bc

المنزل السحري وحارسة البوابة

book_age16+
58
FOLLOW
1K
READ
mystery
like
intro-logo
Blurb

عالمنا دومًا يحمل في طياته الخبايا, خبايا قد تكون زارت عقول البعض, و أخرى لم تخطر على عقل بشر..

عالمنا يحمل من الأسرار ما يفوق الوصف..

لكن كل ذلك, لا يعادل عالم آخر..

عالم يتحول فيه الشخص إلى سراب, يُحارب فيه لينجو قبل أن يبتلعه الظلام, عالم إن لم تفكر و تتصرف ببديهية, تتغلب حواسك الفطرية على أي تعقل أو تفكير..

لن تجد مفر من السقوط بهاويته المُعتمة..

لتتحول إلى ظلال تكاد تكون مرئية, لكن إن أردت النجاة عليك أن تثق بأن لا مُنقذ لك؛ إلا نفسك,

أو ذلك الحب الذي قضيت عمرك تبحث عنه, وهنا يبدأ الاختبار الصعب..

هل يتغلب الحب على حب النفس, و يقدم تضحية لقلب آخر!..

أم يُفضل نجاته خوفًا من السقوط في هاوية مظلمة..

ما بين هذا و ذاك تكمن الحقيقة..

كلما زادت ثقتك بالحب أصبحت بين أمرين لا ثالث لهما..

إما النجاة و السعادة, أو الهاوية والظلال..

ما بين قبلة و قبلة كانت بداية حكايتنا الأولى..

لنستمر معها في كشف الحقائق,

حقائق ستكون مرساة لعالم آخر..

عالم حارسة البوابة..

chap-preview
Free preview
الفصل الأول
عالمنا دومًا يحمل في طياته الخبايا, خبايا قد تكون زارت عقول البعض, و أخرى لم تخطر على عقل بشر.. عالمنا يحمل من الأسرار ما يفوق الوصف.. لكن كل ذلك, لا يعادل عالم آخر.. عالم يتحول فيه الشخص إلى سراب, يُحارب فيه لينجو قبل أن يبتلعه الظلام, عالم إن لم تفكر و تتصرف ببديهية, تتغلب حواسك الفطرية على أي تعقل أو تفكير.. لن تجد مفر من السقوط بهاويته المُعتمة.. لتتحول إلى ظلال تكاد تكون مرئية, لكن إن أردت النجاة عليك أن تثق بأن لا مُنقذ لك؛ إلا نفسك, أو ذلك الحب الذي قضيت عمرك تبحث عنه, وهنا يبدأ الاختبار الصعب.. هل يتغلب الحب على حب النفس, و يقدم تضحية لقلب آخر!.. أم يُفضل نجاته خوفًا من السقوط في هاوية مظلمة.. ما بين هذا و ذاك تكمن الحقيقة.. كلما زادت ثقتك بالحب أصبحت بين أمرين لا ثالث لهما.. إما النجاة و السعادة, أو الهاوية والظلال.. ما بين قبلة و قبلة كانت بداية حكايتنا الأولى.. لنستمر معها في كشف الحقائق, حقائق ستكون مرساة لعالم آخر.. عالم حارسة البوابة.. ************ أتعلمين لقد سئمت من هذه اللعبة السخيفة.." ثم نادت بقوة:" جوي.." اقترب جوي الذي كان يراقب ما يحدث, و بداخله غضب من قسوة تلك الغ*ية على ماي, و لكنه التزم بالخطة, ووقف بجوار إيزابيل, و التي قالت بملل:" لقد انتهى كل شيء.. لم أعد أريدها.." بعدم فهم نظرت ماي إليهما, فترى جوي يسأل إيزابيل بترقب:" ماذا تقترحين؟.." _ تخلص منها.. اتسعت عينا ماي بذهول, و هي ترى عينا إيزابيل الجامدتين بقسوة, و وجه جوي القاتم, فتهمس بهلع:" جوي.." نظر جوي إليها بلا مبالاة, قبل أن يلتصق بإيزابيل, يحيط خصرها بذراعه بحميمية واضحة, يبتسم بوجهها, قائلاً بتنهيدة:" كدت أفقد الأمل.. لقد انتظرت هذه اللحظة طويلاً.." _جوي!.. بضياع نظرت إليه تتوسله, فينظر إليها باذدراء, قائلاً بنبرة شطرتها لنصفين:" لقد كدت اختنق من تمثيل دور الحبيب.. أنتِ حقًا مريعة.." شهقت بقوة, تتراجع للخلف متقهقرة و كأنه قد لكمها بقوة, تهز ماي رأسها نفيًا, و هي ترى ابتسامة إيزابيل الرقيقة بتصنع, تهمس لجوي من بين أسنانها:" ابعد يدك القذرة عني أيها البغيض.. تُصيبني بالحكة.." فيرد جوي ابتسامتها, و هو يهمس ببغض:" أنا أفعل ذلك مرغمًا أيتها المزعجة.. دعينا ننهي ذلك الأمر قبل أن أصاب بالتشنج.." و ماي تراقبهما بذهول, تهمس بعدم تصديق:" هذا ليس حقيقيًا.." دفعت إيزابيل يد جوي عنها بعنف مستتر, دون أن تنسى أن تُهديه صاعقة خفيفة, جعلته يجز على أسنانه شاتمًا إياها ب**ت, تتن*د إيزابيل بأسى مصطنع ناظرة لماي, و هي تقول بلا مبالاة:" بل حقيقي عزيزتي.. هل تظنين أن جوي أحبكِ بحق؟.. كل ذلك مجرد خُدعة, كما كان دين.." ارتفع حاجب دين الذي كان يراقبهم ب**ت منذ البداية من تلك النافذة بالمنزل, و إيزابيل تُكمل باستهانة:" كل ذلك كان مُخطط له.. و لكنكِ لم تستحقي ذلك العناء.." كلماتها كانت كصفعات لماي, و إيزابيل تُردف:" لا أدري كيف تكونين شقيقتي و أنتِ بهذا الضعف؟.." فتشهق ماي, مع قول دين الغير راضي:" لا تتمادي إيزابيل.." و ماي تقول بعدم تصديق:" لا يُمكن.. جوي.. أنتِ تكرهينه.." ضحكت إيزابيل بقسوة, ترمقها بسخرية, قائلة بتهكم:" و هل كنت لأسمح له بالبقاء بمنزل والديَّ إن كنت لا أريده!.. ألم تفكري لِمَ لم أقتله لهذا الوقت رُغم ما رأيته من مشاجرات بيننا؟.." عقدت ماي حاجبيها بألم تُفكر بحديثها, تنقل نظراتها لجوي الذي ينظر إليها بجمود معقود الحاجبين.. في الواقع كان كل من جوي و دين معقود الحاجبين بتفكير أيضًا لِمَ لم تقتله حقًا رُغم ذلك الكره!.. فتزيد إيزابيل بإصرار, ضاغطة عليها:" ضعيفة.. حمقاء.. غيبة.. لا تُفكرين.." انتصبت إيزابيل بوقفتها, ترمقها باشمئزاز, و هي تأمر جوي:" اجهز عليها.. لا تعد ذات فائدة.." أومئ جوي برأسه دون حديث, يقترب منها, فتتراجع و هي تراه يستعد لتنفيذ ما تريده إيزابيل.. تتصارع كل ذكرى و مشهد بداخلها, و عقلها ينعتها بالحمقاء حقًا.. كل ذلك مجرد خداع.. إلى متى ستظل تلك الحمقاء التافهة؟.. دُمية بيد الجميع؟.. لا أحد.. لا أحد صادق.. حتى جوي الذي أحبته.. أغمضت ماي عينيها بقوة, تهز رأسها بعنف, تشعر بض*بات عنيفة تزلزل جسدها بأكمله, قبل أن تنطلق صرخة عالية منها, مع فتح عينيها بلونهما الأزرق المضيء, تكاد تشتعل بجنون جليدي, تنظر لجوي و إيزابيل بغضب أعمى, و ذبذبات الطاقة تخرج منها لتهز الأرض و كل ما حولها.. صارخة:" مخادعون.." تتصارع كل ذكرى ومشهد بداخلها, وعقلها ينعتها بالحمقاء حقًا.. صرخة ماي انطلقت من أعماقها من هول ما تشعر به من ألم شديد, و لكنه كان غضب مختلف, تلك الطاقة المتفجرة منها تجعلها ترتفع عن الأرض مع شعرها الذي يتطاير حولها, كتلة من الجليد المدمر, دموعها ليست سوى كتل ثلجية تشعرها كالنيران تكوي بشرتها, تتنفس باضطراب شديد, و هي تراهما أمامها ينظران إليها بتلك الابتسامة فيشتعل فتيل غضبها, فتعود لتهدر:" مخادعون.. الجميع ي**عني.." أما إيزابيل تراقبها بانبهار شديد, تلك هي قوتها تحررت, بل رائعة, تشعر بتذبذبات الطاقة تجذبها إليها, فتبتسم بسعادة و عيناها تلمعان بتألق, تهمس مشجعة:" أجل.. انطلقي.. شعي ماي.. انفجري.." أما جوي رُغم انبهاره إلا أنه كان يشعر بالقلق الشديد عليها بتلك الهيئة, يود الصراخ نافيًا كل ما قاله منذ لحظات, و يُخبرها بتلك الخطة السخيفة لتلك الحمقاء إيزابيل.. أما دين فحين رأي ماي بتلك الهيئة خرج سريعًا, متجهًا إليهم, و لكن ذلك العازل الغريب لم يمكنه من الاقتراب أكثر, عقد حاجبيه بتعجب, ينظر بريبة, يتلمس بيده ذلك العازل الغير مرئي للعين, و لكنه محسوس.. بارد بشدة, ماي دون شعور قامت ببناء عازل يصعب اختراقه, كي تستطيع الانفراد بخ**يها, فغر دين شفتيه بارتياع, ينظر إليهم فيجد المكان داخل العازل قد تحول لكتلة ثلجية تحيط بهم, و إيزابيل لا تنتبه للأمر, بل يسمعها تخبرها أن تنطلق بقوتها.. هتف دين من الخارج مُحذرًا:" يكفي.. توقفي إيزابيل في الحال.." نظرت إليه إيزابيل بطرف عينها بلا اكتراث, و ابتسامة ملتوية ترتسم على جانب ثغرها, توجه حديثها باستفزاز, لماي التي فقدت سيطرتها على غضبها لتزيدها:" أهذا أفضل ما لد*كِ يا صغيرة!.." اتسعت عينا ماي الزرقاوين كليًا, و كأنهما صارا حجرين من الجليد, ترمق إيزابيل بكره, قائلة:" سترين أيتها المخادعة.. سأريكم جميعًا.." تعض إيزابيل على شفتها بقوة, تكاد تصرخ فرحًا لقوة شقيقتها المنطلقة, فتقترب منها دون أن تحيد بعينيها عن عينيَّ شقيقتها, تتحداها:" لنرى ياـ........" و لكن قبل أن تُكمل جملتها, و تصل إليها وجدت نفسها تُقذف بقوة للخلف, فترتطم بجسد جوي, فينقلبا سويًا رأسًا على عقب, و ماي تصرخ صرخات عنيفة, يهتز لها المكان, وكأنها تفجر كبت بداخلها.. و دين يراقب إيزابيل الساقطة, رُغم قلقه, إلا أنه لم يستطع إخفاء شماتته بها, قائلاً بغيظ:" تستحقيها أيتها المجنونة.." حاولت إيزابيل النهوض و جوي يتكور فوقها, فتدفعه بقوة, لتبعده عنها, هاتفة بنزق:" ابتعد عني أيها الغبي.. ابتعد.." فيدفعها جوي بدوره, هاتفًا بحنق:" أنتِ ابتعدي.. هيا.." و لكنها يتدحرجان مجددًا, و ماي تقذفهما بقوتها, فترتطم إيزابيل بالعازل, ليصاب كتفها بعنف, فتصرخ بألم, أما جوي فيجد نفسه يطير بالجو؛ و كأن هناك قوة تجذبه بعنف يتخبط بالأرجاء, مع صراخ ماي المقهور بوجع عشقها المخدوع:" أيها الكاذب.. أنا أكرهك.. أكرهك.." نهضت إيزابيل تتأوه بصوت مسموع, واضعة كفها على عنقها بوجه متألم, مغمغمة بحنق:" كان ذلك مؤلمًا.." و لكنها تجفل على صوت دين الهادر بغضب:" إيزابيل تصرفي.. لقد فقدت السيطرة.." عقدت إيزابيل حاجبيها تنظر إليه بعبوس, قائلة:" انتظر قليلاً.. أنا أتألم.." فيزجرها دين بقوة:" ستقتله.. اوقفيها.." نظرت أمامها لما تفعله ماي بجوي, فتتحول نظراتها للجمود, و هي تقول ببرود:" ألا يمكنني تركها تقتله؛ كي يهدأ غضبها؟.." اتسعت عينا دين بغضب, و هو يشير إليها بأمر:" اوقفيها الآن.. لقد عزلت المكان, و لا أستطيع الدخول.." تهدل كتفاها فتتأوه بقوة, و هي تهمس إليه بألم طفولي خبيث:" أحتاج للقليل من الوقت.. أنا أتألم بشدة.. لن أستطـ......" فيصرخ بقوة جعلتها تنتفض, و ملامحه تتقلص من غضبه منها:" الآن.." زمت شفتيها بقوة حانقة, تتحرك اتجاههما, هاتفة بعدم رضا:" حسنًا.. حسنًا.." مغمغمة بطريقها إليهما:" يقوم بتوبيخي بأفضل لحظة أراها.." و لكن حين رأت ماي ستقتل جوي فعليًا, و جسده الذي بدأ يتراخى من شدة ض*باتها, بحركة واحدة أوقفت قوة ماي الموجهة لجوي, فتقذف بجسده إلى الخارج حيث دين.. و حيث دين فعليًا الذي و كأنها ض*بته بعنف بجسد جوي, و هي تقول بامتعاض:" إنه لك.. تصرف معه.." ثم حولت أنظارها لماي التي نظرت إليها بدورها, تأخذ نفسًا عميقًا, تكتمه للحظات, ثم تزفره بقوة, تنتصب بظهرها و كتفيها قليلاً, تتجاهل الألم بكتفها, ترفع يدها لتصد موجات الطاقة التي تقذفها ماي إليها بسهولة, فيشتعل غضب ماي, يزيد المكان تجمدًا, تكاد قدما إيزابيل تنزلقا, و لكنها تتماسك, مع اندفاع ماي اتجاهها بسرعة و قوة, ارتفعت حتى أصبحت بموازاتها, تفتح ذراعيها كدعوة, تستقبلها مع لمعة عينيها هي الأخرى ببريق أزرق, و توهج جسدها بالنيران, فيصطدما سويًا بعنف, أرسل طاقة بالمكان اهتز به أضعاف.. كتلتان متضادتان بالقوى, جليد و نار يمتزجان سويًا, بطريقة اتسعت لها عينيَّ كل من دين, و جوي الذي اعتدل بجلسته بإنهاك, بفاه مفغر, راقبا تلك الشرارات المنطلقة من الشقيقتين, بطريقة مبهرة للأعين, و كأنها كتلة جليدية اخترقها وهج الشمس, فانع**ت ألوانها البلورية كقوس قزح ينتشر بالمكان, غير قادرين على التفوه من روعة المنظر.. أما الشقيقتين فإحداهما تصارع الأخرى, أو بالأحرى ماي تُحاول الإفلات من قبضة إيزابيل, التي تضمها بقوة ضاحكة, قائلة:" رائع ماي.. رائع.." فتجز على أسنانها بعنف, و هي تأمرها بجنون:" اتركيني.." لكن ضحكاتها تتحول لابتسامة ناعمة, ترفع يدها لجبهة ماي, تلمسها بسبابتها, هامسة:" لن يحدث.. أنا و أنتِ سويًا للأبد.." بلحظة تجمدت ماي بعينين متسعتين, و تلك المشاهد تخترق عقلها المغيب بغضبها, مشاهد من الغابة و هما سويًا صغيرتين, و أخرى بغرفة منزل تيرنر و هي تعطيها القلادة, بالغابة حين لمست قلادة إيزابيل لتعيدها من عالم الظلال, ثم اتفاقها هي و جوي على تلك الخُدعة السخيفة, ف*نظر إليها بألم, ترده إليها معتذرة, مع همسها الرقيق:" لا بأس.. أعرف.." أغمضت ماي عينيها مع نظرة حزينة اعتلت ملامحها, و رأسها يميل حتى سكن على كتف شقيقتها, فتضمها إليها بقوة, مربتة على ظهرها بلطف, تخبرها:" أنتِ بأمان.. قوية.. لن يستطيع أحد خداعكِ أو خيانتكِ.." ارتخى جسد ماي و هما يهبطان أرضًا, تجثو كل منهما على ركبتيها, دون أن تفلتها إيزابيل, و ماي تهمس بضعف:" أنا متعبة.." فتضحك بخفوت, تهز رأسها بيأس, متمتمة:" أيتها المُدللة.. لا بأس ارتاحي.." لتجلس مستندة على جذع الشجرة التي بدأ الثلج يذوب من عليها, و ماي تُريح رأسها على ص*ر شقيقتها, مغمضة عينيها, قبل أن تذهب في غفوة, و إيزابيل ترفع رأسها للأعلى مبتسمة برضا شديد, و كأنها تنظر لأحدهم, هامسة:" سويًا حتى النهاية.." ************** لم تشعر متى زال العازل, و جوي الذي يبدو وكأن دين عالج جراحه, تقدم منهما يجذب ماي يحملها متجهًا بها إلى الداخل, مُلقيًا عليها نظرة نارية متوعدة, و اقتراب دين منها, جاثيًا أمامها, ناظرًا إليها بقلق, يسألها:" هل أنتِ بخير إيزي؟.." نظرت إليه دون أن تبدي أي حركة, هامسة:" لا أشعر بذراعي.." هز رأسه زافرًا بحنق, قبل أن ينحني إليها, يجذبها قليلاً, فتتأوه بقوة, مع علامات الألم التي ارتسمت جلية على ملامحها, فيتجهم بشدة, يُوقفها مُحاولاً, تجنب ذراعها المُصاب, قائلاً بتوبيخ:" متهورة.. كدتِ....." أغمضت إيزابيل عينيها بقوة, و هي تتوسله بضعف:" ليس الآن دين.. وبخني لاحقًا.." أسدل أهدابه قليلاً, و نبرتها الواهنة تُ**ته, يقربها إليه, يتحرك معها إلى داخل المنزل, حيث غرفتها, و التي توقفت قبل أن تصل إليها أمام غرفة ماي, و هي تستمع لصوتها الغاضب يصلها من خلف الباب المُغلق, فترفع نظراتها لدين بعبوس, فيدفعها دين برفق, قائلاً:" ليس من شأنكِ.. دعيهما.." تحركت إيزابيل مُكرهة اتجاه الغرفة, تدلف إليها, لتجلس على الفراش, تكتم تأوه مؤلم و هي تزيح قميصها عن ذراعها المُصاب, فتسمع زفرة دين غاضبة, مع تمتمة:" اللعنة.." _إلى أي مدى سيء؟.. _سيء بشدة.. مالت إيزابيل برأسها قليلاً, و هي تسأله بإنهاك:" كم تُعطيه؟.." كور دين قبضتيه بقوة, يود لو حطم رأسها, و هو يجيبها بقتامة:" ثمانية من عشرة.. لقد تأذيت بشدة.." صفير خافت خرج من بين شفتيها بإعجاب, و هي تقول بتقدير راضٍ:" رائع.. العازل قوي للغاية.." جلس دين بجوارها و هي تواليه ظهرها, يتلمس كتفها بأصابع حذرة, فيزداد تجهمًا, مع قوله الساخط:" أرى ذلك.. كتفكِ مُصاب بعنف, و متجمد.." بسط كفه, مُرسلاً دفئًا لمكان الاصابة, فتتن*د و الدفء يتغلغل بداخلها, مغمضة عينيها, حتى شعرت بكفه يبتعد للحظات, ثم يعود مجددًا و أصابعه تتحرك, تنثر ذلك الغبار الرمادي, و الذي تعرف ملمسه جيدًا, و بلحظات ينتهي الألم, لتستند بظهرها لص*ره, و هو ينثر قبلات كرفرفات الفراشات على كل موضع بكتفها, فتتن*د إيزابيل بابتسامة ناعمة.. و لكنها تسأله بقلق:" هل تظن أن العجوز ستشعر بأمر تحرر قوة ماي؟.." التف ذراعا دين حول خصرها يقربها إليه أكثر, دون أن يرفع شفتيه عن كتفها, مغمغمًا:" لا أعتقد ذلك.. لو كان كذلك لكانت شعرت بي أنا سابقًا.." مالت برأسها للجانب قليلاً, و يدها ترتفع لتحيط عنقه من الخلف, و هي تهمس:" جيد.. جيد للغاية.." شعرت بشفتيَّ دين تبتسمان بخبث تنتقل قبلاته لعنقها, و هو يسألها بتلاعب:" هكذا!.." فتتسع ابتسامتها أكثر, و هي تهمس بتذمر طفولي:" أنا متعبة.. أتألم.." فيضحك دين بخفوت, قائلاً بتهكم مرح:" و تقولين عن ماي مدللة!.." أشرق وجهها بشدة, و هي ترد عليه بدلال:" لا ضرر من بعض التدليل.. و أنت افسدتني به.. لا تلمني.." يلصقها دين به أكثر و أكثر, و هو يهمس إليها بحرارة, أصابت قلبها:" ماذا أفعل و أنا وعدت صغيرة عند البحيرة, ألا أتوقف عن ذلك أبدًا!.." ************** أما بغرفة ماي كانت غاضبة بشدة رُغم معرفتها بالخُدعة, و جوي يُحاول أن يسترضيها, يمتص غضبها, و لكنها تُبعده عنها بكل قوتها و على وجهها علامات الرفض الشديد, يقترب فتبتعد, بل تُطالبه بالخروج من الغرفة, فيتشبث بمكانه, مُحاولاً إفهامها أن كل ما فعله لأجلها, خوفًا عليها من تلك المخاطر المُحدقة بهم, فتزداد رفضًا, و لكن مع ذلك يشعر بالغيظ منها, هي بعد كل ما حدث قامت بإلقاء نفسها بين ذراعيَّ تلك الحمقاء, بل و نامت, و هو تواجهه بغضب.. فيتجهم وجهه, و هو يقول بحدة:" تلوميني أنا, و هي من قامت بوضع الخطة!.." فتحتد ملامحها, تنظر إليه بغضب, و هي تهتف بعصبية:" لقد خدعتني جوي.. أنت تعرف حساسية هذا الأمر بالنسبة لي.." زفر جوي بقوة, يُحاول الاقتراب مجددًا, نبرته تنخفض, يرجوها:" ماي.. حبيبتي.. أعلم و لكني كنت مضطر.. أناـ....." تقاطعه ماي, و ملامحها تتلون بالألم, تعاتبه بصوت متحشرج:" أنت آلمت قلبي.. تلك اللحظات.. تلك اللحظات كانت مُهلكة بالنسبة لي.. لقد ذكرتني بل بكل خذلان تعرضت إليه.." أغمضت ماي عينيها بقوة تعتصرهما, واضعة يدها على ص*رها موضع قلبها, و هي تهمس بعذاب:" لقد شعرت و كأنك طعنتني مُجددًا كذلك اليوم.." فتحت عينيها تنظر إليها نظرة جعلته يركض إليها يحتضنها بقوة, و هي تقول بنبرة تقطر قهرًا:" أنا أحبك أكثر يومًا بعد يوم.. وخوفي يزداد كلما فكرت أنه يمكن أن تخدعني.. و اليوم ظننت أن مخاوفي قد تحققت.." يضمها إليه أكثر, يهز رأسه نافيًا, و نبرته تهدر بقوة مشاعره مؤكدًا:" لن يحدث أبدًا حبيبتي.. أنا لا يُمكنني أن أقوم بذلك بعد الآن.. الابتعاد عنكِ هو جحيمي.." مد جوي يده لذقنها يرفع وجهها, ناظرًا لعينيها, و هو يهمس بعشق:" أنا أفضل الموت على الابتعاد عنكِ.. أخون العالم كله إلا أنتِ.. سأموت لأجلكِ.." ابتلعت ماي ريقها و هي تنظر لعينيه السوداوين المتوسلتين, تظهر مشاعره شفافة, فترتعش شفتها السفلى, قائلة باختناق:" لا تفعل ذلك مُجددًا جوي.. حتى و إن كان ذلك لإنقاذي.. ذلك الألم لا يُحتمل.. فالموت راحة بالنسبة إليه.." تأوه جوي بقوة, و هو يقول بوعد:" لن يحدث مجددًا ماي.." و لكنها تتملص من بين ذراعيه, تقف لتواجهه, و قد اشتعلت عيناها مجددًا, ترفع يدها و هي تُحذره بسبابتها:" إن فعلتها مُجددًا سأقتلك.. لن أسمح لك.." عبس جوي من تحولها الغريب, و لكنه شعر بتأثرها بجنون شقيقتها, فيقول جوي متبرمًا بسخط:" ها قد تحولت زهرتي الناعمة لمجنونة, كتلك المُختلة.." _ لا تنعت شقيقتي بالمُختلة.. اشتعلت عيناه, و هو يستمع لنبرتها المُدافعة, فيهتف جوي بحقد:" حقًا؟.. ألم تكن هي السبب بما حدث!.." أشاحت ماي بوجهها للجانب, عاقدةً ذراعيها أمام ص*رها برفض, فاقترب جوي منها ببطء متحفز, يميل بوجهه للجانب, و هو يقول بتشديد متوعد:" إما أن تغضبين من كلانا, و تقومين بخصامها, أو تعفين عني.." فلا ترد عليه ماي فيزداد غيظه منها, إلا أنها تجفل صارخة حين انقض عليها, و هو يطوق جسدها بذراعيه, تُحاول التملص, و هي تهتف بنزق:" ابتعد.. اتركني.." و لكنه يلتصق بها أكثر, يتحرك اتجاه الفراش, ليسقط عليه و هي معه, قائلاً برفض قاطع:" لن يحدث.." تتململ بضيق, و هي توبخه:" توقف جوي.. أنا غاضبة.." _القي جنون غضبكِ عليها لا عليَّ.. لقد حطمتِ عظامي جميعًا.. حولتني لجسد منزوع العظام.. تلك القوة مُخيفة.. نبرته الحانقة جعلت ابتسامة غريبة ترتسم على شفتيها, أجل هي قوية, بل تشعر بتدفق الطاقة بعروقها, و ذلك يجعلها تشعر بالرضا.. طاقة غريبة؛ و لكنها لذيذة, أجفلت ماي على صوت جوي الساخط:" هل تشمتين بي الآن؟.." لمعت عيناها بقوة, تدفعه فتتحرر منه, و لكنه يتفاجأ بها و هي تعلوه, مشرفة عليه, جالسة على ساقيه, تميل بوجهها لوجهه, تستند بكفيها إلى كتفيه تثبته أسفلها, و هي تهمس إليه بتوعد شديد:" قد أفعل أكثر من ذلك المرة المُقبلة.." شهق مصعوقًا, و هو يشعر بلسعة غريبة أصابت جسده, فينتفض من البرد, ناظرًا إليها بذهول, هامسًا بعدم تصديق:" ماي.." التوت شفتاها بابتسامة متلاعبة, تقترب منه أكثر, شفتاها تلامسان شفتيه, هامسة بنبرة مريبة:" سأحولك لتمثال جليدي.." و دون أن تُعطيه فرصة للرد, مالت أكثر تقبله بقوة, وسط ذهوله.. ************** في كوخ جبلي بدائي بسيط, تنتشر الظلمة بداخله, إلا من ضوء متوهج ينطلق من تلك النيران التي تتوسط حوض حجري عميق كبير, تندلع منه و كأنها تتسارع تود التهام شيء ما, مجموعة من الرجال و النساء مجتمعين, جالسون أرضًا بملامح جامدة, ملابسهم الموحدة باللون الأبيض, و لكنها ملطخة ببشاعة بتلك البقع الحمراء, و لم تكن سوى دماء.. كل فردين يجل**ن متقابلين, يرفع كفه لأعلى مبسوط يواجه كف الآخر, مرتسمة عليه علامة مثلث دامية نازفة داخله دائرة حمراء صغيرة, يقف أمامهم كاهن يتمتم بكلمات مُبهمة, إلا أنها تجعل النيران تزداد وتعلو أكثر وأكثر, و هو يضع يده على رأس شاب بمقتبل العُمر, يجثو أمامه مُطرقًا برأسه في خشوع, جذعه العلوي عاري, يش*هه الكثير و الكثير من الوشوم الدامية, ثم رفع رأسه حين أمره الكاهن, فيرى علامة المُثلث على جبينه, و هو يقول:" حان الوقت.." أومئ الشاب دون حديث, فالتفت الكاهن للمتواجدين, يقول بنبرة قوية:" لعنة الغجر ستصيب إيزابيل تيرنر.." ثم قست نظراته, وهو يضيف بمقت:" تلك الفتاة سيئة للغاية.. لم تقم بإيذاء حكيمتنا فقط, بل تعبث بقوى شر ستجلب الدمار على العالم.." نظرات فضولية تطلعت إليه, ينتظرون البقية, فأضاف بصوت قاتم:" لم يكن العثور عليها سهلاً فهي ماكرة.." اكتفى بذلك القدر من الحديث, يشرد قليلاً, وهو يتذكر ذلك الغريب الذي وجده منذ يومين, يقف بجوار الجرة التي تحوي رماد الحكيمة, بداخل كوخه, غضب أصابه, وهو يتحرك اتجاهه, لكن حين وصل إليه يُحاول دفعه لم يستطع لمسه, فقد وجده كالسراب.. ارتد خطوة ينظر إليه بحذر, وهو يتحفز لإلقاء تعويذة ما.. لكن صوته الخافت العميق أوقفه, وهو يقول:" لا تفعل أيها الكاهن.. أنا لست هنا للأذية.." لم تزد كلماته الكاهن إلا تحفزًا, و الغريب يُضيف:" أنا هنا للمساعدة.. إيزابيل تيرنر.." نطقه باسمها بطريقة مُقيتة جعلته ينتبه إليه, و هو يسأله بترقب متوارٍ:" كيف تعرفها؟.." نظر إليه الغريب بعينين قاتمتين مريعتين, أرسلت رجفة بجسد الكاهن, و هو يقول بنبرة كانت الهلاك نفسه:" تلك الساحرة تعبث بعالمنا, و لا يمكننا أن ندعها تفعل ذلك.. أريدك أن تتخلص منها.." ارتفع حاجبه يرمقه باستهجان مرتاب, فأكمل بهدوء بارد:" أيها الكاهن.. نحن نعلم كل شيء.. أنتم من ستوقفوها بلعنتكم.." ثم لمعت عينا الرجل بشدة, و هو يرفع يده, لتنطلق شعلة سوداء, يرى من خلالها الكاهن شخص ما يُعاني.. **************

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

الدهاشنه لملكة الابداع اية محمد رفعت

read
1K
bc

روح ملاكي

read
1K
bc

وردتي الخرساء (غصن بين الصخور)

read
5.6K
bc

خبايا القدر

read
1K
bc

العنيده والامبراطور(وعشقها الامبراطور 2.) لملكه الإبداع"ايه محمد"

read
1K
bc

The last siren(السيرين الاخيرة)

read
4.3K
bc

عشقت سجينتى البريئة

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook