اذكروا الله يا جماعة الخير ??..
" بقيت الفصل.. "
ذهب إلى النادي وبدل ثيابه الرسمية إلى ثياب رياضية وذهب إلى غرفة التنس وبدأ يض*ب الكورة بالمض*ب بعصبية وكرة تليها كرة ومكالمة حياة تتردد في أذنيه كأنه لا زال يستمع إليها.. سيجن إذا لم يعلم مع من الذي كانت تتحدث معه بتلك الطريقة المريبة وبصوتها المنخفض ومتيقن إذا سألها ستعاند معه ولن تخبره.. ا****ة على ذلك العشق الذي يجعل القلب يتألم ويعتصر ألمًا حتى ينزف من الداخل وأسوأ ما يشعر به الغيرة.. لعنة العشق حقًا.. الغيرة تصيب قلب الرجل الشرقي تصيبه حد الجنون.. اعترف بينه وبين نفسه أنه أصيب بلعنةً العشق..
مضى الوقت عليه دون أن يشعر لكنه شعر بألم في مقدمة كتفه بفضل ممارسة التنس بقوة لوقت طويل.. ألقي بالمض*ب على الأرض ووقف يلهث بصوت مستمع وتسقط مياه العرق من بين خصل شعره ثم نظر إلى الكور الصغيرة التي أكثر من مئتان كرة.. خرج من التنس متجهًا صوب الحمامات ليأخذ حمام بارد وبدل ثيابه ثم حمل حقيبته وغادر بسيارته في طريقه إلى المنزل..
عند وصوله ترجل ودخل العمارة ليستقل المصعد إلى الطابق المنشود ومن ثم دلف إلى الشقة ونظر حوله بحثًا عنها حتى رآها في الشرفة تتحدث في الهاتف.. وضع الحقيبة جانبًا واتجه نحوها لكنها انهت المكالمة والتفتت لتراه فدخلت ووقفت أمامه قائلة :
-حمد الله على السلامة
تساءل بفحيح :
-كنتِ بتكلمي مين؟!
انتظرت للحظات تفكر هذا جعله يشك بها وأجابت بهدوء :
-عمتو كاميليا كانت بتطمن على زهره
-افتحي التلفون
قال بنبرة عنيفة متملكه فاتسعت عينيها قليلا وقالت في توتر :
-ليه؟!.. عايز تشوف ايه؟!
نظرت إلى عينيه الحادتين وإذا استمر ينظر لها بتلك النظرة سيقسمها إلى نصفين وتمنت لو تركض الأن كي تختبئ داخل غرفتها من نظراته.. قبض على مع**ها بشده وباليد الأخرى أخذ الهاتف بعنف وصاح بعصبية :
-نفذي اللي بقولك عليه وافتحي التلفون
ثم ادار شاشة الهاتف إليها فابتلعت ل**بها بصوت مستمع وقامت بفتح الهاتف.. ترك مع**ها بعنف وفتح تطبيق المكالمات ليرى اسم " كرم.." رفع رأسه إلى الأمام يلهث بصوت مستمع يقبض على الهاتف بقوة ثم نظر إليها بعينين اصطبغا بحمرة الغضب والغيرة معا ووجد نفسه يقذف الهاتف بكل ما فيه من قوة ليصطدم في زجاج الشرفة ف**ر الزجاج..
لتصرخ واضعه رأسها بين يديها.. أمسك بمع**ها وصاح بحده :
-حالًا تقولي كل حاجة
-مش هقولك حاجة وافهم زي ما تفهم زي ما بتعمل معايا..
اندفعت في وجهه ليشدد في امساكها فتأوهت حتى هبطت دموعها الساخنة على وجنتيها فقالت بنبرة بكاء مؤلمة :
-ا**رها ما أنت ممكن حتى تقتلني عادي
تركها ليقبض على ذراعيها بقوة واندفع في وجهها :
-أنتِ ليه مش قادرة تفهمي اني بحبك وبغير عليكِ
-الحب عمره ما كان بالإهانة
-بطلي عند واتكلمي بوضوح... أنتِ بجد إنسانه متعبة
ترك ذراعيها والتفت يواليها ظهره واخذ يلهث بصوت مستمع حتى بدأ ص*ره في الارتفاع والهبوط ثانية.. اتجهت صوب الغرفة مهروله ودخلت مغلقه الباب خلفها بقوة وجلست على الفراش تحرك مع**ها ببطء فتأوهت بخفه.. بعد لحظات اقتحم الغرفة وأغلق الباب بقدمه حاملًا علبة الإسعافات الأولية.. رفعت رأسها ناظرة إليه بعتاب حتى جلس إلى جوارها وامسك يدها برفق وبدأ بلف شريط ضغط على يدها وثبته جيدًا.. لازالت تشهق أثر بكائها وضمت يدها إليها ودون تردد قصت عليه كل شيء بينها وبين دكتور كرم.. استند بجبينه علي راحة يده وقال بهدوء على ع** فوضى الغضب التي تعبث داخله :
-ليه متجيش تقولي لي
نظرت إليه بعتاب وقالت بصوت مبحوح :
-الله أعلم كنت هتطلب مني ايه مقابل إنك تساعدني
أدار رأسه ناحيتها يتطلع إليها في دهشة فيبدو ان كلماتها جعلته يستفيق على نفسه وقطب جبينه وقال بنيرة ندم :
-لدرجة دي شيفاني وحش
-أنت مش حاسس بنفسك ولا أيه يا آدم!.. بتحبني تمام لكن بقلب قاسي..
ثم أردفت :
-وأنت كمان مقولتش الحقيقة.. أنت كنت مرتبط بواحده قبل كده ومع ذلك قولت لي إنك محبتش من قبل
-لأنها ببساطة طلعت واحده متستهلش افتكرها أو أتكلم عنها.. أنتِ حبي الأول
أطرقت رأسها وقالت بحزن واضح :
-وأنا كمان طلعت مستهلش
نهض دون أن يتفوه بكلمة فنهضت واقفه أمامه ونظرت إلى عينيه بعمق فوجد نفسه يقبض على عنقها من الخلف واختطف قبلة من شفتيها كي يشعر بالهدوء والسكينة داخله فيما جحظت عيني حياة وتلك المرة لم تحاول منعه.. ثم ابتعد عنها قليلا وأحاط وجنتيها براحتي يديه وقال بنبرة صادقة :
-أنتِ تستهلي حبي وقلبي وكل شيء جميل.. الغريب برغم ان قلبي موجوع منك كل ثانية يحبك اكتر..
ضم رأسها إلى ص*ره بقوة يحتضنها بكلتا يديه يحتويها بعشقه لها وبقلبه قبل ذراعيه وتابع بهدوء :
-قاسي في حبك عشانك مش عليكِ.. فعلًا انا عشقتك عشق قاسي
قبلها على رأسها ثم تركها وغادر الغرفة مغلقًا الباب خلفه.. دلفت إلى المرحاض ووقفت أمام الحوض تغسل وجهها ثم عادت إلى الفراش وأراحت بدنها عليه تفكر في كلماته.. كلماته اخترقت قلبها بهدوء وتيقنت بأنه يحبها حقًا فقد قام بتهديدها كثيرًا ولم ينفذ تهديده..
اما آدم فخرج من العمارة واستقل السيارة ثم تحدث مع كاميليا وعلم منها بمكان كرم وانهي المكالمة دون أن يستمع إلى حديثها.. عاودت بالاتصال عليه لكنه لم يجيب وضغط على المقود بقوه حتى برزت أوردته متوعدًا لذلك الطبيب بمقابلة شبه جحيميه.. عند وصوله صف السيارة وتناول من خزانة السيارة أوراق متوسطة الحجم وكتب شيئا ثم طوى الورقة وضعها في جيب معطفه.. ثم ترجل ودلف إلى الداخل وتقابل مع موظفة الاستقبال يسأل عنه لتخبره بمكان مكتبه فاستقل المصعد إلى الطابق المنشود ومن ثم اتجه صوب غرفة المكتب..
عند وصوله دخل مغلقًا الباب خلفه لينظر إليه في دهشة ثم نهض عن المقعد وبكل هدوء رحب به.. بينما هو يتطلع إليه بنظرة قاسيه حادة كالصقر الجريح وقال بفحيح :
-كويس انك تعرفني.. وطالما عرفني يبقى عارف كويس مين مراتي
فهم مقصده ليبتسم بخفه وقال ببرود :
-حياة هي اللي وصلتني لكده
-اسمها ميجيش على ل**نك تاني.. وتنسي حياة وإلا نسيتك حياتك
قال كلماته بتحذير منذر بالخطر بينما هو عاند معه وأومأ بالنفي قائلا :
-حياة ما تتنسيش
نجح في ان يغضبه لكنه لم ينتظر كثيرًا وفاجئه بض*به قوية مجاورة لعينه اليسار جعلته يتأوه واضعًا يده على عينه.. فيما لف الأخير حول المكتب ووقف أمامه ليأخذ بتلابيبه وسدد له عدة ض*بات بغلٍ واضح ودفعه ليسقط على الأرض.. تناول قلم وجلس نصف جلسه أمامه وأخرج الورقة من جيب معطفه وقال بصوت عنيف :
-أمضى هنا وألا خرجتك من هنا بفضيحة
-انت عارف يعني أي تعتدي على دكتور بالض*ب
جحظت عيناه التي اصطبغت بحمرة الغضب قائلًا :
-ده لو كان دكتور محترم.. لكن أنت حقير وما تستحقش المهنة دي..
وضع الورقة على الأرض وألقى بالقلم في وجهه يأمره أن يمضي وألا نفذ تهديده له.. تناول القلم ومضى على الورقة ثم تركه ليضع يده على عينه التي تؤلمه كثيرًا.. بينما طوى الأخير الورقة وضعها في جيب معطفه ونهض يتطلع إليه باشمئزاز قائلًا :
-تكلم حياة وتقولها إنك صرفت نظر عن الاتفاق اللي بينكم وتقفل وتمسح رقمها.. عشان الشيك ده هيخليك تقضي حياتك الجايه كلها في السجن.. أظن كلامي واضح
خرج من الغرفة بل من المستشفى بأكملها واستقل السيارة في طريقه إلى شرم الشيخ كي يقضي عدة أيام من الهدوء بعيدًا عن الجميع لكنه هاتف صديقًا له وطلب منه أن ينتبه من الشركة حتى يعود
***
" مساء يوم جديد.. "
وقفت أمام المرأة تمشط شعرها ثم رفعته على هيئة كعكة في منتصف رأسها.. دخل مالك ينظر إليها بجمود وتساءل في حنق واضح :
-أي اللي مش عجبك في باريس؟.. مع إنك أنتِ اللي مختاراها!
تركت الفرشاة واستدارت نصف استدارة لتنظر إليه بهدوء وقالت :
-حلوه يا مالك.. بس أنا مُرهقة تعبت في أيام الفرح جدًا
تقدم نحوها ووقف أمامها مباشرة وتساءل بشك :
-ودا برضه السبب في إني كل ما أقرب منك تبعدي؟!..
لم تجيب عليه واتجهت نحو الفراش لتجلس على حافته فالتفت إليها وصاح بتذمر :
-ما تردي يا هانم
جزت أضراسها بقوة وهمت واقفه وهي تقول بحده :
-قدر اني تعبانة ومش طايقة اتكلم
-بقالي يومين مقدر.. أنتِ اللي مش مقدره
زفرت بسأم وقالت :
-مالك احجز من فضلك أي طيارة خلينا نرجع مصر
أغمض عيناه لبرهه يلتقط أنفاسه بصوت مستمع ونفاذ صبر ثم اتجه نحوها ووقف يتطلع إليها بغيظ واضح وقال من بين أسنانه :
-انا استحملتك كتير واستحملت اسلوبك الحقير
اتسعت عيناها في ذهول تشير إلى نفسها قائلة :
-اسلوبي حقير يا مالك!.. وكملت معايا ليه
-قولت يمكن تعقلي.. لكن للأسف مفيش فايدة..
ثم قبض على مع**ها بقوة وتابع بنبرة قاسية :
-وأنتِ دلوقت مراتي ومن حقي اعمل اللي انا عاوزه
ابتلعت ل**بها بصوت مستمع ودقات قلبها تدق برهبه ولم ينتظر أن تفهم مقصده واحاطها بكلتا يديه يقبلها على عنقها وهي تحاول ابعاده وتصرخ في وجه لكنه لم يصغي لها وأكمل ما بدئه رغما عنها.. أخذت تقاوم وتصرخ باكيه لوقت ليس قليل حتى هلكت تماما واستسلمت لأمر واقع.. دموعها لا تكف على الهبوط وقلبها ينزف من الداخل حتى شعرت بخلائه فلم يعد موجودًا لقد أخذ حقه بوحشية دون أن يراعي أن هذه المرة الأولى لها.. وبعد لحظات استعادت قوتها قليلا لتقبض بأظافرها على عنقه بقوه حتى نزفت بعض الدماء.. شعر بالغضب وبدأ يصفعها على وجنتها بعنف حتى اغشى عليها
***
يتبع