الفصل الثاني

1707 Words
ست البنات 2 الفصل الثاني ... مرت ثلاث ساعات ، كان القلق بلغ منتاه لدي حسن ، اعصابه كادت تتلف من الانتظار الغير محدود نهايته ، تفاجئ بالباب يُفتح ، فأسرع لـ الطبيب يسأله بلهفة:-طمني يادكتور هي كويسة ، مراتي كويسة ؟ ابعد الرجل ماسكه " كمامته " عن وجهه بأرهاق ، نظر له بعيون مرهقة مجيبا عليه برسمية:-الحمدلله قدرنا نسيطر علي الوضع ، الرصاصة الحمدلله مكنتش قريبة من القلب اووي فالوضع مكنش شئ ، هنستني انها تفوق وتقعد تمانية واربعين ساعة تحت الملاحظة علشان نطمن بس عليها اكتر ونشوف ياتري في مضعافات حصلت نتيجة العملية ولا لا سأله وكأنه لم يستوعب كل ما قاله من لحظات:-يعني هي كويسة ؟ ابتسم علي حالته ، لهفته تلك اسعدته وهو يري رجلا امامه مخلصا ومحبا وعاد يجيب:-والله كويسة وربت علي كتفته متابعا:-ارتاح بس علشان شكلك مقعدتش من ساعة ما جيت وتركه في سعادته بعدما اطمئن عليها وغادر فاق جسن علي صوت سمر الشاكر:-الحمدلله يارب ، عقبال ما نطمن علي صباح ورضوي تفاجئ بحديثها ، بل تفاجئ بوجودها من الاساس التف لـ الخلف ، فلمحها ومعها همام والسيدة صفية فسأل برعب:-مالهم صباح ورضوي ، حصلهم اية ياسمر توترت من حالته وجسده الذي تشنج مرة واحدة ولم تستطيع ان تتحدث ، بينما خرج صوت همام الغارق في مرارة الحزن والخوف من فقد الاحبة:- _صباح ورضوي كانوا في البيت وقت ما كان بيتحرق والحقيقة ، كان يكفي ان يقول انهم كانوا بالمنزل وفقط فـ هو فهم ما جري بعد تلك الجملة القصيرة كاد ينهار ، زوجته ، شقيقته ، شقيقته الاخري الجميع بذات الوقت لما هذا الالم كله ياالله...!!! نظر لهمام متسائلا:- _طيب هما كويسين ، يعني حالتهم كانت كيف اؤما له بالنفي مجيبا بأختصار:-انا واقف معاك ومتحركتش حتي بعد ما جم ، ابوك قال مسبكش لوحدك وهما في الدور اللي تحت مستنيين الخبر سأل مستنكر:-معقول محدش جه طمنك عليهم ولا حاجة همام:-لا جم ، ابوك كان بينزل ويطلع وانت ولا حاسس ومروة ومحمد ، امك بس اللي قعدت مكانها مقمتش ، علقولها محاليل علشان ضغطها نزل توجه بخطواته لـ الطابق الذي يقبع اسفل الطابق الواقف فيه هاتفا بتعجل:-هنزل اطمن علي ماما واجي واختفي من امام ناظري الموجودين بالطابق الذي تقف فيه باقي عائلة العطار... بحث عنهم حسن طويلا حتي وجدهم تقدم من علي الواقف بتوتر يسأله:-اية الاخبار ؟ اجابه بقلق:-لسة مطلعوش ياحسن ، ومفيش اي خبر عنهم قال حسن بترقب:-وماما ؟ _كويسة ، المحلول ظبطلها الضغط ثم نظر له هاتفا بتساءل مهتم:-نوران اية اخبارها ، كويسة صح ؟ اؤما بنعم بخفوت وهو يقول:-الرصاصة كانت بعيدة شوية عن القلب فالحال تمام شهق بتفاجئ:-يعني كانت قريبة من القلب ، انا شفت الدم علي دراعها ففكرتها في كتفها اؤما بالنفي بهدوء ينفي به توقعه فغمغم علي بتساءل:-تتوقع مين عمل كدا ؟ شرد بالورق ، بحديث والدها الاخير ، بعلمه بعمل والدها وامساكه لقضايا خطيرة كل هذا يكفي لادراكه ان هذا سبب اصابته لكن رغم هذا هتف بكره وعيون حادة:-معرفش بس لما اعرف ورحمة امواتي وامواتها وامواتهم ما هرحمهم وهندمهم علي كل نقطة دم نزلت منها وعيونه ونظرته وتشنج جسده خير دليل علي صحة حديثه _____________________________ انحبس جسده بين طرفين ، احدهم عبد الرحمن والاخر خالد ، الذي ينظر له بعيون تخرج منها شرارا الغضب ، بلع الرجل ريقه بتوتر من هذا المنظر هل حانت لحظته ؟! ربما وربما لا ربما يستطيع ان يهرب من بين ايديهم اذا وشي بالحقيقة طال ال**ت عبده يتنفس بصوت عالي كأنه يعوض ما كان يفقده منذ لحظات وخالد صامت ، يلعب علي اعصابه اكثر بهذا ال**ت بدأ الرجل بالفعل بالتعرق ، لعب الاعصاب يثير مخاوفه وقلقه نظر خالد لعبده ، بادله نظرات يعرف معانها جيدا ، والاخر اؤما له بنعم ، قبل ان يغادر المكان بخطوات بطيئة كي لا يشعر الاخر به ، ظل يبحث هنا وهناك عن حجرا ما او عصاه طال بحثه حتي وجد حجرا صغيرا بحجم كف اليد امسكه واندفع نحو الرجل ، وقف خلفه تمام ثم رفعه وسرعان ما اهبطه علي رأسه بقوة متوسطة ، الرجل لم يتأثر بالاول لكن قبل ان يلتف ض*بة مرة فأخري فبدأت الرؤية بالتشوش ، قبل ان يمسك خالد مؤخرة رأسه بيده ويض*ب جبهته بجبهة الاخر بقوة فسقط الرجل علي الارض مغشيا عليه نظر عبده لـ الارض لحيث الرجل ثم له هاتفا بسعادة:-عفارم عليك ياخالودي رمقه بق*ف قبل ان يتركه ويغادر وهو يأمره:-شيله وحصلني وراح يسير تاركا اياه يناظره بزهول قبل ان يهمس:-مفيش دم خالص ، الواد مش واخد باله خالص اني انا اللي نفسي اتقطع من الجري وهبط لمستوي الرجل وحمله بصعوبة بالغة وردد:-وفين امجد دا كمان ، ما صدق هرب سار به عدة خطوات قبل ان يسقطه ارضا هاتفا:-رجالة نص كم ، ميقولش اجري معاك ياصاحبي ، لا ، دا من اول خمسة متر قلبه كان هيقف ونظر لـ الرجل بشزر حتي قرر ان " يجره " خلفه كـ " شوال " من البطاطا كم يشتهيا الان بذلك الوقت تحديدا.. _______________________________ يقف امامها بغضب ينظر لها بحدة وهو يراها تقف امامه بهذا الوقت من الليل ، كان سيصيح عليها بعنف ولكنه تماسك وهو يري انه يقف امام مشفي وهذا غير لائق حاول ان يتماسك وهو يتحدث ببعض الهدوء:-خلود انتي اية اللي جابك دلوقتي ببراءة ربما ، او سذاجة اجابته:-جاية اطمن علي مرات حسن واقف معاه في ازمته دي نظرها بشزر ، امجنونة هي ؟! وصاح بعنف:-انتي هبلة ، جاية الساعة عشرة الليل لوحدك من اخر الدنيا حمحمت وهي تبرر:-انا والله اللي اخرني اني روحت من الفرح غيرت الفستان وجيت علشان ميعطلنيش فهمته غلط ، فكرته يستنكر تأخيرها في تقديم الواجب الغ*ية هتف بنفاذ صبر:-انتي ع**طة ؟ ياماما انا قصدي جيتي لية اصلا ، مينفعش بنت تبقي برة البيت في وقت زي دا هتفت بسعادة:-انت غيران عليا ؟! نظر لها بعصبية ، كاد يض*بها من غيظه لكنه تمالك نفسه بصعوبة حرك يده علي وجهه عدة مرات كي يهدء من عصبيته ثم نظر لها مبتسما بنفاذ صبر:-غيران ، مش غيران دا مش مهم ، المهم ياريت متخرجيش في الوقت دا تاني ، مفهوم ؟! ابتسمت وهي تستشعر غيرته عليها ، حتي انها نسيت سبب تواجدها معه الاساسي وانهم تقابلوا بسبب حسن الذي زوجته تصارع لتحيا بالاعلي وردت بسعادة:-مفهوم ياامجد وبدون شعور منه ، وجد نفسه يبادلها بسمتها الصافية بأخري وان كانت صغيرة ، بسمة تُكاد لا تري فما يجري حوله ، وما يعانيه صديقه يجعله يشعر وكأنه هو من يُعاني فهو حسن .. وحسن خالد .. وخالد عبدو وجميعهم واحد وليسوا ابدا بأربعة وصدق من قال " صديقا لك خيرا من جميع البشر " فما بالك بثلاثة لكل منهم..؟!! ________________________________ من نظر لوجهه الان تحديدا لعلم بكم المشاعر الذي يخفيها بقلبه اتجاهها ، جارته الجميلة بالداخل حالتها لم تكن تسر ابدا ، رأها وهم ينقلوها من مكان الحادث لهنا ، جسده كان متخشبا وهو يراها بتلك الحالة وكأنها جثة هل ستغادر حتي قبل ان يقول لها عما يغمر قلبه من مشاعر ؟ هل ستغادره رضوي ؟ لن تقف امامهم الطبقات المادية ولكن سيمنعهم الموت !! والموت هو الشئ الوحيد القادر علي جعلنا نبدء حكاية او ننهي حكاية موت اشياء بداخلنا او ايقاظها ، الموت هو بداية الحياة لـ البعض ، ونهايتها لاخري ابراهيم ، كان الله في عونك ، فأنت امام الموت الذي لايرحم احدا بداخل غرفة السيدة فوزية ، طرق حسن علي باب الغرفة طرقة خفيفة ودخل ، وجدها مسطحة علي فراشها بأرهاق ، ومعها فقط جدته نيسة تقدم منها ، مال يقبل يدها مغمغما بقلق:-انتي كويسة ياماما ؟ لاعبت خصلات شعر رأسه المائل علي كفها بحب وهي تجيبه:-كويسة ياحبيبي نشكر الله ابتعد وجلس علي حافة فراشها ، مازال ممسكا يدها بين يديه ، شرد بمن بالاعلي ، بحالتها وبما حدث لها وكأن والدته شعرت به حيث مدت يدها تربت بها علي كتفه هاتفة في محاولة منها لـ التخفيف عنه:-ان شاء الله هتبقي كويسة ياحسن ، متتعبش قلبي انت عليك بس وانت بحالتك دي جاءهم صوت نيسة الساخر:-والله كل اللي حصل دا من قدم العروسة اللي شكل حظها زي الفل لم يرد اي منهم عليها ، يعلمون انها تقول هذا من حزنها اما هو ، فلحظات وكان يلقي برأسه في حضن والدته يبكي بمرارة علي من تقبع بالاعلي علي من ملكت قبله ، علي ست قلبه ، علي ست البنات جميعا .... بعينيه _______________________________ ترك عبده جسد الرجل يسقط ارضا من بيد يديه وهو يلهق بقوة ، سار به كل تلك المسافة دون توقف والاخر الذي يُدعي خالد ، فاقد لـ الدم والمشاعر الانسانية لا يتدخل ، حتي انه لم يعرض المساعدة بالتدخل غمغم وهو يراقبه من ظهره:-جلف ونظر لـ المكان حوله ، فـ هم في احدي روش الييد شوقي العطار اشار خالد لـ احدي الغرف وثم نظر لعبده قائلا:-دخله هناك في الاوضة دي وتركه وذهب ، قبل ان ينفجر به خرج خالد من الورشة ،طان الشارع الذي يقبع فيه منزل العطار مازال فيه الشغب ، البعض منتظر حتي يطمئن فمن تأذوا ليسوا مجرد جيران بل اهل ، واقارب ، واحباب اوقفه احدهم وكاد يتحدث معه ليطمئن علي من بالمشفي منه ، لكن قطع ذلك صورت هاتفه ، اخرجه فوجد المتصل والده ، وضع الهاتف علي اذنه بعدما اجاب فجأة صوت والده:-اية الاخبار ياخالد رد خالد بصوت عالي قليلا كي يسمع والده وكل من حوله بنفس الوقت كي لا يشرح مرتين:-مرات حسن هتفوق علي بكرة الصبح كدا يابابا دا لو اتأخرت اوي يعني ، هتقعد يومين تحت الملاحظة وهتطلع ثم بلع ريقه وعاد يكمل:-اما اخته ومرات اخوه فـ لسه مكلم امجد وعرفت ان رضوي معظم خدها الشمال اتحرق ، وباقي جروحها خفيفة سطحية ، وصباح دراعها وحته من رجلها اتحرقت برضوا شهقة خرجت من بعض الجيران ، الفتاة الصغيرة تتش*هت وزوجة الابن تش*هت عاد يكمل ويجيب علي سؤال والده:-لا مش حروق سهلة ، امجد بيقول انها صعبة اووي ومحتاجة عمليات علشان ترجع زي الاول ياحولك يالله ، ارحمهم برحمتك يالله وتصاعدت اصوات الناس بالادعية لهم فالاثنان بنتين لـ المنطقة ، اي بناتهم هم ايضا _____________________________ كانت كريمة تمر من امام غرفة ضياء فسمعت صوته يقول بشر:-قولتلك اقتله .... يعني اية هما معاه ؟ ... حاول لما يسيبه لروحه ولو مبعدوش خلصوا عليهم كلهم كتمت شهقاها بصعوبة ، يعطي اوامر بالقتل وكأنه يطلب منهم شرب الماء كم ان الامر سهل عليه لـ الغاية الهي كم تكرهه وكل يوم تكرهه اكثر فأكثر نظرت لـ السماء هاتفة بتضرع:-خرجني انا وبنتي يارب من المكان دا بخير يارب ونظرت لـ الباب وعادت تكمل بهمس:-خرجني يارب علشان انا تعبت وادمعت عيونها بدموع القهرة والحزن اوقعها الله بشيطان من الانس ، ذلك الذي شره يكون افجع من الشيطاطين الحقيقا فعلا فـ الانسان .. ماكر ، حاقد ، كاره وكلا علي نوع فبرأيك عندما تجتمع تلك الصفات بشخص واحد ، ماذا يمكن ان يخرج منه من افعال شيطانية ؟!.. . . . . . . توقعاتكم لـ اللي جاي ؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD