bc

Madness| جُنون

book_age12+
206
FOLLOW
1K
READ
love-triangle
comedy
sweet
bxg
cheating
friendship
like
intro-logo
Blurb

نسخت كُلّ حرف مبتور، كُلّ كلِمة صامِتة وكلّ سطر محمومٍ حبره على ثغري، وخزَّنت من ملمسِه الحريري و هوائِه الخانِق عيشا مُؤبّدا وذِكرى تُحييه كُلّما نفد.

لقد أخطأنا وسنندم ، لنجعله خطأ يستحقّ إذا!

● أدريان

● روزا

chap-preview
Free preview
مشعّة: 01
في الماضي ، كنت عندما أُسأل عن أحلامي و مُخططاتي المُستقبلية أجيب أنّي سأتولّى أعمال والدي ، أو ذلِك ما بُرمجت على التفكير به و قوله امتلكت عائلتي شركة للإعلانات توارثوها أبا عن جد ، من التقاليد أن الإبن البكر في كلّ جيل هو من يتولّى رئاستها و كنت أنا الأكبر بين أبناء عمّي الثلاث . عُجن هذا الهدف بعقلي على هذا الأساس منذ نعومة أظفاري و مبجرّد ما أصبحت في مُنتصف الطور الإبتدائي كان قد نضج بالفعل ، اعتقدت أنه حُلمي و عمِلت بكدّ من أجل تحقيقه ، كما يُكرّس القسّ حياته لخدمة الربّ كرست حياتي للدراسة و كنت الأول على مُستوى المؤسسة التعليمية في جميع الأطوار و مراحلها . أمّا الآن و قد حققتُه فما عُدت أشعر بالسعادة ، لا مُتعة فيما أفعله ! ، صار الضجر و الفراغ جليسا أيامي المُتشابهة ، أشعر كأنّني رجل آليّ . شتان بين الحُلم و الإلتزام ؛ لا أعلم حتّى الآن ما تعريف كلِمة حُلم ، أهو رغبة ؟ ، هدف ؟ ، إيمان ؟ لكن أتمنى لو امتلكت واحدا و سعيت خلفه لربّما تكون الأوضاع مُختلفة أذكر أن صديقا قديما لي سألني يوم التخرج من الثانوية عن ماهية أحلامي ، لماذا عملت بهذا الجد طوال الأعوام الفارطة فكانت إجابتي كالتالي " كي أحصل على علامات تُرضي والديّ و تُخولني دراسة الإختصاص الذي يُريدانه. " و رغم أننا لم نكن بذلك القُرب إلا أنه أجاب بعفوية بحتة و على وجهه بوادر الصدمة " هل كدحت في الدراسة و تحمّلت شقاء السبيل لينتهي بك المطاف تقوم بعمل لا تستلذّ إنجازه ؟ أنت تُضيّع إمكانياتِك يا صاح ! " كنا قد بدأنا نقترب من دورنا في تسلّم شهادة التخرج لذلِك تجاهلتها و مضيت ، لم أتوقّع أنها ستلحق بي و تُلقي الموعظة عليّ ؛ هذه المرّة كانت ملامح الشّفقة تمتطي وجهها. " بعد عدة سنوات من الآن قد نلتقي ؛ سأجدك شخصا ناجحا ذا وظيفة مرموقة ، جاه و مال لا أتوقّع أقلّ من ذلِك منك ، رُبّما ستكون مُتزوجا ، ستمتلك جميع سُبُل الراحة و السعادة لكنك ستعيش في تعاسة و ملل مُطلقين فقط لأنك مُبرمج على العمل و جني المال ، أما أنا فستجدني روحا حرة أطارد الحُلم تلو الآخر ، قد تغتاله الحياة في ريعان شبابه لكنني سأحاول مُجددا ، ستكون حدودك السقف و ستكون حدودي السماء السابعة " كانت ثرثارة ما إن بدأت الحديث لم ت**ت ؛ ربّما أردت أن تنتهي لأنّني شعرت لحظتها بالغيرة الشديدة منها ، يُمنكها فِعل ما تريده و ارتداء ما تريده دون أن تحسب حسابا لأيّ أحد على ع**ي ، بيون أدريان الوريث الشاب، جميع الأعين تُلاحقه و كان ينبغي أن يظهر بمظهر حسن ، قاطع صوت الأستاذ الذي نادى عليّ لأستلم شهادتي مُحاضرة الأحلام الّتي بدا و أنّها لم تكن مُشرفة على النهاية . و لقد صدقت جميع تكهّناتها ؛ أنا أعيش في ملل عارم كأنّ الأيّام مهما كانت مُحلّاة بالسعادة لا طعم لها في ص*ري رغم أنّي أمتلك كلّ شيء تقريبا ، المال، عائلة دافئة و زوجة مُحبّة .. مرّ عامان على زواجي ، زواج مصلحة خُضتُه حينما كانت الشركة تُعاني من ضائقة مالية ، مثله مثل زواج والديّ . زوجتي مثالية كحياتي ، جميلة ، مُراعية ، تهتم بي من جميع النواحي و تحبّني ، اللحظات الوحيدة التي أعتقد أنني استمتعت بها هي عندما كُنّا نخرج معا ، لا أعلم ما هي مشاعري الحقيقة تُجاهها ، هل ذلِك مهم ؟ . نحن لم نُرزق بالأطفال بعد ، أهو السبب الحقيقي لكوني تعيسا ؟ ، على من تكذب ؟ كأنّك تعشق الأطفال عِشقا ! لم تجمعنا الحياة بأيّ من فصولها البائسة حتى الآن ؛ كنت أشعر بالفضول لأعلم عن تفاصيل مسيرتها المهنية و ما إذا كانت قد حقّقت الأحلام التي كانت تتبجح بها لكن القدر لم يشأ ، أرجو أنّها أكثر سعادة منّي . كنت أجلس في مكتبي الفسيح الواقع بآخر طابق من المبنى أقوم بتوقيع بعض الأوراق ، تخطّت الساعة الخامسة مساءً و لا يزال أمامي جبل طود عليّ تسلّقه . كثيرا ما كانت الأفكار تصرفني عن العمل و هذه المرّة كان الهاتف من يفعل ، بعد أن رنّ بالقدر الكافي أجبت على الخطّ و ببرود بادرت " مرحبا جا**ون ، ماذا تريد ! " لم أتكبّد عناء انتقاء الكلمات فالمُتصل كان أحد أصدقائي المقربين و الوحيد الذي تربطني به آصرة متينة عُمرها يُناهر العشرين سنة . " واضح أنك مشغول بالعمل ، سأدخل في صلب الموضوع ، طُلاب دُفعتنا من الثانوية يُخطّطون للاحتفال بالذكرى العاشرة للتخرّج ، هل أنت مُهتم بالحضور ؟ " كان يتحدث برزانة و حين سألني انتبهت إلى أنّ صوته صار أكثر ابتهاجا ، كأنّه يقول بك أو من دونك سأذهب ، لكن لماذا فجأة ؟ " أجواء الاحتفالات لا تُناسبني ، أكره الصخب و المشروب " وضّحت عدم اهتمامي بالعرض و في مُواجهة طبيعتِه اللحوحة كان عليّ إيجاد عُذر أكثر إقناعا ، دحرجت عدستي بين كومة الأوراق و الحاسوب ثمّ تابعت " و لديّ الكثير من العمل عليّ إنجازه اليوم " " هيا يا رجل لا تكن مُملّا ، عندما يتمكّن منك الزمن ستتمنّى لو أنك استمتعت بحياتك عوض إفناءها في العمل ، مُنتهاك إليه لماذا تستبق الأحداث . " نثر ما بجُعبته خارجا دُفعة واحدة في حين كُنت أعلّق الهاتف بين أذني و كتفي مُستغلا الوقت الذي يُضيّعه في العمل " جا**ون أنا .. " كُنت بصدد إعلامه عن رفضي للمرة الثانية غير أنه قاطعني في نُصح و حِلم " جميع أعذارك واهية أدريان ، لماذا تُصرّ على أن تحصر نفسك بين براثن العزلة و قاعات الحياة الفسيحة تُرحّب بك ، صدقني أنت تُفوّت الكثير ، أنظر صحيح أنني شخص مُتهوّر لكنّي مُدير ناجح " كي لا أسمع المزيد أسمعته ما يريد " حسنا سأفكر بالموضوع ، وداعا " أقفلت الخطّ و ألقيت بما قاله في آخر زاوية من رأسي ؛ واصلت العمل بجد و تركيز ، لم أشعر بمرور الوقت إلّا و قد أظلمت السماء بالخارج . تركت الأوراق من بين يدي و وقفت أمام الحائط الزُجاجي أراقب أنوار المدينة تتلألأ كأنّها بساط من النجوم . فجأة اقتُحم مكتبي بقلة أدب فالتفتّ مصدوما ، كان جا**ون ، ظل متكأ إلى الجدار يُناظرني ب**ت ، إن أصرّيت على موقفي سيزعجني كثيرا و سيجعل من ذهابي أو عدمه سيان ، أدركت أنه لا مفرّ لي من إرادته .. " حسنا ، لقد ربحت ، سآتي ، سأحضر .. هل أنت مُرتاح ؟ " هتفت بانزعاج و هممت بتوضيب أغراضي ، جا**ون إبتسم برضى، جلس على كرسيي الجلدي المريح و أخذ يدور به يمينا و شمالا مُتهكّما . " اقناعك على الخروج أشبه باقناع راهبة على ممارسة الرذ*لة ، لماذا تُضخّم الموضوع دائما ، إنّها مُجرد ثلاث ساعات أو أكثر من وقتِك الثمين " ثلاث ساعات ؟ ، يتحدث و كأنّها ثلاث ثواني .. إنّه الإهدار عينُه ، إلــهي صبرك ! " جا**ون ، أنت شوكة في الحلق " رمقتُه بنظرات حادة و أنا أهندم سُترتي ، حين أوحى مظهري أنني صرت جاهزا قفز من الكرسي و عانقني جانبيا " الأ**ق فقط من يضيّع لقاء لمّ الشمل بزملائه في الثانوية ، ستستمتع ثق بي " تِلك الملامح على وجهه لم ترق لي البتّة ، ستكون ليلة طويلة . .... بعد عشر دقائق من القيادة وصلنا إلى المطعم الّذي سيحتضن اللقاء ، بالأصحّ الحفلة .. مِلكيتُه تعود لعائلة كيم و إن كان المُنضّم جونغ إن فقد ضاعت حياتي ؛ أذكر آخر حفلة حضرتها كانت حفلة عيد ميلاده و قد كان مهووسا بأل**ب المشروب " من سيأتي ؟ " سألت بشيء من التوتر ، ليرد على الفور بحماس " هُناك المنظّمين مسؤول الصف سوهو ، المعلمة هانا و المعلم جون وو ، جونغ إن المُستضيف " علِق رأسي عند اسم جونغ إن و خططت للفرار لكن جا**ون كان السير خلفي على بُعد خطوتين بيننا ، هو صديق جيّد و لكن طُرقه في الإحتفال هاجس بالنسبة لي " كريس قائد فريق كُرة السلة و على الأغلب فريقه سيحضر أيضا ، ميرا قائدة فريق المشجعات ، آنّا ملكة جمال الثانوية ، سامويل ، جانغ مي ، ليو .. " جا**ون واصل تعديد الأسماء بلا كلل أو ملل حتى هتفت أحثّه على التوقّف " حسنا حسنا ، يكفي " أسوء شيء في الموضوع أنّي لا أذكر أي مخلوق من الذين ذكرهم باستثناء سوهو ، و تِلك الفتاة ماذا كان اسمها ، نسيتُه كذا وجهها ، أذكر فقط أن عيناها كانتا زُمرّديّتا اللون ، هل ستحضر أيضا ؟ . أول شخص قابلنا عند المدخل كان سوهو ؛ ما يزال ذا هيئة هادئة و قد غير إطار نظّاراته من المُربّع إلى الدائري " جا**ون و أدريان " ن** رأسه و شخبط شيئا على اللائحة التي كان يحتضنها بين ذراعيه ، على الأغلب هو قام بشطب أسمائنا مُؤكّدا أننا حضرنا ، هل ستتم مُناداتُنا كأيام الثانوية مثلا ؟ ، ا****ة هذا ما كان ينقصني . " مر وقت طويل شباب ، أدريان بالكاد تعرفت عليك " ابتسم سوهو بودية و مد يده مُصافحا كلانا ، بادلته مثلها لأنني لم أعثر على الكلمات المناسبة للردّ ، جا**ون ثرثر قليلا معه و بدا الآخر متضايقا لعلّه يكره الإزعاج مثلي . كنت أسمع أصوات ضوضاء و قهقهة قادمة من مكان قريب توحي أنّه مُكتظّ . حين فرغ جا**ون من ملأ فضوله بالأجوبة عبرنا الرواق الطويل إلى عُقر المطعم ، كانت القاعة تبدو أوسع ممّا كانت عليه بآخر لقاء عمل لي هُنا ، و ربّما ذلِك يرجع لاختفاء الطاولات المُعتادة فقد استُبدلت بطاولتيّ اجتماعات فقط ، كانت تحتوي على مُختلف أنواع المشروبات و الطعام ، الأنوار كانت ساطعة و الموسيقى لم تُشغّل حتّى الآن . تلقينا ترحيبا بهيجا من قبل أشخاص لا أذكرهم لكنهم يذكرونني ، شعرت بالخجل و أنا أتظاهر بالع** ، لم أرهم منذ عقد ، لا أصدق أنني أقحمت نفسي في هذا . جا**ون كان يُقهقه باستمتاع لرؤيتي أعاني ، من حُسن حظّي أنّ ذاكرتي جيّدة إذ استطعت تلقّن بعض أسماء الموجودين . " أدريان ، لا أصدّق أنك أتيت " فتاة ظهرت من العدم و جعّدت حُروف اسمي تجعيدا ، لم يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ بل قامت بمُعانقتي كأننا أصدقاء و أنا لا أعلم حتّى من تكون ؟ . بقيت جامدا أستنجد بجا**ون الذي كان يمرح مع بعض الشباب ، هو لم يكن مُنتبها عليّ " أنا ميرا ألم تذكرني ؟ " هتفت بدرامية بعد أن فصلت العناق ، لم يُنقذني سوى حديث جا**ون الذي سبق دخولنا إلى هنا " قائدة فريق المُشجّعات ! " " علِمت أنه من المستحيل لك أن تنساني " ض*بت ص*ري بخفّة في حين بقيت جاحظ العينين ؛ إلــهي ساعدني ! حالما أتى سوهو و معه اللائحة أخبرنا المُعلم جون وو أن نجلس ؛ جا**ون أخذ مكانا بجانبي و قبل أن تستولي تِلك المتصنّعة على الآخر كان سوهو قد جلس بالفعل ، شعرت بالطمأنينة تسري في شراييني ، كنت لأقع في موقف لا أحسد عليه . مرّت نصف ساعة و الأوضاع تحت السيطرة ، المعلم كان يميل كُرسيّه بإتّجاه الطاولة المُجاورة كي يرى الجميع بعد طلبه أن نُخبره عن تفاصيل حياتنا . كُنت أصغي بإمعان لقصصهم و أقارنها مع أسلوبي في الحياة ، مُعظمهم كان يعمل كموظّف حكومي _ ممل _ هدفه في هذه الحياة جني المال و الاهتمام بأسرته ، بعض الأشخاص كقائد فريق كرّة السّلة فتح صالة علاوة على ترشيحة كمدرب للفريق الوطني .. مُعظمهم يُكابدون مشاق الحياة لأنها فرضت عليهم اتباعها و البعض يوجّهون دفّتها بما يخدمهم ، كُنت من النوع الأول . قبل أن يصل دوري اقتحمت امرأة مُشعة ذات أعين زُمرّدية و شعر أ**د طويل المكان ، كان دخولها صاخبا بسبب حقيبة السفر بُرتُقالية اللون التي كانت تجرها ؛ و عندما قُلت مُشعّة عينتُها فملابِسُها فاقعة اللون ، أحمر و أصفر و أخضر عُشبي ، جريمة بحقّ الموضة .. انّها هي ! ، لقد كانت مشهورة في الماضي باثارة الشغب و بأسلوبها الغريب في ارتداء الملابس ، بالحديث عن أسلوبها أعتقد أنه ازداد سوءً و ربّما انفجرت أحلامها المُلوّنة فوق رأسها . " hi gays " صاحت باشراق و هي تجيل بصرها بين الحاضرين ، لقد ارتكبت جريمة أخرى بحق اللغة الانجليزية ، و الأسوء أنّها تفيض بالسعادة ، ما التالي ؟ . الجميع قهقه ضاحكا على خطئها في حين كنت أرمقها باستياء ، إن كُنتِ لا تُجيدين اللغة لماذا تحرجين نفسك ، ثمة العديد من الطرق للفت الإنتباه !.. و لا أظنّكِ بحاجتِها مع تِلك الملابس . " لا تخبريني أنكِ كنت تُلقين التحية هكذا في أسبوع الموضة بنيويورك ! " أحد الشباب الذي كانو يجلسون قُبالتي على بعُد بضع كراسي استقام مُرحّبا بها ؛ ماذا كان اسمه ! ، ليو ، كان معي بنفس الصفّ على حسب ما أذكر و الآن هُو يعمل كأستاذ في نفس الثانوية . " بالطبع كنت أفعل " ردت المُشعّة بثقة بعد أن تكتفت هل تمزحين معي ؟ ، كان من الممكن أن تتلقّي لكمة تجعل وجهك بلون ملابسك ، أردت المُشاركة لكن من طبعي التنصّت و التعليق على ما يحدث في سريرتي " it's guys not gays " قائدة فريق المشجعات تدخلت تريها الفرق ، حيثُ فتحت شفتيها على وسعهما في الأولة و مدتهما بطريقة مبُالغ بها في الثانية ، لا يبدو أن احداهما تُطيق الأخرى " لقد ش*هتِ سُمعة الآسيويين في بلد أجبني " نطق فتى من الطاولة المُجاورة في تهكم ، تقاذفهما بالابتسامات يوحي أنّهما مُقرّبان أيضا ، المُشِعّة هزّت كتفيها بعدم اكتراث و استفهمت " و ما الفرق بينهما ؟ " " نفس الفرق بين شواذ و شباب " ليو طرق جبينها بسبابته ثمّ قادها إلى طاولتنا ؛ أين سيضعها ! ، انتبهت أنه كان يُوفّر لها كرسيا منذ البداية ..القت التحية على الجميع بمن فيهم جا**ون ، كنت التالي في مرمى نظرها و لم نلبث كثيرا حتّى تعثّرنا ببعضنا ، كيف لا و انا لم أنقطع عن التحديق بها رغم أنها تُؤذي عينيّ . صرفت وجهي عنها بحرج و أنا أتساءل عن اسمها " أدريان ، أهذا أنت حقّا ." سألت باستغراب و هي تمدّ جسدها إلى مُنتصف الطاولة ، فورما أومأت مؤكدا صاتت بدرامية و مُحيّاها يضجّ بالمرح " واه ! المدير التنفيذ لشركة مارس للإعلانات حضر هذا اللقاء شخصيا ، كان عليكم إخباري يا رفاق حتى أتأنّق " أشكّ أن شيئا سيتغير لو علمتِ أني سآتي ، مسحت نظرات الملل عن وجهي و ابتسمت بتكلّف " مرّ وقت طويل ، ظننت أنكِ لن تحضري " عجزت عن انتخاب جُملة أقلّ ابتذالا من الّتي قُلتها ، كانت لا بأس بها " تلك الابتسامة أعرفها ، أنت لم تذكرني صحيح " أشارت إليّ مُتهكّمة و رقّصت حاجبيها ؛ أكان ذلِك واضحا حقّا ؟ ، أم أنها تُحاول اختباري؟ ، بصفتِها من ؟ ، نحن لم نكن مُقرّبين حتى و لست المُذنب لأنني نسيت فأسماؤهم جميعها صعبة الحفظ ! سُطت ذاكرتي أن تشي عن اسمها فورا ليس لشيء سوى إنتفاء الإحراج لكنها خذلتني تقريبا و اكتفت باعطائي تلميحا ، أنا واثق أنه يحتوي حرف الزاي ! ، حاولت تركيب بعض الأسماء في رأسي ب**ت بينما كان الجميع ينتظرني ، زارا ! ، زيرا ! ، رازو ! المجتمع مليء بالأسماء الغريبة و أذكر أنّ اسمها غريب ، اخترت أحد الأسماء التي كانت تجول بدماغي و سدّدتها مُزيّفا البرود " زوزا ! " انفلتت ضحكات من أفواه الجميع و بعضهم بصق المشروب معها ، يا للق*ف ! ، جا**ون وضع رأسه فوق الطاولة و جسده المهتز أوحى لي أنه يضحك أيضا ؟ . فهِمت أنني أخطأت " روزا " قهقهت المرأة بسخرية و هي تض*ب سطح الطاولة بيدها ؛ عندما ذِقت ذرعا من هيستيريا الضحك التي أصابتهم عقدت ساعدي مُتستّرا عن احراجي " و ما الفرق بينهما ! ، النُقطة لا تُحتسب ." تعلمت أن لا أسخر من أخطاء الآخرين مع نفسي بل عليّ مُشاركتهم بها مهما كان المكان مُكتظّا كي أصيبهم بالإحراج و أضحك بسخرية في المُقابل ، لن يتردّدوا في فعل ذلِك لي إن أتتهم الفرصة .

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

أنين الغرام

read
1K
bc

جحيم الإنتقام

read
1.8K
bc

رواية " معذبتي “ لنوران الدهشان

read
1K
bc

فتاة انحنت من اجل........الحب

read
1K
bc

معشوقتي

read
1K
bc

بنت الشيطان

read
1.7K
bc

عشق آسر. (الجزء الثاني من سلسلة علاقات متغيرة ).

read
2.6K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook