ادهم شعر بالحزن لأجلها فلو ان يمحي كل ذكري سيئه من عقلها لكان محي كل شئ ولكن استغرب اكتر كيف للاخوات ان يفعلو باختهم هكذا لماذا ؟؟؟ طوال حياته يشعر بالوحده لعدم وجود اخوات له وهذا ما كان يضايقه فقال متسأئلا :
=لي اخواتك يعملو كده ..
= عشان حقودين ومش عايزني ابقا احسن منهم .. اخواتي الشباب محدش فيهم مكمل تعليمو وحتي البنات متجوزين جوازات اي كلام ومتبهدلين في حياتهم لانهم مختاروش الشخص المناسب ... عايزني ابقا زيهم خايفين لحسن ابقا احسن منهم
ادهم بعدم تصديق :
=مش معقول .. هو في اخوات كده
اسين بسخريه
=ههه في الي اب*ع من كده
ادهم بصوت خافت
=دا انا علي كده في نعمه
ثم عاد يقول
= دي دوافعك الي خلتك تهربي من البيت
اسين مؤكده
= ايواا.. اخر ما زهقت لقيت واحده صحبتي بتكلمني وقالتلي علي موضوع شرم وشغل وسكن قمت هربت من البيت وحيت هنا
ثم اجهشت في البكاء مره اخري قائله
= بس ندمت اني سبتو .. انا ندمانه يا ادهم ياريت الزمن يرجع وماهربش .. اتبهدلت كتير
ابتسم ادهم قائلا ليخفف عنها
=لو الزمن عاد ومهربتيش مكنتش قابلتك ولا كنا في وسط البحر دلوقتي وهنموت .. ها هنموت
انتبهت لاخر كلمه ونظرت حولها لتجد الليل قد جاء لتشهق في البكاء ثالث مره :
= لي كده ياربي يوم ما اموت .. اموت موته ب*عه كده ...طب مين هيدفني ... وهدفن ليه صحيح مالبركه في سمك القرش هيعملوني فضلات
ادهم ضاحكا
=بصراحه مش متخيلك فضلات خالص ... يع
انفجرت في الضحك برغم حزنها وبكاءها وخوفها من ماسوف يحدث معها
=ايواا كده يا شيخه خلي الشمس تطلع تنور العتمه الي بقينا فيها
اسين بضحك
= لو موت يا اداهم ابقا افتكرني كل يوم واقرأ لي الفاتحه
قهقه ادهم قائلا
= لا ازاي اسيبك تموتي لواحدك هموت وراكي طبعا ... شوفتي انا اصيل ازاي
اسين بسخط
= اه اصيل اووي .. انت معندكش خيار تاني اصلا هنموت لا محاله
ادهم مغيرا الحديث
= بصي بقا انتي تفتحي الفون بتاعك وتشغلي الكشاف وتنوري وترقبي الدنيا عقبال مانام شويه
اسين بدهشه :
= انت هتسبني لوحدي وتنام .. دا بدل ماتخليني انا انام وانت تفضل صاحي تنور وتراقب الجو
= لا ماهو انا بحب فكرة المساواة بين الرجل والمرأه ف كل حاجه عشان كده انتي هتنوري وتراقبي وانا انام يلااا باااي جود نايت يا اموره
اسين بتأفف بعد ان ذهب ادهم في سبات عميق :
= حيوان .. نام وسبني .. يلا نراقب الجو لحسن سمكة قرش تيجي تاكلنا .. طب والله لو جت لهرميه للقرش واخلص منو .. خليه يصحا يلاقي نفسو جو السمكه ههههه
ظلت تتابع الجو واشتد الظلام واصبح المحيط بلون الاسود فكان المنظر مرعب جدا مما جعلها تخاف وتتجه نحو ادهم قائله بخوف
= ادهم .. ادهم اصحا وحيات ابوك متسبنيش لوحدي انا خايفه
فتح عين واحده قائلا بسخريه
= دلوقتي خايفه اممم ماهو من شويه كنتي عايزه ترميني للقرش
اسين بزهول مصطنع
= انا .. مستحيل اعمل كده دا احنا عشره ياراجل .. لا لا انا زعلان اه زعلانه منك ازاي تظن فيا الظن السئ ده
رد بسخريه واسف مصطنع
= يا شيخه ... معلش ظلمتك يابنتي
اسين بزعل مصطنع :
= لالا بردو زعلانه وربنا مابيحبش الظلم ابدا
هو بنبره حزينه متأثره مصطنعه
= اعمل اي عشان اكفر عن ذنبي
اسين ببرود
= نط في البحر
ادهم بتريقه قائلا
=ليه ... تكونيش يابت مني ذكي وانا معرفش
اسين بتريقه مماثله قائله
= علي اساس انك احمد حلمي بلا نيله دا انت شوفت الراجل جاي علينا برجالتو بقيت زي الكتكوت المبلول وطلعت تجري واخرتها هنموت في وسط البحر والسمك هيترحم علينا
ادهم محاولا اصطناع كذبه فيبدو ان لديها حق بدل ان يتعامل معهم بوجود الحظيع في الحفل اختار الطريق السهل وهو الهروب قائلا بكذب
= انا كنت عايز اض*بهم بس خفت عليكي لحسن يخ*فوكي مني وانا بدون سلاح وبعدين مقولكيش بقا هيحصل فيكي اي
اسين بلامبلاة :
= هيحصل اي يعني هاخدلي ض*بتين وهرجع
لوي شفتيه بسخريه قائلا
= لا وانتي الصادقه دا هياخدوكي انسه ويرجعوكي مدام واحتمال تبقي شايله اتنين كمان
جحظت عينيها بصدمه لم تكن تتخيل ان يحدث معها هذا فقالت مغيره الحديث :
= انت مكنتش نايم صح
ادهم بجديه
= انتي ع**طه يابت هنام ازاي في الظرف دا ...كنت صاحي بس مغمض عيني بفكر في حل يخرجنا من الازمه دي
اسين بابتسامه لزحه
= فيك الخير يا ابو صلاح
ادهم بغرور
= عشان تعرفي بس
تأففت قائله بخفوت
=هيتغر بقا ف نفسو وهو مايسواش تعريفه
-بتقولي حاجه
=بكح
- سلامتك يا استاذه تفيده
اسين بتساؤل
= مين تفيده
ادهم بمكر
= انتي .. ولا نسيتي اسمك
ثم غمزها لتقول مصححه
= اسمي اسين
-مانا عارف ... انتي ناسيه انك صرحتي بيه قدام بسمه ومعاذ
لوت شفتيها بسخريه قائله
=اه فاكره كان وشهم شؤم علينا
رد بسخريه :
-هما بردو الي وشهم شؤم
=مش فاهمه انت بتلمح ل اي
ادهم بضحك
=ولا حاجه ... بصي للسما وادعي ربنا يخرجنا من البحر علي خير عشان في ناس كده من ساعة ما شوفتهم وحياتي اتقلبت
اسين ببرود
=مش هرد عشان انا مؤدبه ومتربيه
ابتسم ادهم لاستفزازها ثم قال وهو يتفحص الانش :
= انا عطشان
اسين مشيره في اتجاه :
= في ازازة ميا هنا بس صغيره خد بؤ واحد بس فاهم
- حاضر
ثم شرب ووضع الازازه مكانها وقال بضيق
=امممم اسين تعالي نسلي وقتنا طيب لحد مانهار يطلع
اسين بتفكير
=نتسلي ب اي
-اي حاجه
ابتسمت اسين بخبث قائله
=انا جاتلي فكره حلوه اوي .. انت تمسك تليفونك وتنور الكشاف وتراقب الجو وانا هنام ولما النهار يطلع صحيني جود نايت يا حلو
تضايق ادهم وقال بسخط
= واطيه يا بسنت
ضل جالس كما هو يراقب الجو لحين داهمه النوم فذهب في سبات عميق
في الصبح
فاق من نومه علي صوت يزعج نومه فوجد صباح اتي لم يدري كيف نام او امتي والكن الذي يهم هو ذلك الصوت المزعج الذي يؤرق نومه لفت نظره ماتفعله اسين وجدها جالسه علي حافة الانش ملقيه السناره في المياه تغني بطريقة مضحكه :
= انت قلبك اسي اوي اوي انت مش بتحس كده او كده
رجب حوش صحبك عني رجب قلبك جنني رجب ...لا مش فاكره بقيت الاغنيه اممم .. دا عسل مصفي لا وجبت مش عارف اي هو الي يبقا اي ... اففف حتي الاغنيه دي مش ظابطه
تابعها بتسليه دون ان تراه هي تعتقد بأنه نائم ففجأها حينما قال :
= بتعملي اي يا اسين
انتفضت بفزع قائله
= بسم الله الرحمن الرحيم .. هما بيطلعو امتا دول .. انت مش كنت نايم يابني
ادهم بتريقه
= وصحيت علي صوتك بصراحه صوتك يجنن .. استغفرالله يارب سامحني علي الكدب
اسين بردح مصري قائله
= نعم نعم ياعنيا صوت مين الي وحش يابا دا انا صوتي احسن من اليسا
قهقه عاليا قائلا
= ايواا اظهري علي حقيقتك واردحي ووريني البنات تربية الحواري
اسين مكمله بنفس الاسلوب :
= مالهم الحواري يا عنيا احسن من بتوع الكومبوند الي بيبصو للناس من تحت سنانهم
ضحك ادهم علي لهجتها قائلا
= هو من ناحية تحت سنانهم فهم فعلا كده .. عاش يا سونه
ثم **ت وعاد يقول
=بتعملي اي بقا
اسين بتعالي :
= بصطاد
ادهم بسخريه وتريقه
= وهتشوي السمك ازاي يا غ*يه
اتسعت ابتسامتها قائله
= هنعمل زي الفيلم وهنفتحو وناكلو
ادهم بقرف
= يع انتي مق*فه اوي
اسين بعدم اهتمام وغيظ
خلاص متاكلش وفرت .. اكل انا بقا وموت انت من الجوع
بعد فتره نجدهم جالسين سويا يأكلون واسين التي تضحك علي منظر ادهم وهو يأكل فقالت :
=اي رائيك فيه
-ق*فان بس مضطر
اسين بضحك :
= معلش ما انت مجربتش الفسيخ والرنجه والسردين
عقد حاجبيه باستغراب متسائلا :
= اي الفسيخ دا
اسين بمرح قائله
= يعني سايب السردين ومسكت في الفسيخ .. بص عارف البتاع المق*ف الي بتاكلو دا .. احنا بقا يا سيدي بناكلو بس منتن ..
جحظت عينيه بصدمه فقالت مؤكده
=اه والله العظيم بيبقا منتن كده والشعب المصري بيموت في حاجه اسمها فسيخ وسردين ايام شم النسيم اما الرنجه فهي عايشه معانا بناكلها ف اي وقت
حاول تخيل تلك الاسماك بذلك المنظر فشعر بالغثيان فقالت بضحك :
= ليك الشرف انك تجرب جزء من الحاجات دي قبل ماتموت
فوجدته يلتفت للجهه الثانيه ويخرج مافي خوفه فضحكت علي هيئته
= معلش ياباشا الغلطه دي عندنا .. تحب اجبلك واحد بومبار واتنين عكاوي ولا اجبلك حتت كرشه في رغيف من عند الواد ظلطه الي علي النيل
انتهي وقال لها بتعب :
= الله يق*فك يا شيخه .. عكاوي اي وكرشه اي ... بت انتي بتاكلي الحاجات دي ازاي
=معلش شكلك متربي علي الغالي اخرك مومبار صح
فأومأ لها بمعني اه ثم اكملت بخبث
= بس ياتري تعرف المومبار دا اصلو اي
ادهم بلامبالاة
= مش عارف ... كنت باكلو في العزومات كان طعمو جامد اصراحه
اسين بضحك
= لا وانت الصادق دي مواسير الصرف الصحي في الجاموسه .. بس اي الواحد لما بيجيبها بينقعها في الميه ليومين عشان الروايح الكريهه
ثم امسكت انفها بقرف
= ياتري انت كلت كام ماسورة صرف صحي ياباشا ليتذكر انه كان يأكلها احيانا دون ان يعرف ماهيتها ليعود مره اخري ويستفرغ وسط ضحكات اسين وفي داخلها
( هو انت لسه شوفت حاجه يا ابن الذوات دا انا هربيك )
بعد ان هدأ ادهم من التعب فوجد اسين تخ*ف بعض النظرات منه وكأنها شمتانه به فتأفف بضجر منها قائلا
=بصي الناحيه التانيه
هي بعند :
=لا مش هبص اصل انا عاجبني هنا اووي
فقرر اخذ حقه منها ولكن بطريقته الخاصه فابتسم بخبث قائلا
= خافي مني.. شاب و بنت قاعدين مع بعض في مكان واحد وهادي مفيش حد حوالينا والشيطان تالتنا
ثم اخذ يقترب منها ببطء مع كل كلمه يقولها ليجدها ثابته مكانها لا رد فعل فتضايق وعاد كما كان لتنفجر في الضحك قائله
=بقا يوم ما اخاف هخاف منك انت ... يابني اعمل الشويتين دول علي حد غيري دا انا عجناك وخبزاك
ادهم بزهول :
= لا والله لحقتي عرفتيني في اربع ايام ماشاءالله
اسين مؤكده بجديه
= في ناس اول ماتشوفهم تحس معاهم بالأمان برغم انهم غرباء و دا الي حصل معايا ..
صفق بيديه قائلا باعجاب
= اصيله يا ام هنادي
فصحكت فور تذكرها ذلك المشهد قائله :
= هنادي حطت راسك في الطين
ضحك ادهم مكملا :
=تحطي راس خالك في الطين وهو مستحمي
فضحكت هي الاخري مكمله :
=البنته عشجت الباشمهندز وفرطت في كرداني
فأكمل قائلا بزهول مصطنع
=واه كردان امك هي حصلت ؟؟ فاجره
قهقة قائله
=ايواا
-واااعره
=اديها
-جاااادره
تستاهل
-ماااجره
=ايش
ضحك مكملا
=انتي يعني فهمتي السابق ؟
-لاااازمن تغسل عارك
=وايش بتريدي اسوي ،عايزاني اجتل
-انت راجلنا واحق واحد بيها
=تريني س**ح المعادي يا ام هنادي
ثم انفجر الاثنان في الضحك فتحدثت اسين قائلا
= مكنتش اعرف ان ليك في الكوميدي والحاجات دي
تن*د ادهم قائلا
= الحاجات دي لو مكنتش موجوده كان زماني مكتئب وبتعالح في المصحه
= لي كده
-تحبي تسمعيني
= اسمعك طبعا
-مش هتضايقي
عمري
-متأكده
=اكيد
بدأ يتذكر كل ما مر معه ويسرد حياته قائلا :
= اتولدت بين اب مش بيهمو غير ازاي يعمل مشاريع ويحقق نجاحات وينافس الناس ويكتر في ثروه ... وبين ام مش بتهتم غير بالموضه وشكلها الاجتماعي قدام الناس وكل يومين تعمل حفله وتفضل تتباهي بالي عندها .. اتولدت لقيت نفسي بعيد عنهم مش بشوفهم غير دقائق وبس .. اتربيت بين مربيات واحده فرنسيه والتانيه يابانيه دول كانو بيهتمو بيا ... دخلت مدارس خاصه كلها انجليزي وبس مفيش عربي .. لما دخلت الكليه اتفاجأت باني مش بفهم العربي المكتوب مثلا افتح الفيس والاقي منشور بالعربي بيبقا بالنسبالي زي الطلاسم
**ت وعاد يكمل قائلا
= اخدت كورسات في العربي وطبعا من وراه بابا وماما الي اصلا مش بشوفهم ... قضيت طفولتي كلها في الكارتون والبرامج الكوميديه وهنادي وبسنت ودياستي ..... كنت بلاقي فيهم متعه تنسيني حقيقة اهلي ....... انا بالنسبه ل بابا الوريث الوحيد له معنديش اخوات نهائي ..
اكمل بسخريه :
= اصل الست الوالده كانت خايفه علي جسمها ومنعت الخلفه واكتفت بيا وياريتها فاكره ان عندها ابن ....سافرت ودرست الجامعه هناك كنت طول الوقت وحيد حتي برغم ان ليا صحاب بس لما كنت بتكلم كانو بيغيرو الاحاديث و دا كان بيضايقني ... مردتش ابعد عنهم لاني حبيت تجمعهم .. قبل الحادثه اهلي كانو مسافرين ماما في دبي بتعمل شوبينح وبابا في فرنسا بيعقد صفقه وانا عملت الحادثه وفضلت شهر ومحدش عبرني
نزلت دمعه من عينيه رغما عنه امام تلك المسكينه التي تستمع إليه بعيون دامعه حاسه بما يعانيه تماما فأكمل :
= كان نفسي الاقي حد حواليا .. كل مالاقي الباب اتفتح اقول يارب يكون حد من اهلي او حتي صحابي بس للأسف مفيش ..انا قضيت حياتي وحيد وهعيش واموت كمان وحيد حتي وجودي في مكان زي دا مش مضايقني مانا في الحالتين ميت
اسين بصوت مختنق من البكاء
= لا متقولش كده انا هفضل معاك ومش هسيبك
انتبه علي نبرة صوتها ونظر لها وجدها تبكي بشده مما ازهله قائلا
= انتي بتعيطي ؟؟!
= اه عشان حاسه بكل كلمه انت بتقولهالي
ثم اكملت :
= لي اهلنا مش حاسين بينا ؟؟ لي وصلنا للمرحله دي ؟؟
= كنت يأست من حياتي بس خدت قرار ومتأخر اوي وهو اني هستقل تماما عن اهلي واعيش زي مانا عايز ... هبدأ بمشروع في بالي بخططلو من فتره واول ماخلصو هيبقا وسيله للدخول في عالم البيزنس وبعدها هستقل بعيد عن اهلي
ثم **ت ونظر لها وابتسم قائلا
= وهبقا اخدك معايا ..
= انااا
= اه مش كنتي محتاجه شغل ياستي وانا هشغلك عندي
ابتسمت له بحب فلأول مره تري الحنان من احد حتي لو كان غريب عنها
اما عنه فوجد الأمان بقربها لا يعلم اصلها ولكن كل مايعرفه عنها انها تعجبه وبشده .. منذ زمن يريد احد يشاركه الاحاديث وها قد تحقق ماتمناه ولكن في الوقت الخطأ فهم علي حافة الموت ...
لم يستطيعو تحديد احساسهم هل توتر .. خوف .. حزن .. رعب ..
( لو تعلموا مايجيش بص*ري لبكيتوا شفقة وعطفا فحب الاسره من حب الناس أبقي واجمل كل من يعرفني يحبني إلا اسرتي فهم كالأ** الابكم
يسمعون قولي فيغيروا الحديث فأبكي من ذلتي ندما
يظهرون العطف والحنان لغيري وأمامي العطف يركض هربا انا لا استحق ؟ام هم لايستحقون حبي لهم ) مقوله بقلم ملك فوزي
اشتد الظلام وهم في عرض البحر .. بروده تملكتها ووجع معدتها اشتد و سيطر عليها حتي بدأت تتألم وتخور قواها
تقدم منها قائلا بقلق
= مالك يا اسين .. اي الي بيوجعك
اسين وبدأت ترتفع صوتها المتألم
= اااه بطني بتتقطع يا ادهم .. همووت
ادهم مابين القلق والتوتر والضيق :
= من السمك اكيد في حد ياكل السمك وهو ني ...
لترتفع صوتها اكثر ليقول بخوف وتوتر
= اعملك اي دلوقت واحنا في عرض البحر اجبلك مسكن منين
بدأ يقلب في محتويات الانش لعله يجد شئ ولكن لا يوجد غير ازازه صغيره من المياه بها ربعها وقد اوشكت علي الافراغ .. لترتفع اصواتها والألم يتزايد وهو مكتف اليدين لايستطيع ان يساعدها ... اقترب منها واخذها في حضنه وكلما صرخت من الألم يشعر ان الألم يمزقه هو
ظل يفكر في شئ لعله يساعدها ولو قليلا .. فطرأت لديه فكره قائلا بألم وحزن :
= مفيش حل غير ترجعي الي كلتيه كلو
ثم وضع يديه في المياه واتي ببعض مياه البحر المالحه وقربها من فمها قائلا
= اشربي دول
تناولتهم لتنقلب معدتها بفعل الميه المالحه فيرفعها لتكون رأسها متدليه للمياه لتيتفرغ من في جوفها .. ظلت فتره هكذا لحين انتهت فقال
= احسن دلوقت
فردت متألمه
= لا بطني بتتقطع بردو
خلع الچاكت الخاص به والبسها واحكم غلقه ثم دثرها في احضانه لعل الامها يهدأ
نامت من شدة التعب ونام ايضا لحين اشرق صباح اليوم التالي
فاق من نومه .. نظر حوله لعله يلمح اي مركب ولكن ما من شئ .. خيبة امل وحزن سيطرو عليه فهو السبب فيما حدث .. احساس الندم تملكه لو كان تصدا للرجال ما كانو هنا
اقترب منها يحاول ايفتقتها
= اسين .. اصحي .. صونه يلااا قومي كفايه نوم
ولكن لا حياة لمن تنادي فشعر بالقلق عليها وظل يض*ب علي خدها لتعلها تفيق .. جسمها اصبح بارد .. دقاقت قلبها غير موجوده صعق بصدمه ايمكن ان .. لا لا مستحيل
= اسين فوقي .. متسبنيش
نزلت دموعه وبكي .. بعد ان وجد الحنان والأمان من احد تركه .. تركته في عرض البحر يعاني بمفرده ...
=متسبنيش ...
نام بجانبها من التعب فلم يأكل منذ يومين وملامحه شحبت ... نام واخذها في احضانه وسط بكاءه ودموعه .. واستسلم لمصيره المجهول .. تري اين سيأخذهم مصيرهم
مع اشراقة الشمس وصباح يوم جديد
في مكان اخر حيث جزيره صغيره يحتلها مجموعه من البدو ناصبين خيامهم بها يجري ولد صغير بسرعه فائقه يصيح بشده
= الحج يا شيخنا ..
= ايش في يا ولد
الولد محاولا اخذ انفاسه من الجري :
=تعا معنا وشوف بعيونك
ذهب الشيخ معه ليرا مركب صغيره جدا في المياه لينادي علي الشباب .. الذين بدورهم نزلو في المياه يعومون لحين وصلو لهذه المركب ونظرو بها قائلين بصوت عالي :
= فيها رچال ومره يا شيخنا
ثم اخذو المركب يدفعوها لخارج البحر ... تطلع الشيخ عليهم بحزن فيبدو له انهم تأهين فأمر الشباب قائلا بصرامه
=خدو الرچال علي خيمه وفوقوه وابعتو لواحده من الحريم تيچي لهون تاخد البنته
ففعلو ما امر به ........
في اخر الليل
فاق ادهم ونظر حواليه يستوعب اين هو .. فانتفض وهو يتذكر ماحدث معه .. تركته ورحلت وظل بمفرده في الانش ونام بجانبها واستسلامه للظلام .. ليفيق من ذكرياته علي صوت احد يدخل الخيمه قائلا بابتسامه
= الحمدلله يا بني علي سلامتك
ادهم باستغراب
= انت مين .. وانا جيت هنا ازاي
= احنا من البدو وعايشين علي الجزيره الصغيره هيدي .. وانت الي اچيت لعنا لهون
تذكر اسين ليقول بقلق وخوف:
= والبنت الي معايا فين .. فين اسين
ابتسم الشيخ قائلا بهدوء
= مفيش داعي للخوف يا ولدي مرتك امنيحه وهي عند الحريم ولساتها نايمه
ادهم بفرحه قائلا
= بجد اسين عايشه
ثم تذكر برودة جسدها وخفقات قلبها فقال باستغراب
= ازاي وهي يعني !!..
رد الشيخ بهدوء قائلا
= البنته منيحه .. تلاقيها من برودة الجو اغمي عليها
فقال بسعاده
= مش مهم اي حاحه ... الحمدلله انها عايشه الف حمد وشكر ليك يارب
ثم باستأذان:
= ممكن اشوفها ؟؟
= اكيد بس بتفوق بالأول وبعدين تشوفها مثل مابدك
ثم هم بالخروچ قائلا
= هبعتلك اكل تاكل وترم عضمك باين عليك ضليت في عرض البحر لأيام
ادهم بامتنان
=متشكر اوي لحضرتك مش عارف من غيرك كان حصلنا اي
فابتسم
= متشكرنيش .. واشكر ربنا الي بعتك لعنا في الوجت المناسب
ثم خرج
ادهم باستغراب
= هو قال مراتك ؟؟ .. مش معقول هو فكرها مراتي
ثم اخذ يتذكر ملامحها .... طفولتها ... مشا**تها .... بكاءها لأجله ... ضحكها .. فقال بحب : ومالو
(مابنحسش بقيمة الحاجه إلا لما تروح وبنعرف غلاوة الشخص عندنا عندما نشعر انه سيفارقنا وهذا ما حدث )