طقطق كاميرون على هاتفه ليكتُب: «أُحاول بشتى طُرق حفظ الأعصاب أن أكتب شيء غير مُهين لكِ وبلا ذرة تقليل، أظُن يا آنستي أنكِ لا تتمتعين بذرة إحترام ذات ولا إحترام من يحادثك.»
_
تشرب كيتي قليلًا من المياة بينما تنظُر لهاتفها مُنتظرة ردودًا لرسائلها الكثيرة التي أرسلتها لكاميرون البارحة ولكن تفاجيء بعدد الرسائل الصفري القادم لها..
_
مسح كاميرون ما كتب وحاول مرة أخرى: « بكُل الإحترام والتهذيب كيتي، دعيني أعرِف لِم قد يتجاهل أحدهم شخص ما وهو من طلب رقمه في المقام الأول؟»
_
قضمت كيتي أظافرها توترًا بينما تنظر لهاتفها الذي لم يعطيها أي إشارة جيدة بِإشعارات مُحددة تحتاجها الآن لتنظر للفراغ أمامها وتتن*د، هل هُنالك شيء يجعله لا يجيب؟ فالجميع بعرف ان كاميرون مُراسل سريع جدًا حتى أنه **ب مسابقة المُراسلة الإلكترونية السريعة
_
«مِن المُستوى الأول للعاشر ما هو مُستوى علمك بأنكِ لعينة؟»
كانت هذه رسالة كاميرون الثالثة بعد إثنتان ممحيتان.
_
نظرت كيتي لهاتفها ثُم طقطقت لتكتب رقم صديقتها المُفضلة، قبل أن تلقي السلام إنفجرت كيتي:
«أعرف أنّي أفسدت سترته، أخبرته أني سأعوضها له، أفسدت فرصته في الفوز اليوم وأخبرته أني سأقنع المدير بأن يعيد المُباراة، أعرف أن إصتدامي بسيارته شيء غير أخلاقي ولكنّي تحملت مسؤولية، جميع ما حدث كان محض حادثة ليوم إثنين غير مُوفق!»
لتتن*د صديقتها ثُم تجيب: «ما الذي فعله كاميرون؟»
_
بغضب كتب كاميرون : «أعرف أن أمثالك من من ولدوا وفي فمهم مل*قة من ذهب لا يعرفون أهمية المنح الدراسية، كيف ستقدرين أيضًا سيارتي وأنا من عملت ليلًا نهارًا لكي أحصل عليها؟، لم قد تعطيني بريق أمل أنكِ ستقنعين المُدير ثم تأخذين رقمي ولا يحدث شيء بعد هذا، من الأفضل أن تكوني كاللعينة التي كُنتها دائمًا، لِم من الأساس خدعنيني في كونك شخصية لطيفة وأقنعتيني أن اسامحك وأعطيكي فرصة لإصلاح كل هذا، لستِ جني مصباح علاء الدين وا****ة!»
_
«هل هذه إحدى مقالبكن اللعينة أنتُن الفتيات المخمليات بعنوان (إنظروا لقد أنهيت حياة الفتى المُجتهد قائد فريق الكُرة ثُم أعطيت الأ**ق أملًا بأني سأصلح حياته وهو ينتظر مني رسالة الآن تاركًا عمله وحياته؟»
رسالة أخرى تذهب للأرشيف..
_
لقد تأخر كاميرون كثيرًا في الرد، كيتي تظُن أنه يقصد هذا لكي يتفاخر بالامر غدًا بالمدرسة،أن الفتاة الغنية المخبولة كما إعتاد أن يلقبها، إنتظرت رسائله طوال الليل ولم يجبها لأنه يريد تلقينها درسًا ما
_
قررت كيتي ان ترسل رسالة شديدة اللهجة لِـكاميرون حتى يتعلم أن ما يفعله ليس بالشيء الجيد، وأنه يجب عليه إحترام الفتيات
لتصتدم بأنها قد سهت عن ضغط زر إرسال لرسالتها الأولى التي ظلت تنتظر إجابتها طوال هذه المُدة!
_
كانت الرسالة كالآتي: «كاميرون، أعرف أني تماديت في تخريب حياتك اليوم فقط أريد ان أعتذر منك وأؤكد وعدي أنني سوف أتكفل بتعويض كُل ما اتلفت بدون قصد
-السيارة سيأتيك مندوب الجراج غدًا لِيأخذها ويُصلح تلفياتها على حسابي التام
-بالنسبة للمدير فقد حددت معه موعد غدًا لنتحدث
أما عن سترتك فقد طلبت واحدة أخرى وستصل خلال ثلاثة أيام، أتمنى أن تتقبل إعتذاري وتعلم أني لم أقصد تصعيب يومك
مُلاحظة : لقد حكت لك إسمك على منديل حريري كِإعتذار مني فقد كانت جدتي دائمًا تخبرني أنها أفضل طريقة للإعتذار من الرجال. »
_
أرسلت كيتي الرسالة بدون المُلاحظة لانها ظنت أنها ستجعله يسخر منها أكثر وخلدت للنوم
في أثناء هذا الوقت كان كاميرون على الجانب الآخر من الرسالة يبتسم لِما فعلت كيتي، فهي وفت بوعدها ولكنه شعر ببعض الثِقل لأنه ظلم الفتاة و كان سيرسل لها رسائل ب*عة..
وضع كاميرون هاتفه بجانبه ونام بأمان هو الآخر..
_
بضع قطرات من العطر وكيتي جاهزة لِلخروج
بضع جرعات مِن مشروب الطاقة الخاص به وكاميرون جاهز للخروج
المدرسة كانت المكان الذي تجد فيها كيتي نفسها ويشعر كاميرون أنه إنسان له أهمية فيها
مرت بضع حصص والآن موعد إستراحة الطعام
كيتي تجلس مع صديقتها..
كاميرون يجلس مع فريقه
كُل منهُم في مكان مُختلف ولكن أعينهم تتشاركان التحديق..
_
«هاي كام، تريدنا أن نلقن الحماقة المصنوعة من الأموال هذه درسًا عن ما إقترفته بحق سترتك؟»
كان هذا شون أحد أفراد فريق كاميرون الذي يتحدث بالتزامن مع خُطا كيتي تجاه كاميرون في الملعب الخاص بالمدرسة وطلبها لأن تحادثه على إنفراد..
«لا داعِ شون، إتركونا وحدنا رفاق»
أمر كاميرون الفريق وإنفضوا من حوله خلال ثوانٍ
«هل أتيتِ لتدمري سترتي الإحتياطية أيضًا؟»
نظر لها كاميرون بهدوء وألقى جملته بِلا ملامح
_
في الواقع جلبت لك شيء »
تحدثت كيتي بنبرة مُنخفضة وصوت مُتهدج ثُم أخرجت غُلاف ورقي من حقيبة ظهرها، إتخذها الأمر ثوانٍ حتى أخرجت ما داخل الغلاف ووقف كاميرون مشدوهًا حين نظر إلى مُحتوى ما بيدها
«لم يستطيعوا أن يوفروا لِي سُترة مُطرزة آليًا بالإسم والرقم كـ سُترتك القديمة فقط أعطوني اللون المُناسب، لِذلك طرزتها يدويًا، أتمنى أن تعجبك»
مدت كيتي يدها تجاه كاميرون بِالسُترة الجديدة التي وعدته بِها، كان شعار المدرسة مُكرز بشكل جميل من الأمام و مِن الخلف كان إسمه و رقمه في الفريق،لم يُصدق أن تلك الغنية المُدللة تملك من الموهبة ما يفوق مظهرها الفارِغ
كان **ته يُوترها فهي تظُن الآن أنه لم يُعجبه ما فعلت، وبدأ القلق يأكلها حية..
_
لم تُعجبك؟،يُمكنني جعلهم يطرزونها آليًا ولكن هذا سيأخُذ وقتًا طويلًا، إسبوعان تقريبًا.»
قالت كيتي المُترددة لِكاميرون ذو الملامح الجامدة
«أعتذر، ظننت أن التصرف السريع سيكون حلًا سليمًا ولكن أظن أن تطريزي أفسد السُترة»
أعادت كلمات إعتذارها على مسمعه مرتان ثُم إستفاق كاميرون من شروده
«نعم لم تُعجبني»
أجاب بهدوء لترتسم ملامح الخيبة على كيتي التي سهرت لتنهي التطريز ولم تحصل على جرعة واحدة من النوم
«بل أحببتها، شُكرًا لكِ!»
أكمل جُملته التي جعلت كيتي تقفز فرحًا داخليًا
«أقل ما يمكنني فعله لِأعوض عن ما فعلت، لست فقط كُتلة أموال حمقاء لعلمك!»
تحدثت بهدوء بينما تُعيد إرتداء نظارتها وتبتسم له إبتسامة جانبية
هي بالطبع تشير لكلمات شون.
_
بدأت المُباراة التي أقنعت كيتي المُدير بإعادتها وأعطته بعض الأسباب ليحاول إقناع الخ** في إعادتها منها أن المباراة إنتهت بتعادل سلبي مثلًا وأنه يجب على إحدى الفريقين الفوز بالإضافة لمنافع مادية ستعود على المدرسة وقد كان المُدير سهل الإقناع حين يتعلق الأمر بكيتي و تبرعات والدها السخية..
كانت المُباراة طاحنة بين فريق المدرسة والفريق المُنافس ولكن إستطاع كاميرون تضييع بعض الوقت لصالح فريق المدرسة ثُم أحرز هدفًا بشكل أفعواني لم يُصدقه أحد قبيل الإستراحة
مما جعل كايتي تصرخ بإسمه من الصدمة والفرحة أنها لم تفسد له منحته الدراسية مما جعل الجميع ينظرون لها في إستغراب بالغ، ففي رواية قديمة يُحكى أن كيتي تكره فتيان الكُرة و تحتقر قائدهم أيًا كان من هو، والآن هي تصرخ لصالح قائد فريق كرة القدم؟
_
في الإستراحة كان فريق كاميرون يتحدثون عن سترته الجديدة المُميز بها كاميرون ويظنون أنها رائعة ثُم تطرق سايرس لنُقطة مُعينة
«لِم هتفت لك كيتي موساز؟»
إلتف نظر معظم الفريق لِكاميرون بعد هذا السؤال مُنتظرين إجابة من كاميرون الذي لم يجد إجابة لهذا
«هل تحاسبون قائد فريقنا أنه وسيم أم ماذا؟،بالطبع بسبب مهارته »
كان هذا مُحامِ كاميرون في الفريق، شون.
«رُبما كيتي موساز مُعجبة بكاميرون»
تحدث سايرس وبدأت النظريات تتدفق داخل غرفة تبديل الفرقة ولكِن كُل ما يشغل كاميرون الآن هو شيء واحد..
لِم هتفت له كيتي موساز التي تركت فرقة التشجيع لأنها تظنها فرقة تحيزية ضد المرأة وأيضًا لأنها تكره أي قائد لفريق الكرة على وجه الظهيرة؟
_
في الجزء التاني للمباراة كان لعب كاميرون جيد جدًا حتى أنه احرز هدفان وكان هذا ظهوره الساطع
بينما كان الجميع يُحييه ويشكره على لعبه الجيد حتى مُدرب الفريق كان عقل كاميرون في منطقة واحدة «لولا كيتي لم أكُن لأفعل كُل هذا، المباراة السابقة كان الأمر سيكون جنونيًا لو أحرزت هدفًا واحدًة ليس ثلاثة، هل كان القدر هُو من زج كيتي في طريقي لتفسد اليوم والمُباراة ثُم ليحدُث كل هذا؟»
أفاقه من شروده ذكر مُدرب الفريق أن المُدير بدل رأيه في عدم إستضافة مباراة إضافية بعد خروج كايتي من مكتبه لينظُر جميع الفريق تجاهه ثُم يتحول نظر الفريق كُله لكيتي المُتجهة لكاميرون
«كاميرون، أولًا مُبارك لك الفوز بالمُباراة وثانيًا، ستأتي اليوم معي في مشوارٍ مُهم بعد المدرسة ولا مجال للرفض أيُها القائد»
أسقطت الجُملة بدون حتى أن تأبه لكامل فريق كُرة القدم الذي حوله والذين ينظرون لها بتفحص وتمحُص
«تبًا»
همس كاميرون تحت أنفاسه بينما خطت كايتي لخارج الملعب بثقة
كُل ما كان يُفكر فيه حاليًا هُو أنه مُطالب بتفسير لكامل فريقه الآن بسبب فعلة كيتي المُتهورة!
«تبًا يا رجُل لقد سقطت كيتي في بحر قائدنا بلا مُنقذ»
كان هذا وبالطبع الأ**ق شون.
_
سبع دقائق هُو الوقت الذي **ت فين كاميرون مُنذ أن صعد سيارة كيتي التي أخبرته أنهم سيذهبون للجراج لكي يتسلم سيارته..
«سنقضي ساعة سويًا في الطريق لذلك إن اردت أن تشغل المذياع لا يُوجد مشكلة»
تحدثت كيتي التي تصب تركيزها في للطريق ظاهريًا وتنظر بطرف عينها لكاميرون الصامت تمامًا
«لم أكُن أعرف أن حديثي معك أمام الفريق سيجعلك غاضب هكذا، لقد أردت فقط أن أخبرك أننا سنذهب للجراج ولكن لم أرد إعطائهم الكثير من المعلومات لأنك كتوم»
بعد بضعة دقائق بررت كيتي نفسها قليلًا
«**تك يقتلني، أنا أعتذر لتشويه سُمعتك الثمينة بحديثي لك!»
تحدثت كيتي مُحاربة دموعها التي تجاهد للنزول بصوت مُتذبذب بشائر بداية إعصار ملحي غير مسبوق..
لم يُجب كاميرون الذي أشاح بوجهه تجاه الطريق..
_
«من أنا كي يقتلكي **تي آنسة كيتي؟، مُجرد قائد الفريق الذي تكرهينه والذي بالصدفة دمرتي حياته، الآن تفضلتي مشكورة وعرضتِ إصلاح ما أتلفته ولم أكُن لأوافق إلا لأنّي لن أستطيع إصلاح أيًا مِنها حاليًا وأيضًا لتتحملي تبعيات أفعالك، ولكِن تشجيعك لي و حديثك معي أمام جميع الفريق بلا ذره خوف ولا تردد شيء يجب علي التفكير به، فكرت كثيرًا ولمن لم أجد مُبرر، هل لد*كِ مُبرر مُناسب سوى أنكِ تلعبين لعبة الأغنياء المُكرة في مائة فيلم ومسلسل؟»
كان هذا ما نطق به كاميرون أخيرًا تنيجة لكلمات كيتي المُترجاة..
«صحيح، من أنت؟»
أجابته كيتي بنبرة جافة تحاول التركيز على الطريق وأن تكون و**ة قدر المُستطاع ولكِن خانتها أدمعها في نهاية المطاف، أدمُعها التي لم تستطع إخفائها عن كاميرون وصحبها صوت نحيبها المُشفق على حالها..
«كيتي.. لم أقصـ..»
قاطعته كيتي في مُنطصف دموعها وشهقاتها
«لا أنت مُحق كاميرون،فأنت لست سوى شخص ذو قلب جليدي لا يعرف سوى سوء الظن بالناس!»
_
«صراحةً كيتي، لم أقصِد إيذائك بهذا الشكل ولكِنّي كُنت أفكر بشكل مُرتفع قليلًا، تصرفاتك أربكتني لأنّي لم أعتد على هذا اللطف في العالم، هل يُمكننا البدء من جديد كـ أصدقاء؟»
تحدث كاميرون بعدما أقنع كيتي بأن تصف السيارة في منتصف الطريق ليتحدثا قليلًا وحتى تهدأ عن البُكاء لكي لا يرتضموا بأي سيارة أخرى على الطريق،كانت كلماته مِن القلب نقية وظاهرة
«أصدقاء»
قالت كيتي التي إبتسمت بين دموعها حين أعطاها كاميرون مشروب طاقته لكي يساعدها على التوقف عن البُكاء والهدوء
«أنا حقًا آسف كيتي»
أعاد كاميرون إعتذاره لِتبتسم كيتي مرة أُخرى وتضع سباباتها أمام فمه في إشارة منها لأن ي**ت
«لقد أخذت فرصتك في الحديث، سأتحدث أنا.
لقد كُنت ألطف قائد كُرة على مر التاريخ، على الاقل من الذين عاصرتهم،لست وقح،لست مُتلاعب و لا تمشي في الرواق تتفاخر بإنجازاتك، لقد كُنت دومًا هاديء مُتواضع.
أي قائد غيرك فعلت معه ما حدث معك صدقني لم أكُن لأندم ولو للحظة ولكِنّك كُنت تجبرني بِتواضعك و طريقتك الحسنة مع الجميع أن أسلك معك نفس النهج الحسن وظننت أننا من المُمكن أن نكون أصدقاء قليلًا صراحةً طمعت في هذا ولكِن، لم أحصل عليه إلا بعد أن بكيت، حتى أنّي حصلت على مشروبك المُميز، لو كُنت أعرف أن البُكاء حل سحري لكي نصبح اصدقاء ما كُنت تكبدت كل العناء السابق»
تحدثت كيتي بِضحكة في النهاية لتدلل على أن ما قالته بالنهاية كان مجرد مزحة.
«من فضلك لا بُكاء»
أجاب كاميرون على الجزء الأخير بقهقهة خفيقة
ثُم إستئنف الرد على ما تبقى من حديثها: «لا أستطيع الرد على هذا الكلام اللطيف، لم يُوجه لي مثله قط»
_
في النصف الثاني من الطريق قاد كاميرون وحين وصلت كيتي وكاميرون للجراج علموا أن السيارة ستأخذ قليلًا من الوقت وإقترح المُصلح عليهم أن يتجولوا في المدينة قليلًا ولكن كان التردد يبدو على كاميرون قليلًا..
«هيا سأريك أماكني المُفضلة هُنا»
تحدثت كيتي وسحبت كاميرون من يده بدون إنتظار رده حتى..
وصلوا لمطعم شعبي صغير، طلبت كيتي لنفسها ثُم خيرته ليطلب الكانيلوني وجلسا في طاولة في نهاية المطعم، كانت الإضائة مُنخفضة و هُناك لافتة بالإيطالية تُضيؤ بأخضر باهت لتُعطي المطعم جو مُريب
رن النادل الجرس لتنزل كيتي وتأخذ الطلبات ثُم تعود لِكاميرون المُرتاب
«لا تقلق، المطعم لطيف فقط هاديء، لن يقتلونا»
أجابت كيتي بإبتسامة و دفعت طبقه أمامه ليبتسم لها إبتسامة ضعيفة
بدأ الإثنان الأكل في **ت حتى سقطت بعض الصلصة على ملابس كاميرون ليحاول البحث عن منديل ليزيلها به
«كاميرون، لقد صنعت لك هذا المنديل لِأعتذر لك عن ما حدث والأذى الذي تكبدته بسببي، فقط كُنت مُحرجة أن أعطيه لك»
أخرجت كيتي المنديل الحريري المُطرز لتمد به يدها تجاه كاميرون
«هل سأمحو الصلصة بهذا الفن الخالص؟، بالطبع لا»
أجاب كاميرون بعفوية بينما يأخذ المنديل ويضعه في جيب بنطاله ثُم يتوجه لدورة المياة
«سأشطفها وأعود»
تحدث لكيتي التي لا تعي ما حولها و توقفت عن السماع مُنذ أن مدح منديلها ولقبه بالـ(فن الخالص)
_
كيتي وكاميرون يمشون أرجاء المدينة مُنذ ثلاثة ساعات، أرته مطعمها الإيطالي المُفضل و تناولا مخفوق الحليب ووضعت كيتي بعض الكريمة على أنف كاميرون الذي -وياللغرابة- أخذ الأمر بمرح وضحك على فعلتها الطفولية وتحدثوا كثيرًا والآن قررت كيتي أن تريه الشاطيء
«للشاطيء روح إيجابية، أذهب هُنا كُلما أشعُر أنني حزينة ووحيدة»
تحدثت كيتي بينما تدخل من بوابة معدنية بالية و يمشي كاميرون على خطاها بهدوء..
«وهل أنتِ حزينة ووحيدة الآن؟»
سألها كاميرون بصوت هاديء ومُنخفض
«بل أنا في أسعد أيام حياتي»
بإبتسامة رُسمت على محياها أجابته كيتي
«لقد صرفتي الكثير من الأموال، والآن أنتِ معي هُنا فقط لنأخذ سيارتي، حرفيًا ضاع وقتك الفترة الأخيرة، ما الذي يعجلها أسعد ايام حياتك الأمر غير منطقي»
تحدث كاميرون بينما تبتسم له كيتي إبتسامة أوسع
«لأنّي معك»
_
«أنا أيضًا أحببت الوقت الذي قضيته معكِ، مر الوقت سريعًا،للتوقيت الصيفي يد في هذا»
تحدث كاميرون و قد كانت كيتي على قاب قوسين أو أدنى من صفع مُقدمة رأسها
«بالطبع التوقيت الصيفي!»
أجابت كيتي بينما تخرج من البوابة الحديدية للشاطيء
«كيتي لم تخرجين؟»
صاح كاميرون لتزفر كيتي بِـ ضياع أمل
«أشعر بالبرودة قليلًا»
أدارت وجهها وأجابت
«ولكن الجو حار؟»
سألها كاميرون الذي لا يفهم شيء
«البرد قادم من قلبك كاميرون»
_
«لِم هذا الآن؟»
سأل كاميرون بهدوء بينما ينظر لعينا كيتي الغاضبة
«حين يخبرك أحدهم أنه سعيد لأنه معك وأن الوقت يمر معك سريعًا هذا ليس له علاقة بالتوقيت صديقي العزيز، الآن يجب علينا العودة للجراج»
أجابته كيتي بحزم لِينظُر كاميرون إلى الأرض بهدوء
«لم يُخبرني أحد هذا من قبل، كيف لي أن أعرف معنى شيء يُقال لي لأول مرة؟»
خرجت هذه الجملة من كاميرون بعد إنضباطه لأعصابه قليلًا
«معناها بكل بساطة أنّي أحب قضاء الوقت معك وأن الوقت معك يجعلني سعيدة، إلهي كاميرون ما بك؟»
إنفجرت كيتي بـ جُملتها الأخيرة لينظر لها كاميرون بتركيز لثوانٍ
«هل تحتاجين لـعناق؟»
_
«على الرغم من غضبي التام منك؟ ولكن نعم سيكون العناق لطيفًا»
أجابت كيتي وإقتربت من كاميرون الذي فتح ذراعيه بالتزامُن
«أعتذر عن أيًا كان ما فعلت وجعلك تشعرين بالغضب منّي، إعلمّي أني أمامي الكثير لتعلُمه و أنا أحاول»
بينما يُربت كاميرون على ظهر كيتي بهدوء أدلى ما بدلوه..
«فقط الأمر أنّي عصبية قليلًا»
تحدثت كيتي الغير مُصدقة لما يحدُث الآن بصوت مُنخفض تُبرر غضبها له
«إذًا نحن بخير؟»
سألها كاميرون الذي أنهى العناق قبل أن يُصبح مريبًا قليلًا ولكي لا يكون الوضع غير مُريح
«بخير صديقي العزيز»
أجابت كيتي بإبتسامة مُمتنة بينما تُمسك بيد كاميرون
«الآن إلى الجراج»
_
«إنها التاسعة مساءًا، مُتأكدة أنكِ ستستطيعين الذهاب وحدك؟»
كان كاميرون و كيتي يقفان أمام الجراج بعد الإنتهاء من سيارتهما
«أعني، يُمكنني الذهاب وحدي ولكن بالتأكيد صُحبتك ستكون شيء جيد!»
أجابت كيتي في نفس واحد لِيبتسم كاميرون
«ولكن سيتوجب عليك أن تقلني غدًا للمدرسة أيضًا، فإرسال سيارتي للمنزل سيكون في وقت فتح الجراج وهذا الوقت سيكون بعد موعد المدرسة بوقت كبير»
سددت كيتي رميتها المحظوظة
«حسنًا إذًا آنستي، سأكون سائقك المُخلص الليلة و*دًا»
أجاب كاميرون بإبتسامة بينما يفتح لِكيتي السيارة ويلوحان وداعًا للعم چورچ صاحب الجراج
«تخيل أنك كُنت ستتركني وحدي في الظلام والطريق الهاديء إن أخبرتك أنّه سيكون بخير تركك لي وحدي؟»
تحدثت كيتي لكاميرون الذي كان ينزر بتركيز الطريق
«لا أفهم شيء، إن أخبرتيني أنه سيكون على ما يرام تركي لكِ تقودين وحدك إذًا فهو على ما يُرام، أنتِ أدرى!»
تحدث كاميرون وصفعت كيتي وجهها
«قُد ب**ت كاميرون»
تحدثت بينما تشغل بعض الأغانٍ من هاتفها لسيارة كاميرون وتخلع حذائها وتجلس على راحتها
«أنتِ غريبة بشكل لطيف»
تحدث كاميرون بينما ينظر لها بِإبتسامة
«بقدر ما أقدر هذا الإعتراف الجميل ولكِنّي أقدر حياتنا أكثر، إنظر للطريق!»
تحولت نبرة كيتي الحالمة لِحازمة في أقل من ثلاث ثوانٍ
عم ال**ت لفترة حتى قرر كاميرون الحديث
«أُحب عفويتك، كيف تجعلين كُل شيء سهلًا وكيف تشعرينني بالأمان، أُحب تطريزك اللطيف الذي يشعرني أنكِ من العصر الڤيكتوري وأُحب بساطتك كما ظهر في المطعم الإيطالي الهاديء، أحببت كيف يُمكنك تلوين يومي وجعله أكثر من مجرد يوم عادي وأحببت أيضًا كيف كُنت اشعُر بمشاعر لم أكُن أعرف أنّي يمكنني الشعور بها بقُربك فقط، خلال ثلاثة أيام إقتحمتي حياتي وكانت هُناك هالة مُختلفة حولك»
تحدث كاميرون بكُل أريحية لأن رأس كيتي على كتِفه علامة على نومها العميق
أما عن كيتي فقد إستمعت لكُل كلمة قالها و نمت إبتسامة بسيطة على محياها
_
«هل حقًا حملتني لغرفتي البارحة؟»
كانت هذه صباح الخير الخاصة بكيتي حين وصل كاميرون لأمام منزلها ليقلها للمدرسة
«نعم لقد كُنتي نائمة و إستأذنت والدك أن لا نوقظك»
تحدث بهدوء خائف من ردة فعلها
«يا إلهي كاميرون لقد حملتني ولم أصحو لهذه اللحظة التاريخية؟»
تحدثت كيتي بغضب بينما تلقي بحقيبتها على الكرسي الخلفي لسيارة كاميرون
«دعيني أحاول فهم هذا هل أنتِ سعيدة أم غاضبة الآن، وهل غضبك يكمُن في عدم إستيقاظك؟»
كان كاميرون حائر من أمره بينما يحاول فهم كيف يعمل عقل كيتي
«بالطبع مُستائة يا رجُل، لم أستيقظ للحظة لطيفة كهذه؟»
تحدثت كيتي بغضب لطيف
«آسف أظُن؟»
تحدث كاميرون غير واثق فيما يمكن أن يقول
«بالمُناسبة لقد إستمعت لما قُلت البارحة، أنت واقع لي»
تبدلت نبرتها المُستائة بنبرة فرحة وإبتسامة بطول نهر النيل
«هل كُنتِ تخدعيني بتظاهرك أنكِ نائمة؟»
سألها كاميرون رافعًا حاجبه الأيسر
«لقد أيقظني شون، الكثير من المُكالمات من فضلك لا تنسى هاتفك في حقيبتي مرة أخرى!»
تحدثت كايت محاولة تغيير الموضوع ومدت ذراعها للكرسي الخلفي لتخرج هاتفه
«دعينا من شون حاليًا، هل كُنتِ تخدعينّي؟»
أعاد كاميرون سؤاله مرة أخرى مما سبب توتر كيتي
«وهل كُنت ستتحدث بطريقة غير تلك يا صاح؟»
«مُخادعة صغيرة»
إبتسم كاميرون بينما بدأ في القيادة
«مُخادعة واقعة لك!»
_
«كيف تقعين لـ شخص، لا أفهم هذا»
تحدث كاميرون بلا ذرة فهم
«إلهي كاميرون، واقعة لك تعني أني مُعجبة بك، أني أريد ان أرى وجهك دائمًا!»
حاولت كيتي شرح له ما هو قصدها
«هل أخبرك أحدهم قبلًا أنه واقع لك؟»
سألت كيتي ونظر كاميرون إلى الطريق يُحاول ان يتذكر
«نعم، رئيسة المُشجعات ولكن أخبرتها أن تُلاحظ طريقها وأعتذرت!»
تحدث كاميرون بأكبر كمية من البلاهة واللطافة في آن واحد
«أنا مُعجبة بك»
أعادت كيتي كلمتها
«شُكرًا كايتي، تُعجبني شخصيتك أيضًا»
تحدث كاميرون بإبتسامة لطيفة
«أنا مُعجبة بك تعني أنّي معجبة بك كشخص وأُفكر فيك كـ حبيبي المُستقبلي، هذا ليس إطراء»
تحدثت كيتي بينما تقترب من كاميرون كثيرًا لتطبع قُبلة على وجنته
«آ-آ كيتي، لقد كِدنا أن نفتعل حادثًا بسبب فعلتك هذه»
تحدث كاميرون الذي إصطبغ وجهه بلون الفراولة
«ما هُو قولك؟»
سألته كيتي بأكثر نبرة جدية حاولت إيجادتها
«في ماذا؟»
تحدث كاميرون بتوتر وعينان تسافران جميع الاتجاهات
«في هذا»
إقتربت كيتي كثيرًا من كاميرون في هذه المرة بالذات لن تُقبله على وجنته فقط.
«أ- أظُن أنّي لا أريد أن يتم تقبيلي هُنا هكذا»
تحدث كاميرون بصوت مُتهدج بينما يُوقف السيارة أمام المدرسة
«وكيف تُريد ان يتم تقبيلك؟»
سألته كيتي بجرأة غير مسبوقة لتشتد حرارة وجهه و تصتبغ وجنتيه بلون النبيذ
«حين أكون في علاقة، بعد ثاني موعد على الأقل»
تحدث كاميرون بهدوء بينما يجمع شتات نفسه
«هل تكون في علاقة معي إذًا؟»
«أوافق كيتي ولكن لا تُخيفي ا****ة بداخلي ودعينا نأخُذ الأمور بروية»
«لا وعُود»
أجابت كيتي بقهقهة خفيفة بينما تترك السيارة وتخرُج
_
تمَت.