الفصل الثاني

1108 Words
رجل غريب الأطوار الفصل الثاني الكاتبة/ندى محسن لم تستطيع روز فتح الباب، شعرت بشيء غريب وكأن هناك شخص يقف خلفها، أرتجف قلبها وأرتجف معه جسدها، لطالما كانت فتاة جبانة تخشى كل شيء حتى ظلها، بدأت السماء تمطر ولقد شعرت أن كل شيء ينهار أمام عينيها، المطر كان غزير هذه الليلة وكأن كل شيء ضدها، سقط المفتاح من يدها ولم تجده، لا تعلم الى أين ذهب المفتاح وقد أختفى تمامًا، حركت رأسها بغضب وصرخت قائلة"ما الذي سوف أفعله الأن؟! ما الذي يمكنني أن أفعله الأن؟! ". صفعت الباب بيدها في فعل عفوي للغاية، كانت دموعها تتساقط لتجد الباب يُفتح وقد أرتجف جسدها وأنتفض للخلف، أتسعت عينيها في صدمة وعدم إستيعاب، وجدت المنزل مُرتب، خالي من الغبار كما توقعت، هناك طعام على الطاولة، حركت رأسها بعدم تصديق، دلفت الى المنزل ووجدت أن الباب قد أُغلق لينتفض جسدها وترجع للخلف. أبتلعت روز ما بحلقها وهي تحاول أن تقنع نفسها أن الهواء هو السبب، ربما هو من تسبب في إغلاق الباب، ربما هذا الأمر طبيعي، ألتفتت ووجدت مدفئة تذكرت أن والدتها كانت تحصل على الدفء منها، أبتسمت وأقتربت من المدفئة في هدوء لتنال بعضًا من دفئها. بقيت قليل من الوقت وقد شعرت بدفء يحيط بها، لم تصدق أن هذا المكان مرتب هكذا، أرتجف قلبها وعادت تبتعد عن المدفئة وهي تتسائل كيف من الممكن أن يكون هذا المكان بهذا التنظيم ولا أحد يسكنه منذ سنوات كثيرة! سمعت صوت وقوع شيء على الأرضية؛ فينتفض جسدها وقد تحررت صرخة من بين شفتيها. أقتربت من مصدر الصوت بجسد مرتجف لتراه، شاب طويل القامة، يقف أمام الحوض يغسل يديه، أخذ الملعقة التي سقطت من بين يديه ليقوم بتقليب كوب من الشاي في هدوء، لم تصدق روز عينيها، كان شاب ذات هيبة وجمود، عندما ألتفت ونظر لها شعرت بقلبها يرتجف، كانت لنظراته تأثير كبير على نفسها، أبتلعت ما بحلقها في قلق"من تكون أنت؟ وما الذي تفعله أنت هنا؟!". وقف الشاب يتطلع إليها لبعض الوقت، حرك رأسه في نفي وعدم إستيعاب قائلًا"أنتي هنا في منزلي! وبدلًا من شكري تحققين معي؟! ماذا تفعل هنا؟! كيف تسألي مثل هذا السؤال أنا من المفترض أن أسئلكي ما الذي تفعليه أنتي هنا؟! ". أقتربت وقد شعرت بالكثير من الضيق؛ فهذا المنزل لوالدتها ولا يمكنها أن تفقده بعد كل ما حدث معها، تحدثت الى الشاب وصوتها يرتجف" هذا المنزل كان لوالدتي، لا يمكنك أن تقول أنه منزلك، هذا المنزل مهجور منذ وقت طويل لكنه يظل ملكًا لي من بعد والدتي". نظر لها في برود، لم يكن هناك على وجهه أي تعبير فقط كان جامدًا وحسب، أبتسم في تهكم وكأنه يسخر منها قائلًا"أجل كان ملكًا لوالدتكي والأن هو ملكًا لي، لا تجعليني أغضب الأن وأفسد كل شيء". تعجبت من حديثه، لا تعلم ما الذي يعنيه لكنها لم تجد ما تفعله، نظرت اليه برجاء مصحوب بدموعها قائلة"لا يمكنني أن أذهب الى أي مكان الأن، أرجوك كن شخص جيد، أرجوك لا تكون سيء معي أنت أيضًا لقد كان العالم قاسي اليوم على قلبي، لا ينقصني المزيد من القسوة صدقني". أنهارت باكية بعد أن أنتهت من حديثها، جلست على أحد الكراسي لتغمض عينيها، ما أن اغمضت عينيها حتى تغيرت الغرفة من حولها، لم يعد الدهان زهري مبهج لقد تحول الى اللون الأسود، مغطى بالكثير من بيوت العنكبوت، الغبار، الأتربة، لم يعد شيء جيد، أختفى الطعام عن الطاولة، بدأ حتى الشاب في التلاشي مع أبتسامة غامضة، شعرت روز بالبرودة تسيطر على جسدها فتحت عينيها لتفزع من هول ما شاهدت، مكان مهجور لا توجد به حياة، حركت رأسها بنفي وهي ترى المدفئة شبه محطمة، لا تحتوي على الأخشاب، لا شيء يدل على وجود أي شخص هنا، وقفت وقد أوشك قلبها على التوقف، ركضت تجاه الباب وأصبحت تبكي بإنهيار وهي تدقه، أغمضت عينيها وهي على وشك فقدانها للوعي، سمعت صوت الشاب من جديد ضاحكًا وهو يسألها"ما الذي يحدث! أخبريني ألم تكوني ترغبين في الحصول على هذا المنزل أم ماذا؟! ". نظرت روز له وقد كان جسدها يرتجف كما لو لم يحدث من قبل، سقطت فاقدة للوعي بعد أن شعرت أنها لا تستطيع أن تتحمل كل ما يحدث حولها، لقد نفذت طاقتها وأنتهى الأمر. ________________ كان چيمس يقف أمام والدته لا يعلم ما الذي يقوله، لا يجد الإجابة على سؤالها لتعيد سؤالها مجددًا بغضب" أين هي روز؟! تحدث الي مثلما أتحدت إليك الى أين ذهبت روز في هذا الوقت وفي هذا الطقس؟! ". حرك چيمس رأسه بنفي كعلامة على جهله بالأمر، لا يعلم إلى أين أختفت فجأة، لقد كانت أمام عينيه ولا يمكنه أن يخبر والدته بكل ما حدث، تحدث چيمس قائلًا" كنت وقفت بالسيارة ونحن ذاهبان لزفاف صديق لي، أخذتها معي لأنها تعرف أخته ولكنها أختفت فجأة، لا أعلم مع من ذهبت في هذا الوقت! ". نظرت والدته له بغضب وأقتربت منه وهي تقول" أنت المسؤول أمامي عن كل ما يحدث يا چيمس، أنا والدتك وأعرفك جيدًا عندما تكذب، أخبرني بالحقيقة وقل لي ما الذي حدث وأين هي تلك الفتاة الأن؟! ". وقف چيمس أمام والدته، لا يعلم ما الذي يقوله! كيف يبدأ حديثه ويخبرها بكل ما حدث! هي لا تراه شخص سيء أو غير مسؤول، إنها تراه شخص يعتمد عليه ويمكنه أن يتحمل أي شيء، لاحظت والدته صمته التي دام طويلًا لتتحدث بإنزعاج شديد" أتحدث إليك، لا تحدق في الفراغ أمامك وأنظر لي وقل بصراحة ما الذي حدث؟! ". قاطع حديثهم صوت سام التي أقتربت والدموع في عينيها قائلة" أين هي روز يا أمي؟! إلى أين ذهبت هي؟! ". يبدو أن تلك الصغيرة كانت تستمع إليهم دون أن ينتبهوا، فهمت أن روز قد أصابها مكروه، طفلة في السابعة من عمرها ليس صعب عليها أن تفهم شيء كهذا، أقتربت والدتها منها وقامت بلمس شعرها بحنان، حركت رأسها بنفي قائلة" لم يحدث شيء لها يا عزيزتي، كل شيء على مايرام، هيا لتنامي في سريركي فالجو بارد وهي على وشك أن تعود وتنام في سريرها". رمقت چيمس بغضب قبل أن تذهب الى غرفة سام وإماليا بينما چيمس ظل واقفًا في مكانه لبعض الوقت، لا يعلم إلى أين يذهب ومن أين يحضر روز في هذا الوقت وهو حتى ليس لديه أي فكرة عن مكان ذهابها! ____________ في مكان آخر أستفاقت روز وهي تشعر بمن يحملها ليضعها على سرير غاية في النعومة، كانت تشعر أنها تحلق في السماء وأنها خفيفة كالريشة، شعرت أنها قد غادرت الحياة وروحها تحلق في السماء الأن، فتحت عينيها في تشتت وجدت هذا الشاب أمامها، حركت رأسها بعدم إستيعاب"ما الذي حدث؟! ما الذي تفعله أنت بي هناك شيء خاطئ يحدث لا يمكنني أن أدركه من تكون أنت؟!"سألته في إهتمام وقد ظهر عليها الأنفعال. نظر الشاب لها"أسمي أثاناسيوس"أخبرها الشاب في هدوء أعتادت عليه منه. أخذت روز نفس عميق وهي ترى به شيء غريب، لا تعلم ما الذي حدث ليسكن هذا الشاب المنزل بل ويعتبره ملكًا له"أخبرني إذا سمحت كيف أستأجرت هذا المنزل؟! "سألته في حيرة وقد أصبح لديها شك أن والدها قد باعه له ليبقى به. نظر أثاناسيوس الى عينيها مباشرة، أبتسم في غموض" هذا الأمر طبيعي، أنا أسكن المنازل الذي غاب عنها أهلها لفترة طويل، هذا الأمر طبيعي للغاية يا فتاة! "تحدث في هدوء وتعجب وكأنه أمر مسلم به بالفعل. يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD