اللقاء الأول
الفصل الثالث
سمعت التصفيق المشجع لها وللمتسابقين وصيحات المتجمهرين تعلو مع خروج اول متسابق وخسارته ،. بقيت في تركيزها وتناولها الكيك بهدوء وسرعتها تزيد وروحها تلقي همومها في هذه الاطباق التي تتناولها ،. ستنجح رغم الصعاب ، ستنجح مع كل الالم ، حتى ان اثبطها الجميع ستنجح وان توقع الكل فشلها ستنجح ،. ستعلو الثمة بالتدريج والصبر ،. ستصل لهدفها بالمثابرة والقوة ، ستوقظ في قلبها روح التنافس ولن تضعف او ترضخ ، ستنسى كلمات زوجها لها عندما كان يضحك عليها وعلى غضبها وغيرتها مجيبا اياها باستنكار ( من تعتقدين نفسك حتى تعترضي علي ، ما انت سوى فاشلة رضيت بها كزوجة رغم ضخامتها ، يجب ان تقبلي بما امنحه لك وان تقبلي وجود عشيقة لي فهذا امر طبيعي ، انت لا تكفيني ولا تمنحيني المتعة التي ابحث عنها ولكني اعلم اني اكفيك وامنحك قمة اللذة ف*نهداتك بين يدي دليل على استسلامك لي فاكتفي بهذا هل فهمت ) اجل كانت تستسلم له كحمقاء وتظن ان اندماجها معه سيمنحه ما يتمناه ولكن ،. دائما ما اشعرها بنقصها وحطم معنوياتها حتى اصبحت تقبل بوجود شريكة معها وكان هذا امر عادي ، رغم انها غيرت نفسها وامتنعت بكابتها عن تناول الطعام ومارست الرياضة حتى غدا جسدها كخيال ،
ولكن هذا لم يكفيه ولم يزل صورتها الاولى من عينيه والتي ظل يذلها بها كنقطة سوداء مستمرة ، لماذا كانت تستمر بال**ت والخوف وتقبل بالفتات ، لماذا طمس عليها باحلام الحب فظنت ان حبها سيشفع له دائما وسيساعدها لتبقى صامتة على اخطاءه ، حتى الحب فهمته بشكل خاطئ معه ،. استيقظت من ذكرياتها على صوت علو التصفيق لها بعدما انسحب المتسابق الاخر من امامها ،. ياللهي لم تنتبه على نفسها وهي تاكل كالمجنونة ، شعرت بمعدتها تان الما وبراسها يطن وجعا مما قامت به ولكن نظرات الفرح والاستغراب التي احاطتها جعلتاها ت**د ، تقدمت من المعلن اللذي رفع يدها بذهول سعيد معلن انتصارها وسلمها علبة صغيرة مغلقة كهدية لها ، اشارت بالموافقة وفجاة شعرت بمعدتها تعلن العصيان فركضت من امام الجماهير المصفقة بحرارة لها ويدها تحبس فمها ، وقعت انظارها على حاوية المهملات فوصلتها باعجوبة لتلقي كل ما في جوفها وعيناها يدمعان من شدة المها ، ماللذي فعلته بنفسها ولماذا استمتعت بعذابها ، اخذت تسعل ودوارها يزداد بقوة ومازال غثيانها وقيؤها مستمر ، للحظات تمنت من يقف ليساعدها ،
للحظات ارتسم والدها في مخيلتها فشعرت بيد تربت عليها وبصوت حنون يسالها ( هل انت بخير ايتها المجنونة ، هل حقا هذه الهدية تستحق ذلك الالم اللذي تشعرين به الان ، كيف فعلت هذا بنفسك ، يجب على معدتك ان تقاضيك وترفع احتجاجها لحاكم الدولة ، اهدأي الان ،. انت بخير ،. اشربي الماء ، قليلا فقط حتى تغسلي هذا الطعم الكريه من فمك ) لماذا هو بذات لم تعلم ،. هل يجب ان يكون شاهدا على كل لحظات جنونها ،. ارتفعت انظار شمس الى وجه زين الضاحك ورأت المنديل بيده وهو يساعدها على مسح فمها ويده الاخرى تربت برقة على ظهرها ، كلماته اوجعتها واراحتها ، لا تعلم الان هل هي سعيدة بوجوده ام تعيسة لرؤيته لها هكذا ، وجدت صوتها اخيرا لتقول بخفوت ( اشكرك ) وعيناها يقفلان مع تعبها ،.
احست به يحملها فحاولت المقاومة خصوصا مع ملابسها الملوثة من الطعام والقيء ولكنها سمعت صوته القوي قائلا ( اهدأي يا مجنونتي فساخذك على هذا المحل لتنظفي نفسك في الحمام ثم سنتناول فنجان قهوة لتريحي معدتك الثائرة ) كلماته البسيطة جلبت الدموع لعينيها ، هل سيوجد شخصا في يوم ما سيخاف عليها ويهتم لها ، . استيقظي شمس ولا تعودي للبحث عن احد واعتمدي على نفسك ، تلك الكلمات التي اعتادت ترديدها دائما رغم شعورها بالالم ، . سمعت همسته الرقيقة لها وهو يساعدها على الوقوف ويده تزيل دمعتها الفارة عن وجهها ( اتعلمين انك اغرب شخص قابلته بحياتي ، عندما رايتك للتو وانت تتحدين من يفقنك حجما بدون ان يهتز لك جفن ظننت انك حمقاء ولكن ، قوتك وعزيمتك وثقتك وصبرك وهدوءك الغريبين وانت تتناولين الطعام اثارا اعجابي ولاول مرة ارى امامي معجزة تحقق فقط بالصبر ،
والان وبعد كل هذه القوة تبكين بهذا الضعف ، . مهما كان سببك لخوض هذا النزال فيجب ان تفخري فالنجاح مهما تلون او تغير فهو نجاح ، الغريب انك بثثت روح التحدي والقوة لكل من شاهدك اتعلمين هذا ) حركت شمس راسها بعلامة النفي وقالت بخفوت ( كلا لم اعلم ولكني كنت سعيدة بتشجيعهم ، اردت ان احتفل فلم اجد سوى هذه الطريقة المجنونة ، لقد كنت بطلة دوما في هذه المسابقات في صغري واعلم استراتيجية فوزها ) ضحك زين على اجابتها وعيناه تراقبانها بحنان كطفلة متمردة مما جعلها تستغرب نظراته وسمعت اجابته المشجعة ( حسنا ايها البطلة ، لنكمل الحديث بعد ان تنظفي نفسك ، سانتظرك خارجا وساطلب فنجاني قهوة واعتقد انك ستحتاجين لهذه ) وابتدأ بخلع سترته ، ارادت الاعتراض والرفض وخافت ان تصدق ان من امامها هو نفسه زين القاسي اللذي دائما ما يوبخها ، فتحت فمها لتتكلم ويده تعطيها السترة ولكن عادت معدتها للثورة بقوة فوضعت يدها على فمها وتحركت باتجاه الحمام وضحكات زين وكلماته تلاحقها ( ارايت كيف تنتقم منك معدتك ، . فلتذوقي ثورتها ) ،
وقفت شمس تنظر الى نفسها بيأس ووجهها الشاحب وعيناها الزائغتان تظهران ما تشعر به من الم ومع ذلك كان شعور غريب بالخدر يجتاحها ، وكانها ثملة بقوة وترغب بالتحرر من كل اعبائها ، نظفت قميصها وارتدت سترة زين لتخفي بقع الماء التي على قميصها والتي اظهرت ما تخفيه اسفلها بشكل فاضح ، اعادت النظر لنفسها باستنكار ، هل يعقل ان يكون زين هو من كان يمازحها للتو ، وهناك امر اخر للتو ابتدأت تستوعبه ، . هي ستعمل مع زين لعام في تلك المنحة التي **باها فهو سيكون مسؤول عن تصاميم الاطفال وهي عن تصاميم النساء ، . ارتفعت ضحكتها الساخرة من نفسها محاولة استيعاب ما سيحدث ، . زين سيعمل معها هي ، . زين اللذي لا تستطيع ان تكون جملة كاملة امامه سيكون شريكها ، . يبدو انها ثملة حقا ، . خرجت من الحمام وضحكتها لا تفارقها واحساسها بالجنون يطغى عليها ، . راته يشير لها فتقدمت نحوه ورائحته تغمرها اكثر ، ربما هي سترته من يثملها ، راى ضحكتها فنظر باستغراب لها متسائلا ( هل انت بخير ، ما بك ) اجابته بتحرر غريب وهي تجلس مقا**ه و تشمله بعينيها قائلة ( كلا لست بخير ، .
يبدو انني ثملة رغم ثقتي من ان الكيك لا يحتوي على الكحول هل تصدق هذا ) وغرقت بضحك جعل زين يضحك عليها وهو يعيد سؤالها (هل انت رفيق ة ، يعني حقا هل انت ثملة )، رفعت كتفيها بمشا**ة ثم رفعت اصبعها امام وجهه محاولة تقليد لهجته باجابتها ( هل انت ثملة حقا ، . اتعلم انك تملك هيبة مخيفة تجعلني دوما اخطئ بالاجابة عليك ، وكأني ارى ابي ، لا اعلم كيف يتكلم معك باسم هكذا بعذه الشجاعة وانا اخافك كطفلة صغيرة ) نظراته التي رمقتها جعلتها تدرك انه متفاجئ مما تظهره امامها ، اجابها بحذر ضاحك مستغرب ( احقا ؟ ، يعني تخافين مني انا ، غريبة لماذا يا ترى رغم اننا لم نتقابل كثيرا و ، ) قاطعته شمس بمشاغبة ممسكة يده الموضوعة على الطاولة لترفعها امامه وهي تعد على اصابعه قائلة ( الاولى عندما كنت مراهقة في السادسة عشر ووقتها جعلتني اشعر باني حشرة ، لم اعلم انك ابنته سوى للتو ، . ماللذي قصدته وقتها ها اجل انا ابنته هل لد*ك اعتراض ، .
والثانية عندما تواجهنا بموضوع ارض المنتزه ، اتعلم وقتها على قدر احترامي لك لكونك ارمل اعزب يربي ابنه ويهتم به على قدر كرهي لك وانت تحاكمني على قراراتي دون ان تحاول فهم اسبابي ثم ماعلاقتك ان كنت وسط ضباع او وسط حديقة ح*****ت ، اتدري ما المضحك في الامر انني ممتنة لك الان لوقوفك في وجهي اليس هذا غريبا ، لماذا كلما قابلتك تحدث العجائب معي ، ثم لما سخرت من زواجي ، اجل اعلم ان زواجك مثاليا وان زوجتك هي حلم حياتك وقد عشتما قصة حب اسطورية تغنى بها موظفوك امامي عندما جلست معهم ولكن انا ايضا كنت سعيدة ، يعني ، اووف ، اوف ، لا تنظر الي هكذا وكانك تعلم خبايا نفسي ربما كنت تعيسة ولكني ظننت نفسي سعيدة او ، انتظر قليلا اجل كنت سعيدة ولكني اكتشفت اني تعيسة ، او اتعلم ، يبدو انني كنت سعيدة تعيسة ، او تعيسة سعيدة ، او ، لا تضحك ، ) رمت شمس يد زين من يدها على الطاولة وهي ترفع اصبعها بتحذير له وعيناها تراقبان ضحكه المكتوم فزاد غضبها لتنفجر اكثر امامه وهي تقف مترنحة ( الان انت تقول اني مجنونة ، يجب ان اشعر بالحرج ولكني ارغب بض*بك ، اليس غريبا ، اهابك وارغب بض*بك لانك تجعلني اواجه نفسي وابي فيك ، . ساتركك قبل ان احرج نفسي اكثر خصوصا اننا سنعمل معا ، تخيل من لا تعجبك بشيء ستضطر ان تعمل معها يالحظك التعيس و ،
لماذا تمسكني وتمنعني من المغادرة ) نفضت شمس يدها من يد زين اللذي وقف ليمسكها ولكنه اجابها محاولا تهدئتها ( مدام يوشان ، ما رايك ان تجلسي وتشربي قهوتك وتحدثي بما تريدين فساعدك الا اضحك ، ثم اجل سنعمل معا ولكني لست مضطرا بل سعيد بمشاركتك فمن تحدثت اليوم عن المرأة بكل هذا الفخر هي انسانة رائعة وان شابها بعض السواد فيبدو انه سواد سيزول مع الزمن لتعودي بيضاء نقية كما تمناك والدك دائما ، والان اجلسي شمس ما رايك ) كلماته كانت كالمهدئ اللذي جعلها تجلس وقواها تخور وهي تضع راسها بين يديها لتخفي دموعها وصوتها المرتجف يعلو ( ياللهي كم كنت احتاج ان اسمع هذا من اي شخص ، ان اشعر اني جيدة وان ابي سيفخر بي ، حتى اني تحدثت مع عمي كالحمقاء ليحطمني بكل جبروته ويوقظني على كابوس حقيقتي ، ماللذي افعله وهل انا على صواب .،هل سانجح وهل سيسامحني والدي ، هل ساتمكن من تنفيذ وصيته ام اخفي راسي كنعامة واستمر فقط بالعيش ، لماذا اتكلم معك انت بذات بكل هذا ولماذا انفجر امامك ، انت اكثر شخص ساموت حرجا منه ومع ذلك لا استطيع ان ا**ت ولازلت اتكلم ، انا ، انا ، ) وسحبت شمس انفاسها بعمق وصوتها يختفي داخلها ، ماللذي يجري لها وكيف تتحدث بكل مخاوفها امامه هكذا وهو احد اهم توتر اعصابها ، لماذا تشعر بانها تحدث والدها وتبث همومها لصديقها وتتكلم انام مساندها رغم ثقتها من انه زين ،
ومن انها لو نظرت اليه الان ستجده ينظر اليها باستخفاف او احتقار او الادهى بشفقة ، ربما يجب ان تقوم وتنهي هذه الدراما التي افتعلتها ، حاولت مسح دموعها من وجهها وهي خجلة من رفع عينيها ولكنها تفاجئت بصوت زين يقول بهدوء حنون ( مهما كانت تجربة زواجك وان كانت سعيدة او حزينة فهي تجربة كان يجب ان تعيشيها لتصلي الى هنا ولتتكون شخصيتك بهذه القوة وهذا الثبات ، لقد اخبرتك للتو كم بثثت القوة في انفس الكثيرين وانت تتحدي الجميع بصبرك ، تلك الاخطاء التي عايشناها في حياتنا ما هي الا ثمن نجاحنا ، حتى زواجي المثالي وحب حياتي العميق كانت به ايام شعرت فيها بحزن شديد وبفقدان الامل ولكن ، مثلما قلتي ، دوما غدا يوم جديد وفجر جديد وتجربة جديدة ، والناجح فينا هو من يؤمن بغده ويتعلم من امسه ويغيش حاضره بسعادة ) رفعت شمس عينيها بذهول اليه وهي ترى نظراته الفخورة لها ، . وللمرة الثانية تعجز عن الكلام امامه وتنسى كيف تتنفس وعقلها يتوقف على ملامحه الداعمة لها وابتسامته المشجعة ، . هل حقا هذا يحدث لها ؟
حاولت شمس ان تتماسك امام كلمات زين ولكن الدهشة التي ارتسمت على وجهها جعلت زين يضحك باستغراب متسائلا (حسنا، ماللذي تعنيه هذه النظرة ، هل توقعت شيء اخر ) عقدت شمس حاجبيها ناظرة اليه بتمعن قبل ان تجيب ( بصراحة توقعت كل شيء سوى ان تشجعني ، لا اعلم ولكنك متغير معي ، اتعلم اني خائفة حتى من سؤالك عن السبب ) امسك زين ضحكته امامها بعد ان ضاقت عيناها عليه بتحذير واجاب (احم ، ياللهي يبدو انني حقا كنت سيء معك ، . حسنا لنوضح بعض الامور ، يعني ، حسنا صدقيني انا في السابق لم اتعمد الحكم عليك بشكل سيء ولكن دائما ماكنت اجدك في اسوء المواقف ومع ذلك فكلام والدك عنك بشكل متكرر امامي طوال فترة عملنا سويا جعلني اكون عنك فكرة واشعر اني اعرفك ، لذا عندما كنت تخالفين هذه التوقعات كنت اغضب لاني اشعر بانك تخونين والدك وتربيته ونظرته لك ، . عندما رايتك هذه المرة رايت تلك الفتاة التي حدثني عنها استاذي ،
ابنته التي يفخر بها رغم كل شيء ، الان افهم شعوره فلدي ابن اراه الاحسن في الكون حتى مع عيوبه ، وكلماتك للتو معي اكدت لي ما توصلت اليه ، لذا صدقا ارغب بالوقوف الى جانبك والعمل معك فلوالدك دين كبير في رقبتي فهو سبب تميزي ودائما عاملني كابن له لذا سيسرني ان اعاملك كاخت لي ان سمحت بهذا ، و، يجب ان تحذرك فانا اخ صعب لا يقبل بالخطأ وسيواجهك بكل قوة حتى يمنعك عنه ، كما انني لا اقتنع بالتهاون وال**ل واعلم ان الجميع قادر على صنع المعجزات ، . عملنا سويا وان كان بشكل جزئي سيسمح لي ان اقدم لك كل خبرتي بمجالك والتي استقيتها من والدك رحمه الله وساكون سعيدا بمد يد المساعدة لك حتى تعود شركة دوغان للصدارة ، بالمقابل اريد منك ثقة عمياء بي وصراحة واضحة مثلما فعلتي للتو ، اغضبي علي واجهيني بافكارك ولاتسمحي لي التسلط عليك حاولي اقناعي بتصرفاتك ولاتخافي من عرض ارائك علي حتى لو اخبرتني صراحة بخطأ تفكيري وواجهتي غضبي فلا تهتمي وا**دي وتشجعي واهم شيء الا تسمحي لاحد ان يخضعك وابقي قوية ، ساحاول دوما ان اتروى بالتحدث معك والحكم عليك ولكني لا اعدك بذلك فانا عصبي بشكل مجنون خصوصا في العمل لذا لا تظني ان صراخي عليك سيكون موجه لشخصك او لكرهي لك انما هو سيكون بسبب العمل او تصرف قد لا استسيغه منك ،
سنتعارك بالتاكيد فكل البشر يتشاجرون ، .الا انني واثق من محاولتي الدائمة ان لا اظلمك بقراري وحكمي بعد ذلك ، هل توافقين ) كانت هذه الكلمات اغرب ما سمعته او توقعته شمس ومن اخر شخص ظنت انه سيساعدها تلعمثت حروفها مجيبة بخوف غريب سيطر عليها لاقبالها نحو المجهول ( ولكني لا استطيع مواجهتك كما اني لم اعتد ابداء راي لاحد فهو دائما خاطئ و ، ) توقفت شمس عن الكلام امام نظرة الغضب التي ارتسمت في عيني زين فوقفت على اثرها بشكل مفاجئ مضيفة ( اتعلم ساريك شيئا ربما تفهم لما اخاف ان اخطئ امامك ) وامام انظار زين المستغربة توجهت شمس الى طاولة خدمة الزبائن واستأذنتهم ان يعطوها مرآة تناولتها وتوجهت الى زين حيث وضعتها امام عينيه قائلة ( اجل اخاف ان اخطئ امامك لاني كنت دوما محط سخرية الجميع و ، انظر الى نفسك في المراة لترى نظراتك كم هي مخيفة وتعلم سبب جبني امامك )
انتقلت نظرات زين بينها وبين صورته على المراة قبل ان ترى شمس ابتسامته الجذلى ووقوفه امامها مما جعلها تتراجع قليلا ولكنه منعها بامساكه يدها مجيبا ( حسنا فهمت عليك ولكني لن اكف عن هذه النظرات طالما انك لا ترين قيمة نفسك ، انسي ماحدث لك وعودي نفسك على المواجهة مثلما فعلتي للتو فانت اثبت كلماتك لي بما فعلته ، اتعلمين لن انتظر موافقتك فيبدو انك طفلة رغم كل تجاربك وساعاملك كباسم ، اي سافرض راي عليك وساتعامل معك وكاني ولي امرك و ، ) قاطعته شمس نافضة نفسها عنه بصوت غاضب ( كلا بالطبع لن اسمح لك ان تتحكم بي فانا هربت من تحكم عمي و ، لماذا تضحك ، انت ، .) وعادت لتراقب ضحكته وهو يرفع امامها المرأة لترى نفسها وسمعته يجيبها (هذه هي الملامح التي اريدها ، ملامح القوة والمقاومة ورفض الخضوع ، روحك الداخلية ترفض الخنوع وتثور عليك لذا لا تمنعيها واستمعي اليها ، والان لنغادر فبالتاكيد باسم ينتظرني مع يوسف و ، ) ارادت شمس الاعتراض والرفض ولكنه الجمها باشارة يده قائلا ( كلا ستسمعين كلامي فانا لن اتركك وانت بهذه الحالة ،
وحقا تاخرت على باسم ، لذا ستكتفين من التسكع الان وستذهبين معي لترتاحي قليلا فالمفترض ان يتم عقد اجتماع ثلاثي بين الشركات الثلاث الفائزات بمنحة المعرض مع الهيئة المنسقة للمعرض للاتفاق على امور العمل ، ويجب ان تكوني بكامل وعيك ، لذا هيا بنا ) اطاعته شمس مجبرة لمنطقية كلماته وتسلل الى قلبها شعور بالفرح الحذر بعدما رات اهتمام زين بها وعرضه مساعدتها واخوته عليها **ند تعلم انها بامس الحاجة له .
جلست شمس بهدوء على طاولة الاجتماعات منتظرة مجيء البقية فهي كانت اول الواصلين وسمعت طرق الباب وراقبت دخول زين ومعه شاب في غاية الوسامة فوقفت لتحييهم حيث عرفها زين على الشاب قائلا ( رفيق تورك ، مدير شركة ( fation) الالمانية لازياء الرجال والفائز الثالث عن قسم تصاميم الرجال بالمنحنة ،
انه الماني الاب وتركي الام ويرى في هذه المنحة فرصته ليفتتح فرع شركته في تركيا لذا يبدو اننا سننقل العمل لتركيا لان ذلك سيكون اسهل بتواصلنا ما رايكم ) صافحت شمس رفيق بترحيب قا**ه بنظرة اعجاب ويده ترفع يدها لشفتيه ليقبلها قائلا بصوت هادئ مثير ( ان كنت ساقابل هذا الملاك فلا مانع لدي ان اعمل في الجحيم ) رفعت شمس حاجبيها باستغراب ضاحك ولم تعلم لما نقلت عينيها باتجاه زين لترى ردت فعله فوجدته اشاح بوجهه عنهما حتى لا تظهر ملامحه المبهمة وان غلب عليها الاندهاش فاجابت بمشا**ة مرحة ( اشكرك سيد رفيق وانا ايضا متحمسة كثيرا للعمل معكما في اي مكان كان ) هز زين راسه بموافقة مجيبا بصوت هادئ ( اتفقنا لنعرض هذا على المسؤولين الان ).
انتهى الاجتماع سريعا بعدما اتفقو مع هيئة المعرض على اللقاء كل شهر ليقدمو لها التصاميم المطلوبة كمجموعة مشتركة بين الثلاث شركات على ان يكون اللقاء بينهم بشكل اسبوعي يتفقو من خلاله على طبيعة التصاميم وتنسيقاتها ليكتمل التمازج بين الثلاث اقسام وسيكون مقر اجتماعاتهم الاسبوعي في تركيا اما الشهري فسيتناوب مدراء الشركات الثلاث في الحضور لاسبانيا لتقديم التصاميم ، نظرت شمس الى رفيق اللذي اقترح عليهم ان يتناولو عشاء متاخرا ويحتفلو سويا فهزت راسها بالموافقة ولكنها تفاجأت برفض زين الاشتراك معهم لرغبته في الاستعداد لمغادرة اسبانيا في اليوم التالي وسمعته وهو يقول لها قبل ان يغادر ( ارجو ان لا تتاخري كثيرا في السهر وان تنتبهي على نفسك سامحيني ان اعتبرت هذا تدخلا ولكنه من باب النصيحة والحرص عليك ) لم تعلم لما اصبحت كلماته لها كالقانون اللذي تعشق تنفيذه رغم غضبها وثورتها ورغبتها في التمرد عليها ، .
ان ما يقوم به معها يجعلها تشعر بالامان رغم انفها حتى وهي خائفة ان تعتمد عليه لتجربتها السيئة التي خاضتها سابقا في الزواج ، . نفذت تعليماته بشكل لا ارادي فلم تطل السهر واكتفت بالعرف على رفيق بطريقة سطحية وان اعجبتها شخصيته ومرحه وقوة تعامله وطموحه وحماسه اللذي انتقل لها لتثور في نفسها مكامن عزيمتها ورغبتها بالنجاح تفوق خوفها وترددها .
استقرت شمس في تركيا في منزل والدها اللذي رفضت بيعه سابقا مثلما اراد عمها في زيارتها الاخيرة لتركيا وما ان دخلته حتى ثارت ذكرياتها فيها ، كيف كانت تقضي وقتها فيه ، حجرة عمل والدها التي تركتها كما هي ، حديقة منزلهم البسيطة والمهملة والتي قررت ان تبدأ باصلاحها وزراعة الورود فيها كما اخبرها والدها بان هذا كان عشق والدتها لذا لم تخلو يوم من الزهور طوال حياة ابيها ، . حجرتها وهي مراهقة ، .مركز اسرارها وموطن حماقاتها ، رات ملصقات فرقها المفضلة على الجدران ، دفتر مذكراتها في درج مكتبها ، ال**بها المصطفة على الارفف والممتلئة بالغبار ، .
ابتسمت وشعورها بصدى صراخ والدها عليها كلما دخل حجرتها ووجدها في فوضى عارمة ، . حجرة نوم والديها حيث قضى والدها لحظاته الاخيرة قبل ان يموت وحيدا وهي بعيدة عنه ، جلست على السرير سامحة لدموعها ان تغمر وجهها ويدها تتحسس مكان نوم والدها ، لم تكن معه في لحظة موته ، كان وحيدا ، . المها قلبها اكثر وهي تشعر بنفس الوحدة التي عانى منها والدها ، . كيف تركته هكذا بدون ان تحاول السؤال عنه ، . تركته بين جدران منزل ترددت فيه ضحكات والدتها وارتسمت سعادة والدها الماضية ، . تذكرت المرة الوحيدة التي زارت بها المنزل بعد وفاة والدها يوم جاءت الى تركيا وواجهت زين في موضوع الارض ، . انغمست في تلك الذكريات بشكل اعمق وتذكرت جنونها وقتها ، . كانت قد اصبحت ارملة منذ اربعة شهور وفقدت ابنها قبل شهر ، ارادت ان تهرب من نظرة الذنب اللتي احاطها بها عمها رغم ان موت جنينها لم يكن بسببها بل حدث كقضاء وقدر عندما اصيبت بالدوار بعد سماعها لاخر اخبار ونزوات زوجها ومواجهتها مع احدى عشيقاته العاملات في الشركة اثناء نزولها درج الشركة فسقطت على طوله لتخسر جنينها وتصاب ب**ر في قدمها ، . يومها كاد عمها ان يجن وحملها ذنب جنونها ، . ارادت ان تثبت انها اهل لهذه العائلة وان بمقدورها المساعدة فعرض عليها عمها ان يقومو بمشروع تجاري في الارض التي ورثتها عن والدها وحتى عندما اخبرته بان هذه الارض هي عمل خيري قدمه والدها للاطفال الفقراء وانها لا تملكها كاملة ثار بها واتهمها بالجبن والخذلان مما جعلها تريد ان تثبت ذاتها ونفسها فسافرت وكلها عزم لتشتري باقي الارض وتحولها للمشروع التجاري اللذي اراده وهنا ذهبت بمعتقداتها الخاطئة لتقابل زين ، تذكرت دهشتها عندما دخلت شركته للمرة الاولى وراته مع ابنه البالغ من الزين عام وشهرين والاخير بين احضانه اثناء عقده الاجتماع مع موظفيه وكيف كان يحمله ويلاعبه وهو يتكلم مع الموظفين والاغرب ان مكتبه جاوره حجرة خاصة لابنه مع مربيته وتواجدت بها سرير نومه وال**به ورسومات طفولية على الحائط
وعلمت وقتها من ثرثرة الموظفات ان اهتمامه الاكبر الان على ابنه وانه اوقف كل توسعات الشركة واكتفى بالاعمال الداخلية التركية ليتفرغ لتربية باسم فلا يفارقه ابدا ، هذا دون ذكر ان ابنه اصبح ملهم تصاميمه الجديدة ، وعندما استغربت افعاله فهي تتذكره كشاب مغرور وطموح وقاسي ضحكت عليها الموظفات واخبروها ان زوجته غيرته وقلبته لرجل متفهم يحتمل المسؤولية ويسامح الجميع ويساعد من يحتاج لمساعدة كما تسببت بتغير مجال تصاميمهم لغيرتها عليه من تعامله مع العارضات النسائية فوعدها ان يكتفي بالت**يم لابنه وللاطفال وشاركته هي الاخرى بذلك قبل وفاتها بحادث سيارة ، . يومها عندما واجهته وحاولت ان تعرض عليه شراء الارض نظر اليها بصدمة مذهولة وسالها ( هل حقا تعلمين ما تقولينه الان ،