جالسة بالمقعد الخلفي لسيارة نقل التلاميذ تنأى بمفردها عن الجميع فكل زملائها يتحاشونها و لا يتحدثون معها خوفا او رهبة و لكنها حقا لا تهتم ؛ دلفت داخل الصف الدراسي و جلست بمقعدها فبدأت المعلمه شرح الدروس الخاصة بالدين المسيحي فقد الحقها والدها بمدرسة كاثوليكية و ليست مجرد مدرسة عاديه للتعلم .
استمعت دورثي لشرح المعلمه عن الدين المسيحي و كيف انه لا يوجد سوى اله واحد مثمثل بذاته العليا فتعجبت و رفعت حاجبها و استمعت بانصات حتى تدخلت بالنهايه مقاطه معلمتها : و لكن هناك اكثر من اله بالحياة ، كيف يتواجد اله واحد يفعل كل هذا ؟
ردت المعلمه بتفسير منطقي ظنت انه ردا على سؤال معتاد من الطلبه بالوجود الالهي : اذا تواجد اكثر من اله لما كانت الحياة بسيطة هكذا دورثي ، الن يتحاربوا جميعا لفرض سيطرتهم كما يفعل البشر ؟
ردت دورثي بجواب فاجئ معلمتها : بوجود المعبود رع القوي الذي استطاع ان يفرض سيطرته على الجميع و لا يتعداه احد .
رمقتها المعلمه بدهشه و سألتها بحيره : من هو المعبود رع ؟
اجابت بتلقائيه : اله الشمس عند المصريين .
ابتسمت المعلمه و ردت مجيبه : تقصدين المصريين القدماء !
اومأت دورثي فاضافت الاولي موضحه : تلك ديانه وثنيه ، انا هنا اتحدث عن ديانة سماويه عزيزتي و ليست ديانه قد اندثرت منذ اﻵف السنين .
لم يعجبها الحديث فظلت تناقشها و تخرج بمقارنات بين الديانة المصريه القديمه و بين الديانات السماويه و استمر الوضع هكذا لاكثر من مره حتى وصل بها اﻻمر ان صرخت باحدى المرات بوجه المعلمه : انا لا اعترف بتلك الديانه فديانه ابي و امي و فرعوني هي تلك و لن تحاولي اثنائي عنها .
لم تتقبل المعلمه طريقتها فارسلت بطلب ولي امرها و عندما حضر ايدي ابلغته الملعمه بما يحدث من ابنته و طلبت منه نقلها من الصف .
لم تهدأ دورثي بعد ذلك بل ازداد الامر اكثر و اكثر عندما التحقت بالجوقه الغنائيه الخاصة بالمدرسه و التي دائما يتغنى فيها التلاميذ بالترنيمات الدينيه ، و لكنها اثارت جلبه عندما طلبوا منها غناء ترنيمه تتحدث عن لعنة الفراعنة فلم ترفض و حسب بل و هدرت بالجميع بصوره فجه و شرسة فانتهى الامر بفصلها من المدرسة .
بعد ما حدث اضطر ايدي ان يضعها بالمصحة النفسية من جديد منعا للشوشره و القيل و القال عن اهانة ابنته للدين بعد ان استمر بها الحال و لم يقف هنا فقد فعلت المثل من اهانة و تحدي للكنيسة ذاتها عندما حضرت قداس اﻻحد بصحبة والديها و ظلت تناقش القس بتعالم الدين الفرعوني و تقارن بينه و بين المسيحية حتى اضطرت الكنيسه ان ترسل لها العديد من القساوسة حتى باب منزلها فقط لتعليمها اصول الدين و حتى يحاولوا اقناعها بان الديانه الفرعونيه ما هي اﻻ ديانه وثنيه و لكن باء اﻻمر بفشل ذريع و انتهى حالها بالمصحة النفسية من جديد .
لم يستطع والديها التحمل اكثر من نظرات الناس و المجتمع و الزيارت المتكرره من الكنيسه فالمعروف عن والديها التدين ، و ايضا توسلها لهما باخراجها من المصحة النفسية فانتهى بها اﻻمر ان ارسلها ايدي للعيش مع جدتها في منطقه نائيه تدعى سا** .
~~~~~~~~~~~~~~~~