الغيمة السادسة
…..
في شرفة غرفة نوم بمنزل عمر
يدق رقم التليفون مرة ٱخرى، المتصل هو مراد
تغضب أميرة
ينظر عمر لأميرة ويقول
عمر: لحظة واحدة
يفتح عمر الخط ويقول لمراد باندفاع وغضب
عمر: فيه ايه يا أبني أنا واقف بكلم أميرة أنت ما بتفهمش
مراد بصوت مرتفع: الحقني يا عمر..الححححقققني
…….
عمر بقلق: فيه أيه يا مراد، حصل أيه طمني؟
صوت مراد مخنوق بالبكاء
مراد: سمممممر يا عمر سممممر
عمر بقلق: مالها سمر ؟
نظرت له أميرة بغضب عندما ذكر عمر اسم سمر ،وأتجهت خطواتها للدخول لغرفتها
أشار لها عمر أن تبقى، لكنها تجاهلت أشارات عمر ودخلت غرفتها ، وأغلقت نور مصباح الشرفة، شعر عمر بالضيق و الحزن
عمر بضيق: مش ركبت سمر معاك من قدام بيتي ،عشان توصلها لبيتها؟
مراد بقلق: أيوه
عمر بضيق: أمال أيه اللي حصل؟
صوت مراد بقلق: مش لقيها
عمر بغضب: يعني أيه مش لقيها؟، هي ختة شيكولاته هضيع منك
صوت مراد: اسمعني لس
عمر: حاضىر، سمعك أهو
مراد: سمر طلبت مني أوقف العربية عشان تشتري شيكولاته من محل عمي على
عمر: طيب كويس ،فين المشكلة؟
صوت مراد: أنت عارف محل عمي على جوه شارع ضيق
عمر: أيوه عارفه
صوت مراد: قلت لها أروح أجيب لك ،أعطتني محاضرة أنها لازم تجيب حاجتها بنفسها، ومحدش يصرف عليها ، وأنها بتشتغل ، وحاجات كتير كدا
عمر: عارف عارف ، وبعدين
صوت مراد : قلت لها أدخل معاك ،موافقتش
عمر: ها ،خلص
صوت مراد: فتحت العربية وراحت لعم على، قعدت استناها ماجتش، قعدت يحي عشر دقايق
عمر بغيظ: وبعدين
صوت مراد: نزلت من العربية وروحت محل على أسأله عليها
عمر: طيب تمام
مراد : لا مش تمام
عمر : ليه
مراد : لأني لما سألت عليها عم على، قالي لي ما جتش تشتري منه حاجة و ماشفهاش خالص
عمر: يعني أيه ما شفهاش؟
صوت مراد مخنوق : مش عارف يا عمر، خايف تكون اتخ*فت
عمر: يعني أيه اتخ*فت؟
صوت مراد: هي لبسه لبس مكشوف ،ومحدش هنا من الشباب يعرفها ، وأنت عارف إن المنطقة اللي فيها محل عم علي دي، فيها شباب بتشرب م**رات وم***فين
عمر بعصبية ?
عمر: وأنت أيه اللي خلاك تنزلها من العربية، بدل عارف إن المنطقة فيها شباب من النوع دا
صوت مراد: **مت أنها تنزل ، وأنت عارف سمر لما تكون عايزة حاجة، وأنا الحقيقة وعارف أني ضعيف قدمها
وما بقدرش أزعلها ، و لا بعرفش أرفض لها طلب
عمر: كنت قلت لها بالراحة عشان الوقت اتاخر، هروحك بيتك والصبح ابقي انزلي اشتري شيكولاته برحتك من أي مكان أنتي عيزاه، وبعدين ماهي مخلصة كيس شيكولاته عندي لحقت تكون عايزة تاكل شيكولاته
أميرة يظهر ظلها خلف ستارة الشرفة ، وهي مغتاظة و تظن أن عمر يتكلم مع سمر فأشعل ذلك الأتصال نار الغيرة فيها
عندما رأيى عمر ظلها ابتسم لها واشار إليها بأن تخرج ، تراجعت بسرعة واختفت مرة أخرى
صوت مراد: دا اللي حصل ، وأنا دورت عليها في كل حته مش لقيها ومش عارف أعمل أيه، خايف عليها أوي
تقف أميرة مرة أخرى وراء ستارة الشرفة لتسمع ما يقوله عمر مع سمر ، ولماذا هذا الاهتمام بها ومكالمتها ليلا
ظهر ظلها مرة أخرى ورأه عمر فاشار لها عمر مرة أخرى أن تخرج، لكنها غضبت واغلقت باب الشرفة ، فعرف عمر أن ليلته التي كان يعد لها كلمات وأحلام كثيرة أغلقت بغلق أميرة باب شرفتها
عمر بضيق : كلمها على تليفونها يا مراد وشوفها فين؟
صوت مراد: تليفونها مغلق ، ودا مخليني قلقان أكتر
عمر: طيب يا مراد أنا جايلك أهو استناني، نظر عمر للشرفة المغلقة ، ودخل من شرفته وأغلق نور مصباحها ، ثم خرج منها ونزل أمام بوابة منزله وركب سيارته وتحرك بها بسرعة
لم يكن يعرف أن هناك عين تراقبه من نافذة صغيرة أمامه ،وأذن تحاول تستمع لمكالمته
………
في غرفة نوم أميرة
تقف أميرة خلف نافذة صغيرة تتبع عمر حتى خرج من منزله، عقدت أميرة حاجبيها واتجهت لتجلس على السرير وهي تفكر
أميرة تتحدث لنفسها: هو كلمها وبعدين راح فين؟، معقول اللي بفكر فيه يكون حصل فعلا؟
أميرة تقف من جلوسها وتتحرك ذهابا وأيابا
أميرة تحدث نفسها: لا مش معقول الوقت أتاخر
تنظر أميرة للساعة المعلقة على جدار حجرتها تجدها الساعة الواحدة إلا ربع، ثم تنظر لساعتها التي في يدها للتأكد بأن الساعة الكبيرة مضبوطه، فتجد ساعتها التي في يدها الواحدة إلا الربع أيضا
تجلس أميرة على سريرها مىة أخرى
أميرة تحدث نفسها: لا الوقت متأخر ،مش معقول يقا**ها في الوقت المتأخر دا، معقول يكون هيروح لها البيت؟
تقف أميرة منزعجة من الفكرة ، وتمشي وهي تفرك يدها ذهابا وأيابا
أميرة تحدث نفسها: لا عمر شخص خلوق مش معقول يروح لها البيت ،وبعدين أخوها مسافر وأكيد زوجته الأجنبية معاه في الغردقة، يعني أكيد سمر هتكون في البيت لوحدها
تنتفض أميرة من تلك الفكرة، تجلس أميرة على سريرها
أميرة تحدث نفسها: لو كانت لوحدها هيروح لها إزاي، وهيعملوا ايه سوا؟
تنظر أميرة في المرٱة ، فتسترجع صورة سمر وهي تجري على عمر تمسك يده اليسرى وتقبلها
يحمر وجه أميرة غضبا وهي تحدث نفسها: إن كانت مسكت أيده وباست كتفه قدامنا كلنا أنا وشريف و سحر ووفاء وسالم حتى ما أحترمتش بابا ولا ات**فت من السواق ، هتعمل أيه معاه في بيتها
تدخل الوساوس قلب أميرة وترى سمر ترتدي ملابس عارية ، وتقابل عمر وتتحدث معه بصوتها الناعم المغري، فيقع عمر تحت هذا الأغراء فهو رجل في النهاية الأمر ، وتترقص أمامها صور المناظر خليعه بينهم
تنتفض أميرة وتقف من سريرها
أميرة تحدث نفسها: استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم، إن بعض الظن أثم
تفرك أميرة في يدها
تنظر أميرة للساعة التي أصبحت الواحدة
أميرة تحدث نفسها: بقاله ربع ساعة فين بس، هو كلمها وخرج بسرعة، ياريتني طلعت في البلكونه وسألته بدل ما أهرب وأعمل زي العيال وأقفل البلكونة كان زماني مستريحة دلوقتي و عارفه هو فين وايه اللي بيحصل
تبرز في رأس أميرة فكرة وتمسك بالهاتف
أميرة مبتسمة بخبث أيوه المكالمة دي هعرف منها كل حاجة
تضغط أميرة على زر الأتصال
أميرة تنظر لأعلى
أميرة : يارب ،تكوني بس صاحية يا ...
…………
في غرفة صالون صادق في الطابق السفلي
يجلس صادق غاضب
يدق الباب
صادق : مين؟
صوت سيدة منخفض: أنا سالمة
صادق يذهب ليفتح باب الغرفة
صادق: أيه اللي جابك؟
سالمة: جايه أقولك كلمتين، وخليهم حلقة في ودنك
صادق: أنتي أتجننتي يا وليه ، تكلميني كده إزاي
سالمة: هتعمل فيه ايه يعني؟
صادق: هطردك من بيتي، أنتي حتة خدامة ، لا روحتي ولا جيتي؟
سالمة: لا انا مش خدامة، أنا الي مربية أميرة ، ولو أميرة والعهد اللي بيني وبين أمها مكنتش قعدت في بيت ثانية واحدة يا صادق
يذهب صادق للتليفون الأرضي ويدير القرص
صادق: صادق كدا حاف ، دا أنا هكلم مستشفي المجانين يجوا ياخدوكي
سالمة: انت مش هتخوفني بالكلمتين دول، إن كنت بقولك يا صادق بيه، وبرسمك قدام الناس فدا من زوقي
صادق وقد اشتاط غضبا?
صادق: لا دا انتي اجننتي رسمي يا سالمة
سالمة بغصب: اعتبرني اجننت ، لما الموضوع يتعلق بأميرة بنتي أبقى ليه حق اتجنن
صادق يض*ب كف على كف
صادق: أميرة بنتك ، والله بكره هنشوف العجب العجاب
سالمة: بقولك ايه يا صادق ، اخر كلام قبل ما امشي من البيت دا ، أميرة ….
صادق مقاطعها بغضب
صادق بغضب: تمشى ولا ما تمشيش، دي حاجة ما تخصنيش وان كنتي فاكرة ان رجوع أميرة وقعدها في البيت هتتحكمي فيا عشان اميرة بتحبك فلا والف لا ، انسي ان حد يقدر يتحكم فيا ابدا، حتى اميرة نفسها ما تقدرش تتحكم فيا، يله روحي وغوري من هنا
سالمة بغضب: أميرة مش هتتجوز دكتور شريف
صادق ضلرب كف على كف بتعجب
صادق: يا سلام ،هو انتي اللي تحددي كمان أميرة تتجوز مين و ما تتجوزش مين ، يلا غورى وما شوفش وشك هنا تاني
سالمة : هغور ، انا عارفة الجرح القديم و عارفة إن صعب عليك تجوز أميرة لعمر، بس هما بيحبوا بعض من زمان ، وكلنا عارفين كدا ، حرام نحرمهم من بعض عشان حاجة قديمة حصلت وانتهت
صادق وقد دمعت عيناه?
صادق: بلاش نفتح في القديم، وبلاش تعرفي أميرة
سالمة: ماتخفش عمري ما هقولىلها، مقدرش أجرح قلبها الأبيض الشفاف
صادق بانفعال: أنا ما بخفش من حاجة ،لانك عارفة أن دا لو حصل البلد كلها هتولع وانتي اولهم
سالمة تنظر له بحزن وتمشي تفتح باب الغرفة
سالمة : انا هلم هدومي وماشيه
صادق يفكر لحظة ثن ينادي عليها
صادق بعطف مصطنع : يا سالمة
تلتفت إليه سالمة : ايوه
صادق بعطف مصطنع: بلاش تمشي
سالمة: ليه؟
صادق: بلاش تمشي دلوقتي عشان أميرة الأيام الجاية محتاجه حد تحبه واثق فيه يبقى جمبها وأنتي عارفة أميرة قد أيه بتحبك
سالمة : أنت عارف أن أميرة بنتي
تغلق سالمة باب الغرفة
وينظر صادق نظرة نارية
صادق: هي كل البلاوي بتنزل على راسي في وقت واحد ليه بس ياربي، معدش فاضل الا انت كمان يا سالمة ، تقوليلى بنتي تتجوز مين وما تتجوزش مين
صادق بنظرة انتقام
صادق : طيب يا سالمة، هنشوف ان ما وريتك
يجلس صادق يفكر في خطة للانتقام من سالمة
…..
في منزل وفاء
تتقلب وفاء على سريرها في قلق
وفاء تحدث نفسها: وبعدين بقى ، مش عارفة أنام ليه، دا أنا كنت باجي من الكلية ماببطلش نوم وأكل، النهاردة بطلت نوم ، يمكن الأيام الجاية كمان أبطل أكل
تجلس وفاء على السرير وتضغط على زر مصباح الأباجورة الموضوعة بجوارها ،وتلتقط تفاحة من الطبق الذي وضعته بجوار سريرها
وفاء تحدث نفسها وهي تأكل التفاحة: يله الواحد ياكل قبل ما تنسد نفسه
تنظر وفاء للساعة وهى تدق الواحدة
وفاء محدثة نفسها : يااااه الساعة لسه واحدة ،النهاردة كان يوم تقيل أوي هعمل أيه في الأيام الجاية ، هتمر عليه إزاي بس يارب
يدق هات التليفون بجوارها
تتعجب وفاء، وفاء تحدث نفسها: مين هيكلمني في الوقت دا، دا محدش معاه رقمي أصلا غير سحر وأميرة وسالم بس
تلتقط وفاء التليفون تجد اسم المتصل أميرة تتهلل وفاء وتفتح الهاتف
وفاء: أزيك يا ميرة ، أيه هتقوليلي وحشتيني ، ولا زهقانه ومش عارفة تنامي زي؟
صوت أميرة: الأتنين والله
وفاء ضاحكة?: هتيجي معانا نكمل تمهيدي أنتي كمان ، ولا لا؟
صوت أميرة متعجب: أجي معاكم، معاكم اللي هو مين بقى؟
وفاء: اه صح أنتي لسه ماعرفتش
صوت أميرة متعجب?: ماعرفتش أيه؟
وفاء ضاحكة: مش سحر حصل بينها وبين مامتها مشاكل
صوت أميرة: مشاكل أيه؟
وفاء: والله ما قالت وانا ات**فت اسألها إلا لما تقولي هي بنفسها
صوت أميرة متعجب: معقول سحر تتشاكل مع مامتها ، دي دايما تتكلم قد أيه مامتها تعبت بعد ما باباها مات ومكنش سايب لهز فلوس ، وأن مامتها أشتغلت واتبهدلت عشان تربيها وتعلمها، وأنها حافظة الجميل دا للماتها ، و أنها تفضل شايله فضل مامتها على دماغها طول العمر
وفاء: ايوه فاكرة طبعا كل الكلام دا ، عموما هي اتصلت بيكي قبلي، ويمكن كانت عايزة تحكي لك أنت ، أنتي عارفة أنها قريبة منك عني، بس أنتي ما ردتيش، قلت لها زمنها لسه بتتغدى وسيباه تليفونها فوق في اوضتها
أميرة بضيق وقد تذكرت ما حدث وقت الغداء
أميرة: أيوه، لما طلعت ما مسكتش تليفوني إلا وأنا راحه أكلمك دلوقتي ،وماخدتش بالي والله، إن حد رن عليه حتى
وفاء: عموما هي كلمتني وقالت لي أن فيه مشاكل وأنها عايزة تكمل تمهيدي معايا بس
وفاء وهي تقطم التفاحة
وفاء: أنا عايزه التمهيدي يبقى بكره ،أنا اتخنقت أوي من أول يوم
أميرة: وأنا كمان أتخنقت أوي
وفاء ضاحكة?: مش كنت دايما بقول لكم حلم القعاد في المنيا ، زي واحد شايف الماظ من بعيد ولما يقرب منه يلقيه أزاز
صوت أميرة ضاحك: ? ، ما أنا عارفه إن دا مبدأك، يعني سحر خلاص، أكيد هتكمل
وفاء بحزن☹️: مش عارفة بالضبط ، أنت عارفة أنها كانت مش بتذاكر زينا، لأن كان حلمها ترجع البلد وتتجوز
صوت أميرة: أيوه ، عارفة
وفاء: بس دلوقتي بعد المشاكل دي عايزه تكمل، وهي جايبة تقدير جيد بس، فعايزة تسأل لو ينفع تكمل لو حتى بفلوس؟
صوت أميرة: خلاص تسأل ولو كدا تكمل معانا
وفاء وقد جاءت لها فكرة?
وفاء: ما تسألي شريف ابن عمك ، هو في الماجستير، وأكيد ممكن يسأل لنا
صوت أميرة بضيق ?
أميرة: لا ، شريف لا
وفاء : ليه يا بنتي ،دي مافهاش حاجة
صوت أميرة: يا وفاء قلت لك لا
وفاء: طيب ،لو م**وفه تكلميه خلى عمي صادق يكلمه هو
أميرة : يا وفاء، ما دخلنيش أنا في المواضيع دي لو سمحتي
وفاء: والله أنا مش شايفه أن فيها حاجة، عموما هخلى سالم يسأل شريف، بس المشكلة أن سحر مش عايزة حد يعرف ،وأنتي عارفة سالم وغلاسته ، هيقولي بتسأل ليه ؟، ولمين؟، وأكيد هيعرف أن ي بسأل عشان سحر، هيعرف عشان موضوع المصاريف دا
صوت ٱميرة: يمكن ياستي تجيب تقدير كبير في التربوي ، وساعتها ربنا يسهل
وفاء تقطم التفاحة
وفاء: ياريت
صوت أميرة: بمناسبة سالم ،هو سالم فين؟
تتعجب وفاء: سالم!، أنتي بتسألي على سالم ؟
صوت أميرة بخجل: لا لا ، طبعا
وفاء متعجب : مش لسه قايله سالم فين؟
تفكر أميرة وت**ت ثم تقول
صوت أميرة: أقصد عمل معاك أيه لما روحتوا؟
وفاء ضاحكة: ??هحكيلك،دا طلع طيب والله
صوت غلق بوابة شديد
وفاء استني لما أشوف الصوت دا صوت أيه؟
تقوم وفاء من على سريرها
صوت أميرة بلهفة: فيه أيه يا وفاء ؟
وفاء بتعجب: معرفش صوت بوابة بيت سمر اترزع بقوة
أميرة سعيدة ? وقد نالت ما كانت تصبوا له، أن تعرف معلومات عن سمر
صوت أميرة : هي سمر لسه واصله دلوقتي؟
وفاء: أكيد ، لأنها لو خارجة من البوابة كنت شوفتها ماشية في الشارع
صوت أميرة مستفسر: هي دي أكيد سمر ولا حد تاني جاي لها؟
وفاء بتعجب?: يعني مين هيجي بيت لسمر في الوقت المتأخر دا؟
يتلعثم صوت أميرة: يمككككن ، يممكن، سمير أخوها أو مراته الأجنبية
وفاء: لا سمير ومراته مش هنا
صوت سمر بشغف: عرفتي منين
وفاء: البيت مضلم من الصبح
تنظر وفاء من نافذتها فتجد نور مصباح غرفة نوم سمر قد فتح
وفاء: هي سمر ،لانها فتح نور أوضة نومها أهو
صوت أميرة بلهفة: أنتي شيفاها في اوضة نومها
؟
وفاء : لا أنا بشوف بلكونة الأوضة من بعيد وبس
صوت أميرة بحزن?: يعني متعرفيش إن كان معاها حد ولا لا؟
وفاء بغضب معنفة أميرة?
وفاء: حد مين يعني اللي هيكون معاها الساعة واحده يا أميرة، تقصدي أيه؟
…………..
في غرفة نوم سحر
سحر تنظر في ساعتها فتجد الساعة الواحدة إلا عشرة، تنظر سحر على سرير والدتها فتجدها نائمة بعمق وتعطي لها ظهرها
سحر تفكر وتقول لنفسها
سحر: أكيد ماما نامت ،هى تعبانه من الصبح في تنظيف الشقة وطبخ المحشي وأكيد هتنام عشان تروح تشتغل في الأرض بكره بدري
تتذكر سحر سؤال والدتها
صابرين: أميرة مش هتروح هي كمان؟
تغمض عيناها من الضيق وهى تتذكر ردها
سحر: أيوه هتيجي معانا طبعا، كلنا هنروح إن شاء الله
تغضب من نفسها: الكدب أخرته ايه يا سحر، إلا كدب ، كل كدبة هتجر كدبة أكبر من الكدبة الأولى
تطرد سحر الأفكار من رأسها
سحر لنفسها مبررة: وانا هعمل ايه يعني؟، ما انا هكون هنا لوحدي، ماما منعاني من مقابلة أميرة ووفاء، ومش هعرف اشوف شريف اللي بحبه و أتمنى اتجوزه ، ومش هعرف اشتغل
تبلع سحر ريقها وتقول لنفسها
سحر: هتبقى حياة سودا وصبر زي العلقم، كدا احسن كذبة صغيرة هتخليني ارجع تاني القاهرة، وأحسن حاجة إن اميرة مش هتكمل معنا تمهيدي، كدا هكون أنا اللي قريبة لشريف، وممكن اتحجج بالمحاضرات وأقرب منه واتكلم معاه
تنظر سحر لنفسها في شاشة الهاتف،مبتسمة وشعرها الطويل منسدل على كتفاها
سحر: يمكن لما أقرب منه يشوفني من قرب ويسيبه من أميرة، ولما يلاقيني هبقى دكتورة زيه ينسى ان امي بتشتغل عندهم
تنظر سحر لنفسها بحزن في شاشة الهاتف
سحر لنفسها: هو ممكن ينسي إن أمي بتشتغل بالأجرة في أرضهم ؟
تنظر سحر لنفسها في شاشة الهاتف دامعة
سحر: أنتي بتضحكي على نفسك يا سحر ، دا عمك صادق لسه بيعملك زي الخادمين ، بيعامل وفاء وسالم الغرب عنه بطريقة ، وبيعاملك زي النكره ولا حتى بيقولك ازيك
تبتسم سحر مرة أخرى لنفسها
سحر: بس شريف متعلم ودكتور و أكيد فرق الكبقات دا مش مهم عنده ، أنا لازم أفكر ممكن أشتغل أيه عشان أصرف على البيت وأمي تقعد من الشغل دا، كفاية عليها شقى بقى اشتال أنا الحمل عنها شويه ، وكمان لما يتقدم لي شريف بعد سنة ولا اتنين ، تكون الناس كلها نست إن أمي كانت بتشتغل بالاجرة، بس تعملى ايه يا بت ياسحر؟ تعملي ايه؟
تنظر سحر لنفسها في شاشة الهاتف
سحر: لازم دلوقتي ارتب افكاري الاول اشوف امي نامت ولا لا، وبعدين اكلم وفاء اشوفها عرفت أميرة ولا لا، كنت عايزة اكلم اميرة اطمن على موضوع غدا الدكتور شريف دا كمان ، بس أميرة بتنام بدرى ، وكمان خايفة تكون قاعدة مع عم صادق ،واسمع منه كلام يحرق دمي قبل ما انام، وأنا الحقيقة مش ناقصة حرق دم اكتر من كدا
سحر تنادي على أمها بصوت منخفض: يا مامتي، يا مامتي
لا تجب الأم ويظهر من صوت نومها أنها غارقة في النوم، تنزل سحر من على سريرها وهي تضع الموبيل في بنطال البيجامة ، وتتجه لسرير أمها وتنظر من بعيد على وجه أمها النائم
سحر في نفسها: الحمد لله ماما نايمة في بير
سحر تفتح باب غرفتها بهدوء، وتخرج من غير أصدار صوت
تدخل سحر الحمام وتضغط على رقم وفاء
تتصل بوفاء ،يأتي الرد أن هاتف وفاء مشغول
سحر بضيق : دا وقته يا وفاء
تحاول سحر وتتصل مرة أخري ،
يأتى الرد أن الرقم مشغول
سحر: وأنا هقضي طول الليل في الحمام بقى يا وفاء، طيب هصبر كمان شوية
تنظر سحر لعقارب الساعة في يديها تمر دقيقتين وكانهما دهر
تتصل سحر بوفاء، وياأتى لها نفس الرد
سحر بضيق: ياتري بتكلمي مين يا فوفو؟
سحر تفرك رأسها
سحر : اه ه ه، هو فيه غيرها ، أكيد بتكلم أميرة
سحر طب أحاول أتصل بأميرة، سحر تعود مرة اخرى في رأيها
سحر: لا بلاش
تنظر سحر في الساعة تمر ثلاث دقائق تحاول سحر الاتصال بوفاء مرة أخرى
يأتي نفس الرد، الرقم مشغول
سحر تكلم نفسها: لا مابدهاش بقى ،هرن على أميرة رنه صغيرة و أقفل
تبحث سحر عن رقم أميرة في الهاتف،ثم تتصل برقمها
يإتي نفسر الرد ،الرقم مشغول
تبتسم سحر: أكيد وفاء بتقولها على موضوع التمهيدي ، لا كدا الموضوع هيطول
سحر تفرك في راسها
سحر: يا ترى هتقولي أيه يا اميرة على تكميل الدراستك ؟ ، يارب تقولي لا مش هكمل
يدق باب الحمام ، صوت صابرين ناعس
صابرين: انتي في الحمام يا سحر ؟
تنزعج سحر ويكاد يقع منها الهاتف
سحر تحاول تقلد صوت النعاس
سحر: ايوه يا ماما خارجه اهو
تدس سحر هاتفها في جيبها وتخرج
صابرين: ايه ما نمتيش لحد دلوقتي ليه ؟، انا حاسة بيك وانتي عماله تتقلبي على سريرك
سحر تنظر لامها وقد حسمت أمرها
سحر: ماما عايزه أكلمك في موضوع مهم
تتثائب صابرين وهي تدخل الحمام
صابرين: دا وقته؟
سحر: أيوه يا ماما
صابرين: يا بنتي الصباح رباح
سحر: بس دا موضوع ما ينفعش يتأجل للصبح
صابرين: نامي يا سحر، بكره نتكلم إن شاء الله
تستسلم سحر لأمر والدتها وتدخل غرفتها
سحر تكلم نفسها : بس لازم نتكلم بكره الصبح يا ماما لازم
…...
في الشارع
عمر يقف بسيارته أمام سيارة مراد
يخرج عمر من السيارة
عمر ينظر لمراد منفعل?
عمر : أزاي تسبها تنزل لوحدها من العربية، في الحتة المقطوعة دي؟
مراد ينظر لعمر بانفعال? : ماقدرتش عليها يا عمر
عمر يحاول أن يهدأ ، يدخل عمر السيارة ويجلس في المقعد الأمامي المجاور لمقعد القيادة
عمر: طيب سوق العربية أنت لأني مش قادر وتعبان
يجلس مراد في مقعد القيادة
مراد : حاضر، هنروح فين؟
عمر : اطلع على بيتها
ينظر مراد متعجب: بيت مين؟!
عمر منفعل?: بص هي مش طالبة غباء دلوقتي، على بيت سمر طبعا
مراد:نروح لسمر بيتها أزاي وهي هناك لوحدها
عمر : أطلع يا مراد لو سمحت
مراد ينظر لعمر
مراد: مش أفهم الأول؟
عمر: لا مش لازم تفهم، أطلع يا مراد يا حبيبي
مراد يسوق السيارة مفكر كيف يذهبان لبيت سمر وهي تعيش بمفردها وينظر لعمر الذي أغمض عينيه يتذكر وقفته في الشرفة ٥مام شرفة أميرة ، وحديثه معها ، وكم كان يتمنى أن يقول لها كل ما في قلبه
عمر يتحظث لنفسه: كان نفسي أقول لها وحشتيني، وبحبك ، وعايز أتقدم عشان نتجوز
يتخيل عمر أنه يرمي لأميرة الزهرة التي كانت في يده ، يتخيل عمر فرحة أميرة ، ثم تقف السيارة أمام منزل سمر
مراد بقلق : أحنا وصلنا لبيت سمر أهو؟ هنعمل أيه بقى يا عمر؟
ف*نقطع كل أحلام عمر على صوت مراد
……..
في منزل شريف
يجلس شريف مع والده حسن في غرفته
حسن متعجب?: يعني قالت لكم مش عايزة اتجوز دكتور، و عايزه أكمل دراستي؟
شريف ينظر لوالده بتعجب
شريف: وأيه الفرق ؟
حسن: لا يا ناصح ،دي تفرق عن دي
شريف: والله يا بابا أنا أحيانا مابهمكش، المضمون اننا مش هنتجوز وخلاص
حسن: بص يا دكتور ، مش هتكمل تعليمها ، يعني مش هتتجوز أي حد دلوقتي صح؟
شريف ينظر لوالده ويركز في كلامه
شريف: أيوه صح
حسن : أنما مش عايزه تتجوز دكتور ، يعني ممكن تتجوزي أي حد ،بس مش هتتجوز دكتور
يشير حسن بسبابته لشريف
حسن: يعني مش عايزه تتجوزك أنت، فهمت
شريف: لا ، بردوا
حسن بخبث: هي كدا عممت رفضها للجوار وخصصت رفضها لك ، فهمت ؟
شريف ينظر لوالده وقد زادت التساؤلات في رأسه
شريف : وليه كل دا ، هي ترفضني إنا بالذات ليه؟
حسن ينظر لشريف بجدية
حسن: أنت مش عارف هترفضك ليه يعني؟
شريف يخفض رأسه
شريف : عارف
حسن : يبقى لازم نلاقي حل في الموضوع دا وبسرعة
شريف : أزاي بس يا بابا؟
حسن مبتسم? : هنلغي التعميم ، وهي مش هتعرف ترفض التخصيص
شريف: مش فاهم حاجة
حسن : أمال بس دكتور أيه؟
شريف: طيب فهمني بالراحه
حسن بكره الصبح هنروح لعمك صادق، وأعتبر نفسك خطبت أميرة
شريف: ياريت يا بابا أنا بحبها أوووي
حسن: وأنا كمان بحبها، أميرة تربيتي وعارف أخلاقها وأدبها كويس، وبنت متعلمة تعليم عادي وتليق بك،وبنت أخويا
ينظر حسن نظرة طمع
حسن: وكمان هتورث من صادق أراضي وبيوت وكل دا هيكون لك أنت ولولادك منها يا شريف
شريف بضيق?
يا بابا أنا عايز أتجوز أميرة عشان بحبها
صادق: والله العظيم هجوزها لك
صادق ينظر لشريف بضيق
صادق : مافهاش غير عيب واحد بس.
شريف ينفخ: أيوه عارفه
صادق : بس لو كنت عرفت تأكل دماغها الخمس سنين بتوع القاهرة دول وتعرف تغير دفت قلبها نحيتك
شريف بحزن : كنت خايف أقرب منها ، تضيع مني
حسن وهو يضع يده على ص*ر شريف
حسن: خلاص ولا يهمك، أنا هسيبك تنام وبكره يحلها ألف حلال
يمشي حسن فيمسك شريف يد والده
شريف: مش هعرف أنام وأنا قلقان وبفكر ،هتعمل أيه يا بابا رسيني؟
حسن : يا واد ما تخفش كدا
شريف: طيب فهمني
حسن: هنروح بكره لبيت عمك صادق
شريف: وبعدين أيه خطتك ؟
حسن: طيب اسمع يا سي الدكتور خطتي أيه
يجلس حين ليشرح لأبنه شريف خطته
………
تقف سيارة عمر عند بيت سمر
تضحك وفاء??: لا أكيد دي سمر
صوت أميرة : وأيه اللي مأكد لك أوي كده
تضحك وفاء وتخفض صوتها?
وفاء أصل المتيم واقف بعربيته تحت بيتها
شعرت أميرة بالضيق والخوف من أن كلام وفاء يكون المقصود به عمر
صوت أميرة بضيق☹️: متيم مين بقى إن شاء الله؟
وفاء ضاحكة: ?
مش هتصدقي هو مين؟
أميرة بغضب?: قولي يا وفاء متيم مين ، قولي هو ميييين؟
…..
بقلم
نانيس خطاب