منزل عبد المنعم ؛
تحركت رغد بأعصاب مرتعشه جلست بجواره
بللت شفتيها بتوتر وعينها تزوغ بعيدًا عنه وهي تقص عليه كُل ما حدث دون كذب
نظر لها بصمت حزينًا انها كذبت عليه برغم انه اتاح لها الفرصه تفعل كُل ما ترغبه
بللت شفتيها بحزن وهي تهمس بخجل
_ انا اسفه ....و..بابا.....مش عارفه اقولك ايه ..ان..انا غلطت لو حابب مش هروح بكرا بس ...... انا اسفه
اخفض عينه بعيدًا عنها ثم نهض مستندًا علي ركبتيه ويغادر الغرفه بهدوء
ارتمت بجسدها فوق الفراش وهي تضغط بقوة علي عينها
______________
بمنزل تميم ؛
ولج تميم لغرفه المعيشه بعدما ابدل ثيابه اراح جسده علي الكرسي بجوار والده الذي يتربع علي الأريكه واضعًا قدم فوق الأخري باسطًا ذراعيه علي جانبيه بينما يمسك جهاز التحكم يُبدل بين القنوات بملل
اتسع ثغره بابتسامه والتفت ناحيه تميم بأهتمام وهو يهتف بأستغراب بعدما وجد ملامح الأخر منعقده
_ مالك يا تميم
اجابه الأخر بحاجبين منعقدين بأنزعاج
_ الكوتش دخل بنت معانا فالفريق انهارده
كرمش "علي " انفه بأنزعاج وعقد حاجبه بغضب وهو يهتف به ببعض الحده
_ ما انا قولتلك تسيبك من الكورة والكلام الفارغ دا وانتَ الي راكب دماغك
قلب تميم وجهه وتحدث مغيرًا الحديث حتي لا يدخل بذات النقاش مع والده
_ انا جعان هما نامي
حرك رأسه برفض وهو يهتف بصوت صارخ وقد فهم تغير تميم للحوار
_ نهيي نهيي ...يا زفته انتِ فين
تحركت فتاة ناحيتهم ركضًا قصير القامه بجسد ممتلئ اعين سوداء وشعر بني
كانت تجمع شعرها بكعكه بينما توجد كدمات زرقاء علي كتفيها الظاهرين من الملابس بالأضافه للكدمه التي تحتل عينها
نظر لها تميم بأعين فاتره وهو يري والده يأمرها ان تحضر له الأفطار ثم غادرت ركضًا
نهي هي شقيقته الصغري بالثامنة عشر لم تدرس ابدًا بسبب ايمان والده ان الفتيات لا يوجد لهم رأي ولا يحق لهم التدخل بأي شئ
ذلك جعله يتذكر تلك العنيده التي حاربت حتي فعلت ما تريد واصبحت ضمن فريقهم
________________
بمنزل قصي ؛
فتح عينه بأنزعاج رافعًا كفه يضغط عينه لثواني ثم يفركها واعتدل بجلسته فوق الفراش
مد يده ليجذب هاتفه ينظر للساعه ليجدها اصبحت العاشره
عقد حاجبه بأستغراب بمن قد يهاتفه بذالك الوقت المتبكر من اليوم وجد زين صديقه هو من يخاطبه
اعاد الأتصال به ليصله صوت الأخر
_ ايه يا قصيَ كل دا محستش دا انا مكلمك بتاع عشر مرات
_ معلش يا زين بس كنت نايم متأخر المهم في حاجه ولا ليه علي الصبح كدا !!
اجابه قصيَ بأسف ليكمل الأخر بجديه
_مش مشكله ، المهم انتَ لازم تروح للعميل انهاردة فاهم ؟
عقد قصيَ حاجبه بأنزعاج وهو ينهض عن الفرا متحركًا للشرفه بينما يكمل حديثه معه
_ اروحله فين يا زين ! ما انتَ عارف ظروفي واني مينفعش اسيبهم لوحدهم
_ معلش يا قصيَ بس هو دا نظام الشغل ، انا والله مسافر ومش هعرف اروحله انا
عض قصيَ شفته بتفكير وانزعاج لكنه هتف بالنهايه موافقًا
_ خلاص مش مشكله هظبط انا الدنيا هنا ، حتي اكلم نانسي تيجي تسليهم هي والعيال حبه
وافق زين واعتذر منه ثم اغلق كلاهما الهاتف استند قصيَ بيده علي اسوار الشرف لتلتقط عينه جسد بتول التي تتحرك بنصف الشارع
قلب وجهه بعيدًا عنها ومزال ازعاج منه متزايد فهو قدم لها الخير لكنها قابلته بخبث التعامل
____________________
بمنزل ايهم؛
غادر المطبخ يحمل اطباق الطعام ويقوم برصها علي السفره انتهي من رص الأطباق وتحرك للغرفه الجانبيه الخاصه لوالده طرق بصوت خافت علي الباب ثوم فتحه والجًا
وجد والده يغادر المرحاض بينما يجفف وجهه ابتسم ايهم وهو يهتف به بمرح
_ صباح الخير يا باشا ، الفطار جاهز
ابتسم مجدي وهو يتحرك خلفه مربتًا علي كتفه بينما يغادران للسفره جلس ايهم علي يمين مجدي الذي ترأس السفره ليسأله بهدوء
_ عملت ايه مع البنت الي شغلاك !
توقف ايهم عن تناول الطعام وهو يتذكر ذالك المحل الذي كاد ينساه بأنشغاله
القي بقطعه العيش داخل فمه وهو يجيبه بحيره
_ والله ما عارف يا بابا ، شويه احسها مستلطفه وجودي وبدأت تميل ليا وشويه تنين يبقي نفسها تولع فيا
ضحك مجدي وهو يري حيره ايهم ليهتف بتلاعب
_ شكلك من كتر القعده مع المجرمين وتجار الم**رات مبقتش تعرف تتعامل مع ستات
نظر له ايهم بطرف عينه منزعجًا ثم هتف هو الأخر
_ طب ما انتَ كانت كل قعدتك مع قتالين وعرفت توقع ماما
ضحك مجدي بنصف عينه وهو ينظر للكرسي علي يسارة الذي كانت تجلس عليه بقرب قلبه واقرب لروحه
نظر له ايهم بأسف من ذكره لوالدته الذي يعلم شده تعلق مجدي بها وانه لم يستطع نسيانها صمت ايهم تاركًا لوالده حريه التفكير بها وتاركًا ذاته يفكر بفردوس
__________________
بمنزل فردوس ؛
جلست بالغرفه رفقه جدتها بينما شيريهان تتحرك ململمه اشيائها لتغادر لعملها
تذكرت فردوس ما قرأته بالمقال البارحه لتهتف بتسائل
_ ماما انتِ شوفتي الكلام الي نزل عنك وعن استاذ زيد
توقفت شيريهان وهي تحرك رأسها ايجابًا بينما تجيبها بهدوء
_ اه واتصرفت فيه ومفيش اي حاجه نن الكلام الأهبل دا هتنزل تاني
حركت فردوس رأسها ايجابًا ارتفت دقات هاتف شيريهان
جذبت الهاتف لتقلب وجهها وهي تجده طليقها
نظرت قليلًا ناحيه فردوس ثم اغلقت المكالمه بوجهه
وحملت حقيبتها تغادر المنزل
دقائق ليست بطويله وارتفع رنين هاتف فردوس التي نهضت تاركه جدتها تتابع الفيلم القديم الذي يتم عرضه وتحركت ناحيه المطبخ حيث نسيت هاتفها
وجدت رقم والدها لتتتنفس بعمق قبل ان تفتح الخط وهي تردف بهدوء
_ صباح الخير يابابا
_ صباح الخير ! وهيجي منين الخير طول ما امك دي فضحانه كدا ، فين امك
اجابها الأخر بصراخ ونبره مستهزئه رمشت بأهدابها بتوتر وهي تجيبه بنبره منخفضه حذرة
_ ماما راحت الشغل لو.............
_ طبعًا هتروح شغلها وتكمل حياتها عادي ما هي متعوده علي الفضايح وقله القيمه
بللت فردوس شفتها وهي لا تفهم سبب انفعاله لتسأيل بتردد
_ هو حصل حاجه
ضغط الاخر علي فكه وهو يهتف باستنكار
_ هو حصل حاجه !! للدرجه دي خلتك شبهها الفضايح مش مهمه ليكو ؟
لم تتحدث وهي تتركه يكمل صراخه المؤنب لها توقف لدقائق بعدما هدء وهو يتحدث بحزم
_ انا لازم اشوفك انهارده
اتسعت عينها بصدمه وفتحت ثغرها دون قدره علي الحديث لكنه لم يهتم وهو يهتف بجديه
_ هكلمك اقولك تيجي الساعه كام فاهمه !
_ ح....حاضر
نطقت بتردد وقلق ليغلق الهاتف بوجهها وضعت الهاتف علي الرخامه امامها وهي تستند بيديها عليها تنفست بهدوء وهي تتمتم بتوتر
_ربنا يستر
________________
بمنزل عبد المنعم ؛
جلس رفقه تغريد وچيهان علي سفره الطعام ظل دقائق منتظرًا ان تأتي رغد لكنها لم تأتي لذا نهض من مكانه وهو يطلب منهم الاستمرار بتناول الطعام
نظرت تغريد لوالدتها باستغراب وهي تسألها بفضول
_ هو في ايه!
رفعت چيهان حاجبها بانزعاج واجابتها بينما تلك الطعام بفمها
_ بتسئليني انا ! ومن امتي انا بعرف حاجه عنكم اساسًا
اخفضت تغريد عينها للطعام وهي تندم علي سؤالها والدتها
تحرك عبد المنعم حتي وصل لغرفه رغد طرق علي ب
الباب بهدوء مرتين لكنها لم تُجبه
حرك رأسه بيأس ثم فتح الباب وولج للداخل وجدها كما توقع
تجلس علي احدي الكراسي امام الشرفه تمسك احدي روايتها المفضله بين كفها وتقراء بهدوء
التفت لتجده والدها فأسرعت بالنهوض وهي تغلق الكتاب وتضعه جانبًا وقفت امامه بينما تنظر للارض
تحرك ناحيتها وهو يهتف بسخريه بسيطه
_ انتِ غيرتي هوياتك ولا ايه
ظلت معلقه عينها ارضًا واستمر الاخر بالاقتراب حتي وقف امامها صامتًا
استمر الصمت بينهم لدقائق كادت تنفجر بهم باكيه لتخيبها ظنه بها وهي لا ترغب بذالك
استمر عبد المنعم تحديقه بها ليتحدث بالنهايه بهدوء
_ البسي هدومك عشان تفطري واوصلك النادي عشان تلحقي التمرين
رفعت راسها اليه بسرعه رمشت لدقائق عديده صامته وكان هو الاخر يرسم بسمه بسيطه سعيدًا بتأثير كلماته عليها
صرخت بالنهايه وهي تلقي ذاتها داخل احضانه وهي تبتسم بقوه لا تصدق موافقته ومسامحته لها.................