part 1
"والله ما عملت حاجه، انتو ليه مش مصدقين، انا مظلومه، يا ماما انتى اكيد مصدقانى، طب انت يا بابا متظلمنيش كمان، متعملوش فيا كدا"
كانت هذه الكلمات تخرج من فم "ملك" وهى تقف فى منتصف القصر وتصرخ باعلى صوتها بلوعه الالم والظلم، وهى تحاول ان تثبت برائتها، تحاول ان تنقذ نفسها، وان تثبت للجميع انها ليست بهذه الفتاه السيئه التى تفعل مثل هذا الفعل المشين وتخون ثقه عائلتها.
لتنظر لها نرمين ابنه عمها بتشفى وهى تتكلم بمكر كبير وهى تقول :
امال اى ال حصل دا كله يا ست ملك الراجل ال جه هنا وقال انكم هتهربوا مع بعض وجاب كل الادله ال معاه دى كان بيهزر مثلآ، انتى كل حاجه ضدك بلاش ال انتى بتعمليه دا، واعترفى بغلطك وخلصى الكل، وبلاش الوساخه ال انتى فيها دى.
لتقول لها ملك بغضب وهى لا تزال تدافع عن نفسها:
ان اشرف منك يا نرمين، انا لسا على موقفى انا معملتش اى حاجه، انا مستحيل اعمل كدا، انتوا اكتر ناس المفروض تكونوا واثقين فيا، متعملوش فيا كدا وتظلمونى.
لتقترب ملك من والدها "صدقى "الذى يجلس على الاريكه وهو يطأطأ راسه الى الاسفل وهو يضع يديه الاثنين فوق رأسه.
لتتكلم ملك بالم وهى تنظر الى والدها بحزن وهى تقول له:
بابا رد عليا، متعملش كدا، انت اكيد مش هتصدق كل ال حصل دا ، انا بنتك حبيبتك ملك ال دايما رافعه راسك، انت اكتر حد عارف انى مستحيل اعمل كدا.
لتسقط على قدميها امام والدها وهى تقوم بامساك يديه وهى تبكى وتشهق بحزن، لتجد والدها ينظر لها بحزن.
ليزداد حزنها على نفسها، فقد ايقنت من نظراته لها انه لا يصدقها، لتنظر الى والدتها" وفاء"، لتقترب منها بامل وهى تقول لها:
ماما انتى اكيد مصدقانى، انتى عارفه مربيه بنتك ازاى، واكيد واثقه فيا، ارجوكى متتخليش عنى يا ماما، متسبنيش انتى كمان.
لتنظر لها والدتها "وفاء" بحزن، دون ان تنطق بكلمه واحده، لتشعر ملك بقلبها يهوى بين ساقيها من الحزن، لقد تخلت عنها عائلتها بسبب شئ لم تفعله، ولكن ما هو الدليل الذى سوف يثبت كلامها.
لتقترب منها نرمين، وهى تنظر لها بتشفى وهى تقول لها:
مش كفايه المسرحيه ال انتى عملاها دى.
لتتكلم هبه والده نرمين وهى تنظر الى ملك باستحقار وهى تقول:
انا سبق وقلتلكوا قبل كدا، انكوا لازم تاخدوا بالكوا من البنت دى، لانها هتجيب العار للعيله كلها، لاكن اقول اى امها هى ال كانت مقوياها، وكليه برا مصر تعليم عالى، وبنتى انا واثقه فيها، اهو ثقتكم شفتوا هتود*كم لفين، البنت كانت هتهرب مع واحد، لولا ان الولد عارف اننا عيله محترمه واننا مش عاوزين فضايح جه واعترف بكل حاجه.
لتقترب "امنه " زوجه" عابد "عم ملك، من هبه وهى تقول لها:
عيب كدا يا هبه مهما حصل ملك بنتا وانا واثقه فيها، مش حته واحد غريب هيجى يقول كلمتين واحنا نصدقه فيها.
لتنظر لها هبه وهى تقهقه، بشماته ظاهره للعيان وهى تقول: مفيش اسهل من الكلام يا امنه، اد*كى انتى قلتى بنفسك واحد غريب جه ولا نعرفه ولا يعرفنا، وجايب محادثات بينهم وكمان تسجيلات صوتيه، وصور ليهم مع بعض، مستنين اثبات اى اكتر من كدا، علشان تصدقوا انها كانت هتهرب معاه وتفضحنا كلنا، سمعتنا ومركزنا والاسم الكبير للعيله، دا كله كان هيضيع فى لحظه واحده، وبسبب مين، بسبب قله تربيه واحده من العيله، وبسبب الدلع الزايد ليها، انا مش عارفه كانوا مدلعينها على اى، مهو انا معايا نرمين، مفيش فى جمالها او فى رقتها ولا فى ادبها كمان.
لتنظر لها امنه، وهى تعجز على الرد عليها، فكل ما قد قالته كلام صحيح، فهذا الرجل الذى جاء هنا وقد قام بافتعال كل هذه المشكله التى سببت ازمه كبيره هنا، كان قد جاء وبيده الادله الكافيه ليصدقه اى احد بسهوله، فمن الصعب ان يشكك اى احد بصدق حديثه، وهو يحمل كل هذه الالدله الملموسه، الظاهره للعيان، التى لا يستطيع احد انكارها.
ليتكلم" عابد" عم ملك الاكبر بحده وهو يقول:خلاص اقفلوا الكلام فى الموضوع دا، واياكم اسمع اى حد يتكلم فيه تانى، دا اولا، وثانيا، اياكم حد يبلغ غيث بكل الكلام الحصل انهاردا دا.
لتتكلم الحجه "زينات " الجدة. وهى تقول موجهه كلامها الى ابنها الكبير عابد:عابد عاوزاك، فى حاجه مهمه، حصلنى على الاوضه بتاعتى .
ليومئ لها عابد باحترام وهو يقول لها:حاضر يا امى.
لتتوجه الحجه زينات الى الغرفه الخاصه بها ، بينما لحق بها عابد الى الغرفه الخاصه بوالدته.
بينما ظل كلآ من ملك ووالدها صدقى ووالدتها وفاء، فى مكانهم، وكانت نرمين تنظر الى ملك بشماته، لترحل بعد ذلك من المكان وهى تبتسم بانتصار وسعاده.
لتلحق بنرمين والدتها هبه، وهى تنظر الى وفاء والده ملك بسخريه وشماته كبيرين، لترحل من المكان وهى تلحق بابنتها ليحتفلوا بكل ما حدث اليوم، بينما نهض صدقى والد ملك من مجلسه وهو من** الرأس، ليتوجه الى الغرفه الخاصه به لتلحق به زوجته وفاء وهى تنظر الى ابنتها بحزن كبير.
لتنظر لهم ملك بالم ينتشر فى اعماق روحها، لم تكن تظن ابدآ ان عائلتها قد تتخلى عنها فى يوم من الايام، لم تكن تتخيل هذا حتى ، كيف لهم الا يصدقوها، كيف لهم ان يقوموا بتكذيبها، لتنظر الى امنه زوجه عمها الاكبر عابد وهى تقول لها بصوت غلب عليه الحزن والالم :
امى وابويا اتخلوا عنى وصدقوا واحد غريب وكدبونى انا، انتى اكتر واحده عارفه انى معملش كدا، انتى تعرفينى كويس، انا مستحيل اعمل حاجه زى كدا ابدآ، حتى لما كنت عايشه مع اهلى برا مصر كنت دايما بكلمك وعمرى ما عملت حاجه غلط، ازاى فشهر واحد اعرف شخص واكون ههرب معاه.
لتنظر لها زوجها عمها امنه بحزن ، فكم تشفق عليها لتقول لها وهى تحاول ان تقوم بتهدئتها:
معلش يا بنتى، هما اكيد مصدومين بس مش اكتر، انا متأكده انهم واثقين فيكى بس الصدمه كانت كبيره عليهم ومتحملوهاش، انا واثقه فيكى يا بنتى، وعارفه انك متعمليش كدا، وان شاء الله كل حاجه هتتحل، وان الحقيقه هتظهر ، انا متاكده.
لتومئ لها ملك بحزن، فهى لا تمتلك ان تفعل اى شئ، سوى ان تنتظر ان تظهر الحقيقه، فاقرب الناس لها، وهم والدها ووالدتها.قد تخلوا عنها، فما الذى قد تبقى لها فى هذه الحياة بعد تخلى اهم من فى حياتها عنها.
لتتوجه بها امنه زوجه عمها الى الغرفه الخاصه بها، حتى تستريح قليلآ من توتر الاعصاب، الذى قد عانت منه اليوم، فكم كان اليوم شاقا عليها جدآ.
"كم هو مؤلم احساس الظلم، ان يكون الانسان مغلوبآ على امره، ان يكون عاجزآ عن الدفاع عن نفسه، ان يكون عاجزآ عن اثبات برائته، واخراج نفسه من براثن الظلم وغياهب الالم التى احاطت بروحه، كم هذا يؤلم بحق، كم هذا يجعل الانسان من**رآ اكثر، والذى يزيد من مدى سوء هذا الامر، كون المرء وحيدآ فى هذه الدنيا، يعانى من الظلم والبؤس بمفرده، ليقاسى شتى انواع الالم التى تقضى على ما تبقى من روحه بسبب تخلى الجميع عنه، هل هذا هو الواقع؟!! ام انها مجرد ايام نعيشها وسوف تمر فى النهايه، ان تمر هذه الايام هذا كل ما نفكر فيه، فلم نعد نتحمل، ولم نعد نطيق اى شئ ibtesam alagmy #"
_____________♡
يجلس على الكرسى الخاص بمكتبه بهدوء ووقار وبرود، وهو يقوم بمراجعه بعض. الملفات المتعلقه بعدد من الثفقات المهمه.
انه "غيث " وريث العائله، والذى يقوم باداره كافه الاعمال الخاصه بالعائله، ليقوم بادارتها باتقان وحنكه، لا يدلان الا على رجل اعمال محنك ماهر ، قد بلغ درجه عاليه من الذكاء تفوق بها على اقرانه، فقد تمكن من اداره كل اعمال العائله وتمكن من ادارتها بحكمه واستطاع تكبيرها فى فتره ليست بالكبيره.
ليحمل غيث الهاتف الخاص به وهو يقوم بالاجابه عليه ، ليجد المتصل نرمين ابنه عمه "على " وهى تتكلم معه كالعاده كمحاوله منها الى جذبه اليها، فهى تطمح ان تتمكن من جذب غيث لصفها، وتطمح ان تقوم بالتقرب منه حتى لا يفلت من بين يديها.فهى تتمنى الزواج منه.
ليقول لها غيث بملل: خير يا نرمين فى حاجه ولا اى.
لتجيب عليه نرمين وهى تتكلم بهدوء محاوله جذب انتباهه لها: جرا اى يا غيث هو لازم يكون فى حاجه علشان اكلمك واطمن عليك.
ليزفر غيث بملل فقد سئم من هذه الفتاة التى تقوم بالالتساق به، ولا تنفك تبتعد عنه.
ليقول لها غيث بملل: لا عادى يا نرمين، انا بس فى الشغل دلوقتى مش فاضى، نبقى نتكلم بعدين.
ليهم باغلاق الهاتف لتقاطعه نرمين وهى تقول له: غيث استنى عاوزه اقولك حاجه مهمه متقفلش.
ليتكلم غيث بضيق وهو يقول لها : فى اى يا نرمين يا ريت يكون فى حاجه مهمه .
لتقول له نرمين بسرعه وهى تحاول ان تقوم بجذب انتباهه: الموضوع يخص ملك، عملت مصيبه كبيره انهاردا، والقصر كله كان بايظ.
ليجلس غيث على الكرسى بانتباة وهو يقول لها: فى اى. بالظبط، اتكلمى على طول، بلاش حكايه الكلمتين دول، واتكلمى على طول يا نرمين.
لتقول له نرمين بهدوء بعد ان تمكنت من جذب انتباهه:
انا هقولك على كل حاجه يا غيث، علشان تعرف بس، ان ملك دى بنت مش كويسه، وان دى هى اخره العيشه برا مصر، والتعليم برا مصر ال شايفه نفسها بيه علينا دا.
لتردف بعد ذلك بقولها : هى عملت مصيبه كبيره انهاردا انت نفسك مش هتصدقها ، بس هى اتفضحت قدام العيله كلها .
لتبدأ فى الحديث وهى تقص عليه كل ما حدث اليوم، من مجئ الرجل الذى ادعى معرفته بملك، والتسجيلات والصور الذى القاها لهم ، واثبتت ادانه ملك ، وتخطيطها للهروب من القصر معه ، ليشعر غيث بالغضب الشديد بسبب سماعه لكل هذه الكلمات، هو لا تجمعه معرفه شخصيه بملك ، ولكنها فى النهايه ابنه عمه ، وغلطه واحده منها كفيله ان تقوم بانهاء سمعه العائله.
ليغلق الهاتف بغضب كبير، ليتوجه الى خارج المكتب الخاص به وهو يشتعل من الغضب ، ليتوجه الى خارج الشركه ، ليستقل سيارته بسرعه وهو يتوجه الى القصر .