الفصل السادس

3341 Words
اللقاء الأول الفصل السادس التفتت شمس  بسرعة لترى زين  يقف على الباب وعلى وجهه ملامح غريبة وفخر عجيب وشوق ظنت انها تتخيله ،. سمعت صوته المبحوح وهو يتقدم اليهم قائلا( يعني منذ كنتما تتخيلان نفسيكما عازفين مهمين ) ورات حركة باسم  المتلهفة ليقابل اباه ولكن قبل ان تحاول ابعاد قدمها عنه شعرت بزين  وهو يتحرك سريعا ليرفع ابنه في اخر لحظة عن قدمها قائلا بقلق (انتبه يا صغيري ، هل انت بخير ) ياللهي ، هل هو بشر ،. هل يوجد شخص يهتم هكذا بالاخر ، هل من الطبيعي ان يخفق قلبي بالم ، زوجي لم اسمع منه هذا السؤال ولا مرة والان اسمعه في كل لحظة ، لماذا من دون الجميع يجب ان تكون انت هكذا يا زين  ، ياللهي شمس  كفي ارجوكي ،. كفي فما تفكرين به ليس بصالحك ، يعني لقد رايت العديد من الرجال ، تناسي هذا الارتجاف وفقط فكري بجمال مشاعر الاخوة والاهتمام ، اجل لو كان لي اخ لفعل هذا ، وياللهي انقباض قلبي فقط من سعادتي ، استيقظت شمس  من تشوشها على نبرة زين  المتسائلة بلهفة اكبر ( شمس  ، هل انت بخير ) يا ترى هل صوته سمفونية عازفة ، اجيبي شمس  ، لا تنسي انه ان شعر ولو قليلا بمشاعرك المشوشة فسينظر لك مثلما نظر اثناء مراهقتك ، او في المحكمة ، او عندما سالته عن اجر مساعدته ، او ( شمس  ) نبرته المتسائلة بقلق متعاظم ويده التي حطت على كتفها ثم ذقنها لترفع راسها مجبرة اياها على النظر باتجاهه بعد ان كانت تخفي عينيها هربا منه بالنظر الى الاسفل ، شمس  ابتسمي برقة ، اجيبي بثقة ( اجل زين  ، اشكرك كثيرا ) احسنتي ، والان ارجوك اترك ذقني حتى لا يعتاد على دفئ يد*ك ، وكانه سمعها واستجاب لها فترك ذقنها موافقا بحركة راسه ( الحمد لله ، لقد احضرت حقائبك ان اردت ان تبدلي ملابسك ، سانادي لك سامية لتساعدك ، ما رايك ) حركت شمس  راسها بالموافقة وفؤادها يلهج بالدعاء لتعود الى وعيها فلا تعتاد رقته وحنانه ، ارجوك زين  ، عد الى غضبك مني فهذا اكثر راحة ، راته وهو يدخل حقيبتها وينادي على سامية ثم ينقل نظراته اليها متاكدا من انها بخير قبل ان يبتسم بابتسامة مشرقة وقدماه تتقدم اليها( هل ستسمحين لي ان ارى ت**يماتك ) هل لهذا العذاب ان ينتهي ،. حسنا كفى شمس  ، انت فقط تتسببين لنفسك بالخيبة ، تنفسي بعمق وتعاملي باصلك ، امسكت شمس  الرسومات ومدتها باتجاه زين  اللذي ما ان راها حتى عقد حاجبيه واخذ يتاملها بدقة متناهية ،. خرج صوت شمس  خافتا وانفاسها تبحث عن مخرج من شفتيها المطبقتين بصعوبة ( هل هم سيئين ) انتظرت وروحها تنخفض لسابع ارضا احباطا وعيناها تلتقطان تغيرات ملامح وجهه قبل ان يرفع عيناه اليها ويسالها بصوت غاضب ( هل انت من رسم هذا حقا بالله ) حركت شمس  راسها موافقة وقلبها يتناسى النبض وعيناها تجاهدان منع دموعها وصوتها يختبأ في ص*رها وتفاجأت بقوله بخفوت معاتب ( ان كنت تستطيعين الرسم بهذه الروعة والابداع والاذهال فكيف سمحت لنفسك ان ترسمي تلك الرسومات السابقة ) انتظر لحظة ، هل ما سمعته حقيقة ، زين  يعاتبها لروعة وكمال رسمها ، لم تدري كيف خرجت الحروف الثلاث من ص*رها متسائلة (حقا ) ثم حاولت التقاط شتات نفسها امام نظرته المستغربة لتوضح مقصدها بخفوت (يعني هل هي حقا جيدة واعجبتك ، الا يوجد بها نقص ) حرك زين  راسه بانفعال متحمس ،.( بل الع** ، انها كاملة لحد الف*نة ،دافئة لحد الروعة ،. متجانسة وبقمة التناغم ، انها عبقرية بحتة شمس  ، وسترين بعد غد عندما يراها رفيق  بعد ان تكمليها كلها ما سيصيبه من صدمة ، والان ،هاهي سامية ، ساتركك لتبدلي ثيابك ثم لنتغذى سويا وبعدها يجب عليك ان ترتاحي فانت عنيدة وسامية اخبرتني انك لم تغمضي عيناك ) وافقته شمس وهي تزدرد ل**بها ونظراتها تهرب قبل ان يكتشف ما فعله مدحه لها . مر الغذاء بضحكات باسم وزين  ومشاركة شمس مزحاتهم قدر استطاعتها كما اخبرها زين  عن اخر ابحاث الشرطة فحقيبتها سرقت لذا قدم لها طلب استعادة هوية شخصية كما تم ايقاف بطاقات حساباتها البنكية ،وانهم يحاولن البحث في الكاميرات المجاورة للمنازل الاخرى والشارع علهم يرونه او يتمكنون من معرفة هويته ،. وعندما انتهى الغذاء وبعد ان اخذت دواءها اصر زين  عليها لترتاح قليلا وبالفعل استجابت له وتجمع عليها تعبها والمها وتوترها واثار المسكن لتغرق بنوم عميق استفاقت منه وساعتها تشير الى الواحدة ليلا وجوفها يعلن التمرد عطشا ،.كما شعرت بعرقها يغمرها فقررت ان تأخذ حماما ينشطها ، نظرت حولها في الظلام اللذي فرش ستائره على المكان ،تحاملت على نفسها لتقف وشعورها بتحسن الالم يساعدها ، تحركت بحذر خارج حجرتها حتى لا توقظ سكان المنزل النائمين بهدوء ، دخلت الحمام وابتدأت بخلع ملابسها ، وضعت قدمها خارج حوض الاستحمام وارتكزت على الجدران مستخدمة قوتها حتى تمكنت من الاستحمام ، عندما خرجت تذكرت انها لم تأخذ روبها ولا ملابسها فنظرت بحيرة حتى وجدت منشفة صغيرة بالكاد لفت جسدها لتخفي جزء يسير منه ، خرجت بصعوبة من الحمام مستعينة بعكازها ولكم ما ان ظنت انها توازنت حتى رأت باب حجرة زين  يفتح وخياله بالظلام يظهر ، ارادت العودة للحمام بسرعة ولكن حركتها افقدتها توازنها ووجدت نفسها تسقط ارضا والمنشفة تتهالك اسفلها كاشفة جسدها اللذي سارعت لتغطيته بيديها والاضواء تشتعل في المكان وصوت زين  القلق يتسائل (ماذا هناك ) . توقف الزمان في تلك اللحظات بعيون شمس وكأن شاشة بطيئة العرض تبرز امامها ، لم تعلم كيف صرخت بعلو صوتها وهي تنكب على ذاتها متقوقعة وراسها يلامس قدميها حتى تخفي غالب جسدها قائلة (زين  ، اقفل الضوء واغمض عنينك فانا عارية ) ، كان كل جسدها يأن الما من السقوط ووما يحدث لها ، لم تستطع تخيل نفسها امام زين  هكذا وتمنت لو انها تموت الف مرة ، دموعها التي سالت كانهار على وجهها وسقطت على قدميها ،. لحظة مرت ثم شعرت بالظلام يسود المكان وصوت زين  يقول بتوتر غريب ( شمس ، هل انت بخير ، حسنا لقد نفذت طلبك ولكن هل انت بخير ارجوك اجيبيني ) ، تجيب ، وهل تعلم اين اختفى صوتها ، انها لا تريد حتى ان تتحرك ، تريد فقط ان تختفي ، شهقتها العالية التي اطلقتها بانين جعلت صوت زين  يعود ليعلو قائلا بارتجاف ( شمس ، سادخل غرفتي لاجلب شرشفا للسرير ، وساتقدم بعدها بانجاهك وانا مغمض العينين لاعطيك اياه ولكن لا تتحركي . اتمنى ان لا تكوني اذيتي نفسك ،) كان يتكلم وصوته يبتعد دلالة على تنفيذه كلماته ، رات خياله المتقدم باتجاهها على الارض فعادت للصراخ بهستيرية ( توقف زين  ، القه امامك فقط ) لم تستطع ان ترفع عينيها الى الاعلى لتراه وقد ركزت انظارها على نفسها ، رات الدثار يسقط امام اقدام زين  بمسافة بسيطة باتجاهها ثم لاحظت التفاف قدميه ليوليها ظهره قائلا بقلق وخفوت ( حسنا شمس ضعيه عليك الان وعندما تنتهين اخبريني لاحملك ) من يحمل من ، هل جن حقا ، انها لن تجعله يقترب منها بعد الان ، لن تراه مرة اخرى ، حتى انها ستترك كل تركيا له وتهرب ، التقطت الدثار وشهقة بكائها تعود مجيبة بتقطع ( اتركني ، لا اريد شيئا منك ) مرت لحظة **ت ، تلتها الاخرى ، كانت لا تزال محنية الراس ويدها تحيط نفسها بالدثار حتى غطاها تقريبا ، ثانية فاصلة ثم سمعت صوت زين  يعود متسائلا بتوتر ( هل انتهيت ) لما لا يغادر ويكف عن ت***بها لم فقط يجب ان تكون امامه هو هكذا ، ارجوك اتركني غمر لاجرجر اذيال حرجي ، تن*دت بارتجاف متمتمة بخفوت (فقط اتركني ) ولكنها ما ان انهت كلمتها حتى وجدت نفسها ترتفع بين يدي زين  اللذي حملها سريعا وتحرك باتجاه غرفتها ، ارادت مقاومته ولكنها لم تكن تملك القوة حتى للكلام ، كل اعصابها كانت ترقص بارتجاف محرج ومتالم ، عيناها المن**رتين اللتان رفضتا ان ترتفعا لتريا زين  ، يداها المتشبثتان بالدثار وكان روحها معلقة به ، شعرت بنفسها توضع على السرير وبصوت زين  القلق يعود (فقط ،ارجوك فقط طمنيني انك بخير ، صدقيني شمس لم ارى شيئا ، هل هذا يريح،.) انقطعت كلماته اثر صوت اجهاشها بالبكاء وكلمتها الخافتة الراجية له ( ارجوك اتركني الان ) سمعت صفير تنفسه ثم ، صوت اقفال الباب بعد خروجه ،. ارتمت على السرير متقوقعة على نفسها بداخل الدثار ،. بكت حتى شعرت بدموعها تنفذ ، لماذا يحدث معها هكذا دوما ، لماذا تعاندها الدنيا وتقذف لها الاسوء ، ظلت على حالها حتى غفت عيناها ونامت من اوجاعها الجسدية والنفسية ،. استيقظت في الصباح على رائحة القهوة وسمعت الجلبة البسيطة القادمة من الطابق السفلي ، هل كان ما حدث معها كابوس ،. نظرت الى نفسها وجسدها العاري المتقوقع بالدثار ، هذا دليل ان ما حدث حقيقة شمس ، حقيقة ستلحقك طوال الوقت ، حسنا تنفسي بعمق الان ولا تعودي للانهيار فلكل مشكلة حل ، سمعت طرقة خفيفة على بابها اخافتها فاعادت احكام الدثار عليها متظاهرة بالنوم ، ثوان بسيطة فصلتها قبل ان تسمع خطوات الشخص المغادرة مكانه ، هذا افضل فهي لن ترغب برؤيته مرة اخرى وبالتاكيد لن تبقى هنا وستذهب الى فندق كما هو مفروض منذ البدء اما بالنسبة لامانها فستعين حارس شخصي لها ، بعد مرور نصف ساعة ساد الهدوء اركان المنزل وتاكدت شمس من مغادرة الجميع جلست بحذر وظهرها يأن من الم سقوطها بالامس ، تحاملت على نفسها ووقفت مبدلة ثيابها ثم اجرت اتصالا بسكرتيرتها واملتها مجموعة من التعليمات ، عندما انتهت سمعت طرقا خفيفا وصوت سامية يعلو (سيدة شمس ، افطارك جاهز ) ، وهل حقا ستاكل ومعدتها ماشنجة هكذا ، تن*دت مجيبة ( اجل سامية يمكنك الدخول ) والان حان وقت مواجهتها لكل مشاكلها فهي لم تعتد الهرب ويجب ان تكون اكثر قوة وثقة ، هذا ما حدثت شمس به كيانها لتتمكن من التماسك والوقوف على قدميها كمة اعتادت وراء كل مشكلة . سمعت شمس صوت باسم الخائب وهو يقف على باب حجرتها قائلا ( لا يمكن ان تكوني صادقة ، هل حقا ستغادرينا ، انا لم اوقظك اليوم حتى لا اتعبك وتغادرينا ، لماذا تتركيني هل احزنتك بشيء ) رفعت شمس عينيها عن رسمة الثوب اللذي كانت تكمله واشارت الى باسم ليتقدم اليها ثم احتضنته بحنان مجيبة (صغيري ، يجب ان اعود الى منزلي اليس كذلك ، ولكني بالطبع لن اتركك فانا سارتك بالعمل ، كما انك يمكنك زيارتي في اي يوم ، ثم من اخبرك اني ساغادر ) اجاب باسم بصوت باكي ( للتو قالت سامية لابي وانا سمعتهما ، ولكن لما لا تبقين قليلا فقط فانا لم استمتع معك بشيء كما لم تعلميني مثلما وعدتيني ) عادت شمس لتتحسس شعره بحنان متخللة اياه باصابعها وشفاهها تقبل راسه متن*دة بعمق ( اعتذر يا صغيري ، ارجوك سامحني ، بالطبع ساعلمك ما تريده ) كانت كلمات باسم كالخناجر في قلب شمس فهي اكثر من يعلم شعور فقد الام والبحث عن حنانها فيمن حولك ، تمنت من قلبها لو يوافق زين  ان يجلبه اليها يوميا ، محبته الغريبة التي تسللت بقلبها اثارت تعجبها ولكن ، طفل ذكي مثله ينشر بالتأكيد ينشر الحب في كل مكان ،. كانت مضطرة للمغادرة بعدما حدث لها ، طلبت من سكرتيراتها ان تجلب لها بعض العقود لتمضيها ثم اعطتها بعض التصاميم المنتهية ليقومو بطبعها وتجهيزها وبعدها طلبت منها ان تبحث لها عن شقة بها امكانيات امنية عالية وشركة حراسات خاصة حتى تعين حارسا لها ، سمعتها سامية وسالتها ان كانت ستغادرهم فاجابتها شمس بصدق عن نيتها بالاستقلال بروحها فاعتمادها على زين  يجب ان ينتهي ان كانت تريد النجاح وايضا لتتمكن من وأد مشاعرها في مهدها ، يبدو ان سامية ابلغت زين  بقرارها ، عندما خطر على بالها اشتعل وجهها احمرارا واختار ايضا تلك اللحظة ليدخل عليها واسمع صوته قائلا لابنه ( باسم اتركنا لوحدنا ) ، اخفضت انظارها وقبلت باسم مرة اخرى قبل ان يغادر وابقت تركيزها على يديها المعقودتين فوق قدميها ، ساد ال**ت المكان لدقيقتين ثم سمعت تنهيدة زين  قبل ان تشعر به يقترب ويحتضن بيديه يديها جالسا على قدميه امامها متسائلا ( في البدء ساسألك هل انت بخير الان ) وعندما حركت راسها بموافقة محاولة ان تتماسك فلا ترتجف او تبكي عادت لتسمع صوته بلهجة حنونة ذكرتها بعتاب والدها لها ( حمد لله ، شمس ، صدقيني ما حدث امر عادي ويحدث مع كل شركاء السكن ولا يستحق ان تتضايقي او تحرجي يعني لم يحدث شيء ولم ارى شيء لقد نسيت كل شيء يتعلق بما حدث وازلته من ذاكرتي وكانه حلم ، ان الموقف ابسط مما تحملينه فكلانا راشدان وانا كنت متزوجا شمس ولست ا**ق او مراهق لتهتز صورتك امامي بسبب ما حدث فانت كأختي يا صغيرتي ثم ان مغادرتك ليست صحيحة وليس موضوع الامن هو المهم ولكن يجب على عمك ان يفهم انك لم تعودي وحيدة وان هناك من يحميك ويساندك ويحفظ حقوقك ، دوما ما كان يستغلك لظنه انك لوحدك ولذا يجب ان يخاف منك ويحسب لوجودك مئة مرة لان وراءك من سيوقفه عند حدوده ، الحرس الشخصين يمكن شراءهم ولكن الاصدقاء الحقيقين يبقون كجدران ودروع تتلقى الصدمات ، ثم ساخبرك امر ، والدك عاملني كابنه في وقت كنت افتقد به ابي اللذي توفي وانا صغير ، ضمني اسفل جناحه وعلمني ووقف الى جانبي وساهم ايضا معي في مشروعي الاول ماديا ومعنويا ، صدقيني كنت اراه والدي وهو كان يناديني بني ، كلماته عنك امامي كانت كالوصية لي ولكني بسبب غيرتي منك لان لك والد عظيم وانت لا تعرفين قدره اسأت تفسيرها ، يعني تحدثه الدائم عنك امامي ،شعوره بانه ظلمك وقلقه عليك لانك وحيدة واحساسه بطيبة قلبك وعدم معرفتك قيمتك وذكاءك كل هذا غرسه بداخلي رغم انكاري وهروبي ، في البدء تنصلت منك لانني حقدت عليك كيف تكونين بهذه الصورة ووالدك يراك ملاك ، ثم عندما صدمتني بخيانتك لوصية الوك انتابني احساس بالاستكار والاشمئزاز لانك ع** ما يريدك ابوك ولذا ابتعدت عنك اكثر ، عندما عدت ورأيت ظلمي لك وما تعرضت له لوحدك شعرت بذنبي او باني خنت امانة استاذي وابي ، لذا اردت الوقوف بجانبك حتى اعوض هذا الشعور ، ارايت ، احساسك بالامتنان لا داعي له فرغم عدم تعاملنا سويا الا ان كلانا يشعر في داخله بانه يعرف الاخر ويألفه كما لو تربينا سويا فكلانا استقى العديد من نفس المص*ر وهو والدك ،. لذا ارجوك لا تدعي حدثا سخيفا يمنعني من سداد ولو جزء بسيط من ديني لوالدك كما توقفني عن تنفيذ امانته ، اعتبري ان ما حدث شيئ خارج وكانه لم يحدث واسقطيه من حسبانك ، لا تركزي على الامور التافهة او حتى على اراء الاخرين وفقط ابحثي عن نجاحك وامنك ، اريد تعلميك بعض ما علمني اياه والدك ، اريد ان نتعامل سويا كشريكين يهمهما نصيحة بعضهما انت اخبرتني ان الصدق ضروري لذا ساكون صادقا معك ، انت تخطئين الان عندما تحدين تفكيرك في شيء لم يهز او يغير اي شيء من صورتك امامي فلازلتي اختي التي ساحافظ عليها ) كلماته اثرت بقلبها كثيرا وبشكل متضاد ، احست بتفاهتها لظنها ان منظرها سيلفته او سيتذكره وعلى ما يبدو انه لم يهتم له اصلا حتى ان سؤاله الدائم عن حالها دلها انه لا يراها كامرأة انما كما قال كأخت له ، في نفس الوقت كلماته عن والدها وشعورها بمنطقية حجته احرجتها واشعرتها بالامان ، انها تحتاج الان لوجوده حتى مع خوفها الاعتياد عليه ولكن ، عمها ليس انسان سهل ولن يتركها تنجح لوحدها لذا معه حق فوجوده سيخيف عمها قليلا ، تن*دت بعمق وغصتها ترتفع اقوى من السابق لان اذعانها لزين  اعتراف منها بعلاقة الاخوة بينهما وهذا ما يخيفها لان تشوشها من ناحيته يزيد غضبها على نفسها ، ربما احتكاكها معه سيقلل من مشاعرها المجنونة ،. حركت راسها بموافقة متالمة وعقلها يردد بتواتر ( فقط تاكدي انك اخته ، فقط ) شعرت بيد زين  ترفع راسها وبابتسامته تنير وجهه و ، قبة رقيقة على جبهتها كختم تاكيد على براءة تفكيره بها ،. قبلة اوجعتها بمعناها واحرقتها بلمساتها ، صوته السعيد وكلماته المتسللة بحماس لها في تلك اللحظة زادا اصرارها على انهاء اي شعور اثاره بها ( اشكرك يا صغيرتي على ايمانك وثقتك بي ، والان اياك ان تخفضي عيناك امامي فانا احب رؤية صدقك وشعورك بهما فهما مرآة روحك ، وهيا لنتناول الغذاء سويا فانا جائع ، هل تسمحين لي برفعك ). مرت الايام التالية بنفس المنوال ، شمس تعمل في المنزل وسكرتيرتها تمدها بما هو مطلوب ، زين  يساعدها بالت**يم وينقل ت**يماتها لرفيق في الشركة ، باسم يشاركها صباحها ويرسم ويلون الى جانبها قبل ان ينضم الى المخيم اللذي اشركه به والده ، غالبا لياليها تقضيها بالعمل او بمناقشة زين  بالتصاميم قبل ان تختلي بحجرتها لتهرب من زين  ومشاعرها التي حاربتها بكل قوتها وبقسوة انبت فيها كيانها وروحها ، حاولت وضع كل مشاعرها وتشوشها في رسماتها والوانها مما زادهم بريقا غريبا مثيرا للحيرة ، تعلمت من زين  الكثير ولكنها ابقت علاقتهم بحدود الرسمية حتى تتمكن من التحكم بمشاعرها ، دربت نفسها على المشي واصبحت ترفض ان يحملها باي شكل كان ، وبعد مرور اسبوع ونصف ابلغت زين  برغبتها في العودة الى العمل خصوصا بعد ان طمأنهم الطبيب على قدمها ،. وافق زين  شرط ان تنقل عملها الى الطابق السفلي لمبنى شركته واللذي كان فارغا فخصصه زين  للمشروع المشترك بينهما مرتبا مكتبا لها ولرفيق وله ليتمكنو من الاجتماع وهكذا لن يقلق عليها في تلك الليلة التي سبقت ذهابها الى العمل نزلت الى المطبخ ليلا في الساعة الحادية عشر لتشرب كوب حليب يمكنها من النوم اللذي جافاها وكانت هذه المرة الاولى التي تغادر حجرتها ليلا بعدما حدث معها ، وضعت الحليب على النار وانتظرته حتى سخن ثم سكبته في كأس وجلست على كرسي امام طاولة المطبخ لتشربه بهدوء ، ما هي الا لحظات حتى تفاجأت بزين  الخارج من الحمام في الطابق السفلي ويداه تجففان شعره بمنشفة وص*ره العاري مبتل بقطرات ماء يبدو انها من اثار استحمامه وقد ارتدى فقط بنطال منامة ازرق ، شعرت بانفاسها تغادر ص*رها وعيناها تصتدمان بصورة زين  الحميمة والمثيرة والذي تفاجأ بوجودها فتلعثم قائلا بحرج ويداه تسدلان المنشفة على اكتافه وجزء من ص*ره ( اوه شمس ظننتك نائمة ، اعتذر لم اعلم انك هنا ، صنبور المياه الساخنة في حمامي يبدو انه يوجد به عطل لذا اضطررت ان استخدم هذا الحمام ساذهب لاكمل ارتداء ملابسي ثم اعود اليك ) حسنا شمس ، ان الله يصر ان يضعك باختبارات قوية ، ارجوك تذكري بروده وعدم تاثره بك وانت عارية بالكامل وتصرفي وكان الامر عادي ، لا تضعي نفسك في حرج اكبر فلقد اخبرك ان هذا عادي مع شركاء السكن ، خذي نفسا عميقا ، حركي راسك بلا مبالاة وركزي انظارك على كاسك واجيبي بصوت عادي وكان ما رايته هو فيلم في شاشة تلفاز وليست المرة الاولى التي ترين رجل عاري فلقد كنت متزوجة ، اشعريه بقوتك في حروفك وبعدها انهاري كما يحلو لك ، فقط تحاهلي ،تجاهلي اي مشاعر الان ، خذي نفس اخر وتكلمي ( لا عليك زين  لم يحدث شيء فالامر عادي فهذا منزلك بالطبع لم تفسر لي ما تفعله ، ان التفسير من نصيبي فانا شعرت بالارق واردت شرب كاس حليب لاتمكن من النوم ، هل تحب ان اسكب لك كأس ) احسنتي شمس رغم جفاف صوتك الا انك نجحت تقريبا المهم الا ترفعي عيناك وتبقي تركيزك على كأسك ، بالتاكيد سيغادر المكان وسيعتذر منها ولكنها سمعت صوته الهادئ القريب واللذي نبأها انه تحرك بالتجاهها ( معك حق بالتاكيد رايت من رجال ايطاليا دون ذكر زوجك الكثير هكذا ، يعني في البحر سترين اكثر من هذا ، اعذري احراجي منك لقد خفت ان تخجلي يبدو انني جعلتك تشعرين بالحرج بتحدثي هكذا وكان وجودي سيؤثر بك ، حسنا لنتناسى الامر وبالطبع سارحب بكوب حايب لو سمحتي ، هل انت مستعدة للعمل غدا ) ماللذي يحدث شمس ، هل تعمد ايقاعك بالفخ ، ام هل يراك انسانة جريئة ، يارب ساعدني فقط على تصنع البرود ، لا تنظري اليه شمس واسكبي الحليب بيد ثابتة ، لا ترتجفي معه حق في البحر ترين مناظر اكثر انكشافا ، انه يمد يده السمراء امامي لياخذ الكاس ، هل يتعمد هذا ، هل يريد اختبار كلامك ، هل جننت انه فقط لا يريد ان يحرجك ويرتدي ملابسه فستظنين انه يخاف من نظراتك او يتوتر ، انه يسالك شمس ولكن ما هو السؤال ، لماذا عقلي السخيف لا يفكر بشيء وكانه اخذ اجازة ، حسنا انتهى ارفعي نظراتك وابتسمي بهدوء وكان الامر عادي ثم غادري المكان و*دا سافرض نفسي على رفيق وابتعد عن زين  كليا حتى ارتب افكاري ، رفعت انظارها اليه بجرأة غريبة استمدتها من حنقها على نفسها وعلى بروده منها واجابت تساؤله ( اجل مستعدة ومتشوقة للعمل مرة اخرى مع رفيق ، والان عن اذنك ، فيجب ان انام لان الحليب قد اتى بمفعوله ) تحركت شمس بسيطرة مركزة جل اهتمامها على التحكم بذاتها وصوته الموافق يتبعها ولكن ،هل ستتركها الدنيا دون ان توقعها كالمعتاد ، فتركيزها غاب عنه قدم الكرسي اللتي علقت بقدمها فكادت ان تسقط لولا استنادها في اللحظة الاخيرة على الطاولة ، رات يد زين  تمتد باتجاهها وصوته القلق يعلو متسائلا ( هل انت بخير ) لقد اصبحت تكره هذا السؤال لما يفعله في قلبها من احتفال راقص على اثره ، ابعدت نفسها فورا عن يديه فهي لن تحتمل لمسته وجسدها الخائن مشتعل هكذا بسببه وبررت حركتها بسرعة ( انا بخير يجب ان اعتاد الوقوف لوحدي اشكرك ) واكملت مشيها ونظرات زين  المتمعنة تحرق ظهرها وتأكدها بان تصرفها اثار استغرابه ولكنها لن تهتم فكل ما تريده الان ان تبتعد عنه وتبقى بمفردها مع ذاتها .  
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD