البارت الثانى
o وصل الحاج على لفيلته وهو حزين وواضح على وجهه اثر لدموعه اللى مش قادر يحبسها وكل ما يفتكر نور وتشبثها برجله يتالم ويزداد حزنه وما ان دخل الفيلا حتى جرى عليه عا** وحسام
o عا** بلهفة / فين نور يا بابا
o الحاج على مش بيرد ويكمل طريقه لمكتبه ليختبىء فيه من كلام اولاده اللى كان عارف انهم هيعاتبوه وهيبكوا هما كمان على فراق نور
o عا** دخل هو وحسام لابيهم المكتب
o عا** / لو سمحت يا بابا ممكن ترد عليه وديت نور فين
o الحاج على / وديتها دار الايتام عشان انتوا عارفين اننا خلاص مسافرين بكرة لايطاليا
o حسام بعصبية طفل / يعنى انت سمعت كلام ماما وبعدتها عننا وانت عارف اننا بنحبها ازاى وبعدين مش حرام احنا نمشى ونسيبها لوحدها هنا
o الحاج على وهو راجع براسه للخلف وساندها على مسند كرسى مكتبه وناظر لسقف الحجرة رد وقالهم البركة فى امكوا اللى **مت على كدة ورفضت انها تتربى فى وسطكوا
o عا** والدموع فى عينيه / وحضرتك وافقتها ليه
o حسام / انا عمرى ما هسامح ماما ابدا وخرج جرى وطلع على اوضته وهو يبكى
o عا** وقف امام والده ولم يتحرك
o استغرب الحاج على ان عا** واقف امامه لم يتحرك كانه واقف وقفة تحدى لابيه
o الحاج على / مالك واقف كدة ليه يا عاصم
o عا** وقد ضيق عينيه بغضب وقال بوجه صارم / انا عمرى ما هسامحك يا بابا عاللى انت عملته فى نور ومتقوليش ماما السبب لان حضرتك كان ممكن انك ت**م وتمشى رايك لكن انت من الاول مش بترفض لماما طلب يعنى زعلان منك انت اكتر من ماما وتركه وخرج دون ان ينطق حرف
o اتفاجىء الحاج على من كلام ابنه اللى كان كانه خارج من رجل ناضج وليس من طفل صغير وفى نفسه قال انت ضغطت على جرحى اوى يا عا** عندك حق انت واجهتنى بنفسى اللى مش قادر اواجهها انا فعلا اللى دلعت امك وعودتها انى مرفضلهاش طلب وادى النتيجة
o طلع عا** عند حسام وفضلوا الاتنين يتحركوا فى الاوضة ذهابا وايابا لعلهم يجدوا حل لرجوع نور
o وفى النهاية قرروا انهم ينزلوا لوالدتهم يتحايلوا عليها لعل قلبها يرق وتوافق على رجوع نور
o عا** / عشان خاطرى يا ماما خلى نور ترجع تعيش معانا انا مش هقدر اسافر واسيبها هنا لوحدها
o خيرية وهى تقف امام المراة تصلح من شعرها وفجاة دارت ناحية عا** وبصوت عالى قالتله عشان خاطرك انت بالذات نور دى مش لازم ترجع تعيش معانا
o عا** بعدم فهم لما تقوله امه / طيب قوليلى ايه السبب حرام يا ماما نسيبها تعيش لوحدها هنا ومفيش حد معاها
o خيرية / انت مش بتفهم بقولك عشانك انت بالذات نور مش لازم ترجع
o كاد عا** ان يتكلم الا ان حسام سبقه وبعصبيه فى وجه امه / انتى ليه بتكرهيها وعلى فكرة باة احنا بنحبها اكتر ما بنحب سارة وياسمين اولاد خالتو عفاف
o خيرية / ليه يا حسام يا حبيبى دة انتوا حتى هتتجوزوهم لما تكبروا
o اشاح لها جسام بايده لانه معجبهوش الكلام وتركها الاتنين لما لقوا ان مفيش امل انها توافق على رجوع نور
o دخل على اثرهم الحاج على ونظر لزوجته باحتقار وقالها شايفة اخر ارائك اهو ابنك بيعتبرنى ضعيف الشخصية ادامك
o خيرية / اكيد دة عا** صح
o الحاج على / ايوة يا هانم عشان طالع عاقل ومخه كبير
o خيرية / مهو عشان عا** بالذات انا مش عايزة نور
o الحاج على / ليه انشاء الله
o خيرية / بص يا على واسمعنى كويس وافهمنى
o على وهو مركز فى اللى هتقوله لعله يجد فى رايها حق يبرد حرقه قلبه على فراق نور
o خيرية مكملة كلامها / صدقنى يا على انا مش بكره نور زى ما انت فاهم بالع** دى طفلة ومعملتش اى حاجة وحشة بس انت شايف اولادك بداوا فى سن مراهقة وعا** انا متاكدة انه بيحبها واعتقد حسام كمان ومينفعش تكبر فى وسطهم وهما بيبصولها نظرة تانية غير انها اختهم لان دة هيدخلنا فى مشاكل لاننا هنفضل طول الوقت مركزين عليهم هما التلاته خوفا من ان يحصل حاجة ما بينهم خاصة ان نور طالعة لامها الله يرحمها فائقة الجمال بيضا وشعرها اصفر وعينيها عسلى وجسمها من الواضح انه هيكون اكبر من سنها دة غير صفاء ملامحها اللى مدياها طابع خاص يجذب لها اللى حواليها وانا مش هينفع احط النار جنب البنزين دة من ناحية ومن ناحية تانية احنا هنعيش فى ايطاليا وهناك الدنيا مفتوحة ومفيش حاجة اسمها تقاليد او دين فمن السهل ان حد يعتدى عليها او هى تعجب بجمالها ف*نحرف
o الحاج على وقد اقتنع بعض الشىء لرايها الا انه قالها / لو كلامك دة من قلبك فاحب اقولك انه صح مليون المية بس دة ميمنعش اننا كان من الممكن اننا نقدر نحافظ عالبنت وعلى الاولاد ونحطهم تحت عنينا ونعلمهم تقاليدنا وهما لو اتعلموا صح هما بنفسهم هيحافظوا عليها وانا عارف اولادى وبالاخص عا** اللى انتى خايفة منه وبعدين مش حاسة انك مكبرة الموضوع شوية حب ايه اللى هيحبوه ولادك لنور دى لسة مبتفهمش حاجة ولا اولادك كمان بس كل اللى هما حاسينه انها اختهم وخايفين عليها وكمان اللى انا متاكد منه انك انتى مش عايزة تتحملى مسئولية تربية من جديد وعايزة تتحررى وتحتكى بزوجات رجال الاعمال صح دة بالاضافة انك طبعا عايزة اولادك يتجوزوا بنات اختك مش بنت عمهم صح
o خيرية لم تعترض وانما قالتله / وماله اذا كان رايى كدة برده مش شايفة انه غلط
o مشى الحاج على من امامها وقال لنفسه والله انتى ما همك اذا كنتى تحطى النار جنب البنزين ولا زفت انتى للى يهمك ان عيالك ينسوا نور وميشوفوش ادامهم الا بنات اختك بس القلوب مالناش عليها حكم دى بايد ربنا وحده وعموما هنشوف هتنجحى فى انك تكونى سيدة اعمال ولا فى دى كمان هتفشلى
o وتن*د بحزن وقال يا رب يا نور تحبى مدام حكمت وتقدر تعوضك عالحنان اللى اتحرمتى منه بدرى
o عا** جه وقف امام والده وقاله بترجى / يعنى يا بابا خلاص مفيش امل ان نور ترجع تعيش معانا
o الحاج على وقف امام ابنه وربت على كتفه وقاله / انا عارف يا حبيبى انك بتحب نور زى اختك وخايف عليها بس مينفعش اننا ناخدها تعيش معانا فى ايطاليا وانت عارف ان هناك حياتهم متحررة ودى طفلة وبنت
o عا** / بس يا بابا نور صغيرة ومش بتفهم حاجة ولا بتعرف تتصرف فى حاجة وانا اللى كنت فاهمها وبعملها كل حاجة وبعدين دى لما كان زورها يتعبها او يكون عندها سخونه كانت بتت**ف تقول وانا اللى كنت بكتشف دة واخلى الدادة تجيبلها الدوا دلوقتى مين هياخد باله منها
o ابتسم الحاج على من براءة ابنه وفى ذات الوقت رجولته ناحية بنت عمه وربت مرة اخرى على كتفه وقاله / طول عمرك مش بتخيب نظرتى فيك يا عا** وبتثبتلى انك راجل يعتمد عليك
o عا** / طيب ممكن طلب اخير يا بابا
o الحاج على / اتفضل يا حبيبى
o عا** / ممكن تودينى اروح اسلم عليها واودعها
o الحاج على / طيب بص يا سى عا** ممكن نتفق راجل لراجل
o عا** هز راسه بمعنى ايوة
o الحاج على / انا موافق انى اود*ك تشوفها بس فى حاجة مهمة لازم تعرفها
o عا** وقد لمعت فى عيونه فرحة انه والده وافق انه يودعها ورد بسرعة على والده ايه هى يا بابا
o الحاج على / يعنى انت هتشوفها وتسلم عليها بس متخليهاش تشوفك وانت ماشى عشان ما تمسيكش فيك وتتاثر انك سيبتها
o عا** بحزن لانه عارف انها هتتشبث بيه وقال هحاول يا بابا بس ممكن اخلى حسام كمان ييجى عشان هو كمان نفسه يشوفها
o الحاج على / طبعا يا حبيبى انا عارف انه هو كمان بيحب نور بس فهمه هيعمل ايه
o عا** / حاضر يا بابا بعد اذنك انا هطلع اقوله
.........................
o فى الدار لازالت نور ماسكة عروستها وحاضناها وكانها بتستمد منها القوة والحنان والامان فى العالم الغريب اللى فجاة لقيت نفسها فيه بين اشخاص لا تعرفهم وفى مكان لا تجد فيه رائحة ابيها او عمها او اولاد عمها فققرت الا تندمج مع اى طفل ورفضت محاولات الاطفال فى انها تشاركهم اللعب ورفضت حتى مجرد ان يقترب منها اى طفل كذلك رفضت محاولات مدام حكمت والدادة انها تأكل اى شىء
o فجاة وجدت طفل يقترب منها وهو ممسك سندوتش وقعد جنبها بهدوء وبابتسامة صافية مد لها ايده وقالها انتى مش عايزة تاكلى من دادة ولا من ماما حكمت طيب ممكن تاكلى منى السندوتش دة
o بصتله نور دون ان تتكلم ولكنها لقيت فيع نفس حنية عا** عليها فبتلقائية ابتسمتله وببراءة سالته انت اسمك عا**
o ادم ابتسم باستغراب وقالها لا انا اسمى ادم بس انتى ليه افتكرتى ان اسمى عا**
o نور / عشان انت شكل عاصم