ثالث وعشرين

1269 Words
تغريد ؛ توقفت عن العمل وهاتفها يدق بتداول دون توقف عقدت حاجبيها وهي تنهض وتتجه ناحيته علي طاوله صديقتها وقد سبق ونسته هناك هي كانت مهوسه بعملها ومجرد بدأها بأي رسمه يجعلها تغفل عن العالم بأكمله سحبت الهاتف لتجرد ابراهيم يدق عليها ،اغمضت عينها بتفكير بثانيه ثم جذبته تجيب عليه _ الو _ ايوة يا ابراهيم تحدثت بينما جلس علي سطح المكتب وهي تظنه سيطيل بالاتصال ليفاجئها وهو يهتف بشبه توتر _ فاضيه تروحي معايا المشوار !! رمشت دقائق وحركت بصرها بين الهاتف بيدها وبين طاولتها التي تثبت الاوراق فوقها لتصميم ما حكت وجنتها بتفكير ثم هتفت بجديه _ عشر دقايق وابقي جاهزه مناسب معاك ! _ طبعًا ، خدي وقتك _ تمام اغلقت الهاتف وعادت تقف عند طاولتها ،نظرت للرسمه وهي تعض شفتها بتوتر كيف ستنهي تلك الرسمه بعشره دقائق !! عقدت حاجبيها وابتسمت ساخره من تسرعها وهي تمد يدها وتجمع الورقه مغلقه الرسمه وتحملها معها يبدو انها ستنهيها بالمنزل _______________________ ايهم؛ ركن سيارته اسفل المنزل وهبط منها غاضبًا ،كانت تشعره بشئ غريب كأنها تجبره علي البقاء رفقتها بها ما يجذبه بكل مره تجعله يبتعد عنها كانت تجذبه بشئ اخر مختفي داخل عينها لا يعلم لما ولكنه لأول مره يشعر بذلك الانتباه ناحيه اي احد وكان نصيبه بفردوس التي تبعده كلما اقترب ولج للداخل ليقابله مجدي الذي يتحرك حاملًا كوب شايه ، حاول تجاهله لكن الاخر دقق نظره به وهو يهتف بجديه _ تعال قولي عملت ايه بعد الاستعجال ده! ارخي ايهم كتفيه وهو يلحق به مجبرًا بينما يتذمر بملل _ علي فكره انا كبير مش عيل صغير عشان تعمل معايا كدا ضحك مجدي بسخريه وهو يقلب وجهه ويجيبه بتهكم _ وهو في واحد كبير بنت عندها عشرين سنه تدهوله كدا !! نفسي اعرف بتعملك ايه جلس ايهم امامه وهو يتذمر بحنق _ المشكله انها مش بتعمل اي حاجه ، كل ما اجي اخد خطوه نحيتها تبعدني الف وتعاملني بأسلوب زي الزفت استند مجدي بوجهه علي يده التي يضعها فوق الطاولة وبحركات رتيبه اصبح يطرق بأصبعه علي شفته بتفكير ثواني يفكر حتي رفع رأسه ناحيه ايهم الشارد بحزن امامه ليقترح بجديه _ طب ما تجرب تبطل لوع ! يعني واحده زي كدا مش ممكن عايزه حاجه جد او رسمي مش لعب ؟ رفع ايهم نظره له سريعًا وهو يرمش بصدمه فتح فمه يتحدث بجديه والفكره تدور برأسه _ فكرك ؟! ابتسم مجدي محركًا رأسه بتشجيع بينما اعاد ايهم النظر امامه مجددًا وهو يفكر ، تُري هي ترفض ان تعطيه تريقًا لقلبها لأنها تريده ان يتخذ خطوبه لخطبتها ! _________________ بتول ؛ حركت قدمها بتوتر وقد اصبحت تجلس بجوار قصيَ الذي يفرد ظهره للخلف بينما تسند هي مرفقيها علي ركبتها وتركز نظرها علي والدها وأخيها الجالسين امامهم فرح تقدم الشاي وقسمت تجلس بجوار رحمه علي يمينهم وعلي يسارهم يجلس جمال كانت بتول تجمع كفيها سويًا وتضغطهما بعنف بينما عينها حاده وخلفها يجمع قصيَ وجهه ببرود وهو ينطق بهدوء _ عايز كام وتوافق علي كتب الكتاب ! ابتلعت بتول رمقها وهي تري عين والدها تلتمع علي الفور ، هي ليست سلعه رخيصه هي تعلم ذلك تمامًا لكن طريقه حديثهم الأن تشعرها انها بالفعل رخيصه ....... رخيصه لدرجه تتمني ان تنشق الأرض لتبتلعها تمامًا ابتسم السيد وهو ينطق بحماس وسخريه مبطنه _ مبلغ صغير خالص ، خمسميت الف جنيه حلو ! رمشت بزهول بينما كاد قصيَ ان يسبه وهو يري سلاسه بيعه لتلك الأنثي بجوارة .... تلك. الجامحه بقوة والعنيده بدون مقارنه ...تلك القوية التي قاومت وحاربت الكل استنشق نفسه محاولاً الهدوء ولم يفت عليه ارتعاش جسدها لا يدري ان كان ضعف ام حقد وغضب لكنه تحدث محاولًا الأنتهاء من كل ذلك _ موافق بس بشرط .......... الفلوس هتاخدها بعد كتب الكتاب اتسعت عين جمال بأستغراب مما يسمع وبدأ الرفض يظهر علي وجهه وما كاد يعبر عنه حتي هتفت بتول بحده _ وافق احسنلك متنساش اني ممكن اتجوز من غيرك راقبت فرح طريقع نطقها وارتعاش جسدها المتوتر واخذت نفس عميق وهي تدرك ان بتول ضعيفه .... كانت ضعيفه ووحيده...... الحزن ينفطر بعينها وهي لا تري من تستند عليه لسبب غريب تمنت فرح ان يكون ذلك الشخص هو قصيَ ، لا تعلم عنه اي شئ لكن تراه وهو يستوعب خوف ورعب بتول وتري عشق عائلته له والذي يثبت كم هو مميز لهم تمامًا انحني الشاب علي والده .وهو يهمس بأمر لم يسمعه احد ليصمت السيد دقائق ثم ينطق بجديه _ مجرد ما نكتب الكتاب الاقي الفلوس قدامي _ تمام موافق هنحدد المعاد ونبلغك حرك السيد رأسه ونهض ورحل معهم قصيَ ليصحبهم لباب المنزل شردت بتول بالأرض امامها واسرعت فرح تجاورها وهي تحيط كتفيها بحنان ودعم لم تهتم بتول ان تظهر امامهم ضعيفه بتلك اللحظه كانت قسمت تنظر لها بأعين دامعه غير قادره علي ابعاد عينها من فوقها ، كانت تدرك تمامًا ماذا يحل بالأخري عاد قصيَ للداخل بهدوء وهو يري حالتهم ،شعر بحزن لحالها كان حديث والدها قاسي حتي وان كانت تخلت عنه من حياتها ! هو يعلم. انها تخلت عن وجود اب او رجل بحياتها عموما تعتمد عليه لكن ان تسمع تساومه عليها كأنها سلعه جعلها تشعر بالحزن ________________________ فردوس ؛ عادت للمنزل وهي تشعر بخيبه امل لكنها حاولت تجاهلها ، بمجرد دلوفها ناحيه غرفه المعيشه شعرت بدوار قوي يصيب رأسها ، احاطت راسها بتألم وهي تشعر بصداع و طنين مرتفع يخترق رأسها حاولت الأستناد علي اي طاوله تجاورها لكنها استندت علي فراغ لتسقط وترتطم بالأرض بصوت قوي وتفقد الشعور بكل ما حولها شعرت فاطمه بصوت الأرتطام وتحركت من غرفتها باستغراب وقلق عقدت حاجبها وهي تري حقيبه فردوس ارتفع القلق بداخله وشعرت بقليل من الفزع وهي تتحرك اسرع ناحيه غرفه المعيشه صرخت برعب وهي تتحرك نحيتها وقد اجتذبت صرختها شيريهان التي خرجت من غرفتها تركض بدماء سائبه شهقت بخوف وهي تري فاطمه تجلس بجوار فردوس التي تفترش الأرض وهي تحملها علي قدمها فكبر سنها لم يسعفها لحمل فردوس لتسرع هي وتجذبها محتضناضها لص*رها بينما تحملها وهي تسند ثقل جسدها شبه المعدوم عليها تحركت بها ناحيه الأريكه تسطحها فوقها بينما نهضت فاطمه هي الأخري ببطء وتحركت ناحيتها بدموع جاريه تحركت شيريهان للمطبخ لتحضر كوب ماء وجهها شاحب تمامًا ولم تفق من الصدمه لكنها تحاول التصرف اسرعت بالعوده وجثت امام فردوس وبدأت برش الماء علي وجهها وصفعها بخفه ثواني حتي بدأت فردوس تفتح عينها ،كان الدوار لم يغادر رأسها وطنين مؤلم بهاجمها لكنها كابرت ذلك وهي تفتح عينها وتنظر امامها تن*دت فاطمه بأرتياح وهي تحمد الله بينما بكت شيريهان برعب وهي تضم جسدها لأحضان فردوس لم تكن فردوس تستوعب ما يجري حتي ، وازدادت صدمتها اضعافًا وهي تشعر بدموع شيريهان التي تنهمر علي عنقها رفعت كفها بأضطراب وتوتر تربت علي ظهرها لتشد الأخري في احتضانها ابتعدت شيريهان وهي تزيل عبراتها ثم مررت كفها علي وجه فردوس وهي تهمس بانفاس مضطربه _ انتِ كويسه ابتسمت فردوس بتوتر وهي تحرك رأسها بأيمائه واعتدلت بجلستها ببطء تحركت شيريهان وهي تمرر يدها علي خصلاتها وهي تهمس بتسرع _ احنا لازم نكشف عليكي .......ايوة يلا و..... قاطعتها فردوس بنفي متوتر وهي تخبرها بصوت خافت متألم _ لاء...لاء ان... انا ....هنام والصبح هفهمكم ..متقلقوش رمشت شيريهان ورغبت ان ترفض لكن فاطمه امأت لها ان تصمت لتنحني علي فردوس مقررة الأنصياع لرغبات والدتها سندتها لجسدها وتحركت رفقتها للداخل ذلك الألم والرعب الذي يتدافع بداخل جسدها بقوة جعلها تقلق علي فردوس اكثر وتدرك قيمتها اكثر بشكل كانت تغفله ل.... لوقت طويل للغايه ضمتها لجسدها وفجأه استوعبت مدي ضئالتها وشبه بروز عظامها بشكل غريب ل.. ليس طبيعي ابدًا حاولت ابعاد افكارها وهي تضعها بالفراش وترفع الاغطيه لتدثرها جيدًا وتنخفض مقبله هامتها وهي تقرر الانتظار للغد بشكل لا تعلم ان كانت ستتحمله حتي ولن توقظها بمنتصف الليل لتفهم منها ما حدث اغمضت فردوس عينها وهي تشعر بمداعبه لطيفه لقلبها وكأن دموع والدتها تسللت لنابضها لتشعرها بأهتمام ....اهتمام لم تدرك تواجده حتي منذ اعوام كثيره عادت شيريهان للخارج مجددًا ومزالت ملامحها شاحبه تحركت لغرفه المعيشه لتقابلها فاطمه تحركت تجلس بجوارها بصدمه وهي تشعر وكأن بعض الحقائق تلقي بوجهها بصدمه جذبتها فاطمه لحضنها وارتاحت الأخري بداخل ذراعي والدتها ربتت فاطمه علي شعرها وهي تهمس بحنيه وتقدير _ خير يا بنتي ،ربك مش هيقدرلك الا الخير
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD