الحلقه الثامنه
عند ياسر ونيفين
ياسر بصوت عالى : نيفين فين القميص الرصاصى
نيفين وهي تشاهد التلفاز :فى الغسيل ،شوف قميص غيره يا ياسر
ياسر وهو يزفر في حنق : وبعدين بقى كل ما اطلب حاجه مش بلاقيها
نيفين بحده وهي تلتفت له : فيه ايه يا ياسر تعبانه . حامل وتعبانه.عايز منى ايه مفيش رحمه
ياسر بغيظ : لا مفيش نظام. .ماشى يا نيفين
نيفين : ياسر انا حاسه انك بتتلكك على الخناق ليه ...حاسه انك عايز تفضل فى جنب وانا فى جنب
ياسر وقد اجفل من كلامها : بيتهأ لك بس
نيفين تقف امامه ونتظر فى عينيه :لا مش دى عينيك يا ياسر اللى اعرفها من زمان من ايام الكليه ..دى عنيك اللى شفتها من يوم خطوبتى لا باين فيها فرحان ولا زعلان...نظره
جامده ..بارده...قاسيه. فين احساسك يا ياسر فيك ايه ؟؟
ياسر فى محاولة منه للهروب من الحديث : نيفين ....انا متأخر على المستشفى، وعندى عمليه يعنى مش فاضى لنظرات ولا غيره وبعدين تعالى هنا يا دكتوره انا بارد.... انا قاسى .....كلامنا منتهاش بس انا فعلا متأخر ولازم امشى
نيفين : انا مش اقصد كدا ...انا اقصد انك فيك حاجه متغيره مش ياسر بتاع زمان
ياسر بحده وهو يكمل ارتداء ملابسه : فيه انى شلت مسؤليه اكبر مستشفى استثمارى فى الاسكندريه ...دا اللى اتغير فيا ...الاول بابا كان شايل معايا .دلوقتى انا شايل الجزء الاكبر يا دكتوره. ..سلام
فى مستشفى .د سليم
د سليم فى الاداره ..ياسر فى العمليات ..تحضر سمر لكى تولد وترزق ببنت جميله
فا** يأتى من لندن على مستشفى دسليم يفيد بأن عمرو قد انهى فتره تدريبه الخاص به واضاف عليه سنه اخرى الخبره وانه سوف يحضر بعد اسبوع ..يخبر سليم هند لتخبر ايات ولم يكن يعلم ان يعمرو كان يريد مفاجأه ايات لتراه امامها وقد شحن شنطه واجهزته على مصر اولا ثم يركب الطائره عائدإلى ارض والوطن والى حبيبته ايات .
الاخبار عن سقوط طائره فرنسيه نتيجه عطل بها وعلى متنها 126 راكبا منهم 10 مصريين ومنهم عمرو .....تتطاير الاخبار ولم يهتم احد الابعد ان يتلقى اهل عمرو اتصالا كان صدمه لهم .وفا** يصل للمستشفى ويعلم ياسر ولا يصدق الخبر
هند تذهب الى صديقتها لتكون بجوارها فى ازمتها ...اما ايات فكانت مصدومه لم تبكى فقط جالسه تنظر الى الامام للمجهول ...اللاشىء
ايات فى نفسها كان عندى حق مفيش امان ...هيه الدنيا بتعمل فيه كدا ليه انا عملت لها ايه علشان تتعبنى كدا..... عايزه ابعد من الدنيا دى انا بكرها بكرها اوى
هند بقلق : ايات عيطى ..صرخى اعملى اى حاجه بلاش تسكتى كدا
ايات : ...............
ياتى المعزيين ويمشوا وهى مثل تمثال الشمع ساكته لا تتحدث تنظر للامام فقط ولا تراهم او تسمعهم
تتلقى هند اتصالا من ياسر يسألها عن ايات
ياسر بلهفه : هند اخبار ايات ايه ؟
هند بقلق واضح فى صوتها : ايات مصدومه يا ياسر مش بتنطق خالص ولا بتعيط .قاعده زى التمثال مش معانا خالص ..انا خايفة عليها اوى ..ومش عارفة اعمل إية ؟
ياسر وبخوف شديد عليها : انا جاى اشوفها وهجيب معايا مهدىء
هند : ماشى سلام
يحضر ياسر واول ما يجلس بجوار ايات ..تنظر له ايات
ياسر بصوت منخفض : ايات...البقاء لله شدى حيلك
ايات تنظر له وهى ترتعش وتبدا فى البكاء ...انت جيت ليه ....ثم تصرخ بهستيريا جيت ليه ..عمرو مات ..مااات ...ابعدوا بعيد عنى ..انا بكرهكم ..ابعدوا كلكم انا بكرهكم وبكره نفسى ......
كتفها محمود وهند وقام ياسر بإعطائها حقنه مهدئه وقال لهم : هتنام لبكره .لو صحيت وهيه بتصرخ ادوها حقنه تانيه وهيه بعدها هتبقى كويسه
محمود بقلق : ياسر هيه مالها
ياسر: واضح انها صدمه عصبيه حاده نتيجه موت عمرو
محمود :تحب ننقلها المستشفى ولا هنا احسن
ياسر :الصراحه المستشفى هتبقى تحت عنايه وملاحظه الممرضات والدكاتره ....لكن هنا انت هتروح بيتك وطنط فريده والحاج مش هيقدروا عليها وانا مش هعرف الاحظها هنا .فالافضل انها تتنقل للمستشفى يومين تلاته اما تستقر الحاله وترجع تانى وممكن طنط فريده تبقى مرافق ليها
محمود : خلاص ابقى هات عربيه الاسعاف وننقلها على طول
تدخل ايات المستشفى ويظل ياسر بجوارها يينظر لها وهى نائمة تبكى وهو يتألم لها يقول فى نفسه للدرجه دى كنتى بتحبيه ....يخرج ياسر من الغرفه ويذهب الى مكتبه
يدخل عليه دسليم
سليم : ياسر مش هتروح
ياسر : لا لسه شويه يا بابا.. فيه حاجه
سليم : لا بس مراتك اتصلت بيك لقت موبايلك مقفول فقلقت عليك
ياسر بنفاذ صبر : مش مروح يا دكتور انا هبات هنا
سليم : ليه ؟؟
ياسر : عايز اطمن على ايات فيها حاجه دى .
سليم منبها : ياسر ...مراتك حامل وتعبانه وحياتك مستقره بلاش تلخبط كل حاجه. ..روح بيتك يا ياسر
ياسر بعصبيه : روح يا ياسر ..حياتك مستقره يا ياسر ....انت بتسمى حياتى دى حياه ...انت بتسمى ده استقرار ....انا مش عايش انا من غير روح زى ما نيفين بتقولى ...عايز تعرف روحى فين ...روحى هناك ..ويشير الى الخارج ... عند ايات وانت عارف كده
سمعت كلام سمر وضيعت ايات ...وسمعت كلامك وضيعت نفسى ...وانا اهه ؛ دكتور ياسر عملت لكم كل اللى انتم طلبتوه منى ...كنتم عايزنى اتجوز نيفين.... اتجوزتها .ماما كانت عايزه تشوف ولادى واهه نيفين حامل اهه...بس انا عايز ايه محدش اهتم ..ممكن بقى شويه راحه .....عايز ارتاح شويه يا بابا ومتخفش .....
قال بمراره والم شديد : لو انا اخر راجل فى الدنيا ايات مش ممكن تبصلى عارف ليه علشان هيه بتكرهنى ...( بخفض صوتة ويكمل بألم شديد )
استريح يا دكتور سليم .... ايات مفيش منها اى خطر على استقرارى الاسرى .....استريح.
تمر الايام الثلاثه على ايات ويتابعها ياسر جيدا يذهب اليها بعد ان تنام لكى يراها وهي نائمه يتأمل وجهها وقسماتها الملائكيه ويغمض عينيه ويخرج إلى غرفته ......يقف بجوار الشباك يتذكرها وهو يشعر بغصه فى حلقه يتذكر ضحكتها .كلامها .مداعبتها لهند يغمض عينيه فى حسره والم وياخذ نفس عميق ويذفره فى هدوء ويتذكرها فى ضعفها وان**ارها ...كم كرهه نفسه واحتقرها فهو السبب فيها قد وصلت اليه .....ووصل هو
وتساءل هل من الممكن ان يكون لهم فرصه تانيه
لتصدح فى اذنيه كلماتها( انت اخر واحد ممكن اتكلم معاه)
ليقول مغمغما لنفسة ...
اه يا ايات للدرجه دى بتكرهينى .خرجت هذه الكلمات من ياسر فى حزن والم وقال : انتى افضل منى وتستحقى الافضل يا ايات ....
ظلت كلمه حبيبتة تتردد فى اذنيه وهو يرددها همسا بجوار
اذنيها ..هى فقط حبيبته فهو بجوارها فقط.... يشعر بنبض قلبه ويشعر بانه يتنفس الهواء ...يشعر بانه انسان يعيش ..فقط بجوار حبيبته ....ولكنها تكرهه..كل ما يامل فرصه ثانيه...