غيمة بلا أمطار

4139 Words
الغيمة الرابعة ….. أمام منزل صادق يخرج سالم من جيبه جنجر و يقترب من حامد تصرخ وفاء :سالم ،لا، لا سحر وهي ترتعش: حرام عليك يا سالم سمر باكية: ما يموتوش صادق : أنت اتجننت يا سالم، أنت عايز تودي نفسك في داهية؟ دكتور شريف: سالم ،ايه اللي بتعمله؟ لا يهتم سالم بكل من حوله ويهجم على حامد يأتي صوت مرتفع حاسم من بعيد الصوت : سالم نزل اللي في أيدك وأبعد عن ضفنا يقف سالم ينظر للصوت وكأن يده تجمدت ينظر الجميع نحو هذا الصوت الذي جعل سالم يتوقف وكأن يده شلت يظهر عمر وهو يرتدي جلباب بني غامق وعليه عباءة خفيفة قطنية بني فاتح تجري سمر على عمر وكأنها وجدت منقذها سمر وهي تتجه لعمر مسرعة تمسح سمر الدموع من على وجهها تقترب سمر من عمر وتحتضنه من كتفه اليسار وتقبل كتفه سمر بخوف : الحقه ،هيقتله يا عمر تنظر أميرة إليهما ، وتنتظر رد فعل عمر عمر مبتسم: لا طبعا ،أزيك يا سمر تسرع سحر نحو عمر وتقف بجانبه وكأنه أصبح مص*ر الحماية الوحيد لها ، ولكنها تهز رأسها له وتنظر له نظرة خائفة ،و لا تنطق بكلمة عمر مبتسم: أزيك يا سحر تهز سحر رأسها مرة أخرى وهى تنظر نحو شريف وأميرة تنظر أميرة بغيرة وتحدث في نفسها أميرة : حتى أنت كمان يا سحر راحه تقفي جمبه تجري وفاء نحو عمر ويعلو صوتها من البكاء وفاء : الحقنا يا عمر تقف أميرة وهي متمسكه بيد والدها ، ولكنها تتمنى أن تجري نحو عمر و تضمه ضمة تحمل كل شوق الشهور السابقة صادق ودكتور شريف ينظران بغيظ ، بينما سالم ض*ب على ص*ر حامد ليبعده عنه عمر يخفف عن الفتيات عمر باسم : ما تخفوش دا سالم راجل عاقل مش معقول هيعمل حاجة في ضفنا ، مش كدا يا سالم؟ ينظر سالم نحوه وكأنه طفل لا يعرف ماذا يفعل يقترب عمر من سالم ويمسك بيده ،ويقول له بصوت منخفض في أذنه عمر: هات السكينة دا ، دا مش فرخة هتدبحها عشان تتغدى بيها يغلق سالم الخنجر ويعطيه في يد عمر سالم هامس في أذن عمر سالم: هدبحك أنت بداله وأتعشى بك ابتسم عمر وقال له عمر ضاحك: طب لو تقدر أعملها يا سمسم ض*ب سالم على كتف عمر ض*بة قوية تحمل انفجار كبير بداخله عمر: ماشي عليه الاستحمال، بس استحمل انت بقى اللي هيحصل لك؟ ابتسم سالم وهو يبعد خطوة عن عمر عمر يقترب من حامد ويضع يده اليسرى على كتفه عمر : معلش يا حامد ، حقك في رقبتي ، أنت معزوم عندي ، تقعد معايا يومين أف*جك جمال المنيا حامد : شكرا يا عمر بيه ، خيرك سابق وفاء تنظر إلى عمر بتعجب وفاء : هو أنت عرفت إن اسمه حامد منين يا عمر؟ تنظر لها أميرة وتفتح عيونها من التعجب هي أيضا ولكنها لا تستطيع التحدث ينظر عمر إلى وفاء ويبتسم تضحك سمر: احنا عارفين أنك يا كبير بتعرف كل حاجة ، بس موضوع الاسامي دا جديدة علينا ، هو أنت اشتغلت في الطالع واحنا ما نعرفش ولا أيه؟ عمر يبتسم لسمر: اسكتي انتي حسابك معايا بعدين ، انا لا بعرف لا في طالع و لا في النازل تضحك سمر: حااااضر يا كبير تضع يدها على فمها بمعنى هسكت سمر : أهو تحت أمرك يا كبير يبتسم عمر تنظر لهما أميرة في ضيق تفكر أميرة بحزن أميرة: ياريتني أعرف أهزر معاه زيك كدا يا سمر، أو اتحامى فيه زيك يا سحر أنتي ووفاء ، أو حتى أكلمه زيك يا سالم ، أنا الوحيدة اللى مابقدرش أعمل أي حاجة من دي، ما بقدرش إلا أني أفتكر في الماضي وابص لصورته اللي في تليفوني عمر: يلا بينا يا حامد نتغدا حامد : الف شكر ، والله عندي مشاغل مهمة عمر: والله ما أنت ماشي إلا لما تتغدى معايا حامد يهزر رأسه حامد: مقدرش أتكلم بدل حلفت عمر ينظر إلى سالم مبتسم عمر: روح سحر وبعدين وفاء عشان الحاجة تشوفها وبعدين تعالى على طول ينظر له سالم بسعادة سالم : حبيبي والله سحر متلعثمة سحر : لا يا عمر ،أصل… عمر ينظر إلى شبكة السيارة و يقاطع جملة سحر عمر : دي شنطتك صح تهز سحر رأسها بالايجاب يضع عمر يده على كتف حامد مبتسم عمر: هتعرف تنزلها يا أستاذ حامد ولا أقوم أنا بالمهمة دي حامد يمشي مسرعا نحو سيارته ويرد على عمر حامد : عيني لك يا كبير يصعد سالم ويحضر حقيبة سحر ويضعها على الأرض يمسك عمر بالحقيبة ليحملها حامد : لا والله أنا هوصلها للعربية عشان عيونك، يتجه حامد نحو العربية وينظر إلى وفاء التي كانت تنظر له وعندما التقت عيناهما هربت مسرعة من عينيه عمر مبتسم : ماتحرمش من زوقك عمر ينظر إلى سالم ويشير له عمر: خد سحر في عربيتك ووصلها الأول يجري سالم ويمسك حقيبة سحر من يد حامد، ويضعها في شنطة سيارته ويذهب إلى مقعد القيادة عمر يشير إلى سحر مبتسم عمر: روحي معاه يا سحر هيوصلك للبيت سحر تنظر إلى عمر بقلق عمر مبتسم: ما تخافيش يا سحر، هو والله مستأنس ما بيعضش تبتسم سحر له ، وتهز رأسها بالموافقه، وتذهب لتجلس في المقعد الخلفي في سيارة سالم خلف وفاء ينطلق سالم بالسيارة سعيدا ينظر عمر إلى عمه صادق وشريف وأميرة عمر: تأمروني بحاجة يا عمي صادق: ما تجي تتغدى مع شريف عندنا عمر ينظر إلى شريف بابتسامة باهتة عمر: لا كفاية عليكم شريف النهاردة ، وكمان حامد هيتغدى معايا سمر تقترب منه سمر: حامد بس يا كبير عمر مبتسم : اااا ه سمر تض*ب بقدمها على الأرض سمر: بقى كده عمر مبتسم: أيوه كده ،أنا ماغديش حريم سمر بتزمر: حريم، أيه حريم دي كمان ؟!، عموما أنا مخ**اك عمر : أحسن سمر: كده ، انا زعلانه منننننك عمر وهو يمشي مبتعد عن عمه صادق ودكتور شريف وأميرة عمر : عن أذنكم صادق: أتفضل سمر : عمممممر، أنت ماشي من غير ما تصالحني عمر مبتسم : طب تعالى ونشوف موضوع الغدا والصلح دا يبتعد عمر ويمشي بجواره يمينا حامد السائق ويسارا سمر التي تعلقت في يده اليسرى وقف صادق مع دكتور شريف أمام المنزل الكبير الذي يعلوه سور من الطوب ومن فوقه سور من الحديد تدلي من خلفه الأشجار الممتلئ بالفاكهة وتظهر رائحة الفل والياسمين من خلفه، ووجهته من الجرانيت ملون بني في بيج، ذو طابقين ، تظهر شرفة كبيرة بارزة في الطابق الثاني وهي غرفة نوم أميرة ،يبدو على المنزل أنه كالقصر وأن والد أميرة ثري جدا صادق بحفاوة : اتفضل يا شريف يا أبني،دا زيارتك دي غالية علينا أوي شريف ضاحك: ربنا يخليك يا عمي صادق يمر على الجنايني الذي يقف على السلم يجمع الفاكهة من على الشجرة صادق: يا واد يا حسنين هات شنط ستك أميرة وطلعها أوضتها حسنين: حاضر يا صادق بيه ينظر شريف إلى الأرجوحة التي كانت تحمل ذكريات الطفولة الجميلة لديه بينما وقفت أميرة تنظر على عمر وهو يمشي بجوار سمر أميرة بغيظ: ماشي حاطط أيدك في أيدها ،والله لوريك يا عمر أميرة: لازم أكلمه،مش معقول قدامه ل**ني يتقيد كده ومعرفش انطق ولا حرف، دا وحشني أوووي، لازم أكلمه ،لازم …………. في سيارة سالم وفاء بغضب: كنت هتجبلنا نصيبة، حرام عليك دا أول يوم جايه فيه ، كنت هستريح لما تموت الراجل ويشنقوق يعني سالم: بس اسكتي أنت عارفة حاجة ، مش عايز اسمع صوتك دا خالص وفاء تعود بظهرها إلى خلف على كرسيها في السيارة وفاء: الحمد لله أن عمر جه في الوقت المناسب تضحك وفاء وكأنها تمثل مشهد تمثيلي،و تمسك بيدها على قلم في تابلوه العربية وكانه السكين الذي كان في يد سالم وفاء: كنت ماسك السكينة كدا ، ولما عمر جه أيدك اتخشبت سالم بضيق : ما تخشبتش ولا حاجة وفاء ضاحكة: لا اتخشبت سالم بضيق: بقولك ما تخشبتش ، هو أنت أصلا بتفهمي حاجة وفاء بعناد: اه طبعا بفهم ، وبقولك اتخشبت، مش كده يا سحر تبتسم سحر فيظهر جمالها الذي أخذ بقلب سالم في وادي سحيق سالم برقه: حقه يا سحر؟ سحر تغلق فمها عن التبسم ولا ترد وفاء: أيوه طبعا صح، بس سحر هتت**ف تقول لك سالم برقه: لو سحر قالت لي اتخشلت يبقى اتخشبت وفاء بغضب: ليه يعني اشمعنى سحر؟ سالم : لانها بتفهم مش زيك ما بتفهميش وفاء بغضب: معتش تقولي ما بتفهميش دي تانى ، فاهم سحر تشير من بعيد سحر: بيتنا أهو يظهر منزل قديم ضيق مكون من طابق واحد ، يظهر من وجهته أن من يسكنه أناس فقراء شعر سالم بالحزن فبرغم أن سحر طوال الطريق لم تتفوه بكلمة إلا أنه كان يشعر أنها قريبة منه يرى وجهها الجميل وابتسامتها العذبة من خلال مرٱة السيارة ، ويعجبه خجلها الذي يضيف على وجهها جمالا تبتسم وفاء: أيوه يا ست سحر زمان مامتك عملالك المحمر و المشمر تبتسم لها سحر بخوف وتهز رأسها ، وهي تنظر إلى باب المنزل ، كلما أقتربت سحر من منزلها زادت مخاوفها تقف السيارة أمام المنزل ، نزلت سحر أمام المنزل نزلت وفاء ونزل سالم و فتح باب السيارة ، وأخرج حقيبة سحر من سيارته ، ووقف أمام الباب ووضع الحقيبة أمامه، ثم تراجع خطوات ووقف بجانب باب السيارة المفتوح، وترك وفاء وسحر يقفان بجوار الحقيبة أمام باب منزل سحر دقت سحر باب البيت سحر بقلق: شكرا ، أمشي أنتي بقى يا وفاء وفاء ضاحكة: لا يمكن أبدا دقت سحر باب البيت مرة أخرى بقلق سحر : يابنتي خلاص روحي بقى،أنتي تعبانه من السفر وفاء بعناد: أنت يا بخيلة مش عايزه تغديني من اللي عملاه لك الحاجة أم سحر سحر: يا ستي على الغدا بسيطة، بس أنتي عارفة الحاجة أم سحر ودمغها وفاء: ما أنا وقفه يا فالحة عشان موضوع دماغها دا سحر : أزاي؟ تفتح والدة سحر الباب ، تبدو سيدة أربعينية، يبدو على ملامحها التعب والارهاق رغم جمالها ، فهي خمرية تميل للسواد ذو عينان واسعة سوداء وملامح رقيقة ، لكن يبدو على ملامحها الحدة ترتدي عباءة سوداء وطرحة سوداء تنظر والدة سحر لها وإلى وفاء وتبتسم والدة سحر: حمد الله على سلامتكم ، اتفضلى يا وفاء تشد والدة سحر وفاء لتدخل البيت والدة سحر: تعالي اتغدي معانا يا وفاء وفاء ضاحكة: مش قلت لك أنك هتتغدي غدا مفتخر النهاردة تنظر لها سحر وتنظر إلى السيارة بقلق والدة سحر: تعالي والله، أنا عامله محشي و دكر بط مكتف وفاء ضاحكة: ياجماله يا جماله والدة سحر تلاحظ وقوف سالم بجانب السيارة ، وتنظر إلى سحر نظرة نارية تفهمها وفاء ، وتزيد من شعور سحر بالقلق وفاء: معلش بقى ، مرة تانية ليه عزومة ، أصل أنا مضطرة أمشي تنظر وفاء تجاه سالم وتكمل حديثها وفاء: أصل سالم منتظرني يهز لها سالم مبتسم تنظر له والدة سحر مبتسمة رغم ضيقها المكتوم والدة سحر: اتفضل يا ابني ما ت**فش ، ما انت ووفاء اخوات سحر وفاء تكتم ضحكتها وتهمس في أذن سحر وفاء: تقريبا الدكر البط هيطلع من عينك النهارده وفاء إلى والدة سحر وفاء: معلش أصل لازم أروح أرتاح وسحر كمان ترتاح أصل حصل مشكلة بين سالم والسواق وكانوا هيض*بوا بعض ،لولا ماجه عمر وفك الاشتباك وخد السواق عشان يراضيه عنده في البيت والدة سحر: ليه كدا ، لا حول ولا قوة إلا بالله وفاء: أهو بقى اللي حصل ، فعمر قال لسالم بدل أختك وفاء معاك روح أنت وهى وصلوا سحر لبيتها هي كمان، وعمر شدد علينا نروحها الأول والدة سحر وقد أشرق وجهها عند سماع اسم عمر والدة سحر: عمر، هو فيه في الدنيا كلها زي عمر وفاء وسحر معا: اه والله يغتاظ سالم وينادي على وفاء سالم: يلا يا وفاء بقى ينظر سالم لوالدة سحر سالم : معلش بقى اصل ماما منتظراه وفاء من بدري والدة سحر مبتسمة: خلاص يا وفاء هتيجى تتغدي عندنا يوم دا وعد وفاء باسمة : إن شاء الله يا طنط يدخل سالم السيارة بينما تمشي وفاء وتركب بجواره وتشير إلى سحر التي أشارت إليها بابتسامة حزينة وانطلقت السيارة ، وزاد شعور القلق والخوف في قلب سحر …….. في منزل عمر يظهر على المنزل أن مساحته كبيرة كالقصر ،عليه طوب فرعوني غالي الثمن لونه بيج غامق ومحاط بسور كبير من الحديد تظهر خلفة أشجار الثمار و تكعيبة العنب وأحواض الفل والورد مختلف الألوان ، تظهر أرجوحه كبيرة مطلية باللون البني، وهو عبارة عن طابقين، في الطابق الثاني شرفة كبيرة وهي غرفة نوم عمر يدخل عمر وبجواره حامد وبجوارهما سمر مروا بالصالة التي تبدو كبيرة و واسعة، و بها أكثر من ثلاث صالونات وقطع أثرية غالية الثمن ،فتح عمر غرفة بها صالون كبير ضخم وبجوارة طاولة كبيرة بها ما يزيد عن خمسين مقعد اتجه عمر نحو الصالون وهو يشير إلى حامد عمر: اتفضل يجلس حامد وهو ينظر لهذا الثراء الفاحش تتقدم سيدة عجوز تحمل صينية عليها طبق ممتلئ بالفاكهة وبجواره طبق كبير فارغ عليه سكين ، وتضعه أمام حامد، ثم تذهب وتعود مسرعة حاملة صينية عليها دورق ممتلئ من عصير المانجو وبجواره دورق به عصير فراولة وبجوارة دورق بيه عصير برتقال و بجواره دورق من الماء المثلج وعدة أكواب موضوع بداخلها ثلج سمر وهي تصب عصير البرتقال وتشربه سمر : ياااااه الواحد كان عطشان بشكل عمر مبتسم بعد أذنك يا حامد ، أنت مش غريب ،أنت في بيتك ثواني وجاي ، تعالي لحظة يا سمر يخرج عمر من الغرفة وخلفه سمر وفي يدها كوب عصير البرتقال عمر بهدوء: أنتي مش هتكبري بقى؟ سمر وهي تشب بجوار عمر لتبدو أطول سمر : ما أنا كبيرة أهو عمر مبتسم: بقول تكبري ،مش تطولي تنظر له سمر بضيق سمر: عايزني أعمل أيه يعني، شكلك هتبقى زيهم مش عجبك شكلي ولا لبسي ولا…. عمر مقاطع كلامها عمر مبتسم: أنت عارفة يا سمر أنك أختي وأنا بحبك وبهتم بيكى قد أيه؟ سمر مبتسمة بحب : عارفة ودا اللي مصبرني عليك ومخليني اسمع كلامك ،لأني عارفة أنك أكتر واحد في العالم بيهمك مصلحتي وبتحبني عمر :عارفة أني عايزك تبقى أحسن واحدة في الدنيا تنظر له سمر سمر: من الاخر،عايزني أعمل أيه يعني؟ عمر: عايزك تبصي لنفسك بحيادية سمر : نعم؟، اه احنا هنتفلسف بقى عمر: لا هتفلسف ولا حاجة، أقصد أقول ، أقعدي مع نفسك ورجعي تصرفاتك وفكري ، لو واحدة قدامك عاملت التصرفات دي ،هتقولي عليها ايه؟ سمر: عمر انت عارف انك الكبير بالنسبة لي ، رغم إن فرق السن بينا بسيط، يعني لو كبرت شويه ممكن أكون قدك، بس مقدرش أكبر عليك عمر: ها سمر: ولا ها ولا حاجة، بص يا عمر أنا سمر ، سمر كدا ، واللي مش عجبه تصرفاتي ما يكلمنيش عمر: الكلام دا هيمشي عليه ؟ سمر وهي تشرب العصير سمر: أنا قلتلك أنك الكبير عمر: عشان أنا الكبير ، روحي يلا أغسلي وشك من الهباب اللي أنتي حطاه ده، عايز أشوف وشك القمر سمر تنظر وتضحك: عمر؟! عمر: روحي يلا مش هغد*ك بالشكل دا سمر: ومين قالك أني هتغدى معاك أصلا عمر: طب روحي بدل ما أشدك من الشعريتين اللي ظاهرين من الحجاب دول واغسل لك وشك، اكيد فاكرة طريقتي لما غسلت لك وشك اول مرة حطيتيةفيها مكياج انفجرت سمر من الضحك سمر ضاحكة: أيوه كنت في أولى أعدادي وكنا معزومين كلنا عند عمو حسن وانا دخلت لقيت مرات عمو حسن عندها مكياج وكانت مخبياه في الدرج عشان محدش يعرف عمر ضاحك: كانت بعته جيباه من القاهرة عشان محدش يعرف، وانتي لقتيه يا اروبة سمر ضاحكة : اأيوه وقعدت احط ، وطلعت بهرتكم من جمالي عمر ضاحك: جمالك أيه بس دا أنتي كنت شكلك ،استغفر الله العظيم سمر بغيظ: حرام عليك دا أنا كنت قمر، وكل شباب العيلة كانوا معجبين بيه عمر ضاحك: ياشيخه دا أنتي كنتي عاملة زي البلياتشو سمر بضيق: انت هتكرر كلام الست أميرة عمر ي**ت لحظة عند سماع اسم أميرة نظرت له سمر بحزن ووضعت يدها على كتفه سمر: عمر، أنت لسه …. عمر يقاطعها عمر: تعرفي أنتي فعلا ما تستهليش إلا أني أجوزك مراد، هو اللي هيطلع منك القديم والجديد سمر باستخفاف: مراد مين دا كمان اللي أتجوزه عمر : مراد ابن عمك اللي شايل مصالح العيلة كلها على اكتافه سمر : مراد على نفسه مش عليه عمر: الواد بيحبك ،أنا عارف بيحبك على أيه بس؟ سمر: يحبني هو حر، بص يا عمر أنا بسمع كلامك لأنك أخويا وكبيري، أنما جواز من مراد لا عمر: أنتي حرة ، يلا روحي عشان تغسلي وشك ، وخدي عباية من بتوعي حطيها عليك سمر: عباية كمان ليه بقى؟ عمر : عشان الجمال دا ما يبانش لحد تبتسم سمر: اه ياني منك عمر : وروحي اتغدي مع الحريم عشان معايا ضيف، و ماشوفش وشك إلا لما انادي عليك سمر: حريم مين؟ ، اوي تكون تقصد الحاجة… عمر يهز رأسه: أيوه ، الحاحة أم سعد سمر تذهب بعيدا وهي تكلم نفسها سمر: لا لا ، دا كتير اوى اوفر كدا، انا عارفة انا مستحملاك ازاي يبتسم عمر وينظر بحزن ويقول إلى نفسه بحزن : ايوه بسمع كلام اميرة …… في منزل سحر سحر تدخل بخوف، ووالدتها تدخل خلفها والدة سحر وهى تشد سحر من يدها والدة سحر: عايزة أعرف ايه اللي جابك مع سالم في العربية ؟!، انتي عايزة تفضحينا ،عايزة الناس تقول بعد ما ابوها مات صابرين معرفتش تربي بنتها سحر تنظر لامها بضيق سحر: يا ماما صابرين: ولا ماما ولا بابا ، انتي فضحتينا والناس كلها هتقول ركبه مع سالم بيه وبيتفسحوا في البلد سحر بعصبية: ناس مين وبلد مين ؟، ما في داهية الناس، انا معملتش حاجة غلط، ووفاء شرحت لك اللي حصل صابرين: وايه بقى اللي حصل؟ سحر: اولا حصلت مشكله كبيرة وسالم كان هيموت السواق، ولما جه عمر قاله يوصلني لانه اخد السواق معاه يراضيه ويغديه، ثالثا انا كنت ركبه مع وفاء وسالم اخوها مش مع سالم صابرين: انتي لكي عين تعلي صوتك كمان سحر بصوت مرتفع: ايوه اعلي صوتي لانى ما غلطتش صابرين: لا غلطتي ،كنتي اعتذرتي لعمر وجيتي سحر: اولا عمر كان هيزعل ، مش عمر دا ابنك حبيبك ، وبعدين كنت هشيل الشنطة من عند بيت عم صادق لهنا ازاي صابرين: بدل عمك صادق معندوش دم زي ما هو متعود، وبعت حد من اللي بيشتغلوا عنده يوصلوك للبيت بشنطتك، كنتي شلتي شنطتك على قلبك وجيتي لوحدك، وبعدين ما تعمليش حجة شيل الشنطة سحر: إن كانت المشكلة أصلا أن عم صادق كان عايز السواق يدخل شنطة أميرة جوه، والسواق كلمه وحش ، وسالم كان هيموت السواق ،يبقى أزاي اقول لعم صادق خلي عندك دم وابعت معايا حد يشيل شنطتي، وبعدين الشنطة تقيلة معرفش أشلها صابرين وهي تمشي بضيق صابرين: بتتحججي سحر: لا ما بتحججش ان كنت مقدرتش اشلها من الباب للصالة صابرين : اللي أقولك عليه يمشي، ومش عايز مناقشة، وفاء دي تقطعي علاقتك بيها سحر بتعجب: نعم صابرين: بصي هي كلمة، مش عايزة اسمع كلمة راحه لوفاء جايه من عند وفاء، لا هي تجيلنا ولا انتي نروح لها، لا هي من توبنا ولا احنا من توبها سحر : ليه يا ماما وفاء صحبتي وزي أختي وبتحبني وبتخاف عليه؟ صابرين بعطف : شوفي يا بنتي وفاء زميلة دراسة حكم الزمن انكم روحتوا سوا كلية واحدة، بس مش معنى كدا انها زي اختك، دي من بنت باشوات مش من توبنا احنا شغالين بالأجرة في ارضهم سحر: يا ماما كلام الباشوات والغني والاجير دا خلص من زمان صابرين بحزم: اللي اقولك عليه تسمعيه ، وفاء وأميرة انسيهم من حياتك خالص سحر: و أميره ليه هى كمان؟ صابرين: هما اغنية زي بعض ، انما احنا لا سحر : بس احنا قرايب اميرة صابرين: قرايب ولا مش قرايب انسي المواضيع دي بقى صابرين: انا هقوم أحمر لك دكر البط واسخن المحشي سحر وهي تحمل حقيبتها بصعوبة إلةى حجرتها سحر : ماليش نفس صابرين: زمانك ما كلتيش من الصبح سحر: تعبانه وعايزه انام تدخل سحر حجرتها المرتبة التي بها سريرين ودولاب متهالك وطاولة صغيرها عليها مفرش قديم تضع سحر الحقيبة بجوار السرير وتجلس بحزن تدخل صابرين عليها صابرين تضع يدها على كتف سحر صابرين: بصي يا سحر من الاخر،الكلام اللي قلته لك دا مش هتغير وهيتنفذ، ومالوش دعوة بالاكل ، احنا بناكل عشان نعيش سحر تنظر إلى أمها نظرة دامعة وتهز رأسها صابرين تنظر إلى سحر وتحاول تضحكها صابرين قومي ياله دا انا عامله لك شوية محشي انما ايه هتاكل ايدك وايدى وراهم تبتسم سحر بحزن سحر: حاضر هغير هدومي واجي وراك صابرين: متتاخريش انا هحط الأكل على الطبلية على ما تخلصي تنظر سحر إلى أمها التي وضعت طبلية وعليها صينية كبيرة عليها أطباق ، ومشت لتحضر باقي الطعام وقفت سحر تغلق باب الغرفة والدموع تنزل من عيناها سحر: يعني كده مش هروح لأميرة ولا هقدر أشوف شريف ، وطبعا شريف من عيلة الاغنية، يعني كدا مفيش اى أمل اني ارتبط بيه خالص سحر تنظر لاعلى سحر: ليه انا فقيرة وامي بتشتغل بالاجرة في أرضهم ؟ سحر بلوم لنفسها: استغفر الله العظيم يارب ، استغفر الله العظيم تنادي صابرين على سحر من الصالة صوت صابرين : يلا يا سحر الاكل هيسقع تمسح سحر دموعها وتقول بصوت مخنوق سحر: حاضر يا ماما أنا جايه اهو ………. أمام منزل سالم تقف سيارة سالم ينادي سالم سالم : يا محمود ، يا محمود يخرج رجل اربعيني طويل وعريض الجسد، غليظ الملامح أ**د اللون ،يرتدي جلباب واسع محمود يجري نحو السيارة محمود : ايوه يا سالم بيه سالم يشير للسيارة سالم: طلع الشنط في اوضة وفاء فوق يفتح محمود السيارة ويحمل حقيبتين من الثلاثة سالم ضاحك: مش مهم تاخدهم الاثنين، وتبين لنا عضلاتك و تحسرنا على نفسنا، طلع شنطة شنطة وخلاص محمود يبتسم : هما مش تقال يا سالم بيه سالم يشير إليه ضاحك سالم: خلاص يا محمود اللي اداك يدينا سالم مبتسم: يارب يا بيه سالم ينظر إلى وفاء سالم : بيه ايه بقى وتيه ايه تنظر وفاء إلى المنزل الواسع المرتفع القديم الذي يحمل ذكريات لا تحبها سالم يضع يده على وفاء سالم: ايه البيت وحشك؟ وفاء تهز رأسها وتبتسم وفاء: شوية يض*بها سالم على كتفها مداعبا سالم: يا شيخه بطلي عناد بقى، دا انتي هتكليه بعينيك ولا حتة شيكولاته في تلاجة عمى شحاته تبتسم وفاء فقد كان ردها صادق، ولم يكن هذه المرة عناد نظرت وفاء إلى سالم وابتسمت وفاء: ياااه يا سالم تلاجة عم شحاته ، هو لسه موجود؟ ضحك سالم: البلد دي اللي فيها ما بيموتوش ابدا وفاء ضاحكة: دا اكبر من عمي صادق سالم وهو يضع يده على كتفها سالم : ايوه ، فاكرة لما مرة روحتي له وأكلتي الشيكولاته والبسكويت ولما قالك فين الفلوس قولتيله ، هي الحاجات دي بفلوس؟ تضحك وفاء : ايوه كنت فاكرة أنها ببلاش، انا اصلي كنت بروح عنده بأكل الحلويات وعمري ما حسبت على الحاجات اللي بأكلها سالم ضاحك: ايوه كان عمر عامل حساب جاري للعيلة عنده وكان بيدفع له فلوس مقدم كل شهر ، ولما عمر دخل المستشفى في الحادثة و الحساب خلص، فطلب عم شحاته منك فلوس الحلويات وفاء: والله عمر دا مافيش زيه في البلد، مش زي ناس سالم : كدا يعني طيب والله كنت محضر لك مفاجأه بس خلي عمر ينفعك وفاء تضحك: لا عمر مين ؟، انا بقول مافيش زي اخويا سالم حبيبي ابدا سالم : لا والله ، قولتي الكلام دا امتى ؟ وفاء: قولته حالا يدخل سالم وبجواره وفاء يضحكان تقابل وفاء امها الجالسه على كرسي متحرك ولا تتكلم وفاء تجري على امها وفاء: ازيك يا ماما تحضن الام وفاء وتحاول ان تتكلم فتلوي ل**نها وتص*ر أصوات بسيطة وفاء: تنظر إليها وتقول لها وحشتيني اوي تنظر لها والدتها وتحاول ان تتكلم سالم : يلا اطلعى اوضتك غيري هدومك وتعالي نتغدا ، انا محضر لك غدا انما ايه؟ وفاء : لا ما تقولش سالم : مش هقول وفاء: ممبار سالم : تمام وفاء تحضن سالم وفاء: تعرف اني دورت لقيتك احلى سالم في العالم كله سالم: ياااه بكاشه اوي وفاء وهي تمشي بعيدا وفاء: بتعلم منك يا باشا ………… في منزل صادق يدخل صادق مع شريف صادق : اتفضل يا دكتور شريف، البيت بيتك يدخل شريف البيت الذي يحتوى على الكثير من الصالونات والتحف صادق: يا سالمة حطي الغدا على التربيزة، أميرة هانم جت سالمة تدخل بسرعة وهي سيدة خمسينية جميلة الملامح خمرية ترتدي عباءة واسعة ملونة وطرحه سوداء تحتضن سالمة اميرة بحب سالمة : حمد الله على السلامة يا اميرتي ،وحشتيني اوووى أميرة بحب: الله يسلمك انتي كمان وحشتيني اميرة تصطنع الغضب وهي تبتعد عن سالمة اميرة: لا ، مش هكلمك سالمة : ليه بس؟ اميرة: ماجتيش قبلتيني من على الباب ليه؟ سالمة: كنت قدام الفرن ولسه مخلصة حالا، سماح بقى المرة دي أميرة مبتسمة ، خلاص سماح، بس المرة دي بس اميرة تمسك بيد سالمة أميرة : انا طالعة اوضتي يا بابا صادق: يا بنتي اقعدي اتغدي الاول اميرة: هطلع اغير هدومي وانزل صادق : طيب يا حبيبتي برحتك تصعد أميرة مع سالمة بسرعة على السلالم تدخل الغرفة المنظمة ، التي بها سرير كبير مفروش بمفرش غالي ودولاب كبير فخم ومكتب كبير عليه كتب تجري على المكتب وتدير مفتاح الدرج وتخرج صورة عائلية تشبه الصورة التي على جدار غرفة عمر أميرة مبتسمة : وحشني اوي يا سالمة سالمة : ازاي وحشك بقى ما انتى كنتي لسه واقفه معاه دلوقتي و شيفاه اميرة: بيوحشني وهو معايا، هو اخباره ايه؟ تتجه سالمة نحوها وتجلس على السرير سالمة: اخباره ايه ؟،ما انا بعطيك التقرير كل يوم في التليفون أميرة ضاحكة: ماعطتيش ليا التقرير النهارده سالمة :طب قومي بقى أحسن الحاج صادق يولع فينا أميرة: ليه إن شاء الله؟ سالمة: عشان عندنا ضيوف أميرة : ضيوف مين ؟، مش شريف، هو دا ضيوف؟ سالمة : ايوه أميرة : سيبك منه ، المهم احكيلي عن عمر سالمة بخوف: فيه حاجة مهمة و لازم تعرفيها أميرة : فيه ايه؟ سالمة : مش عارفة أقولك ولا لا، بس لازم تعرفي ،خايفة لتكون المفاجأة صعبة عليك أميرة بخوف: قولي يا سالمة ،خير سالمة وهى تقترب منها وتضع يدها على رأسها بحنان سالمة: دكتور شريف كلم الحاج صادق ، واتقدم لك اميرة: بتقولي ايه ، ازاي؟ سالمة: زي ما بقولك ،هو عزمه النهارده وبعد ما يمشي هيفتحك في موضوع الجواز أميرة تبكي: أنا كنت عارفة أن قعدتي في البلد مش هتعدي على خير سالمة تحضنها سالمة: المهم تفكري هتعملي ايه؟ أميرة باكية: بابا بيحب شريف ،ومش هقدر اطلع في شريف عيب عشان ارفضه، وعمر ما اتقدمش ليا،و حتى لو رفضت شريف وعمر اتقدم لي ، مش هعرف أقبل عمر بعد ما رفضت شريف تزيد في البكاء أميرة: كدا خلاص كل أحلامي ضاعت سالمة: لازم تفكري كويس أميرة والدموع تغطي وجهها أميرة: مافيش إلا حل واحد بس... ....... غيمة بلا أمطار ..... بقلم نانيس خطاب .. للتواصل ‏‪naniskids1@g*******m‬‏
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD