الفصل الأول (1)
الفصل الأول
كان يجلس في حجرة المعيشة أمام التلفاز يتنقل بين قنواته بجهاز التحكم الذي بيده وهو يشعر بالملل الشديد فليس لديه أي رغبة بالمذاكرة رغم أن اختبارات نهاية العام ستبدأ بعد شهر تقريبا وهو يطمح في أن يصبح مهندسا كما كان يتمنى والديه ولأنه يرغب دائما في ارضائهما فقد تفوق في دراسته حتى الأن وكل عام ترتيبه لا يخرج عن الثلاثة الأوائل في المرحلتين السابقتين إلى أن التحق بالمدرسة الثانوية ورغم صعوبة المنهج إلا أن كل مدرسينه يشهدون له بالالتزام والتفوق كما كان يفعل السابقون.
وها قد أوشك العام الدراسي على الانتهاء وهو في السنة الأولى من الثانوية العامة وقد بدأ يشعر بالملل الشديد بسبب ذلك الروتين اليومي الذي يمارسه حيث يستيقظ مبكرا كل صباح ليذهب إلى مدرسته التي لا تبعد كثيرا عن مكان سكنه, ومن المدرسة إلى صالة الأل**ب الرياضية التي يمارس فيها رياضته المفضلة وهي الكاراتيه والتي رغم إجادته لها بشهادة مدربه إلا أنه يرفض المشاركة في المسابقات الرياضية التي تنظمها المدرسة. ثم يعود إلى المنزل من جديد ليبدأ رحلته مع الكتب فينتقل من اللغة العربية إلى اللغة الأجنبية الأولى ومنهما إلى علم النفس أو الجغرافيا..........وغيرها.
كل ذلك جعله يشعر ببعض التمرد على طريقة الحياة التي يعيشها والتي قد زاد من رتابتها أنه ليس لديه أي أصدقاء تقريبا يمكنه أن يخرج معهم قليلا أو أن يشاركونه في مذاكرة دروسه فهو مع الأسف لديه شخصية انطوائية صلبة جعلت زملائه يتجنبونه, بالإضافة إلا أنه وحيد أبويه فليس لديه إخوة يمكنه أن يتحدث معهم أو حتى يتشاجر معهم على أتفه الأسباب كما كان يرى غيره يفعل, وقد زاد ذلك الاحساس لديه بعد أن فقد أخته الصغيرة منذ عام والتي لم تكن قد أتمت من العمر ربيعها الخامس.
وبينما وهو يجلس على هذا الوضع, ينظر إلى التلفاز ولكنه لا يركز في البرامج المذاعة على شاشته إلى أن سمع صوتا ذكوريا ينادي باسمه بالطبع كان صوت والده فهذا هو وقت عودته من الورشة, وعلى الفور نهض مازن الشرقاوي ليخرج من الحجرة كي يحمل عن أبيه ما كان يتوقع أنه قد أحضره معه إلى المنزل اليوم فهو معتاد دائما قبل عودته إلى المنزل أن يبتاع لهم أنواعا مختلفة من الفاكهة ودائما ما ينادي على مازن كي يأخذ ما أحضره ليعطيه إلى والدته التي كانت في تلك الساعة من كل يوم في المطبخ تعد لهم طعام الغداء, ثم يدخل الوالد حجرة نومه ليستبدل ثيابه بثياب أخرى مريحة وفي تلك الأثناء تكون الوالدة قد أعدت طاولة الطعام لثلاثة أفراد ثم يجلس ثلاثتهم يتناولون طعامهم وكل منهم يقص على الأخرين كيف مر يومه حتى تلك الساعة؟ وبعد الغداء ينصرف كل منهم إلى عمله فمازن يذهب مجددا إلى مذاكرته, أما الأم عفاف فتمارس ما تمتاز به من أعمال يدويه وهو ما تسميه ذلك الاسم الذي كثيرا ما لا يحالفه الحظ عندما يحاول أن يتذكره وهو الكروشيه. أما الوالد فيتناول مصحفه ليقرأ ورده اليومي حتى يؤذن لصلاة العصر فينزل لتأدية الصلاة ويصطحب ابنه الذي يعود فور آدائه للصلاة أما الوالد فيذهب إلى المقهى ليقابل بعض أصدقائه يتسلى معهم بلعب الطاولة حتى المساء.
كل ذلك جال بخاطره وهو يخرج لاستقبال والده ويقول بصوت عال: حاضر يا بابا, انا جاي أهوه.
ولكن ما إن رأى أبيه يقف بالقرب من الباب حتى وقف مكانه مشدوها فور أن وقعت عيناه على تلك الصغيرة التي بدا أنها لم تتجاوز الثالثة من عمرها بعد و كفها الصغير يتمسك بأصابع راحة والده الكبيرة بشدة, أما يدها الأخرى فتعبث بفستانها الأزرق القصير بإهمال وشعرها الأ**د اللامع الطويل معقوصا بالخلف على شكل ذ*ل الحصان, وعندما رآه والده محمود على تلك الحال لا يحرك ساكنا بدأ ينبهه وهو يشير إلى الكيس الذي يمسكه بيده الأخرى و ينهره بلطف قائلا: جرى ايه يا مازن, مش ناوي تشيل عني الكيس دة وتديه لمامتك ولا ايه؟
بدا أن مازن لم يسمع ما قاله والده حيث انطلق السؤال من فمه دون أن يترك مكانه ولا يبدو عليه الاستعداد لذلك: مين دي يا بابا؟
أخذ محمود بضعة لحظات قبل أن يجيب وقد بدا عليه التفكير: دي....دي...
ولكنه لم يستطع أن يكمل وكانت تلك المرة الأولى التي يراه فيها مازن متحيرا إلى تلك الدرجة. أهو يحاول أن يتذكر اسمها؟ أم أنه يفكر في صفة مناسبة يمكنه أن يضفيها عليها؟ هكذا تساءل مازن في نفسه إلى أن خرجت والدته عفاف من المطبخ بوجهها البشوش وهي تقول مازحة: فيه ايه يا مازن؟ هو انت مش قادر تشيل اللي بابا جايبه النهاردة لوحدك ولا ايه؟
هي أيضا لم تقل دهشتها عن ابنها وكان نفس السؤال: مين دي يا محمود؟
فقال مازن لوالدته بمشا**ة: شكل كدة بابا عملها واتجوز عليكي يا فوفا.
بالطبع استطاعت عفاف أن تلتمس نبرة المزاح في صوت ابنها ولكنها لم تستطع أن تتجاهل ذلك القلق الذي بدأ ينهش تفكيرها فسألت زوجها بحدة: ما تتكلم يا محمود وتقولنا مين دي؟
محمود بارهاق: مانتو لو تسكتوا شوية وتسمعوني هقولكم كل حاجة, بس تعالوا نقعد الأول عشان شكل البنت بدأت تتعب.
فاتجهت أنظار مازن ووالدته مرة أخرى ناحية تلك الطفلة التي بدأ الخوف يظهر بوضوح على ملامحها الطفولية البريئة.
وبالفعل جلس أفراد الأسرة وقد رفضت الطفلة الصغيرة أن تجلس إلا بجوار محمود الذي بدأ حديثه قائلا: النهاردة وأنا قاعد أدام الورشة بستريح وبشرب كوباية شاي لقيت الشاب اللي اسمه كمال دة ابن أخو فؤاد شريكي جاي وفي ايده الطفلة دي وبيسأل عن عمه بس البنت كانت مموتة نفسها من العياط ولما سألته عنها قالي ان وهو خارج من المول اللي شغال فيه بعد ما خلص ورديته لقاها في طريقه وهو مروح وعمالة تعيط فقعد يحايلها شوية لحد ما هديت وفضل واقف جنبها فترة مستني ان حد يشوفهم ويتعرف عليها بس للأسف دة ما حصلش فقام جايبها معاه لكنه ما كنش عارف يتصرف معاها وطبعا لانه قاعد لوحده مع والدته وانتوا عارفين انها ست كبيرة ومش هتقدر تاخد بالها منها فقام جايبها لعمه يخليها عنده لحد ما يشوفوا هما هيعملوا ايه معاها؟ بس طبعا فؤاد مجاش الورشة النهاردة عشان كان واخد مراته يكشفولها زي ما قالي امبارح, فلما قولتله كدة لقيت الشاب يا عيني واقف محتار فأخدت منه الطفله وقولتله ان انا ههتم بيها لحد ما هو يروح ويطمن على والدته ويجيلي بالليل عشان نشوف حل للمشكلة دي وأديني جيبتها معايا بعد ما جبتلها بسكويتة كدة كلتها عشان كان باين عليها جعانة اوي, وادي كل الحكاية.
فنظرت عفاف إلى الطفلة بحنان حيث بدأت تشعر نحوها بالشفقة وهي تقول: يا عيني يا بنتي يا ترى امك عاملة ايه دلوقت؟ اكيد مموته نفسها من العياط عليكي.
فقال مازن بسخط: ماهي لو كانت فعلا بتحبها وخايفة عليها ما كنتش سابتها لوحدها لحد ما تاهت منها.
فنظر إليه والده بلوم وقال له: يا بني ما تتسرعش في أحكامك, مين عارف حصل إيه وقتها وخلاهم يبعدوا عن بعض؟
مازن ولم تقل حدة صوته ولو قليلا: ولو يا بابا. مفيش أي مبرر يخلي الأم ممكن تسيب بنتها لوحدها في سن زي دة وتتشغل عنها بأي حاجة تانية.
فاتجه محمود بنظره إلى عفاف متسائلا حيث لم يعجبه موقف ابنه المتحامل كما أنه بدأ يلاحظ عليه اتجاهه للعنف منذ فترة, أما عفاف فقد بدا أنها لا تملك جوابا مريحا لتساؤلاته, فقال محمود لابنه مبتسما وهو يغير موضوع الحديث: طيب بقولك ايه يا بطل؟ انا ميت من الجوع, ما تروح انت توضبلنا السفرة عقبال ما ماما تاخد القمر دي تغيرلها.
مازن بانصياع: حاضر يا بابا.
وبعد أن ترك مازن الغرفة, انتهز محمود الفرصة التي قد صنعها بنفسه وسأل زوجته بقلق: هو مازن ماله؟ أنا حاسس انه متغير اليومين دول.
عفاف: والله معاك حق يا محمود, انا بردو شايفة انه متغير ومش عارفة ايه اللي مغيره كدة. دي حتى مذاكرته بدأ يهمل فيها, انا فعلا بدأ قلبي ياكلني عليه وكل ما بسأله بيقولي مفيش حاجة يا ماما. اتكلم معاه انت يمكن يرضى يسمعلك.
فهز محمود رأسه بتفهم وهو يقول: ان شاء الله, بس دلوقتي بقى خدي البنت وغيريلها ولبسيها أي حاجة من بتاع هدى بنتنا الله يرحمها.
بدا على عفاف التأثر من ذكره لاسم ابنتهما المتوفية وقد تجمعت الدموع في عينيها, فلاحظ زوجها ذلك ولكنه حاول تدارك الأمر سريعا فقال بصوت جاهد كي يخرجه مرحا: جرى ايه يا عفاف؟ احنا مش هناكل النهاردة ولا ايه؟
ثم داعب خد الصغيرة في حنان وهو يستطرد: ولا عاوزة الآنسة في أول زيارة ليها عندنا تقول علينا بخلا؟
وبالفعل قد نجح محمود في رسم البسمة على شفاه زوجته التي نهضت وهي تمد يدها ناحية الطفلة: لا ازاي؟ حاضر, هروح بس أغيرلها بسرعة عقبال مانت كمان تكون غيرت وبعدين أروح أشوف مازن وصل لحد فين؟
في البداية لم تستجب الطفلة لها وظلت يدها معلقة في الهواء أما الصغيرة فقد تعلقت عيناها بمحمود الذي أومأ لها برأسه فأطاعت الطفلة ذلك الأمر الصامت ووضعت يدها الصغيرة في راحة عفاف التي ابتسمت في سعادة وأخذتها وخرجت بها من تلك الحجرة تتتبعانهما عينا محمود في أسى
*****************************
وفي المسجد بعد أن أدى المسلمون فريضة الصلاة وذهب كل منهم في طريقه ليباشر أعماله أو لقضاء حاجاته, بينما جلس محمود في أحد أركان المسجد مع ابنه يسأله بحنان: قولي بقا يا بطل انت مالك؟
فأجابه مازن وقد علت الدهشة وجهه: مالي يا بابا؟
محمود: أنا ومامتك ملاحظين انك متغير اليومين دول, دة غير كمان مامتك بتقول انك بدأت تهمل في مذاكرتك. يا ترى ايه السبب بقا؟
وأشار إليه بسبابته محذرا: بس قولي الصراحة.
مازن: أبدا يا بابا مفيش حاجة. كل الحكاية اني بقيت حاسس بملل كتير اليومين دول ومش ليا نفس أعمل أي حاجة.
محمود: بس دي مش أي حاجة. دي مذاكرتك, يعني مستقبلك. وما ينفعش انك تهمل فيها أيا كان السبب.
ثم **ت قليلا وهو يرى نظرة التمرد في عيني ابنه فهو يعلم أن تلك المرحلة التي يمر بها ليست سهلة. انها مرحلة المراهقة ومهما كان الشخص الذي يمر بها يتمتع بعقلية رزينة كابنه فهو بالطبع سيتعرض لبعض مساوءها, فاستكمل كلامه يقول: طيب ما تحاول تغير من حياتك شوية يا مازن.
مازن بحيرة: ازاي يعني؟
محمود: شوف يابني انا عارف ان مليكش اصحاب, ودي حاجة مش كويسة , يعني انت لو كان ليك اصحاب كان ممكن تشجعوا بعض أكتر ع المذاكرة.
مازن: بس انا طول عمري بحب أذاكر لوحدي.
محمود: طب ما تجرب تغير وتشوف ممكن يحصل ايه؟
مازن: بس صعب اوي اني اتصاحب على حد لاني ساعات بحس ان زمايلي مش حابين يتعاملوا معايا أو انهم يقربوا مني.
محمود: طيب انت حاولت انك تقرب من حد فيهم وهو صدك؟
فهز مازن برأسه نافيا وهو يقول: الصراحة لا.
محمود: طيب ما تحاول ومش هتخسر حاجة, بس بشرط مش كل الاصحاب لازم يكونوا كويسين, الصديق الحقيقي هو دايما اللي تلاقيه بيعين صديقه وبيساعده ويقف جنبه, وبيشجعه دايما على عمل الخير واذا شاف صحبه بيعمل حاجة غلط على طول تلاقيه بينصحه ولو ما استجابش ممكن كمان يزعقله او حتى يض*به لانه عارف انه لو صاحبه استمر في الغلط دة فممكن يضيع نفسه ويخسر دينه ودنيته, عشان كدة لازم تختار صح لأن المرء على دين خليله.
مازن: طيب وانا أعرف منين يا بابا؟
محمود: في البداية لازم الشخص دة يكون متدين ويعرف ربنا ومتفوق في دراسته , بس انت عشان لسة صغير وخبرتك في الدنيا قليلة فوارد انك تسىء الاختيار عشان كدة لما تتعرف على أي حد ياريت تبقا تعرفني عليه. اتفقنا؟
مازن وقد بدا عليه الاقتناع قليلا: اتفقنا.
***************
وفي المنزل حيث حضر كمال في الموعد المحدد وجلس مع محمود وزوجته في حضور الطفلة الصغيرة التي كانت تجلس في حضن عفاف بعد أن اعتادت عليها, وكان سؤال محمود المتوقع: طيب وانت ناوي على ايه دلوقت يا كمال يابني؟
كمال بحيرة: والله مانا عارف يا عم محمود و انا اسف لاني حشرتكم معايا في المشكلة دي, بس انتوا عارفين ان والدتي ست كبيرة وهي مش حمل الاطفال ومناهدتهم.
عفاف بلهجة صادقة: ولا يهمك, دي حتى بنوتة زي العسل, وروحها خفيفة.
لا يعلم محمود لم قد انتابه القلق من بداية تعلق زوجته بتلك الطفلة, ولكنه لم يكن الآن في وضع ليشغل باله بهذا الأمر: طيب يابني دة احنا حتى مش عارفين اسمها ايه؟
فانطلقت عفاف تقول بعفوية: دي دي.
فنظر محمود وكمال اليها بتساؤل, فشرحت لهما الأمر وهي تمتد يدها لرقبة الطفلة ممسكة بسلسة ذهبية معلقة بها: وانا بغيرلها لاحظت السلسة دي في رقبتها ومكتوب عليها دي دي.
محمود بتفهم: بس بردو دة ما يوصلناش لأي حاجة.
كمال: طيب أنا عندي اقتراح.
محمود بلهفة: قول يابني.
كمال: انا بقول ان ممكن تكون الطفلة دي كانت جاية المول مع والدتها وتاهت منها لحد ما خرجت الشارع فأنا هاخدها معايا الشغل بكرة ان شاء الله لان ممكن اهلها ييجوا تاني عشان يدوروا عليها فيلاقوها.
بدا أن هذا الاقتراح لم يلق استحسانا لدى عفاف التي قالت: طيب افرض بقا ان دة ما حصلش يبقا ما ينوب البنت غير انها تتبهدل معاك في المول.
فنظر اليها كمال بيأس إلى أن قال محمود: طيب انا عندي فكرة, انت لما تروح يابني بكرة الشغل تبلغ الامن في المول انك لقيت طفلة وأي حد يسأل عليها يبقا يكلموك دة غير كمان انت ممكن تحط إعلان في القسم بتاعك اللي انت شغال فيه انك معاك طفلة تايهة وأي حد يشوف الاعلان لو كان ليه علاقة بأهل الطفلة هيبلغك.
كمال بعد تفكير قليل: والله فكرة يا عم محمود. بس هي الفترة دي لحد ما أهلها يسألوا عنها هتقعد فين؟ انا شايف اني أخدها وأديها لعمي فؤاد و أهي تقعد مع بنته غادة يعني أهو سنهم قريب من بعض.
فاعترضت عفاف بحدة منافية لشخصيتها الهادئة: وليه ما تفضلش معانا هنا؟ انا بردو هعرف أخد بالي منها, ع الأقل انا معنديش أطفال وأهو مازن ماشاء الله عليه كبير ويقدر يهتم بنفسه أما صفية فبنتها غادة لسة صغيرة وهي مش هتقدر تهتم بالبنتين.
لاحت من محمود نظرة سريعة إلى زوجته وقد بدأ القلق بداخله يزداد من تعلق زوجته بتلك الطفلة, أما كمال فقال وقد شعر بالحرج من هجوم عفاف المباغت: أنا ما اقصدش, بس خايف أحسن البنت تسببلكم أي ازعاج.
عفاف وهي تداعب الطفلة بابتسامة هادئة والطفلة تجيبها بابتسامها الطفولية البريئة: مفيش أي ازعاج, دي دي هتفضل عندنا لحد ما يبان لها أهل.
كمال باستسلام: خلاص اللي تشوفوه.
وبنظرة خاطفة إلى زوجها علمت فيم يفكر؟ ولكن الأمر لم يكن بيدها فهناك شيء ما أصبح يجذبها لهذه الصغيرة, فربما تذكرها بابنتها الفقيدة.