حملقت هزان في ياغيز و هي لا تكاد تصدق ما سمعته منه..خطيبته؟ أية خطيبة هذه؟ لقد ورّطها لكن بطريقة أخرى..هذا الذي قدمها له على أساس أنها خطيبته هو ضابط شرطة و ليس شخصا عاديا..لا شك بأنه سيتحرى عنها و سيتتبع خطواتها بدقة بما أنه يكره ياغيز و يريد الايقاع به..ضغط بأصابعه على خصرها لكي تصمت و لا تفتح فمها بحرف..أما الضابط فرفع حاجبه استغرابا و سأل بسخرية" خطيبتك؟ غريب..انها المرة الأولى التي أعرف فيها بأن لد*ك خطيبة..و الأدهى و الأمر هو أنك لم تتخلى عن الذهاب الى الكازينو رغم ارتباطك بهذه الفتاة..مسكينة هي" ثم التفت الى هزان و قال" و أنت؟ ألا تعلمين شيئا عن هذا الرجل الذي ترتبطين به؟ ألا تعرفين بأنه مجرم و عرّاب مافيا؟ أليس مؤسفا بأن تضع فتاة شابة و جميلة مثلك حياتها تحت رحمة رجل كهذا؟" لم تجد هزان كلمات تجيبه بها..أما ياغيز فرمقه بنظرة حادة و قال ببروده المعتاد" توقف عن هذا الكلام سيادة الضابط..تتحدث عني و كأنني خرجت لتوي من السجن بعد أن قضيت مدة طويلة بسبب جرائمي..تتهمني جزافا هكذا دون أدلة أو اثباتات..لماذا لا تريد أن تقتنع بأنني رجل عادي أملك شركة و مصنع للأثاث و أجني لقمتي بعرق جبيني..ليس منصفا بحقي أن تجرحني هكذا أمام خطيبتي" ثم طبع قبلة على خد هزان و هو يبتسم..اشتعلت عيون باريش بالغضب و قال" معك حق..أنا لا أملك دليلا ضدك..لكن ذلك سيحدث قريبا..و ستكون في المكان الذي تستحقه..أنت و كل من يساعدك و يتواطئ معك..كن واثقا من ذلك" و هم بالذهاب لكنه توقف من جديد و أشار الى كل من هزان و ياغيز و أضاف" عيوني عليكما أنتما الاثنان..و مبارك عليكما الخطبة" ثم تحرك مبتعدا عنهما..بمجرد ذهابه..حاولت هزان التخلص من قبضة ياغيز لكنها لم تفلح..أبقى على يده التي تطوق خصرها و سحبها معه الى مكتبه..كان الغضب و الانزعاج باديين على وجهها و على كل حركاتها..أدخلها هو الى المكتب و أغلق الباب خلفهما..انتفضت هزان مبتعدة عنه و صاحت به بعصبية" من تظن نفسك أنت؟ هل جننت؟ عن أية خطبة تتحدث؟ ألم يكفك توريطك لي في العمل معك في الممنوعات لتورطني في علاقة وهمية لا أساس لها من الصحة؟ لماذا فعلت هذا؟ لقد وضعتني في مواجهة مباشرة مع ضابط شرطة..لا يبدو بأنه سيتركني و شأني..لقد أنهيتني و قضيت على حياتي يا هذا..ا****ة على اليوم الذي رأيتك فيه..ا****ة" جلس ياغيز خلف كرسيه و وضع ساقيه على المكتب و قال بسخرية" لا أفهم لماذا تبدين منزعجة هكذا..لقد نظرت الي عندما سألك الضابط عن هويتك و كأنك تطلبين مني التدخل لانقاذك..و ها قد فعلت ذلك..فلماذا اذا تعطين ردة الفعل المبالغ فيها هذه؟" ركلت هزان الكرسي الذي كان أمامها بغضب و صرخت" ماذا؟ هل تعتبر بأنك أنقذتني؟ ألم تجد طريقة أخرى تعرّف بها عني أمام الضابط؟ كنت تستطيع أن تقول بأنني قريبتك او قريبة أحد من عمال القصر..ألم يكن ذلك منطقيا أكثر؟" شبك ياغيز أصابع يديه ببعضها و تكلم بهدوء" أولا..اهدإي و كفي عن التصرف بهذه الطريقة المستفزة و العصبية..ثانيا..تعلمين جيدا بأنني أكره هذه الطريقة التي تتحدثين بها الي..ثالثا..كانت هذه الاجابة هي أول ما خطر على بالي..و لا داعي لتضخيم الأمور..وجودك في المنزل بصفتك خطيبتي كانت اجابة معقولة و منطقية بالنسبة الي..و رابعا..لقد حان وقت تناول فطور الصباح..و بعدها سأهتم بنفسي بتدريبك..لا أعتقد بأن سعادتك بحصولك على شرف أن تكوني خطيبتي سينسيكي السبب الرئيسي لوجودك هنا في القصر..هيا لنذهب" و وقف و تحرك نحو الباب..بقيت هزان واقفة في مكانها تحملق فيه فاقترب منها و همس" مع أن فكرة ارتباطنا مستبعدة الا أنها متعة بالنسبة لي..حتى ولو كانت مجرد تمثيل..و أعتقد بأنها نفس الشيء بالنسبة اليك" ثم قرب فمه من أذنها و أضاف" فليلة البارحة لم تكن فكرة اقترابك مني تزعجك الى هذه الدرجة..بل على العكس..لقد كنت مستمتعة حتى بعقابي لك..لذلك وفري عليك كل هذه الكلمات و كل هذا الانزعاج..و لنلتفت الى عملنا..هيا..اتبعيني" و ابتعد عنها بسرعة تاركا اياها تلعن نفسها و تلعنه بأبشع الكلمات قبل أن تتبعه الى غرفة الطعام..
هناك..ارتشفت هزان قهوتها و هي تراقب ياغيز الذي كان يأكل بشهية دون أن يأبه لتهديدات الضابط باريش و لكلامه المزعج..رفع عيونه نحوها و ابتسم بطريقة مستفزة فأبعدت نظراتها عنه..انهوا طعامهم فنظر ياغيز الى جان و سأل" هل كل شيء جاهز؟" رد" نعم سيدي" فوقف و أشار الى هزان بأن تلحق به الى الأسفل..تبعته هزان في صمت..لكن قلبها كان يخفق بشدة لأسباب عدة..أولها..أنها ستكون بقربه..و ثانيها..أنها ستتورط بصفة نهائية معه..و ثالثها..أنها ستدخل عوالم المافيا الخفية التي كثيرا ما تكون نهايتها معروفة و حتمية..اما السجن أو الموت..خائفة هي ؟ ربما..متوترة؟ أكيد..قلقة؟ على الأغلب..مجموعة مشاعر غريبة تنهش داخلها و تجعلها مرتبكة و مضطربة..وجدت نفسها بعد لحظات داخل المخزن و ياغيز يقف في الجهة اليمنى و هو يعقد يديه على ص*ره..تبادلت و إياه نظرة خاطفة قبل أن تنتبه بكل تركيزها و حضورها الذهني لكل كلمة يقولها جان..قال" آنسة هزان..بحكم عملك كمضيفة طيران..لن تكون مهمتك صعبة أو معقدة أبدا..ستسير الرحلة كالمعتاد..لن يكون هناك أي ازعاج لك أو أي حركة غير مألوفة..كل ما عليك هو الاهتمام بالوفد الدبلوماسي الذي سيكون على متن الطائرة خلال رحلة العودة..الأمانة تكون دائما في حقيبتهم الدبلوماسية و التي لا تخضع للتفتيش داخل المطار لا ذهابا و لا إيابا..و بمجرد وصول الطائرة الى وجهتها..ستنزلين كعادتك في المطار..ترتاحين و تستعدين لرحلة العودة..و بمجرد وصولكم الى اسطنبول..ستتوجهين الى الكافيتيرا و تشترين وجبة أكل تحملينها معك الى المنزل..فيها..ستجدين الأمانة..و الباقي لنا..نحن سنتسلمها منك و نتصرف فيها..هذا كل ما في الأمر" هنا اقترب منها ياغيز و قال" أرأيت؟ ليس الأمر بالصعوبة أو بالخطورة التي تتخيلينها..أنا لا أقوم الا بالأمور المضمونة..و لا أجازف لا بنفسي و لا بالعاملين معي..ستكونين مجرد فتاة توصيل عادية و ب*روف سلامة مضمونة..لا تقلقي و لا تخافي..و الأهم من هذا كله..هو ألا تلفتي الانتباه اليك على متن الطائرة أو داخل المطار..يجب أن تتصرفي على طبيعتك لكي لا تثيري الشكوك..و الآن..ستضعين هذا الجهاز على عينيك..انه جهاز متطور و على قدر كبير من الدقة و الوضوح..في المرحلة الأولى..ستكونين داخل الطائرة..و سنرى كيف ستتصرفين بوجود الوفد الدبلوماسي الذي سيكون عليك الاهتمام به..أما المرحلة الثانية..فستكونين فيها داخل المطار..بعد وصول الطائرة..سيكون عليك أن تتعرضي للتفتيش قبل المغادرة..ثم ستتوجهين الى الكافيتيريا لكي تشتري وجبة الغداء..هيا..أريني كيف ستتصرفين..و هل ستكونين الشخص المناسب للاعتماد عليه في هذا الأمر أم لا" وضع جان على عينيها جهازا متطورا جعلها ترى نفسها داخل الطائرة..تحركت بحرية كعادتها..قدمت المأكولات و المشروبات و ابتسمت ببشاشة كما هو مطلوب منها على الدوام..سمعت صوت ياغيز يقول" احذري الى رعشة يد*ك و أنت تقدمين الطعام و الشراب..كوني ثابتة أكثر" ..فعلت كما طلب منها و أنهت المرحلة الأولى بنجاح نسبي..لم تكن قادرة على اخفاء خوفها و اضطرابها رغم كل التطمينات التي سمعتها..فهذه المرة الأولى التي تجد نفسها واقعة فيها في ورطة كهذه..انتقلت بعد ذلك الى المرحلة الثانية..فتشها الموظف في المطار ثم توجهت الى الكافيتيريا..طلبت بعض الفطائر بالجبن فأعطاها لها البائع في علبة مغلقة..أخذتها هزان منه و خرجت من المطار..و هنا انتهت اللعبة..نزع جان عنها الجهاز فتنفست الصعداء و نظرت مباشرة الى ياغيز و كأنها تسأله عن رأيه بها..فابتسم ببرود و اجاب" اداء مقبول مع بعض الملاحظات الضرورية..في الطائرة..كانت عينك طوال الوقت على الحقيبة الدبلوماسية الموضوعة على الرف لأن عقلك الباطني يفكر في الألماس الموجود داخلها..لا يجب أن تفعلي ذلك و الا أثرت شكوك المسافرين و جعلت الوفد يشك في كفاءتك..أما داخل المطار..فكنت ترتجفين و الموظف يقوم بتفتيشك و كأن البضاعة في حقيبتك أو داخل ثيابك..هذا كفيل بجعلهم يراقبونك حتى عند خروجك من المطار..و أنت تأخذين علبة الطعام من البائع..لم يبقى سوى أن تلوحي بيدك للموجودين و تقولي لهم أنا أحمل ممنوعات معي في هذه العلبة..أعلم بأن الأمر صعب عليك و بأنك بريئة و ساذجة..لكنني أتوقع منك أداء أفضل في المرة القادمة" ثم التفت الى جان و قال"ستواصل التدريب معها حتى الظهيرة..لا ترهقها كثيرا..أنا أحتاج اليها بكامل تألقها في المساء" قطبت هزان جبينها و سألت بقلق" و ماذا يوجد في المساء؟ لماذا تحتاجني؟" مرر ياغيز أصابعه خلال خصلات شعره الكثيف و رد" الليلة توجد حفلة في فندق هيلتون بمناسبة مرور أربعين سنة على تأسيس شركة و مصنع الأثاث التي أملكهما..و سيكون ظهورك معي ضروريا أمام العلن بصفتك خطيبتي" شحب وجه هزان و صاحت برعب" ماذا؟ أنا؟ أظهر معك؟ حفلة؟ أكيد لا..أنا لا أريد..أرجوك..أنا أضطرب كثيرا و أرتبك..و لا أملك ثيابا مناسبة ل.." قاطعها و هو يسحبها من ذراعها نحوه" لا تناقشيني مرة أخرى..ان قلت بأنك ستأتين فهذا يعني بأنك ستأتين دون نقاش..ستجدين فستانا في غرفتك مع حذاء يناسبه..و سيأتي كوافير خاص ليعتني بك و باطلالتك..ستكونين جاهزة قبل الثامنة مساءا..و الآن..عن اذنك" تركها و تحرك نحو الباب فيما تابعته هي بنظرات تائهة و قلقة..
بعد ساعات من التدريب..تناولت هزان طعام الغداء ثم صعدت الى غرفتها..وجدت علبة كبيرة..فتحتها فإذا فيها فستان أزرق تلونه حبيبات بيضاء متلألئة كالنجوم في السماء
..تأملته هزان بإعجاب..ثم وضعته على جسدها و وقفت أمام المرآة..انه يناسبها تماما..هذا الياغيز رجل غريب فعلا..يعلم جيدا مقاسها و ما يناسبها..دخلت الى الحمام..استحمت و ارتدت معطف الاستحمام و خرجت..سمعت طرقات على الباب..انه الكوافير..و معه صبيتان..اهتمت كل واحدة منهما بأظافرها و بجسمها فيما وضع الكوافير لمساته الأخيرة على شعرها و على وجهها..نظرت هزان الى نفسها في المرآة بعد خروجهم..كانت تستغرب شكلها..هذه المرة الأولى في حياتها التي لا تكاد فيها تعرف نفسها..هذه الهزان لا تشبه تلك الهزان التي دخلت الى هذا القصر منذ أيام..تلك البريئة و الطفولية و ذات الملامح الطبيعية..هذه الهزان..تبدو مختلفة بمساحيقها المتقنة و تسريحة شعرها المميزة و فستانها الباهظ الثمن..احتذت حذاءها و رشت رشة من زجاجة العطر التي وجدتها مع الفستان..همت بالخروج عندما سمعت طرقة خفيفة على الباب قبل أن يطل ياغيز و يدخل الى الغرفة..كان يرتدي بدلة سموكينغ سوداء مع قميص أ**د جعله يبدو كالأمير الهارب من القصص الخيالية..اتكأ بجسده على الحائط و بقي يتأملها بنظرات ملتهبة..نظرات بدت و كأنها تُعريها من ملابسها..هربت بعيونها منه و قد غزى اللون الأحمر وجهها خجلا..همست بصوت مرتعش" كيف أبدو؟" رد بصوت أجش" لا بد و أنك عرفت الاجابة من خلال نظراتي..تبدين مذهلة و رائعة..أين كنت تخفين كل هذا الجمال؟ آه لو تعلمين مالذي يخطر على بالي الآن" نظرت اليه هزان و سألت بسذاجة" و ماذاك؟" اقترب منها و تن*د بعمق و هو يتأملها من رأسها حتى أخمص قدميها ثم أجاب" لا أنصحك بأن تسألي سؤالا كهذا لأن الاجابة قد لا تكون لطيفة بالنسبة اليك..اطلالتك رائعة..لكن هناك ما ينقصها" قطبت هزان جبينها و نظرت اليه بطريقة متساءلة فأدارها باتجاه المرآة و أخرج من جيبه علبة سوداء اللون بها عقد ألماسي رائع الجمال..فتح قفله و وضعه حول عنقها و هو يهمس" ينقصك هذا..أصبحت جاهزة الآن" ارتعش جسد هزان و هي تشعر بأنفاسه الدافئة تلامس جلدها..وضع هو يده على بطنها و جذبها اليه لتشعر بجسده يلتصق بها من الخلف..نظر اليها عبر المرآة بعيون لمعت بلون الرغبة الرمادي..هربت منه بعيونها من جديد و طأطأت رأسها و كأنها تخشى من نفسها..من أن تضعف أمام نظراته المتطلبة تلك..تخشى أن تضع روحها و مشاعرها و جسدها و كل حياتها تحت رحمة رجل كهذا..رجل لا يبعث على الثقة..رجل مخيف و مجرم..رجل يخفي أكثر مما يظهر بكثير..دفن هو وجهه في عنقها..سحب رائحتها الى أعماقه..ثم مرر شفاهه بخفة على جلدها و هو يعي جيدا تأثير ذلك عليها..انه يكاد يسمع صوت خفقات قلبها و يستطيع أن يشعر بتسارع أنفاسها و باختلاج جسدها بين ذراعيه..تكلم بعد صمت" هيا لنذهب..لقد تأخرنا"..وضعت هزان يدها في يده و تبعته الى الخارج حيث كانت سيارة المرسيدس السوداء تنتظرهما..طوال الطريق..كانت هزان تنظر عبر النافذة هربا من نظراته هو..لم يستطع ابعاد عيونه عليها و كأنه يراها للمرة الأولى..و فعلا..كانت تلك المرة الأولى التي يراها فيها هكذا..بكامل اناقتها و أنوثتها و جمالها..و لعل أكثر ما كان يلفت انتباهه فيها و يشده نحوها هو تلك البراءة و السذاجة و النقاء التي يفتقدهم في نفسه..و الذين فقدهم منذ طفولته..منذ أن وجد نفسه محكوما بحياة بعيدة كل البعد عن البراءة و الصفاء..حياة لم يرغب بها و لم يحلم بأن يعيشها..لكنه وجد نفسه متورطا بها..و وريثا لامبراطورية ثقيلة و كبيرة..و لم يكن مسموحا له بأن يتخلى عن هذا الارث و لم يكن ذلك ممكنا خاصة بعد أن تورط و لم يعد هناك مجال للعودة الى الوراء..
وصلا بعد دقائق الى فندق الهيلتون..حيث يقام حفل الذكرى الأربعين لتأسيس المصنع و الشركة ..ترجل جان و فتح الباب لياغيز الذي نزل و التف لكي يفتح الباب لهزان و يمنحها ذراعه لكي تشبك يده بها و يدخلان معا..كانت قاعة الاحتفالات الفسيحة تعج بالضيوف و المدعوين..الطاولات تنتشر هنا و هناك..بوفيه مفتوح في الجهة اليمنى و به شتى انواع المأكولات و المشروبات..حملقت هزان فيما حولها بعيون مندهشة مما ترى..همس ياغيز و هو ينظر الى الضابط باريش الذي كان يقف مع بعض الموجودين" أرأيت لماذا كنت مصرا على وجودك معي هنا؟ لأنني كنت واثقا بأن هذا المزعج سيكون هنا..يريد أن يتأكد من كلامي..لذلك ستتصرفين و كأنك خطيبتي الحقيقية لكي لا نثير شكوكه" اكتفت هزان بالايماء له برأسها بالايجاب..و واصلا طريقهما معا وسط المدعوين..في الجانب الآخر..كانت تقف شابة شقراء ترتدي فستانا أ**دا قصيرا لا يكاد يغطي منتصف فخذيها و تمسك كأس نبيذ في يدها..نظرت الى هزان بغيرة و حقد و كأنها تقول لها كيف تتجرإين و تقتربين مما هو ملكي..لاحظت هزان نظراتها فسألت ياغيز بصوت خافت" هل تلك الشقراء هي حبيبتك؟" اجاب" بيلين عشيقتي و امرأتي..لكنها ليست حبيبتي" رمقته هزان بنظرة احتقار باردة و قالت" مسكينة..لقد وقعت في يد رجل بلا قلب مثلك..أنا أشفق عليها حقا" ثم انتزعت يدها من يده و هي تقول" عن اذنك..سأذهب الى الحمام" و تحركت مبتعدة عنه بخطى سريعة..اقتربت بيلين من ياغيز و سألت بعصبية" من تكون هذه التي ترافقك؟" اجاب ياغيز دون أن ينظر اليها"انها خطيبتي..اياك أن تقومي بأي تصرف غ*ي أمام الحاضرين..و الا لن تسلمي من غضبي..أنت تعرفينني جيدا..لذلك لن أحذرك مرة أخرى..استمتعي بالحفل" ..في الحمام..وضعت هزان حقيبتها الصغيرة على جانب الحوض و نظرت الى نفسها في المرآة و هي تقول" هزان..اهدإي..لا علاقة لك بحياة ذلك الرجل الخاصة..أنت مضطرة أن تعملي لديه و أن تنفذي أوامره..اياك أن تتورطي معه أكثر..هو ليس شخصا جديرا بحبك..بل هو جدير بكرهك و حقدك و غضبك..حياتك كلها تغيرت بسببه..الى الأسوأ..لذلك لا تسمحي له بأن بنسيك من تكونين و لماذا أنت موجودة بقربه..اهدإي و نفذي ما يريده دون نقاش لكي لا تقعي فريسة لغضبه" سمعت فجأة صوت رنين هاتف بالقرب منها..بحثت هنا و هناك فوجدت هاتفا صغيرا تحت حوض الماء..أخذته و أجابت على المتصل قائلة" نعم..أنا..فهمت..اتفقنا..حسنا..لا تقلق" ثم أنهت المكالمة و وضعت الهاتف الصغير في حقيبتها قبل أن تفتح باب الحمام و تخرج لتعود الى الحفل..