bc

اللقاء الاول

book_age16+
2
FOLLOW
1K
READ
like
intro-logo
Blurb

غريبة هي الحياة .

كلمة نقولها كلنا عندما تصادفنا الايام بامور غريبة نجهلها ..

او امور تثير تعجبنا ..

او احلام لنا نسيناها ففوجئنا بتحقيقها . . .

او حدوث تغير بمسار وقناعات ومبادئ حياتك التي كنت تظنها راسخة لتتفاجئ بتحطمها كقلعة رمال على شاطئ بحر هائج . .

ولكن هل هذه الصدف دائما جميلة . .

او دائما تضحكنا .

ربما بالغالب تبكينا . .

او تصدمنا بانفسنا . .

chap-preview
Free preview
الفصل الاول
اللقاء الأول الفصل الاول غريبة هي الحياة ،كلمة نقولها كلنا عندما تصادفنا الايام بامور غريبة نجهلها ، او امور تثير تعجبنا ، او احلام لنا نسيناها ففوجئنا بتحقيقها ،او حدوث تغير بمسار وقناعات ومبادئ حياتك التي كنت تظنها راسخة لتتفاجئ بتحطمها كقلعة رمال على شاطئ بحر هائج ، ولكن هل هذه الصدف دائما جميلة ،او دائما تضحكنا ، ربما بالغالب تبكينا ، او تصدمنا بانفسنا ، او تجعلنا نواجه حقيقة ذاتنا التي نهرب منها ، ومع ذلك عندما تمضي الايام ،تليها الشهور والسنين ، نتوقف للحظات ،نتذكر تلك المفترقات ، اجل كانت خيارات ، وتطورت الى قرارات ، صحيحة او خاطئة لا يهم ، انما هي فرص منحتنا اياها ازمنتنا ،لنحدد اهم مصائرنا ، فرص قد نضيعها ، وبعضنا يتشبث بها ليستغلها ،الى اين اريد ان اصل بكلماتي ،الى فرصتي الثانية ، فرصتي التي تعثرت بها مرة وتركتها ،مرتان وتجاهلتها ، ثلاث مرات ،فتمسكت بها ،لارى بعيني سعادتي فيها ،سعادتي التي ظننت انها حلم لن احصل عليه ابدا ،فتمثل امامي بكل جماله ليعيد الى جسد المكلوم الحياة ،والى شفتي المتشققتين جفافا الابتسام ، وينفض عن قلبي المتحجر غبار الام السنين ،وخيبات الامل المتكررة التي واجهتها ، ويعيدني لنفسي وروحي وكياني ، يعيدني لشمس  ، اجل كانت فرصتي الثانية في الحياة ، وبطلها هو ، فارس احلامي ، من هرب مني مرارا لالحقه تكرارا حتى ، اجتمعنا كلانا في فرصتنا الثانية في الحب ، لنعيش اجمل ايامنا وكلانا يكمل الاخر ، والان ،هل تريدون ان تسمعو فرصتي ، من اين ابدأ في سردها لكم ،ممم المفترض ان ابدأ من البداية ، ولكنها مملة ، النهاية ، سيخبو حماسكم ، اذن لابدأ من البدء من المنتصف ، من لقائي الثالث به ، واللذي ذكرني بلقائه الاول ،وربطني بلقائه الثاني ، ومهظ للقائنا الاخير ،حلقة الوصل ونقطة التغير في كل مجريات حياتي ، من ربطت ماضي بمستقبلي ليتمثل في حاضري ، اين كان ،كيف كان ، وماذا حدث ، هذا ما ستقرأونه بين اسطر كلماتي وفي طيات حروفي ، هل انتم مستعدون لبدء الرحلة معي ، فلنبدأ ، - ماهذا ، صدقا هل تسمون هذا الخراب اللذي امامي ركنا ترويجا لاعرق شركة ت**يم ملابس في تركيا ، يعني اين هو حس المسؤولية لد*كم ، كيف تسمحون لانفسكم ان تكونو بهذا الاهمال ، ياللهي ، يالهي ، بعد غد الافتتاح ، كيف اعتمدت عليكم هكذا (صرخت شمس  باعلى صوتها على موظفاتها الثلاث الواقفات امامها براس منحني ووجه احمر خوفا وحرجا وهم يستمعون لتوبيخها لهم وهي تشير حولها بصدمة الى الملابس المعلقة على تماثيل العرض . تن*دت بحرقة وعيناها تحبس دموعها وقلبها ينتفض بالم اكبر ، ماللذي يجب ان تفعله الان ، انها تعلم ان الذنب ذنبها فهي التي لم تتمكن من الانضمام اليهم الا بوقت متاخر حتى ترضي عمها وتنهي له كل الاعمال المتعلقة في شركاته وتساعده في عقد اخر ثلاث صفقات لتتمكن من التفرغ للمعرض حيث ارادت ان تعيد احياء شركة والدها ، حلم حياتها ، من حرمت منها لتتمكن من الوقوف الى جانب عمها مكان زوجها المتوفي ، لقد رات في هذا المعرض فرصة لتعيد الانظار الى شركة والدها ، عملت كثيرا لهذا ، تعلمت الت**يم خلسة اثناء زواجها ، ورسمت المجموعات الاخيرة في خضم عقدها للصفقات وتنقلها بالطائرة مع عمها من بلد الى بلد ، لم يكن عمها يؤمن بهذه الشركة ولولا وعده لوالدها قبل ان يسلمها لابنه بان يعتني بها ويبقيها مفتوحة لباعها منذ زمن ، لذا بالكاد جعلها مفتوحة فقط كهيكل شركة تشهد على تاريخها المنير والمندثر بين طيات الزمان مع وفاة والدها م**م الازياء الاشهر في تركيا سلمان دوغان ، لقد كان عمها يتعمد اقصاءها عن العمل في هذا المجال ليستحكرها في العمل معه هو في مجال البناء والمقاولات والد*كور ، فالى جانب تعلمها ت**يم الازياء شهدت براعة منقطعة النظير في ت**يم الد*كور متفوقة على الجميع من اقرانها لذا ، تعمد عمها تركيز جهودها معه ،ولكنها لم تتسى ، لم تنسى وصية والدها لها ورجاءه ان تبقي اسمه وماركته خفاقة في ارجاء تركيا قدر استطاعتها ولا تنسى اصلها في فوضى معيشتها مع زوجها الايطالي قريب والدتها في ايطاليا ، بلد الهندسة المعمارية والد*كور ، عادت انظار شمس  لتتنقل في الارجاء وعزيمتها تصل بها لعنان السماء ، لم تسمح لشيء ان يفشل عزيمتها ورغبتها وحلمها حتى لو اوصلت الليل بالنهار او بطشت بالجميع امامها ، تحركت بعصبية غاضبة واخذت تزيل الملابس الموضوعة على التماثيل لترميها على الارض وصراخها يعلو على الموظفات ليساعدنها واوامرها تنهال كالمطر عليهم ، علمت ان جميع من في المعرض قد التفت اليها وانتبه لمشكلتها ، وشعرت بتمتمات من حولها الا انها لم تهتم ،فجل تركيزها انصب على اعادة تشكيل الركن بطريقة تظهر جمال ت**يماتها التي تعبت بها، عاد صوتها يعلو للمرة الثانية لشعورها بتخاذل احدى الموظفات في جلب ما طلبته منها ، والتفتت لتكمل عملها بتمتمة غاضبة بينها وبين نفسها انقطعت فور سماعها ذلك الصوت الرجولي واللذي لم تتخيل ان تسمعه مرة اخرى ، كلا لا يمكن ان يكون هو ، انقطعت انفاسها وجسدها ينتفض بقوة غريبة كانما مسه تيار كهربائي ، انها تهذي ، بالتأكيد تهذي فهي متأكدة من اسماء الشركات المشاركة في المعرض واسم شركته لم يكن ضمنها ، حاولت التتفس لتهدأ روحها الثائرة ولكن عاد ذلك الصوت ليرتفع مرة اخرى بكلماته الواضحة ونبرته المثيرة ( اذن ، هنا تريدينني ان اضعها ، اعتذر حقا لاصتدامي بك ، هل يدك بخير الان ) كلمات بسيطة تسللت الى اذنيها لتعيدها عشر اعوام الى الوراء ، الى تلك المراهقة الحمقاء التي كانتها ، او ، احتلت صورة اخرى ذهنها بثيابها السوداء ووقوفها في المحكمة ضده وابتسامته الواثقة وكلماته التي رماها فيها قبل خمس سنوات ، ياللهي تنفسي شمس  ، تنفسي وانشلي افكارك من بئر الذكريات ، فانت الان لست تلك الحمقاء الممتلئلة ولا تلك الشمطاء الحزينة ، انت الان سيدة اعمال من الدرجة الاولى يخافها الجميع ويتمنى كل من قا**ها ان يحظى بالقليل من اهتمامها ، عاد الصوت ليرتفع بنبرة تساءل متعجبة ( كلا لا يمكن ،شركة دوغان للازياء واخيرا نفضت غبار **لها وعادت للمشاركة في حياة الازياء التركية ، ماللذي حدث ياترى ، هل اشتراها من يقدر قيمتها بعيدا عن الابنة المهملة ) ازدردت شمس  ل**بها بقوة وهي لاتزال توليه ظهرها لتتماسك بعد كلماته المهينة ، لماذا تستغرب وهي تعلم جيدا رايه بها من اول لحظة وقعت عيناه عليها ، فان كان يرى في استاذه عيب فهو انه انجبها هي كمثال لخيبة الامل ، ولكن ، لا يحق له ان يتهمها هكذا لا يحق وستريه الان خطأه ، التفتت ببطئ لتقع عيناها عليه ، حاولت ان تتذكر طريقة التنفس بهدوء ، اجل شمس  احسنتي ، شهيق ، زفير ، ابتسامة دوبلوماسية ، امام نظراته المحرجة ، يستحق ما يحدث له الان من اشتعال في وجهه رغم انه اقوى من ان يظهر خجله او اعتذاره ، خطوة ، خطوتان ، و ، انه يرفع يده ليحييني بابتسامته المغرية وكلماته الهادئة المرحبة ( مدام يوشان ، لم اعلم بوجودك ارجو ان تعذري حماقتي ووقاحتي ، فانت تعلمين انني دوما القي اللوم عليكي بتردي شركة والدك التي لم تحافظي عليها ، وهو استاذي اللذي افخر اني تتلمذت على يديه ، ولكن سعدت حقا انك واخيرا حاولت تفريغ نفسك قليلا لاجلها ، اتمنى لك التوفيق من كل قلبي ) يالجنونه وجنوني معه ، حروف بسيطة يصوغها تقلب الحق دوما في صفه ، كيف يكون هكذا وكيف يفعل هكذا ، كلمات دارت في نفس شمس  ويدها تعادر يده بعد المصافحة المجبرة التي قاما بها ، انه دورها لتتكلم وترد ، تذكري شمس  قناع بارد وصوت هادئ وانفاس منتظمة وكلمات موزونة وقليلة ، امر سهل ، قتحت فمها لتنطق بما ركزت تفكيرها به (سيد زين  دوزان ، اهلا بك ايضا ، لم اعلم بوجودك في المعرض ) يكفي هذا ، ا**تي الان واهدأي ، حدثت شمس  نفسها وعيناها تراقبان حركة الموافقة التي اداها زين  وصوته يرافق حركة يده المشيرة الى اركان المعرض مجيبا على تساءلها (معك حق ، فلقد انضمت شركتي في اللحظات الاخيرة مكان شركة اخرى انسحبت ، ولولا اصرار باسم  علي ليقضي اجازته في اسبانيا لما تشجعت للمجيء ، يعني يمكنك القول ان انضمامي لا يعدو كونه اجازة لنا نقضيها انا وباسم  بين المعرض وجمال بقاع اسبانيا ) تنفسي شمس  ، تنفسي ، مابالك لا ترفعين عينيك عنه كالمعتوهة ، يكفي هذا الحوار ، فقط سؤال لبق عن احوال باسم  وتناسي حتى وجوده فكلاكما لا يجمعكما شيء ، ابتسمت شمس  بهدوء مخفية صراع نفسها الداخلي مشيرة الى ارجاء المكان وصوتها الخافت يجيب ( من الجيد دمج العمل باللهو ، كيف هو باسم  ، هل هو معك هنا ) ، ياللهي لقد عاد ، تلك الملامح الحنونة التي ترتسم على وجهه كلما ذكر باسم  ، اياك شمس  والانجراف ، تذكري سخريته الدائمة منك ، تذكري من انت ، استمعي للجواب وكانه يتلو بيان مادي عن اخر ارباحه ، انت تكهرين الرياضيات والجدوال الاحصاءية ، اجل هو هذا ، ضمت شمس  شفتيها بقوة متوترة وعيناها ترى تحول ملامح زين  واجابته الرقيقة ( اجل انه هنا ، اعتقد انه يلهو في مكان ما ، عندما يظهر ساعرفك عليه بالتاكيد ، فمكان عرض شركتنا ليس ببعيد عن مكان عرضكم ، يعني انت تعلمين شعار المعرض ، عائلة واحدة سعيدة ، وبما انكم في قسم النساء ونحن في قسم الاطفال فكأننا نكمل بعضنا ، حسنا لن اؤخرك اكثر عن عملك فيبدو انك تعانين من مشكلة ، واعتذر عن موظفتك وتاخرها فلقد اصتدمت بي واوقعت ماكانت تحمله مؤذية يدها بسببي ، اتمنى لكم التوفيق ) ، لا تنحرجي من كلامه شمس  ، بالتاكيد هو لا يقصد ان يشمت بك عندما اشار للفوضى التي تعم ركنك الترويجي، لا تهتمي له ولرأيه ولتلقي به في غياهب ذاكرتك فامامك ماهو اهم ، نظرت شمس  حولها بياس على الملابس الملقاة ارضا ، تماثيل العرض العارية والغير مكتملة ، رفوف المكان المتبعثرة ، غمر اليأس قلبها بعد شجاعتها الزائفة التي عملت بها قبل قليل ، ياللهي هل ستتمكن من تحقيق حلمها ، لماذا نظرة واحدة منه سحبت كل ثقتها واعادتها لذلك التردد والالم الساحق الذي يعذب نفسها ، تنفست بصعوبة مشيرة لموظفتها لتكمل ترتيب الرف اللذي كانت تعمل به واستأذنت لتختلي بنفسها في الحمام ، توجهت بخطواتها الظاهرة بثقة والمخفية نفسها القلقة ، ابتسامتها الدوبلماسية التي تدربت عليها كثيرا لترسمها على وجهها الجميل وحركتها المتزنة في طقمها الابيض الرسمي بسترته الراقية وبنطاله الرائع التفصيل تقدمت بخطواتها الى المكان المخصص لدورات المياه ، دخلته واغلقت الباب لتنهار مستندة على حافة الحوض وعيناها تراقبان صورة انعكاس وجهها على المراة وعقلها يستعيد لحظات لقائها الاولى معه ، عندما كانت مراهقة في السادسة عشر من زين ها تمارس دلالها على والدها بجسدها الضخم الممتلئ ووجهها المزدان بكل انواع المكياج كالمهرج الحقيقي وملابسها الفاضحة الملتصقة لتظهر انحناءات سمنتها بطريقة مقززة ظنتها وقتها انها غاية في الجمال بعقلها السطحي السخيف . - دائما تعدني وتخلف وعدك ، هذه المرة لن اتحرك من امامك وستذهب معي الى المطعم لتتناول الطعام مع اصدقائي ، انهم لا يصدقون انني ابنتك ، انت تعلم انهم لا يتكلمون معي الا لانني ابنتك ( تحدثت شمس  بعصبية شديدة وبحروف ممطوطة تراوحت بين الايطالية والتركية بطريقة مستفزة ويدها تمسك بكم سترة والدها لتجعله يلتفت عليها ، وبالفعل حققت غايتها وابوها يعلق المقص على طرف التمثال اللذي وضع عليه اخر تصاميمه ويلتفت اليها ناظرا بخيبة امل وصوته المتالم اللذي لا تنساه شمس  يقول) ولماذا يابنتي تربطي نفسك باشخاص لا يرون قيمتك كانسانة الا من خلال كونك ابنتي ، صدقيني انت من تسمحين لهم التحكم بك والسخرية عليك بما تقومين به ، لماذا تصرين د، (قطعت شمس  كلام والدها بغضب واضعة اصابعها على اذنيها حتى تتوقف عن السماع وصارخة بصوت مستفز ) كلا لن اسمعك واسمع نصائحك ، انت لا تفهم معنى ان ينظر اليك اجمل طلاب المدرسة وان يقبلو التحدث معك ، انت لاترى ما يفعلنه مع غيري ممن يماثلنني شكلا ، لماذا تصر على احباطي لماذا انت هكذا انا اكرهك هل انت والدي حقا ) واخذت شمس  تض*ب بقدمها على الارض بطفولة وعيناها تدمعان امام والدها اللذي تن*د بعمق خائب قائلا بخفوت (انت من تفعلين هذا بنفسك ، انت من تصرين على اخفاء جمالك بما تلبسينه او تاكلينه انت ، و**ت غير قادر على اكمال عتابه مع نظرات شمس  المتالمة وهو يضع راسه بين يديه باستسلام قبل ان يسمع كلاهما ذلك الصوت الرجولي اللذي تسلل بينهما قائلا ( ارجو المعذرة لقد اخبروني اني ساجدك هنا يا استاذي ولقد دخلت عندما وجدت الباب مفتوحا ) ، لازالت شمس  تذكر هذه اللحظات وكانها وقعت بالامس ، اول لحظات لها عندما وقعت عيناها على زين  ، شهقتها المنصعقة من وجود شخص وسيم هكذا على ارض الواقع يتمثل امامها ويتحدث هكذا وهي التي تظن ان هؤلاء حكر على شاشة التلفاز ، سمعت كلمات والدها المرحبة به بقوة قائلة ( اهلا يا بني ، لقد كنت انتظرك ، كم انا سعيد بقدومك ،تعال فورا فانا احتاجك هنا ) ، تلك النظرات الفخورة التي رمق والدها بها زين  وكانه كنز هبط من السماء ، صوته السعيد واشتعال حماسه عندما راه ، لم تستوعب وقتها كل هذه التفاصيل فكل ما جذبها هو زين  بملامحه وجسده وكانه الهة الجمال اليونانية ، لقد جنت وقتها وارادت ان ينظر اليها فمدت يدها امامه قائلة بصوت ظنت وقتها بجنونها انه دلال ( اهلا ايها السيد ، اعرفك بنفسي ، شمس  دوغان وانت ؟ ) ،اجل كانت لحظات قتلت روحها كثيرا، ونظرات لن تنسى تاثيرها على جسدها المجنون ، نظرات احتقار واستخفاف وخيبة وصوته يعلو ببرود مجيب ( انا زين  دوزان تلميذ الاستاذ ، اعذريني فلم اكن اعلم انك ابنته الا للتو ، لقد رجوت لقاءك بالسابق اما الان ، ) حتى والدها وقتها احمر وجهه من الحرج فهو كان واثق بانها خيبة امله في هذه الحياة **ته عن اكمال جملته زادها اهانة لها ومع ذلك لم تفهم ، لم تفهم الا غضب والدها المحرج وهو يجيب ( اعذرني يا زين  فابنتي ترافق اصدقاء يظنون ان الجمال في البهرجة الزائدة والملابس الفاضحة ، لا عليك لنكمل هنا ، شمس  اسبقيني الى المطعم وسالحقك بعد ساعة من الان وان لم تطيعيني فورا فلن تحصلي على شيء ) ، اجل كان هذا رد والدها وقتها ، وهي كالمجنونة ظنت انه يعترض على سمنتها ولم تنتبه ان كلاهما وجه الانتقاد على مكياجها وملابسها السيئة ، كيف كانت هكذا واين كان دماغها وكيف سمحت لنظرانها الو**ة ان تلتهم زين  في استكشاف جريء رغم اهانته لها ،كلما تذكرت هذا تصاب بجرح اكبر في قلبها ، انتشلت شمس  نفسها من تلك اللحظات على صوت طرق على باب دورة المياه جعلها تنتفض بقوة وتنهيداتها تعلو في صراع مع عينيها اللتان حبستا دموعها ، كلا لن تستسلم الان فهي ليست شمس  السابقة ، فليكن ما يكون ستتجاهل وجوده وتحقق حلمها ،والان ستغلق هذا الباب لتهتم بما وراءها فهي ستحقق المستحيل وستعيد لوالدها وشركته مجده ، خرجت وكلها عزم لتعود وترتب الفوضى التي تركتها ، تحركت بخطوات واثقة كامرأة تعلم تماما اين هدفها ، التفت عند الزاوية و ، اصتدمت بقوة بص*ر عريض افقدها توازنها لاسقط ارضا وعنفوانها يتمرغ بالتراب اثر زوغان قدمها عن حذائها ، كانت سقطة مدوية المتها جدا ولكن اكثر ما اوجعها ذلك الصوت المفزوع اللذي سمعته وتلك الظلال التي سقطت عليها والكلمات التي سمعتها من اخر شخص تريده ان يراها هكذا ولكن دائما الدنيا تلقيه في طريقها في اشد لحظات ضعفها او المها او احراجها ، لتعيدها امامه الى نقطة الصفر ، الى تلك المراهقة المجنونة ، اغمضت عينيها وقلبها يأبى ان يسمع كلماته وهو يتساءل (هل انت بخير ، ياللهي اعتذر انه خطأي حقا فلقد كنت اتبع باسم  بلا اعين ، حقا هل انت بخير ) حاولت ان تتكلم ولكنها خشيت دموعها و ،سمعت صوت طفولة البراءة الصغيرة وهو يقول بغضب ضاحك شامت (ياللهي ابي ، لماذا دائما ما تسقط النساء هكذا ، صدقني انت من تحتاج النظارات لا انا ، ارجوك سيدتي سامحيه فهو هكذا دائما ، هل انت بخير ؟) تنفست شمس  الصعداء بعد ان انهت ما كانت تقوم به من تعديلات نهائية على الثوب المعلق على التمثال والتفتت حولها لتلاحظ ان الجميع تقريبا غادر المعرض ماعداها هي وموظفتيها اللتان بدتا في قمة التعب ، نظرت الى ساعتها فوجدتها تشير الى الواحدة بعد منتصف الليل ، حسنا ربما ان الاوان للمغادرة فلقد حققت انجاز كبير حتى الان سيمكنها من اكمال ما ينقصها في اليوم التالي واستدراك كافة المشاكل ، شعرت بالسعادة تغمرها وتكلمت بصوت هادئ مع موظفتيها ( حسنا يكفي الان ، هيا سنغادر على ان نكمل غدا فلا تتاخرن في المجيء ، هيا بنا ، ) اقفلت المكان وابتدأت بالتحرك على ارض المعرض ناظرة حولها على الاركان المغلقة للشركات الاخرى ووقع نظرها على شركة الطفل الزهرة (babi gul) لتصاميم وملابس الاطفال ، لم تستطع ان تمنع عينيها من محاولة تكتشاف ما ظهر من الركن الترويجي المظلم ، ياله من م**م عبقري حقا يا شمس  ، ان القماش بين يديه يصبح ذهبا ، كلمات غزت تفكيرها وعيناها تقعان على ثوب طفلة بدا بغاية الجمال والرقة والطفولة ، لا عجب ان والدها كان يفخر بكونه تلميذها ، حاولت تجاهل ذكرياتها ولكن صورة والدها وهو يتكلم معها محاولا اثناءها عما كانت تقوم به عادت لتغزو عقلها ، تذكرت كم كانت مراهقة متعبة بسبب احباطها ووحدتها وفقدانها لامها وانشغال والدها عنها مما جعلها تلجأ للطعام ولرفقاء السوء ، وحتى عندما بلغت 18 عشر وسافرت مع والدها على ايطاليا ليحاول تسجيلها في الجامعة هناك حيث تعرفت على ادم زوجها وانجرفت بدوامة وسامته فلم تنظر لاي شيء اخر ولا لنصيحة والدها لها لتتروى واكتفت برغبة والد ادم وادم الزواج منها لتتفاخر امام الجميع بان هذا الوسيم زوجها رغم انها كانت في قرارة نفسها واثقة من خطأ ما يحدث معها لتتعلم بعدها اصعب دروسها في حياتها الزوجية وتعيش اصعب تجاربها ، لازالت تذكر نظرات والدها الخائفة والسعيدة في نفس الوقت وهو يسلمها لزوجها يوم زفافها ، اليوم اللذي كتبت لنفسها فيه بداية معاناتها حتى الان ، حركت ظفنة راسها بقوة محاولة الخروج من التفكير المتشاءم والتركيز على امور ايجابية فهي تكره الحزن وهذا الفصل من حياتها انتهى بحلوه ومره ، استحمت وحاولت النوم لتعود صورة زين  تحتل كيانها وهو ينظر اليها بخيبة اثناء وقوفها مع عمها خارج المحكمة وكلماته التي قالها وقتها بصوته الحازم الخائب (اذن فلقد اجتمعت مع ضباع اثرو عليكي لتقفي معهم وتنسي اهم ما رباك عليه والدك وهو عمل الخير ، كيف تسمحين لنفسك ان تسلمي ارضا منحها والدك لك مناصفة معي لينشئ منتزه للاطفال الفقراء لمشاريع استثمارية وتتناسين غاية والدك السامية من هذا المشروع ، حقا من الجيد انه مات قبل ان يراك هكذا ) ، عادت انفاس شمس  لتتسارع ودموعها تتساقط وصورة والدها تعود لتملا خيالها وبصوت مفطور انت من بين انفاسها وعيناها يغلقان (اعتذر يا ابي ، كم كنت حمقاء وقتها ) ، حاولت ان تغوص في نومها حتى نجحت بعد جهد لتغرق بعالم احلامها اللذي كان ابطاله مختلطين بين والدها وزين  وادم بشكل متناوب ارهقها بدل ان يريحها . ثارت شمس  بقوة مضاعفة على موظفتها عندما اكتشفت انها افسدت قماش ثوب العرض الرئيسي لديها واخذت تنظر بكابة بعد ان طردت الموظفة من المكان وكل ما حدث لها يجتمع ليجعل الصورة امامها ضبابية سوداء ، اخذت تتنفس بعمق وعيناها تحاولان ايرفيق  مخرج لما حدث حتى سمعت صوت للمرة الثانية تمنت الا تراه وذكريات سقوطها في اليوم السابق تغزوها لتملأها حرجا خاصة بعدما وقفت رافضة مساعدته وهربت من امامه ، تسللت كلمات زين  الى مسامعها وهو يقول بهدوء ( اذن هنا تعملين يا عزيزتي ومدام يوشان هي سبب بكاءك اليس كذلك ) التفتت شمس  ببطء رافضة اظهار تاثرها عليها وملامحها وابتساماها لا ينبئان بحقيقة تفكيرها مجيبة بثقة (سيد زين  ، اسعدت صباحا ، انه لشرف مجيئك هنا ولكن الا تعتقد انه غريب تدخلك بموظفاتي هكذا ) نظراته التي صوبها لها جعلت جسدها يرتعش وقلبها ينتفض وهي تسمعه يجيب ببرود ممزوج بنبرة رسمية( اعذريني مدام الامر لا يتعلق بك صدقيني ، انها الصدف التي توقع موظفاتك بطريقي فالاولى اصتدمت بها بدون ان اعلم انها تابعتك والثانية راها باسم  تبكي بحرقة في الخارج فوعدها ان يساعدها وطلب مني هذا ومن المستحيل ان ارفض له طلبا هكذا خصوصا اني اعلمه اهمية مساعدة الناس قدر استطاعته لذا جئت معها لاساعدها في ورطتها دونما علم مني انها تتبعك ايضا ) عقدت شمس  حاجبيها اثر سماعها كلماته وحاولت الخروج من الحرج اللذي اسقطت نفسها فيه كما اعتادت امامه وهو يشعرها بتفاهة تفكيرها فقالت (اشكر مساعدتك ولكن لا اعتقد انك ستتمكن من عمل اي شيء لها فغلطتها قاتلة وفي وقت لا يمكنني استدراكها ) ولما رات نظرة عدم التصديق بعينيه ظانا منها انها ترفض مساعدته 

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

ظُلَأّمً أّلَأّسِـدٍ

read
2.9K
bc

روح الزين الجزء الثاني بقلم منارجمال"شجن"

read
1K
bc

احببتها فى قضيتى ❤️ بقلم لوكى مصطفى

read
2.3K
bc

خيوط الغرام

read
2.2K
bc

"السكة شمال" بقلم /لولو_محمد

read
1.0K
bc

قيود العشق - للكاتبة سارة محمد

read
7.9K
bc

شهد والعشق الأخر

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook