اللقاء الأول
الفصل الخامس
كانت لحظات فقدت شمس بها الادراك وزين يلح عليها بالسؤال لتكلمه وتخبره عن حالها فاجابت بصوت مهتز (قدمي **رت ) حروفها الخافتة اشعرتها بانتفاضة زين القوية استجابة لها واحست بنفسها تجلس على الارض ورأت زين يسندها ويمد يده ليعاين قدمها ، سمعت في تلك اللحظات صوت احد رجال الشرطة وانينها يعلو مع لمسة زين للورم في قدمها (انستي ، هل انت بخير ، يبدو انك بالفعل تعرضتي للسطو ولكن من سوء الحظ ان اللص قد فر ، البيت في حالة من الفوضى العارم ، هل يمكنك ان تخبرينا عن اهم مقتنياتك به لنرى ان كانت موجودة ثم لماذا يا سيدتي لا يوجد لد*ك نظام انذار مركزي ؟ ) سمعت شمس صراخ زين على الشرطي وهو يقول ( حقا هل تجد الوقت ملائما لتوجه لها اسئلتك ، انها مصابة ساخذها الى المشفى و ، ) امسكت شمس ذراعه لتجعله يلتفت لها وقالت من بين صرير اسنانها الضاغطة على فكها لتوقف صرخات المها بصوت انهار بالتدريج بانفاسها المتسارعة ( لا يوجد سوى حقيبتي التي تحوي بطاقاتي المصرفية لبنكي ايطاليا الدولي وتركيا العالمي وبعض المجوهرات اما الانذار فلم الحق بعد ان اركبه لاني بالامس وصلت
واغمضت عينيها وغرست وجهها بص*ر زين اللذي رفعها فورا مجيبا الشرطي بصوت حازم قلق ( هاقد سمعت الجواب فلتتصل بالبنوك لتوقف حسابها الجاري وساخذها الى المشفى الان ليتم علاجها هناك ويمكنكم اللحاق بنا كما يمكنك بعث احد عناصرك معنا ) وكانت هذه الكلمات اخر ما قاله زين قبل ان تشعر به يرفعها بين يديه ويضعها في السيارة حيث اغمضت عينيها محاولة الاسترخاء وشعرت بوجوده بجانبها وبقيادته السيارة بسرعة وصوته المرتجف يسالها ( هل انت بخير الان ، هل السرعة مناسبة ، لا تقلقي سنصل سريعا ) حركت راسها بصعوبة لتقول من بين اسنانها وانفاسها المتلاحقة ( هذا جيد ،. انه عمي ) في تلك اللحظات سمعت شهقة زين المصدومة وصوته المتسائل (كيف يعني عمك ؟ )
سحبت شمس انفاسها بقوة لتدعم كلماتها المرتجفة مجيبة ( عمي يحاول اخافتي لاعود عن قراري ) وعادت دموعها لتملأ وجهها وانين بكائها يرتفع وشعرت بزيادة سرعة السيارة وسمعت صوت زين الحانق وهو يجيب ( ساريه اذن ، ان كان يظنك وحيدة فهو مخطأ فمنذ الان ساحميك انا وساجعلك تسكنين عندي وفي كنفي ورعياتي ولنرى كيف سيصل لك ) وكانت هذه الكلمات اخر ما سمعته شمس قبل ان تغرق في حالة بين الوعي واللاوعي من شدة الالم .
رأت شمس زين يدخل الحجرة التي استلقت بداخلها على السرير الطبي بعد ان قامو بمعالجتها وبادرها بالقول بلهفة ( كيف حالك الان لقد طمأنني الطبيب عليك للتو واخبرني انه يمكننا المغادرة بعد ساعة عندما ترتاحين قليلا ويتاكد بشكل كامل من عدم وجود اي مشكلة بعدما تخرج نتائج التحاليل النهائية ) تنفست شمس بعمق محركة راسها ببطء حتى لا تشعر بالدوار من اثر المسكن واجابت برقة ( اشكرك حقا زين ، انا مدينة لك كثيرا ، يعني انقذتني ووقفت الى جانبي ، لقد اتعبتك مع،.) قاطعها زين بعد ان ارتسم الضيق على ملامحه ( شمس ارجوكي لا تكملي هذا الكلام فانا لا أحبه ،. هذا اقل واجب اقوم به في حقك ، ثم لما لم تخبري الشرطي في افادتك عن موضوع عمك ؟ )
اسندت شمس راسها بارهاق على ظهر الكرسي مجيبة بلهجة مستسلمة ( لاني اعرف عمي خير معرفة واعلم ما هو قادر عليه ،. خلال عملي معه في الفترة السابقة رأيت ما يفعله مع منافسيه او من يعارضه ، رأيت بطشه ودهاءه في تنفيذ ما يريد ،. انه سيتوقع مني ان اشتكيه وهكذا سيقيم الدنيا ومن الممكن ان يرفع علي دعوة قضائية تشهيرية ولن اتمكن من اثبات اي شيء عليه وسيبتزني ليعيدني في كنفه ، ان امثال هؤلاء الافضل ان تحذر منهم وتقوي دفاعاتك لتحصن نفسك من هجمومهم وعندما يعتقد انك في قمة ضعفك وانه في قمة انتصاره تض*به في مقتل بض*بة واحدة قوية وقاضية لذا ساتجاهل محاولته الان ولكني ساثبت له فشلها فانا ساستمر في انجاح شركة والدي ) والتفتت الى زين ناظرة اليه بعزم قوي وراقبته وملامحه تتغير ونظرته لها تزداد عمق بشكل ادهشها ثم سمعت نحنحته قبل ان يسالها ( ان لم يكن في الامر تدخل ولكن حقا لم يصر على وجودك معه ولا يشجعك بعملك )
سحبت شمس انفاسها ميتسمة بسخرية قبل ان تحيب بصوت هازئ ( الميراث ،. السبب الازلي لكل المشاكل ، امي كان لها نسبة 30 في المائة في شركاته ولقد كان والدها من الذكاء بحيث يضع شرطا على عمي قبل وفاته بان توكله ادارة ميراث امي تحرمه هو وذريته حق شراء او تملك اي نسبة من ميراث امي اي انه لا يستطيع ان يضم هذه النسبة اليه باي شكل من الاشكال ، لذا كان لطيفا مع امي حتى تبقي الامور بسيطرته ويظل التوكيل بمتناول يده وعندما تزوجت بلا علمه غضب لخوفه من زوجها وايضا لانه يؤمن بنقاء الدم فهو من سلالة تعود للكونت دوغ يوشان الا انه عندما تعرف على والدي وراى انه غير مهتم باملاك والدتي وتركها له ليتصرف براحته تعامل معه بشكل جيد حتى خدعه وخدعني بسلوكه الطيب كماتعمد تزويجي لابنه وهكذا تصبح الشركة كلها من نصيب حفيده وتحت ادارة ابنه وطبعا وفاة ابنه وخسارة حفيده عاجلته بالصدمة التي لم يكن يحسب حسابها ،
والان غير خططه فاخوهم الثالث لجدي وعمي والمنشق عنهم منذ زمن بعيد ليسكن في امريكا مع عائلته لديه ابن اقل ما يقال عنه انه شيطان وكانه ورث كل صفات عمي وطبعا الان تكفله عمي ليجعله الوريث الكامل للشركة واراد تزويجي له الا ان معرفتي لهذه الحقائق جعلتني ادرك خططه لي وابتعد فورا عن كل هذا ، وبالتاكيد هو يشعر بالخطر طبعا لان بيدي هذه النسبة مع اني لم احاول استعمالها لاني واثقة انه سيقتلني ان جرؤت على تهديده بها خصوصا انه يملك ايضا نسبة 40 في المئة من شركة والدي وهذا يجعلني ا**ت عليه ، هذا دون ذكر استفادته من مهاراي في ت**يم الد*كور ، و انني رغم كل شيء يسري بجسدي دماء دوغ يوشان ) عندما انتهت شمس من التوضيح التفتت لترى زين يركز انظاره عليه بصدمة وسمعته يسأل بذهول (كيف استطعت المعيشة معهم كل تلك المدة وهم بهذه الاخلاق المنحطة )
رفعت شمس كتفيها باستسلام مجيبة ( بقاعدة غدا يوما جديد فان كان امسي حزين فبالتاكيد غدي يخبئ لي النجاح والسعادة وكل ما علي هو فقط ان اؤمن بهذه الاقدار المخبئة لي ، في البدء تعاملت بسطحية ثم اكتشفت انني المتضررة الوحيدة فهذا خفض من قيمة ذاتي فعملت على محاولة اثبات جدارتي بدراستي وبتغير شكلي وكلما كنت انجح كان هذا يمدني بالتفاءل لاكمل ويمكنك القول بان اعتقادي انني دوما المخطئة جعلني في صراع مع نفسي لاحسنها وهكذا استمريت وسطهم الا ان معرفتي بان عمي ينوي تكرار تزويجي من رجل اسوء حتى من زوجي واستخفافه بي جعلني ادرك ان ببقاءي معه ساضيع كل ما وصلت له لذا ثرت عليه لان مداركي للامور مع خبرتي تغيرت ) رات شمس زين يوافقها بحركة راسه مربتا على يدها ومجيبا بقوة ( احسنتي شمس ، اياكي ان تضعفي فانت اقوى مما تظنين وساساندك واحميك قدر اشتطاعتي ) ابتسمت شمس بخجل حرج مجيبة ( اشكرك زين ،
كلماتك هذه بحد ذاتها مساندة لي ، ممم اذا سمحت ان تتصل بفندق لتحجز لي في،.) قاطعها عكر بحزم اقوى ( مستحيل ، انت لن تذهبي لأي فندق بل ستمكثين عندي فمنزلي كبير كما انك تحتاجين للرعاية والحماية ويجب ان يعلم عمك بانك لست وحيدة وهذا اقل واجب اقدمه في حق والدك الذي قدم لي الكثير) وعندما ارادت شمس الاعتراض اسكتها زين بحركة من يده قوية مؤكدا ( كلا شمس لا يوجد اعتراض فهو سيصل اليك بسهولة في الفندق ، ثم لن اطمأن عليك الا وانت امام انظاري ، الم نتفق ان نكون اخوة ، غير انك شريكتي في العمل وتهمني راحتك لتبدعي في الانتاج لذا انتهت المناقشة هنا وصدقيني هذا اقل ما يمكنني رده لوالدك اللذي كان السبب بنجاحي وما انا عليه الان.) .
استيقظت شمس في الصباح على عينان لوزيتان صغيرتان محاطتان بزجاج نظارات طفولية يراقبانها باستمتاع ضاحك وسمعت كلمات برئية ( واخيرا استيقظتي صديقتي شمس ، اهلا بك في منزلنا ، انا سعيد جدا لوجودك ) ابتسمت شمس بحب ويدها تمتد لتبعثر شعر باسم المستلقي على بطنه بجانبها على السرير وراسه مرتكز على يده واجابت برقة ( صباح الخير لك حبيبي ، اعذرني لتاخري بالنوم رغم اشتياقي الكبير لك ، الن تقبلني ) ضحك باسم باستمتاع والقى نفسه في احضانها مقبلا خدها قبل ان يبتعد قليلا عنها متساءلا ( هل ستبقين عندنا كثيرا ) ضحكت شمس وابتدأت باسناد نفسها لتجلس مجيبة ( مممم قدرما ترحب بي سابقى ) صفق باسم بحماس والقى نفسه باحضانها مرة اخرى بعجلة المتها ولكنها لم تظهر ذلك وصوته الصغير يعلو ( سارحب بك الزين كله
حاولت شمس التماسك وعدم اظهار توجعها من استناد باسم على قدمها المصابة مبتسمة بحماس تمثيلي ( اشكرك يا صغيري ) قبل ان يلتفت كلاهما على صوت رجولي حانق قاطعهما ( باسم ، ايها المشاغب،. الم اطلب منك البقاء بعيدا عن شمس ، حقا انت تستحق العقاب لمخالفة اوامري ، انها مريضة يا مشاغب وانت هكذا تتعبها ولذلك ستتركنا ان بقيت ،. اوه اعتذر شمس لاني دخلت هكذا بلا استئذان فعندما رايت الباب مشرعا وصوت باسم اتيت مسرعا ) اضاف زين الجملة الاخيرة وشمس تلاحظ حرجه المتولد من حرجها عندما رأت دخوله عليها وحاولت رفع دثار السرير لتغطي جسدها العلوي لارتدائها منامة خاصة بمربية باسم كانت كبيرة عليها فاظهرت فتحتها السباعية غالب ص*رها ومفاتنها ومع ذلك حاولت استدراك الموقف مجيبة بمرح ( كلا زين لا عليك فانا بخير بل على الع** دخول باسم اسعدني كثيرا ، وحقا اشك ، اااه ) وصرخت بطريقة خارجة عن ارادتها عندما تحرك باسم بسرعة مصتدم بقدمها المصابه
وفورا رأت زين يتجه اليها بخوف حاملا باسم عن السرير ليببعده عنها وامسك يدها بقلق مجيبا ( هل انت بخير ، هل تؤلمك كثيرا ، ساجلب لك الافطار الان حتى تتمكنين من اخذ المسكن ) ووضع يده برقة على كتفها العاري ليدفعها لترتخي وتستند على ظهر السرير ) لم تعلم لم لمسته الرقيقة خ*فت انفاسها وتركتها بدوار لذيذ حارق امام نظراته المهتمة ويداه التي عدلت وضع الدثار عليها باهتمام افقدها الكلام لثوان امام وجهه القريب منها لتنتبه على اعادته السؤال عليها فحركت راسها بالموافقة مغمضة عيناها ومتذرعة بالالم في قدمها وقلبها يخفق ضعف خفقاته ، هل هي مجنونة حقا ، شعرت بانسحابه السريع مع باسم وبتمتمته التاكيدية على جلبه الافطار لها ، ماللذي حدث لها ولماذا اهتمامه لها اثر عليها هكذا ، يبدو ان اصابتها اثرت على دماغها ، افيقي شمس ولا تبدأي بجنونك فالرجل يعاملك كاخت له ، ولكن لما هذه الغصة في قلبها ،
كلا بالتاكيد انه تشوش بعد كل ما حدث معها ويجب ان تنتشل نفسها من كل هذا الجنون وهذا امر تاكدي ، سمعت صرخات باسم الطفولية وضحكاته ، واشتمت رائحة القهوة والبيض ، لم تدري كيف تسللت دمعتها الهاربة وذكريات والدها تغزوها ، ايقاظها على صوت دندناته وصراخه ورائحة قهوته، تذكرها لوالدتها ومشا**تها لها بقبلاتها ،. تن*دت بعمق وعادت للجلوس مزيلة الدثار عنها ،. ارادت ان تشاركهم جوهم العائلي ، ارادت الشعور بهذا الدفء اللذي احرق قلبها بذكريات طفولتها ،. انزلت قدمها بحذر واسنانها تضغط على شفاهها مخففة المها ، رأت العكاز الموضوع بجانبها والخاص بها ،
امسكته واستعانت بكل قوتها لتقف كاتمة صرختها ،. سحبت تفسين عميقين وهي تختبر توازنها في الوقوف ،. ابتدأت بتحريك اقدامها والمها يزداد الا ان عزيمتها اكبر ، وصلت الى باب حجرتها باعجوبة وفتحته ليقع نظر زين الصاعد على الدرجات ومعه صينية فطورها عليها فشهق متحركا بسرعة باتجاهها ووضع الصينية على الطاولة المجاورة قبل ان يسندها بقلق متلهف قائلا ( ماللذي تفعلينه ، هل انت بخير ، ياللهي ان وجهك شاحب من الالم ) وحملها فورا بين يديه دون ان يستمع لتفسيرها ويدها تحيط رقبته بخوف مجيبة بسرعة باول شيء خطر على بالها (الحمام ، اريد الذهاب للحمام يمكنك انزالي فانا قادرة على المشي
هز راسه بتفهم واتجه فورا معترضا على كلماتها وصوته يتسلل لاذنها ( اعلم انك تستطيعين المشي الا ان الطبيب حذرني بان اول ايام الاصابة من الافضل الا تستخدمي قدمك كثيرا لان هذا سيسبب الالم الشديد لك ) واوقفها عند باب الحمام مضيفا باهتمام ( سانتظرك حتى تنتهي لا تغامري بالمشي ارجوك يا صغيرتي ) وربت على كتفها كطفلة وعيناه تحيطانها مراقبا دخولها امام انظاره على الحمام اللذي ما ان اقفلته حتى شعرت بقلبها وانفاسها ينهاران بلهثات قوية ،انه حقا يراها طفلة صغيرة واخت له فلمسته لها وحملها بين ذراعيه لم يعني له شيئا حتى مع منامتها المغرية بكبر حجمها عليها واظهارها مفاتنها ،. ياللهي شمس لما تهتمين وقلبك يشعر بالانقباض ، انت ايضا تريه كاخ لك ،
ثم انه اخبرك بوضوح ان النساء لا تهمه بعد زوجته فلقد اوضح هذا لها ،. ولكن يال جسدها الخائن المجنون ، ماللذي حدث له ليشتعل من حركات زين اللطيفة ، اهدئي وتنفسي بعمق ، يبدو ان الامر مجرد احراج لظهورك هكذا امام رجل بعد طول هذه المدة ، ثم ان هذا الانتفاض اللذي يشل اجزاء جسدها بالتأكيد مص*ره الالم والخوف اللذي تعرضت له وشعورها الان انه بامان ، اجل هذا هو السبب ، تحركت في الحمام لتنعش نفسها وتغسل وجهها وما ظهر من جسدها ، نظفت اشنانها بفرشاة جديدة موضوعة في الرف يبدو ان زين حضرها لها ، بعدما انتهت نظرت لانعماس صورتها فرأت ملامحها الخالية من اي مكياج وشعرها المبعثر حول وجهها ،تمتمت بتنهيدة يائسة ( كطفلة حمقاء تركض في يوم عاصف ) كانت دائما تصف نفسها بهذا الوصف لخلو ملامحها من الاغراء كما كان زوجها يصر عليها ،
حتى انها اطلقت مرة على نفسها ليلى الحمراء ، نفضت نفسها من الافكار مشجعة روحها بيوم جديد وامل جديد وعمل جميل ، وتحركت بعرج واضح الى الباب لتفتحه ، وجدت زين يخرج فورا من حجرته وهو يغلق ازرار قميصه وربطة العنق موضوعة حول رقبته وحملها فورا كريشة مما تسبب باصطدام يدها بص*ره الظاهر من الازرار المحلولة فعادت لحبس انفاسها بحرج اكبر محاولة التعامل بتلقائية كما يفعل وتلامس يدها به يحرق كيانها بشكل قهرها فقالت بصوت حاد مرتجف ( ارجوك ، اريد تناول الافطار بالاسفل مع باسم لاني لا احب السرير ، وربما يجب ان احد حلا لتنقلي فلا يصح ان اظل اتعبك بحملي فوزني ي**ر اليدين ) نظر زين اليها بدهشة ضاحكة مجيبا وهو يمتثل لقولها وينزل بها على الدرج بسهولة ( بالتأكيد انت تمزحين ،
انت بوزن باسم تقريبا ، لا ادري ما قمت به بنفسك ولكن جسدك الان كعارضات الازياء ان لم يكن اكثر جمالا واثار،.) ولاحظت شمس انه انتبه على كلماته وعلى احمرار وجهها الفاضح فقطع ما كان يقوله مصطنعا سعالا ورفع حاجبيه بتفهم حرج مضيفا ( يعني اعذريني فانا لم اعتد التحدث بجرأة هكذا ولكن صدقيني كلام والدك الكثير يشعرني بالفة غريبة جدا باتجاهك فان ضايقك هذا ف،) حركت شمس راسها بالرفض ويدها ترتفع بتلقائية على شفاه زين لت**ته ولكن ما ان مسته حتى شعرت بتيار مشاعر يجتاحها تفادته مع حركة زين الضاحكة بطفولة بتمثيله اكل اصبعها ليجبرها على ابعاد يدها قبل ان ينزلها على كرسي المائدة وصوت باسم السعيد المتقافز يعلو بفرح متحمسا لمشاركتها لهم ،
تجاهلت كل ما حدث فهذا اسلم لها لتظهر عفويتها ولاحظت صينية افطارها الموضوعة امامها ف*ناولت كاس العصير وقطعة الخيار ثم الطماطم واستمرت باكل طبق الخضار متجاهلة باقي الاطعمة وثرثرة باسم تريحها من الخوض بنفسها ومشاعرها ولكنها سمعت صوت زين المتسائل (شمس ، لما لا تأكلين البيض والخبز والجبنة ، ان هذا ضروري لشفاءك ) تنحنحت شمس بحرج مجيبة ( ان الجسد اللذي لتو مدحته حتى احافظ عليه فانا التزم بنظام غذائي محدد خصوصا انني الان مقيدة ولن اتمكن من ممارسة اي رياضة لفترة ) سمعت تنهيدة زين النافذة الصبر ورات يده التي امتدت لتضع على قطعة الخبز القليل من الجبن وتمدها امام فمها قائلا بصوت امر ( افتحي فمك هيا ،
يبدو ان زوجك المجنون ربا فيك عقدة ووساس من الطعام انت مريضة وادويتك ثقيلة على المعدة كما تحتاجين للكالسيوم ليساعد في التئام ال**ر والطبيب البارحة انبني لسوء تغذيتك ووجود نقص في الفيتامينات والحديد بدمك لذا انت الان ستستمعين الى كلامي اجباريا كباسم اما الرياضة لا تخافي عندما تصبحين جيدة ساساعدك على ممارسة الرياضة معي وهكذا تحرقين كل ما تاكلين والان افتحي فمك هيا يدي المتني ) لم تعلم كيف يؤثر عليها وتجد لذة في سماع كلامه رغم حنقها لتعامله معها كطفلة حتى وهذا يشعرها بدلال فقدته في حياتها ، قضمت قضمتها الاولى وحاولت اخذ الخبزة ولكنه رفض بمشا**ة مضيفا وضحكات باسم تعلو عليها ( كلا ساتاكد بنفسي انك تناولتها ،
سنأجل اجتماع رفيق بك لبعد غد وساقيمه هنا وساحاول ان اعوض غيابك قدر استطاعتنا ، فارتاحي اليوم ، بعد قليل سياتي يوسف سكرتيري وسامية مربية باسم هما زوجان ايضا ويسكنون في المنزل الملحق بنا سابقي سامية عندك لتعتني بك وساخذ باسم للشركة حتى لا يزعجك ، باسم لا تبدي اعتراضا ستأتي معي حتى لا تتعب شمس فالطبيب طلب منها الراحة على الاقل اليوم ، ساراجع الشرطة لارى ما توصلو له في اخر التحريات واجلب لك امتعتك من منزلك ويمكنك ابلاغ سكريتيرتك باهم ما تقوم به بالعمل ولن اتاخر كثيرا بالعمل وساحاول الاطمئنان عليك من سامية ، وانت ايضا لا تعترضي شمس فانا اتكلم من الصالح العام واياك ان تقولي كلمات كاتعبتك ولا تشغل نفسك و و و لان هذا حقا يخنقني وانظري للامر من ناحية اذا كنت انا من يحتاج المسعادة فبالتاكيد لن تبخلي علي ، اليس كذلك ، والان ساذهب لاكمل ارتداء ملابسي وانت باسم هيا لاساعدك على ارتداء ملابسك ،اما انت فاكملي تناول افطارك وهذا فنجان قهوة لتعدلي مزاجك وساجلب الدواء لك الان لتتناوليه ) كان يلقي اوامره ويطعمها وفي نفس الوقت يتحرك في ارجاء المطبخ بمهارة مزيلا الافطار عن الطاولة وواضعا القهوة في فنجانها ومشيرا لباسم ان ينفذ كلماته ،. رات في تلك اللحظات خيال والدها ،
وسمعت صوته في صوت زين ، ولكن مشاعرها تغيرت بشكل غريب ، فلم تتمكن ان ترى زين في اطار والدها ،وكانه انفصل عنه ليصبح اكثر حزما وقوة وسيطرة وذكاءا ، لم يكن والدها ناجحا في ادارة المنزل كزين بل كان يغرق في فوضى ويمل سريعا من طلباتها ، تلاحقت انفاسها وعيناها تراقبان زين خلسة ، ثقته العالية ، حركاته المتناسقة ، قوته الظاهريه ، تحكمه الحديدي بمن حوله وتصرفه برقي وحكمة ، ياللهول اين زوجها من هذا الرجل ، حركت شمس عيناها بعيدا عنه لتركز على فنجانها وقلبها يرقص بخوف من افكارها ، لماذا قارنته الان بزوجها ، رغم حقارة زوجها لكنها لم تجرء في السابق على ان تنظر او تقارن رجل اخر به ،. ماللذي حدث لها الان ، ركزي شمس ارجوك لست في وقت يسمح لجنونك بالظهور ، لا تفقدي جمال اخوة زين وصداقته معك وتدنسيها بمشاعر لا يجب ابدا ان تشعري بها ، ربما يجب عليها ان تتعامل مع رجال وسيمين اكثر ، ربما رفيق ،. اجل يجب ان تحاول التحدث معه وان تشغل نفسها به فهو اكثر من مستعد لصداقتها ايضا ، المهم الا تركز تفكيرها في زين .
نظرت شمس الى لوحتها البيضاء الفارغة بين يديها واغمضت عيناها لتفكر بما يمكن ان ترسمه او تفكر به اذا خطر الربيع ببالها ، لم تعلم من اين اتتها اصوات باسم وزين واضوات طفولتها وصراخ ابيها وامها وعينا باسم اللاتي ايقظتاها وحبه وبراءته وابوة زين وحنانه ومداعباته لابنه ، ذلك الدفء اللذي اشعل قلبها وملأه بالفرح والتفاءل والشغف جعلها تخط خطوطها وتبدأ بالرسم غارقة بافكارها المرحة وذكرياتها واصوات الضحكات تحيطها ، اعشاب خضراء ممتدة ، طفل رضيع باك ، ام حنونة تلبس ابنتها وتمشط شعرها على انغام دندناتها ، رائحة القهوة الصباحية واريج الزهور المتفتحة ، ملح البحر المتناثر مع رذاذه وامواج النهر المت**رة على حوافه ،. فرحة الطالب باجازته النصفية وصراخ الصديقات برحلة التسوق الجنونية ، كلها افكار راودتها لتخطها بقلمها وريشتها ، والوانها تتمازج بمهارة وحرفية وانواع القماش تنساب بخيالها ،. اخذت ترسم كل فتاة بمشاعرها ،
خطيبة امام خطيبها تريد ان يراها جميلة بعد برد الشتاء ، ام تنظر لنفسها لترى كم اثر الطعام الحلو في قوامها ،. زوجة ترغب باعال النار في قلب زوجها ، وحامل تشعر بالفرح لقرب مولدها،. لم تغب ابتسامتها عن وجهها ويداها تغرق اكثر في الوانها ، قاطعتها سامية عدة مرات ولكنها انبهرت برسماتها فلازمت مجلسها بشوق متابع لخطوطها ومشاركة لها باراءها البسيطة ، مضى اكثر من نصف النهار وتفاجؤو بصوت باسم المتحمس وركضه الى حجرة شمس ليعانقها بحذر ، استاذنت سامية لتعد الغذاء واخذ باسم يثرثر عما فعله اليوم وكيف ان زين سمح له ان يعود لانه سيتوجه لمنزلها لجلب ملابسها ، كانت ثرثرته منعشة صاحبتها الكثير من النميمة البريئة عن موظفي الشركة ، ثم سالها بلهفة وهو يرى لوحاتها قائلا ( صديقتي شمس ، كيف ترسمين هكذا ، انا فشلت ان اكرر ما علمتني اياه ) ابتسمت شمس ووضعته في حضنها مجلسة اياه بجانبها وقالت بلهجة مشوقة ( حسنا سأخبرك بسر ،
انا كنت طفلة فاشلة في العزف ، ولكني احب العزف ، اتعلم ما قمت به .) نظر باسم اليها بفضول فقامت شمس بفتح اغنية ايقاعية على هاتفها ثم اضافت ( يعني اغلق عيني ،. واتخيل نفسي بما احب ان اكونه ، وكان الالات الموسيقية امامي ،. ثم ،. اض*ب عليها وكان الامر حقيقة واتخيل ان هذه الموسيقى هي عزفي ، فان استطاع شخص عزفها فلم لا استطيع ان افعل انا ، اليس كذلك ) كانت تتكلم وتطبق ما تقوله واخذت يداها تنتقلان في الهواء وكانها تض*ب على طبول متنوعة ، وتصفق بين الفنية والاخرى . اندمج باسم الضاحك معها وهو يقلدها ويعزف مثلها ويدندن بصوته ، وكلاهما غارق في الابتسام والضحك وملمات شمس تتسلل بهدوء رقيق ( وهكذا الرسم ، تخيل ما ترسمه بعقلك ،واضف عليه شعورك بالحب والتفاءل ،
وثقتك بالنجاح ، انقل خطوطك كما تحاول رؤيتها ، حتى لو فشلت مرة ، او تعثرت اخرى ، سيبدأ عقلك بالتمازج مع قلبك لتصل الى النجاح ، فما ذال غيرك يرسم بمهارة فانت قادر ايضا ان ترسم مثله فلا احد افضل منك ، ولكن ،) وتوقفت عن الكلام وهي تفتح عيناها وتتلمس شعر باسم برقة جعلته يفتح عيناه وينظر اليها ويسمعها وهي تضيف ( يجب ان تحد تخيلك بالامور المعقولة فلا نتخيل انفسنا نطير او نقلد سبايدر مان لان هؤلاء شخصيات خيالية او نتخيل الامور السيئة فهكذا نؤذي ارواحنا ،فالتخيل اروع ما منحه الله لنا ان استطعنا تسخيره لمصلحتنا يا صغيري ،. هل فهمتني ) اومأ باسم بسعادة وهو يقبل خدها بلطف ثم علا صوته بترحيب قائلا ( والدي ،. منذ متى وانت هنا