الرواية من تأليف الكاتبة إيمان المغازي غير مسموح نقل او اقتباس اي جزء منها غير بموافقة منها
الاحداث كاملة من خيال الكاتبة ولا صلة لها بالواقع
كيوسف حين عوقب على ذنب لم ت**به يداه وحمل الذئب وزر اخوته عوقبت هى على ذنب لم تقترفه بأيدي من احبت فانزلها من علايتها ونزع عنها ثوب عفتها كعقاب منه لها على ما لم تفعله
لم تكن المشكلة تتعلق بك!؟
كانت المشكلة تتعلق بي تحتضني أكثر من ذي قبل ، كان قلبي دوماً من يتسبب لي بالمشاكل لا لم يكن بل كان عقلي ، حقاً لا أعرف من المتورط بذلك ، من ، متي أو كيف حدث لا أعرف !؟ كنت أخطو بخطوات تابتة نحوك ، لم أقع ولم تقع ، كنَ نشبه بعض كثيراً ، أحب التفاصيل أما أنت كنت تندهش لذلك وتغضب من تعمقي بك إلا أننا كنَ نتشبت بتناقضاتنا وكأنه طوق النجاة الوحيد ، كنَ متوازيان لم نلتقي ولكن كان هناك ما يجمعنا گ طيف خفي يطمئن كلانا ، كُنت أحدق بكَ وهناك ما يخيفني ، تجاوزت ذلك الشعور المزعج مرة بعد مرة ، إلي أن تمكن مني ، أنِ فقدتك وإن لم أفقدك بعد .
كنت أخاف الأقتراب منك كي لا أشعر بخفقان قلبي ، كنت أضع مسافة تتبعها مسافة حتي أبتعدت ، ولكنكَ كنت تقطع تلك المسافة فأعود لخوفي مجدداً ، خوفي الذي لم أفهم ما سببه ، أحقاً أخاف السعادة المفرطة ، أو تلك الضحكة التي ترتسم حين أتذكرك ، أو لربما غيرتي حينما يتحدث عنك أحدهم بحب ، كنت دائماً أخفي غيرتي بنظرة اللامبالة ولكنِ صرت أخاف تلك النظرة ، الإبتسامة ، أما خفقان قلبي لذيذ ولكن مرهق !
لا أعلم كيف لي أن أتجاوز كل ذلك ! .. حقاً حاولت الهروب لم أستطع حاولت البقاء ولكنِ خائفة !
سألتك ذات مرة أتخاف الحب أم أن الحب مُخيف !؟
تحدق بعيناي ، أحاول أن أشيح وجهي ولكنِ لم أستطع أرتبكت كعادتي ، ثم جاء صوتك بعد **ت طويل هذا ما ظننته
لماذا نخاف الحب ، الحب يهدينا الحياة ، لا نخاف الحب ، ولكن نخاف أن نفقد سعادتنا ، نفقد من نحب ، أن لا نستطيع الأستمرار دونهم ، ، أن لا نجد سعادتنا مجدداً ، أن نفقد دهشتنا للحياة ، البعض منا لم يتجرأ أن يخطوا للحب ، ” ترفع حاجبك بإبتسامة ماكرة تكمل ” يخاف أن يصبح ضعيف في الحب ، يخاف أن يُخذل ، يخاف أن يضيع السعادة التي حاول أن يحتفظ بها ، يخاف أن يفقد توازنه في الحب ، يخاف من مزاجيته المفرطة التي تدمره في حين يحاول المقاومة .. مزاجيته التي لم يعتد على مشاركتها ، يخاف أن يكشف سره الصغير ” تحرك رأسك وترفع حاجبك لتنهي بإبتسامة ثم تحرك يدك كأنك ألقيت علي الض*بة القاضية ” .
• * * * * * * * * * * *
1:30 بعد منصف الليل ..
فارغٌ أنا من كل شئ مُمتلى بكِ ، أرتشف مزيداً من القهوة ما هذا لقد نسيُتها مجدداً باردة لا طعم لها لا يهم , أمامي كتاب يحدق بإتجاهي ببلاهَ تجعلُني أشمئُز منه , ليس اليوم أنا ممتلئ بكِ , دخان كثيف فوضى عارمة أحرق آخر عود تقاب أشعلُ سيجارة لعلها تجتاح ما تبقي من هذا البؤس , ممتلئ بكِ أود أن أكتب لكِ , أنهض من سريري أبحثُ عن قلم فينهار جسدي أرضاً كالقشة التي أوقعت ظهر البعير ,لم أهتم بما تعثرت , وجدث قلم وكمية من ورق الصحف , لن أكتب على ورق الصحف يكفي الصحف بؤس العالم ..
نهضت إلي الطاولة أبحث عن ورقه تليق بكِ, مجدداً المزيد من الصحف المزيد من البؤس يجب تنظيف ذالك , صوت من الخارج لربما سوف تمطر أتجه إلي النافذة تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن, عاصفة من أوراق الصحف تمتزج بدخان السجائر ورائحة العرق , فتلتصق ورقة شبيه لكِ في وجهي ، اُتمتم وجدث ورقة تليق بكِ , يجب عليا أن أنظف جسدي من زئير ما حولي, أعرفك جيداً تمتلكين الحاسة السادسة التي لطالما كرهت السجائر , أحبُ أن أكون مثل ما تحبين, ..
كتبت… ثلاث نقاط تتجاوز الرسميات, أو ربما هذا ما وُحي لي حينها..
إلى الرفيقة اشتقتُ لكِ, العالم هنا يحمل الحب والسلام لا يحتوي على البؤس مثل وطني.
ايكفي أن أقول ذلك أم اقول لكِ, أنني أحتاج لكِ اشتقت لكِ , إنهارت قوتي, تلاشت أحلامي, إلا أنني ممتلئ بكِ هذا ما يجعلني أكتب لكِ، أظهر قوتي معكِ , أرسم حلمي بين أصابعكِ, أكون أنا معك , أكتب لك لتحيني .
أنهيت ثلات نقاط … لا أجيد إنهاء الرسائل .
– أنظر إلى ما كتبت .. أنظر إلى سحر تذكرك ماذا عمل بي, أقرر أن أرسل ما كتب .. أبحث عن ظرف يحتوي ما أشعر به, أضع عليه قبلاتي الحارة أستودعه جيداً …. ثم ماذا, ثم أنني أحتفظ بما كتبت لم أمتلك الشجاعة الكافية , فيزداد رف الإنتظار , أعود مجدداً إلى تلك العاصفة ممتلئ بكِ ، قوياً بما كتبت ، أرتشف تلك القهوة المشبعة بكافيين الحب ..
• * * * * * * * * * * *
ذات مرة أخبرتك بأنني أستطيع أن أتحرر من عبادة أصنام المجتمع والتقاليد لكنك أخبرتني أن ما أقوم به صعب, كيف لكِ أن تواجهي البرمجيات التي أكتسبتها في حياتك من واقع البيئة , كيف لكِ أن لا تنتمي إلى ما عهدته من صغرك, أنت تجازفين هذه المرة, أخبرتك حينها أصابني البؤس من كل هذا كيف لي أن أواجه واقع لا أريده, ماذا قدم لي المجتمع والتقاليد لا شي يذكر سوا ال*قلية التي تجعلني أكره هذا وأحب آخر لمصلحة شحصية ثم ينتهي علاقتي به بعد زوال المصلحة,
سأخبرك ماذا يقول مجتمعي على الزهريات الجميلات الذي صادف الحظ أن يكن هذه السنة يبلغن من العمر ثلاتون عاماً ، أنتم عانسات أمتلكن أي فرصة للزواج حتي إن جاء إليكن الكبار أو المتزوجون فقد ذهب شبابكم ، ما رايك ! أخبرني ! ،أم التقاليد قدمت إلى المزيد والمزيد من التفاهات والتي ينظر لها مجتمعي بنظرة رائعة أما ما تخفيه أنفسهم متناقض كل التناقض, ما رأيك بمجتمعي الذي يقول ظل راجل ولا ظل حيطة , صحيح هذا ما أعجبك أراك تبتسم الآن, لنعد ظل راجل حتى لو أصابك الألم من هذا الزواج ماذا تريدين الطلاق يضحك المجتمع باكمله هههههه أستحملي ذا راجل أكيد غلطي عليه, أحنا معندناش بنات مطلقات, عن أي مجتمع تريدني أن أظل بين يديه وعن أي عادات تتحدث عن تلك التي تقول زوجتَك ابنتي لولدك ثم يكبران معاً ولا يعرفان شي ثم تأتي التقاليد لتفسد علاقات الحب لتجمع بين شخصين بإسم التقاليد, هذا ما تود أن تقوله أليس كذالك ..
ما رأيك أن نتحرر معاً ! لن أقدم عرضي هذا مجدداً فكر جيداً وأخبرني ماذا تريد أما ما قلته سابقاً مقبلات ما قبل الوجبة الدسمة أن أردت ذالك.. عزيزي .
----------------------------------
وجوه جديدة تمر في كل الاتجاهات وهي وتتفرس فيهم عسى أن تتعرف على أحدهم حتى أحست بيد أمسكتها من الخلف لترتعب وتقفز إلى الخلف.
مدت دنيا لها يدها على مضض ثم أجلست سلمى بقربها عن قصد مما أخجل براءة لوقوفها في فراغ بمفردها. تفطن أحد الشبان من أصدقاء سلمى لها فترك لها مكانا بجانبه وعن حسن نية قبلت علها تعوض اصدقائها الذين تفتقدهم منذ مجيئها. لم تمر دقائق حتى اندمجت داخل المجموعة تتسامر وتضحك وهي لا تعلم أن أحدهم أكلته النيران وهو يراقبهم.
ملأ المرح طاولة سلمى وأصدقائها حتى اقترح أحدهم اختيار أجمل فتاة في الحفل فكان التصويت والفوز لبراءة التي قفزت بطفولية تشد إليها ما بقي من أعناق فأخذت الغيرة محلها لدى دنيا وأكل الحسد قلبها فقررت العبث والتنمر عليها في أقرب فرصة وأمام الجميع.
- أظنني سأنسحب بهدوء من الحفل يا صديقي. قد تأخر الوقت وينتظرني عمل في المستشفى غدا صباحا.
- أسعدتنا بقدومك وأسعدني الحديث معك فلنلتقي كثيرا.
- وأنا أيضا ولكن ليس لي في حوارات الآليات الرقمية. يمكن أن تبحث معي حول الأمراض المزمنة التي تأكل عمر الإنسان.
-إذا فلنلتقي ونشرب قهوتينا صامتين.
تناثرت ضحكات بينهما ثم انتقل أيمن لأبيه يخبره برحيله حتى يعيد براءة معه، في حين ظل أوس يراقب في الخفاء ملاكه الأ**د.
صوت الموسيقى الهادئة تملأ المكان، كل مجموعة من المدعوين مشغولة بأحاديثها ومواضيعها. متسلحا بنظرات ملتهبة اتخذ أوس مكانا خفيا قريبا من طاولة براءة التي زاد حماس أفرادها.
فجأة سمع ارتطام في المسبح فاتجهت كل العيون صوبه يتابعون أوس وقد ارتمى في الماء بملابسه، ثوان ثم خرج حاملا براءة بين يديه وهي تخبئ رأسها بص*ره وشهقاتها لا تتوقف.
الفصل الرابع
غادرت بعد أن انهت نقاشها مع والدتها وغادرت على عجل كي لا تترك عقلها الفرصة للتفكير، لا تنكر انها اشتاقت لأصدقائها الذين ابتعدت عنهم منذ سفر براءة وأيمن فقد انشغل الجميع عنها، فسارة سافرت للمؤتمر ما بفرنسا وانشغلت عنها تلك المدة فلم تجد غير مايكل ذلك الشاب الذي يعمل بإحدى الحانات التي أصبحت من روادها
استقلت السيارة بجواره فباغتها بقبلة حارة جعلت الدماء تدفق بوجنتيها لعدم اعتيادها على أمر كهذا
-لذيذة
نطقها بصوت أجش جعلها تخفض عينيها بحياء جعله يكاد يفترسها بعينيه، نوع جديد يقع بشباكه ولن يفلته حتى يتذوقه
انطلق بسيارته يشق طريقه لمكان عمله حيث الملذات المحرمة جميعها مباحة لمن يطلبها انطلقت مع سيارته كلمات اغنية بالمذياع الخاص
Der Tisch gedeckt, der Wein schon kalt
Aber du bist noch nicht da
Es ist ja nicht das erste Mal
Du hast viel zu tun, na klar
Doch ich will, dass du weißt
Was es heißt
Immer nur zu warten
Und ich brauch’ das Gefühl, du bist da
Wenn mein Herz erfriert
Ich will immer wieder dieses Fieber spür’n
Immer wieder mich an dich verlier’n
Will das Leben leben
Wie ein Tanz auf dem Vulkan
Ich will immer wieder neue Sterne seh’n
Immer wieder mit dir tanzen geh’n
Wenn die Nacht beginnt, dann brauch’ ich dich
Nimm dir Zeit für mich
Was hast du nur mit mir gemacht
Dass ich dir soviel verzeih’
Ich brauch den Fels im Sturm der Zeit
Doch nicht nur so nebenbei
Ich will lachen und weinen
Mit dir, nicht nur davon träumen
Und ich brauch’ eine Hand, die mich hält
Wenn ich einsam bin
Ich will immer wieder dieses Fieber spür’n
Immer wieder mich an dich verlier’n
Will das Leben leben
Wie ein Tanz auf dem Vulkan
Ich will immer wieder neue Sterne seh’n
Immer wieder mit dir tanzen geh’n
Wenn die Nacht beginnt, dann brauch’ ich dich
Nimm dir Zeit für mich
لم يمهل نفسه الوقت للراحة وعاد لعمله فور خروجه من المشفى ضاربا بكلام طبيبه عرض الحائط، وحيد هو منذ زمن منذ وفاة والديه تاركين له ثروة تستنفذ طاقته للحفاظ عليها ولاء لتعب والديه بتكوينها، ينشغل لساعات بعمله لا ينفصل عنه غير حين تتصل به براءته للحظات ثم يعود لعمله مرة أخرى ليتوه بدوامة العمل مرة أخرى
زين مدخل القصر بأعمدة منيرة تصل حتى الممر الداخلي المؤدي لساحة يتوسطها مسبح وتحيط به طاولات هنا وهناك ممتلئة بما لذ أكله وطاب شربه.
حضر المدعوون من موظفي الشركة ومقربون للعائلتين وتوزعوا في الأرجاء بعد تحية السيد محمد والسيد رشدي وزوجته.
أما أوس ضيف الشرف فقد زادته بدلته السوداء أناقة وسحرت هيبته أنظار الجميلات فبدى كأمير الحكايات في أحد القصور وهو يرحب بالجميع بإيماءة برأسه.
بعد أن ملأ بطنه سار أيمن في اتجاه السيدة أمال مستفسرا
- إني لا أرى براءة في الأرجاء وقد أخبرتني أنها هنا منذ الصباح وهي لا ترد على اتصالاتي. فهل تعلمين أين يمكن أن تكون؟
ابتسامة وإشارة بإصبعها ناحية باب الحديقة كانت كافية لينظر حيث أشارت ويأتيه الجواب، فقد ظهرت فتاتان زادتا الحفل إنارة بلونهما الوردي والأ**د.
ولعل أروعهما تلك التي التفت بالأ**د فزاد بشرتها البيضاء جاذبية وسقطت لرؤياها ثمار التفاح في عيون كل من تأملها.
شهق أيمن وهو ينظر إليها
- قد تركتك طفلة في الصباح ووجدتك جنية سوداء في الليل !!
فتمايلت بكعبها العالي حتى صارت كأن الأرض ترقص لخطواتها وهي تقول
- هذه نتيجة توحد قوى البنات. نصبح ما نريد أينما نريد. أليس كذلك يا سلمى؟؟
أرسل أيمن نظرة سريعة لسلمى مرحبا لينسحب بعدها تاركا إياها بغيظها على عدم تحرره معها.
في الأثناء كانت عيون الأوس تراقب من بعيد تلك الجميلة وبداخله شيء يخفق بلا هوادة، فلأول مرة يرى ملاكا يتزين بالأ**د ففاق ما كان لها مع الأبيض.
وقف بلا حراك يراقب دوران الأرض مع دورانها وقفزاتها الأنثوية. تمنى الانقضاض عليها وزرعها في ضلعه الناقص عله يخفيها عن العيون المتربصة.
لكنه المحال ويجب أن يظل محالا قبل أن يقدم نبضه قربانا لها.
جمع شتات مشاعره وأفكاره على تحية أيمن له مشيدا بأناقته ليتبادلا بعد ذلك أحاديث متنوعة.
أمسكت سلمى بيد براءة تقودها إلى طاولة ليست ببعيدة يجتمع حولها مجموعة من الأشخاص من بينهم صديقتها المقربة دنيا
- أهلا يا دنيا !! لكم سرني حضورك أنت والأصدقاء. أنظري هذه صديقتي براءة التي حدثتك عنها وهي مقربة جدا من عائلتنا جاءت حديثا لمصر.
فردت دنيا وهي تتأملها بفظاظة
- إذا أنت الأجنبية !!
أجابت براءة على الفور وهي تمد لها يدها
- أهلا أنا مصرية وتشرفت بمعرفتك.
مدت دنيا لها يدها على مضض ثم أجلست سلمى بقربها عن قصد مما أخجل براءة لوقوفها في فراغ بمفردها. تفطن أحد الشبان من أصدقاء سلمى لها فترك لها مكانا بجانبه وعن حسن نية قبلت علها تعوض اصدقائها الذين تفتقدهم منذ مجيئها. لم تمر دقائق حتى اندمجت داخل المجموعة تتسامر وتضحك وهي لا تعلم أن أحدهم أكلته النيران وهو يراقبهم.
ملأ المرح طاولة سلمى وأصدقائها حتى اقترح أحدهم اختيار أجمل فتاة في الحفل فكان التصويت والفوز لبراءة التي قفزت بطفولية تشد إليها ما بقي من أعناق فأخذت الغيرة محلها لدى دنيا وأكل الحسد قلبها فقررت العبث والتنمر عليها في أقرب فرصة وأمام الجميع.
- أظنني سأنسحب بهدوء من الحفل يا صديقي. قد تأخر الوقت وينتظرني عمل في المستشفى غدا صباحا.
- أسعدتنا بقدومك وأسعدني الحديث معك فلنلتقي كثيرا.
- وأنا أيضا ولكن ليس لي في حوارات الآليات الرقمية. يمكن أن تبحث معي حول الأمراض المزمنة التي تأكل عمر الإنسان.
-إذا فلنلتقي ونشرب قهوتينا صامتين.
تناثرت ضحكات بينهما ثم انتقل أيمن لأبيه يخبره برحيله حتى يعيد براءة معه، في حين ظل أوس يراقب في الخفاء ملاكه الأ**د.
صوت الموسيقى الهادئة تملأ المكان، كل مجموعة من المدعوين مشغولة بأحاديثها ومواضيعها. متسلحا بنظرات ملتهبة اتخذ أوس مكانا خفيا قريبا من طاولة براءة التي زاد حماس أفرادها.
فجأة سمع ارتطام في المسبح فاتجهت كل العيون صوبه يتابعون أوس وقد ارتمى في الماء بملابسه، ثوان ثم خرج حاملا براءة بين يديه وهي تخبئ رأسها بص*ره وشهقاتها لا تتوقف.
رحل جميع المدعوين لتظل العائلة بمفردها رفقة السيد محمد وهو يتلقى على الجمر مما حصل لابنته، فظل يخيط جيئة وذهابا آلاف المرات الردهة المؤدية لغرفة سلمى أين تقبع براءته. لم تبخل السيدة أمال على محاورته عساه يهدأ قليلا
- الحمد لله أنها بخير وأظنه مجرد حادث صغير، قد تكون انزلقت وهي تمر بجانب المسبح. المهم أنها لم تصب.
واصل السيد محمد حركاته كأنه لم يسمع شيئا. ثم نظر غير بعيد لذلك المبتل الجالس على كرسي عريض مسندا ذقنه على يديه المتشابكتين وعيونه تتفرس بما يحيط به بهدوء مريب.
- هل هي حقا بخير؟
- لا تخف يا عمي. قد تركتها بالغرفة بأحسن حال لتغير ملابسها وتتجفف وسلمى معها تساعدها. ستراها ويرتاح بالك.
- أتمنى ذلك.
بعينين تنظران للا شيء داخل الغرفة راحت تجفف خصلات شعرها المبلولة وهي تستمع لتوسلات سلمى المتواصلة بصوتها الباكي
-صدقيني يا براءة لم أكن على علم بما سيحصل ولا أظن دنيا تقصد ما حصل. هي فقط كاعتذار أرادت مساعدتك بجلب حقيبتك التي رماها أخوها جانب المسبح، ثم انزلقت ووقع ما وقع.
ابتسمت براءة بسخرية فهي تعلم أن دنيا تعمدت دفعها بطريقة ذكية لم يلمحها أحد بعد خطة الرسالة التي وصلت لأخيها الجالس بقربها لينفذ التعليمات في الحال. سقطت براءة بمفردها في الماء على حين غفلة فارتعبت وتصلبت عضلاتها ولولا منقذها لكان هلاكها. منقذها!! لا تعرف من أين جاء أو لما تشبثت به بقوة حتى صعب عليه تركها فوق السرير فانتظر أن تهدأ بين أحضانه وتركها بعد ذلك لسلمى حتى تساعدها. أية قوة شحنها داخلها هذا المنقذ لت**د الآن وتتزين بالسكينة.
ظل **ت براءة على حاله ولم تنفع دموع سلمى بأي شكل من الأشكال من قتل سكونها وعتق بعض الكلمات من شفتيها.
خرجت سلمى مطأطأ الرأس من الغرفة ليستقبلها السيد محمد عله يجد ضالته وأجوبة أسئلته، ولكن ردها كان مشوشا وبارتباك واضح
- إنها هادئة وطلبت أن تنام قليلا. هذا كل شيء ولا أدري ما حصل في المسبح.
زادت حيرة الأب فدلف بسرعة ليجد براءة تغط في نوم هادئ على السرير. لحقت به السيدة أمال ثم قالت بصوت هامس
- لم يكن سهلا ما حصل والأفضل أن نتركها تهدأ وتنام قليلا وسنعرف كل شيء صباحا.
أومأ برأسه وأغلق الباب بعد أن ودعت نظرات عيونه الخائفة طفلته الصغيرة النائمة.
هدأت الأصوات خلف الباب وبدى لها أن الجميع قد رحل وتركوها تستجمع أنفاسها بهدوء. بحثت عن هاتفها داخل حقيبتها الملعونة التي كانت سببا لما وصلت إليه. اتصلت برقم ليأتيها صوت ناعس
- .....من ؟
- الياس هذه أنا براءة.
- إن الوقت متأخر هل يمكن أن تتصلي غدا يا براءة؟
بدأت دموعها بالانسياب من جديد وملأت آهات صوتها حتى فزع الياس ليصرخ
- براءة ماذا هناك؟ ماذا جرى؟ هل أنت بخير؟
-أجل يا صديقي ولكن أردت مآزره شوقي لكم بسماع صوتك.
- براءة ونحن أيضا اشتقنا لك ولولا العمل لجئنا إليك. سنلتقي قريبا، أعدك.
- حسنا الياس نوما هنيئا.
- ولك أيضا صديقتي
- الياس....دمت صديقي
انتهت المكالمة التي سمعها أحدهم من وراء الباب حين قرر الدخول والاطمئنان عليها بنفسه ليتوقف حين سماع حديثها الذي كان باللغة الألمانية التي وحتى وإن لم يفهمها فهو فهم كلمة "الياس" والمعنى واحد، إنه رجل.
تراجع أوس للوراء ثم توجه لغرفته بسرعة والبلل الذي يغطي جسمه لم يكفي لإطفاء الحريق الذي اشتعل بقلبه.
وتنتهي الليلة حاملة بين طياتها الكثير من الأسرار.
كادت أن تدمر كل ما بالغرفة من غيظها، أرادت ان تجعل تلك الفتاة سخرية الحفل فقد اكلتها الغيرة حين رأتها وكيف يتعامل معها الجميع وخاصة اوس الذي ظل يراقبها طيلة الوقت ظانا ان لا أحد يرى نظراته الولهة لها لكنها لم تفوتها ابدا بل تبعتها لترى بعينيه كم العشق الذي يشع به قلبه لفتاة لم يرها غير بضع مرات وهي من تعرفه منذ سنوات لم تستطع ان تلفت نظره لها حتى
جلس بتراخي يراقب نوبة الغضب التي دخلت بها ش*يقته ببرود، منتظرا ان تهدأ قليلا كي يبدأ هو ببخ سمه كعادته فهو كالأفعي التي تتربص بغريمها وحين تنقض عليه تبخ سمها بعروقه وت**ر عظامه بالالتفاف حوله فلا يبقى لديه مقاومة
-تلك الحقيرة
-اهدأي ش*يقتي الأمر لا يستوجب كل هذا الغضب
اغتاظت من طريقة ش*يقتها الباردة
-يا لبرود أعصابك ألم تر ما فعله
-ماذا، لقد انقذها فقط
-انقذها فقط، ألم ترى لهفته عليها، ونظرات المحبة لها!
لمعت عيناه بخبث وهمس بفحيح
-تستحق
غضبت من إعجاب ش*يقتها الجلي بغريمتها
-ماذا!
-كما سمعت فما رأيك أن اتذوق تلك الحلوى الغربية؟
كادت تتهور لكنها فهمت مغزى كلماته فضحكت بصخب وهي تصفق بيدها لش*يقها الداهية الذي حل مشكلتها بلحظة فهي لا يهمها اهو معجب بها أم لا يكفي ان يدمرها ويبعدها عن طريق هدفها الأوحد أوس
بسهرة أخرى بأحد الواد الليلية تعالت الموسيقى وزاد معها حماس الموجودين فاتجه بعضهم للرقص والآخرين ظلوا يتناول ن المشروبات الروحية والبقية تبادلوا الأحاديث وغيرها
أما هي فركنت لطاولة بجانب خافت ضوئه جالسة بجوار صديقها الذي راحت يداه ترسم منحنيات جسدها بجراءة وهي شبه تائهة بسبب الخمر الذي احتسته فانتشت بلمساته واستجاب له لتقترب منه مطالبة بالمزيد فراح هو يزيد من النار لهبا بقبلته التي غيبتهم عن الجميع حتى جلست بأحضانه كع***ة ليس كفتاة لم يلمسها احدهم من قبل لتهمس باسمه
-مايكل
ليزأر من تأثره بهمسها وتزداد لمساته قسوة حتى وصلا لنقطة لا رجوع عنها فقد اعمتهم شهوتهم عما سواها فهي لا تدري ما تفعله وهو لا يأبه بما سيحدث
-أنت ستكونين لي الليلة جميلتي
لينتهي الكلام بينهم ويبدأ الفل الذي لا رجعة منه إلا بالندم الذي ستسقط به هي حين تعي ما حدث لها نتاج ثمالتها
صباح جديد حل على القصر الكبير. اجتمعت العائلة على طاولة الافطار لتشرئب أعناقهم فور سماع صوت ضاحك قادم من الدرج
- صباح الخير. ها قد استيقظت حتى أنعم بالطعام معكم قبل أن يغمى علي من الجوع.
سارع السيد محمد يحضنها بشوق
- طفلتي الغالية الحمد لله أنك بخير. ارتعب قلبي خوفا عليك وأنا انتظرك منذ البارحة.
-أنا آسفة عما حصل وأعتذر من الجميع.
ثم أضافت وهي تنظر ناحية أوس المنغمس في طعامه دون النظر إليها
-وأشكر الجميع عما فعلتموه لي.
أجابها السيد رشدي وهو يرتب لها مكانا للجلوس
- أنت ابنتنا كما سلمى. أردنا فقط معرفة ما حصل.
نظرات سلمى متوسلة لها مما جعل براءة تجيب قائلة
- أخي لم يخطئ حين قال عني طفلة. لم أنتبه لحقيبتي حين سقطت مني قرب المسبح وبعدها انزلقت قدماي بكعبي العالي.
حينها رمقها أوس بنظرة حادة كأنه يخبرها أنه هنا ولكنها تمسكت بثباتها وأبعدت نظرها عنه كما غيرت مجرى الحديث راسمة الابتسامة على وجهها الطفولي
- ما رأيك أن أملأ معدتي المسكينة أولا لأتذكر ما حدث بالتدقيق لاحقا؟ فيا عمي العزيز لا عقل ولا ذاكرة لمن لا أكل في بطنه.
لينفجر الجميع في الضحك ما عداه هو الصارم ذو القلب الملتهب.
مر الوقت سريعا ليحين وقت العودة للبيت. شكرت الجميع وقبل الصعود إلى السيارة بجانب والدها اقتربت سلمى منها وقالت بصوت خافت
-شكرا براءة وأعتذر مرة أخرى
باغتتها براءة واحتضنتها وهي تهمس في أذنها
- ليس عليك الاعتذار على تصرفات الآخرين. فقط عليك الإبعاد عنها وحسن اختيار أصدقائك يا صديقتي.
نصيحة عابرة لم تعرها سلمي الكثير من الاهتمام ظنا منها ان دنيا لم تتعمد ما فعلته وان سوء الفهم بين الصديقتين سرعان ما سيصحح حين تتعرف كلا منهما بالأخرى
ثم كان وداع على أمل لقاء قريب في اليوم التالي في الجامعة، أما هو فظل يفكر بها كيف تتسلل بقلبه ببطء وكلما حاول لفظها تشبثت به دون إرادته أو علمها
اقتباس للفصل القادم
تظاهرت براءة بالغضب حين وجدتها سلمى وهي تغرق وسط ضحكاتها لتجذب العيون من حولها التي راحت تتأملهم.
- هل من السهل عدم رؤيتك هنا يا صديقتي كما هو من السهل جذب الأنظار مثلنا الآن؟؟
زادت ضحكات سلمى ثم أقبلت عليها بهدوء قائلة
- حسنا أنا آسفة، كنت أمازحك كأول يوم لك هنا. تعالي معي سأعرفك على بعض الأصدقاء.
ثم أمسكت ذراعها وقادتها داخل الكافتيريا.