للكاتبة ندى محسن

رجل غريب الأطوار الفصل الأول الكاتبة/ندى محسن أشرقت الشمس على وجه جميل، أجل إنها "روز" الفتاة الجميلة التي تنشر السعادة في كل مكان، تعيش مع زوجة أباها وهي أمرأة جيدة مع أطفااها فقط، أما مع روز تكون قاسية للغاية، تستمر في طلب الأشياء المهلكة منها، من تنظيف، الذهاب الى التسوق، خدمتها في كل شيء هي وصغارها، حركت روز رأسها عدة مرات، تحاول الأستيقاظ: "يجب أن أستفيق؛ فهناك الكثير من العمل علي أن أقوم به" قالتها لتقف أمام المرأة من بعدها وهي تقوم بضبط ملابسها. خرجت من غرفتها لترى زوجة أبيها تتناول الطعام مع أطفالها، فلقد كان لديها طفلان "إماليا،سام" وهم إخوة روز من أبيها المتوفي، ولديها شابان من زوجها السابق وهم"چيمس، چوزيف". كان چيمس يكبر روز بسنتين بينما چوزيف في نفس عمرها، أقتربت روز وهي تشعر ببعض القلق من مزاج زوجة أبيها المتقلب، تحدثت بتردد: "صباح الخير يا زوجة أبي، أسفة على نومي لفترة طويلة لكن.." تحدثت روز فأوقفتها زوجة ابيها برفع كفها؛ حتى تتوقف روز عن التحدث. تدخل چيمس عندما وجد أن والدته سوف تبدأ في توبيخ روز وربما ضربها: "لا مشكلة يا روز، أجلسي وتناولي الطعام هيا، سوف ءأخذكي من بعدها الى مكان ما" تحدث چيمس وهو يحاول تغيير الحديث. كانت روز متعجبة للغاية لماذا يعاملها بهذا اللطف! الى أين سوف يصطحبها بعد قليل يا ترى! تشعر بالكثير من الأرتباك وهي لا ترتاح له مطلقًا. جلست وتناولت الطعام، تفكر بوالدها كيف كان قاسي معها بعد موت والدتها، تعلم أنه لم يكن يحب والدتها، تعلم أنه لم يكن يحترمها حتى ولكن لماذا أستمر معها! لماذا لا ينفصلان! أغمضت عيناها بعد أن شعرت بالكثير من الألم أستفاقت على يد چيمس الذي قام بوضعها على كتفها، تعجبت وهي تنظر له ليسحب يده، فلقد لاحظ نظراتها ورفضها لأن يضع يده عليها بأي طريقة، أومأ لها في تفهم: "أردت أن أخبركي أننا سوف نذهب، أذهبي وبدلي ملابسكي المنزلية تلك، أرتدي شيء أنيق هيا" تحدث چيمس ومن ثم ذهب الى غرفته حتى يبدل ملابسه. بقيت هي في مكانها، تعلم جيدًا إن رفضت سوف تتعرض للضرب من قِبل زوجة أباها ولن يسمحوا لها بتناول الطعام. تساقطت دموع روز بألم شديد، أصبح كل أمنيتها أن تعيش حياة هادئة بعيدًا عن المشاكل، تذكرت منزلها الصغير مع والدتها قبل أن تتوفى وتأتي الى هنا، كم كان دافء هذا المنزل قبل أن تسكن في هذا البيت التي لا تشعر فيه بالأنتماء، بالفعل ذهبت الى غرفتها وقامت بإرتداء فستان أنيق، قلبها يرتجف ولا تعلم السبب، لماذا كل هذا الوقت! چيمس لن يضرها لكنه أيضًا يخيفها بطريقته فما الذي عليها أن تفعله لتطمئن قليلًا! بعد أن خرجو من المنزل جعلها تصعد بسيارته لتجلس بجواره ويبدأ في القيادة والأبتعاد عن المنزل، نظر لها بطرف عينه قبل أن ينتبه الى الطريق من جديد: "هل مازلتي غاضبة من أمي؟" سألها بإهتمام. نظرت روز له وحركت رأسها بنفي: "لست غاضبة من والدتك، على كل حال هي لا تحبني، لكني أشعر بالضيق أنها لا تريدني أن أقترب من أخوتي حتى، لا ترغب في تعاملي معهم وأنا لا أعلم ما هو السبب؟!" تحدثت روز وقد ظهر الضيق في صوتها. لم يتحدث چيمس من بعدها وأكمل قيادته، كانت تتابع الطريق بعيناها، لاحظت أنه يبتعد عن الطريق العام، كلما قطع مسافة إزداد الهدوء وأختفت الشمس. "ما الذي يحدث يا چيمس، الى أين سوف نذهب؟" سألته روز بحيرة لكنه لم يعير لحديثها إنتباه. أوقف السيارة أمام منزل غريب الشكل، يحتوي على الكثير من الأضواء الغير مريحة للعين، نظرت روز الى چيمس في ضيق: "ماذا نفعل هنا يا چيمس! أخبرني ما الذي يحدث هنا؟!" سألته روز وقد ظهر الضيق في صوتها. أبتسم چيمس وهو يتابع ملامح وجهها، حرك رأسه بنفي وهو يتأمل عيناها: "لا داعي لخوفكي يا فتاة، أنا فقط سأجعلكي تقضيين وقت ممتع للغاية، لا داعي للتفكير في شيء آخر" قالها چيمس وهو يلمس وجنتها ومن ثم يسحبها الى داخل المنزل. كانت تتابع كل شيء حولها في ذهول شديد، تتعجب من الأشخاص الموجودين حولها، جميعهم ثملون لا يدركوا كل ما يحدث حولهم، الخمور في كل مكان، طاولات القمار حولهم، توقفت روز عن السير، حركت رأسها بنفي وهي لا تقبل الأقتراب أكثر: "أترك يدي يا چيمس، لا أريد البقاء هنا في هذا المكان، دعني أذهب لمنزل والدي" قالتها وهي ترتجف، لقد كانت روز فتاة رقيقة لا تقوى حتى على المدافعة عن نفسها، لا تمتلك القدرة على التحدث في شأن أمورها، معاملة والدها لها من قبل ومعاملة زوجة أبيها جعلوا منها فتاة جبانة، كان چيمس يستغل هذا أسوء أستغلال، أقتربوا منه أصدقائه وهم يبتسموا أبتسامة مقززة: "ما الذي يحدث هنا يا ترى! من تكون تلك الجميلة يا چيمس" سألوه أحد أصدقائه، بدى على روز القلق وهي تراهم يقتربوا منها، حاول أحدهم وضع يده على كتفها لتبتعد وتقوم بضرب يده. تحدثت بغضب قائلة"ابتعد عني، إياك أن تتجرأ وتقترب مني بأي شكل هل تفهم! " أبتسم چيمس بتهكم وهو يحرك رأسه بنفي قائلًا"توقفي عن التمثيل يا روز، لا داعي للعب دور الفتاة البريئة الأن". أبتعدت روز وهي تشعر بقلبها يرتجف قالت بتوسل"چيمس أسمح لي بالذهاب إذا سمحت، أنا لم أفعل شيء سيء، دعني أذهب أرجوك ". سمعت روز قهقهة أصدقاءه وهو يتابعها بتسلية، تساقطت دموع روز وهي تبتعد فيقم أحد أصدقاء چيمس بمسكها وهو يبتسم بسخرية" لا داعي للتمثيل يا فتاة، كوني فتاة لطيفة حتى لا تتأذي، أخبرينا كيف لشخص أن يكون بكل هذا الجمال يا ترى! " أبتلعت روز ما بحلقها بقلق، رفعت يدها لتقوم بصفعه ومن ثم دفعه والهروب بعيدًا، كانت تركض وچيمس قد تبعها بغضب وخوف في وقت واحد، يشعر بالغضب من عصيانها لأوامره، ويشعر بالكثير من الخوف من معرفة والدته بكل شيء يحدث هنا. لا تعلم روز من أين أتت لها كل تلك القوة لتركض هكذا وهي تدور في أماكن مغلقة كأنها في متاهه أو ما شابه، تساقطت دموعها بألم شديد وصدرها يعلوا ويهبط، رأت أحد سيارات النقل الضخمة فتجلس أسفلها واضعة كلتا يديها على فمها في خوف، تتمنى أن لا يجدها أحد وتتمنى أن تكون على مايرام في هذا المكان، رأت چيمس يبتعد باحثًا عنها لتبتسم في راحة. أنتظرت ذهابه لتخرج من بعدها وتركض مبتعدة عن هذا المكان، تحاول أن تتذكر الطريق العام لتذهب الى هناك وتوقف سيارة أخرة، نجحت بالفعل فلقد كانت فتاة زكية، ماهرة، سريعة البديهة، أبتسمت ما أن صعدت الى السيارة الأجرة، كانت سوف تذهب الى المنزل مباشرة لكنها قلقت من ذهاب چيمس الأن وتوبيخ زوجة أبيها لها، ومن هنا قررت أن تذهب الى بيت والدتها والتي تم هجره منذ وقت طويل ولم يعد أحد يذهب إليه. أخذت روز نفس عميق وهي تقف أمامه، تشكر الله كثيرًا أنها وجدت معها بعض المال لتعطيه الى سائق السيارة، أخرجت قلادة بها مفتاح قديم ويبدو أنه مفتاح هذا المنزل، فما الذي سيكون في إنتظارها يا ترى! يتبع.