الغيمة العاشرة
…...
مراد يسرع خلف عمر ويمسك بيده المبتورة
مراد بغضب: لو ما ردتش عليها قدامي يا عمر هيكون دا أخر كلام بيني وبينك
عمر يحاول أن يفلت يده من يد مراد التي امسكت بيده بقوة
عمر: مش هرد يا مراد
مراد يتكلم بجديه وبصوت مرتفع
مراد:ورحمة أمي يا عمر، لو مشيت ي ومردتش عليها قدامي ، هيكون اخر ما بينا
ينظر عمر لمراد ولا يعرف ماذا يفعل؟!
عمر بحزم: بلاش شغل العيال دا يا مراد
مراد ينظر لعمر بضيق
مراد: اتصل
عمر ينظر لمراد بضيق
عمر بضيق : مراد
مراد بحزم : اتصل
عمر يمسك الهاتف ويتصل بسمر
صوت سمر : صباح الفل يا عمر
عمر ينظر لمراد
عمر: صباح الخير يا سمر
صوت سمر: معرفتش أنام طول الليل
مراد ينظر لعمر بضيق وعمر يحاول انتقاء كلامه بحذر
عمر: ليه خير
صوت سمر تتثائب: من الناموس، بلدكم دي أكبر تجمع للناموس في افريقيا
عمر مبتسم: ماتبليغبش أوي كده
صوت سمر: والله لو هيبقى كل يوم كدا هسافر
عمر بغضب: هتسافري؟!
مراد ينظر لعمر ويشير له بلهفة هامس
مراد : هتسافر فين؟
عمر مبتسم على لهفة مراد
عمر : هتسافري فين يا مقروضة
صوت سمر: كايرو
مراد وهو يشير لعمر ، وعمر لا يفهم إشارته
عمر: هتروحي لمين في القاهرة؟
صوت سمر ضاحك: الحبايب كتير
عمر وقد أحمر وجهه من الغضب
عمر: ومين اللي هيسمح لكي أنك تروحي تقعدي في القاهرة لوحدك، طيب السنين اللي فاتت كنتي بتدرسي وعايشه في بيت مغتربات، إنما هتروحي تعيشي هناك في القاهرة لوحدك، ليه إن شاء الله ؟
صوت سمر ضاحك: أنت بتكلمني زي ما أكون عيلة صغيرة لسه، لا فوق يا استاذ عمر أنا كبرت والسنين فاتت وأنت لسه نايم
عمر بغضب: انتي هتفضلي في نظري عيلة صغيرة مهما كبرتي
ينظر مراد له وقد احمرت عيناه من الغضب
عمر لا يهتم بنظرات مراد الغاضبة
عمر صوت ير تفع بشده
عمر : اسمعي يا سمر انتي اللي بتعمليه دا هو اللي شغل عيال، لازم تكبري بقى وتشوفي حياتك
صوت سمر بضيق: يا عمر أنا عملت إيه يعني، أنا عايز أعيش في القاهرة و أشتغل زي ما ناس كتير غيري عملوا كدا
عمر بلهجة آمرة: بصي بقى ، دراسة و كملتي ، شغل على النت وسيبك لما مش عارفه بقيتي أيه؟
صوت سمر ضاحك: بقيت مندوبة في شركة ميكاب عالمية
عمر بضيق: طيب يا ستي المندوبة العالمية، بس قاعدة في القاهرة وعيشه وشغل هناك ،لا
عمر بصوت مرتفع محذر
عمر: فاهمة يا سمر لا، أنتي هتعيشي هنا وسط أهلك ، وتتجوزي زي كل البنات
ينظر له مراد نظرة حزينة
صوت سمر: أيوه وتجوزني اللي اسمه مراد دا
عمر ينظر لمراد ويحاول أن يبتعد عنه، حتى لا يسمع كلام سمر ، فين**ر قلبه
عمر: اللي هيتقدم لك وتقولي عليه أيوه ، أنا هجوزه لكي، اتففنا
صوت سمر بنعومة: أنا عايزه اتجوز شريف
عمر بغضب: والله لو اتقدم لك أنا عمري ما هرفض
ينظر مراد بتعجب لعمر ويريد معرفة ، عن أي شخص يتكلما سمر وعمر
صوت سمر غاضب: ولو متقدمش ليا؟
عمر : لو متقدمش، رأيك نعمل أيه يعني ، هنتقدم له أحنا؟!
صوت سمر بضيق: تصدق نكته بايخة أوي يا عمر، والله أنت غلس، وأنا اللي بكلمك عشان أعتذر لك
عمر مبتسم : تعتذري ليا على أيه؟
صوت سمر متردد: أعتذر لك وخلاص
عمر ينظر لمراد مبتسم
عمر : يعني أيه وخلاص، ماتقولي تعتذري ليه؟
صوت سمر بغضب : أعتذر على اللي حصل مني أمبارح يا عمر، استريحت
عمر بغضب: هتفضلي دايما كده يا سمر مابتعترفيش بغلطك أبدا
سمر بغضب: وأنت هتفضل كدا يا عمر شايفني العيلة الصغيرة المغرورة اللي بتغلط وما بتعترفش بغلطها، وأنت الراجل الكبير العجوز اللي ما بيغلطش
عمر ضاحك : كبير غصبن عنك
صوت سمر ضاحكة: على رأسي يا كبير، بس عايزني أعترف بغلطي أزاي بقى
عمر ينظر تجاه مراد و يتكلم بجدية
عمر: عشان نعترف بغلطنا صح، نروح للي غلطنا فيه ونعتذر
صوت سمر متعجب: أنت هتجنني يا عمر ،أمال أنا بعمل أيه دلوقتي؟
عمر: بتعملي غلط
مراد بنظر لعمر وقد استشاط غيظا من طول مكالمة سمر وعمر
صوت سمر صارخ: يااااه منك يا عمر ما أنا بعتذر أهو،ماتفهمني
عمر مبتسم : هو أنا اللي زعلان منك ؟
ينظرعمر إلى مراد مبتسم وكأنه نال ما يتمنى ويبادله مراد عمر نظر بتعجب
صوت سمر بتعجب: تقصد مين مراد؟
عمر يهز رأسه بالموافقة
عمر : أيوه
صوت سمر متردد: لا يا عمر، لا
عمر ينظر لمراد ويحاول أن يخفض صوته
عمر: ليه يا اسمر ؟؟
صوت سمر متردد: عشان أنا ما بقبلش مراد إلا صدفة ومعرفش هشوفه ازاي، و امتى تاني
عمر بحزم: سيبي الموضوع دا عليه ، بسيطة جدا
صوت سمر متردد: وبعدين أنا مابتكلمش مع مراد خالص،ومعرفش افتح معاه الموضوع دا ازاي؟
عمر بحزم: الموضوع دا كمان سيبيه عليه، ها أيه تاني؟
صوت سمر متردد أكثر
صوت سمر: وبعدين هقوله أيه ، هعتذر ليه بأي وش؟
عمر يبتسم وهو ينظر إلى مراد
عمر: بوش سمر الطيب
صوت سمر وهي تتكلم بهدوء
صوت سمر: أنا بهدلته وقلت له كلام
ماينفعش يتقال، ومش عارفه أنا قلت له الكلام ده إزاي
عمر: يا ستي كلنا عارفين أن ل**نك طويل ، وعايز نقطع منه ثلاثة متر
صوت سمر: طيب هو ممكن يقبل اعتذاري بعد اللي قلته
عمر ضاحك وهو ينظر لمراد
عمر: تحبي اسأله لك دلوقتي
صوت سمر بتعجب: تسأله إزاي دلوقتي أحنا لسه بدري واكيد نايم
عمر ضاحك: لا هو مش نايم
صوت سمر: وعرفت منين يا غلس ؟
عمر ضاحك وهو يقترب من مراد ويتكلم بصوت مرتفع
عمر: ماهو قاعد جنبى اهو دلوقتي،وسامع كل كلامك ، تاخديه تعتذري له
سمر تغلق الخط في وجه عمر
يذهب عمر و يجلس بالمقعد الذي بالشرفة، وينظر عمر إلى مراد و يضحك بشدة ، وينظر مراد إلى عمر وهو مازال مندهش
عمر: سمر قفلت التليفون في وشي ، قوم أعملي قهوة بقى، بدل دمي اللي أتحرق بسببك دا
مراد ينظر لعمر و تملأ عيناه التساؤلات
مراد: قفلت التليفون في وشك ليه؟
عمر مبتسم: عشان عايزه تعتذر لك، فقلت لها أنك جمبي وسامع كلامها
مراد بغرور : ومين قالك إني هقبل أعتذرها ، أنا مش عايز حد يعتذر لي أصلا
يقف عمر بغضب
عمر: خلاص هقوم اشرب قهوة عند سالم
يمسكه مراد من ذراعه الأيسر
مراد بهدوء: استنى لازم أعرف
عمر : تعرف أيه؟
……..
في شركة العمة سعاد
سعاد : المشكلة الكبيرة يا حامد مش في سالم
حامد متعجب: أمال المشكلة في مين حضرتك؟!
سعاد: المشكلة الكبيرة في وفاء نفسها
حامد ينظر إلى سعاد متعجب
حامد بتعجب: في وفاء؟
تهز سعاد رأسها
سعاد : أيوه في سعاد
حامد بتعجب: ليه؟
سعاد وقد بدا على وجهها الألم
سعاد متألمة : لأن وفاء رفضة فكرة الجواز نهائي، ومش عايزه تتجوز
حامد بتعجب: هو فيه بنت مش عايزة تتجوز ويبقى لها أولاد وبيت وحياة مستقرة , لا ما أظنش يا أستاذة سعاد إن كلامك دا صح ، معلش
سعاد تنظر إلى حامد بمرارة
سعاد: يا ابني وفاء مش عايزه تتجوز لأنها متعقده
حامد: متعقدة من إيه ؟
سعاد: متعقدة من معاملة أبوها لأمها، ومعاملة سالم ليها، وفاء في دمغها إن كل الرجالة زي أبوها وسالم ، ولو اتجوزت هيتعمل فيها زي ما أبوها كان بيعمل في أمها
سالم ينظر لسعاد متعجب
حامد: طب أنتي مافهمتهاش إن دا غلط ليه، وإن مش كل الرجالة زي أبوها وسالم، فيه رجالة طيبة وبتعمل زوجتها بحب وحنان
سعاد تنظر إلى حامد وتبتسم
سعاد: مقدرش أقول لها الكلام دا
حامد بتعجب: ليه؟
سعاد تنظر في الأرض بحزن
سعاد: لأنهم عقدوني نفس عقدتها
حامد : مين اللي عقدوكي؟
سعاد: جدها اللي هو أبويا ، وأبوها اللي هو أخويا
حامد متعجب: يعني أنتي اتعقدتي من عيلتك
سعاد مبتسمة: أيوه، وعشان كدا ما اتجوزتش لحد دلوقتي
حامد بحزن: حضرتك أكيد غلطانه ، صوابعك مش زي بعضها
سعاد: دا كلام نقوله وأحنا قاعدين نشرب شاي
حامد: يعني حضرتك كمان مقتنعة أن كل الرجالة زيك رجالة عيلتك
سعاد: الموضوع مش اقتناع ، المشملة أنك تتعقد لدرجة أنك مش عايز تتجواز ،وتجرب زي عيلتي ولا لا
حامد بحزن: للدرجة دي ظلمكوا، لدرجة أن حضرتك تلغي عقلك ، ومش عارفة تختاري الراجل الصح من الراجل الغلط
سعاد بحزن: دا اللي حصل فعلا ، مكنتش عايزه أمر بالتجربة وخلاص ، خوفا من اللي شوفته مع أمي ومعايا
حامد: طب ووفاء ؟
سعاد: حاولت أقنعها إن مش الرجالة وحشين
تبتسم سعاد وتنظر إلى حامد
سعاد: بس صعب تقنع شخص بفكرة ، وأنت نفسك رافض الفكرة دي
حامد ينظر لها ويقول
حامد : عندي سؤال لحضرتك
سعاد : اتفضل
حامد : لو الأيام رجعت بحضرتك تاني ، كنتي هتعملي أيه؟
سعاد مبتسمة: مش عارفة ، بس كل اللي أعرفه أني لدلوقتي بيتقدملي عرسان ، وانا لسه عند مبدئي رفضة الفكرة
حامد مبتسم: بس لو كنتي قابلتي راجل يحبك بجد، ويحسسك بحبه واحترامه، أكيد كان الأمر أتغير
سعاد تنظر إلى سالم في حيرة
سعاد: مش عارفة ، يمكن كلامك صح
حامد بضيق وهو ينظر إلى سعاد متسائل
حامد: طب أعمل إيه في موضوع مع وفاء؟
تنظر له سعاد وهي ترفع كتفيها
سعاد: أنا كل اللي أعرفه أنها عايزة تيجي القاهرة عشان تكمل التمهيدي
حامد مبتسم إلى سعاد
حامد: حلو اوي
سعاد تنظر إلى سالم متعجبة
سعاد: أيه هو اللي حلو اوي
حامد : طبعا وفاء هتيجي تسكن عند حضرتك
سعاد: ايوه طبعا
حامد: ووفاء عرفت في الطريق من مكالمة بالصدفة إني محاسب وواخد دبلومة
سعاد تنظر إلى حامد وهو متحمس في كلامه
سعاد: طيب تمام
حامد: وطبعا حضرتك بتثقي فيا
سعاد تنظر إلى حامد مبتسمة
سعاد : طبعا
حامد: يبقى نعمل خطة ، أنا وحضرتك وعمر، عشان وفاء تثق فيا ، وتعرف أن مش كل الرجالة زي عيلتها، وساعتها لما تعرف أني عايز أتقدم لها ، هتوافق و هترضى نتجوز
تبتسم سعاد إلى حامد وتشير له بابهامها
سعاد : حلو اوي
ينظر حامد إلى سعاد بحزن
حامد : لا مش حلو
سعاد بقلق: ليه ماهي الخطه ماشيه تمام أهي
حامد: لا ، فيه مشكلة كبيرة
سعاد بضيق: هي أيه؟؟
…..
في منزل صادق
تدخل أميرة مع سالمة المطبخ
سالمة تحضر مقعد إلى أميرة قريبا من الشرفة و بعيدا عن الطاولة والبوتجاز، تجلس أميرة على المقعد ، تنظر لها سالمة مبتسمة
سالمة مبتسمة: نورتي المطبخ يا أميرتي
أميرة في قلق تبتسم إلى سالمة ابتسامة باهته
أميرة : تفتكري بيدبروا لأيه يا سالمة؟
سالمة وهي تضع البيض وتشعل شعلة البوتاجاز، وتنظر لنار شعلة البوتاجاز التي تشبه نار الشك في قلبها ، ولكنها تحاول أن تخفي شكها عن أميرة
سالمة مبتسمة: هيفكروا في أيه يعني؟ متخافيش من حاجه
أميرة تنظر لها بخوف
أميرة: أنتي عارفة بابا وعمو حسن أما يجتمعوا مع بعض ،و يخططوا لحاجة
تضع سالمة الفول على البوتاجاز وتنظر لشعلة البوتاجاز وهى تشتعل ، كما تشتعل هى غيظا مكتوم حتى لا تقلق أميرة
سالمة مبتسمة: ماتقلقيش هما لا بيعرفوا يخططوا ولا بيعرفوا يفكروا أصلا
أميرة تنظر لسالمة ، وتشعر أنها تتطاول على والدها، وهذا ليس من حقها
تكلم أميرة نفسها: أزاي يا سالمة تتكلمي عن بابا كده ، أيوه أنتي مربيتي ، بس مش من حقك تتكلمي عن بابا بالطريقة المهينة دي،
تنظر أميرة إلى سالمة وهي تقطع الجبن في الأطباق
تحدث أميرة نفسها: أنا السبب، أنا اللي بحكي لها كل حاجة وكأنها أقرب صحبه ليه
تهز أميرة رأسها بالموافقة وتقول لنفسها: أيوه أنتي السبب يا أميرة ، أنتي اللي أعطيتي لها مساحة أكبر من حقها ،خلتيها تحس أنها مسئولة عنك، وأن راسها براس باباكي
أميرة تنظر إلى سالمة بغضب وتقول لنفسها: بس عموما يا سالمة ،لازم الغلط اللي عملته دا أنا اللي أصلحه ،وأعرفك وأعرف عمر، وأعرف كل واحد أهميته وحجمه أيه في حياتي
سالمة وهي تمسك بصينية كبيرة وتضعها على رأسها
سالمة: أنا خلصت خلاص ، تعالي بقى أنا وأنتي نروح لهم أوضة السفرة يا أميرتي
أميرة بحزم: اسمي أميرة هانم
تنظر لها سالمة وقد تجمدت من هول الصدمة
أميرة تشير إلى سالمة بسبابتها بتقليل
أميرة : أنا هروح وأنتي حصليني بالصينة يا سالمة
تخرج أميرة من باب المطبخ تبتسم لنفسها قائلة: أيوه كده ، أظن صدمتك دي هتعلمك الدرس كويس يا سالمة
تتابع سالمة أميرة بنظرات حصرة وحزن وهي تخرج ، ترتعش يد سالمة وتكاد أنا تقع الصينية من يدها ، تجري مسرعة وهي تضع الصينية على الطاولة وتخفض رأسها وتنهمر الدموع من عينها
……..
في غرفة وفاء
سالم يدخل فجأة فيجد وفاء مبتسمة وتجلس معتدلة بسعادة، فينظر لها نظرة شك
وفاء بقلق تحاول تخفض صوتها بإعياء
وفاء : فيه أيه يا سالم ؟،أيه اللي رجعك بسرعة كدا
سالم ينظر لها نظرة مريبة
سالم : كنت عايزه اسألك على حاجة
وفاء بقلق: حاجة أيه خير؟
سالم مبتسم إلى وفاء
سالم : أيوه ، عايز أعرف الشاي بتاعك تقيل ولا خفيف وسكرك أيه؟
وفاء وهى تبتلع ريقها من الخوف، وتصطنع أنها غاضبة
وفاء بغضب: كدا يا سالم ، ونسيت الشاي بتاع أختك كمان؟
سالم يحمر وجهه من الخجل
سالم بخجل : يا بنتي مش بقالك سنة في القاهرة ، يعني عيزاني أفتكر حاجة بقالها سنة
وفاء تعقد يداها أمام ص*رها وتدير وجهها عن سالم و تمثل الغضب
وفاء : مش هكلمك
سالم : والله يا فوفو الواحد كبر وذاكرته بدأت تفوت
وفاء تكلم نفسها: والله يا سالم أنت بقيت غلبان ، وبقيت تصدق التمثيليات اللي بعملها عليك
تضحك وفاء في نفسها وتقول: دا أنتي بقيتي صعبة أوي يا فوفو
سالم وهو يفكر
سالم : دا أنا حتى لو حد سألني اتغديت أيه امبارح بكون ناسي
وفاء وهي تلتفت إلى سالم مبتسمة
وفاء: طيب أنت اتغديت أيه امبارح
سالم : اتغديت ممبار، وبط ، وحمام
وفاء تبتسم وتنظر إلى سالم
وفاء مبتسمة: يعنى مش ناسي أهو
سالم مبتسم : حد ينسى أو غدا مع أخته حبيبته
وفاء مبتسمة: ربنا يخليك ليه
سالم : ويخليكي ليه، ها مقولتيش بقى؟
وفاء بتعجب: أقول أيه؟
سالم : يا بنتي شايك وسكرك أيه؟
وفاء مبتسمة: اه صح افتكرت الواحد كبر ونسى ، حتى لو قلت له اتغديت أيه امبارح، هيرد على طول ويقول ممبار ، وبط ، وحمام
ينظر سالم لها ويضحكان
سالم مبتسم : بقيتي شقيه
وفاء مبتسمة: بتعلم منك
سالم يتجه إلى الغرفة ويجلس على المقعد
سالم : شكلنا مش هنشرب شاي النهاردة، يلا وادي قعده
وفاء ضاحكة وهى تناول سالم تفاحة وتأخذ تفاحة لنفسها
وفاء ضاحكة : احسن خلينا نقضيها تفاح
تأخذ وفاء قطمة كبيرة من التفاحة ، تفاح جننتنا حلو أوي أحلى من أي تفاح تاني
ينظر لها سالم وهي تلتهم التفاحة ،حتى انتهت منها
سالم بهدوء: عايز نتكلم في موضوع الجواز بقى
وفاء تعقد حاجبيها وتقول
وفاء: تاني ؟
سالم بجدية: ممكن تسمعيني من غير ما تقطعيني ولا تتكلمي كلمة واحدة ،إلا لما أخلص، يمكن أقنعك بكلامي
وفاء بضيق : مش هقتنع يا سالم، أنت عارف إني مش هقتنع مهما قلت
سالم بهدوء: طيب اسمعيني بس ،ممكن
وفاء: اتفضل
سالم بحزن: أنا عارف أنك متعقدة من الجواز بسبب اللي عمله جدي مع تيته ، واللي عمله بابا مع ماما
وفاء بحده: واللي عملته أنت فيا
سالم بغضب: مش قلت ما تقاطعنيش
وفاء مبتسمة : طبعا، لما جت سيرتك غضبت ، عشان انت الراجل اللي مبتغلطش أبدا، صح؟
سالم يحاول أن يهدأ من نفسه
سالم: لا مش صح، أنا بس شلتي نفسي من بره حسبه الجواز ، لأني في النهاية أخوكي مش جوزك
وفاء بغيظ : الحمد لله
سالم ضاحك: دا أنا هبقى زوج حنين
وفاء : أوي
سالم : طيب نتكلم جد بقى، متقطعنيش، وابقي اتكلمي لما اخلص
سالم يخرج من جيبه دفتر صغير وقلم ويعطيه إلى وفاء، وهى تنظر له بتعجب
سالم مبتسم: خدي الدفتر دا ، أكتبي فيه كل ملاحظاتك ، وفي الأخر نتناقش فيها، قشطة
تمسك وفاء الدفتر وتبحث عن ورقة فارغة ، تجد ورقة فارغة ، وسط أوراق كثيرة ، ممتلأ بالحسابات والكتابات والرسوم
وفاء مبتسمة ، قشطة
سالم بهدوء: وعارف إن عمتك سعاد هي كمان متعقده وقعدتك معاها الخمس سنين دول ، وكلامها عن كرهها للرجاله ثبت الفكرة عندك ، وعقدك أكتر
وفاء تنظر إلى سالم وتغلق عينها بغيظ
وفاء بغيظ: لا طبعا ، عمتي سعاد، مالهاش دعوة بالموضوع دا خالص
سالم بغضب : تاني بتقطعيني، ما عندك الدفاتر أهو اكتبي فيه اللي انتي عيزاه
وفاء: دي شهادة حق ، لازم تتقال
سالم: طيب يا حضرة المحامي النشط
سالم : والعريس اللي جايلك متدين واخلاق وعنده شغل حكومي ، وسنه مناسب جدا ليكي، وماديا معقول، وشكله كويس، والحقيقة اتقدم لي وكان عمر ومراد معايا وقالي…….
ي**ت سالم وهو يرى وفاء لم تنتهي من الكتابة في الدفتر
مراد بغضب: بتعملي أيه؟
وفاء تنظر إلى سالم وتعاود الكتابة
وفاء: بكتب
سالم: بتكتبي اللي بقوله ولا أيه؟
تنظر له وفاء إلى سالم ، وتعاود الكتابة في الدفتر وهي تقول له
وفاء : لا
سالم متعجب: أمال أيه اللي بتكتبيه من ساعة ما مسكتي الدفتر دا كله ، دا أنتي خلصتي صفحتين هتجننيني
وفاء تنظر إلى سالم وتبتسم
وفاء: بكتب ملحوظة
سالم يض*ب كف بكف
سالم بغضب : ملحوظة صفحتين؟، ممكن أعرف انتي بتكتبي أيه؟
وفاء: مش قلت في نهاية كلامك هنتناقش في اللي بتقوله
سالم : لا عايز أعرف أيه الملحوظة دي لو سمحتي
وفاء تقول بصوت عالي : بكتب
، إن عمتي سعاد، مالهاش دعوة بالموضوع دا خالص ، هي بتحبني جدا ، وعمرها ما اتكلمت معايا في موضوع الرجالة دا خالص، وهي كمان معترضة إني أكمل دراستي وأروح القاهرة ، عوزاني أتجوز ،ودايما بتقولى ماتجيش القاهرة ولا أشوفك تاني ،اللي وأنتي متجوزه ومعاك نونو
سالم يضع يده على وجه من الضيق
وفاء تنظر له مبتسمة
وفاء: وبس
سالم وهو ينظر إلى وفاء بضيق
سالم: كل القصيدة اللي في مدح عمتك سعاد
وفاء تغمض عيناها بضيق
وفاء: أنا عارفة أنك ما بتحبهاش، زي جدك وأبوك ، لأنها سابتكم وعاشت واستقرت في القاهرة ، بعد ما جالها شغلها الحكومي
سالم وقد أحمر وجه من الضيق
سالم بضيق: تقصدي بعد ما حولت شغلها الحكومي للقاهرة
وفاء: كان جدك وابوك عايزين يجوزوها غصبن عنها
سالم بضيق: لا ياست وفاء معلوماتك غلط
وفاء بعناد: أمال أيه الصح؟
سالم: جدك وأبوكي كانوا عايزين يجوزوها، بس مش غصبن عنها
وفاء: أزاي يعني؟
سالم : قالوا لها أقبلي أي حد يتقدم لك وأحنا هنوافق عليه، هي اللي رفضت كل العرسان اللي اتقدموا لها، عشان كانت متعقدة من الجواز
وفاء بتريقه: يا سلام ، لا تصدق أنهم طيبين، يعني بعد ما يعقدوها من الجواز ، يقولوا لها اختاري عريس وأحنا نوافق عليه ، تصدق كنت فهماهم غلط
سالم بغضب شديد وصوت عالي
سالم بغضب : بصي يا وفاء ، نتكلم ونتحاور أيوه ، أنما تتكلمي عن جدي وأبويا ، بالشكل دا ،لا
وفاء بتريقة : بص كلكم كدا ، حتى أميرة رغم أنها بنت زي، وفيها كل الصفات الحلوة ، بس ما بتحبش حد يغلط في أبوها قدامها ، رغم أنها بتشوف غلطه بعينها
سالم: بنت أصول
وفاء: تقصد بنت السملوطي
سالم مفتخر: أي حد له الفخر أنه يكون من عيلة السملوطي
وفاء بتريقة : طبعا ،طبعا
سالم بجديه: خلينا في موضوعنا يا وفاء ، سمعتي مواصفات العريس
وفاء: طشاش
سالم مبتسم: تحبي أعدها تاني
وفاء ترفع يدها
وفاء: لا أرجوك
سالم : هو أمام في الجامع، يعني راجل متدين حافظ القرٱن ، والناس كلها بتشكر في أخلاقه ومعاملاته ، وهو يتيم ، ومن القاهرة، ونقل تعينه هنا عشان يعيش مع عمه، وعنده سبعة وعشرين سنة يعني سنة مناسب لك، وشكله وجسمه كويسين ، هو ماديا مش أوي ، بس طبعا هيجيب لك شبكة وعفش ، و طبعا هيجيب لك شقة لوحدك ، بس لو تحبي تعيشي معايا هنا في الفيلا برحتك ، طبعا دي فيلتك ،ها أيه رأيك؟
وفاء تنظر إلى سالم في حيرة
وفاء: بس يا سالم
سالم يضع يده على وفاء بحنان مبتسم
سالم : بس أيه؟، بس أنتي
سالم ينظر في عين وفاء:
سالم: يا وفاء أطمني أخوك سالم في ظهرك مش هيخلي أي حد في الدنيا يمس شعرة من شعرك ، ولا يقولك كلمة تجرحك أو تهينك، حياتك عنرها ما تكون زي جدتك ولا زي ماما ولا حتى زي عمتك ، طول ما أنا موجود في الدنيا، فاهمة
يحتضن سالم وفاء، فت**ت وفاء وكأن تفكيرها تجمد
سالم مبتسم: محدش يقدر يقولك أنتي ما بتفهميش إلا سالم وبس
وفاء : وبعدين معاك بقى؟
سالم مبتسم: ولو مت بقى هتلاقي عمر ومراد في ظهرك زي بالضبط، يعني لكي ثلاث أخوات رجالة يحافظوا عليكي يا بت
وفاء تض*به على يده
وفاء: بس ماتقولش يا بت
سالم ضاحك: ها، عمر ومراد مكلفين بالسؤال عنه من هو في بطن أمه
وفاء تضحك: لا وهما قدها وقدود
سالم ينظر إلى وفاء بعطف
سالم: ولو قبلتيه يبقى تمام، لو معجبكيش ورفضتيه ،محدش هيضغط عليك ، بس ليه طلب
وفاء تنظر إلى سالم مبتسمة
وفاء مبتسم: أيه تاني خير، طلباتك كترت
سالم : بصي له بعين حيادية، وفكري في الموضوع ، هل هو عريس مناسب ولا لا؟ ، وكأنه جاي لحد من أصحابك، وانسي موضوع خوفك من الجواز دا، ولو فكرتي فيه فكري انك لك اخوات ثلاثة في ظهرك
تبتسم وفاء وتحضن سالم
وفاء تبتسم: ربنا يخليكوا ليه
سالم مبتسم: ويخليكي ليا
وفاء: بس لو معجبنيش ، هروح القاهرة أكمل دراستي
سالم : هنتكلم في الموضوع دا بعدين
وفاء: اتفقنا
سالم : يعني أقول له يجي يزورنا تشوفيه
وفاء مبتسمة: وهو كمان يشوفني
سالم مبتسم: ماهو شافك ، أمال أتقدم لك أزاي
وفاء: شافني فين؟
سالم : مراد كلمني الصبح وقالي الموضوع كله
وفاء: مبتسمة قالك ايه
الم : قالي أنه شافك في العربية معايا، ساعة ما كنا جايين ، وسأل أنتي مين ، وعشان كدا اتقدم
وفاء مبتسمة : يعني هو متقدم ليه ،لما شافني
سالم : أيوه ،يا بنتي اتقدم لما شافك، وبعدين سال عليكي
وفاء بسعادة لنفسها: شافني وسأل عليا، يعني اعجب بيه وجاي لوفاء مش عشان اخت سالم ولا بنت السملوطي
وفاء مبتسمة: طيب خلاص
سالم: يعني أقوله يجي بعد بكره
وفاء مبتسمة: ماشي
وفاء وهي تبتسم و تغلق الدفتر، فتجد في الدفتر ورقه مكتوب فيها كلمات حب
وفاء تنطق الكلمات بصوت منخفض
وفاء وهي تقرأ في الدفتر
يا من سلمتها قلبي، فسكنت فيه ، وأصبحتي للقلب أوطانه، يا من أحببتك حتى أصبحت للحب عنوانه، إلى متى البعاد فلم يعد القلب يتحمل البعد ، وقد أصبحتي إدمانه
وفاء تنظر إلى سالم وتبتسم، وسالم ينظر وهو يسمع الكلمات بشجن
وفاء تضحك: الله ،الله ، سالم كبر وبقى بيحب ويكتب شعر في حبيبته
سالم بغضب: حب أيه ،وكلام فارغ أيه، عيب لما تقولي قدام أخوك الكلام دا يا وفاء
وفاء تبتسم: بص الكلمتين دول مش هيخوفوني ، عيب ومش عيب، قولي بسرعة مين دي؟
سالم : مين دي أيه؟
وفاء مبتسمة: اللي كاتب فيها شعر
سالم : مكتبتش حاجة
وفاء مبتسمة: دا خطك ودي اجندتك ، اوعي تكون فاكر عشان نسيت الشاي بتاعي، أنا اكمان هنسى خطك سلاسل الدهب دا
سالم يقف ويهم بالخروج من غرفة وفاء ،
تمسك وفاء يده، وتشد وفاء يده لكي يجلس
وفاء تنظر إلى سالم بحب وسعادة
وفاء: كدا هتخبي على أختك حبيبتك وفاء
يجلس سالم بجوار وفاء على السرير
سالم : عايزه مني أيه يا وفاء؟
وفاء تضع يدها على كتف سالم
وفاء : عايزه أعرف مين اللي كاتب لها الشعر دي؟
سالم : اللي كاتب لها الشعر ، تبقى…...
…..
غيمة بلا أمطار
بقلم
نانيس خطاب