هزت صرختها حوائط المنزل وتغلغلت داخل كل أذن لتلفت انتباههم جميعًا، هرع عبدالله إليها حتى يهدأ من روعها وخوفها على اولادها فوجد عبدالقادر ومعه بعض الضباط قد سبقوه لهناك، ناولها عبدالقادر كوب ماء ترتشف منه القليل كي تهدأ من حالة الهذيان المسيطرة عليها، تمالكت إيمان اعصابها بعدما ارتشفت القليل من قطرات الماء ثم مسحت دموعها بظهر يدها، نظر عبدالقادر لضباطه وامرهم بالانصراف من خلال نظرات عينه، ثم جلس على مقعد امام إيمان وشاركهم عبدالله تلك الجلسة يجاور ابنته حتى يكون لها عونًا يبثها الأمان أن احتاجت إليه.
عبدالقادر : إيمان لازم تتمالكي نفسك اللي بتعمليه ده مش هيرجعهم انتي مجربة قبل كدا وعارفة أن البكى على الاطلال مبيرجعش اللي راح عايزك تهدي وتحاولي تفتكري كل حاجة حصلت اقل حاجة واي كلمة لازم تفتكريها عشان نحدد ولادك فين دلوقتي
إيمان ببكاء : اللي خ*ف ولادي إيل اخو ياعيل بينتقم مني انا ومعت** لموت أخته وزمانه دلوقتي بيخطط يهربهم برة مصر
جحظت عين عبدالقادر فملف إيل لديهم لا يبشر بخير فهو من أكثر اليهود دموية قلبه لا يعرف الرحمة كم سجلت ضده عمليات تصفية لفلسطنيين لا ذنب لهم سوى أنهم يعملون بأرضهم المحتلة وحكومته تدعمه في ذلك، اقل شئ سيفعله بالصغيران هو التمثيل بجثثهما بعد قتلهم بأشد الطرق وحشية، استغفر ربه ثم فرك وجهه بضيق وشرد يفكر في طريقة لخلاص الطفلين منه قبل أن يحاول تهريبهما لخارج البلاد، لاحظت إيمان توتر عبدالقادر بعدما علم بهوية خاطف طفليها وتوتره ذلك يدل على صعوبة عملية رجعوهم مرة أخرى لكنها سألته كي تقطع الشك باليقين .
إيمان : حضرتك اتوترت وانزعجت ليه لدرجادي إيل ده خطير.
نظر عبدالقادر لها بنظرات صامتة اسفة وهز رأسه بألم، مما أكد لها ظنونها، لكنها أبت أن تصدق ذلك فوقفت بشجاعة تحدثه.
إيمان وهى تشير بذراعها بهيتسريا شديدة : عمر خطر إيل ما هيكون زي خطر داسيلفا فاكره يا فندم فاكر أنا عملت فيه ايه، وزي ما خدت بتار امي واخواتي من صالح نعيم حوت الفساد في مصر و داسيلفا اكبر زعيم عصابة مافيا في فرنسا ومن أوري وموشى وياعيل أن شاء الله هرجع عيالي وهاخد بتار حرقة قلبي على خ*فهم مني.
عبدالقادر متمالكًا اعصابه : اهدي يا أيمان انتِ دلوقتي كارت محروق لعدوك زمان كنتي ميته بالنسبة ليهم ومجهولة الهوية فمقدروش يحددوا شخصيتك، لكن دلوقتي عارفينك وعايزينك أنتِ أي حركة تهور كدا أو كدا منك ممكن تأدي لموتك انتي وولادك فا اهدي عشان نخطط صح وندبر هنعمل ايه ممكن.
عبدالله برجاء : اسمعي كلام عبدالقادر بيه يا بنتي أحنا دلوقتي راسنا تحت سيفهم استهدي بالله ومتعمليش حاجة تأذي نفسك ولا ولادك بيها يا حبيبتي.
نظرت لأبيها تومئ رأسها بيأس فكلام عبدالقادر صحيح وهى تعلم ذلك جيدًا، فنزلت دموعها بغزارة مجددًا : حاضر يا بابا.
عبدالقادر : ممكن تبطلي عياط وتحكيلي ايه حصل بالظبط.
جففت إيمان دموعها ثم بدأت تسرد عليه ما حدث وهى تبكي بين الحين والآخر ووالدها بجوارها يمسد على ذراعها تاره ويأخذها بحضنه تاره إلى أن انتهت، وقف عبدالقادر واستدعى لها طبيب برفقتهم حقن وريدها بمهدأ راحت على أثره في ثبات عميق فهي لم يذق جفناها النوم منذ أمس، تركوها مع خادمتها الفليبينة تدثرها وتعتني بها .
جلس يطالع الكثير والكثير من الأوراق أمامه كلها تقارير جلبها رجاله له كي يستطيع تحليل تلك المهمة الشاقة ولكي يحكم فرض السيطرة واحكام غلق جميع المنافذ أمام إيل ومختار، وبعد قرائته لتلك الاوراق وجد أن جميع ظنونه في محلها فاسرة مختار كلها زوجته وطفليه اختفوا في ظروف غامضة في سنغافورة ولا يعلم أحد عنهم شئ، وأشارت التقارير إلى أن ذهابهم هناك جاء بعد فوز زوجته بمسابقة على الانترنت وجائزة المسابقة عبارة عن السفر لمدة اسبوعان لدولة سنغافورة، رجح معت** أن المسابقة ما هى الإ فخ نصب لزوجة مختار ووقعت هى فيه بسهولة، لكن كيف مر أمر المسابقة على مختار دون فحص وتمحيص فوظيفته تفرض عليه التأكد من كل شئ وواحد بذكائه كان عليه الحذر بأمر هذه الجائزة فعالم الانترنت ومواقع التواصل ما هو الإ عالم افتراضي لا يجب علينا الوثوق به فليس كل ما يعرض عليه حقيقي مئة بالمئة بل يحيطه الريبة والشك في كل وقت .
طرق باب الغرفة ودخل عليه خليل : السلام عليكم يا فندم
معت** : وعليكم السلام، عملت ايه عرفت مكان مختار.
خليل بأسف : الشريحة بتاعته مقفولة حتى الرقم بتاع إيل اللي خدناه من البودي جارد مقفول يا فندم بس فيه حاجة ممكن تكون زي طرف خيط يوصلنا ليهم.
معت** بعصبية : ايه هو ؟ اتكلم على طول.
خليل : اخر مكان كانت شريحة مختار مفتوحة فيه مكان قريب من الغابة وده بيرجح أنه مقيم داخل الغابة يا فندم لزيادة الأمان والخصوصية عشان محدش يعرف يوصل له .
معت** بتفكير : مش بس مختار أكيد إيل كمان معاه ده اسلوبهم ومش بيغيروه، فين فرقة النسور عايزهم عندي حالا وامنلي اتصال بسيادة اللوا في مصر وياريت يكون في حضور طارق لازم كلنا نتحرك في وقت واحد.
خرج خليل مؤديًا التحية العسكرية لتنفيذ ما طلب منه : تحت امرك يا فندم .
في ذلك الوقت بدأ ضميره في تقريعه فلقد حملها ذنب ا****ف أطفاله كله لكنه مخطئ مثلها تماما، كان عليه التحرك وتبليغ عبدالقادر ويضعهم تحت مسؤليته، وجد نفسه يخرج هاتفه ويطلب رقمها، انتظر حتى جاءه الرد لكنه لم تكن هى ولم يكن صوتها الحبيب، كان والدها لأول مرة تفعلها وتجعل عبدالله يجيب بدلا منها، خفق قلبه بخوف فلابد أن يكون أصابها مكروه.
عبدالله : السلام عليكم.
معت** : وعليكم السلام......... ازي حضرتك يا عمي.
عبدالله بحزن : الحمدلله بخير يا بني.
معت** : ممكن اكلم إيمان .
عبدالله بحزن : إيمان الدكتور أداها مهدئ لأنها كانت منهارة جدًا وهى نايمة دلوقتي.
اغمض عينيه بحزن واعتصر الالم قلبه : نايمة بقالها كتير.
عبدالله : من العصر والساعة هنا داخلة على ١٢ بالليل انا خايف يكون الدكتور أداها حاجة مضرة دي مبتنمش النوم ده كله مرة واحدة.
معت** : طيب خلي الدكتور يشوفها تاني.
عبدالله : حاضر يا معت** أنا كنت ناوي اعمل كدا.
معت** : هحاول اتصل تاني عشان اطمن عليها
................مع السلامة .
عبدالله : معت** قبل ما تقفل طمني هتعمل ايه هتسيب ولادك مخطوفين كدا ولا هتنزل عشان ترجعهم إيمان ولادها لو مرجعوش ليها قريب هتتجنن.
معت** : متقلقش يا عمي انا شغال على قضية ولادي من هنا وان شاء الله هرجعهم قريب.
٠ في بيت مهجور من يراه يظن أن ساكنيه هم الاشباح فقط لقدمه وفظاعة مظهره، في احدي غرفه جلست مع طفليها تبكي بحسرة وندم على عدم اطاعة اوامر زوجها واستغلت فرصة ذهابه لمهمة وأخذت طفليها وذهبت لقضاء الإجازة مدفوعة الأجر بالكامل من قبل الشركة المنظمة للمسابقة التي فازت بها، تذكرت اول يومان لها في سنغافورة وتفتلها هى وولديها في المتنزهات ومدينة الأل**ب والطرقات ثم بعد ذلك انقلب الوضع ووجدت نفسها تسحب لداخل سيارة فان هى وطفليها وتخدر وعندما فاقت من الم**ر وجدت نفسها في ذلك المنزل المقيت القذر، مر ثلاثة اسابيع وهى حبيسة هذه الغرفة النتنة ذو المرحاض العفن لا تخرج منها مطلقًا، اخذت تصبر نفسها كثيرًا أن زوجها وحبيبها لن يتركهم هكذا بل سيفعل المستحيل لإنقاذهم مما اوقعت نفسها وطفليها فيه، اجفلت بخوف حينما فتح باب الغرفة ودخل منه ذلك البغيض مجددا يحمل علب الطعام وضعها على الطاولة المتهالكة ثم تبسم لها في سماجة وهو يغمز لها بأحدى عينيه، خافت منه وانكمشت على نفسها وأخذت تدعو الله بسرها أن تمر فترة إحضاره الطعام لهم على خير فهى معتادة منه منذ أن أحضروها لهنا على هذه الحركات المشينة التي تجعلها تموت خوفًا ورعبًا منه، بقى لحظات يراود نفسه إلى أن حسم أمره وتركهم وخرج من الغرفة، تنفست الصعداء واحست أن ثقل كبير انزاح من على قلبها، بدأ صغيريها يفيقان من غفوتهما على رائحة الطعام قامت من مكانها واعدت الاطباق ثم اجلستهم يتناولون شطائر البرجر ورجعت هى الى جلستها على الأريكة القديمة مجددًا، بعد فترة قصيرة دخل ذلك المقيت مجددًا لترتجف رهبة مرة أخرى لكن هذه المرة كان يحمل هاتف بيده أشار لها لكي تأخذه، ففهمت أن زوجها يريد محادثتها ككل مرة يتحدث إليها، أعطاها الهاتف ثم خرج من الغرفة، بعد أن اخذت الهاتف بلهفة كبيرة أجابت عليه باكية.
هبة : مختار أنت فين ليه مش بتيجي تخلصنا من المجرمين دول.
لم تتلقى منه رد فهو مازال غاضب منها لابعد الحدود لعصيانها أوامره وسفرها في الخفاء وتعريض نفسها وطفلاه للخطر ثم بعد ذلك جعلت منه خائن بعد أن كان من أكفئ وأخلص ضباط المخابرات، نسى قسمه بالحفاظ على أمن بلده ومن اجل انقاذهم مد يده وأخذ وثائق سرية تهدد أمن بلاده، لن يسامحها مهما فعلت أو قالت سيفعل ما يستطيع لإنقاذهم ثم سيأخذ صغيريه ويرحل بهما بعيدًا بعد أن يطلقها اولا عقابا على جرمها الذي لن يغفره مهما طال به العمر.
طال **ته فعلمت أنه مازال غاضبًا لفعلتها، انهمرت المزيد من العبرات النادمة وهى تستعطفه ليتكلم لن تتحمل خصامه لها وتجاهله فليعاقبها كما يريد ولكن وهى معه وبجواره مثلما عودها سابقًا.
هبة بدموع ملتهبة : عشان خاطر ولادك رد عليا سمعني صوتك بلاش عقابك يكون قاسي عليا قوي كدا.
مختار بجمود : لسه مشفتيش عقابي، أنتِ انتهيتي بالنسبالي ارجعكم مصر الاول بالسلامة وبعد كدا هطلقك عشان تعيشي حياتك بحرية زي ما كنتِ عايزه.
هبة ببكاء : لأ اعمل اي حاجة حتى لو قتلتني بأد*ك مش مهم عندي بس المهم اموت وانا مراتك.
مختار متجاهلا حديثها : آدم وإياد فين وعاملين ايه.
هبة : هنا أهم جنبي، الحمدلله هما بخير ........ كلنا بخير.
مختار : خلي عينك عليهم لو جرالهم حاجة مش هرحمك أنتِ فاهمة.
هبة بيأس من أن يغفر لها ذلتها : حاضر متخافش انا هفديهم بحياتي وعمري انا متخيلش حياتي من غير حد فيكم.
أنهى مختار المكالمة دون أن يضيف حرف اخر.
قبلت هبة الهاتف ثم احتضنته وهى تدعو الله أن يفك اسرها هى وطفليها ويحمي لها زوجها.
وقف قبالتهم يشرح لهم خطته في كيفية دخول الغابة في جنح الظلام، وبعد انتهائه تقدم أمام فرقة النسور وبدأوا في الأختفاء بين الأشجار العالية لمحاولة الوصول إلى مكان المنزل المنشود، يحملون بأيديهم تلك البنادق الآلية سريعة الطلق ويرتدون ملابس سوداء كاشباح خرجت للتو من مرقدها للأنتقام من معذبيها ويضعون على أعينهم المنظار الليلي حتى يستطيعوا الرؤية، يعدون ببطئ واعينهم تجوب محيطهم لتأمين أنفسهم من أي هجوم مفاجئ، الدقائق تمر ثقيلة وهم يمسحون المكان حولهم، أمسك معت** جهاز احداثيات القمر الصناعي لتحديد مكان المنزل الوحيد المتواجد في تلك البقعة، وجد نفسه على بعد امتار قليلة فأشار لرجاله بالتوقف في الحال والاختباء خلف الشجيرات وتأمين المحيط له، ثم تقدم ببطئ في اتجاه ذلك المنزل وكما توقع وجد العديد من رجال الحراسة تحيط به، أخرج منظاره المقرب ونظر من خلاله ناحية البيت وامعن النظر، لكنه لم يستطع تبين أن كان إيل ومختار هناك أم لا، فأخرج جهاز لاسلكي وتحدث من خلاله إلى أحد رجاله.
معت** بخفوت : كريم سامعني كويس.
كريم : سامعك بوضوح يا فندم.
معت** : عايز تشتيت انتباه للحرس ورا البيت، مش باين من هنا وجود إيل أو مختار عايز ادخل البيت اتأكد.
كريم : تمام يا فندم بس لازم حد معاك يأمن ضهرك.
معت** : متخافش انا مش هض*ب كل الحكاية هشوف اللي جوه البيت وبس، بسرعة نفذ الأمر.
كريم : تمام يا فندم.
نظر كريم لأحد الضباط ثم اشار له بأصباعيه السبابة والوسطى أمام عينيه ثم رفعهما يحركهما بحركة دائرية بجانب رأسه الأيمن، فهم الضابط ما طلبه كريم منه ثم تقدم بحذر عدة خطوات والتقط حجر صغير وقذفه لأعلى ففزعت الطيور الراقدة باعشاشها في أعلى الأشجار وطارت محدثة جلبة عالية نجحت في جذب انتباه الحرس، ذهب اثنان منهم لتفقد الأمر وبقى واحد في مكانه، فاسرع معت** يلقي بحجر صغير في الإتجاه المعا** له فأحدث جبلة مماثلة للأولى مما اضطر الحارس الثالث للذهاب بحذر في ناحية رمي الحجر، استغل معت** ذلك وفي ثواني معدودة كان بداخل ردهة المنزل ولحسن حظه وجدها فارغة نظر هنا وهناك لكنه لم يستطع تبين أن كان الاثنان يقيمان هنا أم لا، اتجه إلى الطاولة بمنتصف غرفة المعيشة وأخرج من جيب بنطاله قطعة معدنية صغيرة والصقها بمادة لاصقة اسفل الطاولة، وكرر نفس الشئ في طاولة حجرة المكتب ثم توجه بحذر لمكان خروجه لكنه وجد الحارس الاخير عاد لمكان حراسته اسند جسده بجوار الحائط وانزل مدفعه الرشاش بجانبه وفكر في كيفية الخروج دون لفت انتباه أحد له كما خطط منذ البداية، لاحت له فكرة جيدة تقدم ناحية المزهرية المعدن الموضوعة على الطاولة وامسكها ورجع لمكانه بجوار الحائط ثانيًا ثم القى بها بجوار الطاولة ارضًا فاحدثت صوتًا عاليًا، اختبئ خلف الستائر لحظات وجاء الحارس مهرولا ليستطلع ما حدث استغل معت** ذلك وخرج مسرعًا بهدوء يختفي خلف الأشجار .
٠ وقفت في ظلام غرفتها تتحدث بخفوت إلى أحدهم من هاتفها.
إيمان : عملتلي ايه في اللي طلبته منك.
الطرف الآخر: __________________
إيمان بحدة : قولتلك تخلصلي اللي طلبته منك بسرعة مستني ايه لما ولادي وجوزي يضيعوا مني.
الطرف الآخر:__________________
إيمان بوعيد : لو طلبي مجاش ليا قبل الساعة ١٢ بالليل انسى أي حاجة طلبتها سلام.
أنهت إيمان مكالمتها وجلست ب**ت تفكر في خطوتها القادمة، اهتز هاتفها بيدها نظرت له لتجد أنه معذبها وقاسيها، رؤيتها لرقمه جلبت العبرات لعينيها، سحبت شاشة هاتفها لتجيب عليه ب**ت دون أن تتفوه بشئ، ليأتيها صوت أنفاسه من الناحية الأخرى دون أن يتفوه بشئ هو الأخر، اغمضت عينيها تسكب المزيد من العبرات لتتحول بعدها لشهقات تمزق قلبه.
عنده لا يجد كلمة اعتذار مناسبة يعتذر بها عما بدر منه في حقها، كيف استطاع أن يعنفها بهذا الشكل وهو يعلم جيدًا أنها لن تتأخر بالتضحية في سبيل انقاذ طفليهما بحياتها، لكن عندما استمع لصوت شهقاتها لم يحتمل وبادر في تهدئتها.
معت**: حقك على قلبي ياروح قلبي، انا غ*ي وحمار عشان زعلتك بس صدقيني خوفي على ولادنا هو اللي خلاني فقدت اعصابي وقولتك كدا.
مازالت تبكي ب**ت فهى مازالت حزينة على ما فعله بها.
واصل معت** حديثه : اوعدك اني هرجعهم ليكي في اقرب وقت وساعتها لو عاقبتيني اي عقاب مش هزعل عشان انا حمار اني زعلت حبيبتي.
إيمان ببكاء : متشتمش حبيبي لو سمحت.
معت** بحنو : بس حبيبك يستاهل عشان زعلك.
إيمان بابتسامة من بين عبراتها : ملكش دعوة انا حرة معاه انا بس اللي اشتمه.
معت** : ويا ترى هتشتميه تقوليله ايه عشان اقوله واشدله ودانه عشان ميزعلش حبيبتي تاني.
إيمان بحنو : هقوله بحبك ووحشتني.
معت** : وهو بيعشقك ونفسه يرجع ليكم باسرع وقت.
إيمان : وانا مستنياه هنا يجيلي بسرعة ومعاه إسلام وأسراء.
معت** : أن شاء الله هرجعلك بيهم تاني.
إيمان : أن شاء الله يا حبيبي.
معت** : متزعليش مني حقك عليا بس عايزك تعرفي اني معنديش اغلى منك.
إيمان : أنت عارف اني مبزعلش منك اصلا.
معت** : اصلا.
إيمان : اه اصلا عايز حاجة.
معت** : عايزك انتي.
إيمان : وانا مستنياك ........ لا اله إلا الله.
معت** : محمد رسول الله.
أغلقت إيمان هاتفها ثم ضمته لص*رها بقوة، دخل عبدالله عليها في ذلك الوقت ليجدها شاردة تضم هاتفها بين يديها.
عبدالله : كنتِ بتكلمي مين ؟
إيمان : معت**.
عبدالله : مش عارفه تناديلي اكلمه.
إيمان : ليه خير يا بابا عايز منه حاجة.
عبدالله بحزن : كنت عايز اقوله يرجع لينا اسراء واسلام بسرعة قلبي واكلني عليهم قوي.
إيمان : متقلقش يا حبيبي هو وعدني أنه هيرجعهم قريب.
عبدالله : بس بردو المرة الجاية خليني اكلمه عشان اوصيه ياخد باله منهم دول كل املي في الحياة.
إيمان بحزن : حاضر يا حبيبي أن شاء الله المكالمة الجاية هخليك تكلمه قبل المدة المحددة ما تخلص
عبدالله : هو ليه ديما مكالمته قصيرة الواحد مبيلحقش يقوله على اللي عايزه.
إيمان : معلش يا بابا لازم كدا عشان دي مكالمات سرية مدتها قصيرة عشان محدش يتتبعها.
عبدالله بتفهم : ماشي يا حبيبتي انا رايح اصلي القيام وادعي ربنا يحفظ ولادك وجوزك.
إيمان : ربنا يخليك ليا يا احن اب تسلملي من كل شر.
عبدالله وهو يحاوط وجه إيمان ثم يطبع قبلة على جبينها : يسلملي عمركم كلكم يارب، قومي اتوضي وصلي أنتِ كمان عشان تدعي لولادك وجوزك دعوة الأم والزوجة مستجابة.
إيمان بابتسامة رقيقة : حاضر يا حبيبي انا كنت ناوية من بدري اعتكف الليلة على الصلاة وقراءة القرآن والدعاء ليهم ربنا يحفظهم ليا.
عبدالله وهو يغادر الغرفة : ربنا يتقبل منا.
إيمان : اللهم آمين.