الفصل الخامس

738 Words
في غرفتها..ارتمت هزان على سريرها..رفعت صوت الموسيقى في هاتفها علها تساعدها على إسكات تلك الأصوات الغريبة التي تضج في رأسها..أسئلة غريبة تطرحها على نفسها للمرة الأولى..لماذا انزعجت عندما سمعت ياغيز يتحدث مع خطيبته..الأمر مجرد لعبة و رهان بالنسبة إليها..و لا يجب أن يتعدى ذلك..لماذا تسعد باهتمامه و بملاحظاته لها..لماذا ترغب أن يكون قريبا منها أكثر من البقية و أن يقتصر كلامه عليها و معها فقط..هزت رأسها بعنف لكي تطرد كل هذا من تفكيرها..سمعت صوت أمها تناديها فنزلت و انظمت إلى أبويها على العشاء..في منزل عائلة إيجمان..عانق ياغيز صديقه باريش بقوة و هو يقول" لقد اشتقت إليك كثيرا" أجابه" و أنا أيضا" ثم سلم على حازم و سيفنش و جلس معهم حول المائدة..قال" لتسلم يدك خالة سيفنش..لقد أتعبت نفسك بتحضير أكلاتي المفضلة" قالت" على العكس..أنا أفرح عندما أفعل ذلك..باريش..أنت ابني" قبل باريش يدها و قال" حقا..أشعر أنني في منزلي بعد طول غياب" قال حازم" أنت من يعشق السفر المتواصل..كيف حال التصوير الفوتوغرافي؟" أجاب" رائع..سأريك مجموعة من الصور التي التقطتها في كندا..التصوير و السفر حياتي..بعد وفاة والدي هما ملاذي الوحيد" ربت ياغيز على يده و قال" هنا أهلك و منزلك..لا تنسى ذلك أبدا" ثم أخذوا يتناولون الطعام و يستمعون إلى أحاديث باريش الممتعة..بعد العشاء..اصطحب ياغيز صديقه بالسيارة و سأله" أين تريد أن نسهر؟" هز باريش رأسه و قال" أتمنى أن تعفيني من ذلك..لقد كانت رحلة طويلة و متعبة..كل ما أريده الآن..هو أن أستحم و أنام..و لتكن السهرة دينا علي" ابتسم ياغيز و أجاب" معك حق..لا بد أنك متعب..حماسي لقضاء الوقت معك أنساني ذلك" سأله باريش" أخبرني..كيف حال جيمري؟ هل مازالت تضايقك و تحاصرك كعادتها؟" عبس و رد" اوووه..لقد زاد الأمر عن حده..و صرت أتضايق أكثر فأكثر منها..لكن الوضع كما تعلم..والداي يصران على إدارة حياتي بالطريقة التي يريانها مناسبة..و أنا أسايرهما لكي لا يغضبا" ربت باريش على كتفه و قال" هون عليك يا أخي..جيمري تحبك كثيرا و تخشى أن تخسرك..لهذا تفعل ذلك" هز رأسه و قال" على العكس..هي ستخسرني بتصرفاتها الصبيانية" رن هاتفه فقال" .انظر..لقد أخبرتها أنني سأكون معك..لكنها لا تفهم" ابتسم باريش و سأل" تبدو متغيرا هذه المرة..هل للأمر علاقة بإمرأة أخرى" نظر إليه ياغيز و قال"..ليسامحك الله..هل أنا من هذا النوع من الرجال؟ تتكلم كأنك لا تعرفني" توقف ياغيز بالسيارة أمام منزل صديقه الذي قال" كنت أمازحك فقط..تصبح على خير ..نلتقي غدا" قال" ليلة سعيدة يا اخي"..تحرك ياغيز بسيارته..نظر إلى الهاتف الذي لم يتوقف عن الرنين..تأفف بضيق ثم أجاب" الو..نعم جيمري" سألت" حبيبي أين أنت؟" قال" لقد اوصلت باريش إلى منزله و ها أنا عائد إلى المنزل" قالت" أردت فقط أن أطمئن عليك" ابتسم بسخرية و قال" لقد أخبرتك أنني سأكون مع باريش..لم يكن هنالك داع لكل تلك الإتصالات المتتالية" قالت" آسفة حياتي..لا تغضب" لوى شفتيه ثم قال" لا..لم أغضب..تصبحين على خير " سألت" هل وصلت إلى البيت؟" قال بعصبية" جيمري..تصبحين على خير" و قطع الخط..مرر أصابعه بعصبية في شعره ثم توقف بالسيارة بجانب الساحل..مازال الوقت باكرا على النوم..و لا رغبة له في الذهاب إلى المنزل..نظر إلى الكرسي الخلفي..مازالت حقيبته الرياضية هناك..لا ملاذ له سوى ما يعشق فعله..عله يخفف من ضيقه و غضبه..قرر أن يذهب إلى القاعة الرياضية لكي يمارس لعبته المفضلة..كرة السلة..بعد ربع ساعة كان يركن سيارته و يتوجه نحو القاعة..و ما ان فتح الباب..حتى سمع صوت كرة..تقدم فرأى تلك الفتاة التي تصر على التسلل إلى أفكاره و فرض نفسها عليه..انها هزان..كانت ترتدي قميصا ورديا دون أكمام و شورتا أبيضا قصيرا و حذاء رياضيا بلونين أبيض و وردي..كانت تجري و تسدد الكرة نحو السلة..بقي ينظر إليها للحظات قبل أن يدخل إلى غرفة الملابس..لبس زيه الرياضي ذي اللون الازرق و تسارعت نبضات قلبه قبل أن تتسارع قدماه للإلتحاق بها في الملعب..سددت رمية ثلاثية و نجحت بها فصفق و هو يقترب منها قائلا" آنسة هزان..أحسنت" التفتت لتجده أمامها..قالت" مساء الخير كوتش..لم أتوقع أن اراك هنا في هذه الساعة" قال" و أنا أيضا..ما رأيك في لقاء بيننا؟" هزت رأسها و هي تجيب" جاهزة" ابتسم و هو يرى نظرة التحدي في عينيها..قال" تمام..سأقوم ببعض الحركات الإحمائية ثم تنطلق المباراة" ..تابعته و هو يركض بسعادة شخص محظوظ قررت الحياة أن تسخر كل مصادفاتها لصالحه..ثم انطلق اللقاء..وقفت أمامه و أخذت تتابع حركاته محاولة منعه من التسجيل لكنه كان سريعا و مراوغا ماهرا فتمكن من التسجيل..و فعلت هي نفس الشيء..و نجحت في وضع الكرة في السلة..كان اقترابهما من بعض سلسا و ممتعا..تعالت ضحكاتهما و ارتفع نسق التحدي بينهما..تحاول قطع الكرة و أخذها من يده لكنه يمنعها..تراوغه و تنزلق من تحت يديه لكي تسجل نقطتين..يلتف حولها و يجبرها على ارتكاب خطأ بحقه..يرتفعان معا عاليا في اتجاه السلة..أحدهما يهاجم و الآخر يدافع..تفعل حركتها المفضلة..تلف الكرة حول جسدها و تتجاوزه لكي تسجل لكنه يمنعها في آخر لحظة..لا تتعب و لا تستسلم..تصر على هزمه..يراقب هو حركاتها بفرح و متعة..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD