شتاء يناير عام 1904
تلك السعادة التي غمرتها عندما تمسكت رضيعتها بسبابتها بقوه و هي تبتسم لها فشعرت بانها امتلكت العالم بعد أن عانت الامرين حتى تستطيع الانجاب و اخيرا تحقق حلمها فأنجبت طفله بجمال خاص و عسليتين ساحرتين تبتسم لكل العيون التي تنظر لها .
اقترب إيدي من زوجته و همس باذنها بشئ جعلها تبتسم باتساع و اومات فورا ليرفع بصره صوب عائلتهما و يقول بفرحة : لقد اتخذنا قرارنا و سنميها دورثي لويز على اسم والديتنا .
اقتربتا منهما بفرحه و تمنتا لهما وافر الصحه و العافيه ، و لكن اﻻمور لم تظل هكذا عندما جاءت تلك السيده لتبارك المولود الجديد ففزع اهل البيت و هدرت هانده بزوجها : اخرجها من هنا ، فانت تعلم انها تجلب النحس .
ابتسمت لهما مارسيل و قالت بغضب : كل ما هنالك ان تنبؤاتي تكون صائبه لذلك الكل يهابني و لكني لا اُسبب الفعل فقط اتنبأ به .
همست والدة هانده لها قائله : هي معها حق فكما تنبأت انك ستحملين ثلاث مرات و تخسرين اﻻجنه ، قد تنبات ايضا ان تلك المره سيكتمل الحمل لذا دعيها تقول لنا ماذا ترى .
انصاعت هانده لحديث والدتها فاقتربت مارسيل و امسكت الرضيعه و التي لم يتخطى عمرها بضع ساعات و قالت باثاره : تلك الفتاة ستحيا من رمادها و يصبح لها شأن عظيم و لكن بعد ان تولد من جديد .
نظرت لها هانده بتعجب و سألتها : ماذا تعني بحديثك هذا ، اوضحي اكثر !
ردت بخزي : للاسف فطالعها غير واضح و به غيوم كثيره و لكنني اشعر باﻻرتياح و انها ستكون ذات شأن كبير .
~~~~~~~~~~~~~~~~~
ربيع عام 1907
لم تصدق انها كادت تفقد صغيرتها بعد أن سقطت على الدرج و لكنها ها هي امامها بشحمها و لحمها تنظر للجميع و تلعب بدميتها الخشبيه فاقتربت منها تحتضنها هاتفه بلهفه : حمدا لله على سلامتك صغيرتي ، كدت اموت من خوفي عليكِ .
رفعت الصغيرة دورثي وجهها و قالت بتلعثم و صوت طفولي : اين انا ؟
رد إيدي ببسمه هادئه : انتي ببيتك حبيبتي و بين اهلك .
ردت بخوف ظاهر على وجهها : انا اريد العوده للمنزل ، اريد العوده لموطني .
تعجب الجميع من تفوهها بهذا الحديث فاقتربت منها هانده بهدوء تربت عليها بحنان و هي ترمق زوجها بحيره و همست لها بحب : حبيبتي دورثي ، انتي بمنزلك يا صغيرتي .
ردت اﻻخرى بصراخ و بكاء حاد : لاااا انا اريد العوده لمنزلي ، من انتم فانا اريد والدي !
بكى الجميع على حالها فسألها ايدي بهدوء : من يكون والدك صغيرتي ؟
ردت موضحه : والدي هو فريس منكاو ، جندي يعمل لدى الملك
اتسعت حدقتي والدها و هو يستمع لتلك الكلمات الغريبه التى تخرج من فم طفله بالثالثة من عمرها تتحدث و كأنها فتاة كبيره فسألها مجددا : و امك ؟
ردت : لا اتذكر .
ابتعد عنها لحظات و اتبعه الجميع من عائلتيهما فتحدث بتوضيح : يبدو أن السقطه قد اثرت عليها لذلك لا بد من احضار الطبيب مرة اخرى حتى نطمأن عليها اكثر .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بترشيييييييت ، اين انتِ حبيبتي ؟
استمعت لتلك اﻻصوات اﻵتيه من بعيد و لكنها لا تعلم مص*رها فتلفتت حولها تنظر يمينا و يسارا بتلك العتمه ليعود الصوت من جديد : عشيقتي اين انتِ ؟
همست بتوتر : انا هنا ، ارجوك لا توترني .
ابتسم سيتي و اقترب منها من الخلف و احتضنها واضعا ذقنه على كتفها و محكما ذراعيه على جسدها و قال بحب : اشتقت لكِ .
اسندت رأسها على ص*ره و رددت بدورها : و انا ايضا اشتقت لك مولاي و حبيبي .
ادارها لتنظر له فابتسم فورا من جمالها الآخاذ و قال باطراء : اجمل من رأت عيناي ، كيف استطعتِ سرقة قلبي يا فتاة .
ضحكت بفرحه و داعبت وجهه باناملها تجيبه بتساؤل : من منا سرق قلب اﻻخر ؟
دفعها بمشا**ه فسقطت على اﻻرض المزروعه اسفلها و الخضراء و انقض عليها يداعبها و يدغدغها بمرح و كأنه شخص عادي لا ملك و فرعون و ظلت هي تضحك حتى انفطر قلبها من كثرة الضحك فقالت بلهاث : توقف ، هذا يدغدغ كثيرا .
ظل يشا**ها حتى بكت من كثرة الضحك راجيه اياه : ارجوك مولاي توقف فهذا مؤلم حد البكاء .
لم يعبأ بما تقوله و هتف بمرح : حد البكاء الضاحك اليس كذلك يا من سرقت قلبي !
اعتدلت بجسدها عندما توقف لحظه و نظرت له بوله و احاطت وجهه بكفيها و اقتربت من شفتاها و تحدثت بحب : انا خُلقت لاجلك يا مولاي و حبيبي ، و كم اخشي المستقبل و ما يمكن ان يجلبه لنا من اهوال .
قبلها بحب و لهفه و اعقب على حديثها مؤكدا : لن يفرق بيننا اﻻ الموت بنترشيت ، تأكدي انني لن اتركك ابدا حتى و ان خسرت ملكي و مملكتي .
استرسل بالحديث مطنبا : فقط اعلمي انني احاول لاجلك و لكن عليكِ اﻻنتظار قليلا حتى استطيع ان افي بوعدي لكِ و آخذك بعيدا عن هنا حتى نعيش سويا دون قيد او شرط فقط اصبري و سوف اجعلك اسعد امرأة بالعالم جميلتي .
نظر لها مطولا و اكمل : تعلمين أن والدي اشركني معه بالحكم حتى يوطد قدماي ، فكما تعلمين اننا لسنا من العائلة الحاكمه و قد كان ابي قائد جيوش الملك حور محب الذي لم ينجب ذكورا ليحكموا لذا كان لزاما على والدي أن يشركني معه بالحكم حتى يوطد قدماي بحكم مصر .
ابتلعت ريقها و سألته بحزن : و زواجك من الملكة تويا ؟
ضحك على غيرتها فقبلها قبله عميقه و اجاب : تعلمين انني لست من العائله المالكه و كان لابد ان اتزوج ملكة حتى لا يحاول احد انتزاع الحكم مني ، تلك كانت رغبة ابي و لكن اعلمي يا قيثارة الفرح انني لم و لن احب غيرك ، هي فقط قرينتي حتى اظهر امام العالم بصفة شرعية لا اكثر .
تن*دت عميقا فسحبها داخل حضنه و رمقها بنظره مطوله قائلا بهمس مثير : اصبحت كل لقاءاتنا هكذا حبيبتي ، نتحدث بالماضي و بزواجي و عائلتي بدلا من أن نقضي الوقت سويا .
ردت باكيه : اشعر بنيران تحرق جوفي يا مليكي فقط من مجرد التفكير بانها تنام بجوارك و تتلمسك و تقبلك و......
قاطعها بقبله شغوفه بث لها حبه و عشقه بها و ابتعد لحظه هامسا لها باثاره : لا توجد امرأه على وجه اﻻرض تستطيع تحريك مشاعري تجاهها سواكِ انتِ بنترشيت الجميله التي تغار ممن اقل منها جمالا و مكانة بقلبي ، فقط دعي تلك اﻻفكار بعيدا و دعيني اريك كيف يكون الحب !
انحنى يقبلها بشغف و لهفه و بادلته هي القبلات المشتاقه حتى غابا بطيات عشقهما .