بغرفه رغد ؛
ولجت تغريد بعد طرقها للباب لتجد رغد تتربع فوق الفراش لتتحرك ناحيتها وهي تحمل صينيه بها كوبين من المشروبت الغازيه وبعض المقرمشات
ضحكت رغد بخفه لتبتسم تغريد وهي تهتف بمرح
_ بقالنا كتير مقعدناش سوي وواضح ان انهارده كان طويل علينا سوي
اعتدلت رغد واتاحت مساحه بجوارها وهي تضحك وتشير لها بينما تتحدث
_ تعالي تعالي واضح انك يومك مكنش احسن حاجه
وضعت تغريد الصينيه علي الطاولة وافترشت البقعه الفارغه بجوار رغد وهي تبتسم لها لتباشر رغد بالسؤال
_ حصل معاكي ايه بقا
نظرت لها تغريد بصمت ثم حكت شعرها وهي تجيبها بصدق
_ معرفش ، هو واحد اسمه ابراهيم بصي.... يعني كان ليه رسومات عندنا وبعدها خرجنا سوي
رمشت رغد دقائق ثم ابتسم باستمتاع وهي تجيبها بخبث
_ خرجتو سوي
قلبت تغريد عينها وهي تلكمها بصدغها وتجيب بحده
_ اتلمي ، هو لو في حاجه هخبي عليكي ، اتكلمنا عادي بس انهارده حصلت حاجه غريبه اوي
صمتت تلتقط انفاسها وهي تشرد بأصابعها تتذكر تفاصيل ذلك المكان وتلك الطاقه التي احاطت بقلبها بداخله
_ اخدني وروحنا المقابر
_ مقابر
كررت رغد بتفاجؤ وسخريه لتقلب تغريد عينها مجددًا هي تعلم ان رغم استهذاء رغد. وعبثها لكنها تصغي بتركيز لما يقال لها
_ يا بنتي اخدني عند قبر كدا معرفنيش بتاع مين حتي ، لكن دا مجرد ما وصل متعرفيش حصله ايه كان يترعش وجسمه بيتنفض بس عينه تحسسك انه مستريح ،عيط وقال كلمه واحده فهمتني انها ست " وحشتيني " مفهمتش بس هو سكت بعدها وحست اني مينفعش اتكلم بعد كل الي حصل
_ الي انتِ بتقوليه دا غريب اوي
نطقت رغد بعدم فهم لتتن*د تغريد بحيره تتوغل داخل ص*رها حاولت تغير الموضوع لتسرف نظرها عن التفكير به
لتسحب كوبين العصير لها ولرغد وتغير الموضوع
_ المهم ايه الي حصل معاكي ومع نسمه وفردوس كمان
تن*دت رغد وهي تضحك بسخريه بينما تخبرها بما حدث طوال اليوم
___________________
صباح اليوم التالي ؛
منزل فردوس ؛
كانت تحتل الفراش وهي مستيقظه لأول مره من ايام عديده تنام حتي لو لساعات استيقظت وهي تشعر بهزيان شديد مدركه انها مضطره ان تتناول بعض الطعام لتعين ذاتها
حركت عينها بخفه ناحيه الباب الذي شعرت به يفتح ببطء وهدوء
شعرت بدغدغه تصيب قلبها وهي تري شيريهان تقف بينما تنظر لها بأهتمام وتفحص
صدمت شيريهان وهي تراها مستيقظه لتقف علي اعتاب الغرفه تأهه لتهمس باحراج
_ اسفه انا....
حكت خلصتها وهي لا تعلم بما تكمل ،انتصبت فردوس بنصفها العلوي وهي تشجعها بخفه
_ ولا يهمك ادخلي
انصعات شيريهان وهي تغلق الباب خلفها لتتحرك جالسه بجوار قدم فردوس وهي تمسك كفها وتحدثها بجديه
_ بقيتي كويسه
حركت فردوس رأسها لتبتسم شيريهان براحه وترفع كفها مرتبه خصلات فردوس وهي تكمل بخفه
_ حابه تقوليلي مالك !
كانت فردوس تلعب بأصابعها سويًا وهي تشعر ذاتها بعمر العاشره ولأول مره يصلها دفئ من والدتها لتجيب بخجل
_ انا كويسه ع...عندي ضعف عام بس
اتسعت عين شيريهان وهي تجيبها بصدمه
_ وكدا كويسه دا علي انهي اساس !!
هربت فردوس بعينها بعيدًا عنها لتتن*د شيريهان وهي تردف بصرامه
_ انا الي هعملك الاكل بعد كدا واه صح رغد طلعت تطمن عليكي امبارح
رفعت فردوس عينها سريعًا لها وهي تسألها بحماس واستغراب.
_ بجد طلعت
_ اه قالت انها حابه تطمن عليكي واكدتلي انها هتطلع انهارده كمان ، هروح اعملك فطار
اجابتها شيريهان بينما تغادر الغرفه رمشت فردوس واعتلي صغرها ابتسامه صغيره من حركه رغد التي قد تبدو لها بسيطه لكنها تعني لفردوس الكثير
____________________
منزل عبد المنعم ؛
قرر اخذ اليوم اجازة ليذهب ويحدث عم نسمه بما جري من ابنه
لم يجد احد مستيقظ سوي چيهان ليتجه ناحيه غرفه تغريد حتي لا تتأخر عن عملها
طرق الباب لكنها لم تجبه لمرتين ليفتح الغرفه لكنه اصتدم بها فارغه انكمشت ملامحه بأستغراب ولكن تحرك مره اخري ليتجه ناحيه غرفه رغد
فتح الغرفه ليجد تغريد تنام علي جانبها بهدوء علي طرف الفراش بينما رغد تفرد كامل جسدها بعشوائيه وقدمها تتدلي عن الفراش
ابتسم بخفه وهو يعود ادراجه مغلقًا الباب بخفوت
انزعجت رغد من الصوت الخافت الذي اقلق نومها لتتقلب بجسدها وهي تدفع قدمها ناحيه الجهه الاخري من الفراش
شعرت بشئ صلب اسفل قدمها قبل ان تنتفض وصراخ تغريد يفجعها بعدما القتها رغد عن الفراش دون تعمد
نهضت تغريد ممسكه ظهرها وهي تتأوه بينما ضحكت رغد بنعاس وهي تفتح فمها بتثاؤب ثم ترظف
_ معلش يا تغريد محستش
_محستيش دا انتِ بقره نايمه ،انا غلطانه اني نمت جمبك ياشيخه
تحدثت تغريد بصوت أجش وخصلاتها تنتشر حول وجهها بهيشان غير مرتب
رحلت من الغرفه وهي تشعر بتألم ظهرها بينما رمت رغد ظهرها علي الفراش وهي تتمتم بحنق
_ اديني صحيت ومش هعرف انام تاني حرام عليكو
تحركت تغرد للمطبخ لتدلفه بينما تفتح فمها بتثاؤب واتجهت للثلاجه غير مهتمه بوالدتها و والدها الجالسين علي الطاوله متابعين لها
فتحت الثلاجه وارتشفت بعض الماء ثم تحركت باعين مغلقه تشعل جهاز تسخين المياة " الكاتل"
وتباشر بأعداد كوب قهوتها
وضعت الماء بالكوب وقلبت محتوياته وتحركت تجلس علي الطاولة امام والديها وهي تهمس بخفوت
_ صباح الخير
اجابها الاثنين بينما كان عبد المنعم يتابعها بضحكه ساخره ،هي لا تفيق بدون كوب قهوتها
قربت تغريد الكوب من انفها تشتمه بهدوء عل رأحته تجعلها تفيق قليلاً حتي
لم تنم جيدًا البارحه واليوم سيصبح ضغط عملها اكبر بسبب الاعمال القديمه من البارحه
رفعت عينها لوالدها وهي تهتف بتذمر
_ بنتك وقعتني من علي السرير
_ وانتِ حد قالك نامي تحت رجلي !
هتفت رغد بتذمر وهي تتحرك هي الاخري للمطبخ اتجهت للثلاجه لتخرج علبه عصير وتقوم بصب كوب لها ثمم ترجعها للثلاجه مجددًا وتتجه للجلوس بجوار تغريد
كلتهما شعرهما غير مرتب ،اعينهم مغلقه بينما يتثأبن كل ثانيتين
كان يعشق عائلته طفلتيه بسيطتان مليئتين بالطفوله والنضج ، شخصياتهم قوية ولينه قلوبهم حنونه وعاطفه
كل منهما لها تفكير مختلف عن الاخري لكنهن يشتركن بطباع كثيره
كان يبتسم بينما يراقب شجارهم المعتاد ويتدخل به وتدور المزاح بين ثلاثتهم وبجواره چيهان منعزله عنهم كانت تنظر لهم بحسره هم يلقون بها خارج حياتهم بالتدريج
اصبحت كمساعده لهم ليس اكثر تحضر الطعام تهتم بالمنزل حتي عبد المنعم لم يعد يشاركه بحياته مثل قبل اصبح يشارك طفلتيه يومه احلامه وماضيه بينما يركنها هي علي احدي الرفوف متجاهلها تمامًا كأنها قطعه انتيكا باليه يصعب التخلص منها لكنها لا تستخدم او ينفض الغبار عنها
____________________
بتول ؛
وصلت المشفي بعد اجازتها ومزال الحزن يخيم عليها لم يتغير بوضعها اي شئ سوي انها تشعر بذاتها رخيصه اكثر
بللت ل**بها واتجهت لمكتها لتباشر بالعمل فورًا دون المرور علي فرح
دقائق وكانت فرح تدلف للمكتب وهي تهتف بصدمه
_ انتِ معدتيش عليا ليه !!
رمشت بتول وهي تكمل حديثها مع المريض الذي صدم من هجوم فرح عليهم لتنهي حديثها ببسمه
_ كدا هتتابع علي العلاج دا وتجيلي ف المعاد الي كتبتهولك
شكرها بخفوت ونهضت متحركًا بحذر من جوار فرح بمجرد خروجه أنبتها بتول سريعًا
_ ايه يا فرح ده ، في حد يدخل كدا يا بنتي !
_ ما اعملك ايه لما اعرف انك جيتي ومعدتيش عليا خصوصًا بعد الي حصل امبارح
هتفت فرح وهي تتحرك ناحيه الكرسي امامها وتجلس عليه بينما تنظر لها بقلق وتأنيب
وضعت فردوس يدها علي رأسها بقهر ثم اردفت بتسأل وحاجبين متلاصقين
_ انتِ مين بلغك اني جيت اصلاً ؟
عضدت فرح شفتها بتردد وهي تجيبها بحذر
_ لينا الي قالتلي
ضحكت بتول بسخريه وغضب وهي تنهض دائرة حول المكتب لتجلس امامها وتردف بقليل من السخريه
_ وانتِ مش عارفه ان البنت دي بتموت فالمشاكل وانها اكيد بلغتك عشان نشد انا وانتِ سوي
_ وانا مش جايه اشد انا جايه اطمن عليكي بعد ....بعد الي حصل امبارح
اغضمت بتول عينها وتهدل كتفيها بحزن ويأس وقد سمحت لنفسها اخيرًا ان تخرج ما يدمرها
_ انا مقهوره يا فرح ....انا حاسه نفسي رخيصه
انهمرت العبرات من عينها بقهر بينما تكمل
_ حاولت اخرجه من حياتي انتِ .....انتِ شاهده علي كل الي عملته انا..... انا رفضت ادخل اي راجل في حياتي بسببه كرهني فنفسي ودنيتي ومجرد ما قولت خلاص يا بتول فتره وعدت من حياتك .....لقتني رجعت لتحت الصفر ....هتجوز واحد عشان هيدفع قصادي مبلغ كبير !! انا بعت نفسي بسببه يا فرح .....بعت نفسي
اسرعت فرح تحتضنها وهي تربت علي رأسها بينما دفنت الاخري رأسها بأحضان فرح وهي تشق بقوة وبكأها يزداد
كانت لينا تقف جوار الباب وهي تبتسم بشماته
الان وجدت ما تنقله لمعتز ليصرف نظره عن تلك القبيحه تلك ويبداء بالالتفات لها هي لانها تعمل علي ملاحقته من فتره
تحركت سريعًا بعيدا عن الباب مفوته تكمله الحديث حيث بالداخل كانت بتول هدأت قليلًا
لتتحدث فرح بحنيه
_ انتِ معملتيش اي حاجه من ده وبعدين الكلام دا يقوله حد مش عارفه الحوار كله يا بتول انتو هتتطوزو فتره قصيرة مش هيحصل اي حاجه بينكم فيها انتو حتي مش هتعيشو سوي في مقابل ان باباكي يبعد عنك ....متضيعيش السنين الي قضتيها تقوي في نفسك في لحظه ضعف هبله اسمعيني عشان خطري
نظرت لها بتول دون حديث ، هي لن تضيع ما حاربت اعوام لبنأه هي بالفعل ضيعته مجرد ما عاد مجددًا يجبرها حتي عادت هي طفله خائفه الوقوف بوجهه
________________________
عبد المنعم ؛
كان اخذ رقم هاتف احمد عم نسمه وهاتفه ليقابله بالخارج باحد المطاعم ،رغم امتناع الأخر فتره حتي رضخ تحت اصرار عبد المنعم
ولج للمطعم وهو يحرك عينه علي الطاولات ووجد بالفعل احمد يحتل طاوله وهو ينظر لساعته
تحرك ناحيته ليلاحظه الاخر ناهضًا بملامح عمليه ليرحب به
بمجرد جلوسهم هتف احمد بجديه
_ خير يا استاذ عبد المنعم ايه الموضوع الضروري الي عايزني فيه
لم يعجب عبد المنعم بطريقه الأخر لكنه ابتسم وهو يهتف بصوت خافته
_ انا اسف اني اصريت علي حضرتك بالشكل دا بس لما تعرف الموضوع اكيد هتقدر الي عملته
_ تمام اتفضل
اخذ عبد المنعم نفس قوي وهو محاولًا تجميع كلماته ليهتف بجديه
_ طبعًا انا عارف يا استاذ احمد انك بتعامل نسمه زي بنتك بالظبط واكتر من امين. عليها
انتبه احمد مجرد ذكر اسم نسمه واعتدل بجلسته ليجد الأخر يكمل بهدوء
_ الي حصل ان ابن حضرتك سامي اتحرش بنسمه
_ ايه التهريج الي حضرتك بتقوله دا ، ازاي اتجرأت اصلاً تتهم ابني بالشكل البشع دا !
هتف بها بينما ينهض وقدتدافعت الدماء لعروقه لم يصمت عبد المنعم ونهض يمسك ذراع الرجل بحده. وتحول اسلوبه للحزم
_ الي بقوله دا مش اتهام دا واقع بيحصل جوه بيتك ، انا كل الي بطلبه من حضرتك انك تودي البنت تقعد. عند عمتها بما انها هنا بدل ما اتصرف بشكل تاني
رفع احمد حاجبيه بصدمه ثم تجهمت كل معالمه بحده وهو ينفض ذراع عبد المنعم عنه وهو يجيبه بغضب
_ خليك ف شؤنك يا استاذ
ثم تركه وغادر من امامه شعر عبد المنعم بالغضب من رد فعل الرجل التخازلي وبدأ يقلق من اخباره بالامر حتي
فكر ان يخبر رغد لكنه قرر الأنتظار لرؤيه ما الذي سيفعله ذلك الرجل !
________________
رغد ؛
صعدت السلم مقرره عدم انتظار الأسانسير لتطمئن علي فردوس قبل رحيلها للنادي وقفت امام باب المنزل تطرقه لتجد فاطمه تفتح لها الباب مبتسمه وهي تردف بترحيب
_اهلا يا حبيبتي نورتي
_ ازيك يا تيتا ، معلش جيت من غير ما اقولكم بس حابه اطمن علي فردوس
اجابتها ببسمه لتفسح لها فاطمه الطريق لتلج رغد بأحراج واغلقت الباب من خلفها بينما تشير للداخل وتردف بترحيب
_ اتفضلي يا حبيبتي اتفضلي
ولجت رغد ومجرد التفتها حتي وجدت فردوس تتحرك ناحيتهم وهي تهتف بأعتراض
_ ياماما انا عايزه انزل مش حابه اتحبس الله
كانت ترتدي بيجامه قطنيه تظهر مدي نحافتها الغريبه وتجمع شعرها الكثيف بكعكه
توقفت فردوس بتوتر وهي تري رغد امامها حكت شعرها وتوقفت هي وشيريهان عن الشجار لتتحدث رغد بخجل
_ انا...جيت اطمن عليكي
اتسع وجه فردوس بأبتسامه مشرقه وهي تتحرك ناحيتها خطوتين سريعتين وهي تجيبها بحماس
_ انا كويسه ،شكرًا ليكي اوي
رأت شيريهان لهفه فردوس واشتقبال رغد لذلك دون اعتراض وبقبول لتتحدث متذمره
_ شايفه يا رغد يرضيكي يبقا مغمي عليها امبارح وتعاند عشان تنزل النادي !
ادارت رغد رأسها لفردوس المرتبكه وواضح انها لم تخبر عائلتها عن الشاب لذا حاولت اخفاء استغرابها من مرض فردوس وهي تجد الأخري تتهرب من عينها وتتصارع مع والدتها انهار ترغب بالنزول
لتقترح رغد بارتباك وخجل
_ هو للو حضرتك توافقي وفردوس توافق ممكن تيجي معايا النادي انا عندي تدريب هناك ومسموحلي اجيب اي حد معايا
رمشت فردوس وجمعت جسدها بأضطراب وهي تحك خصلاتها وتسألها
_ معندكيش مشكله
رغم استغراب رغد لتوترها لكنها ابتسمت بقوة وهي تجيبها بجديه
_ ابدًا انا هتبسط اوي
_ ماشي ثواني وهكون جهزه عشان مأخركيش
ختمت حديثها وهي تركض من امامهم ابتسمت فاطمه وشيريهان ودلو رغد للمعيشه لتجلس منتظره فردوس
كانت تعلم ان فردوس تعاني من مشاكله ما تجعلها منعزله بالشكل الواضح جدًا هذا
لكنها رأت بعينها طفله صغيره تتحمس من مجرد رفقتها للنادي ، ربما مزالت محقه بكون فردوس منعزله لكنها وبدون سبب ترغب برفقتها .... ترغب ان تري سبب رعبها من الأختلاط بالأخرين