التعويذة
التعويذة
تساقطت بضع قطرات من الأمطار كحبات اللؤلؤ فوق رأسي وأنا أقف متجمدة بمكاني كتمثال من الشمع .., فرفعت رأسي لأعلي بينما أشعر بالارتجاف قليلاً رغم أن الجو لم يكن بارداً في هذا الوقت من العام بموسم الخريف فحاولت بث بعض الدفء ليدي عن طريق فركهم ببعضهم وأنا أتساءل بتوتر:-
"هما أتأخروا كدا ليه المفروض أننا كنا نتقابل من ربع ساعة "
أه كم أشعر بالتوتر فلقد قررت فعل هذا ولا يوجد تراجع بدأت بعض الصور ترتسم بمخيلتي وبعض الكلمات تفرض نفسها برأسي بلا توقف :-
"قلت لكِ أنا نجحت أني أعمل كدا فعلاَ أنا كنت مفكر أنك أكتر شخص هتفهميني "
أغمضت عيني بقوة وأنا أفكر بتوتر شديد فهل أركض خلف سراب !! أم سيكون الأمر حقاً جدي ويكون اكتشاف العمر بالنسبة لي ؟..
هل سيضعني بموقف حرج أمام أصدقائي علي صفحات التواصل الاجتماعي !!..
تن*دت بعصبية وتذكرت لقاءي بهذا الرجل في أحدي المنتديات التي تتحدث عن الماورائيات والغريب أنني وجدته قد قرأ جميع أعمالي وقال لي بلا مواربة :-
"لفت نظري قصتك وأنقلب السحر ,وحب تخطي الخيال ,وبرضوا المشاهد اللي أتقابلتِ فيها مع أبطال رواياتك "
ابتسمت وقتها بفخر شديد فليس من السهل أن أجد شخص من الج*س الأخر يشاركني أفكاري ومبهور بأعمالي بهذا الشكل فقلت له بسعادة :-
"بصراحة مفيش أحسن من الخيال لما يتحول لواقع "
ووقتها بادرني قائلاَ بحماس :-
"فعلاً دي حقيقة وبصراحة أنا عرفت طريقة عبقرية تخليكِ تقدري تحولي فيها الخيال لواقع "
ضحكت علي كلماته بسخرية شديدة وقلت له وأنا أريد إنهاء حديثنا :-
"واضح أن خيالك جامح قوي عموماً تشرفت بمعرفتك سلام "
فقال لي بغضب شديد موقفاً إياي عن إنهاء حديثنا :-
"لا دا واضح أن أنتِ اللي مش مصدقاني وبتتريقي عليا كمان"
تن*دت بحنق وقلت له ولازلت أريد الهرب منه :-
"متفكرش كتير بس في الموضوع وأنت هتبقي كويس "
فصاح بي بغضب هادر وهو يتبين أنني أصفه بالجنون :-
"قلت لكِ أنا نجحت أني أعمل كدا فعلاَ أنا كنت مفكر أنك أكتر شخص هتفهميني "
تن*دت وقلت له بعصبية وقد فقدت هدوئي :-
"أفهم إيه !!..أنا فكرتك عايز تناقشني في حاجة جدية عشان كدا أتكلمت معاك لكن اللي بتقوله دا مع أحترامي ل*قلية سيادتك كلام فاضي "
قال لي وقتها بت**يم لكن بشكل عنيف :-
"أنا هثبتلك كلامي وهخليك تشوفي بعينك أبطال رواياتك بتنبض بالحياة "
ثقته بنفسه جعلتني أسأله باهتمام :-
"اللي بتتكلم فيه دا كلام كبير أنت مش قده ثم هتثبته أزاي ؟.."
قال بحماس عندما وجد نبرة صوتي تحولت للاهتمام :-
"أنا لقيت تعويذة في كتاب قديم في مكتبة جدي للكتب الأثرية أصله الله يرحمه كان شخص غاوي الاحتفاظ بكل كتاب قديم يلاقيه "
فقلت بقلق له :-
"تعويذة ؟..أستني عندك عشان كلامك يخوف التعاويذ دي معناها أن ليها ارتباط بالجن والعفاريت والعياذ بالله "
فقال بسرعة :-
"متخافيش لا فيه جن بيظهر ولا حاجة لأن عادة عشان تسخري جن لازم يخليكي تكفري قبل ما يحققلك كل حاجة وكمان لازم تشوفيه قدامك بس هنا الموضوع مختلف ولا له علاقة بجن ولا عفاريت ممكن تكون حاجة من أسرار الكون الكبيرة اللي محدش يعرف عنها حاجة "
كلامه كان عجيب ومخيف جداً لكن بنفس الوقت مثير للفضول بشكل يجعل الرأس يلتهب فعلياً من الجنون والرغبة في التجربة فقلت له وأنا أقاوم رغبتي النهمة في المعرفة :-
"وأنت أكيد جربت التعويذة مش كدا ؟..مش معقول تكون بتهرتل "
قال لي بفخر شديد :-
"أكيد أومال بكلمك علي أساس إيه ؟.."
فقلت وأخر ذرة بالتعقل تختفي من رأسي كلياً :-
"طب أيه اللي بيحصل بالظبط فهمني ؟.."
قال والحماس كوني بدأت أصدقه فعلياً يندب بجسده :-
" أول ما بقول التعويذة بينفتح قدامي باب والباب دا بيفضل مقفول ومحدش يقدر يفتحه ومكتوب فوقيه كلام مش مفهوم "
أنكمش جسدي من الخوف وقلت له بخوف شديد :-
"طب عرفت أزاي يا حدق أن الباب دا بيحول الخيال لواقع ؟..اللي بتقوله أصلاً يرعب "
قال لي بسرعة ليدافع عن نفسه :-
"ما أنا لقيت ترجمة الكلام دا في الكتاب ومعناها أن أي خيال هتمناه يخرج من الباب دا هلاقيه يحصل ..,ومش هيخرج منه غير الحاجة اللي أنا عايزاها وبس ويتقفل بعدها .., بس المفروض تخلي اللي خرج يدخل تاني قبل ما يعدي ساعتين أنا جربت وكنت خايف زيك بس محصلش حاجة خالص غير اللي أتمنيته وبس لا طلعلي جن ولا عفريت "
فقلت له بتوتر والفضول مع الرهبة تتمكن مني وقلت له بقلق :-
"طب وأنت أتمنيت يخرج لك إيه ؟.. "
ضحك قائلاً بحماس :-
"طب هتصدقيني لو قلتلك أني أتمنيت أشوف دانا تخرج من الباب دا اللي هي بطلة الجريئة والحب "
شهقت بعنف وقلت له بجنون غير مصدق :-
"لا أنت بتشتغلني أنت عايز تقول أنها خرجت ؟.."
قال بقوة :-
"خرجت وأتكلمت معاها بس كانت عايزا ترجع لبيت وأتنرفزت عليا فقلت لها أن مينفعش ترجع إلا بعد ساعتين فقعدت معايا وبعدين رجعت بعد ما كانت عايزا تطلع روحي الظاهر أني معجبتهاش "
كنت أضع يدي علي فمي من هول ما أسمعه فهو يقول لي أن بمكاني رؤية شخصيات روايتي حقاً علي أرض الواقع كما رأت إيمي زاكري كيم فقلت له وأنفاسي مقطعة :-
- "أكيد لازم متعجبهاش هي اللي تحب بيت ممكن تبص لغيره "
لاحظت سعادته المفرطة لتصديقي للأمر ,وظل لعدة ساعات يوسوس بأذني كالشيطان الرجيم وها أنا كالغ*ية قررت إتباعه دون أن أستعيذ بالله منه .., وتبعت قلبي كالمغيبة وقررت الذهاب لرؤية ما يقوله حقاً فقال لي باهتمام :-
"هنعمل التجربة في بيت جدي عشان موجود في أرض زراعية بعيدة عن العمار وأحنا مش عايزين مشاكل تحصل ولا حد ياخد باله من اللي بنعمله"
وهنا بدأت أعود لوعيي فهذا الرجل بدا لي كمن يدبر لجريمة قتل مكتملة الأركان دون ترك دليل خلفه فقلت له بعنف :-
"أنت ع**ط عايزني أجيلك في منطقة مقطوعة لوحدي أنا أصلاً مكنتش مرتحالك شكلك كدا بتدبر لمصيبة "
فقال لي بغضب :-
"كنت عارف أنكِ هتعملي كدا عشان كدا أنا بنصحك متكونيش لوحدك هاتي جيش معاكي لو عايزا أصحابك ,قرايبك ,ولو حتى مصارعين أو بودي جارد أنا مش فارق معايا أهم حاجة تصدقيني وأعمل التجربة قدامك "
كلامه طمأنني قليلاً لكم من سيقبل بأن يأتي معي لمغامرة غير مأمونة الجانب !!..لذا بلحظة جنون وجدتني أوافق وبالفعل قمت بدعوة صديقاتي واعدة إياهم بمفاجأة لن يتخيلوها أبداً وها أنا قابعة بانتظارهم كالبلهاء في ذلك المكان وما هي سوي لحظة وسمعت صوت سيارة فان كبيرة وهي تقترب من مكان انتظاري بذلك المقهى وعرفت علي الفور أن من أنتظرهم قد وصلوا فلقد رأيت صديقاتي يهبطن من السيارة وهم ينظرون لهذا المكان الذي بدا لهم موحشاً ويتذمرون فنهضت من مكاني واقتربت منهم قائلة بترحاب مخفيه توتري الشديد :-
"أخيراً وصلتم دا أنا مستنياكو علي نار "
كانوا أربعة عشر فتاة من أفضل صديقاتي علي صفحات التواصل الاجتماعي نلتقي دوماً بمحادثات جماعية صوت وصورة وبما أنه لا يمكنني دعوة واحدة دون الأخرى لذا دعوتهم جميعاً بالرغم من أن
أغلبهم من دول عربية ش*يقة مثل سورية ,والأردن ,وفلسطين ,والجزائر , ولبنان ففكرت بهم واحدة ,واحدة وأنا أتخيل رد فعلهم (أمل الش*ية ,و أماني , وليلي ,ومني الفراشة ,وفاتن ,وخوخة ,وألاء ,وكامي ,وإيمان , وميرو ,وياسمين ,ولبنة ,وليليان .,ورشا ) في الواقع لم أتوقع أن يلبي الجميع الدعوة لكن كانت مفاجأة كبيرة لي تلبيتهم جميعاً لدعوتي وهم متشوقون لمعرفة المفاجأة التي لا مثيل لها كما وصفتها لهم فقالت لي أمل بمبادرة :-
"أنت جبتينا كدا علي ملا وشنا .., طب مش تفهمينا الأول أنت جمعتينا النهاردة ليه ؟.."
قبل أن أرد عليها قالت لها فتاة أخري من الفتيات تدعي خوخة ببشاشة :-
- "هلا كتير مستعجلة أنت يا أمل , لولو عم تقول أنها مفاجأة "
فضحكت رشا وقالت :-
"طب أحنا مش جايين من بعيد لأن دي بلدنا أومال الغلابة اللي جايين طيران دول ذنبهم إيه ؟.."
فقالت إيمان لي وهي تتوعدني بمزاح :-
- "لو ما كانت مفاجأة عن جد مهولة عم دفعك حق تذكرة الطيران "
بلعت ريقي وأنا أنظر إليها بتوتر مفكرة أن اليوم ربما يكون أفضل أيامنا جميعاً علي الإطلاق أو أسوءها فقلت لها بعدم ثقة :-
"لو اللي في دماغي مشي صح هتبوسيني علي المفاجأة دي يا إيمان"
فقالت أماني لي باهتمام :-
"خلينا نشوف أيش مخبيا علينا "
وأضافت ليلي بحماس :-
"والله شوقتينا كتير "
فقالت كامليا للجميع لتوقفهم عن الكلام :-
"عم نحكي كتير من غير فايدة يلا نبلش لنشوف إيش راح تكون المفاجأة "
فقاطعت مني كلام كامي قائلة بتذمر :-
"بس ملقتيش غير المكان البعيد دا نتقابل فيه يا لولو ؟.."
فقالت لبنه موافقة علي كلام مني:-
"فعلاً مكان كتير مخيف "
فقلت لهم ولم أكن بكامل تركيزي فعلياً :-
"البيت اللي هنروحه لسا قدام شوية في أرض ذراعية مش هينفع نركب الفان وهناخدها مشي "
فقالت ياسمين وهي تضحك :-
"والله بتفكريني بثلاثي الأبعاد محسساني أننا رايحين نعمل مهمة خطيرة "
فردت فاتن عليها قائلة :-
"بلاش ثلاثي الأبعاد يا ختي لحسن سمعت أنها قلبت بغم والزومبي كانوا هياكلوهم "
فقالت إيمان بفضول شديد :-
- "بس مو كالوهم هما بس عايش*هم مغامرة كتير جميلة خلونا نشوف إن كانت هيدي المفاجأة راح تكون ممتعة متل ها الرواية "
سبقتهم في المسير غير عابئة بتعليقاتهم فلقد كنت بعالم أخر خائفة بل مرتعدة رغم فضولي وحماسي فوجدت ليليان تضع يدها علي كتفي قائلة بفضول :-
"أنت عم بتقولي مفاجأة بس منظرك عم بيقول كارثة "
ابتسمت بتوتر قائلة لها :-
- "هكون واخداكوا علي المدبح يعني ؟..متستعجليش كله هيبان كمان شوية "
فساروا خلفي جميعاً والحماس يندب لدي بعضهم والامتعاض لدي البعض الأخر فلقد همست ليليان بأذن ألاء قائلة لها :-
"المكان كتير مرعب بتمني هلا ما نطول هون "
فقالت لها ألاء بتوتر :-
"أن شا الله خير لولو ما عم تعملنا مشاكل صحيح ما أني مرتاحة بس أنا واثقة بلولو "
لكني لم أكن أهتم بكل هذا فلقد بدأت أسمع طنين بأذني من كثرة التوتر وضغطي بدأ يرتفع خوفاً ورهبة فأنا بدأت أشعر بعد فوات الأوان أنني علي وشك الوقوع بكارثة لكن بالرغم من هذا أمسكت هاتفي وحدثت هيثم ذلك الشخص الذي لا أعرف ما سيفعله بنا بعد فقال ما أن سمع صوتي :-
"ها أصحابك وصلوا خلاص ؟..أنا قاعد أهوه مستنيكوا "
لقد قلت له أنني سأحضر مع ثلاث عشر شخصاً لكني لم أقل أنهم جميعاً بنات لذا قلت له :-
"أنا في الطريق خلاص ربع ساعة بالكتير وهوصل أستناني قدام البيت عشان مش متأكدة من المكان "
"أوكي "
هكذا قال قبل أن أنهي المحادثة وأسير والبنات تلحق بي فقالت أمل بتذمر:-
"هنفضل ماشيين لحد أمتي أنا رجلي وجعتني "
وبدأ الآخرون يتذمرون أيضاً فقلت لهم وقد بدا يظهر لي المنزل من بعيد :-
"هو البيت اللي هناك دا أحنا خلاص وصلنا "
وظهر ظل رجل يشير لنا من أمام المنزل فقالت لي أماني باهتمام :-
"مين هاد يا لولو ؟.."
فقلت لها وأنا أنظر ناحية هيثم بتوتر :-
"دا هيثم صديقي هيشاركنا المفاجأة اللي مجهزاهالكم "
فقالت لبنة لي بتحذير :-
- "لو ما كانت المفاجأة حلوة كثير هخربتلك حالك "
ابتسمت بضياع وقلت لها وللجميع :-
- "أن شاء الله هتنبهروا بس قولوا يا رب "
قال الجميع بصوت واحد تقريباً :-
"يا رب "
وقالت إيمان لي رغم توتر الجميع وفضولهم نحو الأمر :-
"والله مو مرتاحة أنا حلمت اليوم حلم كتير غريب وأتمني ما يكون فال سيء "
نظرت لها وشعرت بالقلق أكثر فأنا لا أتفاءل أبداً بالأحلام السيئة فعادة ما تكون لها علاقة بما يحصل معنا في الواقع فقلت لإيمان بسخرية حزينة :-
"أوعي بس تكون أحلامك من النوع اللي بيتحقق"
وقبل أن ترد إيمان كنا قد وصلنا لهيثم فنظرت له أنا بعدم أستحسان فلقد رسمت له صورة أخري عن الصورة التي أراها أمامي فهو بدين أصلع من منتصف الرأس له شارب سخيف يا ألهي لو كان مظهرنا يبدو كصوتنا لكان تغير أناس كثيرون فهو صوته رجولي وخفيف الظل بشكل كبير لكن ..أن يبدو أمامي كعجوز في الثلاثين من عمره هذا مزعج .., وفكرت بدانا الصارخة الجمال بسخرية فهل حقاً ظهرت أمامه !!..أنا أعذر هربها منه طبعاً فهو يبدو ق**ح ..تباً منذ متي أحكم علي شخصاً من ملامح وجهه سواء وسيم أم ق**ح ؟..هذا سخيف جداً ..فكرت بهذا بضيق من أفكاري السخيفة فقلت له :-
"عامل إيه يا هيثم ؟..مستعد للمغامرة ؟.."
ابتسم بحماس وقال لي بحماس شديد ظهر بملامحه وهو يرمقني أنا وصديقاتي :-
"أكيد طبعاً أتفضلوا معايا جوا "
فهمست رشا لميرو قائلة لها بعدم راحة :-
"وهو يصح ندخل مع راجل غريب بيته عادي ؟..أنا مش مطمنه "
فقالت لها ميرو وهي تنظر لهيثم بترقب ونحن نتبعه للداخل :-
- "يا بنتي أحنا أغلبية دا لو فكر يجي ناحيتنا هنقطعه حتت "
كان البيت واسع جداً وقديم والمفروشات به غير متلائمة مع بعضها فمنها ما هو كلاسيكي قديم ومنها الحديث المودرن حتى الألوان غير متناسقة كلياً ولم أكن وحدي من ينظر للمكان بتذمر فلقد بدا الجميع كذلك فقال هيثم لنا بترحاب :-
"تحبوا تشربوا إيه يا بنات ؟.."
نظرت له بإنزعاج كبير هل يمزح !!. أنا لن أدع أحدهم تأكل أو تشرب أي شيء هنا فمن يعرف ماذا يخبيء لنا هذا الشاب ؟..فقلت له بسرعة :-
"مش هنشرب حاجة الأول سيبني أشرح للبنات إيه نوع المفاجأة "
فقال هيثم بدهشة :-
"إيه دا أنت جيباهم علي عماهم طيب هشرحلهم الموضوع معاكي "
فقلت له برفض تام :-
"لا أنا هشرحلهم كل حاجة بنفسي ومتدخلش تمام "
هز هيثم رأسه موافقاً وقالت خوخة لي باهتمام :-
"قولي يا لولو أحنا سامعين "
فنظرت لهم بثبات قدر المستطاع وقلت لهم مبادرة :-
"أنا وهيثم لقينا طريقة مذهلة تخلينا نشوف أبطال رواياتنا والفان بتوعنا الخياليين علي أرض الواقع هنشوفهم وكمان نتكلم معاهم "
نظر لي هيثم بسخرية بدت في وجهه لأنه عرف أنني لن أقول الحقيقة كاملة فقالت لي ألاء بدهشة كبيرة :-
"أنتِ جيبانا لهون مشان تمزحي معنا ؟.."
وقالت خوخة بصدمة لي :-
"هلا كتير يا لولو ومزحة مش لطيفه "
وأضافت إيمان بانزعاج :-
- "نحنا هون ما بنؤمن بالخرافات عيب عليك حبيبتي "
وعندما قام الجميع بمهاجمتي .. لم أعد أفهم ما يقولون فقلت لهم وأنا أوقف إياهم بحسم :-
"مش بهزر يا بنات أسمعوني بس ولو كدابة هنكشف قدامكوا خدوني علي قد عقلي ولو لدقيقتين وخلونا نتخيل مع بعض وقولولي هتحسوا بإيه لو كان اللي بقوله حقيقي ؟.."
قالت أمل بجنون :-
"حقيقي !! حاجة لا يمكن تتصدق أصلاً يعني مثلاً أشوف دكتور فؤاد بطل قلوب لا تعرف الرحمة دلوقت واو دا يبقي وهم "
فنظرت للجميع وقلت لهم بثقة لا أمتلكها :-
"وأنتِ يا إيمان تحبي تشوفي مين ؟.."
ضحكت إيمان وقالت لي :-
"هيدا جنون بس راح حب أشوف أدم هيدا الشرطي القاسي "
فتدخلت فاتن قائلة بمزاح :-
"جنون بجنون بقا أنا بضم صوتي لصوت أمل وعايزا أشوف فؤش "
وبدأت العدوى تنتقل للجميع بمرح عندما قالت أماني بخفه ظل :-
"أنا طماعة بدي أشوف أدم بطل ورطة الحب الجهنمية وكمان معه جيمس بطل خفايا الأدغال "
وقالت خوخة هي الأخرى بضحك :-
"وأنا ما عم مانع أني أشوف بيت "
وقالت رشا بحماس :-
"وأنا كمان عايزا أشوف بيت "
فقالت ليلي هي الأخرى :-
"وأنا كمان ما بمانع بيت أصلاً بيجنن"
وقالت مني بسرعة :-
"وأنا هعمل زي أيمي في حب تخطي الخيال وعايزا أشوف زاكري كيم "
فقالت كامي وميرو في نفس اللحظة :-
"وأنا عايزا أشوف يوسف بتاع وأنقلب السحر "
ثم نظروا لبعض ضاحكين كونهم قالوا نفس الكلمات بالتفصيل وقالت ميرو بمرح :-
"بصرة يا كامي "
فقالت كامي لها وهي توكزها :-
"يوسف أبو عيون جريئة إلي أنا مفهوم "
"مش هنختلف أنتِ حبة وأنا حبة "
قالتها ضاحكة بينما قالت ليليان مكملة حلقة الضحك :-
"يبقي سامح اللي عم بدي شوفه بطل ثلاثي الأبعاد "
فقالت ياسمين هي الأخري :-
"جات عليا يعني حلو سامح بردوا مفيش كلام "
فقالت ألاء لهم بزهو :-
"أنا بقا أحب الرعب فعايزا ياسر في لعنة القبو المسكون "
فقالت لبنة للجميع :-
"ما فاضل غيري فهختار شخص مختلف وهو محمود بطل قصة حنين محامي عاقل ورزين "
لقد استطعت جعلهم يمزحون حول الأمر ويتمنون أن يتحقق بالرغم من عدم تصديقهم إياي فنظر لي هيثم بإعجاب ثم أشار لي وهمس قائلاً :-
"يلا نبدأ أهم حاجة خليهم يسكتوا وأنا بقول التعويذة مش عايز أسمع حس حد فيهم بس زي ما أتفقنا هي ساعتين بس لو زودتي أنا مضمنش ممكن يحصل إيه "
فقلت له بتوتر :-
"قصدك إيه ؟.."
ابتسم بسرعة وقال لي :-
"يعني متخليش أصحابك يكونوا طماعين يلا بقا نبدأ عشان متتأخروش وتروحوا قبل ما الشمس تغيب "
هناك أمر لا يقوله ذلك الشاب وهذا أقلقني ف*نفست بعصبية ولوهلة تمنيت أن يكون الأمر خدعة كي أسحب صديقاتي وأخرج من هذا المكان الغريب فقلت للبنات بقوة مقاطعة استرسالهم مع بعض وضحكاتهم عن الأمر وكأنه مجرد مزاح فهم لا يصدقون طبعاً أعرف هذا بالتأكيد :-
"دلوقت هدوء يا بنات هيثم هيقول حاجة بلغة مش هتفهموها فهدوء كدا ومحدش يقاطعوا وبعدين هوريكوا المفاجأة تمام "
فنظروا لبعضهم لا يشعرون بالاطمئنان وبعدها وقف هيثم بمنتصف الغرفة الكبيرة ورفع السجادة التي علي الأرض وكان مرسوم بها دائرة بداخلها نجمة خماسية ورموز يا ألهي يبدو أنني كنت محقة وهذه حقاً تعويذة لاستحضار مخلوقات من الجن والعفاريت فقلت لهيثم وأنا أجذبه جانباً بصوت خفيض :-
"إيه دا يا هيثم أنت كنت كل دا بتشتغلني واضح جداً أنك هتحضر جن أنا مش قاعدالك فيها و هاخد البنات وهمشي "
فقال لي هيثم بسرعة :-
"ما قلت لك لا جن ولا غيره أنا راسم تحديد للمكان اللي هيظهر فيه الباب وهتشوفي بنفسك "
فقالت لي أمل بينما يهمهم البنات :-
"في حاجة يا لولو ؟.."
وقفت ناظرة لها وأنا أشعر باليأس فهل أستمع له وأكمل بالأمر أم أتوقف ناهية الموضوع من أساسه ..ولو فعلت ذلك ما الذي سأقوله للبنات !! سيقطعونني أرباً ويقطعوا علاقتهم بي فوراً فلقد أتي أغلبهم من مسافات بعيدة ف*نفست بعصبية وأنا أقرر المخاطرة وليكن الله في عوني ..فقلت لها وللجميع :-
"لا مفيش حاجة أحنا هنبدأ علطول فكلو يكتم صوت تمام "
ونظرت لهيثم بغضب ليبدأ وأنا أتوعده بعيناي لو كان ي**عني فعاد ليقف بالمنتصف وبدأ يرتل تلك التعويذة ممسكاً بالكتاب بيده فنظرت للكتاب وودت لو أخ*فه من يده كي أقرأ تلك التعويذة وأعرف خباياها والبنات رغم **تهم التام كانت نظراتهم لي ولبعضهم قلقه جداً وصوت هيثم كان يعلو تدريجيا بشكل يقبض القلب وفجأة انقطعت الكهرباء عن المكان وساد الظلام التام فقلت بفزع لهيثم :-
"أيه اللي حصل ؟.."
وسمعت صوت البنات ورعبهم من الظلام فهيثم كان يغلق نوافذ الغرفة ونور النهار لم يكن يستطيع محو العتمة التي انتشرت حولنا فقال هيثم بصوت هادر :-
"متخافوش النور هيجي حالاً "
وبالفعل ما أن أنهي كلمته حتى عادت الكهرباء تعم المكان ف*نفست براحة بعد أن انقطعت أنفاسي لوهلة وفجأة سمعت صرخة خوخة وهي تقول بذهول :-
- "إيش هذا ؟.. "
فنظرت لها أنا والجميع وسمعت توتر البنات وهم يتساءلون عن هذا الشيء العجيب وأنا نظرت للباب الذي ظهر منتصباً في منتصف الغرفة وأنا أشعر بالارتعاش يغزو جسدي فهيثم كان محق فهذا الباب ظهر من العدم ومن المستحيل أن يتمكن هيثم من وضعه في هذا الوقت القصير الذي انقطعت فيها الكهرباء فاقتربت من الباب أدور حوله بارتجاف فهو باب وله مقبض يقف متحدياً قانون الجاذبية دون أن يكون مستند علي أي جدران وتستطيع رؤية خلفه كي تستطيع أن تجزم أنه من المستحيل أن يخرج شيء من خلف هذا الباب فقلت للبنات كي أطمئنهم :-
- "هي دي المفاجأة يا بنات الباب اللي أنتوا شايفينه دا ممكن يخرج منه العجب .., إيه رأيكوا لو أتحديتكوا أني ممكن أخرجلكوا أبطال رواياتي منه دلوقت "
فقالت أماني بقلق :-
"بدك تقولي سحر !!.."
نظرت لها وقلت وأنا أبتسم بتوتر :-
"ممكن تقولي سحر وقبل ما نتناقش في حاجة تانية خلونا نتأكد من صدق كلامي من عدمه وهنتناقش زي ما أنتوا عايزين بعدها بس مش دلوقت لأني عارفة أكيد أن عندكوا أسئلة كتير "
فقالت إيمان تقاطعني بجنون :-
- "أكيد بدنا نفهم شو بيحصل هون "
فنظرت لها وأنا أشير بيدي كي تهدأ ثم نظرت لهيثم الصامت وقلت له بعصبية :-