الغيمة السابعة
.....
أمام منزل سمر
تقف سيارة عمر عند منزل سمر
تضحك وفاء??: لا أكيد دي سمر
صوت أميرة : وأيه اللي مأكد لك أوي كده
تضحك وفاء وتخفض صوتها?
وفاء : أصل المتيم واقف بعربيته تحت بيتها
شعرت أميرة بالضيق والخوف من أن يكون كلام وفاء المقصود به عمر
صوت أميرة بضيق☹️: متيم مين بقى إن شاء الله؟
وفاء ضاحكة: ? مش هتصدقي هو مين؟
أميرة بغضب?: قولي يا وفاء متيم مين ، قولي هو ميييين؟
وفاء تظر من النافذة لتتأكد
وفاء : تعرفي عربية مين اللي وقفه قدام بيت سمر وعمالة تزمر
صوت أميرة بخوف: عربية مين قولي بقى؟
وفاء بتعجب: والله ما أنا مصدقه ،كل دا يطلع منك يا عمر
تصدم أميرة ويرتعش جسدها ولا تستطيع بلع ريقها
صوت أميرة وقد أنخفض من الإعياء: عمر ابن عمي ؟!
وفاء تضحك? : أيوه يا ستي عمر ابن عمك قاعد قدام البيت في العربية وعمال يزمر، دا مجنون ولا أيه؟ ، مش خايف الناس تصحى من زمارة العربية
صوت أميرة وهو باكي: اللى بيحب ما بيهموش حد
وفاء : مالك يا أميرة ، صوتك متغير
صوت أميرة: إرهاق السفر بس
وفاء : عمر ذكي وعارف أن بيت سمر وبيتنا هما بس اللي في الحتة المقطوعة دي
تضحك وفاء مداعبة ?
وفاء: وأكيد أخويا سالم عارف الحكاية وستر وغطا غطا عليه طب مش يحترم وجودي
صوت أميرة حزين: أيوه ،عندك حق أنا هنام بقى
وفاء: أنا هستخبى ورا الستارة وأشوف قصة الحب المشتعلة دي
صوت أميرة مكتوم وهي تحاول أن تكتم البكاء
أميرة: تصبحي على خير
وفاء وأنتي من أهله
تغلق وفاء الهاتف وتقف خلف ستارة النافذة بشغف
وفاء: لازم أعرف اليوم دا أخرته أيه معايا؟
…..
أمام منزل سمر يخرج عمر من السيارة وينادي
عمر بصوت مرتفع: أنا عارف أنك في البيت يا سمر، أطلعي بوصيلي أحسن لك
يسمع سالم صوت عمر المرتفع فيتعجب من وجوده وارتفاع صوته أمام بيته
ينظر سالم من النافذة فيجد عمر ينظر على بيت سمر
سالم وهو يطل برأسه من النافذة
سالم: تعالى يا عمر اتفضل
ينظر له عمر ويبتسم
عمر: شكرا يا سالم ، أنزل عايزك
سالم يدخل يرتدي جلباب أزرق غامق وينزل على سلالم البيت ويخرج من البيت ليقابل عمر
تعطس وفاء من رائعة عطر سالم النفاذة التي تصيبها بحساسية و عطس
ينظر سالم لأعلى فتلتقي عيناه بعين وفاء
ينظر لها سالم نظرة تحذير بأن تدخل غرفتها ولا تقف في النافذة
تخاف وفاء وتغلق النافذة بسرعة
وفاء: يا هادم اللذات يا سالم ، كنت هقضي باقي الليل اتف*ج على مشاهد حب وغرام، يا ساتر عليك يا شيخ
تغلق وفاء نور مصباح الابجوره التي بجوارها
وفاء بضيق: وادي كمان نور الابجوره أحسن تيجي تشوفني نمت ولا لا
وفاء تكلم نفسها: هنام بقى غصب عني
تغمض وفاء عينها وتنام نوم عميق
…….
في غرفة نوم أميرة
أميرة ترتمي على السرير وتبكي بكاء مرير
أميرة: كدا يا عمر ، معقول بعد كل الحب اللي حبيته لك دا، معقول تعمل فيه كدا
أميرة لنفسها: هو عمره ما وعدك بحاجة، وأكيد كان عارف أن شريف هيتقدم لك ، ولو كان عايزك ، كان أتقدم لك الأول
تبكي أميرة بحرارة مرة أخرى
أميرة?: يعني أنت بتحب سمر ،مالقتش إلا سمر دي وتحبها
أميرة: جريها عليه وبوس كتفه قدمنا كلنا كان واضح أنه حب، وأنتي وقفه زي الهبلة مش عارفة تقولي له أزيك حتى
أميرة ترفع رأسها وتحاول أن تهدأ
أميرة: لازم تهدي وتفكري يا أميرة ،لازم تعرفي هتعملي أيه؟
أميرة باكية: لازم أسافر أكمل دراستي في القاهرة عشان أبعد عنه ، وعنها وعن شريف وعن البلد دي كلها
أميرة: بس دا فاضل أكتر من ثلاث شهور على الدراسة، هتعملي أيهةالفترة دي ، هتبعدي عنه أزاي و الباب قدام الباب والبلكونه قدام البلكونه ، والذكريات والحب معششين في قلبك
أميرة تبكي بحرارة ? وتنظر لأعلى
أميرة : دبرها من عندك يارب
……
في الطريق
يجلس حامد في سيارته يستمع لأغنية عبد الحليم ويغني معها ( كان يوم حبك أجمل صدفة..لما قابلتك مرة صدفة
ياللي جمالك أجمل صدفة .. كان يوم حبك صدفة
صدفة قابلتك ولا على بالي .. شفت ساعتها جمال الدنيا)
يبتسم حامد ويقول لنفسه
حامد: فعلا أنا شايف دلوقتى جمال الدنيا، ربنا يسعدك يا فوفو زي ما فرحتيني
يمسك حامد بالهاتف ويفكر
حامد: أتصل بيها دلوقتي ، لا ،لا ، زمنها نايمة؟
حامد يضع الهاتف على تابلوه السيارة
يمسك خامد بالهاتف مرة أخرى وينظر في الساعة
حامد : الساعة داخله على اتنين، ما ينفعش أتصل بيها أقلق نومها دلوقتي
حامد يعود يغني مع الأغنية مرة أخرى
( كان يوم حبك أجمل صدفة..لما قابلتك مرة صدفة
يمسك مرة أخرى الهاتف بتردد ..ويعود يضعه على التابلوه وهو يردد
حامد : الصباح رباح باذن الله أكلمها بكره،بدل ما أقلقها
( كان يوم حبك أجمل صدفة..لما قابلتك مرة صدفة) يغني حامد مع الأغنية وتنطلق السيارة
…..
أمام منزل سمر
سالم ينزل لعمر
سالم : فيه إيه يا عمر عامل دوشة قدام البيت ليه؟
عمر ينظر له ولا يتكلم
ينظر سالم داخل السيارة ليجد مراد يجلس في السيارة غاضب?
سالم: هو فيه أيه يا مراد، حصل أيه؟
مراد ينظر لحامد ولا يرد
سالم يضحك?: حصل أيه هي القطة كلت ل**نكم انتم الاتنين ولا أيه؟
عمر ينظر لأعلى وينادي
عمر بغضب : يا سمر لو مانزلتش هطلع اجيبك من شعرك
سالم بتعجب: فيه أيه يا عمر ؟، عملت أيه سمر
عمر: عايز أعرف هي هنا ولا لا؟
سالمة : أيوه جايه من نص ساعة ورزعت البوابة وراها ، وكان صوت رزعتها عالى لدرجة أني قمت بصيت من الشباك
عمر ينظر لمراد بلوم
عمر: شوفت مش قلت لك أنها ضحكت عليك وجت هنا
مراد بضيق: ما تقولش ضحكت عليك دي يا عمر، أنا مش اهبل ولا ع**ط عشان تقولي ضحكت عليك
عمر بغضب: أمال تسمي اللي عملته دا أيه غير انها ضحكت عليك
مراد بغضب?: تاني يا عمر، هتقول ضحكت عليك تاني ،مافيش فايده فيك، عايز تعصبني عليك
عمر بغيظ: اتعصب عليه ، أقولك تعالى اض*بني احسن
سالم يتدخل : فيه أيه يا رجاله ، أهدوا كدا وحدوا الله
الجميع: لا اله إلا الله
سالم: فيه أيه بس يا عمر ، حصل أيه؟
عمر: ماحصلش حاجة
مراد: يا سالم سمر كانت عند عمر، وقالي روح وصلها ، جت سمر عند محل عمي علي ، عارفه
سالم: ايوه عارفه طبعا
مراد يكمل حديثه
مراد: قالت لي عايزة أجيب شيكولاته من عند عم على ، طبعا لما جيت أقول لها هنزل أنا وماتنزليش أنتي ،أعطتني محاضرة في أنها حرة ولازم تنزل تشتري حاجتها بنفسها وبفلوسها
سالم ضاحك?: لا و الحقيقة سمر مقنعة في المحاضرات جدا
عمر ينظر لسالم: بطل تريقة على بنت عمك
سالم ضاحك?: أنا قلت حاجة أنا بقول الحقيقة، وبعدين يا مراد، دا أنتم باين سهرتكم صباحي
مراد : راحت ناحية المحل وأنا كنت قاعد في العربية
سالم: طيب مانزلتش معاها ليه، أنت عارف أن المنطقة هناك لبش ، والشباب هناك مبرشم
ينظر مراد لعمر
مراد: أهو سالم قال نفس الكلام أهو ، قلت أنا حاجة
عمر ينظر لمراد بضيق
عمر: دا يغلطك أكتر، عارف ان الشباب هناك كدا، قلت لك ما تقفش بالعربية أصلا، ومتنزلهاش من الأساس
سالم : عندك حق في دي يا عمر، المهم وبعدين؟
مراد: غابت فترة ، نزلت أدور عليها مالقتهاش ،أرن على رقمها مغلق ،اتصلت بعمر وقلت له
سالم : طب أيه اللي جابكم لبيت سمر؟
عمر: عشان عارف بنت عمي بتاعت مقالب ، هي سابت مراد في العربية وجت هنا لبيت ، وسبته يدور عليها
سالم ضاحك?: يابنت اللعيبة، دماغ والله
عمر: أنا كنت متأكد أنها جت البيت، وأنت يا سالم أكدت لي أنها جت
سالم ينظر لهم بشك
سالم :بصوا ، أنا سمعت رزعت البوابة بس معرفش إن كانت سمر ولا لا
عمر: أكيد هي أخوها ومراته لسه مسافرين، هنشوف دلوقتي
عمر ينادي: والله لو فاتت دقيقة وما بصيتي لي من البلكونه يا سمر لطلع لك أجيبك من شعرك، وانتي عارفة حلفان عمر، بيعمله لو على قطع رقبته
تنظر سمر من البلكونه وهي مرتدية زي نوم ، شورت تحت الركبة وبلوزة قصيرة بدون أكمام
سمر تنظر من البلكونة وهي تقول
سمر بقلق: بتزعق ليه يا عمر، صحتني من النوم
عمر بغيظ: نوم ولكي عين تنامي بعد كل القلق اللي عملتيه لنا دا، ألبسي روب وطرحة وانزلي
سالم وهو يحدث نفسه: ليه تلبس روب وطرحة يا عمر، ما كدا حلو أوي خلينا نشوف الحاجات الحلوة من غير شاشة تليفزيون و بالمجان
عمر يفهم نظرة سالم فيض*به على كتفه ويقول له
عمر: عيب عليك
سالم ينظر لعمر مبتسم: هو أنا قلت حاجة
عمر: نظرتك بتقول حاجات كتير
سالم وهو يضع يده على عينه
سالم: أهو مش هبص أهو
مراد وقد اغتاظ من سالم
مراد: هتبص على أيه يا….
قاطعه عمر بنظرة صارمة وهو يشير للباب الذي يفتح
عمر : الهانم نزلت أهي
تراقص قلب مراد من الفرح عندما رأي سمر، ونسى كل ما حدث منها ، فكانت بالنسبة له هواء عليل في يوم حار
بينما سالم مشى بعيدا
سالم : أنا هطلع عشان أعمل لكم الشاي على ما تخلصوا
عمر: مش عايزين نسهرك بس يا سالم
سالم: لا أنا كدا كدا ، هقعد عشان أصلى الفجر
عمر: ربنا يرضى عليك، خلاص يا سالم أتفقنا هنخلص ونطلع لك ، و ننزل نصلي الفجر سوا
سالم: طيب ماشي منتظركم ، السلام عليكم
لم يرد مراد فقد توقفت عيناه عن الحركة ، ولم يعد يسمع إلا صوت قلبه الذي يعزف موسيقى رائعة عذبة
بينما سالم نظر نظرة عابرة لسمر التي أردت روب قصير مفتوح له غطاء رأس ، تحته بلوزة قصيرة وشورت يغطي الركبة بالكاد ، ويتدلى شعرها البني الفاتح الطويل من جوانب الغطاء
يبتعد سالم متمتم
سالم: اللهم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
مراد ينظر لسمر بعين هائمة ،
عمر ينظر لسمر وهي تقترب ، لم تكتشف وجود مراد، بينما كانت تنظر لعمر وهي خائفة
عمر بغضب?: عملتي كده ليه؟
سمر وهي تنظر للأرض
سمر: عمر أنت عارف
عمر بغضب?: عارف أيه بس وزفت أيه؟
سمر تضع يدها على وجهها وكأنها تخاف أن يض*بها عمر
عمر ينظر لسمر فيشعر بخوفها فيحاول أن يهدأ من خوفها
عمر : أتفضلي عرفيني
سمر: أعرفك أيه بس يا عمر
عمر : ليه سبتي مراد في العربية وقولتي له أنك راحة تجيبي شيكولاته من محل عمي على، وبعدها قعد بدور عليك مالقيش، واتصل بيك موبيك مغلق
سمر تبتسم : اه ، قفلت موبيلي
عمر وكمان بتضحكي
سمر: مكنتش عارفه يا عمر ،أن مراد هيكلمك ويعمل دوشه كدا ، وأ نك هتقلق عليه
عمر بغيظ: لا والله أمال فاكره ايه أن مراد هيروح البيت ينام وخلاص
سمر منفعلة: بص يا عمر ، ٱنت أجبرتني اروح مع اللي اسمه مراد دا، وانت عارف كويس اني لا بحبه ولا بطيقه، وجيت على نفسي روحت معاه عشان خطرك، وطول الطريق مكنتش طايقه نظراته الهبلة ليه وكلامه الع**ط، ولما لقيت محل عم على قلت فرصة اهرب منه، وما افتكرتش أبدا انه هيعمل الغاغه دي، قلت مش هيلاقيني هيروح وخلاص وخلص الفيلم
عمر ينظر لاندفاع سمر كالبندقية وقد فتح فاه ولم يستطع أن يوقفها
مراد ظل وجهه يتلون عند سماع كل كلمة من سمر عليه، فتح مراد باب السيارة ، فوجئت سمر بوجوده وفتحت فمها و**ت عن الكلام ، ثم وجهت جسدها جانبا لتبعد نظرها عنه
**ت الجميع لحظة ، ثم تكلم مىاد وقد وضع وجهه في الأرض
مراد بحزن: أنا هسبقك على المسجد، خلص وفوت عليه
هز عمر رأسه ولم يرد
مشى مراد مسرعا
……..
أمام منزل سمر
عمر: عجبك كدا اندفاعك وطولة ل**نك
سمر: و أنا ايه اللي عرفني انه قاعد في عربيتك ، مش كنت تقولي
عمر: بردوا ما بتعترفيش بغلطك ، ما فيش فايده فيك، يعني كل الجسم دا ومش شيفاه يا عمية البصيرة
سمر: لا ماشوفتوش والله ، بس أحسن أنه سمع ، وعرف الكلمتين اللي شيلاهم له في قلبي
عمر: هو انت معندكيش دم خالص ، كمان بتقولي ٱحسن، بدل ما تندمي على اللي عملتيه فيه، دا الراجل كان منهار وكان بيدور عليك زي المجنون
سمر بتريقه : بقولك أيه يا عمر ، أنا مكنتش أعرف أني لما اسيبله في العربية انه هيقعد يعيط ،ويروح لعمو عمى يشتكي
عمر: يا سمر فكري صح مراد بيحبك بجد ، ومش معنى أنه مش عايز يزعلك أنه قليل أو صغير، دا ماسك أملاك العيلة كلها
سمر: يوووه يا عمر ،أنت معندكش إلا الاسطوانة دي ، أنا بحب شريف ، و مش هتجوز إلا شريف فاهم
عمر بحدة: وشريف بيحب مين؟
سمر تدمع: مش مهم بيحب مين، المهم أنه هيتجوزني أنا ، وبكره تشوف
عمر: أتمنى بكره يجي بسرعة، بصي يا سمر ،هقولك كلمة، ماتسبيش اللي بيحبك ، عشان تجري ورا وهم اللي ما بيحبكيش
سمر متوسلة: أرجوك يا عمر، سبني على راحتي
………..
في الشارع
يمشي مراد ببطء وكأن قدماه قد شلت ولا يستطيع المشي
يفكر مراد بحزن: يعني ما بتحبنيش ولا طيقاني، ليه يا سمر أنا عملت لك ايه لكل دا، دا أنا كنت بكلمك وأنتي في القاهرة كل يوم الصبح وبالليل ، ولو لقيتك تعبانه أو عندك مشكلة كنت بكلمك ثلاث وأربع مرات في اليوم، وكنت ببعت لك فلوس وأقول أنها من أرضكم وأنا بعطيكي أكتر من حقك خمس مرات، كنت بخاف عليك ، وكنت عامل زي ظلك
يقف مراد ويتحدث لنفسه : ليه يا سمر ؟! ، ليه؟!، دا أنا عشان واحدة في الكلية قالت عليك كلمة ، نزلت الكلية مخصوص، وروحت وأدخلت في الموضوع ووقفت جمبك وأنتي كنتي غلطانه لما خليت البنت جت أعتذرت لك، وأنتي في الاخر ضحكتي لي وقلتي ببساطة، شوفت يا مراد عشان تعرف أنه هي اللي غلطانه في حقي
مراد وهو يمشي مرة أخرى يفكر: معرفتيش قد أيه أنا اتحيلت عليها وخليت كرامتي تتهان منها ومن عيلتها ومن اللي يسوى واللي ما يسواش عشان تتنازل عن المحضر، ما تعرفيش أني عطلت شغلي وشغل العيلة كلها عشان أقعد في القاهرة أراضي في دا وابعت وسطه لدا عشان تتنازل عن المحضر اللي هعملاه لك، معرفتيش أني أعطتها ٢٠ الف جنية عشان تتنازل عن المحضر اللي عملته لكي عشان ض*بتيها في الجامعة، كل دا عشان ماشوفش دمعة واحدة من عنيك
وكل دا يا سمر وتقولي مش طيقاه ، أمال بتحبي مين يا سمر بتحبي مين بس
يسمع نداء من خلفه
صوت رجالي لكنه عذب
يلتفت للصوت، فيجد الشيخ عادل
الشيخ عادل وهو ينهج
الشيخ عادل: ? السلام عليكم يا مراد بيه
مراد ينظر للشيخ عادل ويحاول الابتسام
مراد: عليكم السلام يا شيخ عادل ،مالك كدا مش قادر تاخد نفسك ليه؟
الشيخ عادل يقف ويضع يده على ص*ره ويأخذ نفس
الشيخ عادل: يا سيدي عماله أنادي عليك من ساعتها وأنت ولا هنا ، فمشيت وراك بسرعة
ينظر مرتد للساعة
مراد بلطف: طيفب أوقف خد نفسك ، لسه شويه على الفجر
الشيخ عادل وهو يمسك مراد ويمشي بجوارة
الشيخ عادل: ما أنا بحب أروح بدري شويه، وهي فرصة نتمشى وأقول على موضوع
مراد : خير يا شيخ عادل
الشيخ عادل: خير إن شاء الله ، هو أنا بيجي مني إلا الخير
مراد يهز رأسه مؤكد
مراد: أكيد طبعا يا شيخ عادل، اتفضل اتكلم
الشيخ عادل: والله يا مراد بيه في موضوع شاغلني اليومين دول
ولما لقيت جاي من الطريق دا رغم انه بعيد عن بيتك ومش بتصلي في المسجد اللي بقيم فيه الصلاة ، قلت دي أكيد اشارة من ربنا أنه حطك في طريقي عشان أعجل بيه
مراد متردد: أيوه ،أنا بصلي في الجامع الكبير، بس كنت سهران مع عمر وسالم اولاد عمي في بيت سالم ، وقلت اسبقهم على ما يتوضوا ويحصلوني على المسجد
الشيخ عادل: يبقى إن شاء الله خير
مراد: خير يا شيخ عادل
الشيخ عادل: أنت عارف أني من القاهرة وجيت هنا من كام شهر ،عشان والدي والدتي متوفين فقلت أقعد مع خالي
مراد: والله أنا مش عارف تفصيل بس تمام، خير
الشيخ عادل: أنا عندي سبعة وعشرين سنة وغير متزوج ، وبشتغل أمام وعايش في بيت خالي حسان
مراد يتظر له ويقول في نفسه: خلص بقى يا شيخ عادل، زهقتني مش نقصك
مراد: تمام يعني أيه المطلوب مني يا شيخ عادل
شيخ عادل مبتسم: الزواج
مراد ينظر له بغضب: عايز تتجوزني؟
الشيخ عادل يحرك يداه
الشيخ عادل: لا ،لا،لا ماعاز الله
مراد: ياريت تخلص يا شيخ عادل المسجد هناك أهو
الشيخ عادل مبتسم: أنا عايزه أتزوج من صاحبة العفة الانسة وفاء أخت سالم بيه
مراد أحمرت عيناه وأمسك برقبة الشيخ سالم
مراد: شوفتها وعرفت اسمها منين؟
الشيخ عادل يحاول أن يفك يد مراد من على رقبته
الشيخ عادل يصرخ: أنت هتموتني مش هتجوزني
مراد : مش هسيلك إلا لما تنطق
الشيخ عادل: هموت يا عالم
مراد: انطق
الشيخ عادل: أمبارح كانت عربية سالم بيه ماشيه بسرعة في الشارع وسالت عربية مين دي، قالولي عربية سالم بيه، ولقيت جمبه الانسة وفاء وركبه معاه، فقالولي أنها اخته، فعايز اتجوزها
مراد: عايز تتجوزها عشان شوفتها في عربية أخوها اللي ماشية بسرعة
الشيخ عادل: أنا أعرف سالم بيه من زمان رجل مصلي وصالح ولا يفوته فرض في المسجد
يهمس مراد لنفسه: والله انت شكلك ما تعرف حاجة
مراد وهو يترك رقبة الشيخ عادل ويرتب ثيابه
مراد: ايوه طبعا ابن عمي رجل محترم
الشيخ عادل: ولما شوفت الانسة وفاء لقتها لبسه طرحة طويلة وشكلها متدين، وسالت قالولي احسن بنات المنيا فقلت خير البر عاجله
مراد: خلاص شويه وسالم جاي مع عمر
الشيخ عادل مبتسم: أنا باخد ثلاث ألاف وربعميت جنية وعندي حتة أرض وهجيب شبكة ب…
مراد مقاطع: الكلام دا لما يبقى فيه موافقه وقبول ، لما سالم يجي نكلمه، ياله عشان ندخل نصلي ركعتين تحية المسجد
يبتسم الشيخ عادل: والله عيلة محترمة ومتدينة
يفتح الشيخ عادل باب المسجد ويدخل هو ومراد للصلاة
….
في غرفة وفاء تنام وفاء على سريرها
صوت هاتفها يرن، تظل وفاء نائمة، يرن الهاتف مرة أخرى ، تفتح وفاء عينيها ببطء
وفاء: هي الساعة كام يا ترى؟
يرن الهاتف مرة أخرى
تمسك وفاء بهاتفها فتجد المتصل أميرة
ترفع وفاء رأسها من على المخدة وترد على الهاتف
وفاء بصوت ممزوج بالنوم
وفاء: أيوه يا أميرة ، هي الساعة كام دلوقتي؟
صوت أميرة وهو متقطع من البكاء
أميرة: الساعة ثلاثة إلا ربع
وفاء بصوت نائم : انتي لسه ما نمتيش لحد دلوقتي
صوت أميرة مخنوق بالبكاء: لا مش عارفة انام
وفاء: انا في سابع بير
أميرة: قومي اتكلمي معايا انا مخنوقة أوي
وفاء وهي ترفع جسدها من على سريرها بقلق
وفاء: الحالة جاتلك ولا أيه؟
أميرة بهدوء: لا، لا، ماتخفيش عندي أرق بس
وفاء: طيب الحمد لله ، قلقتيني يا بنتي
أميرة: أحكيلي بقى
وفاء بتعجب: أحكي لك على أيه؟
أميرة بصوت حزين: على روميو وجوليت اللي جمبك
وفاء ضاحكة: اسكتي سالم سمع صوت عمر ولقيته نازل له
أميرة بضيق: والله ليه كدا مفرق ا****عات دا
وفاء ضاحكة: انا قلت كدا بردوا والله
أميرة : هي كانت نزلت لعمر؟
وفاء: لا مكنتش نزلت لسه
أميرة بضيق: يعني نزلت ولا هو اللي طلع لها ولا أيه اللي حصل؟
وفاء: معرفش سالم شافني واقفه في الشباك ، بصلي بصه كانت هتطيرني ، فقفلت الشباك ودخلت
أميرة بضيق: ليه كدا ، يا خساره كنت عايزة أعرف أيه اللي حصل؟
وفاء بتعجب: بس انت مالك مهتمة أوي بالموضوع دا ليه كدا؟
أميرة متلعثمة
أميرة: مممتهمه ، لا أبدا لا مممهتمه ولا حاجة، أنا بس مضيقة وعايزه حاجة تضيع وقتي، أنا هقفل بقى واسيبك تنامي وأحاول أنام
وفاء تسمع صوت عمر
وفاء ضاحكة: استني استني
أميرة :خير فيه أيه؟
وفاء ضاحكة: باين على العصافير لسه بيزقزقوا
صوت أميرة بتعجب: عصافير أيه اللي بتزقزق؟
وفاء: يا بنتي افهمي هو فيه عصافير غيرهم
صوت أميرة بغيظ: تقصدي عمر وسمر
وفاء : أه هما
أميرة بصوت مرتفع: طب ما تبصي من الشباك تشوفي أيه بيحصل
وفاء: خايفة سالم يكون معاهم
صوت أميرة بضيق: يوه ،عليك يا وفاء ما تعملي أي حاجة خليه ما يشوفكيش
وفاء ضاحكة: أعمل أيه يعني البس طاقية الاخفه؟
تتذكر وفاء شئ فتتسع ابتسامتها
وفاء : استني استني يا أميرة أفتكرت حاجة
صوت أميرة: أفتكرتي أيه خير؟
وفاء وهي تنهض من السرير
وفاء :استني بس أتأكد وأقول لك
صوت أميرة بضيق: هتتأكدي من أيه بس؟
وفاء: ما تستني يا بنتي ، هقولك أهو
صوت أميرة: طيب مستنيه ،معاك للصبح
وفاء مبتسمة : لا مش لدرجة الصبح، دا أنتي فاضية بقى أوي
صوت أميرة بزهق : أوووي
وفاء : طيب هقفل وأكلمك تاني
أميرة : ليه بس ؟
وفاء: اسمعي الكلام ، سلام دلوقتي
تغلق وفاء الهاتف وتفتح كشاف الهاتف وتمشي ببطء ، تضع المقعد تحت شباك صغير وتقف على المقعد وتحاول تفتح النافذة بهدوء، تصد النافذة صرير بسيط لأنها لم تفتح منذ فترة طويلة
تذكرت وفاء عندما كانت في المرحلة الأعدادية و**م سالم أن يغلق شرفة غرفة الطعام بيقود حديدة وأن يغلق النوافذ كلها بحديد وسلوك ولكنه ترك تلك النافذة العالية الصغيرة التي لم تكن تستطيع وفاء وقتهة أن تطولها
وفاء بعناد: بس كنت بجيب السلم وأطلع عليه وأبص منها، محدش يقدر يمنعني من حاجة بدل جت في دماغي و تكون صح مش غلط
وفاء بغيظ لنفسها: قال أيه محاوط كل الشبابيك بسلوك عشان سمير أخو سمر وأبوها كانوا بيبصوا عليه، يبصوا عليه أيه يا سالم يا هبل ، سمير دا كان في الجامعة هيبص على صرصارة زي داخله أولي أعدادي و أبو سمر راجل كبير قد ابويا
أحمر وجه وفاء عندما ذكرت الدها، ولمعت الدموع في عيونها
نظرت وفاء من الشباك الصغير رأت سمر وعمر واقفين أمام بوابة سمر
وفاء باسمة: لا دي هتخلو أوي
أتصلت وفاء بأميرة التي التقطت الهاتف و ردت من أول رنه
ضحكت وفاء بصوت منخفض: ايه يا بنتي هو أنتي صباعك على الزر
أميرة : أه فاضيه بقى ، بتعملي أيه؟
تضحك وفاء?: مباشرة من برج مباشرة نتحدث معكم
أميرة : برج أيه مش فاهمة؟
وفاء: يا ستي عندي في الأوضة شباك صغير كدا مكنش سالم بيه حط عليه سلك وحديد عشان عالي ، فطلعت على الكرسي ووقفه قدام عمر و سمر
أميرة بضيق: هما لسه واقفين؟
وفاء: اه لسه
أميرة : وسالم معاهم
وفاء: لا سالم زمانه بيتوضى عشان يصلي الفجر
أميرة بحزن: طيب هما وقفين أزاي
تضحك وفاء وتقلد وقفت سمر وتقول
وفاء: وقفين كدا أهو؟
أميرة: كدا هو اللي هو ازاي يعني، انتي بتهزري
وفاء تضحك : ايوه بهزر، وقفين عادي مش باين عليهم حاجة غريبة
أميرة : معقولة
تقترب سمر من عمر
وفاء : استني استني
أميرة : ايه ، في ايه؟
وفاء: سمر بتقرب من عمر
أميرة تصرخ : بتبوسه
وفاء: انا قلت كدا حرام عليك هتوديني في داهية
أميرة وقد اشتعلت النار في قلبها
أميرة أمال بتقرب منه ازاي يعني
سمر تقول لعمر بهدوء
سمر: بص يا عمر انا شريف هو حلم حياتي وهاخده يعني هاخده دا عهد بيني وبين نفسي ،مهما طال الزمن ، زي ما أنت بتحب أميرة رغم كل الخلافات اللي بينك وبين عمي صادق، رغم أنك متأكد أنه مش هيوافق على جوازك من بنته، ورغم كدا بتموت فيها، أنا كمان بحب شريف
عمر : يا سمر لازم يكون الحب متبادل، لازم يحبك ، لو حسبناها صح تبقى كده ، يعني سمر تنظر لعمر : يعني عشان اتجوز مراد لازم انا كمان أحبه وأنا مابحبوش يا عمر ، ولو حسبناها بالنسبة لك، لازم أميرة تحبك ، أنت متأكد إن أميرة بتحبك؟
صدمت الجملة الأخيرة عمر، فبرغم لقائه الأخير مع أميرة في الشرفة و برغم إحساسه الكبير بانها تبادله نفس الشعور إلا أنه لم يجزم بعد بأن أميرة تحبه
طافت الشكوك حوله
عمر سأل نفسه: ماذا ستفعل أميرة لو فتح عمي صادق موضوع جوازها من شريف، أزاي هترفض وكل حاجة في شريف مثالية ،مركزه الاجتماعي كدكتور في الجامعة، سنه المناسب ، غني، عم صادق يحبه ، ملامحه جسمه
شعر عمر برجفه عندما تذكر ذراعه المبتور
نظرت له سمر بحزن وقد شعرت أن حديثها أحزنه
سمر:أنا اسفة يا شريف، بس لازم اكون مرايتك زي ما أنت مرايتي
….
في غرفة وفاء
وفاء تتحدث في الهاتف مع أميرة
صوت أميرة: بيقولوا أيه؟
وفاء: مش سامعة حاجة
عمر: لا اسفة ولا حاجة انتي اختي يا سمر، وياريت ما تعمليش حركات العيال دي تاني وتقلقيني عليك
تمسك سمر بكتف عمر وتبوسها
سمر: اسفة يا كبير، مش هعمل حركات عيال و لا هقلق عليه تاني
عمر مبتسم: ماشي يا صغيرة
وفاء بصوت مرتفع: الحقي يا أميرة الحقي
أميرة بانزعاج : حصل ايه؟
وفاء ضاحكة : بتبوسه
أميرة منهارة: بتبوسه في الشارع
وفاء ضاحكة: من كتفه يا بنتي
أميرة تكلم نفسها : بنتبوسه من كتفه تاني
وفاء ضاحكة :خلاص مشيت و طلعت بيتها
أميرة: وهو؟
تسمع أميرة صوت مدوي
وفاء: اه ه ه
أميرة: ايه اللي حصل يا وفاااء؟؟
.....
بقلم
نانيس خطاب