بسم الله الرحمن الرحيم
رواية حور الشيطان عشق محرم
الجزء الثاني بقلمي
ملاك محمد دودو
???????
توقف قلبها و علا صوت صفير الجهاز معلنا عن توقف نبضاته ،
بينما هو قد توقف به الزمن عن المضي ، شارد ،ضائع ، لا يري من حوله غيرها ، الي ان استمع لصفير الجهاز ،
فأرتعد قلبه و انهلع ، ايخسرها الآن بعدما وجدها ، كلا لن تسرق منه روحه بعدما استردها ، لن تذهب منه بعدما وجدها ، يكون ما يكون و تكون علي قيد الحياة ، حتي أن كان بعيد عنها ...
فقط يكفي أن تحيي و يطمئن قلبه لوجودها ، أخيرا وصل الي فراشها...
بينما الأطباء يباشرون في أحياء قلبها ، صدمة يليها صدمة و القلب لا يستجب ،
جاهدوا في محاولة أبعاده عن فراشها ، لكنه آبي، لكم الطبيب في وجه و أنحني نحوها ، أمسك يديها ، يترجاها بأن لا تتركه ، أن تعود الي الحياه و أن تتمسك بها من أجله هو ، صرخ به الطبيب بأنه هكذا يقتلها و يجدر به الابتعاد ، حتي يحاول انعاشها ، اقترب منه حازم و جاسر يحاولان أبعاده ،
لتكون الصدمة الثالثة ، هي التي الي الحياه تعيدها ، توقف الصغير
و ارتسمت نبضه ثم نبضه خافته علي الجهاز الي ان ارتسمت انتظام نبضاتها ،
ارتاح كلا من في الغرفة حينها ،
إلا هو فقد شعر و كان نبضه هو من عاد له ، و كان روحه هو التي استردادها ،
تقدم منها و جسي علي كلتا ركبتيه ، بينما يمسك بيديها و تتسابق معه دموعه ،
لتسقط علي كفها الذي يحتضنه بين كفيه ، لترمش بعينيها عدة مرات ،
ليزعجها الضوء و لا تستطيع فتحهما ، فيبدو انها قد عاد وعيها و كأنها كانت بالانتظار ،لكي يأتيها هو و تشعر بوجوده و تكون عيناه هو أول ما تطالعه
فتحت عيناها ، و ارتعشت يديها إثر سقوط دموعه عليها ، لحظات مرت تحاول استيعاب مكان وجودها ، حدقتيها تجول انحاء الغرفة وجوه غريبه من حولها ، لا تعلم أحدا منهم ، أين هي و ماذا حل بها ، طافت بعينيها تحاول إيجاد وجها مألوف لها ، الي ان و أخيرا لمحت وجها تعرفه جيدا ، اطمئن قلبها ، حاولت أن تشير له الاقتراب ، فشعرت بيديها
وكأنها مقيدة ، انخفضت ببصرها ، لترى وجها غريبا لا تعلمه يتمسك بها ، و حاولت ان تنفض يده تبعدها عنها بينما تطالعه بنظرات استفهام عن هويته ، حاولت أن تتحدث و لكنها مجهده ، كان الدوار يداهمها الي ان اوشكت ان تداهمها نوبة اغماء ، و بالفعل غابت عن الوعي مجددا ، بينما هو رفع عينيه يطالعها ، تهللت اساريره ما أن رآها تفتح عينيها ، حمد ربه و شكره علي وجودها و أنه لم يحرمها منه ومن ثم انتاب قلبه الذعر و تغلغل القلق بأعماقه ما أن عاودت أغلق عينيها مجددا انتفض قلبه **ائر جسده ، رفع بصره يرمق الطبيب بنظرات متسائلة مرتعبة مما قد يخبره به ، ليبادله الطبيب بنظره مطمئنة له ويقول
الطبيب :: ما تقلقش هي بخير وفاقت من الغيبوبة لكنها مرهقة ،غابت عن الوعى مش أكثر ، محتاجه وقت عشان تفوق وتقدر تواصل حياتها ، هي فعلا عنيدة ومقاومة ، نسبة نجاتها كانت لا تعادل 30% ، لكن هى كان عندها رغبه بالحياة قويه ، فما تقلقش ، و من ثم اطمئن الطبيب علي حور و خرج بعد ان أمر بنقلها الى غرفة العناية المشددة للاطمئنان عليها اكثر، بينما في الردهة كان كلا من أسد و حازم ينتظرون ، بينما بيجاد كان أمام نافذة العناية، يطالعها لبعض الوقت ثم غادر متوجه إليهم
و اقترب من حازم بوجه متهجم مستفسرا منه
بيجاد :: انا ممكن أفهم ، انت ازاي وصلت لحور ، و ازاي بقالها شهران هنا و مقدرتش تتواصل معانا و تعرفنا ، ما خطرش ببالك حالنا و احنا فكرنها ميتة
حازم :: انا حاولت كتير أوصل لحوريه و مقدرتش ، رقم تليفونها اتغير و كمان خفت
من اني أجيب سيرة أنها عايشه لأي حد ، خاصة و أنه كان واضح ان حالة حور مش كانت غير محاولة قتل ، و احترت فمين أثق أو لا و أعتقد أنه من الواضح ليك اني ابدا مش كنت قاصد أخبيها عنكم
بدليل اني اول ما شفتك و انا عرفتك بحالتها
بيجاد ::طيب انا برده ما فهمتش ازاي لقيتها
حازم : مش انا اللي لقيتها ، اللي حصل هو
فلاش باك
ما أن تدحرجت حور من أعلي الجبل الرملي سقوطاً للأسفل
حتي كان بالصدفة ، عبيد لديه عمل بالجبل مع احدي المطاريد
جذب انتباهه صوت الطلقات الناري ، فخشي و حاول الابتعاد و لكن لمح جسد فتاه يهوي من الأعلى ،
بالقرب منه ، اخذه فضول لرؤية من ؟؟؟ و ما أن اقترب و رأي وجهها ، حتي علم بهويتها
فلم تكن غير الدكتورة التي انقذته سابقا من براثن الشيطان و قامت بعالجه،
رغم تحذيرات الجميع لها بأن لا تفعل ، لكنها تحدته و لم تأبى لعقابه ،،
بل أنها اهتمت بزوجته و اطفاله الي أن تعافي ، حزن قلبه عندما ظنها قد توفيت و ما أن أوشك علي الذهاب حتي استمع لتأوه خافت منها مع تحريك احدي صباعيها ، فكر مليا أن يتركها ويذهب و لكن تذكر انها لم تتركه ، شعر بحركة ، فذكر و حملها سريعا متوجه بها الي السيارة التي يجلس بها صديقه و أخو زوجته و قام بفتحها و وضعها بداخلها ، ذعر صديقه من رؤية له يحمل جسد فتاه غارقة بدمائها
فقال بصوت متهجم :: انت اتجهت يا عبيد ، جثة مين دي و جيبها هنا ليه ، انت عايز تودينا في داهيه
عبيد :: دي عايشه مش ميتة ، ولازم نوديها المشفى بسرعه ، اتحرك
الرجل :: لا طبعا مش هتحرك ، انا مش مستعد اروح في داهية ، و بعدان مين دي اصلا
استرسلا عبيد قائلاً موضحاً كي يلين قلبه :: دي الدكتورة اللي ساعدتني و عالجتني و اتحدت الشيطان ، و بسببها اختك مش أرملة دلوقت و يلا اتحرك بسرعه ، علي أقرب مشفى ، بس بلاش مشفى البلد ما ينفعش أدخلها و لا حد يشوفنا بيها يعرفنا ، و كمان عشان اللي حاول يقتلها ما يعرفش أنها عايشه
ليستجيب الرجل له ممتناً لها و يقود مسرعا الي المشفى و يقوم بأنزالها و وضعها سريعا أمام المشفى ثم المغادرة
و ما أن انتبه الحارس له ، حتي كان قاد السيارة و اسرع ، ليراها العاملي يباشروا بألتقاطها والولوج بها للمشفى ، ما ان رآها الطبيب الذي صدم تماما ما أن وقعت عينيها عليها
وقال بصدمة: حوررر
فهو يعرفها جيدا ، قد حضر خطبتها مع حازم قبلا و يدرك جنون صديقه بها
أدخلها سريعا و حاول إجراء اللازم، لكن كانت حالتها خطيره ، و تكاد تكون نسبة نجاتها معدومة ، رصاصة بالمعدة و **ور كثيره ، هلع و اتصل ب حازم و أطلعه عن حالة حور الصحية ،
ليرتعد حازم ويأمره أن يبذل قصارى جهده في انقاذها و أنه يجدر بها أن تبقي علي قيد الحياة ،
من ثم اغلق حازم الخط سريعا و تسرع في تجهيز سيارة إسعاف و الطلب من أفضل أطباء المشفى
من أصدقاءه الجراحين المجيء معه و توجه سريعا الي المشفى القابعة بها حور و يدل هو و أمهر الجراحين للعمليات معها ، لمحاولة انقاذها و لكن عبث ، اتفق الجميع علي استحالة نجاتها و خاصة بعد أن دخلت في غيبوبة دماغية ، مر اسبوعان ثم شهران وهى تعيش فيه علي أجهزة الإنعاش ، دون جدوي أو أمل من ان تفيق ، حتي اجتمع الأطباء أنها قد لا تفيق مجددا و ان بقائها الي ان معجزه بحد ذاته
و أنه يجدر به إزالة أجهزة الإنعاش عنها ، لكنه آبا ذلك ،وأستمر في المحاولة ، استقر بالمشي لا يفارقها ، بذل قصارى جهده في انقاذها بينما يحاول الوصول الي حورية دون جدوى الي ان رآه الآن
انتهاء الفلاش
انتهي حازم من سرد ما حدث ، بينما استمع بيجاد لحديثه ، و حمد ربه علي نجاتها و لكنه تسأل،
تري من هو منقذها ، ليته يعلمه و يشكره كثيرا فقد أعاد له روحه المسلوبة ،
هنئه أسد كثيرا و أستأذن بالذهاب الى قصره كي يطمئن علي ميرا و الاولاد ، ذهب و هو لا يدرك أن من بعد الآن ، سوف تختلف حياتهما تماما ، فترى ما هو المخبئ لهم؟، و ما الذى سوف تؤل له حياتهم
قريبا في (شظايا قلوب )....
بينما بقي كلا من بيجاد و حازم، جالسو بالقرب من غرفة حور ، كان بيجاد يرمقه بنظرات غضب و نيران تتأجج بداخله من رؤيته ، يلعن وجوده ، و يحمده في ذات الوقت ، فلولا ما كانت حور هنا الآن..
لكن شعر بالغضب لوجوده هو معها كل تلك الفترة ، و لكنه آفاق حاله ، إنها الآن ابنته ، و عليه تقبل ذلك ، هو تمني عودتها للحياة و الاطمئنان علي وجودها و يكفي ، لذا من الآن عليه تقبل حقيقة كونها ابنته ، لكن انتبته الحيرة كيف ستتقبله ، عليه جعلها تتقبل هذا ، فهو يدرك أن القادم سيء ، هو نفسه غير مستوعب كيف سيكون التعامل بينهم ، يدرك أنه سيكون صعب و لكن عليهم التكيف ، فيكفي انها الآن على قيد الحياة ، و يكن ما يكون بعدها ، بينما حازم قد لاحظ نظرات بيجاد النارية المصوبة نحوه ، بتسأل فهو لا يدرك لما ، و لكن عليه أن يجعله يتقبله ، أن كان يرغب بالبقاء بجانب حور
طالت حرب النظرات بينهم ، إلا أن زفر بيجاد ، و فقد صبره
فهو لا يطيق وجوده ابدا ، فرفع نظره و قال له
بيجاد بتأفف:: تمام متشكرين اوكي ، مش لازم تعطل نفسك و تفضل قاعد هنا ،
روح انت شوف شغلك و انا هنا جانبها
حازم ب وله :: لا حضرتك ، انا مستحيل امشي من هنا ، انا ما صدقت انها صحيت
انتي مش متخيل انا كنت قلقا عليها قد ايه
انا من شهرين و انا هنا جانبها ، حور بالنسبة لي روحي ، انا بعشقها و اتمني أنها توافق ترجعلي.
تفاقم غضبه ، تأججت طنيران بقلبه ، قبض علي يده بشده ، راودته فكرة أن يقتله الآن ، فما الذي يقوله بحق السماء!، فحقا اذا بقي أكثر ، سوف يفتك به لا محال ،
أنقذ حازم مجيء احدي الممرضات تستدعيه لرؤية الطبيب حاتم صديقه ، فأستأذن بيجاد و ذهب لرؤيته
ما ان غادر حتى زفر بيجاد و قام بسحب شهيقا و كأنه كان ي**ق منه الهواء بوجوده ، و نهض من موضعه و تقدم للحاجز الزجاجي يطالع حور، ن*د بأسي ، يخشي حالتها عندما تفيق ، يدرك أنها سوف تنهار لا محال
، يدعو الله أن يلهمه الصبر و قوة الاحتمال للقادم ، فهو الكبير هنا و عليه أن يعامل الأمور بحكمة ، حتي و أن كان قلبه قد انشق نصفين و تحطم ، سيبذل قصارى جهده من أجلها ، مضي بعد الوقت الي ان اقتحم المشفى عاصي و حورية ، الذي اتي بها مسرعا و لم يخبر أحد عن ذلك
، و ما أن دلفوا ، حتي هرولت حوريه اتجاهه متسائلة ، تتأكد مما قالوا لها ، هل حقا اختها على قيد الحياة، طمئنها بيجاد على أختها، مؤكدا لها انها علي قيد الحياة ولكنها بالعناية المشددة حالياً واخذها اتجاهها ، سعد قلبها و تهللت أسرارها ما أن تأكدت عينيها بكونها هي شقيقتها ، بينما خفف قلب ذاك الذي ما أن وقع عينيه عليها و داهمت مشاعر لم يعرفها من قبل ، غمرة قلبه سعادة و حنين لها ، ذبذبات بقلبه لما يفهمها ،و لم يسبقه الشعور به ، شارد بحاله و ما يشعر به ، لما تلك السعادة التي يشعر بها . من المؤكد لأنها طفلة شعر بالشفقة عليها ، كم اسعده انها عادت للحياة الأن ...
بعد مرور اسبوعين تقريبا خضعت حور لعدة فحوصات للتأكد من سلامتها و الخضوع أيضا لعلاج طبيعي ، تم نقلها لغرفة عادية ، ولج الجميع اليها في عجلة، اقتربت حورية من الفراش و انحنت تقبل جبين حور بشوق جارف لها ، فهي كانت الاخت و الصديقة و الحياه لها ، استمرت في البكاء و تعالت أصوات شهقاتها ، حتي اقترب بيجاد منها و مد يديه و جذبها الي احضانه ، فهو يعلم كم قصرا في حقها ،لكنه كان مدمر تماما هو الآخر ، بينما حوريه شعرت بالدفا و الأمان ما أن إسكان في احضانه ، فهذا هو شعور الذي يمنحه الآباء لنا يا سادة ، بينما عاصي نظر لهم بحنان و ببعض من الغيرة ، فعلي القليل بيجاد قد خرج من الماضي بأبنتان ، أما هو لم ينال إلا الجرح و الوجع ، كم اشتاق لتلك المشاعر أن يكون له طفلا و يشعر بمعاني الأبوة ، شعر بأنه غير مرحب به في هذه اللحظة و غادر للخارج ، تركهم ينعمون بتلك اللحظة بخصوصية ، جذب بيجاد حورية و جلسوا بالقرب من فراشها ، يكفكف دموعها ،
وشعور بالخزي من ذاته يمتلكها ، طالعها بنظرة تحمل الكثير من الندم قائلاً
بيجاد:: عارف اني قصرت معاكي يا حورية ، بس انتي لازم تقدري وضعي ،
فكرة أنها ماتت بسببي **رتني و دمرتني ، غصب عني بعدت ،
مقدرتش ابقي و خفت كمان عليكي ، خفت وجودي قربك يدمرك انتي كمان ،
متزعليش مني يا حورية ،
طالعته حورية بنظرة متفهمه قائلة :: انا مش زعلانه و مقدرا حالتك وقتها كويس ، عارفه انه كان صعب عليك
طالعها بنظرة ممتنه وانبهار بشخصيتها قائلاً :: تعرفي انك عاقلة ، ع**ها تماما مجنونه و متمردة
حوريه بينما تبتسم :: هو انت كده شفت جنان ، دي كده عقلت
زفر متن*دا، قاق من القادم قائلاً بنبرة خائفة مرتعد من القادم :: حوريه ،انتي مدركة أن اللي جاي صعب ، مجرد ما حور تفيق و
تدرك الوضع ، انتي عارفه حالتها هتكون أزاي ، انا محتاجك، هى محتاجكي
خفق قلب حورية بقلق وأجابته بنبرة مرتجفة :: عارفه و خايفه جدا ، انت متعرفش هي حبتك اد ايه
ليغزو الألم قلبه ، فلا أحد غيره يدرك مدى عشقه لها ، فأن احبته هي مره ،
أحبها هو بالمقابل مائة مره و لكن القدر عاقبه بشده ،حينما جعل هذا العشق محرما ، لكن ما حدث خطأه وحده
و عليه هو تحمله و أن لا يسمح لها بنيل نصيب منه ،
سوف يجاهد كي يجعلها تتخطاه ، كان يخطط و يخطط ، كيف له أن يجعلها تتقبل ذاك الواقع المؤلم ، غافل عن تدابير الله و رحمته، و حكمته ،استمر فى الحديث مع حوريه لبعض الوقت ، حتي
تحركت هي متأوه ، فأسرع كلا منهم إليها ، رمشت بعينها ، ثم فتحتها ، لتطالع حوريه التي تنظر لها بقلق
حور بينما تأن من الالم، قائلة بتلعثم :: انا فين و حصل ايه ، ليه تعبانة اوي كده يا حوريه
حوريه :بارتياح واطمئنان : حادثة يا حور ، انتي مش فأكر
رمقتها حور بنظرة عدم استيعاب قائلة :: حادثة ايه دي ،!! انا مش فاكره حاجه
انا عندي صداع فظيع ، مش قادرة اااه
ليهلع بيجاد عليها ، ويقترب منها بينما يقول
بيجا:: طيب اهدي يا حبيبتي ، ثواني و الدكتور يجي
و خرج سريعا ،ليستدعي أحد الاطباء ،
في ذات الوقت كان حازم وصديقه في الطريق ، تقد نحوه و أصابه الهلع عند رؤية بيجاد هكذا ، فأقترب مسرعا بأنفاس لهاثه قائلاً
حازم :: في ايه حور مالها ، فيها أية
رمقه. بيجاد بنظرة غضب بينما يوجه حديثه للطبيب الآخر
بيجاد ؛: عندها صداع ، وتعبانة .
ليدلفوا سريعا للداخل ، ويباشر الطبيب بعمله و معه حازم ، التي ما أن لمحته حور حتي قالت
حور بألم :: انا تعبانة اوي يا حازم ، هو ايه اللي حصل! ، انت هنا ليه!.
اسرع حازم من الاقتراب منها ثم جسم على الأرضية بينما يمسك كفها الصغير ويلثمه بقبلة رقيقه قائلاً
حازم :: اهدي يا حبيبتي ، انتي بخير ، ياااه يا حور ، انا كنت هموت من القلق عليكي
طالعته بنظرة حائرة قائلة من وسط أنينها :: هو ايه اللي حصل يا حازم ، آخر حاجه فكرها ، لما كنا بالعربية
و كنت هتعمل حادثة و العربية خبطت بالشجرة
طالعها حازم بنظرة مشدوها:: انتي بتقول ايه يا حور ، اللي حصل دا من سنه و نص يا حبيبتي، انتي مش فكره أي حاجه خالص
اعترى حور الذعر وهتفت بتلعثم:: من سنه و نص ، يعني ايه انا مش فهما حاجه و لا فكره حاجه
الطبيب بعملية ، فهو يدرك أنها طبيبه و سوف تتفهم حالتها هي و الباقية :: طيب اهدي يا دكتوره ، اللي حصل انك اتعرضتي لحادثة خطيره ، و كانت نسبة نجاتك منعدمه و دخلتي في غيبوبة لمدة شهرين
و انتي عايشه دلوقت بفضل إصرار حازم و حبه ليكي ،
فلازام تهدي ، انتي المفروض بتدرسى طب و فاهمه معني كلامي دا ايه...
أدركت حور مقصد و أيضا حورية ، بينما بيجاد يطالعهم بنظرات متسائلة، هو لا يستوعب أي حادث و لما لا تتذكر
هتف بيجاد بغضب من قرب حازم منها ، وعدم استيعابه لما يحدثه ::يعني ايه الكلام ده ، ممكن أفهم حالة حور دلوقت ، ايه اللي بيحصل معاها وجهت حورية بصرها له قائلة بعملية :: يعني حور بسبب الحادثة و الغيبوبة الدماغية ، أثرت عليها ، أصابت بفقدان ذكره جزئي
يعني آخر حاجه فكرها هي حادثة العربية مع حازم ، بعد وفاة بابا و ماما بثلاث شهور
ليصدم بيجاد من حديثها ، فيعني هذا أنها لا تتذكر ابدا ، ولا لقائهم ولا حبهما ولا أي شيء يتعلق به ، لذا تنظر نحوه بدهشه واستفهام ، لكن سرعان ما أدرك رحمة الله ورفقه بهما ، كونها لا تتذكر أي شيء
حتي لا تعاني، لكن لم يؤلمه قلبه الآن
حور بقلق وملامح متهجمه :: يعني انا دخلت غيبوبة شهران وفقدت الذاكرة ،ومش فاكره أحداث سنه ونص من حياتي ،
طيب حادثة ايه اللي حصلت؟ .
حازم بقلق :: اهدي يا حور ، وما تحاولي تضغطي علي نفسك
انتِ دكتوره وعارفة خطورة الوضع ، ولازم ترتاحي شويه ،
جسمك ضعيف جدا دلوقت ، و انتي فاهمة الأعراض اللي هتعمل منها ، نتيجة الغيبوبة دي
و كان ممكن يحصل ايه أب*ع من فقدان الذاكرة ، كون انك بخير دلوقت معجزة يا حيبيبتي و الحمد لله انك بخير و عايشه ، وعلي اللي نستيه ، حورية هتفكرك بيه ،
ونقدر نعوضه بذكريات احلي طوال ما انتي موجوده و بتتنفسى ، وأنا من دلوقت مستحيل أبعد عنك
عايز اقولك، إننا انفصلنا لفتره ، وأنا آسف و ندمت وطلبت غفرانك كتير يا حور ولسه هطلبه ،
ارجوكي ارجعى لا ، انا كنت ضايع من غيرك .
طالعته حور بابتسامه صافيه ، فهو تمسك بها مثلما اخبرها الطبيب الآن
و كان كل هذا تحت مرأى ذاك الذي يشتعل قلبه من الغضب ، وقد اوشك الآن على الجنون الآن و الفتك بذاك الحازم الجاسم أمامها ممسكا بيديها ويعلن عن عشقه لها ، و
ايضا كونها حتي لم تنتبه لوجوده بعد ، لا يدرك لما يؤلمه هذا! ،
هي الآن ابنته و عليه تقبل الأمر ، افاق من شروده يحدث نفسه انه سيفعل ولكن ليس الآن وليس مع ذاك الجلف ، توجه نحوهم ، ونزع يده من يدها بعنف ، ثم إزاحة جانبا ، بينما يهتف قائلاً بنزق:ـ
ـ أعتقد أنها تعبانة دلوقت محتاجه راحه، وانت تقدر تمشي دلوقت و:؟ تشوف اشغالك يا دكتور
انتبهت له حور ، رمقته بنظرات متعجبة متسائلة عن هوية لذاك الشخصية الوسيمة الماثلة أمامها ،تتسأل تري من يكون ،
???????
شعورا ما اجتاح القلب ،
فهو يعلن لها عن العشق
خفق و شعر بمحبوبه
ايعقل أن يتناسى اول نبضه
ربما العقل يحجب ذكرياته
و لكن القلب يبقي لها أسير
فأيا يكن فهو كان يوما يسمي الحبيب
تهفو الروح له و تعلن عن ذوبانها فيه .
??????
أرادت أن تسأل من ذاك ، و لكن قبل أن تسأل قطع حديثها حازم عندما قال ::
انا قولت لحضرتك أن مفيش عندي أهم من حور ، ثم ركعة مجددا علي قدميه جاسم أمامها
اخرج من جيب بنطالة خاتمها الذي ما يزال يحتفظ به ، ينتظر أن تفيق ، ليلبسها إياه مجددا
ثم أمسك يديها و تابع قائلا
حور :: انا بعشقك ، وحياتي ما لهاش معني من غيرك
ارجوكي ارجعي لي ، و أقبل تتجوزيني و تسعدي قلبي
هل من أحد يتخيل شعوره الآن ، تلك النار التي تتأجج بقلبه و روحه ، ما هذا الذي يحدث معه بحق السماء ، يلعن تلك الخطيئة الف مره ، و يلعن حياته الذي يعيشها ، لما الآن هو يحيي ، لما لا تخرج الروح و يفنى الجسد و يتحول القلب الي رماد ، لعل حينها ينتهي ألمه ، عقابا صعب الذي يعاقب به ،
كم يتمني الآن الصراخ و البكاء بشده ، فقد تحطم كليا ، كان صامد فقط ليأخذ بثأرها و بعدها لأجلها
و هي الآن لا تتذكر ، لذا لما هو الآن يحيي ، هل فقط ليشعر بالألم ، ليحرق قلبه ما أن يطالع عينها
هو المذنب يدرك و هو الآن الوحيد الذي سوف يتعاقب ، ايستسلم الآن و يزهق روحه بيده و يرتكب ذنب أعظم مما سبق ، أم يتقبل عقابه و يحيي مع رؤيتها المصاحبة للألم ، لما هذا البغيض يصر أن يألمه ، لما هو هنا ، هل يخرج شيطانة الآن عليه و يأخذ روحه ، ولكنه مدين له ،فهو منقذها من أعاد له روحه باستعادتها ، لقد أقسم أن يتقبل قضاء الله ، اذا اعادها له ، و هو استجاب له ، وعليها الوفاء هو الآخر
سوف يشاهد ما يحدث بألم صامت ، فهي الآن ابنته فقط ابنته و عليه تقبل تلك الحقيقة ، حتي و لم يشعر بها ، فقلبه يهفو اليها ،لا يصدق تلك الحقيقة ابدا ، إلا يقولوا أن الدماء تحن، لم هي الآن لا تفعل
لا ينكر انه يشعر اتجاه حوريه بشاعر الابوة الفعلية ، ولكن هي لا ابدا لما ؟!!
عقله و قلبه يوشك كلا منهما أن يجن الآن و يفتكان به .
و لكن حقيقه واحده يجب تقبلها ، ابنته هي ابنته و كفي و حتي لو لم تكن ، هل هو من الغباء
كي يعيدها الي حياته مجددا ، لتعاني ،
نظر لهما بعين يسكنها الحزن و الألم ، قلب قدر له أن يعيش منغمس بظلماته ، يطالعهم ب**ت
مقتل لروحه ، حتي أن شعرت به حوريه ، فتقدمت من حازم و قالت
حوريه :: مش وقته الكلام دا يا حازم ، انت شايف حور تعبانة و لسه فايقه من الغيبوبة..
فأستأذن منها حازم و ابتعد قليلا ، بينما حور كانت عيناها تطالع تلك العين اللامعة بالحزن ، مشاعر غريبه تطفو بكيانها اتجاهه و لا تدرك ماهيتها ، تشعر بأنها تعرفه جيدا ، قلبها يهفو له ترى من يكون ذاك الوسيم و من هو بحياتها
حتي تفيق من غيبوبتها، تري يده تحتضن كفيها و الدموع تملأ وجنتيه ، هي تشعر أن لباحة صوته تأثير كبير علي قلبها ، تتذكر أن توسلات ذاك الصوت لها بالبقاء هي من أثرت بقلبها و جعلته يخفق مجددا ،
????????
من انت و من تكون و لما قلبي يهفو لك
محيت ذاكرتي و لكن مشاعري تحيي
تجذبني لك ، تهفو لك
من انت و من تكون و من كنت بحياتي
حتي عيني لا ترغب بأن تفارقك
و كأنها كانت تشتاق رؤيتك
من انت و من تكون
حتي باحة صوتك تحيي القلب
و تعصف بكياني هكذا
لمعة الحزن بعينيك تؤلمني أكثر من جروحي
أشعر و كأني بحنايا ص*رك أرغب أن استكين .
??????
لتقرر أخيرا أن تنهي حيرتها و تشير لحوريه بالاقتراب اكثر ، فتستجيب حوريه لها
و ما أن فعلت ذلك و اقتربت و انحنت لها فهتفت حور متسائلة
حور :: حوريه هو مين المز أبو عيون حلوه دا ، و قلقان عليه كده ليه ، هو انا أعرفه مين!.
لم تنتظر حوريه ثانيه واحده قبل أن تجيب ، فهي فهمت أن حور ربما تملكتها مشاعرها اتجاهه مجددا
لذا يجدر بها الإسراع و أخبارها عن ماهية علاقته الحقيقية بهمت ، فقالت
حوريه :: انتي متذكره كل اللي حصل معانا و التحليل و اننا قررنا نروح البلد عشان
نعرف الحقيقة و ندور على ابونا مش كده ؟
حور:: اااه فاكره ، هو احنا سافرنا
حوريه :: اه سافرنا و عرفناه
حور بحيرة :: طيب هو أتقبل وجودنا ،وليه مش شايفه معانا هنا
حوريه :: مم هو اللي انتي بتسألي عليه مين بيكون
حور ببلاهة :: ااه ، طيب ،
لحظه و استوعبت ما قالته حوريه و هتفت قائلة
بذهول وصوت عالي يصل لمسمعه ::: مين دا اللي ابويا ، انتي بستهبلي يا حوريه
المز دا ابونا ، طيب ازاي ، خلفنا أمتي أن شالله و هو عنده عشر سنين
دا ابويا طيب ازاي ، انا فقدت الذاكرة مش عقلي يا حوريه
داا ابويا انا طيب ازاي ، أقوله يا بابا ، لا لا مستحيل دا مززز اوي....
قهقه حازم عليها ، بينما يقو :: هتفضلي مجنونه ، و بعدان ايه اللي مز دي ، مش عيب عليكي يا دكتوره
و بعدان ، داا باباكي احترميه شويه ، انتي ما جربتيش غضبه ، انا جربته
دا انا اخدت منه علقة تمام في الكلية ، لما شافني معاكي
لترتسم ابتسامة حزينة رغما عنه على ثغرة ،فيبدو انها كما هي ، جنونها لا ينتهي ابدا
بينما هي لا تستوعب ابدا ان ذاك الوسيم والد لها ،
لتشير له بالاقتراب ، فيستجيب لها بينما تقول
حور بدهشه :: انت بجد بابا ، انت متأكد ، طيب انت عندك كم سنه دلوقت ، وازي بالله عليك
كان عندك كم سنه وقتها يا جدع ، دا كان لعب عيال دا ولا ايه ، يخر بيتك شكلك شقي من يومك ،
و هنتعب اوي مع بعض ، طيب بالله عليك امشي معاك و أقول ابويا ازاي
دا انا لو مشيت جانبك أتشبه علي طوال و يقول عليا مصاحبة
دا حازم تحس انه أكبر منك يا جدع ، و علي كده هكتشف أن لي كم أخ و اخت ،
اعترف و أقول ، اشجيني يا حلو انت..
لتصدح ضحكات ذاك الواقف علي باب الغرفة عاصي و الذي اتي و استمع لحديثها ، فتعالت قهقهته بشده علي تلك المجنونة و الطفلة اللذيذة ، فقد أعجب بها حقا الآن أكثر مما مضي ، اقترب منها قائلاً بشجن والابتسامة ما تزال على وجهه
عاصي ::أقسم بالله انتي مصيبة ، مصيبة حلو و ذي العسل كمان ، يا بختك يا بابها ، لو مستغني عنها استلفها منك انا..
رمقه بيجاد بحدة
بينما هي قالت بتكهن :: تستلفني ، هو انا لعبه حضرتك ، و بعدان مين الحلو كمان
عاصي :: انا عاصي ابن عمه و في نفس عمره و عازب ذيه بالضبط
حور بتعجب :::ابن عمه و في نفس عمره كمان ، ايه العيلة اللي كلها مززز دي ، خلاص يا حازم مفيش أمل
انا قررت اخطب من المزز دول ، و طالما واحد فيهم بابا ، يبقي التاني هخطبه ، موافق يا عاصي
ليقهقه هو عليها عاليا ، بينما يقول :: و انا أطول اتبلي بالمصيبة اللذيذة دي ،
بس بلاش خطوبة ، نخليها جواز علي طوال ،
حور بينما تلوي ثغرها :: مصيبة لذيذة !! ما علينا ، هعديها لك عشان انت مز بس.
قهقه حازم عليها فهو يدرك مزاحها، معتاد عليه علي ع** بيجاد ، الذي تذكر اول لقاء لهم و اعترته الغيرة من عاصي و ظن أنها حقا أعجبت به ، فهو يدرك أنها لم تعشق حازم ، ولكنها أحبت اهتمامه بها كم أخبرته سابقا
تصنع حازم الغضب وهتف قائلاً :: مين دا اللي تتجوزيه ، مفيش غيري انا هنا اللي هيكون جوزك ، انا قاتل لا مقتول هنا
عاصي بمزاح مماثل ::يبقي مقتول ، لأني خلاص قررت اني هتجوزها و هبعت أجيب المأذون حالا...
بينما حوريه و بيجاد كانوا يرمقان كلا منهما بنظرات ناريه...
تعالت قهقهت حور قائلة ::: حلو اوي في اتنين مزز يتخانقوا عليا ، يلا مين يزود
ثم وجهت نظراتها لبيجاد الذي يشتعل من الغاضب ، و لو كانت النظرات تقتل ، لكانت قتلت
كلا من عاصي و حازم الآن ....
???
يتبع
حور عملت خير في يوم من الايام و بالمقابل اتردلها الخير
و كان السبب في حياتها دلوقت
،،،،،،،،،،،،
ايه اللي هيحصل ، وايه الموضوع المهم اللي حور نسيته لما فقدت الذاكرة
ترقبوا قريبا أحداث في منتهي الجنون
مع المجنونة حور و بيجادو الاب
قبل ان يكون بيجادو العاشق
ههههههه
?????????
انا فعلا قلة التفاعل مضيقانى جدا ، و مش مخلي ليا نفس اكتب و لا انشر
بتمنى بجد التفاعل يزيد