بسم الله الرحمن الرحيم
رواية حوى الشيطان
عشق محرم الجزء الثاني
بقلمي ملاك محمد
دودو
????????
، بعد اختفاء حور و محاولة بيجاد في العثور عليها و اكتشاف خ*فها ، حتي ساد حاله من الهرج و المرج في المشفي ، جاء كلا من اكرم و حوريه لهم ، كان بيجاد سوف يجن و أيضا حوريه ، لكنه حاول التماسك لأجلها ، اقترب منها و أخذها بأحضانه طمأنها قائلا ::
- هنلاقيها اوعدك ، ما تقلقيش ، اختك هترجعلك .
تمسكت به حوريه بشده ، بينما تبكي ،
قائله
حوريه :: لقيها أرجوك ، حور كل حاجة في حياتي ، هي قوتي و سندي ، دايما بتحميني ، حور مش لازم يصيبها أي مكروه ، أرجوك .
ليربت علي ظهرها قائلاً ::
- هلاقيها اوعدك ، لكن لازم تهدي بالأول ، علشان أكون مطمن عليكي انتي كمان و اعرف ادور عليها كويس ، انتي كمان ممكن تكوني بخطر ، أسد جهز سياره هتخدك علي بيته ، هتبقي هناك مع ميرا و شغف ، بلاش القصر علشان زياد فيه و كمان هكون مطمن عليكي اكتر في بيت جاسر ، لأنه متأمن كويس لحماية ميرا ، لازم تسمعي كلامي .
اومئت له برأسها موافقه ، قبلها من جبينها ، ما أن اوشك علي أخذها الي الخارج ، حيث سياره أسد المأمنه ، حتي أوقفه عاصي قائلا ::
-استنى يا بيجاد انا هروح معاها ، لازم حد فينا يكون معاها و يتأكد من سلامتها.
رمقه بيجاد بنظرة شك ، أنتبه لها عاصى ،قال بنبرة ساخره
عاصي: اهدى مش معقول هخ*فها أو أذيها ، مش انا اللي انتقم من طفله بذنب حد تاني ، اوعدك هتكون أمانه عندي هوصلها و أطمن عليها و ارجعلكم .
أقترب من أسد و جاسر و يقول
عاصي:: عايز سلاح معايا ضروري للأمان
وافقه أسد علي هذا ، لا يحتاج لسؤاله أن كان يستطيع استخدامه أم لا ، فجميع عائلة الحديدي يستطيعون ، حتي أطفاله يتدربون علي الرماية في النادي ، قام بأعطائه له ، أخذ حوريه و صعد بها ألي السياره أمام بيجاد وأعينه القلقه ، طالعه بنظره مبهمه قائلاً ::- اوعدك هحافظ عليها وأوصلها بخير وسلامه .
تحركت السيارة و من خلفها سياره أخري للحماية ...
علي الطريق بينما كان عاصي بالمقدمه ، بجانبه أحد الرجال يقود السياره ، خلفاً جلست حوريه .
كانت تتقدمهم سياره اخرة للحراسة ، توقفت تلك السياره الاماميه فجأه تزامناً مع صوت طلقات ناريه كثيره ، أنتفض عاصي و كأنه كان يشعر بأن هناك مكروه قد يحدث ، أخرج سلاحه ، بينما هلع الرجل الآخر و أمسك جهاز اللاسلكي الخاص به ، أستمع الي سائق سيارة الحراسة الاماميه الذى أخبره بأن هناك سيارتان تقفان في منتصف الطريق ، تطلق عليهم الطلقات الناريه ، و أن عليهم الحرص ، خرج السائق سلاحه مقرر الخروج ، بينما طلب من عاصي و حوريه البقاء هنا للأمان كونها ضد الرصاص ما أن ترجلا السائق حتي
نظر عاصي لحوريه الذعره بنظره طمئنها من خلالها بينما قال :: ما تقلقيش انا معاكي و مش
هسمح لحد يأذيكي ابدا .
مرت دقائق معدوده حتي إنتبه القلق ، شعر أن الأمور تسوء و، ربما قد تخرج عن السيطره خاصه مع علو صوت الرصاص ، نظر نحوها قائلا
غاصي ::: انا لازم أخرج اشوف الوضع و اطمن علي الرجاله ، نظرت نحوه بذعر قائلة
حوريه :: لا أرجوك ما تخرجش ممكن يأذوك ، بلاش تخرج ، انا خايفة ابقي هنا لوحدي
عاصي :: ما ينفعش ، لازم أخرج و أول ما اخرج تقفلي باب العربيه كويس من خلال الضغط علي الزر دا .
قالها مشيراً إلى أحد الأزرار، ثم تابع قائلاً :: تليفونك معاكي؟.
اومئت له رأسها بذعر، تابع قائلاً ::-
-لو لاحظتي أننا بنقع ، اتصلي علي بيجاد يجي ينقذك
انهى حديثه وترجل من السياره ، أشار لها بالضغط علي الزر ، فعلت و الذعر يمتلكها ،
ما أن خرج حتي حاوطه بعض من رجاله ، أخذوا يتبادلون النار مع الطرف الاخر..
كانت تعلو أصوات الطلقات الناريه بالخارج ،وهي جالسه بذعر ترى من خلال زجاج النافذة ، الرجال و هم يتساقطون واحد تلو الآخر من كلا الطرفين ، حتي مر بعض الوقت ، هدأ صوت الطلقات ،إلى أن اختفي تماما ، نظرت من النافذه وجدت عاصي و رجلًا معه مصاب يقوم بأسناده ، هرولت و ترجلت من السياره اتجاههم ، لكي تساعد هذا الرجل ، بحكم دراستها كطبيبه ، غضب عاصي عندما رآها قد خرجت ، و الوضع ليس أمنًا بعد ، أتى رجل آخر و أخذ الرجل المصاب منه ،اتجه عاصي نحوها ، ما أن اقترب حتي لاحظ أحد الرجال يخرج من مخبأة
بينما يصوب سلاحه عليها ، هرول اتجاهها مسرعًا وقام بالوقوف امامها و حمايتها بجسده ، أصابته الرصاصه بدلا عنها ، رأى رجله الآخر هذا، فأسرع بملاحقتة و إطلق النار عليه ، بعدما كان قد ادخل صديقه بأحدى السيارات ، ذعرت عليه عندما رأته يسقط أمامها ، شعرت بتراخي في جسدها ، هبطت لمستواه قلقه ، رأته قد أصيب بمعدته والدماء تدفق منه ، أقتربت منه ، وقامت بالانحناء نحوه ، وجدته قد غاب عن الوعي قامت بقياس نبضات قلبه شعرت بتخافتها و تباطئ وتيرة أنفاسه ، هلعت حورية و باشرت في إجراء إنعاش لقلبه ، تضغط عليه عدة مرات، من ثم تتوجه نحو فاهه بذعر محاوله إجراء تنفس اصطناعي له، ما أن فعلت و هبطت بشفتيها علي شفتيه حتي...
كان علي وشك الاستسلام لنوبة الإغماء تلك و التحرر من تلك الحياه الباردة و الفاتره حتي لامست شفتاها خاصته ، شعر بالحياة حينها و كأنها ا**ير له ، قد سمعنا قبلأ عن قبلة الحياة ، حينما قبل الأمير اميرته، لكن هنا اختلف الوضع تماما ، الأميره هي من احيت أميرها ، انتعش قلبه أثرها
زادت نباضته و تهافتت انفاسه ، ظنًا انه يحلم و أنه الآن ينال حورية من الجنه ، لم يشعر بنفسه و يده ترتفع تحاوط خصرها و شفتاه تتجاوب مع خاصتها ، شعر و كأنه يتذوق النعيم ، شدد من قبلته بينما هي قد صدمت تماما من فعلته تلك ، اتسعت حدقتتها بأندهاش ، رعشة أجتاحت كيانها ، مشاعر غريبه داهمتها ، لم تشعر بها قبلًا ، لم تقوي علي الحراك ، بينما هو فتح عينيه ببطئ ما أن فاق و استشعر بعضا من الالم
حتي أدرك انه لم يمت بل أنه علي قيد الحياة و أن هناك حقا من يقبلها ، فتح عينيه فقابلا زرقاوتيها ، ادرك تلك المصيبه
أنه الآن يقبل تلك الصغيره ابنة ببجاد ، وأن تلك المشاعر التي اجتاحته ليست إلا لها ، أبنة ذاك العدو ،
رآها تتململ منه ، ترك شفتيها بسرعه ، بينا يزيح يديه عنها و يقول بصوتا رخيم
عاصي ::الله يخربيتك ، هو ايه اللي انتي عملتيه دا ، انتي بوستيني ، انتي واعية للمصيبه اللي انتي عملتيها دلوقتي..
أبتعدت هي عنه بينما لا تزال حدقتيها متسعه ، وضعت يديها علي شفتيها ، تطالعه بأندهاش ونظرات ناريه ، بينما تقول
حوريه :: انا ايه اللي عملته دا ، انت هتستهبل ، انا فكرتك بتموت و عملتلك إنعاش ، لكن انت واحد سافل و قليل الأدب ، ايه اللي انت عملته دا
عاصي :: انا ما عملتش حاجه و أحد لقى وحده بتبوسه ، فكان لازم يبادلها بوستها ، دا حتي لو معملهاش تبقي عيب في حقه ، انتي اللي استغليتي اصابتي و ضعفي و اتحرشتي بيا و بوستيني
حوريه بذهول:: نعم اتحرشت بيك ايه ، انا كنت بعملك إنعاش ، بس تصدق انا غلطانه ، ياريتني
سيبتك تموت ،
ابتسم لها رغم ألمه ورمقها بغمزة عابثه قائلًا ::
-أهون عليكِ ، دا انا حتي لسه واخد رصاصة و فديتك بحياتي
رمقته بنظرات غيظ ، فلأول مره يتمكن أحد من إظهار غضبها و إذابة جليدها، حاولت النهوض ، حتى دوى صوت رصاصة المكان أرتعدت على أثره ، فعاودت السقوط في احضانه مختبئه
أما هو لم يعرف بماذا شعر حينها ، ما الذي يحدث معه بحق رب السماء ، أي مشاعر قد
استيقظت الآن بداخله و لمن لتلك الصغيره ابنة بيجاد ، إلا يكفيه مشاكله معه ، حتى تخلق أخري من العدم ،لعن ذاته علي عودته مجددا .
من ثم ازاح ذاك التفكير جانبًا و استمتع بذاك القرب المثير لمشاعره ، استمر هكذا عددة دقائق
حتي هتف عاصي قائلا :: خليكِ الوقت اللي انت عايزه و حابه ، الظاهر كده انك حبيتي حضني
و عجبك ، أدركت حوريه ان ذاك الدفء و إحساس الأمان التي تشعرت بهما بحضنه هو
أنتفضت مبتعده عنه محاوله النهوض ، قهقه هو عليها، بينما يجذبها مجددا قائلا
عاصي :: ما تتهدي بقا و اسبتي هنا ، مش كفايه أصابه واحده ،
، شعرت بالغيظ منه وقالت
حوريه :: هو انت مش المفروض واحد متصاب و بتتألم انت مش ملاحظ حالتك ولا البعيد
جبله مش بيحس
عاصي بهيام :: هو المفروض اااه ، لكن الغريب اني مش حاسس بألم
من ساعة البوسه دي و انا ضايع و مشاعري متلغبطه ، منك لله يا بنت بيجاد ، عملت فيه ايه ،
هو انتي و ابوكي حد مسلطكم عليا
حورية بغيظ منه :: بوسة ايه ، انت مجنون صح ، دا إنعاش يا بني آدم انت ،
انت فهمك بطئ و لا بتستهبل ولا الرصاصة قصرت عليك
عاصي بمرح :: لا والله دي بوستك هي اللي جنتني
يا بنت الشيطان ، حسبي الله و نعم الوكيل فيكي يا حورية ،
حورية مين ، أقول جنيه ، هو في بنت شيطان
تكون حورية
لتشعر حورية بالغيظ و يتنحى برودها بينما تقول و هي تتوعد له :: انت اكيد في حاله صدمة
و انا لازم اتأكد
عاصي بمرح و مشاغبه :: اه و الله معاكي حق ، عديها تاني كده ، علشان اتأكد انا كمان
محتاج أفوق من الصدمة الأولي ، بصدمة مماثلة لها و يقوم في لحظه بمد يديه و احاطة خصرها
بيديه و جذبه له ، لترتطم بص*ره ، و يمد يده الاخري محاوط بها رأسها بينما يميلها نحوه ، و يلتهم شفتاه مجددا
بحركة مفاجئة لها ، فيصيبها بذاك التشتت مجددا و لحظات حتي استوعبت ، فحاولت أبعاده عنها ، فلا يستجب ، لتقوم بمد يديها و الضغط علي جرحه ، ليتركها متأوها ، ف*نتفض هي مبتعده عنه تماما و تنهض علي قدميها
بينما هو يطالعها بغيظ و يأردف قائلا ::
اااه يا مفتريه ، انتي بتستغلي اصابتي ، في دكتورة تعمل كده و تألم مريضها بالشكل دا و كمان لو لسه ما أنقذ حياتها و اتصاب و هو بيحميها من شويه
حوريه :: لما يكون مريض وقح و قليل تربيه ذيك ، ااه
بنألمه و من للافضل كمان نسيبه يموت و يريح ، و انت مش بس وقح ، لا انت سافل و ما شفتش ولا
ذرة تربيه ، و الغريب اني اول ما شفتك فكرتك محترم ، لكن الظاهر انك عرفت تخدع اللي حوليك
كويس .. .
عاصي ببرود :: يا حولا الله يا ربي ، و انا غلطت في ايه دلوقتي ، مش انتي اللي قولتي اني مصدوم ، و انك لازم تتأكدي ، و انا اقتنعت بكلامك ، و حسيت اني فعلا مصدوم من بوستك ، فقولت افوق نفسي بصدمة تانيه ، لكن الصراحه اني أتصدمت اكتر ، الله يخربيت حلاوتك يا شيخه عسل ، انتي طلعتي لي منين ، هو انا ناقص ، انا رجعت البلد دي ليه يا ربي ، أول ما خطيتها و انا قلبي دق جامد كأنه حس بالمصايب اللي جايه ،
بس مش كنت مستوعب انك تكوني أكبرها ..
و بعدان بصراحه كان لازم اردهلك ، ما تعودتش أكون مديون لحد ، انتي بوستيني و انا بوستك يبقي خلاص المفروض نكون خلصين كده .
لترمقه هي بنظرة اندهاش من ذاك المجنون الماثل أمامها ، الذي يصر أنها قبلته ، ليخرجها من اندهاشها رؤية الدماء التي تدفق منه و هو غير مبالي بها
ولا تعرف لما امتلكها الذعر عليه حينها
لتبحث حولها علي شئ تكتم بها دمائه فلا تجد ، لتزيح ذاك الشال المغطي بها خصلاتها
ف*نسدل علي ظهرها كالشلال بلونه الفحمي ، لياثر ذاك القمع أرضا ،
و بينما تنحني نحوه مجددا لتكتم بها دمائه المتدفقه .
ليمتعض وجه و احتدت ملامحه و تتحول عينيه للازرق القاتم و ينفض يدها التي تقترب من جرحه
وينتفض من مكانه جالسا أمامها بينما ينظر حوله ، يتأكد من عدم وجود أحد من رجاله هنا ، و يجذب
منها ذاك الشال بقسوة و يعيده علي خصلاتها يخبئه بها ، بينما يقول بصوت غاضب
عاصي::اعدليها و خبي شعرك اللي فرحانة بيه دا و الا قسما بربي اقصهلك يا
بنت بيجاد ، انتي اجننتي
لترتعد حوريه من غضبه هذا و ملامحه التي احتدت فجأه و نبرة صوته العاليه و المخيفة
و كأنه ليس ذاك الشخص المرح و ال**بث الذي كان منذ قليل بينما تقول بتلعثم
حوريه ::انا كنت هكتم بيها جرحك ، انت بتنزف جامد و انا قلقت عليك و مش
لقيت حاجه حوليا غيرها
عاصي :: ما يتنيل و يتصفي كله ولا اموت حتي ، انتي مالك ، ازاي تخلعي حجابك
يا انسه في الشارع ، تعرفي يا حوريه لو كان حد من الرجاله شافك ، كنت عملت فيكي ايه ، أحمدي ربنا ان كلهم لا مقتولين لا مغمي عليهم و اتنيلي اعدلي حجابك و لفيه عدل ، ما إلمحش شعره واحده باينه
مفهوم ، يلا انجزي ، خليني اوصلك بسرعة و ارجع المشفي
اشوف الجرح دا
لتستجيب حوريه لحديثه و تعيد تظبيط حجابها بينما تواليه ظهرها و تضع يدها علي فمها محاوله كتم شهقاتها ، من طريقة حديثه معها ، فهي لم تقصد فقط أرادت مساعدته ، بينما نهض هو متأوها بألم ، فهو يجاهد ليكون صلب جامدا ،فهو
من عائلة الحديدي ، لن تضعفه تلك الطلقه صغيره ، و ما أن نهض حتي استمع لتلك الشهقه المنفلته منها ، فوجعته أكثر من تلك الطلقة التي أصيب بها ، مد يديه و أمسك بكتفيها و أدارها نحوه ، فأردته دموعها تلك قتيلا و تألم قلبه إثرها و خاصة أنه السبب بها ، مد انامله ليزيحها برفق
بينما يقول
عاصي :: ليه الدموع دي دلوقت ، انا اسف، مش قاصد اتعصب عليكي ، بس فكرة أن حد يشوف شعرك ضيقتني جدا ، و عارف انك كنتي قاصدة تساعديني ، لكن مش كده و مستحيل أقبل أنك تعري شعرك الفحمي ،المماثل لسواد الليل و سحرة و غموضه و يجنن حد بيه ، ثم يتابع بينما يغمز لها بمشاغبه
تماما كده ذي ما جنني و آسرني يا بنت بيجاد
بينما هي كانت قد تركت لدموعها و شهقاتها العنان ، حتي انها دون وعي غمرت وجهه بحنايا ص*ره
فأبتسم هو على فعلتها تلك و انتبه شعور قوي أن تلك الصغيره ، قد تملكت من قلبه ، و أنها باتت لعنه عليه و سوف يعاني منها مستقبلا ، شدد في احتضانها و مشاعره ثارت عليه ، بدت و كأنها كبحرا هائج
امواجه ، و شعور بالمد يأتيه نحوها بينما عقله يأبى له و ينصح بالجزر مبتعدا عنها ، فهي صغيره طفله صغيره ، ما هذا الذي يحدث معه ، لقد لعن بيجاد سابقا ، علي عشقه لطفلة بعمر ابنته و التي اتضح انها ابنته ، ليقع هو الآخر و يعشق طفله ، لا لا مستحيل هذا ، أي عشق هذا ، لا يجوز ابدا و غير مقبول ، ماذا سوف يظن بيجاد اذا علم ، قد يخول له عقله انه ينتقم لما مضي .، ليشعر بقلبه يزيد من وتيرة دقاته
ليزفر لعنا بينما يقول بصوت خفيض و كأنه محادثا ذاته ، عاده له يعاني منها منذ زمن ، فلم يخفي عن
مسامع تلك القابعه بين حنايا ص*ره
عاصي:: أهدى كده بقي ، و انبط ، ، ايه المصيبة اللي حطتني فيه دي ، طفله ،
بتدق لظفله و مين بنت بيجاد ، مش لقي إلا هي ، انا ايه اللي رجعني الظاهر كده ،
اني بسببها داخل علي ايام سودا و حرب مع بيجاد مالهاش آخر ،
يلا استعنا علي الشقة بالله و يعني ربنا علي غباوة بيجاد
لتبتسم هي و تدرك انه يظن أنه يحدث ذاته ، فتعرف شخصا يملك تلك العاده السييئه التي تجعله يكشف ما يخبئه قلبه ، لتجتاحها تلك المشاعر الغريبه بقربه ، التي لطالما سمعت عنها ،
، جعلتها تستكين في حضنه ليخرج هو من شروده و حديثه مع ذاته ، بينما يعود هو الي مرحة و يقول
عاصي :: مش قولتلك حضني عجبك ، اعترفي ،
لتنتفض مبتعدا عنه ، بينما تعود الي جمودها و برودها و تنفض ذاك الشعور الذي اجتاحها جانبا و تقول
حوريه:: أقسم بالله ، انت واحد مجنون و شكلك كده عندك شيزوفرينيا ،
ليقهق هو عليها بشده ، بينما يرفع يديه الاثنان معا عاليا و يقول ، اقسم بالله العظيم كنت عاقل ، لحد
من شويه ،ما جنتني بوسة جنيه من شويه و انا حالي اتدهور
، لتواليه ظهرها و تبتسم غصب عنها علي ذاك المجنون فيقول هو
عاصي:: ضحكت يعني قلبها مال ، و خلاص الفرق ما بنا اتشال
لتنفض ضحكتها عنها و تستدير له قائله
حوريه::أقسم بالله ، لو عمر دياب سمعك ، لكان كره الاغنيه و اعتزل الغناء
ليقهق هو عاليا بينما يمد يديه لها حتي يذهبان و يقول
عاصي:: طيب يلا يا مصيبتي السودا و البلوي اللي شكلي كده ابتليت بيها في حياتي، علشان أوصلك و اروح المشفى ، قبل ما دمي يتصفي ، و اموت بسببك
لتنظر له شزرا و ترمقه بحدة
بينما تستمع لحديثه عن كونها بلوي و مصيبة و تتابع باقي حديثه عن إيصالها أولا و بعدها عودته للمشفي لتقول
حوريه :: انت اجننت ، لسه هتستني لحد ما توصلني ، انا جايه معاك ، مش هسيبك لوحدك و أظن أن كده خلاص انتهي و مفيش حد هيحاول يهجم علينا تاني
ليقول هو بمشاغبه بينما يغمز بأحد عينيه لها و يبتسم ابتسامة خبيثة
عاصي :: شكله مش لوحده اللي دق ، ايه خايفة عليا
حوريه بتهرب ::: اه طبعا لازم أخاف عليك ، مش اتصبت بسببي ، و لو موت ضميري هيأنبني و يوجعني
عاصي ::ضميرك بس ، يعني قلبك مش هيوجعك
حوريه :: انت حابب ترغي كتير لحد ما دمك يتصفي ، يلا اتفضل علي المشفى ، في واحد مجروح غيرك و اكيد بيتتألم ، مش حجر ذيك
ليقهق هو عليها ، و يتوجه الي سيارته و يجلس بالخلف بجانبها ، بينما بالمقدمه أحد الرجال و بجانبه الرجل المصاب و يتوجهون الي المشفي
في السياره ، جلست حوريه بجانبه ، بينما جعلته ينزع جاكيت بدلته و كتم بها جراحه ،
بينما هو كان شاردا بها ، في ملامح وجهها فهناك شئ بها جذبه نحوها منذ أن فقدت وعيها بين يديه
فربما القدرا هوا
من جعله يعود الي هنا بعد كل تلك السنوات ،ليلتقي بها و تعيد الي قلبه الحياه و تزيح برودته وجفاه و تداوي جرحه النازف ، و لكن تسأل ماذا لو لم تحبه هي الاخري ، ماذا لو عشق من طرف واحد مره اخري
فهي صغيره و جميله ، لما تعشق رجلا بعمر والدها ، كلا هو ليس مستعد الجرح مجددا ، لقد أحب مره و خذل ، و أقسم قلبه أن لا يفعل و يدق مجددا ، و لكن لما نقض عهده الآن ، ما هو السر بها و أي سحرا كان بشفتيها ، جعله يدق لها ، لما فعلت ذلك ، ما كان يجب عليها أن تنعشه ليحيى متألم بعشقه لها ، فهو حقا اكتفي ، و عليه أن يفيق ذاته الان
ليشعر بالألم بات يفوق احتماله
و بعد قليل عادت السياره الي المشفي مره اخري و حاول رجله أن يسانده ليدخل و لكنه آبي و أمره
أن يهتم بزميله
و نزل هو بينما يحاول السيطره علي آلامه ، فهو يكره شعور الضعف و يبغضه
ازح يد حوريه برفق عنه و ضغط بيديه هو علي جراحه و ضغط علي ذاته و هبط من السياره بتثاقل
و استدارا لها يأمرها أن تخرج ، مد يديه الاخري و أنزلها من السياره بينما يخبئها بجسده حرصا علي إلا يصيبها مكروها ، و يكون أحدهم يتربص لهم ، و ما أن دلف الي المشفي ، حتي اسرعوا كي يأخذنوه لمعالجة جرحه و لكنه آبي أن يذهب قبل أن يطمئن عليها و أن يأتي أيا من أبناء عمومته ، بينما يخبره الأطباء بخطورة حالته و لكنه أصر أن يبقي معها و جاهد إلا يفقد وعيه ، و بعد قليل أتى أكرم مسرعا ، بعدما اتصلت به حوريه و أخبرته بما حدث و يحدث من عناد عاصي و إصراره ، لينظر له عاصي مطمئن لوجوده بجانبها قبل أن وأخيرا يستسلم لآلامه التي يجاهد في تحملها لأجلها...