البارت 6
بالحافلة..
كانت تجلس بعدم ارتياح لجلوس ذلك البغيض بجانبها فزفرت عدة مرات لأنها لا تستطيع النوم ، وقفت فجأة و نظرت الى جميع المقاعد فوجدتهم مشغولين لذا عضت على شفتيها و جلست مرة أخرى..
رائف بهدوء وهو ينظر من النافذة: مش هاكلك كلها ساعتين و نوصل
ملك وهي تقلب شفتيها بسخرية: يا سكر
رائف وهو يغمض اعينه و يسند رأسه للخلف: شكرا
**تت ملك مجبرة و ألقت نظرة من النافذة فوجدت ان ضوء الشمس بدأ ان يطفو في السماء ، نظرت بجانب اعينها اليه فوجدته مازال يغمض اعينه فقد ظنت انه نائم لذلك أخرجت هاتفها كى تلعب به قليلاً ولكن جاء شاب ما و وقف بجانب مقعدهم فنظرت له بعدم فهم..
الشاب بأبتسامة وهو يمد يده: ازيك يا كابتن انا معجب بحضرتك جدا و اختى كمان فى فريقك و على طول بتحكيلى عنك
ملك بأبتسامة كبيرة وهى تمد يدها له : ايه ده بجد ، شكرا يا آآ
الشاب: أسمى عماد انا بردو بلعب فى الفريق بس مكنتش بحضر التدريبات اخر فترة عشان كنت تعبان
ملك : لا الف سلامة عليك
فتح نصف اعينه و نظر ليديهم المعقودة أمامه فحمحم وهو يفتح اعينه و ينظر لملك التى تنظر للشاب بسعادة مفرطة..
رائف بإبتسامة فاترة: خير شايفك مبسوطة
الشاب : ايه ده يا كابتن حضرتك صاحى
رأئف ببرود وهو يعقد ساعديه: اه شوفت المفاجأة
الشاب : اهلا يا كابتن ، طب استأذن انا بقا
ترك يدها و غادر فتحمست ملك كثيراً و رفعت ذراعيها وهي تضم شفتيها و تطلق صفير مكتوم يدل على سعادتها بتلك المحادثة القصيرة ، تعجب رائف و عاد ليغمض اعينه من جديد..
ملك بثقة وهي تض*ب كتفها بكتفه و تميل عليه وتغمز بأعينها : سمعت اللى انا سمعته؟ ، لاعب من فريقك جاى يتعرف عليا و بيعترف ان فريقنا جامد
رائف وهو مازال مغمض لأعينه: ابقى فكرينى اقوله بلاش مجاملات عشان تعرف ت**ب بنت
ملك بتهكم: ده خيالك المريض هو اللى صورلك ده ، يا حبيبى مش كل الناس شبهك شكله شاب محترم
رائف: طب اسكتى عايز انام
ملك وهي تلكزه فى معدته بعنف: نااام نامت عليك حيطة
لم يتحرك قيد انملة و بقى على وضعه فزفرت بضيق و عادت رأسها للخلف ثم اغمضت اعينها هي الأخرى و فى غضون ثوانى كانت قد غطت بسُبات عميق ، ض*بت الحافلة ذلك المطب بسرعة قصوى فتحرك الجميع من مقعده أثر تلك الض*بة القوية ، كاد رائف ان يسقط ارضاً و لكنه تماسك فتفاجئ بسقوطها بين احضانه ، شُل لثوانى وهو يرى شعراتها الحريرة تخرج من اسرها لتسقط فوق وجهها تداعبه بلطف ، ابتلع غصته و اعادها لمكانها خشية من أن يلتقط احد لهم صورة أخرى ، عاد لمكانه لكنه تفاجئ بها تضع رأسها فوق كتفه و تهمهم بخفوت فلم يستطع الإبتعاد و بقي هكذا ينظر لها بين الحين و الآخر..
رائف بهمس وهو ينظر لها : اقطع دراعى ان مكنش عندك انفصام حاد كمان
..............................................................
مساءاً بالمغفر..
كانت تجلس سيلين بمكتب الضابط و بيدها تلك الاساور الحديدية و تبكى بقوة و شهقاتها تعلو كالاطفال ، فزعت و ذلك الضابط يض*ب المكتب بيده بحدة..
الضابط بغضب: ما تنطقى يا بت و اعترفى بدل الصداع اللى انتى عملاه ده
سيلين بصوت متقطع من كثرة البكاء: والله ما عملت حاجة دى كانت زى جدتى
الضابط بسخرية وهو يضع ساقه فوق الاخرى: ما كلهم بيقولو كدة يا روح امك ، هاتولى الشهود
اومأ له العسكري و هو يؤدى التحية العسكرية ثم توجه للخارج و عاد بعصام و الحارس الخاص بالمبنى المجاور و صديقتيها..
چمانة بدموع وهي تحاول الاقتراب من سيلين كى تهدئها: سيلين آآ..
الضابط بحدة: ارجعي مكانك "ثم امسك إحدى البطاقات الشخصية" حياة عبد العال
حياة ببكاء: انا حضرتك
الضابط : تعرفى المجنى عليها
حياة ببكاء وهي تحني رأسها : ايوة تبقا جارة سيلين و زى جدتنا كلنا
الضابط: مين كان آخر حد عندها النهاردة
حياة بدموع: محدش راحلها النهاردة ، هى ملهاش غيرنا اصلا محدش يعرفها غيرنا مكنش ليها اهل
الضابط: و تفسرى بإيه ب**ات صاحبتك اللى على السكينة اللي اتقتلت بيها المجنى عليها
لم تستطع سيلين التحمل و دفنت وجهها بين راحتيها، شهقت چمانة بعنف و ض*بت وجنتيها بكفها عدة مرات ، وضعت يدها فوق ثغرها لتمنع تلك الصرخة التي كادت ان تخرج و حاولت جمع نفسها كى تقف مع صديقتها..
حياة و دموعها لم تجف: كدب اكيد كدب بقول لحضرتك سيلين كانت تعتبر حفيدتها يعنى مستحيل تأذيها
الضابط وهو يشير لچمانة: وانتى تفسرى ده بإيه
چمانة ببكاء وهى تشعر بالاو**چين ينفذ منها: كدب اختي عمرها ما تعمل كدة دى بتخاف تدوس على نملة ، مستحيل والله كدب صدقنى
الضابط : وانت يا عبد ال**د ايه كلامك
الحارس وهو ينظر ارضاً بإحترام: والله يا باشا سيلين هانم عمرى ما شوفت منها حاجة وحشة و معتقدش انها تعمل كدة
الضابط: انا مش بسألك عن رأيك يا روح امك ، انا بسألك عن أقوالك ، شوفت المتهمة مع المجنى عليها قبل كدة
البواب : ايوة يا باشا على طول عندها في البيت و بتخرج معاها دايما و علاقتهم كويسة دي حتى سيلين هانم على طول بتوصلها التبرعات و الصدقات بتاعتها
الضابط بسخرية وهو يطقطق رقبته: واضح انك مأثرة عليهم كلهم ماشاء الله ، وانت
عصام بهدوء: ايوة حضرتك
الضابط بجدية و صرامة: تفسرلى بإيه ظهورك فى كاميرات السلم انك كنت عندها في البيت مع المتهمة فى اليوم ******
سيلين بسرعة: لا يا فندم عصام ملهوش علاقة ده يومها كان جاى عندي البيت و انا روحت عندها و هو دخل معايا
الضابط: لما يتوجهلك كلام ابقى اتكلمى ، بما انك خطيبها زى ما المتهمة بتقول مسمعتش اى حوار عنيف حصل بينهم يعني مشادة كلامية ، فيه تطاول حصل من اي واحدة فيهم
عصام بهدوء وهو ينظر ارضاً: ايوة
نظر الجميع له بتفاجئ و الصدمة كانت بادية على وجوههم ، حمحم عصام بتوتر وهو يرى النظرات تكاد تخترق جسده ولكنه تفاجئ بصفعة حياة له..
حياة بصراخ وهي تمسكه من تلابيب قميصه: يا ابن الكلب يا كداب ، يبقا هو اللى قتلها هو
الضابط بصراخ وهو يقف: خدها طلعها برا ، احمدي ربنا انى محتطكيش في الحجز
حياة بصراخ وهي تقاوم دفع العسكري لها : والله كداب كل كلمة هيقولها كدب ، متصدقهوش سيلين مظلومة والله مظلومة
الضابط وهو يجلس مرة أخرى : كمل يا عصام متخافش محدش هيقدر يعملك حاجة..
عصام مكمل : اليوم اللى كنت فيه عند سيلين ، هو اليوم اللى ظهرت فيه في الكاميرا ده
الضابط : ايوة كمل
قاطعهم دلوف ضابط آخر ، وقف الضابط الأول و ادي له التحية العسكرية بسرعة و احترام..
الضابط : سليم باشا اتفضل
سليم: ايه يبني الصريخ و الأصوات دى انتو بتعذبوهم ولا آآ ، انتى!!!!
لم تنظر له سيلين او حتى تستمع اليه كان نظرها مصوب على ذلك الحقير الذى ينظر ارضاً مدعياً البراءة ، لا تصدق ما تسمعه ولكن استفاقت على صوت طرقعة أصابع في اذنها فأنتفضت و نظرت له بأعين كلون الدم..
سليم بتفاجئ: ايه المنظر ده فى ايه؟؟
الضابط : قضية قتل
سليم بذهول وهو يستدير له: قتل؟؟ مين القاتل
الضابط بضيق: الـ**** اللى قدامك دى
سليم بحدة : أكرم في ايه لم ل**نك!!
الضابط بإحترام وهو ينظر ارضاً: اسف معاليك
سليم وهو يجلس قبالتها: هات ملف القضية انا هتابع معاكم
اومأ له و أعطاه جميع الصور و الملفات فجلس سليم بأريحية اكثر و وضع قدم فوق الأخرى يقرأ بإنتباه شديد..
كان صوت بكاء چمانة فقط ما يُستمع اليه اما بكاء سيلين فكان صامت دون اى تعبير فبعد صدمتها بحبيبها وقف البكاء فى حلقها فقط دموع تهبط بحرارة..
سليم بعد ان انهي القراءة: الشهود قالو ايه؟
الضابط : تلاتة انكروا اى حاجة تدين المتهمة لكن خطيبها ده لسة كان هيتكلم لحد ما حضرتك دخلت
سليم بتفاجئ : خطيبها!! ، احم كمل يا آآ اسمك ايه؟
عصام: اسمى عصام
سليم بجمود: كمل
عصام: بس زي ما كنت بقول للبيه اليوم اللي ظهرت فيه في الكاميرا ده هي خبطت على الست دى و اخدت منها فلوس و زعقوا سوا و سيلين قالتلها لو مأخدتش جزء من الفلوس دى هقتلك طبعا الست رفضت و قالتلها ليه يا بنتي كدة انا بعتبرك من اهلي ، سيلين اخدت الفلوس و مشيت و انا نزلت وراها لقيتها بتحطهم فى شنطتها قولتلها ليه بتعملي كدة حرام دي تبرعات و صدقات قالتلي انا كدة معملتش حاجة لسة ، حتى حضرتك ممكن تسأل في الأماكن اللي هي بتتبرع فيهم هتلاقي فلوس الشهر ده موصلتش
سيلين بصدمة وهي تقف: ايه اللى انت بتقوله ده يا حيوان؟ ايه اللي انت بتقوله ده!!!! انا مقدرش اعمل كدة الست دى ربتنى بعد أهلى ما ماتوا وانا في ثانوية عامة ، و بعدين انا يومها عطيتك انت الفلوس عشان توصلهم لأني كنت متأخرة على الشغل
عصام بحدة: انا؟؟؟ هو انتى عشان اتمسكتى هتلزقى التهمة فينا ولا ايه
سيلين بإنهيار وهي تسقط على مقعدها : منك لله منك لله.
العسكري وهو يدلف: نتيجة الطب الشرعى ظهرت ، الدم اللي على البلوزة دم المجنى عليها و كمان قسم الأجهزة فرغوا الكاميرات و لقوا المقطع ده
أعطاهم تلك الفلاشة و غادر فوضعها سليم بذلك الجهاز المتنقل و بدأ يشاهد ما يحدث..
سليم وهو يشاهد: دم ايه و بلوزة ايه؟
الضابط وهو يشاهد معه: لقينا بلوزة تحت السرير المجنى عليها فيها دم و ظهر فى الكاميرات المتهمة وهي لبساها النهاردة
سليم وهو يشاهد : انا شوفتها النهاردة وهي مكانتش لابسة كدة!
الضابط: يمكن غيرت قبل ما تروح تقتلها
**ت سليم ليتابع المشاهدة ، كان المشهد عبارة عن تسحب سيلين من منزلها لمنزل شمس وهي مرتدية بالفعل ذلك القميص الذي وجدوه مدمى أسفل الفراش..
سليم بهدوء وهو يدير لها الجهاز كى ترى: ايه ده؟
سيلين بدموع: والله كان عيد ميلادها و عملالها مفاجأة الكلام ده من شهرين ، هي كانت عندي في البيت و انا خليت البنات يلهوها و مشيت بالمنظر ده عشان متسمعش خطواتى ، روحت جهزتلها البيت و الزينة بس!!
سليم: التاريخ اللي مكتوب في الكاميرات بيقول ان المقطع ده حصل النهاردة
لم ترد و اكتفت بنفى ما يقال عن طريق هز رأسها عدة مرات متتالية ، عاد سليم بجسده للخلف و نظر بتمعن لتورم اعينها و تورد وجهها من كثرة البكاء ، ثم نظر لذلك الشاب فوجد عروقه تنبض بعنف و نظراته ليست ثابتة فوضع يده أسفل ذقنه يحاول تحديد الصادق من الكاذب..
سليم بهدوء: وانتى صاحبتها؟
چمانة وهي تومئ: ايوة
سليم: انتي ملك اللى جبتلها العربية
چمانة: لا انا چمانة
ضحك بخفة على طفولتهم الظاهرة و امر الجميع بالخروج عدا سيلين و چمانة و طلب من الضابط بأن يُدخل صديقتهم الثالثة..
حياة بعد ان دُفعت للداخل : و رحمة ابويا ما هسيبك يا زبالة
سليم بهدوء: اهدي اهدي خلاص هو طلع
اخذ ذلك المفتاح الصغير الموضوع فوق المكتب و انحنى على ركبتيه و ازال تلك الاساور عنها ثم عاد لمقعده فتفاجئ بهجوم الفتاتين عليها يحتضنوها بقوة و يبكون سوياً بقوة..
سليم وهو يضع هاتفه فوق المكتب: انا هطلع اسيبكم سوا ، خمس دقايق و هرجع
چمانة وهي تحاوط وجهها: متخافيش كل حاجة هتتحل ، انتي مظلومة و ربنا مبيرضاش بالظلم
سيلين بعدم تصديق: ازاى يقول عنى كدة ، انا عمرى ما اذيته ازاى اصلا يتجرأ و يقتلها
چمانة ببكاء: سيلين بس انتى مفيش اى ادلة معاكى كله ضدك ايه اللى جاب التيشرت بتاعك تحت سرير شمس
سيلين ببكاء: والله ما اعرف "ثم تذكرت فجأة و وقفت" التيشرت ده هى طلبته منى قالتلى انها عيزاه عشان تحس بوجودي معاها لما اسافر او اسيبها و اروح الشغل كانت على طول حطاه جمبها على السرير
سليم وهو يدخل رأسه: خلصتوا يا بنات
حياة وهي تقف و تمسح دموعها : اه اتفضل حضرتك
سليم بأبتسامة هادئة وهو يدلف و يغلق الباب خلفه: ممكن ابقا استفرد بصحبتكوا شوية
سيلين وهي تنظر لهم و تومئ برأسها: سيبونا يا بنات لو سمحتم بدل ما يجى الظابط التاني و يطردكم او يحبسكم
چمانة: احنا واقفين برا مستنيينك
سليم بعد أن رحلوا: اهدى مفيش حاجة
سيلين بطفولة و دموعها قد بدأت تهبط من جديد:ممكن انت تكمل معايا التحقيق ، الظابط التانى ده معاملته وحشة اوى و شتمنى انا و صحابى
سليم و قد احتقنت عروقه: شتمكوا؟؟ ، متقلقيش انا هتصرف معاه ، دلوقتى خلينا فيكى انتى ، ايه اللى جاب بلوزتك عندها و ايه الدم ده ، احكيلى كل حاجة بالتفصيل
اومأت له سيلين و بدأت بسرد كل شئ منذ البداية و كان هو يستمع إليها بإنصات شديد و اعينه و اذنه مترقبين لكل ردة فعل تص*ر منها..
..............................................................
فى المعسكر..
دلف الجميع إلى ذلك الفندق الخاص بلاعبين كرة القدم و أخذوا مفاتيح غرفهم و بدأوا بالتوجه إلى غرفهم كى يستريحوا من إرهاق المسافة ، دلفت ملك إلى غرفتها و وضعت حقيبتها فوق الفراش ثم أخرجت هاتفها و تعجبت من عدم مهاتفة اصدقائها لها و وجدت أيضاً انه لا يوجد اى إشارة بذلك الفندق فغادرت الغرفة و ظلت تسير بأماكن مختلفة وهي ترفع هاتفها حتى التقط إشارة..
ملك وهي تزفر بإرتياح: اوف اخيراً "ثم نظرت حولها فوجدت ظلام دامس" هما جايبنا معتقل ولا ايه ، لما نتصل بالبت سيلين نشوفها خبطت كام حد
ضحكت ثم هاتفت سيلين و وجدت هاتفها مغلق فهاتفت حياة و وجدت نفس الإجابة ، تعجبت و هاتفت چمانة ولكن لا رد..
ملك : ايه ده فى ايه ، لما اتصل بشمس كدة يمكن يكونوا عندها و سايبين موبايلاتهم
و بالفعل هاتفتها ولكن لا يوجد اى استجابة ، وضعت هاتفها بجيبها و وضعت يدها عن خاصرها وهى تفكر ، وجدت ظل يظهر أمامها و صوت قهقهات فأرتعبت و ركضت بسرعة عائدة إلى الفندق ولكنها تعركلت بإحدى الصخور الصغيرة ، ذهب إليها الشخص الذى كان يقهقه ليساعدها..
رائف بتفاجئ وهو يمسك ساعدها : فى ايه مش تخلي بالك
ملك وهى تقف و تنفض ملابسها: رائف!! مش تقول ان هو انت انا قلبى كان هيقف
رائف بأسف: معلش انا كنت بتكلم في الموبايل مأخدتش بالى منك
ملك: خلاص حصل خير ، انا طالعة
أعطته ظهرها و سارت بتعرج بسيط ثم سمعته ينادى اسمها ، لا تعلم لما قرع قلبها الطبول و لا تلك الحرارة التي انتشرت بجسدها وهى تستطعم اسمها من بين شفتيه ، ابتلعت غصتها و استدارت له ببطئ فرفع يده يلوح لها بذلك الشريط التى كانت تلملم به شعرها فأدركت انه سقط منها ، اقترب منها حتى شعرت بأنفاسه الحارة تض*ب وجهها ، انحنى عليها و تسمرت هى بمكانها و جحظت بأعينها لكنه ابتسم و عقد شعرها مرة أخرى ثم ابتعد عنها و نظر لأعينها الجاحظة..
رائف بأبتسامة: تصبحى على خير
ملك بتوتر شديد وهى تركض للداخل: وانت طيب
ضحك بقوة على تلعثمها و اخطائها فى الرد عليه و اكتفي بالنظر فى اثرها مع ابتسامة لم تتلاشى ، لكنه أدرك ما يحدث و تجهم وجهه بإصتناع وهو يغادر عاقداً حاجبيه راسماً ملامح الحزم فوق وجهه..
..............................................................
فى اليوم التالى..
بالمغفر..
فى مكتب سليم تحديداً..
دلف إلى مكتبه و القى نظرة على الاريكة الموجودة بالزاوية فوجد سيلين تجلس بلا روح و تنظر أمامها بشرود ، كان يتضح عليها الإرهاق من شحوب لونها و احمرار اعينها من كثرة البكاء ، كانت تنام الفتيات كل منهم يضع رأسه على كتفها و بقت هى بينهم لم تغفو او يرمش لها عين..
سليم بهدوء وهو يغلق الباب : صباح الخير
سيلين بإنتباه وهي تنظر له: ها
سليم وهو يجلب مقعد و يضعه أمامها : بقول صباح الخير
سيلين وهى تفرك وجهها: صباح النور ، انا بجد مش عارفة اقولك ايه يا سليم عشان نيمتنى فى مكتبك هنا و خليت صحابى يباتوا معايا كمان و شيلت الكلبش من ايدى ، انا فعلا لو كنت دخلت الحبس كان ممكن اموت جوا والله انا مش عارفة اشكرك ازاي
سليم بأبتسامة : متشكرنيش انا متأكد انك بريئة
سيلين بلهفة: بجد!! انت مصدقني؟
سليم بأبتسامة واسعة: ايوة و عاملك مفاجأة كمان
سيلين: ايه هى؟؟
سليم بغمزة: هتعرفيها كمان شوية ، هتترحلى على النيابة دلوقتى للأسف مش هقدر اتدخل في الحتة دى ، هتروحي بالبو**
سيلين : ما انا جيت فيه "ثم اكملت بحزن" و شكلى هتعود عليه كمان
سليم: طب يلا قومى و صحى چمانة و حياة ، خدى بطايقهم اهى ابقى اديهالهم "ثم اكمل وهو يجثو أمامه و يمسك يدها" انا اسف
نظرت له بعدم فهم ولكنها فهمت وهي تراه يضع الاساور الحديدية بيدها ، ابتسمت له بإرهاق و هزت رأسها بنفى لذلك الاعتذار ، ثم لكزت كلتيهما و اوقظتهم ليبتعدوا عن كتفيها لتستطيع الرحيل مع العسكرى..
چمانة بفزع وهي تستفيق: سيلين لا!
حياة وهي تفرك اعينها : چمانة فوقى ده كابوس ، احنا هنروح المحكمة دى ازاى
سليم: تعالو انا هوصلكم بعربيتى
حياة: شكرا اوى احنا تاعبينك من امبارح يا حضرة الظابط
سيلين بإنتباه و قد توردت وجنتيها: ااه انا اسفة انى بقولك يا سليم كدة من غير حضرة الظابط
سليم : ولا يهمك ، يلا؟
اومأت له سيلين فنادي العسكرى و همس فى اذنه بشئ ، اشار العسكرى لها لتسير أمامه دون أن يلمسها فنظرت بإمتنان لسليم ، همست لنفسها انه بالطبع لاحظ علامات أصابع العسكرى على مع**ها لذلك رأف بها كم هو لطيف!..
..............................................................
فى المعسكر..
استيقظ الجميع و ذهبوا لتبديل ملابسهم و توجهوا إلى ذلك الملعب..
ملك بتفاجئ وهي تدلف الي الملعب: ايه ده ايه اللى جابك هنا؟
الشاب بمرح وهو يصوب عدسة كاميرته عليها: جيت عشان اصورك
ضحكت ملك و وضعت يدها فوق كتفه بعفوية ، كان رائف يدلف الي الملعب وهو يمرح مع أصدقائه لكنه تفاجئ بملك تقف مع ذلك الشاب و تضع يدها عليه بأريحية ، لا يعلم لما تضايق و نظر لذلك الشاب بنفور ، سيطر على نظراته و توجه إلى الجانب الأيسر من الملعب حيث يوجد المدرب الخاص بهم و تجاهلها تماماً ، عندما دلف ألقت ملك نظرة عليه بطرف اعينها و تعجبت من نظرته القاتلة اليها و ظنت انه تذكر تلك الصفعة التي صفعته بها ، عضت شفتيها بتوتر خوفاً من أن يرد لها تلك الصفعة..
الشاب بتساؤل: في ايه انتي كويسة؟
ملك : اه اه ، انا هروح اتدرب بقا كابتن فرح جات "ثم اكملت بمرح وهي تشير له بسبابتها" متنساش كاميرتك عليا انا بس
ركضت إلى الجانب الأيمن من الملعب و بدأت بالتمرين ، كانت تركض هى و الفتيات خلف بعضهم البعض بشكل منتظم وهو يقفزون و يفردون اذرعهم فأستغلت فرصة اقترابها من جانبهم و ألقت نظرة سريعة عليه فوجدته يلعب تمرين شد البطن "الضغط" و تجلس أمامه فتاة تمسك منشفة و تمسح له تعرقه و يمرحون ، توقفت عن ما تفعله و رفعت حاجبيها بذهول غاضب وهي ترى اقتراب وجه الفتاة من وجهه بحجة تجفيف تعرقه ، عضت شفتيها و شعرت بشئ ما يغلى داخلها ولكنها استفاقت عندما لاحظت تذمر الفتيات من اعاقتها لتدريبهم ، عادت لتدريبها وهى تحاول تفسير غضبها انه بسبب قلة حيائه هو و الفتاة ، اوقفها جذب الشاب لها من ذراعها و تثبيتها أمامه..
ملك وهي تلهث:فى ايه
الشاب: فكى شعرك هيبقا احلى ، عشان الصور يعنى
ملك بخشونة وهي ترفع جانب شفتيها: افندم!!
الشاب : يلا مفيش وقت التدريب ده قرب يخلص وانا مأخدتش غير صورتين
كادت ان توبخه بخفة لكنها تفاجئت به يرفع ذراعه و ينحنى عليها لقصر قامتها ، مد كفه و كاد ان يلمس شعراتها لكنه تفاجئ بكف صلب يعصر يده و يبعدها بعنف..
رائف وهو يجز على اسنانه: انتى بتعملى ايه
ملك بفظاظة: وانت مالك انت
دفع الشاب بص*ره و جذبها من ذراعها ، جعلها تسير خلفه عنواً حتى ابتعدوا عن الأعين..
ملك وهي تسحب ذراعها بعنف: رائف انت اتجننت ، وسع كدة ده ايه الهبل ده
رائف ببرود ع** العاصفة التى بداخله: فاكرة لما قولتيلى هثبتلك ان فريق كرة القدم النسائى احسن من فريق كرة القدم بتاعنا
ملك بضيق : ايوة متزفتة
رائف: خلاص حلو هنلعب ماتش دلوقتى
ملك بذهول : ماتش؟
رائف بأبتسامة واثقة: ايوة حالا بس برهان يا حلوة
ملك وهي تعقد ساعديها: وايه هو بقا ان شاء الله
رائف: لو احنا **بنا هنخرج خروجة حلوة و نتعرف على بعض بشكل محترم وهيبقا الكلام بينا حلو كدة مش زي ما نكون هنخنق بعض
ملك : ولو احنا **بنا؟؟
رائف بتفكير: ولو انتو **بتوا يا ستى هطلع لايف على صفحتى و اقول ان الفريق بتاعكم احسن من بتاعنا
ملك بحماس: طب يلا
لم تعطيه الفرصة للرد و ركضت للملعب مرة أخرى وهي تصرخ كى تجمع فريقها بنقطة واحدة فلحقها و قام بفعل نفس الشئ..
ملك بحزم: دلوقتى احنا هنلاعب فريق الرجالة و عيزاكم تعتبروهم الد اعدائكم ، احنا لازم ن**ب الماتش ده
على الزاوية الاخرى..
رائف بمرح: احنا هنعتبرهم ولاد اختنا ، بنلاعب أطفال ، مش هقولكم العبوا بأكبر جهد بس عايزين حرص ، ملك متعديش خط الوسط!!! ، يلا
توجه الجميع لمكانه و وقف المدربون بجانب بعضهم البعض يشاهدون بحماس ، نظرت ملك لرائف بثقة و ابعدت غرتها عن اعينها وهي تنظر له من أعلاه لأسفله ، اطلق الحكم صفير فأنطلق اللاعبين فى الملعب كل منهم بأعينه نظرة الحزم و العزيمة..
كانوا يلعبون بمنافسة واضحة حتى وصلوا لنهاية المباراة و كانت النتيجة 2-2 ، تبقى خمس دقائق فقط على انتهاء المباراة فأشارت ملك بأعينها لفتاة بأن تقوم بحركة ملهية لخ**ها و تدفع الكرة على اليسار و بالفعل نجحت و أصبحت الكرة مع ملك ، اقتربت كثيراً من الجول و لكنها تصدى لها رائف و وضع الكرة بين قدميه و غمز لها بإستفزاز ، كاد ان يركل الكرة للاعب آخر لكنها قربت وجهها منه و جعلته يتسمر بمكانه أثر حركتها المباغتة ، ضحكت بشر ثم وهى تأخذ الكرة بمهارة و تسجل الهدف الثالث بسهولة ، ركضت وهي تصرخ بفرح و ركض إليها فريقها وهم يهللون بسعادة حتى اطلق الحكم صفير انتهاء المباراة..
ملك بإستفزاز وهي تلهث و تقف قبالته: عيب والله ابقوا اتدربوا شوية
اغتاظ رائف كثيراً و رحل وهو يسب و يلعن كل من يقف أمامه فضحكت بقوة وهى تشعر بالتشفى و ذهبت لتحتفل مع فريقها..
..............................................................
بالمحكمة..
كانت تقف سيلين بين القضبان الحديدية تنظر للقاضى برجاء و توسل ، اما چمانة و حياة فكانوا يجلسون فوق المقاعد يتابعون كلام عصام الحقير..
القاضى: الدفاع يتفضل
سيلين: معيش محامى يا حضرة القاضى
المحامى: لا معاها ، انا سيادتك المحامي
لم تفهم سيلين ما يحدث ولكنها اطمئنت وهي ترى ابتسامة سليم الحنونة لها ، بدأ المحامى بالحديث و توجيه بعض الأسئلة للشهود الذين كانوا عصام و چمانة و حياة و الحارس للبناية المجاورة ، انهي كلامه بتوجيه الاتهام لعصام الذى وقف بفزع و اعترض بصوت عالى..
القاضى: هدوء فى المحكمة ، بناءاً على ايه حضرتك بتوجه اتهامك له ، ده شاهد!!
المحامى: تسمحلي حضرتك اوريك ڨيديو
القاضي : اتفضل
أعطاه المحامى الهاتف و تركه يشاهد ما يوجد بداخله ، بعد انتهاءه من المشاهدة القى نظرة على سيلين ثم توجه بنظره لعصام الواقف بتوتر واضح..
القاضى بصرامة: حكمت المحكمة حضورياً بإلقاء القبض على المتهم عصام فتحى النابولسى و الإفراج عن سيلين ربيع الجناينى
صرخ عصام و حاول الركض خارج المحكمة لكن امسكه العساكر و قيدوه ، وقفت حياة بسرعة و احتضنت چمانة بقوة و دموعهم تفيض بغزارة ، خلع العسكري لها الاساور الحديدية و فتح القضبان الحديدية فوقف أمامها چمانة و حياة َلكنها تجاوزتهم و..
سيلين وهي تركض بإتجاهه بسرعة كي تلحقه قبل أن يخرج: سليم
استدار لها و تفاجئ بقفزها عليه و محاوطتها لعنقه..
سيلين ببكاء وهي تحتضنه بقوة: شكرا اوى يا سليم..!
دمتم سالمين ?
التفاعل؟؟؟ المواعيد للناس اللى بتسأل بارت كل يومين ❤️