-وبعد الوقت دا كله، رجعتِ أخيرًا يا كيان، وحشتيني يا بنتي…
إحتضنت كيان جدتها بـ قوة ثم هتفت ضاحكة
-وأنا أكتر، و دلوقتي رجعت خلاص
-مش هسمحلك تمشِ تاني أبدًا، هتفضلي جنبي على طول…
تعاطفت لجشرجة صوت جدتها فـ قَبّلت جبينها وأردفت بـ حُب
-متقلقيش يا تيتة أنا هقعد هنا فترة طويلة، و مش هغيب عليكوا كدا مرة تانية…
جذبتها كيان لتجلس فوق الأريكة لتنظر ثُريا ذات الجسد النحيل و الكهولة تظهر على ملامحها المُجهدة إلى حوراء المُبتسمة بـ سعادة ثم أشارت لها لتتقدم قائلة
-تعالي يا حبيبتي، ما شاء الله جميلة و رقيقة زي البسكويت…
إبتسمت حوراء بـ خجل ومالت تُعانق ثُريا بينما ضحكت كيان فـ سألتها جدتها وهي تلكزها بـ عصاها
-بتضحكِ على إيه؟
-هتفت كيان من بين ضحكاتها:أنتِ وحفيدك مش مُختلفين عن بعض…
قطبت حوراء جبينها بـ عدم فهم بينما ثُريا ضحكت بـ خُبث لتتساءل
-قصدك إيه يا بت؟
-ردت كيان:و لا أي حاجة يا حبيبتي، هو جدو فين بـ المُناسبة؟
-أجابت ثُريا بـ م**صة:و هيكون فين يعني؟ بيلعب شطرنج مع صحابه فـ القهوة فـ منطقة جنبنا…
أومأت كيان ولتجذبها ثُريا مُعانقة إياها ثم هتفت بـ حماس ونبرةٍ ذات مغزى
-يلا أوام إحكيلِ عن العريس، والله مكنتش مُصدقة و كُنت هعمل وليمة لأهل المنطقة كُلها، حتى عمامك مصدقوش
-أنتِ بتلفِ و بتدوري حوالين الموضوع دا من الأساس يا تيتة
-ض*بتها ثُريا وقالت:يلا يا بت أنتِ بلاش كلام فاضي، إحكيلِ كُل حاجة…
إبتسمت كيان بـ سعادة لتضم نفسها إلى ثُريا، تناست مؤقتًا لقائها القاتل مع قُتيبة حتى تختلي بـ نفسها و تُفكر بـ تهديده ثم هتفت بـ صوتٍ مُتباعد
-مبدأيًا هو زميلي فـ الشُغل، هت كان مُعجب بيا من فترة، و قبل شهرين طلب مني آخد معاد معاكوا عشان يطلبني منكوا، مُؤدب جدًا، طموح، و وسيم جدًا يا تيتة زي ما أنتِ عاوزة و كمان شيك يعني مش زي شباب الأيام دي
-حمستيني يا بت يا كيان، اسمه إيه!
-رشاد…
ساد ال**ت لتقطب كيان جبينها بـ تساؤل عما قالته خطأ إلا أنها تفاجئت بـ إبعاد ثُريا لها وهتفت بـ عصبية
-قومِ يا بت، قومِ من وشي مش عاوزة أشوفك يلا
-غمغمت بـ غرابة:إيه اللي حصل بس يا تيتة قوليلي!!...
ض*بت ثُريا الأرض بـ عصاها ثم هدرت بـ حدة
-بعد كُل الصبر دا هتتجوزي واحد اسمه رشاد!.. والله لو كُنت أعرف إن اسمه رشاد مكنتش وافقت من الأساس…
أغمضت كيان عيناها بـ نفاذ صبر ثم هتفت من بين أسنانها
-و هو أنتِ سمعتِ مُميزاته الأولى و لا دي ملفتتش نظرك؟
-و بوظها اسمه، اسمه حتى ميشفعش
-ردت كيان بـ نفاذ صبر:بالله عليكِ دا اسمه إيه دا؟
-همهمت ثُريا بـ بؤس:كُنت عاوزة اسمه يكون تامر مثلًا…
إنفجرت حوراء بـ الضحك ولم تستطع كيان منع نفسها ثم أردفت بـ مرح
-حاضر هقوله يغير اسمه من عنيا
-ضيقت ثُريا عينيها وقالت:و بتهزري كمان بنت سعيد! يلا قومِ من وشي، مفيش جواز…
عبست كيان فجأة ثم قالت وهي تعتدل بـ جلستها
-دا هزار دا و لا بجد؟…
نهضت ثُريا ثم تحركت وهي تتكئ بـ عصاها لتقول بـ صوتٍ جدي
-لأ بجد، إتصلي بيه و قوليله إننا، لأ أنا بس اللي مش موافقة…
تابعت كيان تحرك جدتها حتى إختفت داخل أحد الغُرف ثم نظرت إلى حوراء التي تحول وجهها إلى أحمر وقالت وهي تُشير بـ إبهامها إلى مكان إختفاء جدتها
-أنتِ سمعتِ هي قالت إيه؟
-أجابت حوراء ضاحكة:هي مضايقة عشان العريس اسمه رشاد
-يا ربي، ياربي على المُصيبة الجميلة دي
-تكلمت حوراء بـ صدق:جدتك جميلة أوي يا كيان…
أومأت كيان بـ شرود وهي تبتسم ثم أردفت وهي تنهض
-تعالي هاخدك أوريكِ أوضتك، هو البيت مش كبير يعني عشان تتوهي فيه
-أومأت حوراء وتساءلت:طب هتعملي إيه مع جدتك؟
-أجابت كيان بـ شقاوة:جدو أحسن جد هيحلها…
********************
ض*ب قُتيبة المرآة التي أمامه مُحطمًا إياها وتسبب بـ جرح قبضته، تأفف آدم و نهض يجذبه بعيدًا عن الحُطام و قبل أن يُحطم باقي الغُرفة ثم قال بـ حدة وهو يدفعه إلى الفراش
-كفاية عصبية بقى، كفاية يا قُتيبة عشان تعرف تفكر
-هدر قُتيبة بـ إشتعال:الغ*ية، الغ*ية دي تتجرأ و تقولي كدا! هتتجوز واحد تاني، أُقسم بـ ديني ما هيحصل…
جذب آدم منشفة و بللها بـ الماء ثم قذفها بـ وجه قُتيبة ليردف بـ جدية و هو يجلس جواره
-أنت عارف إنها بتكدب عليك، إيه لازمة العصبية و البهدلة دي كُلها!!
-لأ مكنتش بتكدب، نظرة عنيها كانت بتتحداني، وفي الحالة دي أنا مُتأكد إنها مكنتش بتكدب…
مسح قُتيبة الدماء عن قبضته و لف المنشفة حول جرحه ليتسائل آدم
-طب و الحل! هتعمل إيه يا قُتيبة؟…
أجاب قُتيبة بـ هدوء ع** العاصفة التي إفتعلها مُنذ قليل
-حاليًا مش هعمل أي حاجة
-رفع آدم حاجبه وأردف:دا أنا فكرتك هتخرب الدنيا بـ اللي عملته دا…
و أشار إلى تلك الفوضى التي عمت، لينظر إليه بـ **تٍ تام ثم مسح قُتيبة على م***ة عُنقه ثم قال وهو ينظر إلى وجهه المُش*ه بـ المرآة المُهشمة وكأنه مسخ ش*هته الحادثة و ثلاث سنوات خلف القُضبان
-لو عملت كدا هخسرها، سبني أفكر فـ حل
-غمغم آدم:أنت شوف*ني مسكتك؟…
سمعه قُتيبة ليرمقه بـ نظرةٍ ساحقة تفاداها آدم و هو يُجلي حنجرته بـ حرج، ثم بعد وقتٍ قصير سمعا صوت طرقات و تبعها صوت زوجة آدم
-آدم العشا جهز، يلا إطلعوا…
تمتم آدم بـ الموافقة ثم ربت على رُكبتهِ وأردف
-يلا ناكل دلوقتي و بعدين نفكر…
أومأ قُتيبة لينهض آدم وهو يتبعه ثم فتح الباب ليجد زوجته تقف أمامهما رافعة حاجبها، تعقد ذراعيها أمام ص*رها تض*ب بـ قدمها الأرض
توجس آدم ولكنه حين إلتفت ونظر إلى الغُرفة إبتسم بـ ريبة وقبل أن يتحدث فاجئته زوجته قائلة بـ تحذير
-هتنضفوا الكركبة اللي عملتوها دي بعد الأكل، أنا مش الخدامة بتاعتكوا…
أومأ آدم بينما قُتيبة هز رأسه ضاحكًا فـ نظر إليه صديقهِ بـ تحذير لي**ت فرفع ذراعيه بـ إستسلام،تحركت زوجة آدم وقالت بـ جدية
-و بلاش حركات السجن دي تعملوها هنا، الهمجية مش هتنفع معايا، المفروض يكونوا أعادوا تأهيلكوا…
دفع آدم قُتيبة أمامه وهمس بـ غضب
-شوفت! شوفت عملت إيه؟
-قطب قُتيبة جبينه وتساءل بـ عبثية:هو إيه اللي حصل بالنسبة لنغمتك إنك مُسيطر فـ البيت!…
ضحك آدم و وضع يده حول رقبة صديقه وأردف بـ شقاوة
-دا لما أكون مش غلطان، مش زي اللي أنت هببته من شوية…
غمزه آدم بـ عبث وأكمل و وهو يضع يده على ص*رهِ
-و بعدين في حاجات تانية برضو أنا مسيطر فيها
-هتقتلك مراتك لو سمعتك…
ضحكا بـ قوة ثم أكملا طريقهما إلى طاولة العشاء
********************
إتكئت بـ ظهرها إلى الحائط ثم نظرت بـ طرف عينها إلى المُحيط، لتجد الحارسين جالسين يحتسيان الشاي و يتسامران، دون أن ينتبها إلى الحراسة
ضحكت بـ صوتٍ خفيض ثم تحركت على أطراف أصابعها وهمست
-أنت لازم تغير الأمن بتاعك يا صاحب الشركة…
كانت تعرف جيدًا أماكن تواجد آلات التصوير المُراقبة، والبُقع التي لا تستطيع الوصول إليها لذلك إستغلت تلك النقط و تسللت إلى داخل الشركة
كانت الأجواء هادئة تمامًا في ذلك الوقت المُتأخر من الليل ولكنها حقًا تحتاج إلى ذلك الهدوء
غفلت عن آلةٍ ما فـ إلتقطت صورة غير واضحة لها ولكنها أكملت طريقها حتى وصلت إلى مكتب رب العمل، فتحت الباب و دلفت بـ هدوء
إستخدمت مُصباحها اليدوي لتُنير الغُرفة دون إحداث شُبهات، بحثت عن الخزينة حتى و وجدتها أسفل المكتب
إنحنت و إستخدمت مُعداتها لتفتح الخزينة بعد ثلاثين دقيقة، مسحت حبات العرق الباردة وقالت بـ حبور
-شُكرًا يا جاري على دروسك المجانية، بقيت مُحترفة…
فتحت الخزينة لتشهق بـ إنبهار وهي تجد ذلك الكم الكبير من المال لتردف بـ إستنكار
-كل دي فلوس؟ و بتبخل على بابا بـ حقه و معاشه بتاع التقاعد؟…
فتحت حقيبتها السوداء و بدأت بـ وضع الأموال بها ثم أكملت بـ شماتة
-يبقى فعلًا تستحق السرقة…
و بـ الأسفل
ترجل هو من سيارتهِ الأنيقة وتوجه إلى مُحيط الشركة وما أن رآه الحارسين حتى إعتدلا بـ جلستهما ثم نهضا ليقوما بـ تحيته
توقف أمامهما يُحدق بهما مليًا ثم قال بـ صرامة
-مخصوم من مرتبكوا بسبب الإهمال دا و أما أشوف هتشتغلوا صح و لا همشيكوا…
ثم تركهما و صعد لجلب بعض الأوراق المُهمة والتي نساها صباحًا، بينما بـ الخارج تذمر أحد الحارسين
-ليه ديمًا بيجي فـ الوقت المتأخر دا؟ دي تالت مرة يعملها
-و كل مرة يمسكنا و إحنا سايبين الحراسة و مبنتعظش…
صعد درجات السُلم فـ هو يكره المصاعد حتى وصل إلى مكتبه، توقف قليلًا وهو يرى ظل يتحرك خلف ضوءٍ ضعيف، ليضع هاتفه و مفاتيحه بـ جيب بنطاله و فتح الباب بـ بُطء و دلف
تحرك بـ بُطء و حذر وهو يبحث بـ عينه عن ذلك الظل ليجده يركض سريعًا بـ إتجاه باب المرحاض
تحرك هو أسرع و أعاق وصول الظل إليه، حيث أمسك السارق من خصره بـ يد و الأُخرى فوق ص*رهِ، ثم هدر بـ صوتٍ جهوري
-أنت مين؟…
تلوى الجسد بين يديه ليضغط بـ يده على جسدهِ يمنع هروبه.. ولكن هل يملك المُذكر ن*دين؟ توسعت عيناه بـ دهشة فاق منها على صوت صراختها
-إبعد إيدك يا مُتحرش، إبعد إيدك يا حقير، سبنييي…
تلكأ وكأنه يتأكد من ملمس ما أسفل يده لتركل الفتاة ساقه بـ قدمها ثم هدرت بـ صُراخ حاد
-يا سافل يا مُتحرش بس إوعى إيدك، والله هقتلك لو مسبتنيش…
تفاجئ وسريعًا أبعد يده عن ص*رها وأحاط خصرها حتى لا تهرب ليحملها بـ يدٍ واحدة ثم أشعل ضوء هاتفه وأنار القليل من وجهها فـ ظهرت بعض ملامح وجهها الأنثوية وليهتف بـ تعجب
-أنتِ حرامية مش حرامي!...
تلوت من بين يديه ولكنه كان يحكم الطوق حولها لتصرخ هي بـ غضب ناري
-هو فيه ج*س تالت و أنا معرفش! نزلني يا مُتحرش…
دفعها إلى الحائط وأمسك يديها واضعًا إياهما فوق رأسها وقيدهما.. ثم كَبّل ساقيها أيضًا وهدر بعدما إستعاد وعيه
-أنتِ غ*ية و لا بتستعبطِ؟ جيتِ تسرقِ و عوزاني أسيبك!
-هتفت بـ عصبية:ملكش أنت دعوة، دا بيني و بين صاحب الشركة، و دلوقتي سبني أمشي
-لأ مش هسيبك، و كمان هتصل بـ البوليس يشوفلك حل أنتِ و ل**نك…
إتسعت عيناها بـ خوفٍ حقيقي وهي تراه يُخرج هاتفه و يعبث به، سيضيع مُستقبلها إن فعل