المسافات تجعلنا نشتاق، والبعد يعرفنا معني الأشياء، ولكن عندما يبتعد قلبنا نتمزق من الداخل.
وعندما تشتاق لشئ كثيراً ويصبح يفصل بينكم خطوات، ض*بات القلب تصل للألاف وكأنك في سباق مارثون.
وهذا حال قلب ليندا، لا تسمع شئ، لا تري شئ وكل الذي حولها هو!
وقفت خلفه، أغمضت عينيها وأخذت نفس عميق، ربتت علي ظهره، ألتفت لها الشاب صاحب العيون الزرقاء، والشعر البني المشابه لليندا.
ضحك ما أن ألتفت، وهي خانتها عينيها وهربت منها دموعها قائله بصوت باكي "أخيرا؟ يا عقل البزلاء"
ضحك بصخب، وانحني لاففاً ذراعيه حول خصرها رافعها عن الارض نظرا لطولهم، وهي أحكمت لف ذراعيها حول رقبته.
"أشتقت لك كثيراً أخي" شد علي أحتضناها قائلا "وانا أيضاً للغاية" انزلها، و ربت علي رأسها مبعثرا شعرها، ضحكت ليندا هذه المره.
تقدم الاستاذ الذي كان يحادثه قائلاً بأبتسامة هادئه"انت تعلم قواعد المدرسة لكن سوف نسمح لك بفتره الاستراحه فقط" اومئ له ارثر، وذهب الاستاذ تاركهم.
كادت ليندا التحدث، لكن تقدم كريس منها واضعا ذراعه حول كتفها بحركه صبيانيه، وبجواره كل من إيفا، وماريا، وألينا ومات، دحرجت ليندا عينيها، وابعدت ذراع كريس بحنق.
أشارت ليندا نحو اصدقائها تعرف ارثر عليهم وفي النهايه عرفته عليهم "وهذا أخي أرثر" قالت بأبتسامه مشرقه.
ألقو عليه التحيه وظل أرثر ينظر إلي كريس يحاول تقيمه او يوجد شئ أخر هو لا يعلمه.
لكزت ألينا كل من إيفا وماريا قائله لهم "ألم أقول لكم بأن جين الجمال يسري في العائله بأكملها" ضحكت ماريا وإيفا.
نظرت ليندا لهم بمعني 'مجددا' فزادت ضحكاتهم اكثر، ذهبو الي المقاعد المنتشره في ساحه الاستراحه، يجلس كل من ليندا وبجوارها ارثر، وبجوارهم ألينا، وامامهم كل من كريس، ماريا، مات، وإيفا.
ظلو يتحدثو وكانت ليندا مشرقه للغاية، حتي تن*د أرثر بتعب، نظرت ليندا له مقطبه حاجبيها قائله "ماذا يوجد ارثر؟ تحدث" تن*د ثم ألتفت لها ماسكا يديها، وقال بنبره لطيفه "لا أريد ان تحزني او تغضبي اوعديني اولا"
بلعت ريقها بتوتر، هي تعلم بعد هذه الجمله يوجد شئ، لكنها اومئت علي كل حال، تن*د ارثر ثم قال "سوف اتطوع في البحريه العسكريه" قالها سريعا، **تت ليندا للحظات يدل علي صدمتها.
نظرت له بعيون واسعه، والعبوس ظهر علي وجهها، قائله بنبره متحشرجه "مجدداً، مجدداً سوف تتركنا بمفردنا، مجدداً تحاول الهرب، مجدداً سوف تترك كل شئ خلفك، ألم تكتفي بعد؟"
قالت كلماتها ومع كل كلمه صوتها يزداد غضب، نزلت دموعها وكانت هذه اول مره يراها فيها اصدقائها تبكي، ظلو ينظرو لبعض لا يعلمو ماذا يفعلون؟
ابعدت يدها بعنف من بين يد أخاها، وهو حاول ان يقنعها ولكنها أبت ذلك " ليندا، تعلمي بأن لا يوجد شئ أفعله هنا، ليندا ارجوكِ لا أعلم متي سوف القاكِ مره أخري، لا تجعلي وداعنا هكذا"
ما أن انهي ارثر كلامه حتي نزلت دموعها بغزاره وابت التوقف، ولكنها مسحت عينيها بعنف، واصبح وجهها خالي من التعبير، نظرت له وكأن لا يوجد روح في جسدها "تفعل مثلها، رغم أنك اول الرافضي لأفعالها، والأن أنت تمشي علي خطاها، تجعلوني كل مره أفقد الامل في الحياة"
ابتعدو اصدقائها رويدا تاركين هذه المحادثه العائليه، رمق كريس ليندا يطمئنها، لم تظهر اي تعبير علي وجهها، كان ارثر تعلو ملامحه الألم، الدهشه، الجمود في أناً واحد، مشاعره متخبطه مثل أخته.
هل تكتفي ليندا؟ بل اردفت "لماذ؟ لماذا دائما انا الفرد الذي يخبئ عنه كل شئ؟ أتعلم شئ؟ أنا أعلم كل شئ، كل شئ، لماذا كانت تفعل ذلك، وايضا لما ذهبت، لما أنا هنا، فقداني لذاكرتي، كل شئ أنا أعرفه، تظنون بأنكم تخبئون عني هذا حتي لا أحزن ولكن ها أنا محطمه لست حزينه فقط، أتعلم لماذا؟ ليس من أجل هذه الأشياء، بل لأنني وحيده، أوجه كل هذا بمفردي، أخبرني ماذا فعلتم أنتم في ظل هذا؟ ها؟" قالت كلماتها بألم وحسره، ودموعها تسري علي وجنتيها.
لم يكن أرثر في موقف يحسد عليه، لا يعلم ماذا يفعل، ولكنه ضم أخته أليه يربت علي رأسه، ويردد "أنا أسف، لن يتكرر هذا مره أخري، لقد كنت غافلاً سامحيني، أنا بجوارك الأن" تشبثت ليندا به وكأنه طوق نجاتها.
وفي الجه الاخري يقف اصدقاء ليندا، ماريا التي عيونها تترقرق بالدموع علي حال صديقتها، وإيفا التي غاضبه، قالت ألينا "يبدو بأن ماضيها صعب ومألم للغاية، بالطبع هذه الشخصيه خلفها شئ ما"
كان مات يربت علي ماريا، وينظر إلي صديقه كريس الذي عينيه لم تبتعد عن ليندا، ينظر أليها بحزن وكأنه يشعر بها.
ليندا هذه الفتاه التي تتحمل كل شئ، هي الفتاه المرحه التي تبهج الجميع، من قال أن فاقد الشئ لا يعطيه؟ بل هو أول من يعطي، لأنه فقده ولا يريد بأحد يفقده، هذا هو النقاه.
أبتعدت ليندا عن أرثر، مسحت دموعها، أصبحت عينيها وأنفها بوجنتيها حمراء، أبتسمت بعفويه كعادتها، ورغم أن عيونها الواسعه تع** ألمها وحزنها، ثم تحدثت بضحكه "أسفه لم أستطع التحكم في مشاعري أكثر"
نفي أرثر برأسه، وربت علي رأسها قائلاً "بل سامحيني أنا، علي غبائي" ضحكت ليندا، رفعت كتفيها قائله "لتخبر نفسك يا هذا" وض*بت كتفه بمرح.
ضحك أرثر، وقال والابتسامه علي وجهه "يا فتاه أصبحت لكمتك قو..." توقف عن الكلام وكأنه تذكر شئ، نظر إلي ليندا بتمعن ثم أردف "لكن كيف علمتي بفقدانك للذاكره؟ لقد حرص والدينا بأن يخفو هذا جيداً"
ابتسمت ليندا بخفه، نظرت له بفخر مصطنعه قائله "تراودني أحلام دائما، لم اكن أعلم معناها حتي وجد التقرير الطبي لحالتي" نظر أرثر لها بدهشه "هل عادت، أعني ذاكرتك عادت" نفت ليندا برأسها قائله "انها أحلام بسيطه لا يظهر منها ملامح، الأشخاص وكل شئ مشوش، لكن يوجد بعض الكلمات التي تظل عالقه في ذهني"
اومئ لها بتفهم، ثم قال "أنا أسف ليندا" اومئت ليندا، وهي ترفع رأسها وتنظر للسماء لعل الهواؤ يجفف دموعها.
ما أن هدأت مشاعر ليندا قليل حتي قالت "لن تغير رأيك أليس كذلك؟ انا أعلم" وابتسمت بسخريه، اخذ أرثر شهيق عميق، قائلاً "لا أعلم، ليندا أنا فقد كل شئ، لم يتبقي لي شئ اخر"
نظرت ليندا له وهي مقطبه حاجبيها، وقالت بصوت هادئ ع** ما في داخلها "حقا فقد كل شئ؟" ابتسمت بسخريه، ثم اكملت "لا تمزح، وكأنني لست موجوده أو والداي الذين دائما بجوارنا، مازال يوجد أمل بأن ترجع أرثر أنا أشعر بذلك"
قبض فك أرثر، أغلق عينيه يحاول تمالك نفسه قائلاً "ليندا لن ترجع، لن ترجع أبداً"
"لماذا؟ ها؟ هل حاولت أن تبحثو عنها حتي؟" نظر أرثر لها يحاول منع نفسه من التفوه بأي شئ،
ولكنه قال "فعلنا، و لن ترجع"
اتسعت عينيها "هل وجدتم مكانها؟"
اومئ أرثر، اردفت ليندا بأمل"أين؟ يمكنني أن اقنعها"
أصبحت عين أرثر النقيه أكثره عتمه، يملؤها الحزن، ولم يبث بأي حرف، أصبحت نبره ليندا أكثر غضبا "أين مكانها أرثر؟ لما تستسلم دائماً"
قبض ارثر يده حتي ابيضت مفاصله قائلا والغضب والحزن ينهشه بأناً واحد
"لأنها ماتت، لأنها ماتت ليندا ولن تعود أبداً"
ما أن سمعت ليندا، وكأن توقفت خلايا جسدها عن العمل كلياً، توقف تنفسها، وكأنها لا تعلم كيف تتنفس، أتساع عينيها الطفيف، اللمعه التي ظهرت في عينيها دليل علي غشاوه الدموع التي تحبسها.
تن*د أرثر أمسك يدها يربت عليها بحنو، عادت ليندا إلي وعيها وأصبح جسدها بأكمله يرتعش، عينيها الزائغه تتحرك في كل مكان وكأنها تائه لا ملجأ لها.
ما هي إلا ثواني وهدائت كعادتها ولكن أصبح وجهها بدون تعبير، زم أرثر شفتيه بندم وكاد أن يتحدث لكن رن جرس بدأ الحصص، أبعدت ليندا يدها من بين يده بهدوء، وقالت بنبره خاليه من المشاعر "أسفه لدي حصص الأن، لقد سُعدت بلقائك، أتمني ألقاك مره أخري أخي"
نظر أرثر لها برجاء، وحزن في أناً واحد، اومئت بأبتسامه تخلو من المشاعر، افاقت ليندا من جلستها وأيضا أرثر الذي ضمها أليه، قائلا "سامحيني ليندا، ارجوكِ، حادثيني في أقرب وقت" اومئت له بهدوء قائله "حسناً"
تقدمت ماريا منها وهي تبتسم تحاول تخفيف من حده الوضع فاصديقتها لا تبدو بخير أبداً، كادت ان تقول شئ لكن سابقتها ليندا بمرحها المعتاد ولكن لم تخلو نبره الحزن منه "أتمني ان اراك في أقرب وقت يا أخي" اومئ ارثر "سوف أفعل في اقرب وقت"
اومئت وذهبت إلي حصصها.
.
.
.
.
.
.
.
انتهت حصص اليوم، التي لن تنفك الأساتذه من تكرار سؤالهم والذي يتمحور في هل انتِ بخير ليندا؟
دلفت ليندا إلي غرفتها وهي تمشي ب**ل، تجر قدم خلف الأخري.
كانت ليندا تحاول بشتي الطرق تمالك نفسها، وأن لا تنفجر باكيه، ولكن لم تتمالك نفسها ما أن أغلقت باب غرفتها.
بدلت ملابسها بعشوائيه، ملقي زيها المدرسي علي ارضيه الغرفه بجوار الأريكه.
ذهبت إلي امام النافذه الزجاجية التي تأخذ الجدار بأكمله، جثت علي ركبتيها، راميه ذراعيه بجانبها، ظلت عينيها متعلقه بالنافذه، حتي أجهشت بالبكاء.
بكائها حار يملؤه الحسره، الألم، الحزن، تبكي بصوت مرتفع لم تتمالك نفسها أكثر ولن تستطيع، الحزن الذي ينهش جسدها، وهي تجاهده، تقاوم، ولكن لن تسطيع مجدداً.
انحنت واضعه يدها علي الأرضيه، ويدها الأخري تضعها علي قلبها، تعتصر ملابسها وكأنها قلبها، اخرجت أهه من فمها مليئه بالألم، ألم الفقد وهو أصعب ألم.
من كان يعلم بأن ليندا الفتاه المرحه الضاحكه، ينهشها الحزن.
تراود في ذهن ليندا (هل هذه أخر أحزاني؟
أم أنها البداية؟
كيف سمحت لنفسها أن تتركنا للأبد هكذا؟
كيف تموت وتتركني مجدداً؟
لما يكتب علي الحزن دائما؟)
ض*بت بيدها علي الأرضيه، قالت بصوت مرتفع يملؤه الحزن "لمااذا؟ فليخبرني أحد، لما أنا دائما؟"
رن هاتف ليندا، لن تعطي بالاً له بل أكتفت بالنظر له ب**ت ودموعها تسري علي وجنتيها، كان المتصل ماريا، تريد الأطمئنان عليها، ظلت تتصل أكثر من خمس مرات.
في المره السادسه أمسكت ليندا الهاتف، ألقته بكل قوتها علي الجدار الذي بجوارها، **ت أخيراً الهاتف، وسكنت دموعها، ولكن مازالت أثرها يعطي مجري في وجنتيها.
أعتدلت في وقفتها بهدوء، نظرت إلي غرفتها بدون مشاعر، عقدت حاجبيها، تقوست شفتيها، وأصبحت تبكي مجدداً، بل أكثر من السابق، تقدمت ناحيه مكتبها أصبحت تلقي بكل ما هو أمامها.
فقدت السيطره كلياً، وكيف لا تفقدها وهي فقدت أعز ما تملك؟
وأثناء هسترياة ليندا فتح الباب علي وسعه، وظهر كل من ماريا، وكريستفور، أتسعت عينيهم ما أن شاهدو ليندا وهي تلقي بكل شئ، وتبكي بصوت مرتفع.
تقدم كريستفور منها يحاول تهدئتها، وماريا التي أغلقت الباب خلفها وأصبحت تقف في منتصف الغرفه تنظر إلي مكتب ليندا الذي أصبح مقلوباً رأسا علي عقب، وليندا التي تبكي وتحاول تمزيق كتاب ضخم بيدها، كريس الذي يحاول بسحب الكتاب منها.
امتلئت عيون ماريا بالدموع، تقدمت ناحيه ليندا تنادي عليها بصوت مرتجف "ليندا.. أرجوكِ توقفي" وكأنها لم تقول شئ، نظر كريس لماريا، ثم ارجع نظره ناحيه ليندا، التي مازالت هائجه تلقي بأقلامها بعنف، لم تكن ليندا في كامل وعيها، لا تشعر بوجودهم حتي.
لم يعملو ماذا يفعلو؟
هدأت ليندا أخيراً، جثت علي ركبتيها، أصبحت ملامحها بائسه، دومعها ابت التوقف، شعرها وملابسها مبعثره، كانت في حاله مزريه.
ظلت تأخذ شهيق عميق، وتزفر مجدداً، كانت تفعل وجسدها يرتعش في كل مره، مسحت دموعها بعنف، قائله بصوت متألم "لقد ذهبت، ولكن هذه المره للأبد، أهة" وخرجت أهة متالمه وهي تضع يدها ناحيه قلبها، مسنده رأسها علي الجدار.
جثي كريس أمامها علي ركبته، أمسك يدها يربت عليها، وردد كلمات مهدءه"ليندا.. كل شئ بخير، لا تقلقي" لم تعطي ليندا بالاً له، وظلت عينيها متعلقه بالسقف.
بعد دقائق قليله، كانت مثل السنوات بالنسبه لكريس وماريا، نظرت ليندا إلي كريس ثم إلي ماريا، قائله "ما الذي تفعلونه هنا؟"
نظر كريس إلي ماريا التي خلفه، ثم إلي ليندا، ابتلع ريقه، ثم قال ببحته المميزه "لقد قلقنا عليكِ... وأردتنا أن.." قاطعته ليندا بصوتها الذي يخلو من المشاعر "أخرجا"
"ليندا.. أرجوكِ لا تجعلي الحزن يتملكك، ليندا أنتِ.."لم تكمل ماريا لأن ليندا قاطعتها بقولها "لقد فات الأوان" وظلت تضحك، ودموعها تسري علي وجنتيها بحزن.
أردفت، وهي مازالت تضحك "لم أكن اظن يوماً بأني سوف اقول هذه الجمله، لم أظن يوماً بأنني سوف أفقد بريق الحياة" توقفت عن الابتسام، وتقوست شفتيها، وبدأت بالبكاء مجدداً ومازالت الغصه عالقه.
أخذت شهيق عميق مرتجف، قائله بصوت باكي، يتخلله التقزز "تعلمي ماريا؟ أنا أكره حياتي، أكره كل شئ، بعد ذهابها أصبحت الحياة معتمه، خاليه من أي شئ، ورغم ذلك أجبر نفسي علي الأكمال مسايره الحياة، ورغم ذهابها، كان يوجد لدي أمل في رجوعها، ولكن الأن ذهبت بلا رجعه، لما يحدث معي ذلك؟ ما الذنب اللعين الذي أقترفته حتي يحدث لي كل هذا؟" كان صوتها يملؤه الغضب تدريجياً.
جثت ماريا علي ركبتيها أمام ليندا، وتنهمر دموعها "أنا أسفه" ضحك ليندا بصخب وكأنها لم تكن تبكي تواً "ولما أنتِ أسفه ماريا؟ هل أنتِ من أمرتيها بالذهاب؟" انهت كلامها بغصه عالقه.
لم تمنع ماريا نفسها من سؤالها الفضولي، لم تكن فضولها من اجلها بل من أجل اتعلم من هي التي احزنت صديقتها هكذا، قالت ببرأه "من هي؟" لم تجبها الأخري، ورأسها موجه إلي الارض، أردفت ماريا بأبتسامه مطمئنه"اتعلمي ليندا عندما نتحدث عن الذي يؤلمنا، يخف الألم قليلاً"
رفعت ليندا رأسها ناظره أليها بوجه عابس، وعيونها الواسعه أنع** عليهم الألم والحزن الدفين، قالت بصوت مرتعش "بعد الذي فعلته، لا يمكنني أن أقول من هي بين نفسي حتي، لقد اذتنا كثيراً، ورغم ذلك.." لم تكمل لأنها أجهشت في البكاء مره أخري.
تن*د كريس، ضمها أليه وظل يربت علي ظهرها بدون ان ينبث بحرف، وماريا تنظر إلي حال صديقتها الذي انقلب رأساً علي عقب فاجأه وتنزل دموعها ب**ت.
تشبثت ليندا في قميص كريس وظلت تبكي بحرقه، وبعد دقائق شعر كريس بسكونها، وانتظام انفاسها، نظر أليها كانت قد غفت في النوم، حملها برفق وضعها علي فراشها، ساحبا الاغطيه ناحيتها.
مسح دموعها بيده، وأبعد خصلات شعرها الذي تضايقها عن وجهها، ألتفت ناحيه ماريا "لا تخبري احد عن ما حدث، لأنها سوف تغضب اذا حدث"
اومئت ماريا، خرج كريس من الغرفه، نظرت ماريا الي الغرفه التي شبه مدمره، وإلي ماريا التي تغفو من تعب كثره البكاء، تن*دت علي حال صديقتها، وبدأت في ترتيب الغرفه.