الحلقه الثامنة و الثلاثون من رواية
غلطة أخي
???????
بعد مرور يومين
في المستشفى تفيق كوثر فتجد المحاليل معلقه في يدها و تجلس بجوارها امها و هي مرتديه الثوب الأ**د الذي لا يدل الا على الموت و الفراق
تتذكر سريعا كل ما حدث و ما مر فتبكي و لكن بلا صوت فلم يعد له فائده الحديث بعد ان ذهب كل شئ
والدتها : عيطي يا كوثر متكتميش حزنك يا حبيبتي
كوثر : هناء ماتت يا ماما صاحبتي و اختي و حبيبتي راحت خلاص
راحت و سابتني يعني خلاص مش حشوفها تاني طب انا حعيش ازاي من غيرها حعمل ايه في الدنيا و هي مش موجوده
والدتها : امانه و استردها صاحبها حنقول لاء حنعترض على حكمة ربنا
وحدي الله يا كوثر و استغفري ربنا كلنا حتموت يا بنتي واللي بييجي معاده بيمشي مبيستناش
كوثر : عارفه يا ماما و مؤمنه بربتا والله بس انا مش حقدر اعيش من غيرها غصب عني يا ماما مش بأيدي
والدتها : حتعيشي يا حبيبتي حتعيشي و حتنسي
كوثر : لاء انا مش ممكن انسى هناء دي اختي و حبيبتي انا تعبانه اوي يا ماما انا حسه اني حموت في بعدها عني اه يا ماما اه
والدتها و هي بتحاول تهديها : بصي عاوزة ترتاحي تعالي معايا شوفي امها و شوفي ابنها يمكن نارك تبرد لما تشوفي حته منها قدام عينيكي مش بيقولوا اللي خلف مماتش
هناء : ابنها احمد
والدتها : ايوة يا حبيبتي ابنها احمد ضناها امانتها اللي سابتها و مشيت خلاص شدي حيلك و قومي روحيله شوفيه شمي ريحتها فيه
كوثر : ياه يا ماما اخر حاجه كنت ممكن اتخيلها في يوم او تخطر على بالي ان هناء، تروح و تسيبني و متكونش ليها وجود في حياتي
والدتها : كلنا ضيوف يا كوثر و اللي بييجي معاده بيمشي و الموت لا بالسن و لا بالمرض يا ما ناس بتعيش تتالم سنين و سنين و اهلهم يدعولهم انهم يموتوا و يستريحوا من اوجاعهم و يا ما ناس كانت سليمه و مبتشتكيش من حاجه و فجأة تموت و احنا كل ده ملناش فيه حاجه كله بمشيئة الله وحده سبحانه و تعالى و كل اللي نقدر نعمله اننا ندعيلهم ان ربنا يرحمهم و يغفر لهم و ندعي ربنا انه يحسن خاتمتنا
كوثر : و نعم بالله يا ماما
????????
بعد مرور حوالي ساعتين
واقفه على باب شقة امها و مامتها ماسكاها من ايدها عشان متنهارش
مش قادرة تدخل الشقه و هي عارفه انها مش حتكون موجوده
شايفه ناس قاعدين لابسين اسود كانوا مش كتير لأن ده كان تالت يوم عزا و معظم اللي بيعزوا خلاص جم مرة و انتهينا
الموجودين دلوقتى القريبين منهم بس دخلت و اول ما عنيها وقعت عليهم كانت على ام هناء لقتها بتفتح لها دراعاتها
جريت كوثر عليها و فضلوا يعيطوا في حضن بعض و يواسوا بعض هما الاتنين
كوثر : هناء ما ماتتش يا طنط روح ايوة هناء عايشه هي بس راحت مكان تاني احلى من هنا بكتير و مستنيانا لغاية ما نروحلها
روح : قوليلي ماما متقوليش طنط تاني كفايه مش حسمعها منها تاني يبقى اسمعها منك انتي يا حبيبتي
كوثر : ربنا يصبر قلوبنا على فراقها يا رب
تسمع صوت طفل بيبكي ايوة هو صوته صوت احمد ابنها حته منها سابتها في الدنيا مكانها عشان تقولهم دايما انا عايشه اهوه
تقوم على الصوت و تفتح الباب تلاقي واحده شايلاه و بتحاول تديله الرضعه و أحمد رافض ياخدها و بيعيط جامد عياط يقطع القلب
تلاقي كوثر نفسها بتاخده منها و تبصله تحسه بيكلمها كأنه بيسالها عن أمه
طفل عمره يومين معالم وشه لسه مبانتش لكن هيا شايفه هناء فيه شامه ريحتها فيه تحضنه بشده و تبكي تبكي
و تكلمه كأنه فاهمها و سامعها انت عارف انا مين انا اللي حاخد بالي منك و مش حسيبك لحظه واحده اطمن يا احمد اطمن يا حبيبي
محدش حيربيك غيري انت امانتها يا حبيبي اللي ائتمنتني عليها
تقعد و تسمي الله و تديله الرضعه و احمد ياخدها و يبطل عياط و ينام فحضنها
خدته في حضنها و الباب اتقفل عليهم هما الاتنين
و نام و شبع نوم و هي كمان نامت معاه
فتحت عليهم روح الباب ابتسمت و اتمنت انها تفضل معاه على طول
مرت الأيام و كوثر تقريبا مقيمه عند ام هناء خصوصا و ان والدها من وقت موت بنته مبقاش بيسيب المسجد ملقاش غير الصلاه هي اللي ممكن تصبر قلبه على فراق ابنته
و اخوها متجوز و عايش حياته مع مراته و ولاده و مبيجيش غير نادرا
يعني طول الوقت كوثر و روح و أحمد مع بعض و اهل كوثر كانوا مقدرين الموقف و كانوا سايبينها على راحتها و خصوصا و انها خلاص بقى روحها في احمد و بقى هو كل حياتها كانت بتاكله و تشربه و تغير له و تاخده للدكتور و كمان يوم التطعيم اخدته هي و طعمته و الناس في الوحده الصحيه كانوا بيتعاملوا معاها على اساس انها مامته
و تشتريله هدوم و مهتميه بيه و كأنها امه اللي ولدته
لحد ما في يوم و احمد عنده تلت شهور دخلت كوثر على روح لقتها بتعيط
مالك يا حبيبتي في ايه
روح :خايفه اوي على احمد يا كوثر
كوثر : من ايه هو احمد فيه حاجه يا ماما
روح : خايفه عليه من اللي جاي يا كوثر ابوه كان هنا من يومين بس وقت ما كنتي بيه عند الدكتور
ولمحلي انه عاوز يتجوز انا مبقولش حاجه ده حقه هو لسه شاب صغير و ملحقش يفرح
كوثر : و ايه المشكله في كده يا ماما روح ما احنا عارفين ان ده امر طبيعي و لازم يحصل عاوز يتجوز يتجوز
روح : المشكلة انه عاوز ياخد احمد
لما يتجوز
كوثر : ياخد احمد ازاي يا ماما
روح : بيقوللي محتاج ابني في حضني طب انا اعرفه لكن اعرف اللي حيتجوزها دي ازاي اعرف منين حتعمل ايه معاه و ابوه في الشغل مش عارف و لا داري باللي بيحصل
كوثر : بصي يا ماما هو عاوز يتجوز براحته لكن احمد لاء احمد لاء ارجوكي يا ماما متخليهوش ياخد أحمد مني يا ماما انا لو حد اخد احمد مني انا حموت لا حرام عليكم ده هو اللي مصبرني على بعادها عني تقوموا تحرموني منه لا انا مش حقدر استحمل
روح : ما هو انا كمان صحتي على ادي و ان عشتله النهارده مش حعيشله بكرة يا بنتي
كوثر : انا معاه مش حسيبه ابدا اوعدك عمري ما حسيبه ابدا مهما حصل
روح : يا حبيبتي ما انتي مسيرك تتجوزي و يبقالك بيت و ولاد و وقتها غصب عنك حتسيبيه
كوثر : لاء انا مش عاوزة اتجوز انا مش عاوزة غير أحمد بس انا حتفرغ له مش حعمل حاجه غير اني اربيه
روح : و مين اللي حيوافق على الكلام ده بس يا كوثر استحاله اهلك حيرضوا بحاحه زي دي ابدا هما اذا كانوا سايبينك لحد دلوقتي فعشان مقدرين الحاله اللي انا و انتي و احمد فيها لكن شويه و حيزهقوا و بملوا و يقولوا خلاص كفايه بقى
كوثر : يقولوا اللي يقولوه و يعملوا اللي يعملوه انا مش حسيب احمد يعني مش، حسيبه عاوزين تاخدوه مني موتوني الأول
روح : طب ايه رايك تبقي انتي امه يا كوثر و تفضلي معاه على طول و محدش ياخده منك أبدا
كوثر : ابقى امه ازاي يعني انا مش فاهمه تقصدي ايه
روح : عبد الله قاللي اختار له واحده يتجوز ها اثق فيها و انا مش حلاقي غيرك انتي يا كوثر عمري ما حاتمن حد على ابن بنتي غيرك انتي يا حبيبتي هاه ايه رايك موافقه تتجوزي عبد الله و تربي احمد و يفضل في حضنك العمر كله
كوثر بصدمه : ايه الكلام اللي بتقوليه ده يا ماما لا طبعا استحاله أوافق انتي عاوزاني اخد مكان هناء عاوزاني اخد مكانها في بيتها و في فرشتها و اخد جوزها لا لا مقدرش ده الموت علية اهون من حاجه زي دي
روح : بصي يا كوثر انتي قدامك الاختيارين يا بنتي يا تبقي مع احمد و عبد الله يا اما خلاص تروحي تشوفي حالك يا بنتي و متوقفيش حياتك على حد
ما أصعب ذاك القرار و هذا الاختيار
كيف لي ان امتلك حياة من كانت حياتها هي
كيف لي أن احتل بيتا كان هو بيتها و مسكنا كان مسكنها
و ان يكون لي زوجا كان زوجها و حبيبها
لا لن اقوى على هذا الأمر لن أستطيع ان افعل مثل هذا الأمر
و لكن كيف لي أن اتخلى عن هذا الطفل الذي أصبح بمثابة ولدي الذي لم الده
مولود لم يأذن له الله ان يخرج من احشائي و لكنه يحتل كل كياني
هل سوف أقدر على العيش في هذه الحياة بدونه هل ساستطيع أن اتنفس هواء لم يتنفسه هو لا لا هذا شئ مستحيل فلتلهمني يا رب الصواب قف بجانبي و لا تتركني يا أرحم الارحمين يارب العالمين
كانت طبعا بتحكي له و عنيها مبتبطلش دموع لدرجة انها صعبت على احمد اوي و طلب منها متكملش لكن هي اصرت تكمل
احمد : و بعدين يا ماما وافقتي امتى
كوثر : و انت عندك ست شهور وقتها كان خلاص ابوك خد قراره انه حيتجوز
و جدتك مسابتنيش غير لما وافقت
جه اتقدملي و طبعا اهلي وافقوا من غير لحظة تفكير واحده منهم
اولا عشان هما كان عارفين ابوك و عارفين اهله و سمعته الطيبه و ثانيا و ده الأهم طبعا عشان ميبعدونيش عنك يا حبيبي
اشترطت على ابوك ميغيرش حاجه في الشقه و كل حاجه تفضل زي ما هي
كتبنا الكتاب على الضيق محضرش غير اهلي و بس و ملبستش فستان فرح و لا رحت كوافير زي البنات ما بيعملوا رضيت بالعافيه ان واحده جارتنا تعملي شوية مكياج خفيف و لبستني فستانها اللي كانت حاضرة بيه كتب كتابها
انا مكنتش شايفه ابوك مكنتش شايفه غيرك انت انت و بس يا أحمد
يوميها امك جاتلي في المنام و لقتها جايه فرحانه و بتضحك و مبسوطه اوي استبشرت خير
جدتك اخدتك عندها الليله دي و انا و ابوك جينا على هنا
كنت أول مرة ادخلها من يوم ما خرجت منها مع امك و احنا رايحين المستشفى يوم ولادتك
أول ما دخلت الشقه هنا شفتها قاعده كانت بتضحكلي نفس ضحكتها الجميله اللي انا عارفاها كأنها بتستقبلني و بتقوللي ادخلي متت**فيش مني بعد كده اختفت من ادام عينيه كانها بتقولي عاوزة اسيبكم براحتكم
اتكلمت مع ابوك بصراحه و من غير **وف عرفته سبب موافقتي على الجواز و هو اصلاً كان فاهم و عارف بس انا حبيت احط النقط على الحروف زي ما بيقولوا
طلبت منه اننا نعيش مع بعض زي الأخوات لحد ما اقدر اتقبل وجودي في حياته و وجوده في حياتي
أبوك راجل محترم سابني على راحتي و طلبت منه اني اروح ازورها محتاجه اتكلم معاها
نمت في الاوضة اللي احنا قاعدين فيها دي
و لما صحيت اخدني و رحنا عندها وقفت أدام قبرها و انا مش قادرة امسك دموعي : وحشتيني اوي يا هناء الدنيا وحشه أوي من غيرك مش حسه بطعم اي حاجه
مش عارفه اقولك كان قلبك حاسس و اللا اقول ايه ابنك معايا يا هناء اطمني عليه يا حبيبتي أحمد في حضني و حيفضل جوة حضني العمر كله
عبد الله : نعم يا كوثر
كوثر : عاوزة أحمد عاوزة أروح اجيبه من عند ماما روح
عبد الله : يا للا يا كوثر تعالي نروح نجيبه
ماما روح مكنتش راضيه تديهولي لكن انا **مت اني مش حمشي غير بيك اخدتك في حضني و خدمت أبوك برموش عينيه مبقاش في حياتي غيرك و كنت باخدك على طول لجدتك الله يرحمها
أبوك مكنش مخلينا عاوزين حاجه وجودك في حياتي كان غنيني عن الدنيا و ما فيها كنت طول الليل و النهار اكلمك و احكيلك عن مامتك يا حبيبي عشان تفضل فاكرها و متنسهاش ابدا حكيتلك عن كل حاجه عنها بتحب ايه ومبتحبش ايه كل حاجه يا أحمد حكيتهالك يا حبيبي
???????