الفصل الرابع

1657 Words
الفصل الرابع خرج وحيد يزفر بارتياح لحفاظه على وظيفة عم توفيق و إيجاده هو الآخر وظيفة لمدة شهر بعيداً عن إلحاح والده لنزول الشركة معه أتصل بعم توفيق و أبلغه بما حدث و أنه سيمر عليه وقت خروجه من المدرسة ليعرف أماكن توقفه و أماكن ركوبهم .. كان يهبط من على الدرج فاصطدم بفتاة كانت تهم بالصعود فأمسك يدها حتى يجنبها السقوط قائلاً بأسف” أنا أسف مشوفتكيش بس أنتِ كمان أبقي بصي ادامك عشان ما تمشي تخبطي في الناس كده “ ترك يدها بعد ثباتها فرفعت عينيها تنظر لذلك الذي يعاتبها بشكل اعتذار وجدت أمامها شاب في الثلاثين أو أكثر لا تعرف طويل القامة ستة أقدام من العضلات تقف أمامها تنظر لها من أعلي بضيق شعر أ**د و عينين سوداء تلمع في الضوء المسلط عليه من مصباح الدرج لمعت عينيها بالدمع و هى تقول بحرج ” أنا أسفه أنا مبصتش ادامي بعتذر لحضرتك يا أستاذ عن أذنك “ تركته ماريه و هى تصعد الدرج هربا من الإحراج الذي وضعت فيه كانت فتاة في السادسة أو السابعة عشرة لا يعلم فهى تبدو صغيرة بملابسها الطويلة و حجابها الأبيض و حذائها الرياضي و بشرتها الخمرية لم يرى لون عينيها بوضوح فالضوء كان مسلط في عينيه يمنعه من الرؤية جيداً تن*د بضيق فأكمل هبوط الدرج و هو يقول ” هى زعلت و جريت ليه هو شكلي يخوف و لا ايه “ ★ بعد ظهر اليوم اتجهت ماريه إلي حافلة المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي و هى تتحدث مع شهيرة ..” يوه يا شوشو يومين لازقة في قفا حسام لحد ما طفشتيه من البيت و هرب منك و سافر لصحابه يا بنتي أرحميه شويه من ساعة ما وصل و إنتي هات يا خروج و طلبات ولا الي كان مسافر دبي يشتغل مش إنجلترا عشان يدرس “ شهيرة ضاحكه فهي حقا قد أرهقت أخيها بطلباتها حتى هرب متحججا بأصدقائه ... ” على فكرة بيسلم عليكِ و بيقولك الله يكون في عونك مني “ ضحكت ماريه وهمت بالصعود و هى تنظر لدرج الحافلة حتى لا تقع و هي تصعد ، لتصطدم بأحدهم كان يقف على باب الحافلة رفعت ماريه رأسها لتجد أنه نفس الشخص الذي اصطدمت به صباحا يا إلهي ماذا يفعل هذا الرجل في حافلتهم هل هو قريب أحدا هنا أحمر وجهها خجلا و هى تقول بارتباك ” أسفه مكنتش بصه لفوق أصل محدش بيقف هنا “ نظر لها بتأمل صامت فهى نفس الفتاة التي أصطدم بها على الدرج نظر لعينيها كانت بنيه يختلط بياضها بنقط بنيه صغيرة تزينه ...” أنا إلي أسف مكنش يصح أقف هنا “ أص*ر عم توفيق صوتا معلنا تواجده خلفهم ..” معلش يا ماريه يا بنتي أصل وحيد لسه جديد هنا و ميعرفش نظامنا “ ثم قال لوحيد ” يلا يا وحيد وسع عشان البنات تطلع و لا انت مش عايز حد يروح النهاردة “ ضحك وحيد بصوت أجش ” لأ إزاي يا عم توفيق أمال هعرف السكة إزاي“ تنحى جانباً لتصعد ماريه و شهيرة و أتى خلفها باقي الطالبات جلست كلتاهما في أماكنهم و شهيرة تكتم ضحكتها قائلة ... ” مسمعتش اسم وحيد ده من أيام أفلام فريد الأ**ش و أنور وجدي “ أخفضت ماريه رأسها بخجل و هى تجده مازال يحدق بها و بصوت خافت قالت ” بس أسكتي يا شهيرة أحسن يسمعنا و يضايق “   ردت عليها شهيرة بتساؤل ” هو عم توفيق كان بيقول ايه ميعرفش السكة ... ليه هو هيركب معانا كل يوم ولا ايه أنا مش فاهمه حاجه “ ماريه بصوت خافت ” بكره نعرف هو هنا ليه “ ثم أمسكت بيدي شهيرة لت**تها عن أسألتها و هى تكمل.. ”بس بقى أحسن ده لسه بيبص علينا ليكون سمع كلامك عنه “ **تت كلتاهما و الطالبات مازلن يصعدن للحافلة ينظرن لذلك الشاب المفتول العضلات بف*نه يتهامسون فيما بينهم عم من يكون، جلس وحيد بجانب عم توفيق و الحافلة تتحرك ليبدأ رحلة العودة مخبرا وحيد بأماكن الصعود و النزول للفتيات كل هذا و ماريه تنظر من النافذة لتداري ارتباكها منذ رؤيته صباحاً إلى رؤيته الأن و هى تتساءل ماذا يفعل في مدرستنا يا ترى ...؟؟ ★ بعد ثلاثة أيام صعدت ماريه الى الحافلة هى وشهيرة جلست في مكانها بجوار النافذة فهما قد كفا عن الشجار على المقعد منذ قيام هذا الرجل بوظيفة عم توفيق فقد كان في اليوم التالي.. و هما صاعدتان     تتشاجران و تتسابقان من منهن تجلس عليه غير منتبهتين لذلك الذي أحتل مقعد السائق سمعا صوتا متذمرا من مقعد السائق لا يشبه صوت عم توفيق بالمرة ... ” بس لو سمحتوا كل واحدة تقعد مكانها ده أول يوم ليا و أنا مش عايز حاجة توترني أو تشوشني أحسن ندخل في حيطة و لا رصيف و أحنا ماشين أظن كلامي واضح أتفضلي أنتِ و هى أقعدوا “ جلست ماريه و شهيرة ب**ت ذاهل فهما لم تتخيلا أن يكون هذا الشاب سائق حافلتهم الجديد تسألت ماريه أين عم توفيق إذا هل ترك العمل يا تري إذا لما لم يبلغنا بالأمر ...؟؟ أدارت وجهها تنظر من النافذة كما اعتادت أن تفعل حتى لا تنظر إليه بدون إرادتها لا تعلم ما يشدها إليه هل لأنه شاب و وسيم أم لأنها فقط تعرضت لموقف محرج معه أم لأنه يظل ينظر إليها في المرآة من وقت لآخر و هو يظن أنها لا أراه ... ★** بعد أسبوع في منزل ماريه نزلت من على الدرج مسرعة و هى تصرخ فرحا و شعرها الطويل يتطاير حولها قائلة ” تونه يا تونه بابا راجع بعد يومين يا تونه تعالي بسرعة “ خرجت فاتن من المطبخ و هى تسرع ” ايه يا مارو في ايه بتصرخي ليه كده “ ألقت بنفسها بين ذراعي فاتن و هى تقبلها بفرح و جنون ... ” يا تونه بقولك بابا راجع بعد يومين أنا مش مصدقة بابا خف وراجع بعد بكره الحمد لله الحمد لله يا رب “ ابتسمت فاتن في فرح و هى تقبل وجنتيها ” الف حمدلله على سلامته يا حبيبتي ربنا ميحرمكم من بعض أبدا “ قالت ماريه باندفاع و هى تدفع فاتن عائده للمطبخ ...” طيب يلا أنا عايزه أكل أنا جعانة أوي يلا أنا هساعدك نحضر الغدا سوى “ ضحكت فاتن على شقاوة الصغيرة و قد حمدت الله على عودتها لطبيعتها بعد أن أطمئنت على والدها ... ★** طرقت سمر الباب في انتظار الإذن لها بالدخول لغرفة أخيها سمعت صوته و هو يقول ” أتفضل “ دخلت سمر متذمرة ” في ايه ساعة عشان تسمحلي أدخل ليه هو أنا داخله أوضة رئيس الجمهورية “ ضحك وحيد على حديثها قائلاً ” لأ يا حبيبتي أنا أهم من رئيس الجمهورية نفسه بالنسبالك صح ولا لأ “ ردت سمر بتذمر ” ليه بقي أن شاء الله يا سي وحيد “ قال وحيد بغرور ” مش أخوكي يا سمسم و أهم واحد بالنسبالك أنا و بابا و لا أنتِ ليكي رأي تاني “ أجابته سمر بمرح ” اه طبعاً أكيد هو أنا عندي أهم منك يا يويو “ وحيد بغضب مصطنع ” بس متقوليش يويو دي “ سمر باستفزاز ” ليه أمال ادلع وحيد أقوله ايه أيد “ رد وحيد بتذمر متذكرا حديث شهيرة ” و لا يويو. و لا أيد و لا زفت مش كفاية إسمي بتاع الأربعينات إلي كله بيتريق عليه و أنا عايش معاه و ساكت “ انفجرت سمر بالضحك فهي لأول مرة تسمع أخيها يتذمر. من إسمه ” لا لا ده الموضوع كبير و عايز قاعده “ جلست بجواره على سريره و هى تسأله ” قولي بقى مين الي بيتريق على اسمك و مزعلك كده “ وحيد و هو يتذكر حديث صديقة ماريه عنه و هو يرى تعابير وجهها الخجلة عن ذكر إسمه و كأنه اسم ق**ح .... ”لا محدش ضايقني يلا قولي عايزه ايه عشان جاية أوضتي ولا جاية تغلسي عليا كعادتك “ سمر بمرح و هى تمسك يده قائلة ” أنت بتروح فين كل يوم الصبح و ترجع بعد العصر ، بابا بيسأل و عايز يعرف و عشان ميدخلش معاك في جدال أنا أتبرعت أني أعرف و أروح أف*ن عليك عنده فيلا قول بسرعة بتروح فين كل يوم “ تن*د وحيد و هو يجد أنه لا مفر من إخبار أخته اللجوجة تلك فهى دوماً تريد أن تعرف. كل أخباره ” أنا بشتغل لمده شهر في مدرسة ثانوي “ قالت سمر متسأله ..” و بتشتغل ايه بقى إن شاء الله مدرس أل**ب “ قال وحيد بحنق ” و النبي مش ناقصة تريقتك ع المسا “ قالت سمر بجدية ” واحد رياضي زيك ممكن يشتغل ايه غير كده طيب قولي بتشتغل ايه عشان أعرف“ هز رأسه بنفي قائلاً ” مش لازم تعرفي عشان هتروحي زي ما قولتي تقولي لبابا و هيتنرفز عليا و أنا بصراحة مش ناقص و دماغي مش رايق كفاية البطولة إلي ضاعت مني “ سمر بخوف مدعي قائلة بمرح ” ليه هو أنت شغال فراش هناك و لا ايه “ ضحك وحيد فهو يعرف أنها ستسرع لتخبر أبيه ” لأ سواق “ نظرت إليه بتعجب فهى تعرف أعمال أخيها ا***ذة التي تغضب والدها كثيرا ” نعم بتقول ايه “ وحيد بتأكيد ” سواق “ سمر بلامبالاة ” طيب يا يويو يا حبيبي أنا هروح أبلغ بابا و أستلقى وعدك منه عن أذنك يا حبيبي “ أمسك بيدها يوقفها ”و ليه تقوليه مانا قلتلك ده شهر واحد بس “ فكرت سمر قليلاً ” هي ثانوي بنات مش كده “ وحيد بعدم فهم ” اه ليه “ سمر و قد وجدت مخرجا من مشكلتها فهي دوماً كانت تريد ترك مدرستها و الذهاب لمدرسة أخري و لكن دوما يتحجج والدها بعدم وجود وقت لديه ليبحث عن مدرسة أخري لها ” ماشي مش هقول لبابا بس بشرط “ وحيد و هو يرفع عيناه للسقف يأسا ” أتفضلي أطلبي “ قالت سمر بجدية ” تنقلني عندك المدرسة عشان بابا مش فاضي يشوفلي مدرسة تانية ها قولت ايه “ ظل وحيد يفكر بعض الوقت ثم نظر إليها بهدوء و قال .. ” بس بشرط “ ردت سمر بحنق ” ايه بترد هالي و لا ايه عموماً قول عايز ايه “ أجاب وحيد بجديه ” محدش يعرف أني أخوكي و لا أصحابك لو اتصحبتِ على حد هناك ولا كأنك تعرفيني “ ردت سمر بتأكيد ” ماشي و لوني مش عارفة ليه بس أطمن هو أنا هشوفك فين يعني هما السو**ين بيدخلوا المدرسة أساسا“ وحيد و هو يخرجها من غرفته” طيب يلا هوينا عشان عايز أرتاح شويه بجد الصحيان بدري ده شيء مرهق “ خرجت سمر من غرفته فأستلقى علي سريره ليغلق عينيه و يغرق في نوم عميق ... ****************※******************
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD