البدايه
صباح يوم مشمس " بالأسكندريه " بأحد العمائر الفارهه ،الطابق العاشر حيث تحتله شقه واحده فقط
جلس "عبد المنعم "بأحد كراسي غرفه المعيشه التي تضم صالون ذهبي وتطل علي شرفه كبيره مفتوحه تقوم بأضائه الغرفه يمسك بين كفه صحيفه يقلب بين صفحاتها بتركيز حتي استمع الي اصوات خطوات تقترب منه ،ابعد عينه عن الصحيفه وهو يلتف برأسه للخلف حيث انحنت ابنته "تغريد" مقبله وجنته بخفه رسم بسمه علي وجهه وهو ينطق بهدوء
_ صباح الخير
اجابته الاخري بينما تحتل الأريكه التي بجواره ممسكه بجهاز التحكم تبدل بين القنوات دون اهتمام
_ صباح الخير يا حبيبي ،هي ماما ورغد صحيو !
ازال نظارته من فوق عينه البنيه يغلقها مجيباً اياها بينما يعيدها داخل جرابها بملامح منزعجه قليلًا
_ اه من بدري ، بس استني خناقه كمان شوية
عقدت حاجبها بأستغراب وهي تلتفت وتوليه كامل تركيزها متسائله بأهتمان
_خناقه !! حصل اية ؟
حرك كتفيه بلا مبالاه بينما يجيبها وقد اعتداد ما يحدث
_ المعتاد رغد عايزه تنزل التدريب مع الفريق الي في النادي وقالت انها هتاخد رأي مامتك انهارده
زفرت تغريد بملل وهي تجيب والدها بجديه وتعيد جلستها لوضعها الأول
_ علي فكره رغد حره مش عارفه ماما مكبره الموضوع ليه!! هي كدا الي ثبتت الفكره في دماغ رغد لأنها لو كانت لقت الدنيا سهله كانت جربت وزهقت
_ اعمل ايه امك مش بتتعلم وممشياها معاها عند، هما حرين بقا
اقتربت "چيهان"من زوجها وابنتها تتجاهل "رغد" التي تقف خلفها بغضب وهي تهتف بملامح واجمه
_ الفطار جهز
نهضت تغريد تتحرك اليها سريعًا تقبل وجنتها وهي تهتف بتذمر
_ مش تتعاركي معاها هي فمتصبحيش عليا يا ست الكل
رفعت چيهان حاجبها بينما تتحرك رفقتهم ناحيه المطبخ الذي يحتوي علي سفره صغيره مربعه للطعام وتتسائل بأنزعاج واصح
_ وانتِ عرفتي منين اني هتعارك معاها
ارتبكت تغريد تسرع خطواتها وهي تتجنب اعين والدتها التي تريد. الزفر بها هي الأخري
_ ا....اا.المعتاد يعني يا ماما ولا اية يا رغد
اجابتها الاخري بسخط بينما تحتل المقعد جوارها وامامهم والديهم
_ والله لو عليا مش عايزه عراك ،لكن نقول ايه !
عقدت چيهان حاجبها بغضب وهي تتسائل بتحذير
_ انتِ بترمي كلام عليا يا شبر ونص !
تماسك عبد المنعم بصعوبه كي لا يصرخ بهم لأنهاء ذلك الصراع الدائم والذي اصبح يؤرق صباحه
وضعت تغريد كفها فوق فمها لتمنع ذاتها من الضحك وهي تري ملامح رغد التي اشتعلت ،التفتت رغد تنظر لها شرزاً ناطقه بسخريه
_ اضحكي اضحكي متخلش حاجه في نفسك
ضحكت تغريد وهي تنطق بأسف مصطنع
_ اسفه اسفه بس شكلك يموت
نهضت رغد تسحب حقيبتها السوداء الرياضيه تغادر المطبخ بينما تهتف بسخط وقد اكتفت بذالك القدر من الأزعاج
_انا ماشيه شبعت
انتفضت چيهان واقفه بغضب وهي تصرخ من خلفها بحده
_ استني هنا يا بنت !! رغد انا بكلمك
لم تجيبها الاخري تغادر المنزل مغلقه الباب بصوت صاخب التفتت چيهان لزوجها وهي تهتف بحنق بينما تشير لمقعد رغد الفارغ
_ شايف بنتك !! شايف اخره دلعك ليهم عملت ايه !؟
نهضت تغريد ببطء خائفه من انقلاب الموقف لها وهي تهمس بحذر
_ لا كدا اقوم انا الحق شغلي
نهض عبد المنعم غير مهتم بصراخ زوجته جاذابًا سلسله مفاتيحه وهو يعبث هو الأخر بشبه حده
_ استني هوصلك في سكتي
رحل الأثنين من امامها لتنظر چيهان حولها بيأس وهي تهتف بسخط ومزال شعورها انها لم تعد مهمه بالنسبه لهم يتوغل داخل ص*رها
_ ما كله بسبب دلعك ليهم خليتهم مش شبه بنات ومحدش عارف يلمهم ،ولا بيسمعولي كلمه
____________________
بالطابق العلوي من ذات المبني
داخل الشقه الوحيد التي تتوسط الدور كباقي شقق المبني السكني
تحركت "فردوس"خارج الغرفه بنعاس شعر الأ**د غجري متناثر حولها بعشوائيه وجهها الصغير متورد ترتدي بجامه منزليه ضيق تظهر نحافه جسدها التي تشعرك انها مريضه
اتجهت للمطبخ تفتح الثلاجه جاذبه زجاجه ماء بارده لترتشف منها بنهم
انتهت تتنفس بسرعه ،اغلقت الزجاجه تعيدها للثلاجه مره اخري كل ذلك تحت انظار "شيريهان" والدتها التي ترتدي بلوزه بيضاء وبنطال جيزن واسع "بوي فريند" بينما ترفع شعرها بزيل حصان سامحه له ان يحتل ظهرها بشكل يصغر سنها
انتظرت شريهان تتابعها مشيرة بعينها "لفاطمه"والدتها بمعني صريح من تجاهل الاخري وعدم رضاها عنه
اتجهت فردوس الي جدتها تقبل هامتها بأبتسامه وهي تردف بمرح
_ صباح الخير يا احلي فطومه
ربتت فاطمه علي كفها بحنان وهي تجيبها ببسمه
_ صباح الخير يا حبيبه فطوم
جلست فردوس جوارها علي طاوله الطعام تسحب حبه زيتون وهي تتحدث بخفوت
_ صباح الخير يا ماما
ثبتت معالم وجهها بتعبير محايد بينما تجيبها بلهجه استنكار
_ صباح الخير ، قومي اغسلي وشك وسرحي شعرك قبل الأكل !! في بنت تصحي بالمنظر دا وتفضل كدا ،البشر بيدخلو الحمام الاول ويظبطو مظهرهم مش كدا
القت الشوكه من يدها تنهض جاذبه حقيبتها السوداء وهي تهتف بسخط وعينه تنظر لفردوس بعدم رضا
_ انا نازله عندي شغل بدري ومستنونيش علي الأكل عشان هتأخر
غادرت من امامهم سريعًا بينما تُخرج هاتفها، تركت فردوس الشوكه وقد تظاهرت بأختفاء شهيتها لتناول الطعام
ربتت فاطمه علي كتفها بحسره وهي تهتف بقليل من التشجيع
_ كلي يا بنتي ومتدايقيش نفسك ، هي مستعجله بس فـعشان كدا مدايقه
تحدثت الأخري بحزن بينما تأخذ من حنق والدتها المعتاد حجه لعدم تناولها للطعام
_ عادي يا تيتا انا اتعودت ، المهم انا هقوم البس عشان الحق صحابي
نهضت فردوس سريعًا تتجه لغرفتها لتتجنب اصرار جدتها بينما تنفست فاطمه بحزن وهي تتمتم بحزن اصبح يقبض علي ص*رها
_ ربنا يهد*كم ويصلح حالكم يااارب
.. . .. . .. . .. . .. . .. . .. . .. .
وقفت شيريهان ممسكه بهاتفها تهاتف زملائها علي احد برامج التواصل الاجتماعي
فتح الباب امامها بعدما توقف بالدور السفلي ، ابتسمت بخفه وهي تلتقط هيئه عبد المنعم وابنته الكبري
ابتسم عبد المنعم مجامله وهو يردف بهدوء ولا مزاج له لأداره احاديث طويله
_ صباح الخير
_ صباح النور ازي حضرتك يا استاذ عبد المنعم وازيك يا انسه تغريد
تحدثت شريهان بمجامله وختمت حديثها حينما رأت تغريد تَلِج خلف والدها همس عبد المنعم بخفوت مجامل
_ الحمد لله بخير وازي فردوس
_ كويسه الحمد لله
وقفت شريهان خلف تغريد ووالدها ، انحني عبد المنعم علي ابنته وهو يهمس بحنق
_ امك دي مش ناوية تبطل نكد
ضحكت تغريد بخفه وهي تشاركه الهمس مدركه ما يعانيه مع تغير والدتها
_ قول الحمد لله اننا هربنا دا انا قولت هتمسك فينا احنا
حرك عبد المنعم رأسه بيأس وقد طفح كيله من تصارع زوجته الدائم رفقه البنات والتي قررت عدم التفاهم رفقتهم بل اجبارهم بكل تَعسف علي تنفذ رغباتها هي
نظرت شريهان لهاتفها الذي يدق بأتصال من مساعدها الشخصي ضغطت علي السماعات بأذنها "اير بود "
وهي تتحدث سريعًا
_ انتَ فين يا محمد من الصبح
_ معلش يا مدام انا ب.....
_ من غير تفاصيل دي اخر مره تتأخر انتَ فاكر ان الشركه اتعملت بالساهل ولا اللعب ، المهم روح القاعه وانا دقايق وهوصل تعامل الناس بأسلوب مميز انتَ مش عارف حفله استاذ " زيد " مهمه ازاي وهو زبون مهم ازاي اكيد مش محتاج اقولك ؟
_ تمام يا مدام متقلقيش بأذن الله كله هيبقا جاهز
___________________
منزل بتول ؛
بأمتداد مقدمه احدي الشوارع السكينه الشعبيه
بأحد المنازل ذات الدخل المتوسط والتي تقطن بها سيده بنهايات الأربعين عام رفقه ابنتها بتول بالثالث والعشرين
تحركت قسمت بالمطبخ مسببه ارتفاع اصوات خفيفه بسكون النهار بينما تُعد افطار لأبنتها قبل ذهابها عملها
وبأحد الغرف ذات طلاء منمق واساس متنوع وحديث غادرت بتول المرحاض بعدما انتهت من تجهيز ذاتها مرتديه بنطال جينز ضيق وتعلوه بتيشرت حريري واسع
عقدت شعرها البني بكعكه و دَست بأعلاه نظاره
تفحصت مظهرها بأعينها السوداء ابتسمت برضا وبشرتها القمحيه خاليه من اي مستحضرات تجميل انفس ليس مستقيم بالكامل اعين متوسطه الوسع بنيه داكنه وشفاه رفيعه لم تَكُن بالشكل المثالي الذي يتمناه من يربطون حقيقه الشخص بمقدار جماله الخارجي ولكنها كانت راضيه تمامًا عن ملامحها المتوسطه وجسدها متوسط الطول والأمتلاء
جذبت حقيبتها ثم ولجت لخارج الغرفه لا ترغب بأصدار صوت لكنها وجدت جسد والدتها يتوسط المطبخ
ابتسمت بخفه وهي تضع النظارات والحقيبه برفق فوق الطاوله متسلله بأطراف قدمها الي المطبخ
وقفت خلف "قسمت "وهي تحاول منع ضحكتها من فضحها
وما إن همت بالصراخ لتفزعها حتي وجدت والدتها تردف دون التفات لها او ترك الأطباق حتي
_ متصرخيش علي الصبح الناس نايمه
زفرت بيأس تقلب عينها وهي تحتضن والدتها من الخلف وتسند رأسها لكتفها
_ صباح الخير يا قسمت هانم
_ صباح النور يا روح قسمت
تركتها" بتول" بعدما قبلت وجنتها واتجهت لتسحب خياره لتتناول اول قضمه بينما تتحدث
_ مش هتقوليلي بتحسي بيا ازاي
_ لاء مش هقولك ، ومليون مره اقول مفيش كلام وانتِ بتاكلي
_ دا خيار يا ماما وبعدين بوئي اهو فاضي
ختمت حديثها تفتح فمها للنهايه قلبت قسمت وجهها بأنزعاج وهي تركز علي انهاء ما بيدها قبل ان تهتف بجديه مشيره بأصابعها للاطباق
_ خدي الاطباق دول علي السفره يلا
حملت بتول الأطباق واتجهت بهم الي السفره وجلست منتظره انتهاء والدتها واتيانها بالخبز
امسكت هاتفها لتقوم بفتح تطبيق "الواتساب " علي محادثه صديقتها "فرح" لتجد الاخري متصله لتراسلها
****
_ نزلتي
_ اه نص ساعه واوصل ، انتِ نزلتي
تابعت بتول والدتها التي اقتربت لتأخذ منها العيش بينما تجيب الاخري
_ لسه هفطر وانزل
_ طب متتأخريش
_ ماشي
****
انهت المحادثه لتجد والدتها تهتف بنفاذ صبر
_ ما تسيبي الزفت دا وتفطري
_ حاضر يا ماما هو انا لحقت
تحدثت وهي تبداء بتناول طعامها القت نظره علي والدتها لتري التوتر يخيم علي ملامحها بشكل واضح ولم تتناول اي شئ
توقفت بتول عن تناول الطعام وهي تلتفت لها بتركيز وفضول قلق
_ في ايه يا ماما !
ابتلعت قسمت ل**بها بتوتر وهي لا تعلم كيف تخبرها بالأمر وتلك العوده المفاجئه تصدمها هي شخصياً
_ ابوكي كلمني امبارح
تحفزت ملامحها بسواد وهي تشيح بوجهها عن والدتها نهضت بغضب مقرره عدم اكمال افطارها تجذب حقيبتها لتلحقها قسمت وهي تهتف بها
_ بتول رايحه فين انا بكلمك
التفتت تنظر لها بجانب برأسها قبل ان تركز علي اكمال ارتدائها للحذاء وهي تجيبها بغضب
_ بقولك ايه يا ماما انتِ عارفه اني مش هسمع عنه حاجه بتقوليلي ليه بقا !
تحزمت قسمت بيدها وهي تردف بحزم
_ بتول احترمي نفسك وانتِ بتتكلمي معايا
استقامت بتول تعدل نظارتها وشعرها قبل ان تلتفت لوالدتها بشبه بسمه
_ اسفه يا ماما بس معلش هتأخر علي الشغل
لتغادر سريعاً مغلقه الباب خلفها ، توقفت مستنده علي الباب بظهرها تغمض عينها بقهر
والدتها لا تستوعب انها لا تستطيع ...ان مجرد ذكر اسمه تفقد رغبتها باي شئ
ضغطت بالسبابه والأبهام بين حاجبيها ...زفرت بأرهاق وهي تتحرك مغادره البنايه بأكملها
__________________________
فردوس ؛
ارتدت بناطل جلدي ضيق يظهر نحافه ساقها فوق قميص ابيض واسعه "اوفر سايز " تفتح اول ازرارة تكشف عنقها الذي زينته بقلادات متدرجه الطول فضيه وتجمع شعرها الاسود متوسط الطول بكعكه
ارتدت نظارات سودءا وحقيبه جلديه من ذات اللون واحمر شفاه باللون الدموي
سحبت مفاتيح سيارتها وهي تتحرك مُقبله فاطمه قبل ان تغادر
دلفت للمصعد غير مهتمه بالشخص المتواجد رفقتها وتعمدت عدم النظر له والذي لم يخفض عينه عنها ولو لثانيه
اضطربت وهي تشعر بنظراته فوقها غير مدركه ان كان ذالك صحيح ام انها تتخيل نظره لها
ارتفعت وتيرة تنفسها وهي تفكر بإن كانت بشعه للقدر الذي يشعرها به ذالك الغريب ام ان ملابسها كانت سيئه للغايه
هي تشعر بذلك ليست جميله ابداً اعين ضيقه سوداء وانف صغير شفاه صغيره غير متناسقه ليست بيضاء بالشكل المطلوب ولا سمراء بما يُفضل
رفعت كفها المرتعش تعيد خصله انسابت من بين نظيراتها
انتظرت المصعد ان يتوقف بصعوبه وقد ازداد ضيق انفاسها غير قادره علي الانتظار لحظه
بمجرد توقف المصعد انسلت من بين بابه دون انتظار ان يُفتح بابه بالكامل
تحركت ناحيه سيارتها سوداء اللون المصطفه لتلج داخلها بسرعه
ازالت ناظراتها وهي مغمضه الأعين تتنفس بحده ،وضعت يده حول عنقها في محاوله للهدوء وبعض الأصوات تتردد علي مسمعها
"انتِ وحشه كدا ازاي " " بقيتي طخينه اوي"
" اية الشكل دا في حد يلبس كدا" "اية اسلوبك قليل الادب دا واضح انها مش عارفه تربيكي"
" يا حرام غلبانه اوي البنت دي ههههههه"
ضربت المقود بيدها بعنف وقد انسلت منها بعض العبرات ،بعد دقائق استعادت انفاسها بصعوبه ،فتحت عينها السوداء تنظر امامها بفراغ وقد امتدت اناملها لتزيل بقايا الدموع العالقه علي وجهها
فتحت مرآه السيارة لتتأكد من مظهرها قبل ان تبتسم ب**ره
حركت سيارتها تنطلق للنادي حيث رفيقاتها بأنتظارها
______________________
رغد ؛
دلفت ساحه النادي متحركه بسرعه حتي وصلت امام ملعب كره القدم ، تنفست بعمق وابتسامه سعيده ترتسم علي شفتيها وهي تمرر نظرها علي الفريق الذي يشغله
دقيقه سعاده لم تكتمل حيث شعرت بيد ترتطم بمؤخره عنقها بقوة
و"صفاء" صديقتها تنطق بينما تحتل جوارها
_ مش هتبطلي احلام هبله
رمقتها الأخري بغضب وهي تدلك عنقها تجيبها بسخط
_ مره هتلاقيني اخده حق القفيان دي كلها منك ، المهم انا قولت هبقا هنا انتو الي جيتو تقعدو معايا زنبي ايه!!
التفتت صفاء ل"نسمه" التي اتت بالنهايه وهي تشير اليها وتجيبها بسخط
_ هي دي الي جابتنا ،يلا ندخل نقعد
خطت الفتيات الثلاثه لداخل الساحه لتجلسن علي الأرضيه قريباً منهم
ربعت رغد قدمها وهي ترتدي طقم رياضي وردي وترفع شعرها البني بزيل حصان
جوارها صفاء التي جلست بصعوبه من فستانها الأ**د الذي يتخطي ركبتيها وشعرها المصبوغ بندقي تطلق عنانه
بجوارهم نسمه بحجاب اسود وفستان بنفسجي واسع
تابعهم الفتيه الواقفين جوار بعضهم البعض وقد اعتادو عليهن وعلي مجيئهم ، تحدث احدهم بسخريه وهو ينظر الي رغد
_ مش عارف اية لزقتهم دي
تحدث اخر بغير اهتمام وهو يشير علي رغد المنشغله بالحديث مع نسمه
_ سمعت ان دي عايزه تدخل فريقنا
ضحك الفتيه علي حديثه ليكمل الأول بسخريه وهو يخطو ناحيه الفتيات مبتعداً عن اصدقائه
_ خلونا نشوف عندها ايه يدخلها معانا
ختم حديثه بغمزه وقحه فهمها جميع رفاقه
___________________________
تغريد ؛
توقفت سياره عبد المنعم خارج مقر شركه الهندسه التي تعمل بها التفتت لوالدها الذي رسم بسمه مرهقه علي وجهه
ابتسمت بأشفاق وهي تتحرك مقبله لوجنته
كانت تعلم مقدار معانته مع تغير والدتها الشنيع الذي حدث دون سبب
اردفت بأمل وابتسامه
_ كله هيبقا خير بأذن الله
حرك رأسه ايجاباً بخفه لتتركه وتغادر السيارة مراقبه تحركه مبتعداً ،هزت رأسها بيأس وماكادت تخطو للداخل حتي وجدت زميلتها "مي" تركض ناحيتها بعد ان رأتها من داخل البنايه
زفرت تغريد وهي تتمتم بخفوت
_يا فتاح يا عليم
تحدثت مي بلهاث مجرد ان وصلت عند تغريد
_ اجري مدير شركه المرشدي جوه والمدير عايز التصاميم بسرعه
تحركت رفقتها تغريد بخطوات سريعه ،التفتت لها وهن تقطعن اروقه البنايه لتهتف بتسائل شبه منزعج
_ عايزه افهم ليه عمرك ما قبلتيني بخبر حلو !
قلبت مي عينها وهي تجيبها بينما تتحرك تاركه اياها وتتجه لمكتبها
_ما انتِ لو بتيجي بدري كنتِ هتعرفيها لوحدك ومش هضطر اقولك كل الاخبار الزفت ، يلا هاتي التصميم واقابلك فوق
حركت تغريد رأسها تأيدًا وهي تتجه لمكتبها ،وضعت حقيبتها والهاتف لتسحب ملف منزل عائله المرشدي من احد الادراج
نظرت لذالك المنزل الصيفي كثير الأوجه الزجاجيه بابتسامه ،هي تعشق الأضائه والحياة وهذا ما طلبه الرجل بالضبط لذا تعمدت جعل الأضائه تصله من كل مكان ممكن دون ان تكشف كثيراً عما بداخله بعض الاماكن استخدمت زجاج يظهر ناحيه واحده والبعض الأخر ابعدت الزجاج عن المساحات المستعمله
تنفست براحه واثقه من ابداع التصميم وهي تنهض تعدل من هنادمها
اتجهت للمصعد لتجد مي تقف بداخله وهي تحمل تصميمها للمنزل الاخر لذات العائله
دقائق ودلفت الفتاتين للقاعه بابتسامه خافته ،نظرت مي بتفحص لصاحب الشركه الذي يظهر لأول مره _رغم رؤيتها له علي مواقع التواصل الاجتماعي _
لتجده ليس هو نهائياً ولكن هذا كان وسيم لحد سالب للأنفاس قمحي البشره بذقن سوداء نابته ومحدده بدقه انف متوسط واعين ناعسه وحاجبين كثيفين
نكزتها تغريد بقدمها بعدما اطالت الوقوف مسببه تحديق الجميع بها، ابتسمت مي ببلاهه وهي تجلس وتقدم تصميمها رفقه تغريد للعميل الجالس بصمت
_____________________
رغد؛
كانت رغد تضحك بقوة رفقه صديقاتها علي احد حوارتهم المعتاده لتشعر بظل يغيم فوقهم
عقدت حاجبها واكتسبت صلابه ملامحها مجددًا وهي تناظر الواقف امامها ببلاهه _بنظرها_
ظل الأخر صامت وهو يحدق بالفتيات الثلاثه الذين يفعلن المثل
نطقت رغد بأستغراب وهي تعقد حاجبها
_ افندم
ابتسم الأخر بخبث لم تفهمه الفتيات يجيبها حينما شعر بثلاثه من اصدقائه خلفه لمتابعه مرحهم
_ مش انتِ حابه تدخلي الفريق !
رمشت بأهدابها اكثر من مره لتستقيم هي والفتاتين ..كانت تشعر بقلبها علي وشك الانفجار من السعاده لكنها قررت الاحتفاظ بهدؤها الظاهري مردفه بأستغراب
_ وانتَ عرفت منين
حك الاخر خصلاته محاولًا الظهور بهيئه لطيفه وهو يتحدث ببسمه
_ قعدتكم هنا كل يوم تدريب وكمان انتِ ايام بتيجي قبلنا فا واضحه
استغربت صفاء الحديث وهي تشعر بشعور سئ قبل ان تنطق بجديه
_ طب وانتَ عايز ايه منها !!
اتسعت بسمه الاخر مظهرًا اسنانه بوسع يجيبها بغمزه
_ عايز اشوف عندها مهاره ايه تدخلها معانا
ان*دمت احلام رغد وشعرت كان انفاسها كُتمت ،ارتعشت يدها بغضب وهي تري نظرته الوقحه لجسدها بل وتباجحه بالحديث
لم تستطع منع ذاتها من صفعه بقوة وصوت مرتفع
اغمض "وليد" عينه بصدمه واقترب باقي الأصدقاء منهم لتنطق هي بحقد وحده غير مهتمه بتبعيات فعلتها
_ عرفتَ عندي مهاره ايه ولا لسه !
انفعل الاخر وهو يتحرك ناحيتها راغبًا بصفعها بدل القلم اثنين ولكن اصدقائه احاطو كتفه مهللين له ان يصمت
حاربت هي الاخري لتقترب وتصفعه مجددًا إلا ان صفاء ونسمه متشبسات بها
نسمه التي استشعرت مدي الخطر وهي تري عدد الرجال حولهم وهن ثلاث فتيات فقط!!
مدت يدها تمسك قلاده والدتها تتشبس بها لتمد ذاتها بالأمان
ظلت تردد علي مسامع رغد ما تفكر به وان تهدء لكن الاخري تكابر رافضه سماعها حتي بعد ان شاركتها صفاء المنزعجه وقد اصطدم بها احدهم لتشعر بالغضب من موقفهم
كان الوضع فوضاوي واصوات صراخ جميع الاطراف يرتفع والمسافه بينهم تكاد تكون ضئيله
رغبت نسمه وصفاء الرحيل حتي وان تركو تلك العنيده والمتكابره مع الاخرين لكن صدقاتهم وعلمهم بتهورها منعهم
ركض المدرب سريعاً وهو يري الموقف الهزلي امامه ليقف بمنتصفهم وهو يهتف بصراخ حينما وجدهم لم يلاحظو وجوده
_ اية الجنان الي بيحصل دا
توقف الجميع عن الصراخ وابتعد الفتيه عن رفيقهم الذي احمر وجهه من الصفعه والغضب
بينما رغد تقابله من الجهه الاخري بأنفاس صاخبه ولا تستطيع التنفيس عن غضبها
تركتها الفتاتين براحه وقد شعرو ببعض المسانده
بينما بأحد الزواية عند الشباب ورغم بغضبه لتدلل الفتيات الا انه يراقب رغد بابتسامه وقد صدمته بكل ذلك العنفوان والقوة المجهوله التي لم يرها بفتاه من قبل ولن ينكر حُسنها ،لم يستحسنها ولن يقبل بها بفريقه نعم
ولكن رد فعلها علي وقاحه وليد اعجبته وجعلت من الصعب ان يزيل بسمته
خصوصاً وهو يراها تشرح للمدرب الان ما حدث بالضبط
نظرت لوليد ببغضب وهي تشير من طرف اصبعها عليه بكل تكبر تخبر المدرب بما حدث
_ الحيوان الي شايف نفسه بني ادم دا قل ادبه عليا ف انا ضربته قلم يفوقه
استشاط الاخر وهو يصرخ بالمدرب غضباً
_ شايفه يا كوتش قله ادبها ،سبني بس وانا هربيها
رفع المدرب مدحت حاجبه وهو يرمق وليد بانزعاج ويهتف بسخريه مطبنه
_ مفيش رجاله بتضرب ستات يا وليد ولا اية!
اكملت رغد من بعده ببسمه متعمده ان يسمعوها لتثير حنقه اكثر
_ ما هو مش راجل اصلاً
كاد الأخر ان يتحدث ولكن اصمته المدرب بأشاره قبل ان ينهي الحوار بحياديه وجديه
_ انا بعتذرلك بالنيابه عن سخافه وليد واتمني الموضوع يخلص كدا
التفت لوليد وهو يغادر ليقترب من اذنه هامسًا
_ لو عملت حاجه اعتبر نفسك بره التيم !
رحل المدرب ليعض وليد شفته بحنق وهو يغادر هو الأخر ، استمر تميم بابتسامته وشروده برغد دون ملاحظته لذالك
لكن الأخري التقطته لتنظر له بأنزعاج وهي تهتف بحنق
_ ودا بيضحك علي ايه بكل هبل كدا !
وصلها حديثه لليجعد حاجبه ويبعد عينه عنها بغيظ تغاضت عن الأمر متحركه رفقه نسمه وصفاء الواجمتين
بمجرد ابتعادهم عن الفريق حتي التفتت نسمه وهي تؤنبها بغضب
_ انتِ اتجننتي يا رغد عشان تتعاركي كدا واحنا لوحدنا
التفتت لها الاخري تجيبها بحنق
_ وانتِ شوفتيني روحت جريت شره يا نسمه !!! دا هو الي جي وبيقل ادبه كمان !
توقفت صفاء تنظر لهن وهي تهتف بسخريه
_ ودا ليه ! عشان مش طبيعي تلت بنات قعدتهم كلها تبقا عندهم كل يوم ، وكل ما اقولكم بلاش تلزقو هناك
اعطتهم نسمه ظهرها وهي تغادر غير مباليه بما حدث وقد استنزفو كل طاقاتها للتحمل والصمت
خطتت خطوتين حتي شعرت بيد تلتف علي معصمها تديرها للخلف
________