مسك عثمان يدها بلطف وقال
-طبعا ده أنتِ تنورى الشركه كلها من غير كلام بس ليا طلب عندك
هتفت نادين بنبرة قوية متعجبة جملته الأخيرة تقول
-خير
أجابها عثمان بمكر تُعباني قائلا
-ترجعى لمروان أنا عايز أخباره كلها عندى وكل خبر له حلاوته يا حلوة أنتِ يا قمر
اتسعت عينيها على مصراعيها بذهول من طلبه ووقفت من مكانها بخوف ثم قالت نادين
-أرجع ايه ده ممكن يدبسنى فى جواز أنت ناسى إن فرحنا كان فاضله شهر
جلس عثمان على مقعده بثقة وقال بخبث
-لا مش ناسى بس مروان مش هيعرض عليكى الجواز بحالته دى غروره وكبريائه هيمنعوه وأنا كل اللى محتاجه أنى أعرف أخباره وأوعدك أنى هقضي عليه قبل ما يفوق من الخبطة دى ويفكر فى الاستقرار والجواز
تن*دت بضيق و**تت قليلًا تفكر فى طلبه ثم جلست مُجددًا ورسمت بسمة ماكرة على شفتيها وهتفت نادين قائلة
-أنا عندى اللى يعمل كدة وينفذ طلبك ويكون أنت وأنا بعيد عن العين ومحدش يشك فينا وأنا ملبسش فى جوازة من معاق
سألها عثمان بفضول وناظرًا لها
-مين؟
تبسمت بخبث وهى تثير فضوله ثم قالت
-هقولك بعدين
مستشفى الأمل التخصصي
داخل مكتب المدير كانت نور واقفة غاضبة من قراره فقالت نور بانفعال
-يعنى ايه
رفع المدير نظره لها وقال بحدة
-جرا ايه يا دكتورة ده شغلك
زفرت نور بأختناق وقالت بعجز
-ايوة شغلى مقولتش حاجة بس ازاى يعنى اتوقف عن الشغل هنا عشان خاطر حالة
اجاب المدير على نور بجدية وحزم وفى لهجته بعض الأجبار
-دى مش أى حالة أستاذ مروان مش أى حالة والكلام اللى قولتله يتنفذ مش عايز أشوفك فى المستشفى غير لما تخلص شغلك هناك مفهوم عارفة يا نور لو شوفت خلقتك هنا هعمل فيكى ايه... كفاياك مشاكل مكان ما تحطى رجلك تجيبى المشاكل
زفرت بأختناق مكبوت بداخلها وقالت مشتاطة غيظًا
-مفهوم
خرجت نور من المكتب غاضبة وأغلقت الباب بقوة وتمتمت قائلة
-والله أنت اللى عايز علاج
قطع تذمرها رنين هاتفها اخرجته من جيب البلطو الأبيض وأجابت نور على المُتصل دون ان تدقق بالاسم قائلة
-أفندم
اتاها صوت سيف عبر الهاتف يقول بحماس
-اووووبا القمر بتاعنا ماله
ردت عليه بضيق قائلة
-أنجز يا عم عايز ايه؟
أجابها سيف بجدية قائلًا
-ماشى أنا بعتلك العيادة المعفنة دى والفلوس سيبتهالك مع كابتن حسن
اومات نور له لنعم وبداخل غضب سافر من هذا العنيد مروان والأن توففت عن العمل لأجله فسألها سيف بقلق
-مالك؟
أجابته نور بغيظ شديد
-مفيش أقفل بقى خلينى أخلص اللى فى ايدى
اغلقت نور معه الأتصال وغيرت ملابسها بضجر وهى تتواعد لـ مروان بالأنتقام مما حل بها لأجله القت البلطو بعصبية على الكرسى وخرجت من المستشفى
شـركــة ام اند ام
ولج أيمن إلى مكتب مُعتز وكان معتز يباشر عمله وينظر بالملفات المنثورة امامه بتركيز شديد رفع نظره عندما فتح الباب ليرى أيمن فسأله
-عملت ايه؟
جلس أيمن أولاً على المقعد المقابل للمكتب وبدا حديثه بجدية وحماس
-كله تمام الخصومات اللى نزلت خلت تجار الجملة يشتروا وطبعًا عشان ميعرفوش إن فى جديد نازل قريب الخسارة هتكون ضئيلة بإذن الله
أجابه معتز بسعادة يقول
-حلو أوى يا ريت بقى....
قطع حديثه دخول نجلاء مؤظفة بالشركة وصديقته منذ الجامعة قالت بضيق
-معتز أنا زهقت
قوس شفتيه بأختناق وقال
-فى ايه أنتِ كمان
تحدثت نجلاء بتذمر قاتل وعناد قائلة
-بص الناس اللى فى الجمارك دول زهقونى يا عم
ضحك معتز بلطف على تذمرها وقال بعفوية
-هههه طيب أنا هشوف الموضوع ده المهم جهزت ليا الورق اللى قولتلك عليه
أومأت له بنعم مُبتسمة بعد أن أخذ منها الجزء الشاق من العمل
فى مكان اخر خصيصا داخل اسوار قصر عائلة الهوارى
كان مروان بغرفته ومعه صديقه الفاسد الغليظ فحدثه مروان بضجر
-يا عم اطلع برا أنا عايز أقعد لوحدى
أجابه أحمد بلا مبالاة قائلًا
-يا صاحبى هقعد أسليك وأفرفشك
كاد مروان أن يفقد أعصابه فصرخ به هاتفًا
-اخرج برا
مال أحمد عليه ببرود مُتجاهل أنفعاله وقال بأستفزاز
-أقوم اجرى وتجرى ورايا هههههههه
لم ينتبه لكلمته التى اذت قلب مروان ضغط على جرحه ونقطة ضعفه، شعر مروان بعجزه ونظر على قدميه بضعف،
غضب من القدر الذي جعل متعجرف مثل هذا يسخر منه هو، شخص لم يفهم شيء عن المسئولية ولا عن النجاح يسخر منه هو الأن بسبب مرض لم يكن هو السبب به غضب مروان بقوة فمسك المزهرية ورمى بها بقوة على الأرض صارخًا بـ أحمد بريقة هيسترية
-اطلع برا
فزع أحمد من صراخه ودخلت امنية بعد أن سمعت صوته وصوت ت**ير الأشياء من الاسفل سألت والدته بهلع من صوته المرتفع
-فى ايه
اجابها أحمد بخوف قائلاً
-معرفش ماله
أقتربت أمنيه من ابنها بلطف وضمته لها بحنان وتلألأت الدموع فى جفنيها ثم قالت بحزن
-أتصلى بالدكتور يا أمل
شقة حسن الراوى
داخل شقة نور كانت جالسة مع والدها تتناول الفشار ويجدثها قائلًا
-سيف جابلى 350000 ج هتلاقيهم فى الدرج بتاع مكتبك
أجابت نور والدها بلطف وهى تأكل المقرمشات بدون اهتمام
-طيب كويس
تن*د حسن بنفاذ صبر من عناد ابنته وقال
-لما اشوف اخرتها معاكِ ممكن افهم انتى ناوية على ايه يا بنت الكابتن
قهقهت نور ضاحكة بسعادة وقالت
-ههههههه فل يا كابتن متقلقش انت بس
قرص حسن وجنتها بلطف ثم هتف قائلًا
-ربنا يستر يا بنت الكابتن
قطع مزاحهما وضحكاتهما رنين هاتف نور بأسم سيف فأجابته وسط ضحكاتها
-أيوة يا سيف
سألها سيف بجدية قائلًا
-أنتِ فين؟
تعجبت لسؤاله ونظرت لوالدها مُجيبة عليه بنبرة جادة
-فى البيت يا سيف
تحدث حسن وهو ينظر للتلفاز قائلًا
-سلميلى عليه
اومأت نور له بنعم وهتفت مُردفة
-كابتن حسن بيسلم عليك
أجابها سيف بجدية وتعجل
-سلميلى عليه المهم مروان حالته ساءت أنا عنده فى البيت أهو ومتعصب جدًا وبي**ر كل حاجة قدامه زى المجنون ورافض ياكل وشايط فى الكل
كانت تستمع له بهدوء وتتذكر قرار المدير بوقفها عن العمل لتجيبه ببرود
-أمممم طب ما تديله حقن مهدأ للصبح
أجابها سيف بجدية اكثر وأصرار أكبر على حضورها الأن
-إحنا هنستعبط يا نور ما أنتي عارفة اكتر من اى حد أن المهدات مع االمسكنات اللى بيخدها للعملية هتتعبه وغلط عليه... اعتقد انك لازم تيجى
أتسعت عيني نور بضيق من طلبه وقالت
-هزر يا سيف ما أنا مش لاقية اللى يضحكنى على المساء فضحكنى انتى بنكتك
صرخ سيف بها بأنفعال مُردفًا يقول
-يا صبر ايوب يا نور أنتِ مش دكتورة اتصرفى وتعالى
تذمرت نور على طلبه وقالت رافضة
-اهو كدة بقي انت اللى بتستعبط شوفت مين اللى بيستعبط اجى فين يا عم فى الوقت ده.... الصبح هكون عنده
أخذ معتز الهاتف منه وقال بضيق لنور عبر الهاتف
-والمفروض نسيبه للصبح كدة
شعرت نور بأحراج من أخاه حين اتاها صوته عوضا عن صديقها سيف وقالت بغيظ رغما عنها
-خلاص جاية وأمرى لله
أغلقت معه الخط واستدارت تنظر لوالدها فسألها بفضول
-فى ايه؟
رمقته بنظرة يأس مرغومة على الذهاب وقالت نور
-واحد عنده حالة عصبية والمهدات غلط عليه لازم اروح
نظر للساعة وكانت الحادية عشر مساءًا فسأل حسن بقلق
-دلوقت يا نور؟
تبسمت بلطف فى وجه والدها وقالت بعفوية
-مهنتنا مهنة المهام الصعبة يا كابتن
فى مكان اخر خصيصا داخل اسوار قصر عائلة الهوارى
وصلت نور للقصر ووجدت معتز و سيف و امنيه فى أنتظارها والقلق يجتاح ملامحهم تأففت بحزن مُجبورة على العمل فى الليل دون راحة فسألت بحدة
-حصل ايه؟
تحدث معتز بانفعال مُغتاظًا مما حدث مع أخاه
-المتخلف احمد قعد معاه عصبه
سألت نور بضيق وهى تعض شفتيها تقول
-مين الحيوان دا ان شاء الله.. سورى يا جماعة اصلى متعصبة شوية
أجابها معتز بشجن ونبرة غليظة
-واحد صاحبه مستفز
سألت نور عن مكانه مُستعدة لخضوع الحرب معه الأن فاجابتها امنية بنبرة هادئة
-انا نقلته الاوضة اللى تحت عشان يتحرك بالكرسى براحته يمكن يحب يخرج للمكتب او الجنينة ويرجع لحياته
أومأت نور لها بنعم وقالت بعفوية راسمة بسمة مُشرقة على شفتيها
-طيب كويس عن اذنكم
وصلت نور لباب الغرفة وبسمتها لم تتلاشي فربما بسمتها تكن السبب فى علاج مرضاها وعفويتها تجعل الراحة تسكن قلوبهم معها دخلت له ووجدت مروان جالس على الأرض والمقعد مقلوب بجانبه لتفهم تلقائيًا أنه سقط من مقعده المتحرك ولم يحاول التحرك فاستسلم لعجزه رات الدموع فى عيني مروان وجيبنته تتعرق من الغضب ووجهه أحمر من عصبيته تعرف نور جيدًا انه يمر بفترة عصيبة وربما شعوره بالعجز أقسي اوجاعه الان وهو سبب الدموع فى عينيه، تبسمت نور بأشراق وقالت بعفوية تشا**ه
-وبعدين معاك بقا ينفع تنزل دكتورة مُزة وقمر لوحدها كدة فى الوقت ده أفرض كان جرالى حاجة
لم يرفع مروان نظره بها بل أجابها بأنفعال وعينيه مُنحنية أرضًا قائلا
-اخرجى من هنا
أقتربت نور منه وهى تضع سبابتها خلف أذنها بتهديد وكأنها لم تسمعه وقالت
-اعمل ايه...اه يكون فى علمك أنا موقفة عن شغلى بسببك ونازلة من بيتى فى عز الليل لوحدى رغم معارضة أبو الكباتن برضو بسببك وتيجى دلوقت تقولى امشي لا أنا قاعده هنا اهو مش متحركة وبعدين عيب تطرد ضيفة من بيتك، أنت مش كريم ولا ايه دا بدل ما تجبلى عصير ولا حاجة اكلها
جلست نور أمامه على الأرض وربعت قدميها فرفع نظره بها بأغتياظ ليقول
-أنتِ متخلفة يا أنسة
نظرت بعينيه وقالت بمرح
-ههههههه لا هبلة
ليبتسم مروان بخفة وبسرعة البرق تتلاشي بسمته حدقت بوجهه بعفوية وقالت ببراءة مداعبة غضبه
-الله ما أنت بتعرف تضحك زينا اهو... و ضحكتك حلوة اهو،.. لا كدة كتير عليا عيون زرقاء وعضلات وضحكة قمر مقدرش على دا كله
تبسم مروان مُجددًا على مغازلتها له وقال بشجن
-انتِ عايزة ايه دلوقت يا أنسة
وقفت من مكانها وقالت بعفوية
-أولا أسمى دكتورة نور... اقولك بلاش دكتورة عشان بتعصبك خليها نور
رفع حاجبه لها متطلع بوجهها وقال مروان
-وثانيا يا ست الدكتورة؟!
عدلت نور المقعد بسعادة من أجله وقالت بحماس حاقدة به
-ثانيًا تقعد على الكرسى وتخرج تف*جنى على الجنينة الكبيرة دى اللى أول مرة أشوفها فى حياتى كلها وثالثًا تتكلم معايا كصديقة ورابعًا تاكل عشان انا متعشتش بسببك برضو وجعانة اوى ومبعرفش أكل لوحدى
سمع مروان طلباتها جيدًا ثم نظر للجهة الأخرى بعناد وقال
-نجوم السماء أقربلك
تمتمت نور بسخرية قائلة
-بعدين فى العناد ده
كاد ان يجيبها لكنه صُدم حين لفت ذراعها حول خاصرته والأخرى رفعت ذراعه حول عنقها مُحاولة رفعه عن الأرض ومساعدته لكنه كان اثقل من قدرتها نظرت له عن قرب هكذا وتبسمت نور بوجه مشرقة ثم قالت بعفوية
-ساعدنى شوية صغننة
كان ينظر لوجهها عن قرب وشعر بقشعريرة تسير فى جسده وعينيه مُتشبثة بها لا يقوى عن ابعادهما عنها ولم يشعر بنفسه الا وهو يتكأ عليها ليساعدها فى حمله فوضعت على الفراش وهى تلهث بهدوء من ثُقل جسده أم هو غارقًا فى النظر لها نظرت له ليفوق من شروده بها بأحراج فقال مروان بغيظ
-أنتِ هنا ليه أنا مش محتاجك
اشارت برأسها عليه وقالت
-والعصبيه دى ايه ده انا حتى عرفت إنك ناشف وشخصيتك قوية اه بس مش عصبى
رمقها مروان بأغتياظ من تصرفاتها وحديثها بغزل عنه ليقول باشمئزاز منها
-والله انا ملاحظ انك جاية تعا**ي مش تعالجى
نظرت له عن قرب وقالت بغزل
-ده كتير عليا والله يعنى عين زرقاء وعضلات وناشف كمان قلبى الصغير لا يتحمل
رفع مروان نظره بها وقال بسخرية
-اه انتِ جايه تجوزى مش تشتغلى
جلست بجواره وقالت
-انا شغلتى انى اضحكك
قوس مروان شفتيه بضيق وقال
-ليه نكتة
تبسمت نور له بعفوية وقالت بمزاح تمازحه بدلالتها البريئة
-حلوة ولا ملتوته
أجابها مروان باستغراب تقول
-هى ايه؟
ضحكت فى وجهه بعد أن ادركت بأنه ليس مريض نفسي وبحاجة لوجودها هنا ولم تُصيبه صدمة عصبية كما اعتقد الأخرون ليحقنه بالمهدات هو فقط بحاجة لشخص يمازحه ويخفف من أوجاعه شخص يبتسم معه دون حرج أو شفقة على حالة قدمه المريضة بحاجة لشخص يكون صديق له دون ان يحتاج منه شيء فى المقابل يعطيه الطمأنينة والحرية وينتشله من غرق عقله فى الاعمال الكثير دون أخذ شيء فى المقابل فقالت نور بعفوية هاتفة
-النكتة؟
تأفف مروان من مشا**تها له وقال بتذمر
-زفت زيك.. قومى من هنا
فتح الباب ودخلت أمل عليه ومعه عربة الطعام وخلفها امنية لتبسم نور له ثم قالت نور بمرح
-الله يكرمك يا رب الواحد كان هيموت من الجوع
تحدثت امنية بلهجة لطيفة قائلة
-إحنا حضرنا لك الأوضة اللى فوق ترتاحى فيها
نظرت نور لـ مروان وقالت بخبث تُغيظه هاتفة
-لا اوضة ايه يا طنط أنا قاعده هنا على قلبه مش هتحرك من جنبه
ضحكت أمنية على هذه الفتاة واخيرا تجرا احد على معاندته وارغمه على افعال لا يريدها وقالت
-هههه براحتك ياحبيبتى
خرجت هى و أمل من الغرفة فسألها بضيق
-أنتِ قاعدة هنا فين؟ قومى كُلى برا وروحى
ض*بت نور بيدها على ص*رها بصدمة مُصطنعة وقالت
-يالهوى عايزنى اروح دلوقت الناس تقول عليك ايه
نظر مروان للجهه الاخرى يكتم ضحكاته على براءتها وعفويتها حملت الطبق وعادت تجلس أمامه على السرير تمد يديها بالملعقة لتطعمه فنظر مروان للجهه الأخرى مُجددًا تظل نور مد يدها وقالت
-ما تأكل
نظر لها بغيظ يقول
-مش عايز
فوضعت نور الطعام فى فمه بسرعة أثناء حديثه كاد أن يبصقه لتضع يديها فوق فمه وهى تنظر له بأبتسامة تترجاه بنظراتها ألا يفعل نظر مروان لها بأستغراب وقشعريرة تلازمه بتوتر من قربها هكذا دوما وتناول لقمته وعينيه عليها هذه الفتاة الغريبة وتساءل عقله اكل الاطباء النفسيين مثلها ام هى الاستثنائية وحدها ابعدت نور يدها عنه بعد ان ابتلع لقمته ثم صرخ مروان بها بغيظ جاد قائلا
-أنتِ مجنونة
ردت نور عليه باسمة بعفوية تقول
-بيقولوا كدة وعادى
اطعمته وجبته كاملة ثم اعطته الدواء وهو مستسلم للأمر ناظرًا لابتسامتها التى ربما يكن عشق رؤيتها رغم عناد صاحبتها فقط يشعر بأرتياح وهدوء بداخله عندما يري بسمتها ساعدته فى النوم ووضعت الغطاء عليه ثم قالت نور بجدية
-تصبح على خير
ذهبت نور تنام على الاريكة بجواره فسألها مروان بدهشة يقول
-أنتِ بتعملى ايه؟
أغمضت عينيها ووضعت يدها اسفل رأسها وهى مُستلقية على جانبها الايمن تأخذ وضعية الجنين أجابته نور بهدوء تقول
-نايمة وعلى فكرة مبحبش صوت وأنا نايمة
نظر عليها وهى مُغمضة العينين وقال مروان بسخرية هاتفا
-نعم اطلع برا بالمرة عشان تنامى براحتك
**تت نور ولم تُجيب عليه فسأل بجدية
-هتنامى مع واحد غريب فى اوضته ولا اأنتِ متاكدة انه مبيتحركش
فتحت نور عينيها له بعد جُملته وقالت بغضب من يأسه
-على فكرة انت بتمشى عادى رجلك اليمين سليمه وكمان حد يطول ينام مع الأجانب اللى فى بيتكم دول
تأفف مروان بأختناق وهو يقول
-اوووووف مش بقولك جاية تتجوزى
أغمضت عيونها مُجددًا ولكنها تظل مستيقظه تشعر بحركته فى السرير فهذه ليست مرتها الأولى فى رعاية مريض
نادها مروان بنبرة غليظة
-أنتِ يا بتاعة أنتِ
رد نور عليه مُردفة بضيق تقول
-اسمى نور نور سمعته.. عايز ايه بقى
رد مروان بفراغ صبر قائلًا
-مش عايز
تبسمت وقالت بدلالية
-بتشوفنى صاحية ولا لا واحشك صوتى ومناقرتى ليك متنكرش
لم يُجيب عليها وتأفف بضيق....
مستشفى الأمل التخصصى
كانت شيماء تسير فى الرواق بصحبة سيف ضاحكة وتقول
-هههههه ونور عنده فى البيت
اجابها سيف بلطف
-المدير وقفها من الشغل
كزت شيماء على أسنانها بغيظ وقالت
-يا بنت المحظوظة
-أيوة قرى
فى مكان اخر خصيصا داخل اسوار قصر عائلة الهوارى
تستيقظ نور صباحًا على صوت صراخه من الألم فى قدمه ألم لم يتحملها أكثر لتفزع من مكانها بهلع ولم تستوعب وجودها فى منزله لتقول بفزع وهى تنظر حولها بذعر
-ايه... مين ...فى ايه؟
ذهبت له ودلفت أمنية و خلفها معتز هلعون على صوت صراخه ويسألون بفضول وقلق
-ايه؟
أجابه مروان مُتألمًا بوجع يقول
-ااه رجلى اااااه يا معتز ااااااااه مش قادر
تحدثت نور بجدية تقول
-اديله المسكن بتاعه
صرخ مروان بها وهو يمسك قدمه متألما ويقول
-اااااااه مبيعملش حاجة
أخذت قلم وورقة من فوق مكتبه وكتبت بها اسم دواء وأعطته لـ معتز وهى تقول بنبرة جادة حازمة
-طب بص يا معتز روح أى صيدلية هاتلى الحقنه دى بسرعة
أومأ لها بنعم وقال
-حاضر مش هتأخر
تجلس أمنيه بجانبه ليبكى من الوجع في حضنها ونور تراقبه عن كثب وتلقائيًا تدعى بصوت سري لشفاءه فسألتها أمنية تقول
-مش الدكتور قال المهدات غلط
اجابتهما نور بنبرة هادئة مطمئنة تقول
-دا مش مهدأ دى حقن مسكن بس مفعولها اقوى يعنى
كان يتألم بوجع فجلست نور بجواره وقالت باسمة بخفوت
-اجمد يا بطل امال
جاء معتز بعد لحظات واعطاها الحقنة فحقنته بها ليهدأ قليلًا ثم قالت نور متسائلة
-بالشفا هو هيفك السلك امتى
أجابها معتز يقول
-بكرة هنجبله أسعاف تاخده او دكتور وخلاص
رفعت حاجبها بضيق له وقالت نور
-ليه وانا فين؟
-أسف
قالها معتز بهدوء معتذرا منها
قطع حديثهما صوت مروان يصرخ بهم بقوة وعنف قائلا
-اطلعوا برا
لتكمل نور جملته وهى تقول بجدية دون مزاح
-اه ياريت وحضرولنا الفطار في الجنينة
سألها معتز بدهشة من قرارها يقول
-نعم
رمقته نور بغيظ شديد وقالت
-أنت واقع على ودنك ولا حاجة
قطعت أمنية بنبرة حادة تقطع شجارهما
-خلاص يا معتز
خرجوا من الغرفة فجلبت نور المقعد ووقفت أمامه وقالت
-يلا تعال
رفع نظره لها بذهول وقال
-اجى فين أنتِ اتهبلتى؟
لتُجيبه نور ......