اندفعت بشراسه قاصدة مكان واحد فدقت الباب بحده و غضب لتقترب مارسيل بفزع تفتح لها متفاجئة من طريقتها قائله بوجل : الهي هانده ماذا يحدث معك ؟
ردت بغضب جحيمي : انتِ من عليه اخباري بما يحدث و اللعنه .
رمقتها بنظره حائره فاعقبت اﻻولي : ابنتي تضيع من بين يدي ، لا يوجد لها علاج او حل .
بكت بانهيار و اضافت : انتِ تنبات لها و ما قلته كان مبهما ففسري لي استحلفك بالله ان لم يكن لخاطري فبالنهايه هي ابنة اخيكِ .
نظرت لها بدمع عينيها و قالت : لو رأيتها اليوم ماذا فعلت بعد أن اعدناها للمنزل من تلك الزياره المشؤمه للمتحف و هرعها لتقبيل اقدام تلك التماثيل و المنحوتات الفرعونيه ، فقط قولي لي ما تعلميه .
ردت مارسيل بهدوء : حقا لا اتذكر جيدا فقد حدث ذلك منذ تسع سنوات و انااا.......
قاطعتها صارخه بتوسل و رجاء : ارجوكِ مارسيل ارئفي بي و بأبنتي الوحيده كلانا يعلم انكِ من ساعدتني بطلاسمك حتى استطيع انجابها و اﻻن لا تتحاذقي علي و تتهربي من اﻻمر .
ابتلعت مارسيل ريقها و ردت بصوت منخفض : فقط اخفضي صوتك فزوجي نائم بالداخل و تذكري جيدا انني حذرتك من العواقب التي قد تحدث جراء تلك الطلاسم و التعاويذ و انا لست ضليعة بالامر فقط اجتهد حتى.......
عادت لمقاطعتها مرددة : اتوسل اليكِ ساعديني ، و إن لم يكن باستطاعتك فاوجدي لي من يستطيع .
زفرت مارسيل انفاسها و اومات لها هاتفه : حسنا هانده سوف انظر للامر و لكنني لا اعدك بشيئ ، ستكون محاوله مني لا اكثر إما ان تنجح او تفشل فحقا تلك المراسم التي قمنا بها سويا كانت جديدة و امارسها لاول مره و لم اكن لاعلم إن كانت ستفلح ام لا !
ردت بانهيار : فلحت و نجحت و ها انا اصبحت اما كما تمنيت و لكن ...
صمتت لتمسح دموعها و اعقبت : و لكنني لا استطيع النظر لابنتي و هي لا تدعونني بامي و تفعل تلك الافعال المجونه ، ساعديني مارسيل لاجل خاطر اخيكِ .
اومات موافقه و ودعتها و عادت تنظر بدفترها لتسترجع احداث ذلك اليوم منذ عشر سنوات عندما اتت لها زوجة اخيها باكيه و حزينه فجلست بجوارها تهدأها : اطمأني عزيزتي هانده فاخي يحبك و لا يمكنه التفريط بكِ .
ردت بحزن : بل يمكنه ، فكما ترين امك كم تتحدث بشأن انفصالنا الوشيك لكثرة اجهاضي .
عبرت مارسيل عن رفضها لحديث امها و قالت : امي لا تعلم ما تتحدث بشأنه و انا سأساعدك لا تقلقي .
تخوفت قليلا و سالتها : كيف تنوين مساعدتي ؟ لا اظنك تنوين اشراكي بامور الشعوذة تلك التي تستخدمينها و....
قاطعتها مارسيل موضحه : الم تكن تلك اﻻمور هي من اخبرتك مسبقا انك ستفقدين تلك اﻻجنه قبل أن تحمليهم باحشاءك و اﻻن انا اتنبأ لك بفتاة جميله و لكن بمساعدتي فقط تحتفظين بها و لا تخسريها كالبقيه .
بللت شفتها و تسائلت : كيف ؟
ردت موضحه : هناك تعويذة قويه تعلمتها مؤخرا و هي فعالة و سبق ان نجحت مع اصدقائي .
عادت تسألها : هل فعلتها بنفسك ؟
اومات نافيه و اعقبت : لا ، و لكنني حضرت جلسة كانت مع استاذي و هو من فعلها و صدقيني تنفيذها سهل للغايه فقط لا اضمن النتائج و كل ما اضمنه لك هو ان تنبؤاتي لم تخلف ابدا فهي هبة انا اتمتع بها لذلك سأطلب الدعم من استاذي حتى يساعدني بالامر .
رفضت بشده معللة : لا اتوسل اليكِ فأنا لا اريد ان يعلم أحدا بذلك .
رمقتها بدهشه و حاجب مرفوع و هتفت : لا اظنني استطيع التنفيذ بمفردي !
سألتها هانده باهتمام : الم تقولِ انكِ رأيته يفعلها و انها سهلة .
اومأت معقبه : نعم و لكنه متمرس و يسهل عليه التصرف ان حدث خطب ما اثناء الجلسة ، اما انا فلن استطيع .
توسلتها باكيه : لقد توسلت لكِ و رجوتك و الآن اعاود توسلك مارسيل ساعديني .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تن*دت بملل و هي تهاتفها و اخبرتها بتوضيح : استمعي الي جيدا ، لقد اتفقت مع المعالج الروحاني اديسون ملنر الذي اخبرتك عنه و سيقيم جلسه لدورثي بحضور العديد من الخبراء حتى يستطيع تقييم حالتها و بعدها لربما يُقدم على علاجها إن ما صدُقت ظنوني .
سألتها هانده بتخوف : ماذا تظنين مارسيل ؟
اجابتها بحزن : يبدو أن دورثي ممسوسه من روح تلك الكاهنه الفرعونيه و الحل الوحيد للتاكد من ظنوني هي بإقامة جلسة لطرد اﻻرواح و لكن ليس قبل ان يُقيم المعالج الروحاني حالتها جيدا .
وافقت هاند فهي لا يوجد أمامها حل آخر سوي السير بذلك الطريق الوعر بعد أن جربت كل الطرق العقلانية و الطبية و اﻵن ستضطر للجوء للطرق المنافيه للعقل و المنطق و التي تتعدي الظواهر الطبيعيه و تتجه للظواهر الخارقه كما حال ابنتها .
صعدت غرفة ابنتها و ابتسمت لها بتصنع لتخفي ترددها و حيرتها و نادت عليها بصوت ناعم : دورثي ابنتي العزيزة ، ما رأيك أن نقضي اليوم بمنزل عمتك مارسيل لقد دعتني لقضاء اليوم برفقتها هي و ابناءها .
نظرت لها دورثي بعدم اهتمام و حركت كتفاها لاعلي دليل على عدم اكتراثها و زمت شفتيها معا هاتفه : لا فرق .
سألتها هانده باهتمام زائف عن رأيها : هل تودين الذهاب ام لا صغيرتي ؟
اجابت بملل مرددة : قلت لا فرق ، إن كنتِ تودين الذهاب فلا مانع لدي .
ابتسمت بداخلها و هتفت بلهفة : حسنا صغيرتي ، تجهزي اﻻن سريعا حتى نذهب قبل توهج الشمس .
ابتسمت و اعقبت على حديث والدتها : اي شمس تتحدثين عنها ؟ انا لم اجد لد*كم شمسٌ تذكر ، يا ليتك ترين الشمس الساطعه ببلدتي شمس اﻻله رع .
قلبت عيناها بحزن و حاولت تصنع اللامبالاه و اومأت لها بصمت و غادرت الغرفه استعدادا للذهاب لمنزل عمة ابنتها لتحديد حال فلذة كبدها الوحيده .
~~~~~~~~~~~~~~~~