#سيد_الطغاه_حبيبي
#فريده_احمد_فريد
~~~~~~~~~~~~
الفصل الثامن(تهرب من عرينه...لكن اين المفر من قاسي مثله)
~~~~~~~~~~~~
#ف منزل رهف
ألصق جسده الضخم بها....لكنها أشاحت بوجهها بعيد عنه....نظر لها بذهول...قال
(انتي مش عايزاني يا رهف...مالك بتلفي وشك بعيد ليه)
عادت بوجهها إليه...فوجئ بالدموع تغرق وجهها وتملئ عيناها...ابتعد عنها ...نظر لها غير مصدق
قالت له بحده وهيه تمسح وجهها بعنف
(انا لا عايزاك ولا عايزه غيرك...وحط ف دماغك انا عمري ما اتبسط لحظه بلمستك ليا...لمستك كانت نار بتكويني...و حتي مجرد الذكره بتوجعني أوي...ما تتغرش ف نفسك يابن الكيال...انا ما سلمتكش نفسي...انت اغتصبتني زمان..وأبوك قتل ابويا عشان يضمن سكاته...ها افتكرتني....عرفت انا بكرهك ليه...انت يابن الحسب والنسب...كنت بتدوس ع بنات الناس ع كيفك واللي تعترض.... ابوك كان يدمرها او يرمي ف خلقتها قرشين عشان تخرس هيه وأهلها...قصه قديمه وعدت عليا كتير ف افلامكم الهابطه...وانت..بكل بجاحه جاي دلوقتى تدخل حياتي وتصاحب ولادي وعايز ترجع تنهش فيا من تاني...ليه...ليه يابن الأكابر...ليه مفيش واحده ملت عينك و رحمتنا من شرك وأذاك...انت إيه...لعنه...شطان وحش مالوش لجام...ارحمني بقا وابعد عني...ارحمني بقااا)
ركضت لغرفتها وتركته ف ردهه بيتها...وقفت خلف باب غرفتها وهيه تبكي...ترتعش خوفاً...تنظر امامها
ولا تري سوي حياتها الضائعه...ماضيها المجهد...أيامها القاسيه التي لم تخلو من الضغوط النفسية
ظنت انها ستحيا بأمان بعيدا عن بيت عمها وسطوته عليها وع ابناءها....لكن كم كانت مخطئه...العقبات
والقدر العنيد ...لم يكتبا لها الراحه او الأستقرار
لم تستطع ان تتنفس حتي سمعت صوت باب الشقه
يفتح ويغلق بعنف...أخيراً تنفست...خرجت من غرفتها لتتأكد انه غادر...ركضت للباب وأغلقته بالمفتاح
خافت ان يعود مجدداً...وقفت خلف الباب ...حاولت ان تهدأ نفسها...لكنها لاتزال ترتجف
&&&&&&&&&&&&&&&&
#ف منزل المزرعه
فتحت عيناها بألم....شعرت بوخز ف مقلتيها من كثره بكاءها ليله أمس...فقد افترسها بكل وحشيه وتركها ونام
لم تنام بسهولة...كانت تتألم بشده...ألمها النفسي اكبر بكثير من ألمها الجسدي...سمعت كثيراً عن الأغتصاب
وأوجاعه...لكنها لم تعلم كم هوه مؤلم حتي عانته بنفسها...خاصا مع رجل حرم من النساء...ولم يمس أمرأه قط
نهضت بحذر كي لا توقظه...كان موليها ظهره...تمنت ان تنظر لوجهه..وتختقه بيدها قبل ان يفتح عيناه
الحاده مره أخري...لكنها لم تستطع...نهضت بهدوء...وبحثت عن شىء ترتديه...فقد مزق ثيابها كلها
ذهبت لدولاب ثيابه وأخرجت ثياب تستر بها نفسها من ثيابه الكبيرة الحجم...ذهبت للحمام وأخذت دوش بارد
لم تشعر ببروده الماء بسبب غليان جسدها وغضبها...نظرت لوجهها الشاحب ف المرآه
لكنها اشاحت بوجهها بعيد...لم تقدر ان تري نفسها مهانه بهذا الشكل...كم كانت فخوره بنفسها
وتطمح لمستقبل باهر...تمنت ان تستكمل دراستها وتعمل ف وظيفه مهمه...وظيفه من خلالها تستطيع
ان تغير مستقبل بلادها للأفضل...لكنها...لم تستطع ان تتجاهل ان لها اختا...تحتاج لها...تركت مستقبلها
وحياتها لتنقذ اختها...لكن ها هيه هنا..وحيده..ذليله لرجل لا قلب له....استغل مصيرها...واستعبدها...ليحقق غايته الغامضه
كم شعرت بالضعف والعجز وهيه تقف امام نفسها...لا تريد هذا...لا تريد ان تصبح زوجه ولا خادمه ولا عبده لأحد
لكن هذا ما حدث ولن تستطيع تغيره......بركان غضب يحتل قلبها...ارادت ان تشغل نفسها بأي شئ
لتخرج طاقه الغضب تلك...وتنفس عن نفسها...خرجت للمزرعه...توجهت للحظيره...وسط الح*****ت والدواجن والمواشي
شغلت نفسها...حلبت الأبقار ...واهتمت بالتنظيف ..كما تعودت ان تفعل ف حظيره جارتها....نسيت مؤقتا
حزنها وألمها...وهيه وسط الح*****ت المسالمه....لكنها لأحظت ان الأحصنه غير مؤذيه كما ظنت
ربتت ع أحدهم...نسيت أسماءهم...لكنها أحبت صحبتهم...أطعمتهم بيدها ليعتادوا عليها
أقتربت من الحصان الأخير لتطعمه...لكنه صهل بصوت عالي...خافت وارتدت للخلف...سمعت صوت خلفها يقول بحده
(قلت لك مالكيش دعوة بيه صح...ابعدي عنه انا اللي هأكله)
ألتفتت خلفها مذعوره..وجدته يقف مستندا ع الجدار...كان عاري الص*ر كعادته
نظرت له بغضب...لكنها متعجبه...كيف يقف هكذا ف هذا البرد القارس...لم تتحدث معه...عادت للخلف
وفسحت له المجال..اقترب منها وأخذ التبن من يدها...وضعه امام الحصان...لكن الحصان عنيد
رفع يداه ليرفس فهد...لكن فهد صرخ فيه ليهدأ...غفران انتفضت من صراخه
صرخ فيها
(هاتي اللجام اللي هناك...وهاتي الكرباج ده)
أشار ع سوط طويل معلق بجوار اللجام...نفذت الأمر بخوف....اخذ منها السوط...وضرب الحصان ليهدأ
كان مشهد قاسي عليها....أشاحت بوجهها للجهه الاخري...لم تقدر ع رؤيه هذا الحيوان يعذب
بهذا الشكل....ضربه فهد كثيراً...و لجمه...أخذه ف مكان بعيد عن باقي الحيوانات...سارت غفران خلفه
وجدته يضع الحصان ف حظيره أخري...قال فهد للحصان كأنه يفهمه
(مفيش اكل ولا شرب ليك....هتفضل كده لحد ما تتأدب وتسمع الكلام)
تركه فهد وخرج وجد غفران تقف له ف الخارج...نظر لها وقال بغضب
(ده ممنوع من الاكل والشرب فاهمه)
أؤمت له ونظرت للحصان المسكين...تركته وذهبت خلف فهد...وجدته يعمل ف الزرع...عادت للمنزل
قبل ان يصب غضبه عليها....قضت فتره قصيره تحضر وجبه الأفطار له...أنتهت منها واخرجتها له
ف شرفه المنزل...وضعتها ع المائده وذهبت تناديه مجبره...وجدته يحرث الأرض بمحراث كبير
نادته بصوت عالي ليسمعها
(سيدي...الفطور جاهز...ضبيته هون ع الطاوله)
أؤم لها من بعيد...تركته وعادت للداخل...لكنها نظرت إليه وهوه يقترب من الشرفه...جلس ع المائده
وبدا يتناول طعامه...شعرت بوخز ف ص*رها...لما لم يناديها لتفطر معه...هل حقا سيعاملها كخادمه؟؟
حتي بعد ان اصبحت ملكه...شعرت بحزن عميق...كم هوه قاسي...خالي من المشاعر والرحمه...لم يوجه
لها كلمه شكر حتي...لم يعتذر عن قسوته عليها ليله امس...إذا ما حدث بينهم لا يعني له شيئاً
غفران حقا كرهت لمسته لها...لكنها ظنت انه سيتغير معها...سيعاملها بلطف...او ع اقل تقدير سيدعوها
لمشاركته طعامه او الحديث...لكن لم يحدث أيا من هذا...ظل يصرخ فيها كلما اراد شيئاً...تعجبت منه كثيراً
وغضبت أيضاً..وجدته يعامل فهديه برفق...لم يصرخ فيهم مثلما يفعل معها...أوشك النهار ع الانتهاء
غفران بحثت عن فهد لتستأذنه ان تدخل غرفه مكتبه ترتاح قليلاً وتقرأ بعض الكتب
لكنها لم تجده...بحثت ف غرفته و بالخارج...لم تجده
لكنها رآت صخر يخرج من غرفه المكتبه
شكت انه بالداخل...بالفعل تسللت ونظرت بداخل الغرفه..وجدته جالسا يقرأ ف أوراق أمامه
شعرت بخيبه...تمنت ان تدخل هيه تلك الغرفه وتقضي فيها بعض الوقت....دارت حول نفسها
لم تعرف ماذا يجب ان تفعل الان؟؟فقد انتهت من الطهي والتنظيف...خطرت الح*****ت المسالمه
ع بالها...تسللت من المنزل ودخلت الحظيره....لكنها لأحظت صهيل رعد من الحبس الانفرادي الخاص به
نظرت تجاه المنزل لم تجد فهد...تسللت لحظيره رعد...ودخلت له...نظر لها الحصان بعينان غاضبه
هيه ظنت هذا...قالت تهدئه وهيه تلتقط التبن وتقدمه له
(أهدي..اهدي...انا ما راح أاذيك...انا متلك محبوسه هون تحت رحمته...انا راح طعميك بأيدي...انا حاسه فيك....خد هاد بس ما تصهل...ما تخليه يلاحظ شي...ماشي اتفقنا يا رعد...أسمك مره حلو...خد هاد)
اعطته بعض التبن لكنها خائفه...أخذ الطعام بفمه...أبتسمت ...أعطته اكثر تناول الحصان كثيراً
من الواضح انه كان جائع بشده...أعطته المياه كذلك شرب وصهل..كأنه يقول كفي او أشكرك....ابتسمت
لتخيلها هذا...و قالت له
(تعرف...انا متلك بدي اهرب من هون...شو رأيك لو فلينا سوا...اي...راح ساوي هيك...انا ما بدي عيش هون ...راح اهرب الليله...رعد انا مضطره روح...بس راح ارجع لك...راح حررك...انا واياك راح نتحرر الليله...هاد وعد مني ألك...بستاذن منك هلأ...راح ارجع...اوعي تنساني...سلام)
ضحكت له ولنفسها...سعدت لهذا...صممت ان تهرب تلك الليلة...بعد ان يخلد للنوم هوه وح*****ته الشرسه
عادت للمنزل وجدته لايزال بداخل الغرفه...سعدت لهذا وجلست أمام المدفأه...تستمد منها الدفء والسكينه...والشجاعه وايضا لتفكر بما ستفعله الليلة
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
#ف إحدي نوادي الصيد
عمار كان يذهب هناك كل حين يلتقي بأصدقاءه ويتدرب قليلاً...ويقضي بعض الوقت
كان يجلس مع بعض الأصدقاء وكانوا ف أنتظار أخرين....قال أحدهم
(بقولكم ايه شكلهم مش جايين تعالوا نقوم نعمل اي حاجه انا زهقان ومتخانق مع الحج و مش طايق نفسي)
عمل بأختناق(ومين سمعك)
قال أخر(خلاص ايه رأيكم ندخل نضرب نار شويه...البطولة قربت وانا بقالي كتير ما بتدربش تعالوا اتسلي عليكوا شويه)
رد اخر(ده ع أساس اننا هنقف لك بدل لوح النشان يا روح خالتك)
ضحك الشباب معا...ونهضوا للتدريب مع يزن ...دخلوا صاله مغلقه بها كبائن منفرده كل كبينه تحوي سلاح ناري و سماعات أذن
اخذ كلا من الشباب كبينه وبدأوا يطلقون الرصاص ع لوح النشان البعيد عنهم....لكن عمار نظر
لأحد اصدقاءه ...كان بعيد عنه نسبيا...نظر له ليسخر منه لفشله ف الرمايه...لكنه لأحظ شيئاً اخر
هناك ف اخر صاله الرمايه...رآي ابنه عمه تقف وخلفها ببضع خطوات يقف رجلا ما ويتحدث معها
ويرفع يده يمسك يدها ويوجهها لمكان معين وهيه تمسك سلاح ناري تطلق منه النار
عمار نزع السماعات وهوه ينظر لهما بغضب...ترك كبينته وذهب بخطي غاضبه لهما...دخل صاله اخري
كانت بداخل الصاله الرئيسية..لكنها مصنوعه من زجاج عازل...وفيها بعض التماثيل الخشبيه اللوحيه المتحركه
نظر عمار لكل هذا ولم يفهم شىء...لكنه سمع الحوار التالي بين أسمهان و الرجل
الرجل(أضربي)
أطلقت بالسلاح طلقه.....غضب الرجل لكنه قال بحده قليلاً
(ركزي يا أسمهان...ركزي مع الصوت...ف إيه...مالك النهاردة مش ع بعضك ليه...أرفعي السلاح كده و..)
لكنها دفعته بيدها بعيد عنها وقالت
(قلت لك ما تلزقش فيا انا بسمع كويس)
الرجل(يا بنتي ف ايه انا عايز امسك ايدك و أوجهك بس)
أسمهان بعصبيه(لاء ما تمسكش زفتتي..اتكلم وأنت مكانك فاهم ولا لاء)
الرجل(طب خلاص ركزي يلا....الوقت أتاخر)
عمار لم ينتظر ان يسمع أكثر...نادي عليها بكل غباء وهوه يراها تستعد لأطلاق النار
(أسمااااااا)
فزعت برعب وألتفتت له ويدها تطلق الرصاصه دون وعي منها ف لحظه مفاجئه
عمار صرخ(ااااااااه)
سقط السلاح من يدها وصرخت هيه ايضا
(عمااااااااااار)
ركض الرجل ع عمار..... أسمهان تحسست امامها وهيه تنتفض خوفاً...وتلفظ أسمه بأرتجاف...وصلت له
انحنت أرضاً لتمسك به....تجمع الحضور ف لحظه...لم تستطع ان تصل لعمار وسط هذا الحشد لكنها سمعته
بوضوح يقول
(انا كويس مفيش حاجه...هيه فين)
وقف عمار وهوه يمسك يده ويبحث عنها وسط هذا التجمع...آتي رجل مسرعا وقال له
(تعالي معايا يا فندم انا ممرض هنا...تعالي هخيط لك الجرح ده وأطهره)
صرخت أسمهان
(جرح...عمار انت اتجرحت...عمار انت فين)
عمار أبعد الناس عن طريقه...وذهب إليها...مسك يدها ...رغما عنها رفعت يدها تتحسس وجهه
نظر لهم الحضور بتعجب...لكن صرخ فيها أحد اصدقاء عمار
(لا واللهي خايفه عليه ياختي...بتطمني لسه عايش ولا لاء...دا انا هود*كي ف ستين داهية...اما انتي عميا بتدربي لييييه)
أسمهان نظرت تجاه الصوت....ألمها كلامه كثيراً...عيناها أمتلئت بدموع الآسف...عمار نظر لوجهها
لكنه فعل ما أذهل الجميع...وأذهلها هيه شخصيا....رفع يده السليمه وأحاطها ف ص*ره...وهوه يقول
(خلاص يا مودي انا كويس...انا اللي غلطان اصلا...وبعدين ما تزعلقهاش...دي تبقي بنت عمي....)
وجه كلامه لها
(تعالي أقعدك بره عقبال ما اروح مع الكابتن ده أشوف ايدي)
تشبثت به بقوه وقالت بندم وصدق
(لاء مش هسيبك...انا جايه معاك...انا مش هسامح نفسي ابدا لو ايدك حصل لها حاجه)
عمار ابتسم ولا يعلم لماذا؟؟؟وضع ذراعه حول كتفها وسار خلف الممرض...عمار شعر بسعاده غريبه
لا مبرر لها...سأل نفسه وهوه يري القلق والخوف ف عيناها عليه...كانت تمسك يده السليمه...كأنه سيهرب منها مثلاً
سأل نفسه بحيره
(انت ف إيه...مالك مبسوط ليه...ايه كان نفسك تتضرب بالنار ولا حاجه...ولا عشان هيه اللي ضربتك ودلوقتي خايفه عليك...مالك يا عمار ما تفوق لنفسك...المفروض تزعق لها ...تضربها...تولع فيها...وتسألها هيه بتهبب ايه هنا...مش تبقا مبسوط انها جمبك وخايفه عليك...مالك كده كل ما بتشوفها ما بتعرفش تهدأ...او بمعني اصح...ليه بترتاح كل ما بتشوفها قصادك...وبتأكل نفسك عشان تفضل معاها....ف إيه...أشمعنا البت دي مآثره فيك كده...دا مفيهاش اي حاجه مميزه بالع** دي ناقصه...وناقصه كتير اوي...واللي ناقص فيها مفيش حاجه تكمله...اللي زي دي محتاجه عكاز يسندها ويفضل تحت رجلها...وانت اخر واحد ف الدنيا ممكن يعمل كده...مش انا اللي أهتم بواحده ولا أخاف عليها ولا أبقي سندها وعكازها...مش انا...انت فاهم...مش انا اللي أذل نفسي لواحده زي دي...فوق لنفسك يا عمار...ماتخلطش بين الشفقه واي حاجه تاني...وحتي الشفقه خساره فيها...هيه تبقا لي إيه عشان اشفق عليها...دي عنيده ومغروره ولسانها متبري منها.لالالا...فكك منها خالص...انت كبيرك تغورها ع البيت ومالكش دعوه بيها تاني يكش تشوفها بتولع قصادك ...سيبها...مالناش دعوه بيها...احنا لينا مستقبل بنسعي له.... مش دي اللي هتقف ف طريقنا وتوقف حياتنا.....)
عمار لم يكتفي بكل هذه الأفكار والمحادثه بينه وبين نفسه..كان لايزال مسترسلا ف الحديث
لكنه وجد من يهزه بقوه...أنتبه أخيراً...وجدها تنظر له وعيناها مليئه بالدموع....دموع جعلت وجهها الشاحب
المتعب يبدو كوجه ملائكي...عيناها كقطعتي زمرد أخضر متلألأ بالألماس...شفتاها ك حبات الكرز الطازج
حمراء شهيه... شعرها ك شعله لهب تتموج فوق رأسها...
عمار شرد مجدداً ف جمالها الأخاذ....ونظراتها البريئه المرتعبه عليه...وجدها تهزه مجدداً...و الدموع تغرق وجهها
وتهطل ع كف يده...كانت شفتاها تتحركان لكنه لا يسمعها بوضوح...أخيرا ركز قليلاً...سمعها تقول بتوسل
(رد عليا والنبي..تعالي نروح المستشفى طب...عمار رد عليا...انا آسفه اوي...ياريت الرصاصه دي كت جت ف قلبي انا...رد عليا بقا طمني عليك والنبي)
عمار نظر لها ولا يعرف كيف فعل هذا....رفع يده جذب رأسها ف حضنه امام الجميع...تشبثت به
وأحاط عنقه بيدها...أجهشت ف البكاء وهيه تتمتم عبارات الأعتذار...عمار لم يهتم بمن حوله ولا بأي شئ
فقط كان يحتضنها ويهدأ من روعها ويخبرها انه بخير....هدأت بعد نوبه بكاء حاده...عمار لم يتركها لحظه
كان يمسك يدها بقوه وهم ف طريقهم للمشفي ليطمئنا ع ذراعه...فقد مرت الرصاصه بجوار يده
لكنها أصابت جزء كبير من ذراعه
طمئنهم الطبيب انه بخير...فقط يحتاج لراحه حتي يلتئم جرحه...ركب عمار دراجته الناريه
رغم اعتراض اصدقاءه بشده ...لكنه أصر انه يستطيع القياده بيد واحده....لكن صديقه قال له ليجبره عن العدول عن هذه المخاطره
(يابني انت مضحي بنفسك ليه كده...مش هتعرف تسوق بأيد واحده...خليني طب اوصلك دلوقتى بس)
عمار بعناد كالأطفال
(يزن حل عني...انا هروح بمكنتي وانا اللي هسوقها بنفسي...خلصوني بقا عايز أمشي)
قال آخر(طب بنت عمك ذنبها ايه تموتها معاك انت مستغني عن روحك يا عم لكن الغلبانه دي ذنبها إيه تخلص عليها بدري بدري)
نظر عمار لها كانت تمسك فيه وهيه تجلس خلفه ع الدراجه الناريه...قال لها بجفاء حاد
(أنزلي...خدي تا**ي وروحي)
لكنها تشبثت به بقوه...وضعت رأسها ع ظهره وقالت بعناد هيه الأخري
(لاء مش هنزل..رجلي ع رجلك...وانا مش خايفه من سواقتك...انا عارفه انك قوي وعنيد...وهتوصلنا البيت...حتي لو ع نقاله)
ضحك عمار رغما عنه...نظرا له اصدقاءه و رآوا ان لا مجال لأقناعه بع** ما يريد
افسحوا له المجال وتمنوا له السلامه...عمار مسك يدها التي تحاوط خصره...بيده المجروحه
وأنطلق بثقه وثبات
&&&&&&&&&&&&&&&
#عوده للمزرعه
شعرت بالملل وهيه تنظر للنيران ف المدفأه ....فهي تنظر لها منذ ساعات عده
زفرت بضيق ونظرت للجهه الأخري ...شعرت بالشلل ف كل جسدها....رآت احد الفهدين يركض بجوارها
أمام المدفأه...لكنه يغط ف النوم.... وضعت يدها ع قلبها برعب...هيئته الممدده أخافتها بجنون
سندت ع الآثاث خلفها ونهضت ببطء...سارت بهدوء بعيد عنه...مرت من أمام غرفه المكتبه...ألقت نظره
خاطفه للداخل...رآت فهد نائم ع الاريكه وهوه يمسك أوراق ف يده...... وحرب نائم ع المكتب ويداه متدليه
ف الهواء
شعرت ان الثلاثه يشبهون بعضهم كثيرا...لكن شعرت بشئ آخر...تلك هيه فرصتها...نعم..فهم نيام ف سبات عميق
سترحل الان وإلا ستندم للأبد...وبالفعل لم تتردد ولم تفكر ف اي عواقب...فقط تريد ان تتحرر من سجنه..من قبضته..وقسوته
ركضت للخارج...الي حظيره رعد...دخلت بهدوء...وجدت الحصان ساكن كأنه نائم
اقتربت منه...فتح عيناه...مدت يدها تشير له بالبقاء هادئا..وقالت بصوت منخفض
(شششش ما تطلع صوت...تعاي...خلينا نهرب من هون...تعاي يا صديقي...لا تخاف مني ابدا)
اقتربت منه...وضعت اللجام عليه...أخرجته من مكانه...وركبت ع ظهره...تحرك حركه مشا**ه
قالت له ف أذنه الطويله
(يلا رعد خدنا من هون...خرجنا يا صديقي...حررنا من سجن سيدي الحجر)
رفع الحصان مقدمته وصهل بصوت عالي...كأنه يوافق بسعادة ع كلامها هذا....انطلق رعد يعدو بسرعة
قصوي...كانت تتخبط ف فروع الأشجار وينجرح وجهها ويداها...لكنها متمسكه ف اللجام بقوه
وبداخلها صراع ممزوج بخوف ورهبه...تمنت ان تنتهي تلك الغابه المخيفه ويظهر طريقا ما...لكن..فجأة
صوت آخر شق ظلام الليل ووحدته...صوت صاحب خطوات رعد السريعه...رفعت رأسها ونظرت حولها
برقت بفزع حتي كاد وزنها ان يختل وتسقط من ع ظهر الحصان وهيه تراهم يركضون خلفها بسرعه جنونيه
يتبع ف الفصل9
اقتباس من الفصل التاسع
ما تعملش دوشه مفهوم)
أبتسم وأؤم لها...تركته و مسكت قلمها...وعادت لرسمتها...لكنها لم تكن ف قمه تركيزها
كانت تشعر بوجوده...بنفسه...برائحه سيجارته...قلبها كان يدق بسرعه وحماس...و قلق
لم تكن خائفه منه...بل وجوده يسيطر عليها بقوة...أرادت ان تنظر له هو و ليس لرسمتها
لكنها خجله منه....خاصا بعد كلامها معه....حاولت نفض أفكارها الحالمه...والتركيز ف هوايتها المفضلة
لكن فجأة....عمران وقف واقترب منها...نظرت له بعينان حائرتان...أخرج من جيبه شيئاً ما....قال لها بصوت غريب...لا يليق بشخصيته الساخره
(انا جبت لك هديه...يارب تقبليها...وما ت**فنيش..انتي قلتي عيب نقعد مع بعض هنا لوحدنا....ف انا جبت لك ده)
مد يده لها...نظرت ف يده وجدته هاتف مطابق لهاتفها الذي تحطم...شهقت بذهول...قال لها
(عشان نعرف نتكلم من غير ما تخوني ثقه حد فيكي...وجبتهولك زي بتاعك بالظبط عشان اخواتك ما يحققوش معاكي....قولي لهم انك صلحتي تلفونك ...عليا...انا حابب نبقي صحاب...من غير ما تظني فيا ظن وحش....كده هنعرف نتكلم براحتنا..من غير ما تكوني خايفه...كلميني كل ما تبقي فاضيه او لوحدك...موافقة)
لعمت عيناها بدموع حالمه...لم تصدق انه فعل هذا لأجل ان يسمع صوتها فقط...أخذته من يده
وتمتمت كلمات شكر خافته....رفع وجهها بيده ورأي دموعها البريئه....مسح وجهها برقه بالغه وقال بهمس
(انتي رقيقه اوي...وجميله اوي اوي....ليهم حق أخواتك يخافوا عليكي...انتي لو مراتي...انا ما أسبكيش تخرجي من بيتي...من اوضتي ...من سريري حتي)
نظرت له بذهول...كلماته كانت كالنغم الحالم ع مسمعها...خجلت بشده...تلعثمت...أبتعدت وقالت بأرتباك
(عمران انا أتأخرت...لازم انزل دلوقتي....شكراً ع الهدية الغاليه اوي دي...هنزل دلوقتى و..وهكلمك....أكيد هكلمك)
نظر لعيناها بعمق... مسك يدها ورفعها لشفتيه... طبع قبله طويلة.. تحمل لها احلام جميله وأمال كانت تتمناها
سحبت يدها بسرعه وخجل.... وركضت نحو باب السطح... لكنه قال لها
(يا بنتي طب وحاجتك دي هتسبيها كده)
نظرت له وقالت بخجل
(آه.... بكرة إجازة.... هبقي أطلع من بدري وأكمل الرسمه.. و.. و... وأكلمك)
أبتسمت له بسمه جعلت قلبه يذوب بصدق.... تركته ف بحر اشواقه وآماله.... وركضت لأسفل
عمران ظل ينظر للفراغ...كان يشعر بسعادة كبيرة...لا يعرف سببها الحقيقي..سار بخطي بطيئه
نحو السور ونظر لأسفل وهوه يتذكر خوفها من المرتفعات...ويضحك...وجد نفسه يدندن أغاني رومانسيه قديمه
لم يعرف انه وقع ف فخ العشق...وقع آسير براءتها وجمالها ورقتها العذبه...لكنه يعرف شيئاً واحداً
لن يتقبله أحد وهوه ف وضعه هذا...ولن يوافق أبيه ع ارتباطه بأيا كان حالياً...لأنه لا يعمل...قرر عمران
انه سيتغير لأجلها....سيذهب مع عمه للعمل...سيعمل و يدرس بجديه ويتخلي عن فكره السفر
وأسترداد أموال جده من رجال الأعمال والقانون...ارتاح كثيراً عندما وصل لهذا الحل..وعاد يغني مع نفسه بسعادة
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
#ف المزرعة
صوت آخر شق ظلام الليل ووحدته...صوت صاحب خطوات رعد السريعه...رفعت رأسها ونظرت حولها
وفجأة....رآتهم يركضون بكل سرعه حولها صخر ع يسارها وحرب ع الجهه الاخري...فزعت منهم بشده
لكنها شدت لجام الفرس..لتحسه ع الركض أسرع.... لكن الفهود كانوا أسرع وأقوي من رعد
قفز حرب برشاقه...ع رعد...أسقطها بقوه ع ظهرها...صرخت بأعلي صوتها ....وقف صخر ع ص*رها
ونظر لوجهها وهوه يكشر عن انيابه ويزئر بخشونه وغلاظه....حرب وقف بمقدمته ع خصرها
شلو حركتها تماماً...أغمضت عيناها وهيه ترتجف خوفاً منهم....وقف رعد وظل يصهل و يرفع يده...لكن
حرب زئر فيه...جعله يرتعد...ويقف هادئا....وصل فهد وف يده سلاحه...أشار لفهديه ان يتحركا من عليها
تركاها الفهدين...واقتربا منه...فهد مسك شعرها وأوقفها ع قدمها ...كانت تصرخ وهيه تهتز بعنف من الخوف
صرخ فيها
(شكلك ما سمعتنيش كويس لما حذرتك تهربي...انا ممكن أخليهم يقطعوكي حالا...بس الموت خساره فيكي...ومش هيشفي غليلي...انا هوريكي أ**د ساعات ف حياتك كلها...هخليكي تبكي بدل الدموع دم)
لم يتركها...نظر للفرس وأشهر سلاحه ف وجهه وصرخ
(وانت يا خاين...انا هدفعك تمن خيانتك ليا...هعرفك مين هوه سيدك الحقيقي)
أطلع رصاصته ف ص*ر رعد...لكن غفران رفعت يده بسرعة....انطلقت الرصاصه ف السماء
فهد صفعها بقوه...أرتدت ف الارض بعنف...لكنها نظرت له بتوسل وقالت
(مشان الله بلاش...أقتلني ألي بس مو تأذيه...انا أترجيته ليساوي هيك...مشان الله..مشان الله سامحه وعاقبني ألي)
فهد انحني لها وجذبها من،،شعرها مجدداً وقال بصراخ
(أنتي وهوه هتتعاقبوا يا خونه...تعالي)
رفعها ع ظهر رعد...وركب بدوره...ضرب الفرس بقدمه بقوه...صهل رعد...وانطلق يعدو الي المنزل
حرب وصخر ركضا خلفهم...غفران لم تري الطريق أمامها بسبب خوفها الشديد منه ومما سيفعله بها
وصلا ف وقت قصير....نزل بغضب وشدها بعنف أنزلها..رمقها بنظره غاضبه تحمل تهديد وعيد
كانت ترتجف من الاساس....فهد أمسك لجام رعد....و جره لداخل الحظيره...غفران لم تستطع الدخول خلفهم
لم تتحمل ان تري رعد يضرب ويعذب بسببها...سمعت صوت السوط ع الحصان المسكين...وسمعته يصهل..وصوت فهد يسبه و يصب غضبه عليه
.بكت غفران وأرتعشت من رأسها...لقدمها
سمعت صوت طلقه ناريه دوت ف الحظيره....غفران
صرخت بفزع...وسقطت أرضاً فاقده الوعي.....لم تعرف كم مر من الوقت عليها...فاقت من فقدان الوعي