الغيمة الثالثة
…….
في الطريق
تتجه نحوهم بسرعة
حامد: أيه المجنون دا ، دا هيخبطناااا
تسرع السيارة نحوهم
تصرخ الفتيات الثلاثة : خلي بالك من العربية اللي ماشيه بسرعة دي
حامد ينحرف عن العربية ويقف
سحر تشير إلى السيارة
سحر: مش دي عربية سالم أخوك يا وفاء؟
تنظر وفاء للسيارة
وفاء : أيوه يخرب بيت دماغه
تقف السيار بجوار سيارة حامد والفتيات
يخرج سالم من السيارة ، يرتدي قميص غالي الثمن أصفر وبنطال جينز ، وهو خمري ، قصير القامة ممتلئ الجسد ملامحه كبيرة يشبه وفاء كثيرا، يلبس نظارة ماركة عالمية
يبتسم وهو يخلع نظارته الغالية، يحرك يده لتظهر ساعته ذات الماركة المشهورة
سالم ينظر لسحر نظرة إعجاب
سالم : السلام عليكم
الفتيات بهدوء: وعليكم السلام
ينظر حامد له وقد عرف أنه أخو وفاء ويعرف الفتيات جيدا
حامد : وعليكم السلام
وفاء بغضب : أنت بتهزر يا سالم ، كنت هتموتنا
سالم وقد عقد حاجبيه من الضيق
سالم : أنا كنت جاي بسرعة عشان أخدك للبيت ،بدل ما تيجي وتتبهدلي بشنطك، وبعد دا كله أبقى أنا في الٱخر غلطان
وفاء: جاي تاخدني ليه ؟، مش مفروض أني هروح مع زميلي
سالم: تعالي يا وفاء ومش عايز كلام كتير و بطلي عند بقى
وفاء تنظر له بضيق
ي**ت الجميع
وفاء تضم قبضة يدها وتفردها
وفاء بصوت منخفض
وفاء: أهدي يا وفاء ،أهدي يا وفاء
سالم : يلا يا وفاء أنا مستعجل
وفاء بضيق: طيب
تخرج وفاء من السيارة
سالم ينظر لسحر مبتسم: أتفضلوا معانا يا جماعة
تبعد سحر وأميرة عيناها عنه في ضيق
تخرج وفاء من السيارة
حامد بهدوء: فين شنط حضرتك؟
تنظر وفاء لحامد بهدوء، ثم تشير للسيارة من أعلى
يتقدم سالم ويقف بين وفاء و حامد
سالم ينظر لحامد بحده ، ثم ينظر لوفاء
سالم : فين شنطك فيهم ؟
وفاء تنظر للأرض وقد أحمر وجهها
يصعد حامد يفك الرباط المربوط حول الحقائب
وفاء بهدوء : الشنطة السودا الكبيرة اللي على الطرف، والشنطة البني الكبيرة اللي في الوسط ، والشنطة السودا الكبيرة الجلد
ينزل حامد حقيبة وراء الٱخرى ويقف سالم يأخذها من حامد الحقائب ويضع الحقائب على الأرض، ثم أخذهم وفتح باب السيارة وبدأ في وضع الحقائب داخل سيارته واحدة تلو الٱخرى
نزل حامد من على السيارة ونظر لوفاء التي لم ترفع وجهها من الأرض ، وقد شعر أنها أن**رت
نظرحامد لوفاء وهو يمشي يضم قبضة يده، يتمنى أن يض*ب سالم ، ثم تراجع وفرد يده وأمسك بباب السيارة
جلس سالم في السيارة وأشار لوفاء
سالم : يلا ،تعالى وقفه عندك ليه؟
وفاء وقد لمعت الدموع في عيونها، ونظرت لسحر و لأميرة
وفاء تنظر لأميرة وهى تضع يدها على ص*رها متوسلة
وفاء: عشان خطري فكري في الموضوع اللي قلت لك عليه يا أميرة
أميرة تنظر إليها بحيرة
سالم يلبس نظارته الغالية
سالم بصوت مرتفع
سالم: مش قلت يلا ، لازم أقول الكلمة ألف مرة
وفاء تمشي من**رة الرأس وتتجه للسيارة وتركب ، وتنظر لسحر ، ثم تضع يدها على ص*رها وتشير لأميرة راجية، ثم تنظر لحامد
،يختلس سالم نظرة سريعة لسحر ، ثم يقود السيارة ويتحرك بسرعة
حامد يتصل بالهاتف
حامد: أيوه ،أنا وصلت المنيا وعلى أول الطريق أهو أطمنوا
سحر تتابع سيارة سالم وهي تتحرك بسرعة ، وقد تذكرت رقم هاتف شريف المحتل شاشة هاتفها ، فنظرت لهاتفها بسرعة و ضغطت على أزراره ،و أعادت الهاتف إلى صورة الشاشة ، وهي سورة قرأنية (إن مع العسر يسر)
بينما تابعت أميرة سيارة سالم بنظرات حزينة وهي تمشي بسرعة كالطائرة ، وقد قبض قلبها فوضعت يدها على ص*رها وكأن الهواء امتنع من دخول رئتها ، فاحتل جسدها البرودة
نظرت سحر لأميرة التي تغير لون وجهها ، وقد ظهر عليه الشحوب ، كما جف حلقها وأصبحت تبتلع ريقها بصعوبة
مسكت سحر بيد أميرة فوجدتها أكثر برودة
سحر هامسه وهى تحتضن يد أميرة
سحر: هو الموضوع دا رجع لك تاني
أميرة تلمع عيناها بالدموع وتخفض رأسها
سحر تمسك يدها بحب
سحر: إن مع العسر يسرى،إن مع العسر يسرى
هزت أميرة رأسها وهو مازال منخفض
حامد وقد اشتعلت عيناه حمرة وهو يتابع سيارة سالم ، ثم يكور قبضته ويض*ب بقوة على مقدمة السيارة
فزعت سحر وأميرة، من تلك الض*بة المدوية ، ركب حامد السيارة وبدأ يأخذ نفسا طويلا ، يتابعه بأنفاس طويلة متتالية
ساد ال**ت للحظات
أمسك حامد بعجلة القيادة وإتجه بالسيارة داخل البلد ، هو يفكر بوفاء وما سيحدث لها من ذاك السالم المغرور
وسحر وأميرة تحمل بداخلها تسأولات كثيرة عن الأيام المقبلة
……….
في الشارع
يقود سالم السيارة بتجهم وتجلس بجواره وفاء ، وقد ركزت كل تفكيرها على فكرة السفر بسرعة مرة أخرى للقاهرة
وفاء تفكر: ياريتني ما جيت ، كنت أتحججت بأي حاجة وقعدت، ياريتني سقطت السنة دي، ولا كنت رجعت أكمل التمهيدي وكذبت عليهم وقلت لهم أني سقطت السنة دي
يسود الصوت في السيارة
يمر سالم ببعض أشخاص واقفين أمام المسجد وهو يقود السيارة بسرعة
عادل: مين دا اللي سايق بسرعة كدا ؟
محروس مبتسم: دا سالم السملوطي
عادل: مين سالم السملوطي يعني؟
محروس: من عيلة السملوطي أكبر عيلة في الصعيد كلها ،عين أعيان الصعيد
عادل : اااه ، عشان كدا سايق ولا همه
محروس ضاحك: هو عليه يسوق يا شيخ عادل، وأحنا علينا نوسع
عادل بتعجب: لا والله ، ودا في الدين ولا في عرف مين ،إن شاء الله؟
محروس: لا في بلدنا ، أنت لسه جديد هنا، وبكره وأنت تؤم الناس في الصلاة بالمسجد هتشوف أشكال وألوان
عادل ضاحك: على رأيك ، بس اللي معاه دي شكلها مش طيقاه ، لو مراته هتخلص منه الجديد والقديم في البيت
محروس: لا يا شيخ عادل، سالم بيه
ما اتجوزش ، دي أخته وفاء، أصلها كليتها في القاهرة ، وبتيجي هنا كل اجازة
عادل مبتسم: يعني لسه في الكلية؟
محروس: والله ما أنا عارف يا شيخ عادل ، هي لسه في الكلية ولا خلصت، بس هي بقالها سنين كتير في القاهرة
عادل: كلية أيه؟
محروس: الكلية اللي بتطلع مدرسات دي
يهرش محروس في رأسه ،اسمها، اسمها
عادل ضاحك: حلوة الكلية اللي بتطلع مدرسات دي ، كلية تربية يعني ؟
محروس: معرفش يا شيخ عادل، أنما أنت بتسأل ليه؟
عادل بحذر: ولا حاجة أنا بسأل على سالم بيه اللي ماشي بسرعة ولا همه البشر دا، والكلام جاب بعضه، هسأل عن أيه يعني؟
يمر سالم مسرعا على منزل صادق ، الذي كان يقف يراقب الطريق من بعيد انتظارا لوصول أميرة، يرى صادق سيارة سالم المسرعة وبجواره وفاء، يشير صادق بيديه ليوقف سيارة سالم
صادق ينادي: يا سالم ، ياسالم
يقود سالم بسرعة ، لكنه يرى أشارة صادق فيحاول أن يتوقف
يقف سالم فجأة ، ثم يعود للخلف ليقف أمام عمه صادق
صادق: أيه يا أبني واخد في وشك وماشي بسرعة كدا ليه؟
سالم : عايز أروح وفاء البيت
صادق ينظر إلى وفاء يبتسم لوفاء
صادق: حمد الله على السلامة يا وفاء ، أمال فين أميرة؟
سالم مقاطعا
سالم: لسه مع السواق البطئ القاهري دا
صادق: طب لبه يا أبني ما سبتهمش يجوا مع بعض حتى وفاء تقعد تتغدى معانا وتشرفنا
سالم : والله ياعمي أنا روحت أجيب وفاء بسرعة لأني أمي من ساعة ماعرفت أنها جايه وهي عامله في البيت قلبان ، وعايزه تشوفها
وفاء تفكر وتقول لنفسها
وفاء : أنت الأمل الوحيد ليه يا عم صادق
وفاء تتسع ابتسامها
وفاء: أزيك يا عمي، وحشتني أوي، طول ما أنا وأميرة و سحر في القاهرة مالناش سيرة غيرك، أخلاق عم صادق ،وشهامة ورجولة عم صادق
صادق يضحك: ربنا يخليكي ليا ما أنتي بنتي زي أميرة بالضبط
سالم : أنا هروح بقى يا عمي عشان وفاء وحشه أمي أوي
صادق : طيب يا أبني بالسلامة
وفاء مبتسمة: أنا بكره بإذن الله ، هاجي لأميرة أقعد معاها
يلوي صادق شفته
صادق: أحنا بكره ورانا مشوار مهم ، خليها لبعده ولا بعد بعد
تصدم وفاء ويحمر وجهها خجلا
صادق بسرعة: أصلي أتفقت مع أميرة اني هروح معاها بكره نزور أمها في المقابر
سالم : تعيش وتفتكر يا عمي
صادق: ونزور ولدك كمان وكل أمواتنا ،لازم أميرة تزور قبور العيلة وتترحم عليهم
تتعجب وفاء فلم تذكر أميرة لها تلك الزيارة ، كما أنها تعرف جيدا أن أميرة تكره زيارة المقابر وتخاف منها ، ولم تذهب لزيارة والدتها من يوم وفاتها ، منذ أن كانت أميرة صغيرة ،كما أنها شعرت بكذب عمها صادق ورد فعله المبالغ
وفاء بمكر: طيب كويس، أنا كان نفسي أزور بابا وبدل حضرتك يا عمي هتروح مع أميرة هاجي معاكم
تنظر وفاء لسالم
وفاء: ولا فيه أعتراض على زيارة بابا في المقابر مع عمي صادق كمان؟
ينظر لها سالم وي**ت
وفاء: خلاص يا عمي صادق بدل سالم ماقلش لا ، هاجي معاكم بكره المقابر أزور بابا وأموات العيلة
صادق بقلق
صادق: أما نشوف بس هنروح أمتى وهنبحق نروح لبوكي ولا لا ، سبيها لوقتها ، أما بس أميرة تيجي بالسلامة واتفق معاها هنروح أمتى ونشوف هنعمل أيه الأول بس ، ولما نتفق سوا هخليها تبقى تكلمك في التليفون
تنظر وفاء إلى صادق وقد زادت شكوكها
سالم: طيب يا عمي، عايز حاجة مني؟
صادق وهو ينظر بعيدا، لا شكرا يا حبيبي، عربية أميرة جت من بعيد أهي
وقف سالم بسيارته حتى أقتربت السيارة منهم، ونزل حامد لتنزيل الحقائب
نظر سالم من المرٱة على سحر التي تبدل وجهها بلون الخوف والاضطراب، فشعر هو أيضا بالأضطراب
بينما نظرت وفاء نظره خاطفة على حامد
وهو يتحدث في الهاتف ، أنه عشريني أبيض الوجه عيناه بنيه ضيقة وملامحه صغيرة وشعره مجعد ، ويلبس نظاره ويضعها على رأسه وتبدو ماركة غالية، ويرتدي قميص زهري غالي وبنطال جينز
سالم : يلا يا وفاء
تنزل أميرة من السيارة ووجها مازال مضطربا
تجري على والدها
أميرة: بابا ،بابا
صادق : حمد الله على سلامتك يا بنتي
ينظر صادق في السيارة فيجد سحر تجلس فيها، فيبعد نظره عنها
أميرة تنظر إلى سحر
أميرة: ما تنزلي أتغدي معانا يا سحر
سحر تبتسم بحزن فهي تشعر أنها غير مرغوب فيها
تهز سحر رأسها
سحر: مرة تانية يا حبيبتي
سالم ينظر لعمه صادق الذي أهمل وجود سحر ووقف يحضن أميرة التي كادت أن تفلت من عينيها دمعة، ليس فقط لحرارة لقاء والدها صادق ولكن لخوفها الشديد من المستقبل المجهول
……..
في منزل عمر
يدخل أحد الرجال مسرعا ومازال عمر ينظر لنفسه في المرٱة الم**ورة ، ويضع يده اليسرى عليها ليستند بها
سعيد وهو ينهج: وصلت يا عمر بيه
ينظر سعيد إلى الغرفة المبعثرة والمرٱة الم**ورة
سعيد بلهفة وهو يجري نحو عمر، ويضع يده على عمر
سعيد : مالك يا عمر بيه؟
عمر وهو يمسح دموعه: مافيش يا عم سعيد، وصلت لبيت عم صادق
سعيد : أيوه يا عمر بيه
عمر بغضب وصوت مرتفع
عمر: أمال السواق الزفت دا ما أتصلش ليه؟
سعيد يفرك في يديه من القلق
سعيد : اتصل يا بيه، بس، بس…
قاطعه عمر بحده
عمر وهو يلتفت إلى سعيد بنظره ناريه
عمر : أمال ما قلتليش ليه ؟
سعيد: دخلت عليك لقيتك …
عمر: لقتني أيه؟
سعيد بخجل: لقيتك بتعيط بصوت عالي
عمر: بعيط ولا مابعيطش ،ما قلتليش ليه؟
سعيد: ماردتش أعرفك أني شوفتك ولا سمعتك وأنت بتعيط
**ت عمر ثم قال بانفعال
عمر: طيب غور من وشي دلوقتي
نظر له سعيد بحزن وهو رجل ستين يرتدي جلباب غالي ، رفيع الوجه له أنف طويل بارز ولكن يبدو على وجهه الطيبة ، رفيع الجسم منحني الجسد للأمام قليلا
مشى سعيد ببطء، نظر له عمربحزن وهو يلكم نفسه ، ثم نادى عليه
عمر : يا عم سعيد يا طيب
التفت له سعيد بعيون دامعة
عمر: هتعملي شاي ولا قهوة
سعيد مبتسم: هعمل شربات
نظر له عمر دامع
عمر: لا الشربات عندهم هما، هما اللي لهم الشربات والفرح والصحة، وأحنا لنا القهوة السادة والحزن وبتر الدراع
يعود سعيد له مسرعا يحضنه ويقبله
وعمر يلف يده اليسرى على رقبت سعيد ويبكي بكاء بصوت عالي
...
في الشارع أمام منزل صادق
صادق يسأل أميرة
صادق: فين شنطك؟
أميرة تنظر إلى أعلى السيارة الثلاث الشنط السودا
يصعد حامد ينزل الحقائب على الأرض ،ولم تبقى على شبكة السيارة إلا حقيبة واحدة متوسطة الحجم تبدو أنها ملك سحر
صادق ينادي : بت يا صباح ، بت يا صباح
تخرج فتاة عشرينية ترتدي ملابس منزليه ، خمرية وجهها مبتسم وعينها تلمع من الفرح ، وملامحها مبتهجه
صباح: حمد الله على السلامة يا ست أميرة
تنظر أميرة إلى صباح مبتسمة
أميرة: أزيك يا صباح ، أنتي جيتي أمتي من بلد جوزك؟
صباح بسعادة: الحمد لله ، جيت من كام يوم أشوف أمي ، ولما عرفت أنك جاية النهارده، قلت أجي أشوفك واسلم عليك قبل ما اسافر العصر
صادق: خدي دخلي الشنط بسرعة
صباح : حاضر يا صادق بيه
صباح تحمل الحقيبة من على الأرض ويبدو أنها تحملها بصعوبة
أميرة بعطف: مش تقيلة عليك يا صباح
صباح و وجهها تلون بحمرة من التعب
صباح: لا ياستي
صادق يشير إلى حامد باستخفاف وهو يذهب إلى السيارة ويفتح بابها ليدخل فيها
صادق : تعالى أنت
حامد يركب السيارة ، ولا يعرف أن صادق يتحدث إليه
صادق: أنت ياسواق، أنت
ينظر حامد إلى صادق وهو يقول
حامد: أنا؟
صادق : أيوه أنت، هو فيه سواق هنا غيرك
يضحك صادق
بينما تنظر إليه أميرة ووفاء بضيق
حامد يخرج من السيارة ويتجه نحو صادق
صادق باستخفاف: تعالى دخل الشنط جوه
حامد ينظر إلى صادق بتعجب
حامد: أنا ؟
صادق يخرج من جيبه ورقة بعشرين جنيه ، ويلفها ويضعها في جيب قميص حامد
صادق: وخد يا سيدي حق شيالتك
حامد بغضب يخرج ورقة النقود ويعطيها في يد صادق ويطبق يده
حامد :أنا مش شيال
صادق يضع يده في جيبه ويخرج ورق مالي كثير
صادق: أيه مستقلها ، شوف يا سالم الناس بقت طماعة وعنيها فارغة
سالم ينظر لسحر التي بدأت تشعر بان وجودها غير مرغوب فيه من الجميع
سالم ينظر لحامد بضيق
سالم: أوي يا عمي
صادق يأخذ من الورق المالي ورقة بخمسين جنية
صادق وهو يعطي لحامد الورقة ذات الخمسين جنية
صادق : خد يا سيدي خمسين جنية أهي ودخل الشنط ، ومافيش أكتر من الخمسين جنية مليم
يمشي حامد ذاهبا للسيارة
حامد: شكرا يا حج خليهم لحضرتك ، أنا مش شيال، ولو كنت بنزل الشنط من فوق العربية دا من زوقي وبس
سالم وقد احمرت عيناه من الغضب
سالم: أنت اتجننت أنت بتكلم عمي بالطريقة دي أزاي دا أنا هدفنك في مكانك
يتجه سالم نحو السيارة
حامد: ولا تدفني ولا أدفنك
يشير حامد تجاه سحر ، أنا هوصل الاستاذة لبيتها وأمشي
إزداد غضب سالم عند إشارة حامد نحو سحر
سالم : أنزلي يا سحر
سحر تنظر لسالم بتعحب بدون أن تتحدث
…………..
في تلك اللحظة
تدخل سيارة دكتور شريف مسرعة
سمر: أيه دا مش دا سالم وعمو صادق والبنات
دكتور شريف ينظر بتعحب
دكتور شريف: أيوه ، يا ترى أيه اللى بيحصل؟
أوقف دكتور شريف السيارة أمام عمه صادق
تنزلت سمر من سيارة دكتور شريف
سمر مبتسمه: فيه أيه يا جماعة؟
ينظر صادق لملابس سمر باشمئزاز ، بينما ينظر سالم لتفاصيل جسدها بتمعن ،ثم يخاف من أن تراه سحر فتغضب من نظراته لسمر، فأبعد نظره عن سمر واتجه بنظره نحو سحر
سالم بغضب: بقولك أنزلي يا سحر ، هو أنتم كلكم ما بتسمعوش الكلام من أول مرة
وفاء تنظر لحامد الذي لمعت عيناه من الغضب ، كما تنظر لسالم الذي بدأ يشتاط غيظا وهي تعرف جيدا أنه لا يستطيع أن يسيطر على أعصابه ومن الممكن أن يقتل حامد
سحر تنظر لصادق ولا تعرف ماذا تفعل
سالم وهو يفتح باب السيارة لسحر
سالم بصوت مرتفع غاضب: أنزلي يا سحر بقولك
صادق : هتنزلها ليه أبني؟
سالم : أولا مينفعش السواق يوصل بنت لوحدها ، ويبقوا قاعدين في عربية هما الاتنين وبس
الثلاث فتيات ينظر نا لبعض ثم ينظرنا لحامد الذي بدأ الغضب يتحكم منه وقد أشتعل وجهه حمره ولمعت عيناه وكأنها نارا حامية
حامد: وثانيا
سالم : ثانيا لأني هقتلك ومش عايز البنات يشوفوا دمك وهو بيسيح عل الأرض فيخافوا
حامد: طب فيه ثالثا
سالم وهو يتجه لحامد يشده من القميص ويخرجه من السيارة
سالم: ثالثا هتشوفها بنفسك حالا ،قبل ما تبقى المرحوم
ويخرج سالم من جيبه جنجر و يقترب منه
تصرخ الفتيات الثلاثة: حرام عليك يا سالم
ما تموتوش
......
بقلم
نانيس خطاب
..
للتواصل
naniskids1@g*******m