الفصل الثاني "الجزء الأول"

1760 Words
فاتنٌ وجهك لكن في الهوى ليس تكفي ف*نة الوجه الجميل… توسعت عيناها بـ قوة أوشكت على الإستدارة بينما جسدها كله تجمد كما تجمدت الدماء بـ عروقها كأن قلبها عجز عن ضخ الدماء بل و توقف عن النبض، ليعود وينبض بـ سُرعةٍ مجنونة وهي تراه أمامها بـ كل طلته وعبثيته اللتين أوقعاها يومًا همجيته وجسده الضخم بـ ضراوة يحتوي جسدها الضخم دون مُلامسته ولكن كفه الدافئ يتخرق ثيابها ويصل إلى جسدها فً يتسلل الدفئ إلى قلبها مُذيبًا الثلوج التي عملت جاهدة على تكوينها حوله، ليأتي هو و بـ لحظة يُلقي كل هذا بـ عرض الحائط نظرت إلى عيناه الحبيبتين لتجدها تلمع بـ إشتعال، إشتعال تعرفه جيدًا ولكنها الآن غيرُ قادرة على تحمله، لذلك رفت بـ جفنيها ثم جمعت أقسى ما تحمله من غضب وإشمئزاز لتهدر -أبعد إيدك القذرة دي عني… لم يُجب قُتيبة بل ظل يُحدق بها بـ ذات الإشتعال حتى إقترب منها وهمس بـ نبرةٍ ذات مغزى -إيديا بقت قذرة عشانك يا روحي… صرت على أسنانها ثم حاولت التملص منه ولكن وجدت يديه تعتصر خصرها بـ قوة حتى أوشكت على فصله عن جسدها لتعلم أنه في أقصى حالات ضبط النفس وأنها أصابت وترًا حساسًا لديه و مُؤلم بـ شكل شنيع عاودت الحديث من بين أسنانها وهي ترمقه بـ شراسة -قولت أبعد إيدك عني -إبتسم قُتيبة وقال بـ تسلية:رجعتِ تاني بعد هروبك من سنين -أكيد مردتش عشانك يعني، و يلا إبعد عني… عيناه اللاتي نظرت إليها بـ نظرات لم ينظر بها إلى غيرها أربكتها و جعلت القُشعريرة تغزو جميع أنحاء جسدها تنحنت وأدارت وجهها ليلمح قُتيبة حوراء الواقفة تُحدق بهما بـ غرابة ليبتسم بـ عبث وأردف بـ صوتٍ عال -من الواضح إنك جبتِ ضيوف معاكِ… إلتفتت إليه سريعًا لتجده يُحدق بـ حوراء بـ تدقيق أصابها بـ الغضب لتهدر -كفاية بص عليها… أبعد عيناه عن حوراء لينظر إلى سوداويها و أردف غامزًا إياها -بتغيرِ؟! -رفعت حاجبيها بـ دهشة ثم أجابت:أنت بتحلم -ليهتف هو دون تردد:وأنتِ كدابة… مع إرتفاع حاجبيها صاحبه توسع عيناها بـ تعجب لثقته لترد عليه بـ عناد -مش كدابة -هتف مرةً أُخرى بـ قوة:لأ كدابة، ل**نك مبيقولش حاجة غير الكذب ديمًا -جأرت بـ حدة:مبكدبش، و كفاية بقى وقاحتك دي، كمان مش بس ل**ني هي اللي بيكدب، لأ دي كمان عيني بتكدب، عشان كدا مش مصدق نظرة الكُره اللي ببصلك بيها دي… كان يعلم مقصدها ويعلم بـ عُمق لن يصل إليه سواه أنها تنظر إليه بـ إشتياق حاد كاد يُمزقهما معًا لذلك هتف بـ صوتٍ عذب -لأ، عينيكِ متعرفش الكدب أبدًا، هي بتع** اللي جواكِ يا كيان، حتى روحك بقدر أشوفها من عينيكِ، حتى لو جسمك اللي بيرتجف بين إيديا، عينيكِ مش هتقدر تعملها أبدًا… إقترب منها وهمس بـ صوتٍ خفيض ولكنه مُحمل بـ عاطفة -أنا اللي علمتك إزاي تبصلي، فـ مش هتقدري أبدًا تضحكِ عليا بـ الكلام الأهبل دا… حديثه صحيح و مؤلم، يلسع كـ سوط يهبط على جروحها فـ يُلهبها، لتُخفض وجهها وهي تهمس بـ جمود حتى لا يرى تعابير وجهها المكدومة -بلاش النرجسية اللي فيك دي، أنا نسيتك من زمان، معتش فـ ذكرياتي يا قُتيبة، أنا خرجتك من قلبي زي ما خرجتك من عقلي… لم يتأثر بمَ تقول بل إبتسم إبتسامته الجميلة وأردف بـ ثقة ونرجسية كما تدعي -أنا سِبت فـ روحك أثر مسبتوش فـ جسمك، عشان كدا عمرك ما هتقدري تنسينِ يا كيان، عُمري ما هطلع لا من قلبك و لا من عقلك… همت تفتح فمها للحديث ولكنه أكمل بـ قوة -أنا دمغت روحك قبل جسمك فـ كدبك دا هو أكبر كدبة سمعتها منك… ألهب غضبها بـ لحظةٍ واحدة لتصرخ بـ غضب وهي تض*ب كتفه -أنت هتكدب! أنت عُمرك ما لمستني، متعملش فضيحة عشان توصل لحاجة فـ دماغك -رد هو بـ هدوء:و مين قال إني بكدب؟ مين اللي مسك إيدك و خدك للمدرسة أول يوم؟ مين اللي مسكتِ فيه و مرتضيش تدخليها من الخوف عشان هتكونِ لوحدك و أنا مش معاكِ؟ مين هو اللي حضنك؟مين اللي قعد وراكِ فـ الفصل عشان يخفف عنك خوف أول يوم مدرسة؟ مين اللي شافك لحظة بـ لحظة و أنتِ بتكبري قُدامه و بـ تنضجِ كـ بنت من غير أما يجرؤ حتى إنه يلمسك؟ الفاكهة المُحرمة زي ما بيقولوا، الفاكهة اللي ياما زارتني فـ أحلام، أحلام بس و أنا مستني إنها تتحقق، أحلام عُمرك ما هتفكرِ كُنتِ بتعملي إيه فيها أحلـ آآآ… وضعت كيان يديها على فمهِ لتشعر بـ إرتعاش شفتيه أسفل كفها لتُبعدهما سريعًا قبل أن تردف بـ توتر -بس كفاية، أرجوك يا قُتيبة كفاية -قال قُتيبة بـ حرارة:أنتِ بقيتِ ملكي، دمغتك كُل شبر فيكِ، أنتِ بقيتِ ملكي فـ بقيتِ متحرمة على غيري… تنفست بـ سُرعة عالية وأحداث ذلك اليوم المُرعب تُعاد تفاصيله، وذكرى صُراخ والدته وهي تنعتها بـ الفاجرة عاودت النشوب بـ قلبها كـ حريق ثوان كل ما إستغرقته ثوان لتشتعل سوداويها بـ لهيب زاد من سواد عيناها و بـ قوة حلت حصار أصابعه عنها وهدرت بـ قسوة -مش صح أبدًا يا قُتيبة، أنا هكون لغيرك، بكرة زميلي فـ الشُغل هيتقدم ليا، و هوافق، واحد غيرك هيديني الآمان اللي أنت حرمتنِ منه… تجاهلت مطارق قلبها لذلك السواد المُخيف المُنبعث من عيناه إليها و إلتفتت إلى حوراء تهدر بـ صوتٍ مبحوح -يلا بينا نرجع يا حوراء، بلاش نعمل فضايح أول يوم، أو كفاية فضايح لحد كدا… كان قُتيبة جامد الحركة، عاجز عن الحديث ولكن عيناه والجحيم المُنبعث منها جعلاه في هيئة خطرة لشيطان فار من الجحيم ليقصف صوته الجهوري بـ غلظة سوداء، مُميتة -أُقسم بـ اللي خلقني وخلقك لأقتله و أقتلك قبل ما ياخد حقي، هتندمِ يا كيان… كان صوته يقصف من خلفها ليجعل جسدها ينتفض خوفًا، إنها تُعلن الحرب وتعلم أنها خاسرة ******************** -حوراء أنا مش هجاوب على أس سؤال تسأليه، فـ عشان خاطري متسأليش عن حاجة أنتِ عارفة إني مش هجاوبك عليها… إبتلعت حوراء ل**نها صامتة، لا تُنكر أن ذلك الضخم أثار بها الرُعب أيضًا، كيف لعصفور مثل كيان أن تكون يومًا ما حبيبة هذا الـ… التنين ضحكت حوراء لوصفها لقُتيبة بـ التنين فـ نظرت كيان إليها رافعة حاجبها ثم تساءلت بـ شك -بتضحكِ ليه؟!... إرتفعت ضحكات حوراء قبل أن تردف وهي تجر حقيبتها خلفها -كُنت بسأل نفسي، إزاي عصفورة زيك تحب تنين زي قُتيبة دا كدا… إبتسمت كيان لحديث حوراء ولكنها عادت تُكشر عن أنيابها وقالت بـ حدة طفيفة -متقوليش عنه تنين، و إيه حبيته دي! أنا محبتش حد و لا بحب حد -سارت على نهج قُتيبة وهي ترد:كدابة، حقيقي أنتِ أكتر كدابة فاشلة شوفتها فـ حياتي… حكت كيان جبينها وقالت بـ تعب مُتجهة إلى مقهى راقي بـ القُرب من حيهم -طيب مُمكن تبطلي كلام! أنا معنديش حيل للمُناقشة معاكِ -أوكيه، زي ما أنتِ عاوزه… حدقت بها كيان بـ نظرات ضيقة ولكنها لم تتحدث بل دلفت إلى المقهى لتتساءل حوراء بـ فضول -هو إحنا رايحين فين؟؟ -أجابت كيان بـ بساطة:هندخل جوه… دلفت و تبعتها حوراء لتتجمد واقفة،مذهولة بل مأخوذة بمَ تراه، بـ مُنتصف المقهى و بين الطاولات و على أنغام الموسيقى الغربية وجدت ذلك الرجل ذو الشعر البُني يُراقص فتاة صغيرة تُشبه ملامحه من حيث لون الشعر والإبتسامة المُرتسمة على وجهيهما تُشبه قصة الأميرة "سندريلا" حيث تراقص أميرها بـ الحفل ولكن هذه المرة بطلة القصة طفلته على الأرجح.. تضع قدميها فوق خاصتهِ و تتحرك معه في خطواتٍ بطيئة و مدروسة توقفت الألحان و توقف معها الزمان لحظات وهي تُصفق بـ حرارة وكأنه مشهد نادر صعب التمثيل كما فعل الجميع نظرت إلى كيان التي إبتسمت بـ حنو بالغ ثم هتفت بـ صوتٍ عال وهي تتجه إليهما -عُميّر؟؟!... نظر عُميّر بـ إتجاه الصوت لتتسع إبتسامته أكثر وهو يرى ش*يقته تركض بـ إتجاهه، ليُقا**ها بـ المُنتصف ثم رفعها ودار بها عدة مرات قائلًا بـ إشتياق -قردتي الصُغيرة، وحشتيني أوي يا كيان… عانقته كيان بـ قوة دافنة وجهها بـ ص*رهِ وهتفت بـ حشرجة -و أنت كمان يا حبيبي، و أنت أكتر… أبعدها قليلًا عن ص*رهِ ثم حاوط وجهها وأردف بـ مُشا**ة -من وقت أما تيتة عرفت إنك جاية لأ و فيه عريس، و هي ماشية توزع شربات على أهل المنطقة كُلها، مسابتش حد، و مش بس كدا دي قالت لهم فتحي النجار على لون الأوضة اللي هي عاوزاه -ردت كيان بـ يأس:هي كانت فاقدة الأمل فيا لـ الدرجة دي؟ عمومًا أنا متوقعتش أقل من كدا -عمتو مش هتسلمِ عليا أنا كمان و لا إيه!... إنحنت كيان إلى الصوت الطفولي و حملتها ثم قَبّلتها عدة قُبلات وهتفت بـ إبتسامة واسعة -و دا معقول يعني؟ دا أنتِ وحشتيني كتير كتير، أكتر كمان من بابا حتى… عانقتها الصغيرة بـ قوة ليهتف عُميّر وهو يتنزعها من كيان -يلا يا أسيل كملِ واجبك، الإستراحة خلصت -أومأت بـ حماس وقالت:هخلصه كُله و أقعد مع عمتو كيان، و حتى كمان هنام معاها فـ الأوضة النهاردة -تمام يا ستي، بس دلوقتي يلا حلِ واجبك… إلتفت عُميّر فجأة جهة وقوف حوراء لترتبك الأخيرة و تُسقط ما بـ يدها فـ عاود النظر إلى ش*يقتهِ وهتف -جبتيها معاكِ! -هتفت بـ قلة حيلة:أعمل إيه؟ مقدرش أسيبها و بعدين أنا شرحتلك الوضع، باباها اللي هو مُديري طلب مني… إبتسم عُميّر وهو ينظر إلى حوراء وأردف بـ عطف -فعلًا هياكلوها، هي بسكويتة ناعمة… تغيرت نظرات عُميّر إلى أُخرى عبثية وهي تمسح على جسدها الصغير فـ ض*بته كيان بـ يدها في كتفهِ وهدرت بـ تحذير -بلاش بصاتك دي عشان خاطري، البنت أمانة عندنا ها! -رد عليها بـ براءة:و أنا بس عملت إبه؟ أنا عاوز أتأكد من سلامتها، هو دا اللي يهمني، أو يهمنا عمومًا -غمغمت بـ إستنكار:ليها حق مراتك متستحملش و تسيبك، والله عندها حق -بتقولي إيه يا بت أنتِ! -أجابت بـ إبتسامة صفراء:ولا حاجة يا حبيبي، و يلا لازم أمشي… تحركت كيان ولكن عُميّر لحقها بل سبقها وأردف بـ نعومة ماكرة -طب و مش واجب أحيي ضيف*نا و لا دي تبقى عيبة فـ حقنا… حاولت كيان اللحاق به ولكنه كان قد وصل إلى حوراء والتي كانت تجمع ما سقط منها أرضًا ليُساعدها عُميّر فـ تمتمت بـ خجل مُبتسمة -شكرًا جدًا يا أُستاذ آآ -عُميّر، اسمي عُميّر الجيار،الأخ الكبير لكيان الجيار… مدّ يده لتنظر إليها حوراء أولًا ثم رفعت نظراتها إليه فـ وجدته يبتسم إبتسامة غير مُريحة ولكنها صافحته قائلة بـ تردد -حوراء رفعت رسلان -رد هو بـ صوتٍ عال:مُدير كيان؟ دا شرف كبير لينا إن بنت مُدير كيان هتقعد فـ بيتنا المتواضع -غمغمت كيان من بين أسنانها:دا على أساس إنك متعرفش يا سي عُمير!... توجست حوراء منه لذلك سارعت بـ جذب ما بـ يدهِ وقالت بـ سُرعة -شُكرًا، دا بس من ذوق حضرتك… ثم حولت أنظارها إلى كيان التي تضع إصبعيها السبابة و الوسطى على جبينها و باقي كفها يُخفي وجهها المُحبط و أردفت -هو مش المفروض نمشي و لا إيه؟… أومأت كيان إليها و هي تتن*د بـ يأس لتتحرك حوراء بـ سُرعة ثم تبعتها الأولى قبل أن تض*ب ص*ر ش*يقها و همست بـ حدة -مستر رفعت سبهالي عشان قرايبها مياكلوهاش، فـ بليز متاكلهاش أنت، ممكن!!… كبح عُميّر ضحكة عابثة و أومأ لها لترحل كيان بعد أن رمقته بـ شر تحذيري بينما أردف وهو يتأمل سير حوراء المُرتبك وخُصلاتها التي تتطاير دون مُعيق بعد أن نزعت قُبعتها -إزاي بس أمنع نفسي عن النعيم بعد أما واحدة سابتني فـ النار؟!... ث
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD