تغريد ؛
جلست بهدوء جوار ابراهيم الذي يقود بصمت .. هو لم يتحدث منذ لقائهم وهذا جعلها تستغرب بشكل او بأخر كانت تظن انه سيحاول ارضائها لكنه ..صامت
وقف بالسيارة ناحيه مكان شبه فارغ دارت بعينها سريعًا لكنها لم تتبين اي شئ استدارت ناحيته لتسأله عما يحدث لكنها وجدته ينظر لها
عينه حمراء عروقها بارزه ونظره كالشارد رمشت بزهول لكنه تحدث بهدوء
_ انا اول مره اجيب معايا حد
رمشت وهي لم تستوعب الامر بعد لكنها تدرك تمامًا انه.... ليس بالامر البسيط حتي فضلت الصمت وهي تراه يحاول استجماع شجاعته ليكمل بخفوت كالتائه
_ انا عارف ان في حاجات كتير انتِ مش فهماها ولما... لما ندخل هيبقا في حاجات اكتر متفهميهاش بس...... بس هيجي وقت واشرحلك كل حاجه... انا ك... كل الي محتاجه حد مش هيحكم عليا حد ميعرفش عني اي حاجه عشان اوريله انا كل حاجه من نحيتي ... يمكن دا ...دا يساعدني اعدي الي انا فيه
كانت تنظر له بهدوء عينها لانت بحزن وقد استشفت ان ما ستراه او ما يدخلها به هو جرح.. جرح عميق القي اللومه عليه به دون فهم نظرته حتي
قابلت اشخاص كثر حدث لهم ذلك الأمر ، ان يلقي عليهم اللوم لأرتكابه ذنب او خطيئه دون فهم لما فعل ذلك ان تكون وحيد امام شكوك واتهامات انتَ مدرك لعدم اذنابك بها
ابتسمت له بخفه ليبادلها بأخري مهزوزه وهو يهبط من السيارة لتلحق به ، هي تريد ان تفهم ما به تريد مساعدته ليتخطي كل ما يغيم علي ذهنه
خطت خلفه وكانت تري توتر خطواته كأنه يرغب بالعوده مجددًا وعدم التقدم ..كان يريد الهروب من مواجهه قد يقوم بها دوريًا
الأن وقف كلاهما انا بوابه مفتوحه وصدمتها كانت كفيله ان تمنعها من الحديث وهي تري ما هم امامه ..... انها مقابر
هو جرحه مدفون تحت الأرض بللت شفتها وهي تمد يدها لتمسك بكفه لدعمه ، كانيرتعش بشكل غريب كطفل صغير ينتظر ان يتلقي صفعه من والده لأخطائه
برغم تردده المسبق وبرغم ارتعاشه الحالي لكنها لم يكن يملك رغبه للرحيل كأنه معتاد علي مواجهه كل ذلك والا يتراجع
تشابكت يده بيدها وتابع طريقه للداخل عينه لا تستدير حولها وكأنه يحفظ طريقه دون حاجه للنظر
هو يأتي هنا دائمًا ان لم يكن يوميًا حتي
تحركت خلفه بأنسيابيه تاركه له حريه ان يقودها خلفه لذلك المكان الذي يؤلمه ،لسبب غريب شعرت انه يقودها داخل روحه يتحرك مبتعدًا عن ذكريات غير مهمه ليقودها لمركز رأسه .... مركز همه وألمه
افاقت من شرودها وهي تشعر بتوقفهم لدقائق رفعت عينها ببطء وهي تري يده ترتعش اثناء امساكه له ورأسه منحنيه بدموع ناحيه امر ما
حولت بصرها لذلك المكان وهي تشعر بالحزن كان قبر موضوع فوقه طبق مليئ بالماء واخر به حبوب للطيور بينما تحيط به ازهار شبه طازجه
ارتعش قلبها لسبب غريب وهي تري تأثره ،ترك كفها وانساب علي ركبته فوق التراب ،رفع كفه يمرره علي التراب الموجود بحنيه وكأنه يستطيع لمس صاحبه
ابتسم ببهوت مزيج سعاده وحزن يملئ بسمته دموعه تتجمع داخل عينه ولم يحاول منعها حتي
تحدث بخفوت
_ وحشتيني
ابتلع ل**به غير متأثرًا بوجود رغد ليس خائفًا ان تشاهد ضعفه ببكاء وحزنه ،كان يرغب ودون تفكير بشخص يشهد علي قلبه شخص يحاول تطيب روحه واختارها....... اختار ان تشهد هي ما يحدث بداخله
اقتربت منه وهي تضع كفها علي كتفه ويغمض عينه ويخفض رأسه اكثر ويترك لقلبه حريه الشعور الأن لا يحتاج للسانه ليعبر عما فعله
قلبه كان كفيل ان يفصح بما بداخله ...ان يعترف بذنبه لوجودها هنا اسفل التراب ....هو اسف علي دخوله حياتها حتي
___________________
رغد ؛
انهت التدريب بانفاس لاهثه التمرين خفض غضبها قليلًا متيحًا لها ان تحكم عقلها
لذا تحركت ناحيه المدرب الذي يحمل حقيبته لتتحدث باحترام. وسبق والتف لها بابتسامه
_ كوتش انا كنت محتاجه اعرف حضرتك اني مش جايه العب وعارفه اهميه الألتزام في التمارين لكن انا كان عندي موضوع مهم جدًا وتأخيري بسبب التمرين ممكن يكون أذي غيري ، المهم اني بتمني من حضرتك تفهم اسبابي بعد كدا
حك الاخر شعره وحديثها يشعره انه أذنب حرك رأسه ايجابًا وهو يستعجل بالعوده لمنزله لذا اردف بجديه
_ هنتكلم ف ده بعدين ، عن اذنك
تحرك من امامها لتقطع طريقها ناحيه باقي الفريق حيث كانت حقيبتها هناك نظر لها فراس وهي تجمع اشيائها بالحقيبه ليسألها باستغراب
_ انتِ كويسه !
رفعت عينها له وهي تحرك رأسها ايجاباً ، ارتفع رنين هاتفها لتولي انتباهها له وكان والدها لذا اسرعت تجيبه
_ الو بابا انتَ هتروح علي امتي كدا
_ الو يا رغد ،مالك متسربعه ليه قولي ازيك...... عامل ايه اي حاجه !
قلبت عينها وهي تهتف بحنق
_ يابابا عندي مشكله وعيزاك تحلها
اضطرب عبد المنعم عدل موقفه وهو يهتف بقلق
_ مشكله ايه ، حد ف الفريق ضايقك حد عملك حاجه !
_ لا لا ،المشكله متخصنيش تخص نسمه و.... دي مصيبه مش مشكله فقولي ههتبقا في البيت امتي عشان انا مش عارفة اعمل ايه!
تحدثت مظهره خوفها الفعلي لوالدها ،كان مركز أمانها وحمايتها وكانت تعلم انه الوحيد الذي سيفيدها وسيخاف علي نسمه مثلما يخاف عليها هي وتغريد ، وبالفعل اجابها عبد المنعم بقلق
_ ماشي انا هرجع علي البيت دلوقتي وانتِ تعالي بسرعه
_ تمام
اغلقت الهاتف وأسرعت بجمع اشيأها ولم تكن منتبهه انها تهدثت امام الفريق بأكمله والذين يحدقو بها بفضول ، شعر فَراس بالقلق وهو يسألها بتوتر
_ ن...نسمه مالها !
توقفت عن الحركه ورفعت عينها له بصدمه رمشت بزهول وهي تحرك عينها حولهم جميعًا بينما تسب ذاتها علي ذلك التسرع الغ*ي منها ، ابتلعت ل**بها وابتسمت بتوتر بينما تجيبه
_ مفيش ،يلا سلام
انهت حديثها تجذب الحقيبه وتغادر من امامهم ركضًا وعينهم تتابعها، شعر فَراس بقلق اكبر علي نسمه دون فهم سببه
بينما كان تميم مصدومًا من رغد ...بعد البارحه ظن انها ستعامله... بشكل مختلف ربما
لكنها فاجئته يتجاهلها التام له مجددًا بينما مزال هو يتذكر حركاتها المنتعشه وضحكتها اثناء رقصها رفقتهم
نظر وليد لفَراس وهو يهتف بلزاجه وازعاج متعمد
_ وانتَ مالك وشك جاب الوان ليه يا فَراس ، هو في حاجه بينكم وانتَ مش قايل
استدار له فراس وجعد ملامحه بتقزز ليجيبه بحده
_ مفيش بيني وبينها حاجه وغير كدا حتي لو في هقولك انتَ ليه !!
ابعد وليد عينه عنه والتهي كل منهم بجمع اغراضه
________________________
منزل عبد المنعم ؛
وصل لمنزله بدقائق قليله لم يتوقع ان يصل بها من .قبل ،كان قلقًا بشده علي نسمه التي يعتبرها طفله اخري له !
كان والديها اصدقائهم وكان يعلم بطريقه تربيتهم لنسمه ويعلم خُلقها وشخصيتها الوديعه
حرك قدمه بعصبيه بينما يشعر بأن رغد تأخرت ولم يفقه سوي هتاف زوجته
_ ما تهدي يا عبده في ايه !! رغد زمانها جايه اكيد
القي عليها نظره ولم .يجبها وهو مزال منزعجًا منها وشعرت الأخري بالاحراج لتصمت وتتجاهله ،دقائق وكانت رغد فتحت باب المنزل وولجت للداخل لينهض عبد المنعم بتوتر ناحيه الباب ويهتف بجديه.
_ كل دا يا رغد
_ معلش يا بابا السكه كانت زحمه .اوي
حرك رأسه بتفهم وتحرك هو الأخر معها للداخل جلست علي الكرسي ليواجهها الأخر علي الاريكه وهو يتحدث بجديه
_ ها ايه الي حصل!!
عضدت رغد شفتها بانزعاج واضح مما ستقوله لكنها رضخت بالنهايه وحدثته بكل شئ بدايه من شكوكها هي وصفاء حتي البارحه وما حدث لنسمه
بحلق عبد المنعم بزهول بينما وضعت چيهان يدها تكبل فمها بفزع كادت رغد تبكي من شده اختناقها وبمجرد ان حاول عبد المنعم ان يتحدث حتي سمعو صوت الباب يفتح لم يهتم اي منهم بالنهوض ولقاء تغريد
تحركت تغريد والجه للمنزل وهي تشعر بالحزن شارده دون فهم أي شئ مما حدث توقفت لدقائق وهي تري عائلتها جميعا بالغرفه لتنحرف ناحيتهم
ولجت للغرفه لتجد ملامح والدتها مذعوره ،رغد علي وشك البكاء وعبد المنعم بوجه غاضب
عقدت حاجبها بأستغراب وما كادت تعبر عنه حتي هتف عبد المنعم بغضب
_ يبقا لازم نبلغ عمها الي ابنه بيعمله !! مستحيل يقبل بحاجه زي كدا
رمشت رغد بتوتر وهي تجيبه بقليل من القلق
_ بس انا خايفه ميعملش حاجه ،عمها هم الوحيد عيلته وبس ونسمه بالنسباله زياده مسؤليه وحمل
_ يعني ايه ، هيسيب ابنه يرعبها لا ويحاول يلمسها كمان ! دا كدا والعيله كلها في البيت ايه يضمنا ميقعدش لوحده معاها ويعالم هيوصل بيه جبروته يعمل فيها ايه
انفعلت چيهان بحده وهي تفكر ان عمها قد يتخازل عن حمايتها فقط من اجل ابنه الحقير ، رمشت تغريد بصدمه ولم ترغب بقطع حديثهم لذا جلست متابعه ما يحدث
حرك عبد المنعم رأسه بحزم وهو ينطق بجديه
_ انا هروح لعمها دا اقابله بكرا بعيد عن بيته واشوف هوصل معاه لأيه
رمشت رغد وهي تهتف بحزن
_ تمام وانا هبلغ نسمه عشان هي مستنيه تعرف هنوصل لايه
وافق عبد المنعم ونهض هو وچيهان راحلين لغرفهم بصمت واصبح الموضوع يشغلهم ،نهضت تغريد لتتحرك وتجلس جوار رغد وهي تردف بصدمه
_ هو ايه الهبل الي سمعته دا ،مين الي حاول يلمس نسمه
ضمت رغد فمها بتقزز من الفكره وهي تجيبها بحزن
_ ابن عمها الي اسمه سامي دا ،انا من الأول مش مستريحاله لا انا ولا صفاء وعارفين ان فيه حاجه غلط بس كنا هنعمل ايه ولا هتروح فين بس دلوقتي خلاص عمتها موجوده
مدت تغريد يدها تربت علي كتف رغد بدعم وهي تهمس بجديه
_ بأذن الله كله هيبقا خير
ابتسمت لها رغد وترق علي رأسها فردوس وما حدث نهضت بهدوء مقرره الأطمئنان عليها عقدت تغريد حاجبها وهي تسألها
_ رايحه فين
رمشت الأخري وهي تجيبها بجديه
_ هطلع ادمن علي فردوس فوق
_ فردوس !! انتِ ليكي علاقه بيها اصلاً
اضافت تغريد بأستغراب لتحرك رغد رأسها وهي تنبس دون اهتمام بينما تغادر
_ لا دا كان يوم طويل اوي هبقا افهمك لما انزل بس
راقبتها تغريد وهي ترحل لتهمس بهم
_ واضح انه طويل علي كله
________________
وقفت رغد امام باب منزل فردوس وهي تدقه بهدوء ثواني وكانت شيريهان تقف امامها لتبتسم رغد وهي تهتف بأحراج
_ انا اسفه اني جيت من غير معاد بس ..كنت حابه اقابلك فردوس
ابتسمت شيريهان رغم الاستغراب الذي اصابها وهي لم تعلم ابدًا ان لرغد علاقه بفردوس
اجابتها شيريهان بأسف
_ هي موجودة بس نايمه يا حبيبتي ثواني واصحيهالك و...
_ لالا مفيش داعي خالص ،انا بس عايزه اعرف هي اخبارها ايه
قالتها بقلق جعل شيريهان تبتسم بأسف وحزن
_ هي مش كويسه اوي بس بأذن الله خير
ظنت رغد انها تشير لما تعلم بحدوثه صباحًا لذا حركت رأسها ايجاباً وهي تهتف بجديه وثقه
_ بأذن الله انا بكرا هطلع اطمن عليها ان شاء الله
ابتسمت شيريهان بسعاده وهي تراقبها ترحل رغم استغرابها لتلك العلاقه