~~~~~~~~~~~~
الفصل العاشر(كشف سرها.... وتحطم قلبها)
~~~~~~~~~~~
#بداخل منزل المزرعه
لم تكف عن البكاء منذ ان أستيقظت من ساعات.... كانت تتألم بشده.... من ضربها بهذا العنف وتكبيلها... والبرد المحيط بها
وأيضاً من زئير الح*****ت حولها...شعرت انها شارده ف غابه..مليئه بوحوش مفترسه.....وزعيمهم جلادها...رجل لا يقل وحشيه عنهم
سمعت صوت قادم من أعلي...خطوات ثقيله ع شىء خشبي...خمنت انه سلم هذا القبو المخيف
ظهر أمهامها...رأت اقدامه امام وجهها...وأيضاً رأت السوط يتدلي من يده...اغمضت عيناها بقوه... تستعد لتلقي ضربات أخرى
كانت مستسلمه ...لم تصرخ فيه...لم تستجدي منه الرحمه لأنها ع يقين انه لا يملكها...أدرات وجهها بعيداً
وجزت ع اسنانها بقوه...أنحني لها ومسك شعرها ...وقال بأستهزاء
(دورك جاي ما تقلقيش...انا مش نازل لك انتي...كفايه عليكي اللي خدتيه امبارح...بس ده مش دورك)
تركها بعنف...أرتطمت ع خدها ف الأرض
سمعته يبتعد عنها وهوه يرفع سوطه...نظرت له
وجدته يدخل قفص الأسد....ظل يأمر الأسد ويضرب بالسوط ارضا ليخيفه...فهمت انه يروض الأسد
لم تسأل نفسها من قبل ما هيه مهنته...لكنها فهمت الأن انه يعمل ف سيرك او ما شابه...وإلا لما كل تلك الح*****ت
كانت تنتفض مكانها كلما ضرب بالسوط...كانت خائفه من ان يعود لها ويصب غضبه عليها....لكنه خرج بعد وقت
طويل وعاد يقف أمامها....لم تنظر له...لكنها تشعر بوجوده أمامها....خطي للخلف خطوه وعاد إليها
ألقي بشئ أمامها...وقال بحده
(أطفحي...مش عايزك تموتي بالسهوله دي...بس هتأكلي وتشربي وانت متكتفه كده...كلي ببقك زي الح*****ت)
تركها وغادر...تنفست الصعداء لمغادرته...نظرت للطعام..وجدته قطعه خبر و جبن قديم...و وعاء ماء متسخ
أشاحت بوجهها بعيد...لم تقوي ع تناول الطعام...رغم جوعها الشديد..لكنها متألمه..موجوعه..كبرياءها ممزق مما حدث لها
وضعت وجهها ف الأرض...لتشعر بشئ من الراحه...لكنها لم ترتاح..نومها بهذا الشكل لساعات طويله
زاد الأمور سواء لها
وردتها فكره يآسه....رفعت وجهها لوعاء الماء...قربته منها بفمها.....شربت المياه...لكنها بصقتها ع كف يدها
بالفعل وصلت المياه ليدها...حاولت تحرير يدها من الحلقه الحديديه...وبالفعل حررتها نظرا لصغر حجم كفها
نظرت ليدها التي جرحت جراء محاولتها المستميته...لكنها أجلت الشفقه ع نفسها لوقت لأحق
حاولت تحرير يدها الأخري بنفس الطريقه...وبعد معاناه...استطاعت تحرير يداها
حاولت مع قدمها...لكنها لم تستطع....جلست معتدله وهيه تبكي بأنهيار...لم تستطع ان تمنع نفسها من البكاء
جراحها عميقه مؤلمه....نظرت للطعام...وجاهدت لتقنع نفسها بتناوله...لكن أبت كل محاولتها بالفشل....لكنها
تذكرت كلماته...(مش هسيبك تموتي بسهوله)
نظرت للفراغ وقالت لنفسها
(عنده حق....انا ما راح موت بهي السهولة...وما راح عاقب حالي ع شئ ما ألي ذنب فيه...انا راح أكل..و بدي أخضع لك سيدي...وما راح حاول أهرب منك...انا ما قدراني أتحمل عذاب أكتر...إذا بدك مني طفل...راح أعطيك ياه...بس ما راح سامحك ولو شو ما صار...وما راح خليك تتهني بأغتصابي سيدي)
مسحت دموع العجز والقهر من عيناها....مدت يدها المرتعشه وأخذت الخبز ...بدأت تأكله بنهم وجوع شديد
سمعت زئير أحد الح*****ت بجوارها...نظرت له..لكنها لم تعد خائفه نوعا ما...عادت تأكل..وهيه تتخيل
أيامها القادمه السوداء...مع هذا الذئب البشري
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
#عوده لمنزل رهف
خرجت لهم ... وقفت تنظر لهم ولا تعرف من اين ستبدأ؟؟؟... أخذت نفس عميق وقالت فجأة
(أحنا هنسيب البيت ده... لقيت لنا بيت صغير ع قدنا)
وقف الأخوه الثلاثه... ونظرا لها بصدمه... قال عدي أخيراً
(نسيب البيت ده... طب ليه... ف ايه يا ماما... ايه اللي طلعها ف دماغك فجأة كده)
رهف بأرتباك(عدي انا مش عايزه رغي ع الفاضي... قلت هنسيب البيت ده يعني هنسيبه)
علي بعصبية
(لاء ماهو مش حكم قرقوش... إحنا مش عيال أدامك إحنا كبرنا وبقينا رجاله... وما ينفعش تتكلمي معانا كده... هاتي من الآخر وقولي عايزه تسيبي البيت ده ليه)
رهف بعتاب
(يعني كبرتوا عليا يا علي... كبرت ع أمك وبتناطحها)
عدي(مش القصد يا رهف... بس من حقنا نعرف السبب)
عليا قالت بثقه
(انا عارفه السبب)
نظرا لها جميعاً... رهف كانت خائفه من كلام عليا... قال علي بغضب
(ما تتكلمي ع طول... ايه السبب يا عليا)
عليا قالت وهيه تنظر لأمها
(عشان محمود صح... عم محمود صاحب البيت... هوه السبب صح...انا شفته بينادي عليكي...وانتي دخلتي البيت وقفتي معاه...بعدها خرجتي ومشيتي زي التايهه....الراجل ده بيضايقك صح)
علي مسك يدها وقال بعنف
(قصدك ايه... عم محمود بيضايق أمك)
ردت بثقه(ايوااااا)
عدي بغضب(وازاي ما قولتيش قبل كده... دا نهار ابوه اسود النهاردة)
ركض علي وعدي لباب الشقه رهف تصرخ فيهم
(رايحين فين... خدوا هنا .. الله يخربيتك.. الله يخربيتك يا شيخه)
ركضت رهف وعليا خلف الشابين المندفعين....
ف شقه ام محمود تجتمع عائله الكيال كلها ككل يوم جمعه لتناول الأفطار والتجمع سوياً عاده
فجأة طرق باب الشقه بعنف وقوه
وقف الجميع ف ذهول... ركض عمران يفتح الباب
وجد الشابين ف وجهه قال علي بغضب
(فين محمود اوعي لي كده)
دفع عمران ف ص*ره ودخل هوه واخيه كالصاعقه الهوجاء.... اقتربا من محمود... قال علي بغضب
(انت بتضايق امي ف الطالعه والنازله لييييه ان شاءالله)
اولاد و احفاد الكيال جميعاً نظروا للشابين بصدمه... عمار اقترب منهم وقال بغضب
(انت اتجننت... ازاي تكلم عمي كده)
عدي بعنف (أخرس انت... رد يا عم انت مالك بأمي... بتقف لها ف الطالعه والنازله ليه... مالك بيها)
محمود اضاق عيناه بحده وقال بغضب
(انت اجننت منك ليه... انتوا مش عارفين بتتكلموا مع مين)
هنا ركضت رهف لأبناءها و جذبتهم بقوه من ثيابهم من الخلف..لكنهم لم يتحركوا...صرخت فيهم
(انتوا اتجننتوا...امشو اطلعوا فوق...امشوا بقولكم)
علي تجاهل أمه وقال بغضب وحده لمحمود
علي(ولا يهمنا انت مين ... انت فاكر اننا هنخاف منك ولا من أهلك... لاء فوق احنا عيلتنا ف الصعيد تسد عين الشمس... وصحابنا هنا ف مصر يقفلوا شارعكم ده باللي جمبيه... اوعي تفكر اننا هنخاف منك)
عمار قبض ع يده بغل وغضب.. وقال بتهكم
(طب يلا يا روح امك منك ليه من هنا... هات لنا اللي عندك واحنا ندفنكم انتوا وهما هنا تحت رجلين عمي)
رهف وجدت ان عائله الكيال ستفقد اعصابها ع ابناءها وسيسحقوهم بمنتهي السهوله
نظرت لهم وقالت بتوتر
(انا آسفه اوي... حقكم عليا يلا... يلا امشوا ادامي يلا بقولكم)
كانت تدفعهم بقوه لكنهم لا يتحركوا... عليا نظرت بتوسل لعمران الذي كان يمسك اعصابه بمعجزه
لكن علي لم يكتفي قال بغضب لمحمود وتجاهل تهديد عمار متعمدا تعبيرا عن سخريته وأستقلاله بهم جميعاً
(الكلام ما خلصش...انا ماشي وراجع لك تاني...بس قسما بالله العظيم... لو بصيت لأمي تاني ولا فكرت حتي تضايقها... وربنا المعبود لأولع فيك وف اهلك اللي بتتحامي فيهم دول...)
علي كان ف قمه غضبه وهوه يهدده...لكن فجأة....صفعه مدويه ع وجه علي من يد أمه
صمت رهيب حل للحظه ع الجميع...نظرا الجميع لرهف بصدمه...علي نظر لها وهوه مصعوق
كيف لها ان تصفعه هكذا أمام الجميع....نظر لها بغضب أعمي...وتركهم وركض للخارج
عدي صرخ فيها
(أنتي أتجننتي بتضربيه عشان ده)
نظرت ل عدي بغضب...وقال بصراخ
(وهضربك انت كمان لو ما حصلتش اخوك اطلع براااا)
عدي رمقها بنظره غاضبه...ونظر لهم...وخرج خلف أخيه...نظرت ل محمود وقالت بأعتذار وتوسل
(انا اسفه اوي اوي...انا هأخدهم ونمشي النهاردة...بجد آسفه ع كل اللي قالوه...عن أذنكم)
ألتفتت لأبنتها ودفعتها أمامها....صعدا لشقتهم....لم تجد ابناءها....عليا نظرت لها وركضت لغرفه اخويها
ذهبت رهف خلفها....رآت علي يضع ثيابه ف حقيبته...وعدي يحاول أقناعه بالأنتظار
(اهدي يا علي...يا عم اصبر بس...انت بتلم هدومك ورايح ع فين)
عليا ببكاء وتوسل
(علي والنبي أهدي...انت بتعمل إيه)
علي لم يرد عليهم ويدفع أخيه من طريقه....رهف لم تتمالك اعصابها....سقطت الدموع من عيناها...مسحت
وجهها بكبرياء...وذهبت له...وقفت أمامه...نظر لها بغضب...وسار بجوارها...لكنها قالت له وهيه تبكي رغما عنها
(عايز تسبني وتمشي يا علي)
عدي صرخ فيها
(حقه طبعاً...ما لما تضربيه وتقلي منه قصاد عالم و**** زي دول....)
رهف وقفت امامه هوه أيضاً ورفعت يدها تصفعه...لكنها لم تستطع ان تفعلها ثانياً...علي نظر لها
غير مصدق قال لها بحده
(عايزه تضربيه هوه كمان...ليييييه....ليييه يا رهف هانم...بتضربي عيالك عشان كلب زي ده)
(أخرررررررس)
قالتها بصراخ نظروا لها بفزع...قالت بصراخ اعلي
(اللي بتشتموا فيه وعايزين تتخانقوا معاه ده يبقا أبوكم)
صمت تام خيم ع الجميع....نظروا لها غير مصدقين...نظروا لبعضهم ليتأكدوا انهم سمعوا جيداً ما قالته
نظرت لهم وأزدادت بكاءا...جلست ع الفراش ووضعت يدها ع رأسها لم تصدق انها كشفت السر أخيراً
وبهذه الطريقه القاسيه...عليا وقفت امامها وقالت بعدم تصديق
(أبونا...أبونا مين يا رهف....مين...انت بتقولي إيه...ليه بتقولي ع الراجل ده أبونا...ها...انطقييييي)
صرخت فيها بحده لأول مره ف حياتها...رهف رفعت وجهها وقالت
(دي الحقيقه...دي الحقيقه المره اللي محدش يعرفها...غيري انا وجدكم الله يرحمه...حتي هوه نفسه ما يعرفش ان عنده ولاد...ولا فاكرني اصلا....عشان كده كنت عايزه أخدكم واهرب بيكم من هنا قبل...قبل ما الحقيقه تظهر...وأهيه ظهرت...وعرفتوها)
علي بصدمه(عرفنا...عرفنا إيه....ايه هوه اللي عرفناه...انتي...انتي قلتي لنا ابونا مات مع جدنا ف حادثه...يعني...يعني ايه الكلام ده...انتي كدبتي علينا طول السنين دي....طب ليه...عشان ايه...اوعي...اوعي يكون اللي ف بالي صح...انتي عملتي ايه...احنا...احنا ولاد حرام يا رهف)
وقفت بسرعه وأشارت ف وجهه علامه النفي...اضطرت للكذب حتي لا تحطمهم...قالت بسرعه
(لاء...لاء يابني...لاء واللهي...انا...انا والراجل اللي تحت ده.....متجوزين...ولسه انا ع ذمته لحد دلوقتي)
صدمه أخري ضربت الابناء الثلاثه...قالت تشرح لهم
(هدخل أجيب لكم قسيمه جوازي انا ومحمود ....ثواني بس)
ركضت لغرفتها و أخرجت وثيقه الزواج التي اخفتها بعنايه سنوات طويلة...عادت إليهم وأشهرتها لهم
أخذها عدي بعنف وقرأها بعنايه...أشار لأخواته ان كلامها كله صحيح....علي قال وهوه لا يستوعب شيئ
(طب..طب ليييه...ليييه حرمتينا منه طول السنين دي...عيشتينا يتما وابونا عايش...ليه حرمتينا منه وحرمتيه مننا...ليه يا رهف...ليه سبتيني أاقف ادام ابويا وأشتمه وابهدله...بدل...بدل ما اترمي ف حضنه وأشبع منه ...تخليني اقف ادامه...إزاي قلبك طاوعك تعملي فينا كده...ليه قولي لي بالله عليكي قبل ما أتجنن واعمل حاجه ف نفسي....اعيش ازاي انا تاني بعد اللي عملته ف ابويا ردي عليا)
دموع علي كانت بمثابه خناجر مسممه ترشق ف ص*رها الحنون...لم تحتمل دموع ابنها الغالي
مسكت يده وقالت ببكاء
(غصب عني واللهي يابني غصب عني...انا هحكي لكم كل حاجه دلوقتي...بس بالله عليكم تعذروني وتسامحوني...انا هقولكم...انا اصلا مش مصرية ابويا مصري وامي سوريه....ابويا كان ف شغل ف سوريا من سنين طويله...شاف أمي وحبها...اتجوزها وجابوني....ف يوم جه لأبويا خبر وفاه جدي ف مصر...امي رفضت تنزل معاه...كانت حامل وانا كنت بنت 7 سنين بس...اتخانق ابويا مع أمي وانفصلوا...ابويا خدني انا ونزلنا مصر...راح الاقصر عند جدي ودفنه مع اخواته....بعدها ابويا خدني واشترينا بيت...بس للآسف ابويا ضيع ورث ابوه كله ع الخمره والم**رات والقمار....كان شايف ان حياته اتدمرت هنا ف مصر....المهم المرض مسكه واضطريت اشتغل وانا عمري 12 سنه...خدمت ف البيوت والمحلات وغيره عشان اعلاج أبويا وما أسبهوش يموت...بس قابلت محمود...حبني وحبيته...كنا صغيرين اوي...بس بفلوس محمود اتجوزنا عند مأذون ع ذمه انه يسجل القسيمه لما نبلغ سن الجواز...لكن أبوه عرف...وبهدلنا...افتكر اني خدعت ابوكم عشان فلوسه...اصلهم كانوا اغنيا اوي...هددني جدكم ابو محمود...وهدد أبويا...ابويا خاف منه وانا كمان...جه ابويا اتقتل....مكدبش عليكم انا شكيت ف عيله محمود....خفت...هربت...رحت لعمي وكدبت عليه زي ما انتوا عارفين...فهمته اني ارمله...وطبعا ف صعيد مصر البنت بتتجوز بدري جدا دا عادي هناك...محدش كدبني او شك فيا...لان معايا قسيمتي...وعرفت اني حامل فيكم...خوفي زاد...قلت هيقتلوني لو عرفوا...لان بصراحه عند العالم الغنيه دول الناس اللي زينا عار عليهم...ناس ما يشرفهمش يناسبونا...احنا بالنسبه لهم خدامين ليهم ولعيالهم...ودي كانت حكايتي مع ابوكم...عمره ما عرف عنكم...وانا خفت..ولسه خايفه لحد اللحظه دي...لو عرفوا هيعملوا فيا وفيكم ايه...يا ولادي انتوا أغلي حاجه عندي ف الدنيا كلها...ومقدرش اخسر ضفر واحد فيكم...ف عشان خاطري...عشان خاطر امكم اللي عاشت تحت رجلكم...بلاش تعرفوه الحقيقه دي...عشان خاطري والنبي بلاش تقولوله...ما أضمنش هيعمل فيا وفيكم ايه والنبي يا ولاد والنبي)
أضطرت ان تكذب عليهم ف الجزء الخاص بها هيه ومحمود...لم تستطع ان تخبرهم انهم اولاد زنا...لم تتحمل رؤيتهم م**ورين..محطمين
انهارت أرضا وهيه تبكي بوجع رهيب...قلبها كاد ان ينفجر من خوفها عليهم....جلس الثلاثه بجوارها
علي نظر لأخواته وقال لأمه وهوه يأخذ رأسها ف حضنه
(خلاص يا أمي...محدش فينا هيجيب سيره....بس لينا شرط واحد بس)
نظرت له بعينان باكيتان...وقالت
(وانا موافقه عليه بس بلاش تقولوا حاجه)
علي(خلاص يا أمي بس اسمعي شرطنا قبل ما توافقي عليه)
(قووول)
(مانسبش البيت هنا...انا مش عايز اتحرم من ابويا بعد ما عرفته...انا عايز افضل هنا وسط اهلي...انا وعدي هننزل لهم نعتذر...ونقول كان سوء تفاهم...وهنقرب من ابويا ونرجع صحاب....وكمان ولاد أعممنا...هنعتذر لهم ونقرب من الكل...بصفتنا جيران مش أكتر...أمي عشان خاطرنا احنا بقي ما ترفضيش...ما تحرميناش من أهلنا بالله عليكي يا امي)
رهف مسحت وجهها بيدها وأعتدلت ف جلستها...أؤمت لهم موافقه...ضحكوا جميعاً...وقبلوا رأسها بحب
قال عدي لأخيه
(يلا...يلا يا علي...تعالي ننزل لهم...شكلنا هنتروق منهم بس مش مشكلة...دول أهلنا برضو وحقهم يحطوا علينا)
شبك الاخان يدهم ف يد بعضهم...ونهضا مسرعين الي شقه ابيهم....وقفا أمام باب الشقه ونظرا لبعضهم
رفعا حاجبهم لبعض شاره...لا مفر من الأعتذار والحرج
بالفعل...دقا الباب معا...كان مفتوحا...صرخ صوت غاضب
من الداخل(أدخل)
دفعا الباب ودخلا...وجدا محمود يدخن سيجارته بشراهه كبيره و عصبيه...وقف الجميع ينظر للشابين بتحفز
قال علي بسرعه
(يا جماعة اهدوا...اهدوا خمسه بس...احنا جايين نعتذر)
نظر لهم محمود بحده...والجميع بأستغراب...قال عدي بمزاح
(واللهي جاين نعتذر لكم...وربنا كان سوء تفاهم زي الزفت حقكم علينا ياجماعة)
أقترب علي من أبيه وقف امامه وقال بجديه
(أنا بجد...بجد...بجد...آسف يا عمي محمود...وربنا فهمنا غلط...مكنتش انت المقصود...دا كان محمود تاني واحنا سمعنا غلط....بالله عليك لتسامحني وربنا ما هعرف انام ولا اعيش اصلا لو فضلت زعلان مني...حقك عليا...ولو عايز تديني بالي ف رجلك انا موافق بس تسامحني)
محمود ابتسم رغما عنه...وقال بمزاح
(وربنا لو ما كنتوا غالين عندي...كنت ضربتكم باوسخ جزمه...خلاص سماح المره دي...انا عارف انتوا بتحبوا امكم اد ايه وبتغيروا عليها هيه وأختكم...عارف ان دمكم حامي ورجاله بجد... عشان كده انا هعديها لكم)
علي أبتسم وعيناه تتلألأ بالدموع....أرتمي بين ذراعين محمود بقوه...محمود جفل للحظه منه...لكنه شعر بوخز
قوي يطعنه ف قلبه....تسارعت دقاته بعنف...لم يهدأ حتي ضم علي بقوه وأغلق ذراعيه عليه
علي فرت دمعته ع كتف أبيه....عدي تدخل...و بعد اخيه عن حضن أبيه وأخذ دوره ف العناق الحار
محمود لم يرد أبعادهم عن حضنه...شعر بشوق غريب يحتله وهم بالقرب منه
علي ذهب لعمار وأحتضنه فجأة..عمار فوجئ به..لكنه بادله العناق...وتصالحوا جميعاً..ودعتهم الجده لشرب
الشاي
سعد الشقيقين كثيراً ..ورحبا بهذه الدعوه....عمران تقرب منهم بشكل خاص....كان أكثرهم راحه
لأنتهاء هذه المشكلة الحرجه....لم يرد ان يخسر صداقه عليا...لكن موقفه كان صعب للغايه
لكنه الان يتنفس بعمق وراحه وهوه يتبادل الأحاديث المختلفه مع الشابين والجميع
يتبع ف الفصل 11
اقتباس من الفصل الحادي عشر
وانتي ما تعرفيش تهربي اصلا... بس عندك حق... كفايه عليكي كده.... انا مش **بان حاجه من رميتك هنا... انتي مهمتك تجيبي لي عيل... وطول ما انتي هنا... انا مستحيل ألمسك... انا اصلا مش طايق ريحتك المعفنه دي... هفكك و هسيبك تطلعي... ومش هراقبك... عشان عارف انك مش هتحاولي تعمليها تاني... انا قرصت ودنك قرصه صغيره... فكري كده... فكري مجرد تفكير انك تعمليها تاني يا غفران... و شوفي بقي العذاب ع حق ربنا بيبقا إزاي)
أخفضت عيناها أرضاً... تأكدت انها لم تخطئ عندما لقبته بالوحش والذئب وكل الالقاب المقيته
رآت انه يستمتع ب ذلها وأهانتها.... لكنها عاجزه كليا... وقد قررت مسبقا الخضوع له
فك أسرها وتركها ... حاولت ان تقف... لكنها سقطت ع ركبتيها... كانت ضعيفه جدا... وتتألم بشده
نظر لها بأستهجان وبرود... تركها وعاد يستأنف ما يفعله.... رمقته بنظره كره وبغض لا مثيل لهم... تحاملت ع نفسها
وصعدت درجات السلم الخشبي بألم.... صعدت أخيراً... وارتمت أرضاً... ظلت تحمد الله انه تركها تصعد
نهضت بصعوبه وتوجهت للحمام... كي تغتسل وتزيل تلك الرائحه العفنه من عليها... لكن الماء الدافئ
كان يحرق جروحها... كانت تصرخ وهيه تنظف نفسها... اختلطت دموعها بالمياه الجاريه
وقفت امام المرآه ونظرت لجروحها... وبكت... بكت بوجع شديد... تركت الشفقه والأحزان جانباً
و ذهبت تتناول اي شئ
جلست أمام الطعام...تنظر له كأنه عدوا لها...هناك ما يقف عائقا كالشوك ف حلقها...بالرغم من
جوعها الشديد...لكنها لم تستطع تناول اي شىء...ذهبت لغرفه المكتبة...قررت ان تبدأ بالتنظيف قبل ان يصعد
ويجدها لا تفعل شىء فيغضب منها...ويعاقبها من جديد
بدأت بمكتبه ...وجدت أوراق مختلفه مبعثره.....أرادت بشده
أن تقرأها لتعرف مع من تعيش وتتعامل...لكنها خافت بشده ليحضر فجأة...ويعاقبها ع تطفلها
رتبت الأوراق ع بعضها.....و ذهبت للمكتبه تنظفها من غبار كثيف متجمع عليها...لكن بين تلك الكتب
رآت كتاب مميز...لم يكن متسخ كباقي الكتب....لفت نظرها بفضول..مسكته لتفتحه وتتفحصه...لكن فجأة
رآت باب سري يفتح ف حائط ما..فزعت منه...نظرت حولها تتأكد انه لم يأتي...أعادت الكتاب مكانه
أغلق الباب مجدداً....تنفست الصعداء وحمدت الله....سندت ع المكتب ونظرت للحائط وقالت ف سرها
(ياتري شو اللي مخبيته هون سيدي القاسي...انا بدي أعرف شو هونيك...لو بدي أخلص منك....لازم اعرف مين انتا...وشو اللي مخبيته هنيك ورا هي المكتبه المزيفه....ما تخاف سيدي...انا اللي راح أنبش قبرك بأيديا ها دول...بس مو هلأ...بالعقل...كل شى راح يصير متل ما بدي انا....راح كمل تمثيلي..مشان أضمن حياتي...بس ما راح أسلم بسهولة...بدي اعرف مين انت سيدي القاسي)
سمعت نداءه من بعيد....أنتفضت مرتعبه...ردت بسرعه
(إي سيدي...جايه )
ركضت له وأخذت منه أوامر أخري...نفذت ما أمر به....ومرت ساعات النهار الطويله..وأتي الليل
يحمل ف طياته...رجلا آخر...شخص غريب بالنسبه أليها....رمقها بنظره رضا غريبه عليه...تعجبت منه
وأكملت تنظيف السفره بعد ان تناول عشاؤه وحده...ذهبت للمطبخ وهيه حائره
كيف يتبدل بتلك السرعه...لما كان صباحا رجلا قاسيا...يصرخ فيها ويأمر بأحتقار...والأن يغدوا
جنتل مان...يطلب منها ما يريد بهدوء...ويرمقها بنظرات رضا وأستحسان...رغم دهشتها منه...لكن بداخلها
لايزال بركان كرهها له مشتعلا ....أنهت كل ما لديها من أعمال منزليه...حان وقت النوم لسيدها و فهديه..
او هذا ما ظنته...خرجت بتكاسل وهيه تتثاءب تعبا....جلست أمام المدفأه قليلاً....خطر ف بالها
ان تحضر كتابا تقرأ فيه حتي يداعب عيناها النوم...بالفعل...ذهبت وأختارت كتابا كانت تعرفه
وهوه عباره عن قصه بوليسيه مليئه بالغراميات والأكشن زائد الحب والرومانسية...كانت من رواياتها
المفضلة....فتحت الكتاب ووضعت عيناها فيه ولم ترفع عيناها حتي لتري أين تضع قدماها؟؟؟؟
عادت تجلس مكانها أرضا امام المدفأه...جلست...لكنها صرخت فجأة...وجدت نفسها جلست ع أحدهم
فهد مد يده سريعاً يوقف حركتها....أعادها لقدمه من جديد....همس ف أذنها
(كده أحلي...هنتدفي بسرعه واحنا ع بعض)
لفت وجهها له بسرعه وحده...رمقته بنظره أحتقار صريحه...لكنه رجل يبدو انه يعشق التحدي
مسك الكتاب من يدها وألقاه بعيد...نظرت للكتاب بصدمه...عادت تنظر له بغضب أكبر...وقد نسيت
لوهله أتفاقها مع نفسها...لكنه رجل مستفز...يعشق تخطي الحدود....كانت ترمقه بنظره الغضب
لكنه أخذ وجهها ع غفله بكلتا يداه ....وألتهم شفتيها دون سابق أنذار... كانت مصدومة مما يفعله
تمنت ان تدفعه ..ان تقضم شفتيه اللتان تحاصران شفتيها بتملك وعنف...لكنها شعرت بشيء غريب
شئ لم تكن تتوقعه بأي شكل كان...شعرت برغبه تتملكها بشده...نيران لا تعرف مص*رها بثت ف كل جسدها
رفعت يدها دون أراده حره منها...وطوقت عنقه...حملها وهوه يقف ع قدماه بمنتهي السهوله