لقد جعلت وزني يزيد خمسة عشر كيلوجرامًا في شهران، ولكِنك كُنت تستحق هذه التضحية»
-
لدي عشق خاص لمطعم الوجبات السريعة ماكدونالدز، أذهب إليه فأي فرصة سانحة بدون أن أفكر حتى في أي مطاعم أخرى من الممكن ان تكون أعلى منه في الجودة وأرخص منه في السعر،
إخترت هذا المكان لسبب.
يُذكرني بطفولتي على الأقل الجزء اللطيف مِنها حين كُنت أحصل على البطاطا المُحمرة وبجانبها لُعبة لطيفة كأخطبوط يمكنني ملؤه بالمياة أثناء إستحمامي ويؤنسني في وحدتي أو حصان راقص يسلي أوقات مللي حين كانا والداي يتركانني ويذهبان للعمل تاركين لي ملحوظة
«رقائق الذُرة مُغطاه على الطاولة الرُخامية كُلي جيدًا،نُحبك»
كُنت أظُن أنهم يحبونني حقًا حتى إنفصلًا ولم يُفكرا لثانية بما سيحل بي، طفلتهم المُدللة التي كانوا يضعونها في قسم الملاهي الصغير بماكدونالدز حتى يتثنى لهم الشجار براحة
لقد كان ماكدونالدز جزء جميل من طفولتي
على الأقل هذا ما ظننته!
لذلك آتي هُنا لأختلس جرعات من الطفولة التي ولت، سعادة لطيفة لم أشعر بها مُنذ أن كُنت في السابعة يُشعرني بها هذا المكان لمُجرد المرور أمامه
كانت هذه أسبابي في دخولي إلى مطعم الوجبات السريعة حتى وإن لم أكُن جائعة فلا آتي هنا لأشبع بطني بل لأشبع قلبي مُتسول نفحات الفرح.
_
على الأقل كانت هذه أسبابي البسيطة، نوستالچيا لطيفة تجعلني أستطيع مُواجهة الحياة مهما كانت ض*باتها موجعة أو حتى دامية
حتى أتى هُو
فتى ذو شعر بُني وأعين ضيقة يُشبه في ملامحه العامة سُكان شرق آسيا ولكنه ليس أسيوي أبدًا، طويل ونحيف، يملك إبتسامة عذبة غير ساحرة ولكن دافئة، تُربت على قلب الحزين
لم ألحظه كثيرًا في هذا المطعم ولكنه كان يحاول أن يصرخ بكُل ما اوتي من أفعال أنه هُنا أمامي ويجب علي أن أنظر له ولو لحظة بسيطة خاطفة حتى، لِم؟ لا جواب..
موقفنا الأول كان حين إنتهيت من طعامي وذهبت لأضع الفضلات في سلة المُهملات ليبتسم لي و يساعدني بفتح بوابتها، مر الأمر بشكل سلس وعادي بالنسبة لي فمن المعروف عن موظفي ماكدونالدز أنهم ودودين
الموقف الثانٍ كان مُشابه لهذا الأمر ولكِن ذهبت لسلة مُهملات بعيدة عن مكان وقوفه لأجده يركض لتلك السلة ليأخذ مني صينية الفضلات وحين رفضت فتح لي البوابة مرة أخرى ليسهل علي العملية
لم أكُن أعلم أنّي سأجِد سبب آخر للذهاب لمطعم طفولتي المُفضل بجانب النوستاليچيا ولكِن القدر يُفاجئني دائمًا..
_
بالنسبة لي كان شخصًا لطيفًا سأنساه حالما أضع رأسي على الوسادة لأنام وأبدأ يومي الجديد مُعجبة بشخص جديد
ولكن الإختلاف هُنا أنّي لم أكُن معجبة به حتى
لقد كان مُحير كيف يُحاول أن يُساعدني دائمًا بين جميع رواد المطعم
كيف يفتح لي باب المطعم بإبتسامة دافئة وهو غير مُجبر على هذا
كيف يُدللني بوضع الكثير من الكاتشب بجانب طلبي وأنا أعرف جيدًا عدد عبوات الكاتشب التي توضع للزبون العادي
كيف ترقص عيناه حينما يراني وكأنما إنتظر ظهوري دهرًا
كيف كُنت أستشف أن أحدهم في هذا العالم يهتم بي داخل مطعمي المُفضل والمكان الوحيد الذي يجعلني فرحة
لقد كان كومبو السعادة..
_
لقد سرق فتى ماكدونالدز إنتباهي، الذي لا يستطيع أحد لفته بسهولة
لقد توافقت ورديات عمله مع أوقات ذهابي لـ هُناك مما جعل إمكانية مُصادف*نا كبيرة جدًا وأوقات المُصادفة كثيرة
أفتح باب المطعم لأجده يبتسم في المطبخ، أذهب للجلوس لأجده يضع طلبي ويبتسم لي ويعود لعمله في المطبخ ثُم يعاود الكرة مرة أخرى يبتسم، يُقدم، ينتظر ويعود..
مر شهر،شهران،ثلاثًا ولم يتغير شيء
أصبحت رؤيته جزء من روتيني اليومي ورؤيته لي جزء مِن لحظاته المُختطفة في العمل
كان الأمر غريبًا أنه لم يتحدث لي ولو مرة واحدة، لقد كانت لغة الحب خاصته فريدة ومُتخلفة مِثل لُغة حُب والدتك حين تضع لك النصيب الأكبر من الغداء أو تصنع لك حلواك المُفضلة كإعتذار ولكن لا تعتذر أبدًا
لقد كان دائمًا طعامي المُعد بواسطتة أفضل من الوجبات العادية، أستطيع أن أتذوق الإهتمام بين قضمات الشطيرة و رشفات المشروب
لقد كانت لغة حُب تُذكرني بما كانت تفعله والدتي لي كثيرًا حين كانت تصطحبني لهُنا وتطلب لي وجبتي المُفضلة بعد يوم طويل بالمدرسة والتمرين
كانت لُغة حُبه دافئة يُمكن لأي أحد إستشفاف المحبة الغير مشروطة منها
هل يُمكن أن تكون لغة حُب أحدهم لطيفة بهذه الدرجة؟ جامعة بين كُل ما يُفرحني في الحياة؟
_
جائحة كورونا اجلستنا جميعًا في منازلنا فترة ليست بهينة، فارقت مطعمي المُفضل قُرابة التسع شهور لم يخطر فيها فتى ماكدونالدز على بالي سوى مرة واحدة وقد خالجني الهلع
ماذا إن غادر الفتى وظيفته بلا فُرصة لكي نتحدث، كيف سأمضي وكاهلي مُثقل بذكريات الطفولة وحسرة على صديق لم تأتني الفُرصة لأصادقه؟
كيف سأرتاد ماكدونالدز كـ زبونة عادية بدون تفاصيل زائدة تجعلني أقع اكثر واكثر لهذا المطعم اللطيف؟
وهل حقًا المشاعر التي تخالجني تجاه هذا الفتى إعجاب أم امتنان؟
هل سأطلب في المرة القادمة بيج تيستي أم بيج ماك؟ ولِم البطاطا الفرنسية خاصتهم اطيب من اي بطاطا فرنسية اخرى؟
هل سأستطيع تذوق شطيرتي المُفضلة بعد الآن ام ان هذه الجائحة ستحرمني من ابسط الذ طلباتي؟
الكثير من التساؤلات ولكِن، كيف يمكنني صناعة صلصة البيج تيستي بالمنزل؟
_
تأبى جائحة كورونا أن تتركنا ولكنّي مللت وقررت ان اذهب لماكدونالدز حين أُعلِن عن إعادة إفتتاح المطاعم مرة اخرى
في قلبي رجاء بسيط، أن لا اسمن بينما اتناول وجبتي المُفضلة وأن لا يكون فتى ماك قد ترك عمله..
وصلت لفرع ماكدونالدز الذي يعمل به وجلست على طاولتي بعد ان طلبت وجبة السعادة علّي اسعد..
لم اجد فتى ماك بالمطبخ، لم يضع لي طلباتي ولم المح خياله حتى..
طلبت مثلجاتهم المُميزة علّي انسى لأجده يَضعها لي على الطاولة، نظرت مُطولًا له
ونظر لي نظرات اطول كأن **ته يخبرني الكثير من الكلمات، لمعت عيناه وقَد نمى شبح إبتسامة على ثغري بينما يضع المثلجات
بدون تركيز دفعت بمكعب المُثلجات على أنفي بدلًا من فمي وأنا أنظر له لأقهقه قهقهة خفيفة امامه بينما اتمنى ان تنشق الارض وتبتلعني ليأتيني ببعض المحارم لأمحو المُثلجات عن أنفي
خسائر اليوم: كرامتي وشيء آخر.
_
زيارتي الثانية عقب جائحة كورونا وبعد حادثة كرامتي بشهر
طلبت مُاك فلوري وهي عبارة عن مُثلجات ماكدونالدز المُميزة بقطع الأوريو، لا اريد الأكل اليوم، شهيتي تأمر بشيء لذيذ..
قررت أن انهي كتابة تكليف هُنا في الضوء الخافت وبعيدًا عن ضوضاء المنزل، وجدت نفسي غارقة في الموسيقى المُشغلة اردد كلمات الأغاني وانهي رواية الكترونية لم يكن المخطط لها ان تنتهي.
اتيت في الواحدة ظهرًا ولم أجد اي علامات عن تواجد فتى ماك ولكن معظم العاملين يتهامسون عني..
جلست حتى السابعة ثُم قررت الانصراف بعدما كتبت خاتمة الرواية و صورت ڤيديو ليَّ اغني مع بعض الاغانٍ وشعرت ان مزاجي قد تحسن
بينما أنزل الدرج لاح لي لون الزي المُوحد بعاملي ماكدونالدز يصعد فَأشحت بوجهي وبجسدي حتى لا نصتدم ولكن سقطت مني نظرة حادة بدون قصد
لأجده فتى ماك الذي شعرت بنظراته حين كُنت انزل الدرج ثُم اختفى بسرعة في غياهب غُرفة العاملين
هل جرحت شعور فتى ماك اللطيف بدون قصد؟
_
بعد الدوام احتجت لبعض الكافيين وفي نفس الوقت كانت عصافير بطني تزقزق جوعًا لذلك قررت ان اذهب لمكان جديد كُليًا
ماكدونالدز!
حيث يلتقي الغداء مع العشاء و يلتقي المَوعد مع العائلة
ذهبت وطلبت وجبة ومعها كوب قهوة وكان فتى ماكدونالدز اللطيف في المطبخ ولكنه كان يحاول الهاء نفسه وان لا ينظر تجاهي بطريقة مُلفتة
جلست على الطاولة وأخمدت نيران جوعي ثُم حاولت اخماد نيران رأسي المُنتشر به آلام الرأس بالكافيين عله يعمل.
اتصلت والدتي بي لنبدأ وصلة الشجار اليومية عن اي شيء، هذا اليوم قد اختارت موضوع شيق جدًا، (عدم اغلاقي لعبوة معجون الاسنان قبل ان اغادر المنزل) للاسف هذه ليست طُرفة لقد تشاجرنا فعلًا لهذا السبب
تعالى الشجار بيني وبين والدتي وانتهى الامر بسقوط دمعة من عيني
حاولت مسحها سريعًا ولكن فتى ماكدونالدز رآني بينما يضع طلبات أحد الزبائن.
تسمر مكانه لثوانٍ كأنه يشاور عقله فيم سيفعل ثُم نظر في عيناي ببرود تام واشاح وجهه لينزل الدرج
بدون حتى نظرة مُواساه، بدون إبتسامته التي إعتدت ان اراها دائمًا عين تتصادف عينانا
أمسكت الشطيرة الإضافية التي طلبتها وبدأت في البكاء بينما اقضمها، حتى ملاذ اللُطف اصبح محط قسوة..
_
حاولت إقناع نفسي في زيارتي التالية لماكدونالدز انه لا بأس وان الفتى لا يعني لي شيء، انا هُنا لأجل الطعام الجيد ولا شيء غير ذلك
طلبت وجبة كبيرة لأن الطعام جيد
مررت عيناي تجاه المطبخ لأتأكد من أن الطعام جيد
حين سمعت صوت صينية طعامي توضع على الطاولة نظرت لأعلى بحماس، لأني إنتظرت الطعام الجيد.
لا لم اشتق لضحكاته
لا يهمني ماهيته
سأعود لأعجب بأشخاص آخرين
ولكن هل كُنت مُعجبة به؟
خرجت من المطعم حالما انهيت طعامي لأني هُنا فقط لأن الطعام جيد
لم أنظر خلفي لأني لا اهتم لاي شيء سوى الطعام الجيد
عُدت مهرولة لأطلب المُثلجات، بالطبع لأن المُثلجات جيدة
نظرت لوجوه العاملين لتتصادف عينانا ثُم يشيح بوجهه
لا يُهم انا هُنا للمُثلجات الجيدة.
_
تخطيت الأمر برمته ونسيت نزوة فتى ماكدونالدز لم أعُد ابحث عنه بين وجوه العاملين ولم اعد انظر لوجوه العاملين من الأساس
حاولت التركيز على ما يعنيه لي ماكدونالدز منذ البداية، ذكريات طفولة وهروب من الواقع القميء..
طلبت طلبي وجلست اشاهد الاطفال يلهون في جانب الال**ب بإبتسامة نمت على ثغري بينما انتظر طعامي دندنت مع نغمات الأغاني المُشغلة، اليوم هُو يوم جيد فهُناك لُطف بالعالم رأيته بالأطفال
طفلة صغيرة اتت لي واعطتني علمًا ورقيًا وأخبرتني ان إبتسامتي جميلة لأعطيها بعض الحلوى من حقيبتي واخبرها انها الطف
اشتاق لايام الطفولة، لا شيء يشغلني سوى اللعب والمرح، سأقايض كُل عمري لاعود لتلك الحالة حين كُنت سادجة غير واعية لما يحدث حولي
صوت صينية الطعام على طاولتي جعلني استفيق من شرودي وأنظر لمقدمها لأبتسم له واشكره بشكل روتيني لأجده فتى ماك
«لا عليكِ، استمتعي بوجبتك»
تحدث بإبتسامة واسعة على ثغره ثُم عاد ليكمل عمله
لا يُهم لن اعلق نفسي بأوهام لطفه مرة اخرى.
ناديت الطفلة اللطيفة وسألتها عن اسمها ثُم سألتها إن ارادت المثلجات ولم ترفض
نزلت الدرج لأطلب مخروط مثلجات لِيبتسم لي فتى ماكدونالدز ويخبرني ان ارفع كمامتي لأفعل ثُم يكون صوتي خفيضًا ليبتسم لي بينما يقرب اذنه واهمس بأنّي اريد مخروط مثلجات ليوميء بإبتسامة ويذهب للمطبخ ليعده ثُم يسلمني المخروط بنفسه
أشكره واعود ادراجي للطفلة اللطيفة ذات اسم سالي لأعطيها المخروط
فتى ماكدونالدز هذا أُحجية صعبة الحل.
_
لدي إختبار مهم غدًا ولا استطيع التركيز، والدتي بشكل ما تتشاجر مع زوجها في الخارج والأمر خرج عن السيطرة، بالتأكيد سأفشل غدًا!
إستجمعت شجاعتي والقيت بالكُتب من النافذة ثُم ربطت ملاءة فِراشي بطرف الفراش و أمسكت بها بإحكام و تزلجت للخارج..
سقطت على مكب النفايات ولكن لا مُشكلة، لقد تم تنظيفه مُؤخرًا..
أمسكت كُتبي وإتجهت للجراچ مُتن*دة، هل سأشهد مُعضلة والداي مرة اخرى؟
فتحت السيارة والقيت بجسدي داخلها، شريط ذكريات يمر امام عيناي..
يا قدير فقط أعِنني على تمضية هذه الليلة الصعبة..
_
ألقيت بكتبي على المِقعد بإهمال بأقرب مَقهى في هذا الوقت المُتأخِر ونظرت للكُتب، هل يُمكننا النجاح من فَضلِك حتى أشعر لمرة واحدة اني شخص يستطيع فعل اي شيء؟
جُزء مني يريد القيادة لِفرع ماكدونالدز الذي كَان يُخفف عني الحِمل حينما كانا والداي يتشاجران وقد كان..
خرجت من المقهى بسرعة مُلقية بشاي البوبا الذي طلبته في اقرب سلة مُهملات، القيت بجسدي المُنهك داخل سيارتي وشغلت مُوسيقى صاخبة بينما أقود تجاه مطعمي المُفضل..
حالما وقفت امامه بدأ قلبي يهدأ
إبتسامة ظهرت على ثغري مُحاولة طمأنة نفسي
لن نفشَل مايڤ، نحنُ أقوى من هذا..
على غير العادة جلست فقط في الدور الثاني من المطعم بدون أن اطلب أولًا، تأثير التوتر..
فتحت كتابي وبدأت في التركيز التام
بعد ما يقرب من ساعة إستفقت من تركيزي على صوت كُوب قهوة يوضع على طاولتي لأرفع عيني
فتى ماك يبتسم بلُطف
«لم اطلُب شيء بعد، سأفعل الآن ولكن لم اطلب شيء لذلك هذا ليس طلبي»
حاولت تجميع الكلمات في فمي قبل أن أنطق بها وانا ناظره له بأعين نصف نائمة
«أعلم هذا، على حساب المطعم لتستعيدي تركيزك»
أجابني بإبتسامة هادئة كأنه يلفظ لا بأس
«لا يجب علي قبوله، كم ثمنه؟»
أخبرته بينما أخرج ورقة نقدية فئة عشرون دولارًا حتى أعطيها له
«لا يمكنني قبول الأموال هذه سياسة المطعم كما تعرفين وهُناك كاميرات مُراقبة إن أخذت اي اموال فسينتهي عملي»
أجابني بنبرة استفزازية قليلًا كأنه يخبرني "تقبلي الأمر الواقع"
«شُكرًا أظُن؟»
أجبته بإبتسامة بسيطة بينما أعدت تركيزي على الكِتاب
مشهد والدتي ووالدي لا يفارق خيالي..
_
أبليت حسنًا في أختباري..نسبيًا
عُدت للمنزل وسقطت نائمة حتى المساء، صياح والدتي وزوجها ايقظني مرة اخرى
كررت عملية هروب البارحة ولكن ليس للدراسة بل لوفاء دين قديم، عُمره البارحة!
جلست بمقعد السائق بسيارتي، مُوسيقاي الصاخبة ووصلت لماكدونالدز بعد بضع دقائق
وقفت بسيارتي أمام المطعم حتى لاح لي فتى ماكدونالدز يخرج من المطعم لاخرج من سيارتي
وقفت بجانب عامود الإنارة لأبتسم له
«مرحبًا بكِ،للأسف أغلقنا»
تحدث بإبتسامة ثُم أنهى جملته بنبرة خائبة
«لا يُهم لم آتي لأطلب شيء»
أخبرته وإبتسمت وإرتسمت على وجهه علامات الإستغراب
«أتيت لأجلك.»
تحدثت و ذادت علامات الإستغراب حدة على وجهه
«لم أعتد أن أقبل بشيء من أي شخص بدون رده، هل تسمح لي برد جميلك؟»
سأله ونظر لي نظرة (لقد ضخمتي الأمور)
«لم أفعل شيء يستدعي الرد،بالمُناسبة هل أبليتِ جيدًا في إختبارك؟»
أجابني بإبتسامة بسيطة ثُم تبعها بسؤال فضولي
«لن أخبرك إن لم تستقل السيارة»
اجبته وعُدت لسيارتي.
_
«لا يمكنني استقلال السيارة مع غريبة أعني ماذا إن كُنتِ قاتلة مُتسلسلة»
صاح فتى ماكدونالدز بصوت مسموع نسبيًا ولكن ليس مرتفع لهذه الدرجة لأبتسم له
«أعدك اني لن أقتلك اليوم»
أجبته بنبرة ساخرة ولكن هادئة بنفس الوقت
«حسنًا»
نظر لي نظرة المغلوب على امره ودخل السيارة
«ولكن لد*كِ فقط ربع ساعة لأنّي لدي موعِد.»
أخبرني وحاولت التمسك باعصابي، ان كان لديه موعد فلِم ينظر لي ذهابًا وإيابًا؟
«اوه، حسنًا لن نستغرق سبع دقائق»
أخبرته وبدات بالقيادة السريعة مُركزة على الطريق إلى ان وصلت للمقهى الذي تركت البارحة
«مقهى؟»
سألني لأبتسم له
«لنتحدث قليلًا، احتاج لشاي البوبا ايضًا لذلك لنتحدث ولنشرب البوبا؟»
سألته ونظرت له مُبررة نفسي ليوميء
خرجت من السيارة وفعل هو الآخر لينظر لِي الباريستا في المقهى
«أريد إثنان من شاي البوبا»
أخبرته لينظر لي بإستغراب ويوميء
«سأريك طاولتي المُفضلة هُنا»
أخبرته بينما اتجه لطاولتي المُفضلة لنجلس
«هذا غريب قليلًا..»
تحدث فتى ماك بينما أتى فتى المقهى ليضع طلباتنا
«أعرِف أنا غريبة قليلًا»
أجبته بثقة
«أعني.. لم أتوقع اننا سنتشارك شراب حتى في أحلامي»
_
«ها قد تحقق حلمك»
أجبته بثقة بينما أنظر لكوبي لتفادي النظر لعيناه
«شُكرًا على الشراب، أحتاج للذهاب»
أجابني بإبتسامه لأرفع حاجب
«دعني أوصلك»
سألته ليهز رأسه نافيًا
«لقد طلبت اوبر بالفعل منذ دخلنا للمقهى، قُودي سالمة»
تحدث بينما يقف لأبتسم له
«بالمُناسبة، لقد احرزت جيد جدًا بالإختبار»
صحت خلفه بينما كان يحدث النادل بشيء ما واعطاه بعض المال ثُم نظر لي بإبتسامة وصاح بالمُقابل «قهوتي لها سحر» ثُم ذهب
بعد بضع دقائق قررت الذهاب انا الاخرى ولكن ناداني النادل لأن فتى ماك قد طلب لي كعكة لطيفة وطلب ان يتم اعطائها لي وانا ذاهبة، قُلت قبلًا أنه لُغز مُحير وسأتشبث بكلماتي.
_
مرحبًا بكُم في ستوديو مايڤ لتحليل الأحداث
معكُم مايڤ مورينو من داخل سيارتها اللامبورچيني الحمراء كمقر المركز
أولًا فتى ماكدونالدز تردد ليستقل السيارة معي
ثانيًا قد طلب أوبر حين عرف إسم المقهى لكي لا يجلس كثيرًا معي
ثالثًا جلس خمس دقائق بالعدد معي رغم أنه قال انه لم يكن ليحلم ان نتشارك شراب
رابعًا لم يجيب على جملتي المُتفاخرة بغزل خفيف كما يجب أن يكون
خامسًا حين شعرت أن فتى ماكدونالدز لا يهتم بي ويهتم بموعده أكثر ترك لي كعكة جميلة كهدية منه في المقهى
مُؤشر الإحتمالات يصعد ويهبط وأنا لا استطيع الإستنباط، ماذا أعني لفتى ماكدونالد حقًا؟
لففت مُفتاح سيارتي واليوم لن نفكر كثيرًا بفتى ماكدونالدز مايڤ بل سننام لنصحو غدًا بنشاط ونواجه حياتنا الدراسية القميئة، وسنهجر ماكدونالدز لفترة!
_
سؤال تحليلي آخر نابع من عقل مايڤ الباطن
لِم لم يُخبرني فتى ماكدونالدز عن إسمه؟
لِم لا أنام!
سحبت الغطاء على رأسي وقررت أنه لا تفكير ثانية واحدة بما حدث اليوم
إستيقظت بعد بضع دقائق
لِم لم يُعطيني رقمه او إسمه بحق القدير!
_
اليوم هُو يوم إمتحاني النهائي
زملائي قرروا الذهاب لمطعم ما للإحتفال بنهاية الفصل الدراسي وطلبوا مني ان اذهب معهم وقد كُنت لا امانع كثيرًا لأنها أخر مرة سنتقابل خلال هذا الفصل
حين أوقفنا سيارة كانت المُفاجئة لي أنّي سأدخل لماكدونالدز ثانية، بعد إنقطاع ثلاثة أشهر عادت مايڤ لأرض الوطن الذي لم يشغل بالها ابدًا ولكِن عيناه؟ كانت تِلك جريمتها المُحرمة وادمانها الغير مُبرر
حالما سقطت عيناها على عيناه نظر لها نظرات غير المُصدق ولكن حالما غير مسار عيناه وغيرت مايڤ مسار عينها وقررت الجلوس وترك لأحدهم مُهمة الطلب
لِم أتحدث عن نفسي بضمير الغائب؟ لأني متوترة!
جاء فتى ماكدونالدز ووضع طلباتنا والآن بدأت أتسائل، هل لا يوجد مُوظفين إلاه في هذا الفرع؟ لِم هو دائمًا مسؤول عن اي طاولة اجلس بها؟
لم ارفع نظري ونظرت في وجه إحدى زُملائي بينما كانت تقص شيء ما
وحالما ذهب فتى ماكدونالدز تحدثت زميلتي الأخرى وقالت انها تظنه معجب بزميلتي التي تقص علي موقف ما لأنه نظر لها كثيرًا
هل كان ينظر لي فعلًا؟
_
قرر الجميع أنّي من سأجلب التحلية
مهما اخبرتهم بأسباب تجعلني غير قا**ه لهذا العمل
كـ يدي الضعيفة التي تهتز بسهولة،
خجلي الإجتماعي،
هُناك من أفضل مني،
ولكن يبقى سببي الوحيد هو أنِّي لا أريد مُقابلة عينا الفتى الذي هجرني
الفتى الذي طلب لوبر حالما جلس معي بالمطعم
الفتى الذي يُحيرني وتتجنب عيناه النظر لعيناي كأن عيناي شيء غير قانوني..
شهقت وزفرت ثلاثًا حتى تشجعت ووقفت أمامه لأطلب بكُل بسالة
«خمس ماك فلوري»
تأكدت من نظراتي الجدية بينما أطلُب هذا الطلب ليوميء، لم يُكلف نفسه حتى أن يتحدث..
خلال دقائق أمسكت بالطلب ومعه ورقه لأفتح الورقة قبل أن أصل لهم
بخط يد مُهتز كُتب «آسف ولكِن لا يجب أن ينظر منزل ريفي صغير لناطحة سحاب»
كيف يجرؤ بتلقيبي ناطحة سحاب، لست حتى طويلة!
_
بعد عدة مُحاولات فهمت ما كان يرمي إليه فتى ماكدونالدز
في الواقع لقد سألت بعض الناس على الإنترنت بينما كُنت في المشفى لبعض الفحوصات الدورية التي يطبقها علي أبي للتأكد من انّي بخير
اخبره الطبيب اني كطفل ولد البارحة ليس لدي اي خلل ليشكره والدي على عنايته بي ثُم نخرج بلا حديث اطلاقًا للسيارة
«كيف حال الدراسة؟»
سألني بينما يربط حزام الآمان
«الدراسة جيدة»
اجبته بإقتضاب
«كيف حال المنزل؟»
سألني ونظرت له بإستغراب
«والدتي ليست على وفاق مع زوجها، الطلاق قادم لا محالة»
أجبته بهدوء لكي يثبت يده على المقود وينظر للطريق
«بالطبع والدتك ومشاكلها، اتريدين منزل خاص بكِ؟»
سألني لأوميء له
«سأقدر هذا اللطف منك كثيرًا»
اجبته ليبتسم لي بهدوء
«لِم الرسمية مايڤ؟»
سألني والدي لأعتذر له
«أعتذر، فقط الكثير من الضغط»
اجبته بصدق ليبتسم لي
«اعرف ما الذي سيخفف الضغط»
أجابني وغير طريق السيارة.
_
وكأن حياتي صارت داخل دائرة مغلقة عنوانها كُل الطُرق تُؤدي لماكدونالدز!
أوقف والدي السيارة أمام المطعم المشهور بينما يفتح الباب لي قائلًا:
«أتذكر أنه مكانك المُفضل، أطلبي ما تريدين ايتها الاميرة»
نظرت له وإبتسمت، كيف أخبره ان مص*ر قلقي يجلس بداخل هذا المطعم؟
نظرت لهاتفي لتُفسر لي فتاة على الإنترنت »الفتى يعني الفروق الطبقية»
لم يكُن يسبني، شيء مُطمئن، ولكن فروق طبقية؟ هل طلبت منه ان يشتري لي المطعم او شيء كهذا؟
مشيت مع والدي للمطعم وكان فتى آخر يأخذ الطلب بينما يواري فتى ماكدونالدز نفسه بالمطبخ
جلست مع والدي نتحدث عن العام الفائت في حياتي وكيف سيقدر إن قررت ان ادير شركات العائلة لأنه لا يثق ابن عمي كثيرًا
«فقط اعطيني بعض الوقت وسأجيب على هذا الأمر لاحقًا حين أفكر في جميع الجوانب ولكِن هلا أكلنا الآن؟»
قضيت وقتًا مُمتعًا مع ابي نتحدث عن امور الحياة وكيف هو فخور بي وسألني ان كان هناك فتى يلفت إنتباهي، نعم والدي من يلفت إنتباهي هُو هذا المنزل الريفي الذي قدم لنا الطعام!
اخرجت احمر الشفاه الخاص بي وكتبت على ورقة بشكل سريع «وهل سألت ناطحة السحاب عن رأيها؟» بينما كان والدي بدورة المياة لانزل الدرج واعطي الفتى الواقف امامي الورقة لأشير أن يعطيها لفتى ماكدونالدز ثُم خرجت إنتظرت في السيارة كما اتفقت مع والدي
_
كُنت بمنزلي الجديد المُطل على مطعمي المُفضل، شكرًا لوالدي الآن استطيع الذهاب له بدون حتى السيارة
إرتديت سترة بيضاء فضفاضة وبنطال ابيض ونعال المنزل وقررت الذهاب لإلتهام البيج تيستي فبحسب احصائاتي فتى ماكدونالدز لا يكون هناك بهذا الوقت لذلك لا يجب علي التزين .
خطوة
الثانية
الثالثة
للمطعم
«مرحبًا بكِ في ماكدونالدز، كيف يمكننا إسعادك اليوم؟»
فتاة تحدثت معي لأبتسم لها
«بيج تيستي كومبو لارچ»
اجبتها لتوميء
«إستريحي وستجدين طلبك خلال ثوانٍ»
اخبرتني وأومأت ثم صعدت الدرج لأجلس بطاولتي المُفضلة
لا اثر لفتى مكادونالدز كما اشارت احصائاتي الدقيقة
«إستمتعي بوجبتك»
صوته الدافيء بينما يضع الوجبة على الطاولة وبجانبها مُلاحظة
هلا ذهبتي معي في موعد؟
_
«نعم!»
أجبت بتسرُع وقفزت في مكاني
«نعم، نعم، يا الهي، نعم!»
أجبته مرة أخرى بينما أضحك بهستيرية لينظر لي ويبتسم
«انهي عملي في التاسعة، احتاج لعنوانك لأقلك»
اخبرني وأومأت له
«لا تحتاج لأن تقلني فأنا إنتقلت بالفعل لأمام المطعم،!»
اخبرته بينما اجلس لأهدأ قليلًا
«حسنًا إذًا سأمر عليكِ في العاشرة، كُوني مستعدة»
تحدث وأومأت ثُم استدار
يا إلهي سأذهب في موعد مع فتى ماك!
_
لم تكُن مواعيدي السابقة مُوترة بهذا الشكل، كُنت اختار حُلة لطيفة واقود سيارتي واذهب لمكان الموعد بلا ذرة تردد ولكنّي الآن مُتوترة لدرجة اني سألت الغُرباء عبر الإنترنت عن ما يجب علي إرتدائه وبدأ الجميع بالتصويت، الامر جنوني؟ اعرف!
استغرقني الأمر ساعة ونصف لاختيار الملابس وساعتان لأنهي شكلي النهائي
الآن الساعة هي التاسعة والنصف
نصف ساعة وسأقابل فتى ماك في موعد
الساعة الآن العاشرة الا عشرة دقائق
أغلقت باب المنزل وخرجت، الإنضباط في الموعد اهم شيء
كان فتى ماك ينتظرني بعيدًا بمستفة بسيطة عن المطعم ببنطال اسود و قميص ابيض فاتحًا ابواب سيارة سوداء وإبتسم لي
«بالطبع لن يكون موعدنا في ماكدونالدز»
تحدث بينما يفتح باب السيارة لي لأستقلها
«لِم لم تُخبرني عن رأيك، كيف ابدو؟»
سألته بِذبذبة حين اسنقل السيارة هُو الآخر وإبتسم بخفة
«مُتأنقة؟»
_
موسيقى لاتينية لطيفة تنبع من داخل المكان، فتى ماكدونالدز يفتح لي الباب ويذهب لطاولة محجوزة خاصة لنا في الزاوية، عينانا تتقابلان وأبتسم له بخفة ليعيد لي الإبتسامة
«اخبريني عنكِ ولكن بدون اسماء»
سألني ونظرت له نظرة إستعجاب
«ادرس إدارة الاعمال واحب ماكدونالدز كثيرًا»
اخبرته بإبتسامة بسيطة بينما جاء النادل ليصب لنا بعض الشراب
«ولكن لا تأكلين»
كأنه يُكمل جُملتي
«ماكدونالدز بالنسبة لي طعام للروح اكثر منه طعام للفم»
أخبرته واومأ بابتسامة لطيفة
«تأتين في الاغلب يوم الثلاثاء، لا تحبيين تغيير طلبك كثيرًا، تُحبين النظام و لطيفة مع الاطفال»
تحدث لأنظر له بانبهار،لقد كان فتى ماكدونالدز فعلّا يهتم بتفاصيلي الصغيرة
«هل تعلم ان التتبع ومعرفة تفاصيل الآخرين جريمة يعاقب عليها القانون؟»
اخبرته بمزح ليبتسم لي ابتسامة خفيفة
«لم استطع كبح نفسي، تفاصيلك كانت تنادي لي لأنتبه»
اخبرني لابتسم له
«لقد زدت خمسة كيلوجرامات لأني اريد النظر لك، لقد كلفني اعجابي بك عُسر هضم و تدمير شكل جسدي»
اخبرته بينما انظر لعيناه ويضع النادل القائمة
«ماذا تريد يا سيدي؟»
سأله النادل لينظر لي
«يجب ان تطلب الآنسة اولًا»
اجابه فتى ماكدونالدز لانظر للقائمة واختار أقل الاشياء تكلفة، فإن كُنت في اي مكان سيدفع غيري عني يجب علي التعفف.
«شوربة الدجاج الكريمية»
اجبته ليدون النادل
«وماذا ايضًا؟»
سألني فتى ماكدونالدز لاشير له بهذا فقط
«انا اصر ان تطلبي شيئًا آخر فهذا المطعم لديه طعامًا شهيًا»
تحدث فتى ماك مرة اخرى بإصرار وطلبت البوريتو ثُم اخبره فتى ماكدونالدز ان يطلب له البوريتو هو الآخر
«إذًا، إعجابك بِيَ غير صحي؟ لقد عملت حتى في ايام الاجازة آملًا بلحظة اراكِ فيها»
تحدث فتى ماك لأنظر له بصدمة، لذلك كان دائمًا هُنا؟
_
«إذًا كِلا الطرفان ضحى في هذه العلاقة»
تحدثت ثُم وضعت يدي على فمي بعد انزلاق كلمة علاقة منه
«لنعتبرنا متعادلين، ايضًا اريد اخبارك شيء»
تحدث فتى ماكدونالدز بينما نأكُل وإبتسمت له، كيف يمكن ان يكون احدهم لطيف بهذا الشكل المؤلم حين يأكل؟
«كُلي آذانًا صاغية»
«في الواقع ما رأيك ان نذهب في ثلاثة مواعيد لنعرف بعضنا البعض اكثر ثُم نقرر ان كُنا سنناسب بعضنا ام لا»
اخبرني فكرته وأومأت برأسي بشدة
«في الموعد الثالث ستخبرني باسمك؟»
سألته بفضول بينما اقضم البوريتو
«بالطبع، بعد الموعد الثالث من الممكن ان نتواعد»
اخبرني وبدأ قلبي بالخفقان بعُنف
«إذًا اخبرني عن افضل ذكرى متعلقة بطفولتك؟»
بدأت فقرة اسألتي.
«بالمدرسة، لقد كُنت وحيدًا ولا يتحدث احد لي ولكن كانت هُناك فتاة دائمًا ما تخبرني بنكات سخيفة وتتحدث لي ثُم تذهب، تلك هي افضل ذكرى، لانها اهتمت»
اخبرني ونظرت له غير مُصدقة قليلًا ان افضل ذكرى له هي ان احداهن كانت تعامله بلطف، هل يجب ان يخربني شيء كهذا ونحن على شفير المواعدة؟
ايضًا ما المُميز فيم فعلت؟ فقد فعلت هذا قبلًا بالمدرسة انا ايضًا!
_
مر يومان على موعدنا الاول
حسب اتفاقنا سيكون موعدنا الثاني بعد موعدنا الاول بيومان بنفس الموعد
الساعة الآن الثامنة والنصف وقد بدأت ارتداء ملابسي حالًا
الساعة الآن التاسعة والنصف وقد انتهيت.
نظرت للمرآة علي اجد اي شيء يحتاج التصليح ثُم اغلقت ضوء غرفتي
الساعة الآن العاشرة، لقد وجدت فتى ماك يقف ببنطال رمادي و كنزة بيضاء ويشير لي لأتجه له
«كيف حالكِ اليوم؟»
سالني بينما وقفت سيارة اوبر لنا لِيفتح لي الباب اولًا
«افضل من ذي قبل»
اخبرته وابتسم لي
«لقد جلبت معي حبوب مُسكنة في حال حدث اي شيء»
اخبرني وما الطفه!
حسنًا في نهاية الموعد السابق قد اصبت بالتعب قليلًا وهذا تسبب في عودتنا في تمام الحادية عشر
«كرم اخلاق كبير منك، اشكرك على اهتمامك بي»
اجبته بابتسامة ممتنة لينظر لي نظرة 'لم افعل شيء' الاسطورية خاصته
وصلنا لمكان موعدنا وقد كانت صالة بولينج والآن اتفهم لم اخبرني المرة الفائتة ان ارتدي لموعدنا التالي ملابس مُريحة
بدأنا الجولة وقد كانت فكرته ان نجيب على سؤال ثُم نصوب الكُرة، وكان هذا اكثر شيء مُبتكر سمعته
بجانب وجودك في موعد مع شخص انت معجب به انت تلعب وتستمتع وايضًا تتعرف على الطرف الآخر اكثر، هذا شيء اكثر من رائع
«دورك»
اخبرني لأبتسم له
«ما هُو اكثر شيء مُميز بطفولتك؟»
سألني لاتذكر شيء لطيف جدًا
«حين كُنت صغيرة كُنت احب ماكدونالدز كثيرًا حتى اتى هذا الفتى من فصلي لقد كان لطيفًا واخبرني بأذني انه سوف يعمل بماكدونالدز حين يكبر ليضمن رؤيتي وقد كان هذا الطف اعتراف حصلت عليه في طفولتي من شخص »
اخبرته ليبتسم فتى ماك ابتسامة جانبية بينما اسدد الكُرة
«اتريدين بعض البطاطا بالجبن؟»
سألني لاوميء، من كان يعلم ان اللعب سيجعلني جائعة هكذا؟
اخبرته وابتسمت
_
يومنا الثالث
موعدنا الاخير
سأشتاق له.
الساعة الآن التاسعة والنصف وانا لازلت سأبدأ بالتجهيز للموعد
ارتديت فُستانًا احمر صيفي و شكلت شعري على هيأة كعكتان صغيرتان وتركت غرتي بلا تصفيف معين
الساعة الآن العاشرة خرجت من المنزل وانتظرت فتى ماكدونالدز ثلاث دقائق حتى اتى بسيارة اوبر وطلب مني الترجل للسيارة سريعًا لافعل
كان يرتدي قميصًا اسود اللون وتارك اول ثلاثة ازرار مُهملة وَ شورتًا ابيض اللون وحذاء رياضي ابيض اللون
في كُل حالاته يبدو كَموديل ب*عره الكراميلي الساقط على عيناه وفكه المنحوت
«ما هي اخبارك؟»
سالني لابتسم له ابتسامة مصطنعة
لست بخير ايها الا**ق فهذا هو موعدنا النهائي!
توقفت السيارة عند ميناء وطلب مني فتى ماكدونالدز ان انزل من السيارة
هل هو تاجر اعضاء بشرية؟
نزلت بتخوف قليلًا ليِلوح لي هذا الزورق الصغير اللطيف
«مرحبًا بكِ في وجهتنا الثالثة والنهائية»
تحدث فتى ماكدونالدز وكُل ما افكر فيه الآن هُو، كيف يكون سعيدًا جدًا انها وجهتنا النهائية؟
ترجل على الزورق وامسك بيدي لافعل المثل ثُم جلسنا مُتقابلين
«اليوم سنسأل كُل الاسئلة التي منعنا خجلنا من سؤالها الموعدين الفائتين»
اخبرني واومأت
«كم مرة واعدت بحياتك؟»
فاجئته بسؤالي ليقهقه قهقهة بسيطة ثُم يتوقف حين لاحظ اني جدية
«سبعًا»
اخبرني لتتسع بؤرتا عيني
«سبع مرات؟»
سألته ليوميء
«ماذا عنكِ؟»
سألتي لأتحمحم
«سبعة عشر مرة»
اخبرته ليضحك على رد فعلي المُصتدم رغم اني واعدت اكثر منه
«كم مرة وقعتي في الحُب خلال السبعة عشر مرة؟»
سألني لأنظر للبحر قليلًا
«ان كنت قد وجدت الحب فلم ساواعد سبعة عشر مرة؟، لم اقع بالحب ابدًا»
اجبته باختصار
«وقعت في الحُب مرة»
اخبرني لانظر له
«مع فتاة المدرسة اللطيفة»
اكمل حديثه
«بالمُناسبة اي مدرسة كُنت بها حين كنت صغيرًا؟»
سألته
«بورتلاند؟»
«بورتلاند.»
سألته واجاب في نفس اللحظة
«انتِ ايضًا؟»
سألني لأوميء
«مُصادفة لطيفة»
اخبرني لاضحك
«ليس كأن هُناك مدارس افضل، فقط مدرستان في مدينتنا هذه»
اخبرته ليبتسم
«الا زلتِ لا تلاحظين؟»
سألني بإبتسامة خائبة الامل
_
«حسنًا ساناد*ك من اليوم فتى ماك»
تحدث مُقلدًا الفتاة هذه
«حسنًا يا فتى ماك حين نكبر سنذهب في ثلاثة مواعيد مُختلفة»
اكمل وابتسم
«بالاموال التي ستجنيها من عملك في ماكدونالدز»
اكمل بينما يفتح صندوق اسود يحتوي على سوشي طلبه لنا قبلًا لنأكله في الزورق
«اول موعد سيكون في مطعم هاديء »
تحدث بينما اشعر اني سمعت هذه الكلمات قبلًا
«ثانِ موعد سنلعب!»
اكمل بينما اضع قطعة السوشي في فمي
«ثالث موعد سنذهب في اعماق البحار»
«ثالث موعد سنذهب في اعماق البحار»
تحدثنا في نفس اللحظة لِتتهلل اساريره
«انتَ تتذكر!»
اخبرته بينما تغرورق عيناي بدموع الفرحة
«تتذكر كلمات قيلت لك منذ 12 عامًا!»
اكملت حديثي بينما ابتسم وعيناه دامعة
«اتذكر كُل شيء، عملت في ماكدونالدز بسببك،كان لدي ايمان اني سأراكِ وسنذهب في مواعيدنا التي خططنا لها بالمال الذي اجنيه من ماكدونالدز»
اخبرني لأنظر له غير مُصدقة
«لينون انا ..»
حاولت الحديث ولكن لم تكُن تخرُج الكلمات مني
«انا فرح لاني وجدتك مايڤ بعد اثنا عشر عامًا!»
اخبرني وضمني اليه
ملحوظة هامشية: سقطنا في الماء (سبلاش)
_
تمَّت.