر لدى دنيا ثم قالت بتوعد ضمني - أؤكد لك أنها صدفة ولن تعاد، فلا تجزعي وانتظري. ظلت سلمى واجمة لا تعي ما تفعل لتطفئ نيران الحرب بين صديقتيها. وقفت براءة حاملة حقيبتها تبغي اللحاق بمحاضرتها وقبل الرحيل اقتربت من سلمى وهمست - عليك مراجعة قائمة أصدقائك.... يا صديقتي. ثم خرجت مودعة الجميع حتى إذا اقتربت من قاعة الدرس رن هاتفها لتجيب بسرعة - أجل يا أبي إني في الجامعة وستبدأ محاضرتي الأولى الآن. - حسنا يا طفلتي ولكن أردت إخبارك أني دعوت أوس للعشاء معنا الليلة، فإن أردت يمكنني أن أطلب طعاما من المطعم. ضاعت محاضرتها من رأسها على ذكر أوس وصار عقلها يدور حول نفسه للحظات وهي لا تعي ما تفعل. - هل سمعتني يا براءة ؟ -أجل يا أبي، سأتصرف لا تقلق. - شكرا يا ابنتي، في حفظ الله. أغلقت الهاتف وغيرت وجهتها لتخرج من الجامعة وتعود للبيت فورا، فحضوره للعشاء اهم الان خاصة وانه منقذها ويجب ان ترد جميله وهذا العشاء مناسبة جيدة لفعل ذلك . نظرت سلمى لدنيا معاتبة عما أكدته للتو فهي من رمت ببراءة بالمسبح. - أنت صديقتي يا دنيا ولا أنسى أول يوم تعارفنا حين دخلت الجامعة وتربص بي ذلك المتسكع ولولا مساعدتك لهلكت، وأيضا حافظتي على هذا كما طلبت منك. فكما تعرفين لو علم أوس لهجم عليه وافترسه كذئب جائع. - ما حاجتك لهذا الكلام يا سلمى. أنت صديقتي وما يضرك يضرني، سأسندك طالما تطيعينني. - لكن براءة لم تفعل شيئا - ستفعل وما فعلته مجرد رسم للحدود لحمايتك. حين يكون الشخص ساذجا فهو يصدق محبة الآخرين المنافقة ويرى غاية نفوسهم هدى وصلاح. كذلك صار الأمر مع سلمى حتى صدقت أن دنيا همها الوحيد راحتها ومصلحتها. قطع رفقتهم نفسه الشخص الذي ساعد دنيا بالوقوع ببراءة يوم الحفلة، وهو يعاين جسم سلمى بنظرات ثاقبة. - أختي العزيزة مجتمعة هنا بدوني. - أهلا وليد، قلت أنك ستلتهي بمحاضراتك فقررت انتظارك هنا مع سلمى أما بقية المجموعة فكل ملته برواية تخصه. - هل لي رواية معكم يمكنني مشاركتها. فهمت دنيا ما يرمي إليه أخوها أمام استفهام سلمى فضحكت وهي تربت على يديه قائلة - روايتك معي وسندلها على رفها. عادت للبيت وهي تجمع أفكارها وكل الوصفات التي تعلمتها من قبل لكنها عجزت على تحديد قائمة طعامها لضيفها المبجل حتى وجدت الحل وأسرعت بالاتصال على أحد الأرقام - مرحبا عمتي أمال، أنا براءة. - أهلا بك صغيرتي، كيف حالك؟ - بخير، ظلت تدور في الحوار معها تبحث عن مدخل لتسأل عن ضالتها فيبدو للمستمع سؤالا عاديا وما هو بسؤال عادي. أحست السيدة أمال بتردد براءة وأن وراءها شيئا تبحث عنه فعمدت على فتح أبواب الثقة بينهما لتسألها بهدوء - براءة يمكنك الاعتماد علي دائما ويمكن أن يكون بيننا أسرار ووعدي لك بالسرية التامة. - في الحقيقة كنت أنظر في وصفات الأطعمة وأردت معرفة ما يحبذه أوس لأنه مدعو للعشاء عندنا الليلة. رقص قلب السيدة أمال فرحا بعد ما أحسته من اهتمام براءة بابنها حتى وإن كان ضيفا لديها، أجابت دون انتظار ردها - إني قادمة أفتحي الباب. دقائق عدت وكانت الاثنتان منهمكتان داخل المطبخ تعدان ما لذ وطاب بود افتقدته براءة طويلا لتهبه لها هذه السيدة التي لم تتمنى لحظتها شيئا آخر غير سعادة ابنها مع هذه الفتاة. عادت سلمى للبيت وهي تفكر في كلمات براءة حول أصدقائها وصراع بداخلها؛ منذ زمن وهي تعرف دنيا التي ساندتها كثيرا وهي تسعد برفقتها لولا أخوها وليد، فهي تشمئز من نظراته وخاصة الآن بعد أن رأت أيمن؛ لم ينظر لها نظرة أخجلتها يوما لدرجة جعلتها تظن أنه لا يراها من الأساس ولولا رؤيتها لهذا التصرف من اخيها سابقا لكل النساء لظنت انه لا يوجد رجال مثلهم وان ندروا! حل المساء ليدخل السيد محمد صحبة أوس الذي بدأ يطارد جنيته بعينيه في الخفاء فور رؤيتها. حظر أيمن وجلس معهم في غرفة الجلوس ينتظرون دعوة سيدة البيت لطاولة الطعام. - هيا يا أختي إن ضيفنا جائع، فهل لنا أن نأكل ؟ جاءت إليهم ضاحكة ثم وقفت أمامهم بسكون وعيونها مركزة على عيون أوس وكأن كلاما كتب بينهما وتقوم بتشفيره، لتنتبه لوالدها وأخوها فتستدرك قائلة - قد عفونا عنكم، الطعام جاهز بعد بضع خطوات صرخ أيمن والدهشة أكلت منه ووزعت الصدمة على ملامحه - هل طلبتي طعاما من المطعم ؟ حركت براءة رأسها بنفي وهي مغمضة العينين - هل عندنا طباخ انتدبناه لينجينا الله من طعامك الغريب ؟ رمقته بنظرة غضب طفولية كعادتها ثم قالت وهي تدعو أوس للجلوس - أنا من جهز الطعام فلتتفضلوا بالجلوس، أتمنى أن يعجبكم. ما لفت انتباه أوس الطبق الرئيسي، طبقه المفضل ذي الطابع السحري على روحه وأمه الوحيدة التي تعرف كيف تجمع بين المكونات بطريقة متناغمة فينزل الطعم حلوا ولذيذا على المعدة. ملأت براءة صحن ضيفها من كل أنواع الأطعمة إلا من الطبق الرئيسي. راحت كل حواس أوس تصارع فكرة الانتظار والتقيد ببروتوكولات الضيافة. وحدها براءة من أحست ببكاء معدته على طبقه البعيد منال فلا صبر له أمام هذه الرائحة وهذا المنظر الشهي. فقامت لتأخذ صحنه من جديد وهي تقول بصوت غير مسموع سوى له - حين تشتهي شيئا فلا داعي للتصلب يكفيك أن تغمس مل*قتك في الطبق وهو يسايرك من دون تردد. ابتسامة علت ثغره وصلت لروح براءة فأطعمتها سعادة. ليس متأكدا إن كان طبقه المفضل أم كلام براءة ما أعجبه ام الاثنان ولكن طعم الأكل في فمه كان إثباتا له أن والدته تنزهت بالأرجاء. أما هي فلا تعرف بدقات قلبها العنيفة بقربه أي شجاعة اكتسبتها وأية جرأة حذقتهما الآن أمامه. جلس برفقة والدها يحتسي القهوة وهو يستمع لأغنية جعلته يفكر هل تلك الكلمات تصف حال حقا؟ I think I'm in love Time's been ticking, hearts are runnin' Think that Cupid's up to somethin' You asked me how I feel, I say nothin' But lately color seems so bright And the stars light up the night My feet they feel so light I'm ignoring all the signs I keep on frontin', yeah I stay bluffin' I keep you wonderin' Keep you huntin' for my lovin' But I crave us huggin' Yeah I stay starvin' Cause I can't admit that you got got all the strings And know just how to tug 'em I think I'm in love again (My head, yeah you're in my head) I think I'm in love again (My head, yeah you're in my head) I didn't think it could be true Let alone that it would be you I think I'm in love again (I'm in love, I'm in love, I'm in love) My hearts' pacin', I'm confused, I'm dazin' I saw something I never seen in you, it's got me shakin' I must be halucinatin' I hear it happens, I'm just sayin' Babe I'm just sayin' Someone give me some paper Someone give me some crayons I'm feeling like a child, I need something to pray on I'm trying hard to trust you when you say "give me a hand" Baby I'm fallin', I hope you catch me when I land I think I'm in love again (My head, yeah you're in my head) I think I'm in love again (My head, yeah you're in my head) I didn't think it could be true Let alone that it would be you I think I'm in love again (I'm in love, I'm in love, I'm in love) In my dreams you're the dutch and I'm the dutchess And your blunts are always loose so I'm in charge of rollin' dutches And we getting so high, we always get the munchies And we go for early brunches that turn into late lunches And we ain't gotta label, we're just rollin' with the punches I make fun of your belly and tell you do some crunches And you say "yeah well your a*s jiggles, go and do some lunges" I say "f**k you" while I'm thinking of you as my husband I think I'm in love I think I'm in love again (My head, yeah you're in my head) I think I'm in love again (My head, yeah you're in my head) I didn't think it could be true Let alone that it would be you I think I'm in love again (I'm in love, I'm in love, I'm in love فتح باب القصر بهدوء متجها لغرفته حين لمح ضوء ينبعث من المطبخ. تسلل بهدوء حتى وصل ورائها ليفاجئها وترتعب هي صارخة - بهدوء وإلا سيتصل أبي بالشرطة. - تستحق ذلك !!! ضحك أوس على جواب أمه السريع ولكن ها قد جاء دوره ليرمي بالكرة التي أعدتها وينسحب بسرعة - طبعا أستحق طعاما شهيا وخاصة طعامي المفضل الذي أبدعت به كعادتك. ارتبكت حركتها تستجمع تبريرا لفعلتها ولكن أوس لم يترك لها وقتا للإجابة، قبلها وانسحب لغرفته فابتسمت على ملامحه المسترخية فقلبه رسمها بوجهه أعلمها ان أسدها سقط صريعا للبراءة اقتباس للفصل القادم بغرفة احد الأطباء يجلس منتظرا تقرير الطبيب الذي سيشخص حالته؛ ألم جنبه الأيمن أصبح لا يطاق لدرجة انه كاد يفقد وعيه من شدته فلزم الأمر ذهابه للمشفى لمعرفة سبب هذه الآلام المضنية -سيد إلياس، دكتور جونس سأكون المسئول عن حالتك صافح الطبيب وعاد لجلسته مقابل للطبيب الذي استقر خلف مكتبه وشرع بشرح حالته وفقا للتقارير التي بيده -حسنا سيد إلياس، يبدو أن إحدى كليتيك تأبى العمل الآن مما سيجعل الأمر صعبا عليك بالأيام القادمة -ماذا يعني هذا؟ -للأسف فشل كلوي وحالة الكلية الأخرى لا تبشر بخير هل سيموت! هل تلك هي النهاية أم ماذا
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD