introduction
مقدمة فقط..
تحذير ⚠ : هذه الرواية لا تناسب أصحاب القلوب الضعيفة.. تحتوي على مشاهد عنيفة جداً..وخاصة للبالغين... لذا لست مسؤولة عن أي مشهد لا يعجبكم... فقط إن كنتم قادرين على تحملها.. استمتعوا بها.. وشكراً لكم..
******
أظنني سمعت الملائكة تتكلم عنك.. قالوا أنك تغريهم بقذارتك.. بخطيئتك.. وبجمالك .. قالوا أنك ورثت جمال ميكائيل.. وأخذت كل شهقات الحميم.. بين عينيك عذاب لا ينتهي.. وفي لمستك خطايا سيد الشياطين...عرفت كل العذاب قبل لقائك.. وحين عرفتك أدركت أنني كنت في النعيم.. جعلتَ حبي لك خطيئة.. وجعلتُ ذنوبك لي وسيلة.. كرهتُ الدقائق والأيام.. الثواني والساعات.. وأنا احترق تحت لمستك الآثمة على جسدي.. قتلت روحي لسنين وسنين.. أمرتَ الجحيم أن تحرق روحي قبل جسدي.. وكنتَ انتَ من توسل له ابليس ليبتعد.. ليتوقف .. لتعلم انك اخذت عرشه.. أخذت أسمه.. وأخذت قوته...جعلتَ الجنة تقسم بجمالك.. والجحيم تخضع لقوتك... والسماء تبكي على خطيئتك.. خطيئتك كانت أنا... أنا التي أحبت معذبها.. أنا التي أدمنت لمستك القذرة على جسدي.. أنا التي مت بين يد*ك في كل ثانيه.. نعم أنا الملاك الأسير.. لك فقط يا سيد الجحيم... ومع هذا سأخبرك أنني أحببت كلام الشياطين عنك.. فقد قالوا لي.. هو الخطيئة كلها.. هو الجنة على الأرض.. هو شبحي القذر.. هو أسيري وجلادي..
أنتي تنتمين لي.. لأ تنفس.. لأعيش.. لأقتل.. ولأدمر.. أحبك وانتي ذنبي. احبك وانتي تقتلينني .. أحبك وانتي خطيئتي.. وأكرهك لأنني أحبك...
******
في ابعد البلدان.. خلف الجبال العاتية..والسهول الكبيرة... داخل احد اقدم القصور... المكان كان أ**د بالكامل... جدران سوداء كبيرة.. التماثيل المخيفة.. والأثاث التاريخي.. كل شيء مظلم ويرمز للفخامة والألم.. الليل قد حل وأغلق ستائره .. والسماء بدأت ترتجف... المطر أنهمر كالسيول... والرعد صرخ بكل قوته... هناك في ذلك القصر.. تحديداً ذلك القبو المظلم أسفل البناء الكبير... نافذة صغيرة بها قضبان حديدية كبيرة...
مياه الأمطار وأصوات الرعد تسللت إلى الداخل ببطئ مخيف... في منتصف القبو تماماً.. كان هناك فتاة صغيرة يديها معلقه في السقف بأقفال حديدية حادة تجرح بشرتها الشفافه ... تقف على أطراف أصابع قدميها المتورمة بألم شديد.. ملابسها ممزقة قليلاً.. والجروح تغلف كل أنش في جسدها الأبيض.. بشرتها شفافة بعروقٍ خضراء بارزة ...شعرها الأ**د الطويل منسدل حتى نهاية فخذيها.. رفعت عينيها قليلاً نحو النافذة وهي تراقب تلك الأمطار العنيفة.. أصوات الرعد وضربات البرق الهائجه.. نعم كل هذا كان يعيد لها الذكريات.. ذكريات تلك الليلة التي أخذت روحها... حياتها.. أملها الأخير... ابتسمت بألم وهي تغمض عينيها قليلاً.. لطالما كانت تغني لتشغل عقلها قليلاً.. فقط ساعدني لأنسى... ساعدني لأحلم.. ولأتنفس من جديد... كانت مؤمنه بأن يوم سعادتها سيأتي حتماً.. لكن بعد كل ما حدث معها... لا... لا أظن.. ربما إن عفى الشيطان عنها... أو حتى تغ*دتها رحمة الرب لتنعم بيوم واحد من الأمل... كل ما تذكره انها ماتت منذ زمن.. منذ أيام.. لا تلك كانت اسابيع طويلة...اسابيع باتت شهور وكأنها سنين لا تنتهي ..
فتحت عينيها رافعةً أياها قليلاً نحو تلك النافذة. تنظر إلى القمر بعينين من اللؤلؤ الداكن. ابتلعت غصة الألم في حلقها وهي تهمس له ببحه ذابلة :
" لطالما كنت جميلا في عيني... كنت تؤنسني بكلماتك في ظلمتي كل ليلة...تعيش معي شوقي وهمي.. ألمي وذنبي.. هذا الذنب يخنقني.. لا.. تلك خطيئة.. وعدت الرب ان أكون جيدة... أن أحفظ نفسي من الخطايا كلها... لكن أنا أسبح في بحر خطيئتي.. في ذنب يدنسني مع كل ثانية...حلمي رحل ولم يعد.. أملي بات سراباً يختفي... لكنني أعود لأنظر لتلك اللحظات.. لحياتي التي كتبت الجحيم اناملها بحمم السَّموم... في البدايه أريدك أن تبتسم.. نعم هكذا... سأخبرك عن تلك الحمم... عن حياة سراب الأمل.. تلك حكاية طويلة.. لكنها جعلت الشياطين تحب الملائكة.. والذنوب خمر من الجنة... قالها لي من قبل.. جمالك في حرمتك... ولذتك في متعة تدنيسك... لستي قديسة لكنك لي راهبة.. ولؤلؤة محرمة...."
ابتسمت بشحوب وهي تحكي له ببحه ممزقة. وألم لا ينتهي. :
" ممم من أين أبدأ.. نعم.. أبي.. هذه كانت بدايتي... أبي كان يحب امي كثيراً.. لكن هي لم تكن.. أعني لم تحبه يوماً... لكن بابي كان رجلا سيئاً.. كان يعمل مع المجرمين.. ورجال العصابات.. امي لم تهتم بهذا.. لكنها كانت غاضبة منه.. غاضبة من كونها زوجته.. كانت تحب رجلاً آخر.. ونعم.. دنست شرفه.. فعلت أول خطيئةٍ لي.. ذنبي الأول.. هذا جنون.. لكن تلك هي الحقيقة.. أنا دافعت عنها... وهنا حملت خطيئتها بداخلي.. خانت ابي مع رجل آخر .. فعلتها لوقت طويل... عرفتُ بالأمر لكن لم أستطع فعل شيء... وحين عرف ابي بالأمر أراد قتلها... كاد يفعلها أمام عيني.. لم اخف منه كما خفت ذلك اليوم... عظامي تقلصت أمامه.. دمي توقف في شراييني كقطعة ثلجٍ الباردة... لكن في النهاية وقفت امامه.. حاولت منعه منها.. قلت له أن يتوقف.. أن يقتلني انا لا هي... صدقني ظننتها تحبني.. لكنها لم تفعل.. ولم تكن لتفعل... فقط هربت في اليوم التالي وتركتني وحدي.. تركتني لاتحمل خطأها... لأذوق عقابها... وليكون رحيلها ذنبي.. حياتها في عنقي.. أستباح جسدي لأيام.. شهور.. وسنين.. عذبني بلا توقف... ذقت كل شيءٍ على يديه... تباً ظننت انه أراني الجحيم.. لكن لا... هذا كان نعمةً لي... كان رحيماً بي كثيراً...أدركت هذا حين تغير كل شيء.. حين بدأت حياتي مع ذلك الرجل.. لا ليس رجلاً عاديا هو شبحي القذر.. هو كابوسي المحرم.. و خطيئتي الأعظم.."
أختنق صوتها وهي تكمل بأكبر ألم في قلبها :
" بعد سنين باعني والدي لرجل آخر.. كانت مجرد صفقة. صفقة زواج. أو هكذا ظننتها.
نعم الزواج. أعرف أن معظم الناس يسمون ذلك بالشيء البهيج لكنه لم يكن كذالك. التخرج ، حفل الزفاف، ولادة أول طفل. أجل ، لكن كان موقفي مختلفًا قليلا.
بالتأكيد ، كان ذلك عيد ميلادي السابع عشر ، ولكنه كان أيضًا اليوم الذي قتلوني فيه .. اليوم الذي دمروا فيه أحلامي.. قتلوا آخر أمل لي في الحياه.. أخذوا آخر ما تبقى لي. نعم كان ذلك اليوم .. اليوم الذي رأيت فيه ذلك الرجل.. لا لم يكن رجلاً عاديا .. كان وحشاً مرعباً.. الخوف نهش عظمى وهو يفتت لحمي بضراوة من مجرد نظرة منه.. كان جميلاً كالملائكة ومخيفاً بطريقة ارجفت روحي ونخرت عظامي.. كان هو غوست ترانسلفاني.. أو كما يقول لي.. دادي... ناديني دادي... ارسلني والدي له كعروس صغيرة... ظننت وقتها انني ساتزوجه لكن لا... حين دخلت قصره... نظر لي بطريقه لم انساها يوماً.. كان غريباً.. لم أفهمه.. أردت حقاً أن أعرف... أن أعرف لما نظر لي هكذا.. عيناه كانت غارقة بظلمة مميته... طريقته كانت تعبث بي وكأنه يملكني.. وكأن حياتي تخضع له.. تخضع لقوانينيه وشروطه... يومها اخذني نحو تلك الغرفة.. غرفة أبنه ... حين دخلت تلك الغرفة يومها رأيت مالم اتوقعه أبداً... ابنه لم يكن سليماً... الفتى مصاب بشلل رباعي.. فقط يبتسم بألم وهو ينظر لي من فوق كرسيه المتحرك... منظره جعل قلبي يبكي من أجله.. العذاب كان ينبض بكل خلية في جسده وكأنه يصرخ بألم.. نعم هو كان خطيبي.. ليس والده.. لكن في أعماقي علمت أنه لن يكون هكذا.. نعم والده كان هو من يعبث بي.. يعبث بكل شيء حولي .. هو من بدأ كل هذا.. وأنا أذوق كل شيء بسببه... والآن دعني احكي لك قليلاً عن ذنبي الذي لا أعيش بدونه.. عن كابوسي وسيد آلامي.. عن شبحي القذر.. و والد زوجي.. عن غوست ترانسلفاني... "
منذ شهر واسبوعين.
في قصر ديفوغو... حظيرة الخنازير...
ضمت بيرلا ساقيها إلى ص*رها بينما تنظر لذاك الخنزير بجانبها.. ابتسمت له بشحوب وهمس خافت..
" هل نمت جيداً صديقي .. اتعرف هذه هي الليله المئتان وأربعون على بداية صداقتنا سيد تشيز... أظنني كنت صديقة جيدة لك.. نعم اعتدت رائحتك السيئة أيضاً.. لا تغضب لم اقصد انها سيئة حقاً أعني.. هي.."
صمتت وهي تسمع صوت باب الحظيرة يفتح بصفير عالي... رفعت عينيها المتورمة قليلاً لترى أحدى الخادمات تقترب منها بهدوء... المرأة لم تنطق بكلمة.. فقط نظرت لها بعبوس بينما تنحني لتفك الحبال عن يديها... وقفت وهي تشير لها بصمت أن تخرج من الحظيرة... أخذت بيرلا نفساً عميقاً لتقف بقدمين كالهلام بسبب جلستها الطويلة، لتلحق بتلك الخادمة... بمجرد أن دخلت القصر سحبتها الخادمة نحو مكتب والدها راميةً أياها بعنف أمام قدميه بلا اي رحمة.. لطالما عاملوها كالعبيد... لا بل كانت كالقمامة ...
" اعتذر سيد ديفوغو.. لم أجد وقتاً لتنظيفها..."
لم يهتم بما قالته تلك الخادمة .. فقط نظر نحو بيرلا بجمود وهو يشير للخادمة ان تنصرف...
تقدم نحوها ببضع خطوات.. ينظر لها بقرف وكأنها قمامة تزعجه.. وصوته كان أشد تقززاً منها..
" أظن أن اقامتك مع الخنازير أفادتك كثيراً بيرلا.."
لم ترفع رأسها أبداً... كانت تعرفه.. تعرف انه سيعذبها ليتسلى فقط.. ليرد الدين لأمها... ظنت أنه سيضربها في أي ثانيه..اعتاد على فعل هذا دائماً ليتسلى بها.. لكن هذه المرة لم يفعل.. كلماته فقط هي من جعلت عيناها تحتقن بالألم...كان ينطق بمكر تخلله سخرية واضحة..
" ابنتي الجميلة.. أوه عزيزتي.. نحن الآباء نفعل كل شيء..كل شيء من أجلكم.. نقدم الكثير حقاً لتكونو أطفال جيدين.. واليوم جاء الوقت لتعيدي لي ما قدمته من أجلك صغيرتي .. أن تجعلي والدك فخورا بك ...."
لم تكن تفهم ما يقصده.. لكن نبرته الغريبة جعلتها تقسم انه يخطط لأمر مريع.. ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تسمعه يكمل بنفس الطريقة...
" سأخبرك بقصة سخيفة.. لا هي مميزة جداً.. كما تعرفين انا رجل أعمال... نعم لدي الكثير من الصفقات.. بكل انواعها.. اموالي بالملايين.. لكن اتعلمين ما حدث!!!.."
انحنى نحوها رافعا يدها في كفه.. نظر لعينيها المرتعبة قليلاً وهو يكمل بنفس الجنون..وفحيح مرعب..
" امك التي صفعتني من أجلها سرقت عشر ملايين يورو من خزنتي .. أتفهمين ماذا يعني هذا .. "
شعرت بيدها تحترق في كفه لتحرك عينيها الحمراء بألم نحو تلك السيجاره التي يطفئها في كفها ببطئ مميت..
لا.. لا يمكنها حتى البكاء.. الحركة.. الصراخ.. لا شيء.. سيفعل الأسوء إن تحركت.. لذا ألتزمت الصمت وهي تعض شفتها السفلى من الداخل.. تكتم غصة البكاء في ص*رها...
ضغط على يدها أكثر بينما يكمل بسخرية...
" نعم .. امك الع***ة باعتني مجدداً... لذا مجدداً انتي ستدفعين الثمن... ستعيدين لي امولي صغيرتي.. أريد عشرة ملايين يورو كاملة الليلة... والأمر بسيط.. أنا وجدت مشتري لك.. مشتري يرغب بك كعروس له.. لكن هذا مهين..مهين جداً.. "
كلماته صعقتها تماماً.. لم تصدق هذا.. يا ألهي.. يبيعها من أجل بعض الأوراق.. يبيع أبنته.. أبنته الوحيده من أجل أموال ي**بها في لعبة بوكر واحدة.. تباً أرادت الضحك حقاً.. لما تفعلون بي هذا.. بأي خطيئة تحرقون روحي من أجلها..
وقف تاركاً يدها وهو ينظر لها بتقزز ...
"نعم.. هذا مهين.. عارٌ علينا.. كيف ابيعك له هكذا.. عذراء مملة .. كيف أجعله يأخذك طفلة.. هو يحتاج عاهرة... ع***ة لق**به..انثى تتحرك لتمتعه.. لذا يجب أن أجهزك له.. سأجعلكِ مرضية له تماماً ...نعم سيعجبه هذا كثيراً.. "
كلماته ارعبتها تماماً لتفتح عينيها بصدمة.. ألم يعصر كبدها بحرقة.. خوف يقتل خلاياها ببطئ .. لا.. لا.. هذا كان آخر ما تبقى لها.. الطهارة الوحيدة داخلها... قلبها صرخ في ثانية وكأنه يتفتت بين أضلاعها.. لم تعرف ماذا تفعل.. أرادت الهرب.. الصراخ.. لكن حين رفعت رأسها وجدت الخادمة واقفة بجانبها وهي تنتظر أوامر سيدها لها ...
" لد*ك عشر دقائق.. جهزيها جيداً.. أريدها عروساً لليلة جامحة.." وعض على أسنانه بصرامة.. "الآن.."
اجابته بطاعة وهي تسحب بيرلا من يديها بعنف نحو الخارج... ضم ديفوغو حاجبيه بنزعاج.. لا يعرف إن كان الزعيم سيحبها عذراءً ام لا... لكن للأحطياط.. لتكون كما هي.. اغضابه يعني الموت.. لا أحد.. وأعني لا أحد يجرء على اغضاب الكونت ترانسلفاني أبداً...
بعد دقائق...
خرجت بيرلا من بوابة القصر بينما تحاول أن تخفي جسدها العاري بيديها قليلاً.. كانت ترتدي فستاناً ابيض قصير جداً... ملتصق على جسدها بتفصيل يظهر مفاتنها ومنحنياتها بدقة وكأنها عارية تماماً... ظهرها العاري واكتافها.. نصف ص*رها بارز بوضوح... و ساقيها بالكامل مكشوفان.. وكأنها حقاً عاهرة... جسدها كان مليئاً بالجروح والكدمات القديمة.. ندوب وبعض الحروق.. ومع هذا كانت جميلة.. جميلة كحورية صغيرة.. كم كرهت مايفعلونه بها.. كم كان الأمر مقززاً لها... يلوثونها بقذارتهم.. حتى هذا الفستان كان بشعرها انها عاهره.. رخيصة.. انها لا شيء أبداً...
تنفست بعمق لترفع عينيها نحو تلك السيارة الواقفة أمام الباب.. نعم تلك كانت سيارة والدها... لم ترد أن تذهب..الفكرة وحدها كانت رعباً حقاً ... لم تتخيل يوماً ان يبيعها بتلك البساطة... أن يرميها من أجل المال.. كان ثرياً جداً لكنه كان عبدا للمال أيضاً .. عبداً للسمعه والجاه... يحب السلطة والتباهي بأمواله الكثيرة... تباً.. لما لا يتوقف هذا الألم... لما تكرهني لتلك الدرجة... كانت تعلم أنه لا فائدة أبداً.. لا خيار أمامها.. هي مقيدة له.. ليفعل بها ما يريد... كل يوم كان يقتل جزءاً من روحها... روحها اعتادت عليه.. اعتادت على الألم... أصبح رفيقها الوحيد ... أدمنته.. أدمنت وجوده كشرابٍ من الخمر المحرم ... جزء منها أراد الأمل.. أراد لصلواتها أن تتحقق. إن يسمعها الرب حقاً... لكن كلمة واحدة شجعتها قليلاً.. نعم عروس..ما تعرفه أن العروس هي المرأة التي تتزوج من رجلٍ يحبها.. رجلٍ يحترمها ويكون لها كل شيء..يحضر لها السعادة والفرح... يكون نهاية أحزانها وضوء لحياتها... لكن هل ستكون تلك سعادتي... هل سأجد الفارس الذي سينقذني على حصانه الأبيض .. نعم **ندريلا تماماً... ربما يكون الأمير هناك.. ربما يأخذ مني قبلة وهو يخبرني انه يحبني.. اااه... هل ستكون تلك لحظاتي التي دعوت الرب من أجلها.. نعم ربما الرب سمع دعائي.. سمع كلماتي له.. استجاب لرجائي إليه... لربما سأجد حبي هناك.. أو أجد رحمة الرب في أبعد البلدان...
أبتسمت بسعادة بتلك الفكرة. ومع هذا تخللها الألم وهي تقترب بهدوء نحو تلك السياره تتقدم خطوة وتتراجع أخرى حتى صعدت بداخلها،. حركت عينيها لتجد والدها وسائقه في الداخل. كان ينظر لها بتقزز وهو يأمر السائق أن يتحرك بسرعة.
احتكت مكابح السيارة بالاسفلت الساخن أمام ابعد القصور وأكثرها ظلمة وفخامة. كان من العصر الاستقراطي القديم،. وقد ذكرها بثلاثة أشياء،. موسيقى الجاز،. ومدرسة هاري بوتر، وبيت الرعب،. نعم كان هذا هو قصر الكونت ترانسلفاني. بفخامته المرعبة وظلمته المميته. وقفت بيرلا خلف والدها أمام بوابة القصر وهي تحول ان تخفي جسدها قليلاً عن اعين الحراس. المكان كان يخيفها حقاً. ظلت واقفة خلفه لثواني حتى فتحت لهم الخادمة الباب بكل هدوء. رحبت بهم بأدب وهي تنظر للأرض كنوع من الاحترام.:
" مرحبا بك سيد ديفوغو.. الكونت بإنتظارك في مكتبه.. اتبعني من فضلك..."
حسناً هذه كانت كذبه.. الكونت لا ينتظر أحدا أبداً.. الناس هم من ينتظرونه.. لذا كما قلت.. تلك كذبه سيئة جداً... حرك ديفوغو رأسه بقبول وهو يمشي بثبات وبيرلا تتبعه بقلق.. تباً لما المكان مخيف هكذا.. حتى من الداخل كان أسود.. بتماثيل تعذيب.. ووحوش... الأثاث القديم الفاخر الطراز يعود للعصور الوسطى... فتحت الخادمة باب المكتب بعد أن أخذت الأذن بالدخول.. ليدخل ديفوغو وخلفه بيرلا تلحقه بصعوبة من الألم في ساقيها.. بمجرد ان وقفوا في الداخل أمسك ديفوغو ذراها بقسوة وهو يدفعها لتقف أمام مكتب الكونت ببضعة أمتار قليله... لم تجرؤ على رفع عينيها نحوه أبداً.. المكان كان يفيض بهالة مرعبة تفوح منه تلك الرائحة... الرائحة وحدها جعلتها تختنق من الخوف... رائحة عميقة.. وعتيقة خليط بين حشائش القزانيا النادرة وخشب الصندل المميز .. تلك الرائحة لا وجود لها إلا في عرين الشياطين... فقط أبتلعت ريقها بصعوبه وهي تطرق رأسها إلى الأسفل.. تضم جسدها بيديها لتخفي منه ما تستطيع.. لثواني حتى سمعت صوت أحدهم ينطق بسخرية..
" إذاً هذه هي ابنتك.. تباً لا أصدق هذا.." وألتفت للكونت الذي يجلس بفخامة على كرسيه الكبير وضعاً سيجارة غليظة بين شفتيه..
" أظنك تضيع وقتك مع هذا الأ**ق غوست.. هذه الطفلة تبدوا كالقمامة تماماً.."
اخذ غوست نفساً طويلاً من سيجارته.. حرك عينيه السوداء بلون الزمرد الأ**د رفعها قليلاً نحو بيرلا وهو يجيب ذلك الأ**ق بجانبه بجمود مخيف..
" كم تساوي..."
نبرته العميقة جعلت ديفوغو يرتجف في مكانه.. الجميع صمتوا لثواني حتى تكلم ذلك الرجل بجانبه مجدداً...
" مممم عشرة ملايين يورو.. نعم هذا ما طلبه في المقابل.."
همهم غوست بهدوء مميت ودون أي حركة.. لثواني فقط حتى تكلم مجدداً بنفس الطريقة...
" رخيصة.. "
نعم هذا هو كل ما قاله.. رخيصة... بالنسبة لغوست هذا لم يكن سعراً.. هذا بقشيش لعامل نظافة لا أكثر.. لذا وجد الأمر سخيفاً.. وكأنها ليست صفقة.. هذا هراء... فقط وقف من مكانه بكل جمود وهو يتجه نحوها حتى وقف أمامها ببضع خطوات... أنكمشت على نفسها بخوف والأدرنالين يضخ بسرعة داخلها من شدة رعبها.. عقلها كان يحثها على الهرب.. لكن قدماها غرست في الأرض وكأنها لا تقوى على الحركة.. تشعر به أمامها تماماً وكأنه سيقتلها في أي ثانية .. هالته مرعبة جدا.. كل هذا فعله بها وهي لم تره بعد.. إذا كيف لو نظرت له.. كيف لو رأته... أغمضت عينيها بقوة وهي تسمعه يتكلم بجمود مخيف ...
" أركعي .."
حروفه الخمسة كانت صارمة بطريقه آمره تجبرها على الطاعة بلا جدال أو تردد.. نعم أركعي.. فقط جلست على الأرض لحظتها وهي تضع يديها على فخذيها بهدوء.. ورجفة تغزوا خلاياها ببطئ...
نظر في وجهها بعيون قاسية ، سوداء وعنيدة مثل الحجر... لا يبدو أنه من النوع الذي يكترث بأي شيء.. أو يناقش قراراته مع الآخرين ، ناهيك عن التنازلات. كان هناك غطرسة مخيط في زوايا فمه ، التجاعيد الخفيفة بجانب عينيه الجميلتين ، والخط الهندسي لفكه الصلب.. والأكثر رعبًا هي تلك الندبة العميقة على خده الأيسر... بطول واضح ولحية نابته خفيفه جداً..
عاد صوته مجدداً موجهاً كلامه لوالدها بهدوء..
" جديدة.. أم مستعملة؟؟!! .."
حسناً هذا كان أكثر اهانه مما تخيلت.. لكن والدها اجابه بسرعة وهو يضم يده لبعضها بتوتر..
" بالطبع ع***ة لأرضائك سيدي.."
فكه تصلب في ثانية وهو يسمع تلك الكلمات.. عاهرة.. نعم الأمر أزعجه بطريقةٍ ما.. لكنه لم ينظر لوالدها حتى ملامحه ظلت جامدة على حالها بلا أي تأثر .. فقط ظل ثابتاً في مكانه لثواني.. حتى مد يده ممسكاً شعرها بغلظة رافعاً أياها بيده التي يجذب بها شعرها... شعرت به وكأنه ينتزعه من جذوره.. الأمر كان أشبه بحريق في رأسها من شدة قوته...
شعرت بيده الأخرى تحرق جلدها الطري وهي تمر على طول فخذها من الأسفل لتصعد نحو مؤخرتها تماماً..
دفع أصابعه بين فخذيها يحشر يده نحو أنوثتها تماماً لتشهق بقوة وألم.. ألم مهين.. دموعها تجمعت في عينيها... تشعر بنفسها كالدمية في يده.. ع***ة له.. أصبعه كان داخل أنوثتها.. جسدها ارتجف بالكامل وهي تعض شفتيها تكتم غصتها العالقة في حنجرتها.. غصة بكاءها وذاك الخزي والعار على جسدها..ذنب يدنسها.. وعار يلطخ شرفها بأصابعه..
أخرج يده من بين فخذيها بهدوء وعيناه تظلمان بوعيد قاتل.. وبحه مميته..
" ..عاهرة.. لوسيفر هذه كذبة.. "
ألتفت لوسيفر نحو ديفوغو الذي كان يرتعش برعب وَكأنه يراقب لحظة موته أمام عينيه... تن*د لوسيفر بملل وفي ثانية قبض على يد ديفوغو واضعاً أياها على سطح المكتب بقسوة... اخرج ساطور معدني ضخم ليصرخ ديفوغو بأعلى صوته وهو يرى أصبعه يطير في الهواء أمام عينيه... نعم قطع أصبعه في ثانيه... كان يكذب.. لم تكن عاهرة.. غشائها سليم.. لكن النتيجة واحدة.. من يكذب أمام الكونت عليه أن يدفع الثمن... والدم هو الشيء الوحيد الذي يعاقب به... هذا كان مجرد تحذير.. ليس عقوبة حتى.. نعم أشبه بمزحة لا أكثر...إن كان سيعاقبه فالأمر سيكون مريعاً... على الأغلب لن يخرج حياً..
سقط ديفوغو على الأرض وهو يحاول أمساك أصبعه المقطوع... وضعه على مكان القطع الذي ينزف بغزارة وهو يشهق برعب ورجفة غزت كل جسده.. وقف بصعوبة بعد أن ضم يده لص*ره وهو يمسك أصبعه الذي يكاد يسقط من يده.. نظر للأرض بذعر وكأنه سيموت في أي ثانية..
لم يهتم له أحد.. فقط أعاد غوست انتباهه نحو تلك الحسناء في يده.. أمال رأسها قليلاً إلى الخلف جاذباً شعرها للخلف أكثر... رفع يده الأخرى نحو عنقها ليحرك طرف خاتمه الحاد على وريدها النابض في عنقها الأبيض.. البارز بشفافية واضحة....
جرح وريدها بهدوء لتعض شفتيها أكثر وهي تشعر بالدماء تسيل بسخونة على عنقها الصغير... رفعها غوست أكثر حتى مستوى شفتيه.. وأنحنى بعنقه قليلاً عليها.. هنا فقط شعرت بانفاسها تتوقف بالكامل.. جسدها تخدر بنبضات قوية يضرب كل خلاياها بعنف...وحرارة غزت جسدها بالكامل.. تباً ماكان هذا... لسانه كان يتحرك على بشرتها يلعق تلك الدماء التي تسيل منها ببطئ.. يتذوقه بتمهل.. بمتعة.. أخذ كل وقته في فعل هذا.. أخذ كل قطرة منها... وكأنها وجبته الخاصة.. كم كان هذا غريباً لها ومخيفاً بغموض مرعب.. حين انتهى رفع رأسه للأعلى وهو يزأر ب
***ة خفيفة أرعبتها بالكامل .. نعم احب مذاقها.. أحب نكهتها المثيرة له وكأنها خمر مميز.. خمر نادر لا وجود له إلا داخل أوردتها.. دمها يحمل طعم روحها بداخله.. أبتلع كل ما أخذه منها وهو يحفظ ذاك المذاق جيداً... أوه كم كان مثالياً..
تركها لتسقط على الأرض بقوة وهي تشعر وكأن شعرها قد انتزع من جذوره تماماً. عاد نحو كرسيه بجمود ليجلس مخرجاً سيجارة عتيقة لنفسه . أشعلها ببرود وهو يعيد انتباهه نحو ديفوغو مجدداً :
" لدينا صفقة . وأنا قبلت. ألد*ك أي شروط؟."
حرك ديفوغو رأسه بطاعة وهو يضع يده على كتف بيرلا مجيباً أياه بكلمات مرتبكة.
" لا سيدي.. فقط زواجها.. أعني أحتاجها ان تتزوج .. ستلطخ سمعتي إن عرف الناس أنني بعت أبنتي مقابل المال.. و.. و ستفسد أعمالي حينها... لذا أرجوك ان تزوجها في أسرع وقت ممكن.. نعم هذا هو كل شيء.. "
تباً كم كان حقيرا... كل ما يهمه هي سمعته اللعينة ولا شيء آخر.. لا يهمه حتى من سيكون زوجها.. أو ماذا سيفعلون بها فقط تتزوج وحسب... لكن الفائدة كانت أكبر.. في البدايه زواجها من عائلة ترانسلفاني تعني انه يناسبهم.. وبهذا ستشتهر أعماله أكثر ويزداد ربحه... ثانياً سيتخلص منها ومن عار وجودها إلى الأبد.. وأخيراً سيحرق قلب زوجته التي لطالما تمنت أن تكون تحت يدي الكونت غوست ترانسلفاني.. نعم غ*ية... لكنها كانت هائمةً بجماله.. قوته.. وسلطته العاتية.. رجل لا تهتز له كلمة... ولا يرحم أحداً أبدا...
ابعد غوست عينيه عنه بشمئزاز . نعم هو ع***ة بالنسبه له لا أكثر ولا أقل . ومع هذا تكلم بنفس الجمود :
" أعطه أمواله لوسيفر.." ورفع عينيه بحده نحو ديفوغو بحروف صارمه جعلته على وشك ان يبلل سرواله من الخوف...
"كما قلت.. لدينا صفقة.. لذا ستلتزم بشروطي أنا.. أولا ، ارفع يد*ك عنها أنا أملكها الآن ، ولن يلمسها أحد سواي..ثانيًا أنا رجل كلماته حروفٌ لأفعاله تماماً وشرطك قبلت به... ثالثاً ابنتك تخصني سأفعل معها ما سأفعله لأنها لم تعد شخصًا ، بل ملكية..."
أخذ نفساً طويلاً من سيجارته وهو يكمل بتوعد مرعب جعل ديفوغو يقفز من مكانه بفزع.
" زفاف.. سأفعلها.. لكن أقسم بالجحيم ومن فيها إن رأيت ظلك يتحرك هناك فسأجعل السماء تتوسل من أجلك... ولا شيء سيرحمك مني.."
أخرج لوسيفر حقيبة كبيرة مليئة بالنقود وضعها على الطاولة أمام ديفوغو الذي كان يضم يده لص*ره برعب.. فقط حين فتح لوسيفر الحقيبة تحركت عيني ديفوغو فوراً نحو كل تلك الأوراق.. تباً هذه ليست عشر ملايين... هذه مليار يورو كاملة.. لكن هذا أكثر مما طلبه بأضعاف.. نظر للمال بعينين متسعتان بفرحة وكأنه سيطير من السعادة... كاد يمسكها لكن لوسيفر أغلق الحقيبة في وجهه وهو يبتسم له بسخرية...
" في البدايه المال ليس لك... هو مهر أبنتك.. أنت أردت عشرة ملايين.. لذا ستأخذ نصيبك فقط... والباقي سيكون لها... لذا لا تفرح كثيراً.. والآن أرني مؤخرتك ربما أضع بعض اليورو داخلها..."
أوه كان ينظر له بذهول.. لا يصدق ذلك الرجل الغريب..تباً هل سيضع المال في مؤخرته حقاً... نظرته تلك جعلت لوسيفر يتن*د بملل وهو يخرج حقيبة أصغر بها عشر ملايين تماماً رماها في يدي ديفوغو بينما ينظر له بانزعاج...
" اعطيتك المال.. والآن أرني مؤخرتك عزيزي.. "
من الواضح انه لم يكن يمزح... حركته تلك جعلت ديفوغو يرمش بسرعة وهو يلتفت ليخرج فوراً من المكتب دون أن ينطق بكلمة واحدة.. فقط عيني بيرلا هي من كانت تلاحقه...بينما تنظر له بأسى.. حسرة.. وحزن عميق... لما... لما بعتني وكأنني لست لحمك ودمك... أكان مالك اهم عندك من حياتي.. ألهذه الدرجة أنا رخيصة بالنسبه لك... اتكرهني لذنب لم ارتكبه.. أم تكرهني لأن قلبك لم يعرف الحب يوماً.. أكانت أمي محقة حين تركتك ورحلت... أم أنني فقط ولدت لأكون ضحية خيانتها لك... ألهذه الدرجة أحببت جعلي سلعة تتفقون عليها بينكم.. تبيعون جسدها كقطعة لحم بالية بلا أي آدمية أو رحمة... لكن لن أقول أنني لن أسامحك.. لأنني فقط أشفق عليك يا أبي... أشفق على ضعفك و سوء نفسك.. أشفق على ضياعك وجهلك... ومع هذا سأظل قطعةً منك.. سأظل احمل دمك في عروقي.. وانظر لك كما نظرت لك أول مرة.. حين قلت بابا بحروفي الصغيره.. وكلماتي الضائعة... لكن سأقول شكراً لك.. شكراً لأنك علمتني أن الحياة تتغير مع كل يوم.. علمتني أن أنظر للقمر وانا أبتسم.. أن أترك لقلبي العنان ليبكي كما يريد دائماً.. وأن أؤمن بربي حتى يأتيني يوم الرحيل....نعم شكراً لك..
أغلقت عينيها بألم تبتلع حسرتها التي علقت في حلقها **كين حامية. فقط ظلت جالسة في مكانها مطرقةً رأسها إلى الأسفل بلا أي حركة. لكنها كانت تسمع أصوات خطوات طاحنة تقترب منها بثابات يحسد عليه. وقف أمامها بهيبته الفاخرة . لينحني عليها بجذعه قليلاً . أمسك ذراعها من الأعلى بقبضته القوية وهو يعتدل ليجرها على الأرض بينما يوجه كلماته للوسيفر بأوامر صارمة.
"جهز الزفاف. الليلة."
سمعت تلك الكلمات لتفتح عينيها بفزع وهي تراه يجرها على الأرضية الفاخرة بلا أي أكتراث لكونه يؤذيها بتلك الطريقة . جسدها آلمها حقاً . لكن لم تهتم. لطالما أعتادت على الألم . لطالما عاشت معه . حتى أصبح شريكها الوحيد . ورفيقها المفضل . بمجرد أن وصل إلى السلم . رفعها على كتفه بحركة آليه أطرقت عظامها ألماً . صعد بها الدرج وهو يمشي بخطواته الثابته في الممر. توقف أمام إحدى الغرف ليفتح بابها بسرعة . دخل رامياً أياها بعنف على الأرض . ورحل بلا كلمة واحدة . فقط كل ما سمعته هو صوت إغلاقه للباب بعد خروجه.
رفعت رأسها بصعوبه وهي تشعر بطنين عالي في اذنيها بسبب دفعته لها على الأرض . حركت عينيها تنظر حولها بهدوء لتجد نفسها في غرفة فاخرة. آثاث جميل . وسرير كبير . ظلت تنظر حولها قليلاً حتى سمعت صوتاً حنوناً على بعد خطوات منها :
" مرحبا . أنتي بخير."
التفتت نحوه بسرعه لتفتح عينيها باتساع.. الأمر كان صادماً لها.. يا ألهي.. من هذا.. منظره آلمها حقاً.. لم يكن عادياً.. لا.. كان رجلاً مقعداً... من الواضح انه صغير بعض الشيء.. عمره لا يزيد عن الثامنة عشرة أبداً.. لكن ما ألمها حقاً هي أبتسامته الشاحبة وذاك الحزن في عينيه الجميلتين.. كان يجلس على كرسيه المتحرك .. يبتسم لها بترحيب بسيط.. من الواضح انه غير قادر على الحركة أبداً... كرسيه المتحرك كان ألكتروني مخصص لمرضى الشلل الرباعي..
حين لا حظ شرودها فيه.. وتلك النظرة الحزينة في عينيها اقترب منها قليلاً بكرسيه وهو يكلمها بهدوء مريح...
" لا تخافي لن أؤذيك..." صمت لثواني ليرى نظرتها تهدأ قليلاً ليكمل بنفس الهدوء.. " تبدين جميلة.. ما أسمك؟!.."
حركت جفنيها بسرعة تحاول أن تنتبه له.. لم تفهم لما شعرت بالحزن عليه هكذا.. لكنها أعتدلت في جلستها وهي تجيبه بابتسامة صغيرة على شفتيها..
" بيرلا.. آسفة على أزعاجك سيد..!!!.."
بادرها بسرعة..
" باش.. ناديني باش.. أسمي سيباستيان ترنسلفاني.. أمممم آسف على ما فعله أبي معك.. هو دائماً هكذا ... لكن لا تقلقي لا أظنه سيؤذيك مجدداً .."
ضمت شفتيها قليلاً تحاول أن تفهم ما يقوله، فقط كلمة واحدة أخذت كل حواسها بتركيز واضح.. أبي.. أهو والده؟؟!! .. لكن لما يتركها مع ابنه، وزفافها الليله.. ظلت تحدق به بصمت لثواني حتى سمعته يتكلم مجدداً بأبتسامة لطيفه...
" إذاً.. أنتي العروس صحيح؟؟!! "
حركت رأسها بالأيجاب وهي تنطق بخفوت بالكاد يسمع..
" نعم.. انا هي.. أمممم ايمكنني سؤالك سيد باش؟!.."
ابتسم باش على خجلها ليحرك رأسه بقبول مشجع جاعلاً اياها لتسأله بتوتر...
" هو.. أعني ذلك السيد.. والدك.. هل ساتزوجه اليوم؟؟!.."
أمال باش شفتيه قليلاً وكأنه يفكر في إجابة مناسبه لها...
" لا.. لن يفعل.. أعني لديه زوجة بالفعل.. لذا لن يتزوجك لا يمكنه هذا على كل حال.."
حسناً هذا جعلها تتنفس اخيرا.. أوه فكرة الزواج منه كانت كابوس مرعب.. تباً الرجل أرعبها بظله فقط... كيف لو أخذها زوجةً له... لكن في هذه الحالة... من سيكون زوجها إذاً.. أرادت حقاً أن تعرف لذا بادرت بسؤاله بسرعة من شدة فضولها عن الأمر..
" هو لن يفعل.. إذاً من سيكون زوجي ؟؟!.."
لعن باش نفسه داخلياً.. تباً كم كره فكرة أخبارها بالحقيقة.. لكن لا مهرب.. في النهاية ستعرف الليله على أية حال.. فقط أجابها بأبتسامة شاحبة بألم دفين...
" أنا.. أنا سأكون زوجك بيرلا.. لكن لا تقلقي لن أؤذيك أبداً... أعرف أنني لا أصلح للزواج.. لكن أبي قرر الأمر بالفعل.. ربما لا ترغ*ين بي.. وأنا لا ألومك على هذا.. أعني من يرغب بزوج مشلول بالكاد يحرك رأسه..."
لا.. الأمر لم يكن بهذا السوء.. لا تعرف لما لكنها شعرت بالراحة من فكرة كونها ستتزوجه هو... شيء في كونه لطيفاً معها أو حتى كونه مشلولاً.. تلك لم تكن مشكلة في الواقع.. يمكنها التعامل معه.. والأهم انه ربما يحبها كما كانت تتمنى.. زوج يحبها ويحترمها.. يعطيها السعادة التي تحلم بها... لكن شيء في داخلها أخبرها أن هذا هراء.. والده كان ينظر لها بتملك مرعب.. شيء فيه كان يأسرها حتى الموت... فقط ابتلعت ريقها بصعوبة لتبتسم بخفوت بالكاد يظهر على شفتيها التوتية الصغيره..
" من قال أنني لا أرغب بك.. لا يهمني إن كنت مشلولا أم لا.. أقصى ما تمنيته يوماً هو زوج يحترمني ويحبني.. لم افكر حتى في شكله أو حالته.. لذا انت مثالي باش.. على الأقل في عيني انت كذالك.."
نظر لها بلا تصديق.. حقاً هل قالت انه مثالي.. أعني لا يهمها كونه لا يستطيع الحركة... هذا فاجأه حقاً.. أراد قول أي شيء لكن الكلمات علقت في حلقه بغصة مؤلمة... فقط ظل ينظر لها هكذا حتى سمع صوت الباب يفتح بعنف.. ألتفتت بيرلا نحو الباب لترى أمرأة طويلة بشعر أشقر طويل وملامح حادة.. جميلة جدا.. مظهرها صاخب.. وينذر بالخطر... تقدمت نحوهما ببضع خطوات وخلفها خادمة صغيرة تنظر للأرض بأرتجاف... رفع باش عينيه بهدوء نحو تلك المرأة الوقفة أمامهم .. مبتسماً لها بهدوء..
" عمة أليس.. أهناك خطبٌ ما؟!.."
أبتسمت له أليس ببرود وهي تنظر نحو بيرلا بتفحص واضح لمظهرها المبعثر... لكنها اجابته بلا اكتراث...
" لا عزيزي.. لا مشكلة أبداً .. فقط سأخذ عروسك قليلاً.. كما تعرف الزفاف الليلة لذا يجب تجهيزها بسرعة.. سأتركك مع خادمتك لتهتم بتجهيزك... "
انحنت عليه قليلاً لتقبل وجنته بهدوء.. وآبتسامة ماكرة...
" مبارك زواجك مقدماً عزيزي باش... من كان يصدق أن اخي كريم إلى تلك الدرجة... ليحضر لك زوجة بهذه الحالة.. نعم أستمتع صغيري.."
وألتفتت نحو بيرلا بملامح جامدة ونبرة صارمة...
" أتبعيني الآن.. "
To be continued