الفصل الاول
فى فيلا كبيره فى افخم المناطق أقيم حفل عيد ميلاد ضخم احتفل فيه كل الاصدقاء و الأقارب معا و كان عيد ميلاد بيبرس الشاب الغنى المدلل و الذى يملك رفاهيات الحياه بأكملها أقامت له أسرته احتفالا كبيرا احتفالا بأتمامه عامه الواحد و العشرون و بذلك وصل لسن الرشد و اتو جميع أصدقاءه ليهنؤه و يحتفلوا معه فقد كان بيبرس زعيم شلتهم ، و طلب محرم من ابنه الأصغر أن يذهب ليذاكر و لكن تامر رفض أن يترك عيد ميلاد أخوة ، ثم أتت زوجته و سألتهم ما الأمر لماذا تتشاجرون هكذا ، فرد تامر و أخبرها بما يريده والدخ و أنه يريد أن يبقى مع أصدقاءه ، فسمحت له والدته أن يذهب معهم بحريه و يستمتع و لكن والده محرم بيه أوقفه و أخبره أن هؤلاء اصدقاء بيبرس و ليسوا أصدقاءه هو ، و عليه أن يطيع والده و لكن والدته طلبت أن يذهب تامر مع أصدقاءه فاتهمها محرم أنها هى التى ستفسد أخلاقه ، ثم سألها هل أكدت على سميرة هانم أن تحضر هى و زوجها فطمأنته زوجته أنها اتصلت بها و بلغتها ، فسألها محرك و لما تأخرت كل هذا ، فردت زوجته أن هذا حقها فهى زوجه معالى الوزير و لها الحق بأن تتأخر كما تريد أو أن لا تأتى اصلا .
و كان بيبرس و أصدقاءه يحتفلون بصوت مرتفع و ظلوا يرقصون معا طوال الليل ، و وقف محرم بيه مع محاميه الخاص و سأله عن الارض الذى طلب منه أن يبيعها له ، فطلب منه المحامى أن يؤجلوا الحديث فى هذا الأمر الآن فهو يعمل محاميا حتى الساعه التاسعه فقط ، و بعد ذلك يحب أن يقضى وقته لنفسه و أشارت له إحدى الفتيات الموجودات بالحفل و عندما لاحظ محرم ذلك قال له عيب عليك يا رجل فهذه الفتاه مثل ابنتك ، فدافع المحامى عن نفسه لأنه لازال شبابا و يريد أن يتمتع ، فطلب منه محرم بيه ان يركز معه فى موضوع الأرض فأخبره المحامى أن الوضع قد تختلف الان و لا يستطيعون البيع او الشراء فبيبرس اكمل اليوم عامه الواحد و العشرين و معنى ذلك أن كل شئ أصبح بيده و فى النهايه كل شئ له حل ، و الحل قانونا أن يقدم الاستاذ بيبرس طلب فى المحكمه بأن يستلم ميراثه الذى ورثه عن والده المرحوم عباس الدميرى ، و المحكمه ستص*ر حكمها بألغاء الوصايه عنه و حينها سيقوم الاستاذ بيبرس بعمل توكيل فى الشهر العقارى لوالدته و التى هى زوجه حضرته و هى تقوم بدورها بعمل توكيل لك بالبيع و حينها اقوم بأجراءات البيع مباشره ، و استأذنه و ذهب ليكمل الحفل مع الشباب .
و كان محرم بيه يقف مع بعض السيدات الموجودات بالحفل ، و كانت ناهد تقف مع واحده من صديقتها و التى حذرتها و لفتت نظرها أن تنتبه لزوجها فالنساء بالحفل يخططون لخ*فه منك ، و انتبهت ناهد فلاحظت أن زوجها يضحك معهم فتضايقت منه ، و فجأة وصلت زوجه الوزير سميره هانم و دخلت مع زوجها و ابنها و رحب بهم كل من ناهد و محرم و شكرتها ناهد على حضورها ثم عرفهم الوزير بأبنه اشرف فسلموا عليه و دخلوا ، و لاحظ اصدقاء بيبرس و جود الوزير و لكنهم لم يتعرفوا عليه و ظنوا أنه معلق رياضي إلى ان تذكر واحد منهم أنه وزير فقال أحد أصدقائ بيبرس أنه محظوظ لحضور الوزراء لعيد ميلاده ، و جلس الوزير مع محرم بيه و أعتذر له عن التأخير و ظل يتحدث معه بشؤون الوزاره و عن مسؤولياته و مشغولياته ، فسأله محرم عن المكتب الاستشاري الذى يملكه فأخبره الوزير أن اشرف ابنه هو الذى يقوم بأدارته الان لانه لا يمكنه الجمع بين الوزارة و أى عمل آخر ، كما أن اشرف خريج اقتصاد و علوم سياسيه و قد كان يتدرب بالمكتب ، فأخبره محرم أنه يريد أن يفعل ذلك مع بيبرس لانه أنهى دراسته و تخرج و من الأفضل أن يبدأ حياته العمليه ، فوافقه الوزير بالراى لأن الجيل الجديد عليه أن يتحمل المسؤولية ، ثم نادى محرم بيه على بيبرس فأتى بيبرس و سلم على الوزير و ابنه و هنأوة بعيد ميلاده و تعرفوا على بعضهم البعض ، و كانت ناهد تجلس مع سميره هانم و التى كانت تشكوا لها من تصرفات ابنها و أنه يتعبها و يرفض اى عروسه تحضرها له لأنه يريد أن يتزوج عن حب فحذرتها ناهد أن يتعلق ابنها بأى بنت ليست من مساواة ، فوافقتها سميره هانم الرأى و أخبرتها أن تربيه الاولاد أصعب بكثير من تربيه البنات ، فأكدت ناهد على ذلك و أخبرتها أن ليلى ابنتها لم تتعبها ابدا فى التربيه على ع** بيبرس الذى يتعبها كثيرا ، فسألتها سميره هانم عن ليلى لأنها تريد رؤيتها فاتت ليلى و سلمت عليها و رحبت بها كثيرا ، و وصفتها بالقمر من شده جمالها ، و ذهب بيبرس إلى اصدقائه مع اشرف بيه ابن الوزير و عرفهم عليه و عرضوا عليه أن يشرب شيئا فشكرهم ، ثم طلبوا من بيبرس أن يخرجوا معا ليسهروا بدلا من بقائهم هنا ، فوافق بيبرس ثم ذهب لينادى على أخته ليلى و سألها متى سيفتحوا البوفيه لانه هو و أصدقاءه يريدون أن يأكلوا ليسهروا معا بالخارج ، ثم أتى اشرف و سلم على ليلى و يبدوا أنه اعجب به و أراد أن يتعرف عليها فسلمت عليه ليلى فسألها عن مدرستها فتعجبت ليلى من سؤاله ، و اخبره بيبرس أن ليلى متفوقه جدا فهى تكون الاولى على كليتها على مدار عامين ، فسألها اشرف عن كليتها فأخبرته ليلى أنها بكليه اداب قسم تاريخ ، ثم استأذنته و ذهبت و لدى على اشرف الانجذاب الشديد لليلى .
و فى المساء كان محرم مع ناهد بغرفتهم و بعد أن غيروا ملابسهم أخبرها محرم أن الحفله كانت ظريفه جدا ، و لكن ناهد كانت متضايقه منه بسب ضحكه و هزاره مع ايناس و هذا ضايقها جدا و أشهرها بالغيره ، فسألها محرم هل لازلتى تغيرين علي ؟ يعنى ذلك انك لازلتى تحبين كاسابق ، فردت ناهد بأنها أصبحت تحبه الان أكثر ، فابتسم محرم ثم أخبرها أنه تعب كثيرا اليوم ، فأخبرته ناهد أنها ايضا تعبت كثيرا اليوم ثم تحدثت معه بخصوص قدوم سميرة مع معالى الوزير و أن هذا أعطى قيمه كبيره للحفل ، فوافقها محرم الرأى و اخبرها أن الوزير لطيف جدا
، ثم أضافت ناهد أن ابنهم اشرف لطيف جدا و انها قد لاحظت أنه لم يبعد عينه عن ليلى طوال الحفل فقد كانت تراقبه ، فسأله محرم فيما تفكرين الان يا ناهد ، فأخبرته أنها تتمنى لليلى زواجه كهذه فهى زواجه تشرف جدا ، فقال لها محرم هل رأيتى كيف مرت الايام بسرعه كبرت ليلى و نبحث لها عن عريس ، كما أن بيبرس أتم عامه الواحد و العشرين اليوم ، فردت ناهد أن البركه فيه هو فهو الذى رباهم و حنيته و خوفه عليهم لم يكن لأحد أن يعطيهم لهم سواه ، فأخبرها محرم أن بيبرس كان سعيد جدا اليوم ، فوافقته ناهد الرأى و أخبرته أنه قد ضايق تامر كثيرا ، ثم أخبرته أنها عندما تزوجته لم تخف الا من شئ واحد و هو أن يصبح مجرد زوج أم لبيبرس و ليلى و عندما انجبت تامر خافت أكثر من أن يفرق فى المعامله بين تامر و ليلى و بيبرس و فى الحقيقه لقد فرقت يا محرم ، فسألها محرم كيف تقولين ذلك فأخبرته ناهد أنه حنون على بيبرس و ليلى أكثر من حنيته على تامر ابنه من صلبه ، فلم يوافقوا محرم بالمرأى و أخبرها أنه رغم احيانا يكون شديدا فى معاملته مع تامر و ذلك لأن ظروف تامر تختلف عن ظروف بيبرس ، فبيبرس ماشاء الله يمتلك مال والده رحمه الله عليه و لكن تامر لابد أن يملك سلاح بيده كى يستطيع الاعتماد على نفسه فيما بعد .
فتضايقت ناهد من كلامه و أخبرته أنها لن تفرق بين الاولاد فى معاملتها فما يملكه تامر مثل بيبرس و ليلى فكلهم أخوة لا فرق بينهم ، فرد محرم أن هذا كلامها و لكن القانون و الشرع يقولون كلام اخر فاليوم أتم بيبرس عامه الواحد و العشرين و من حقه أن يستلم ميراث والده و يتصرف به كما يريد ، فتفاجأت ناهد من كلامه لانه تزوجها منذ تسعه عشر عام و لكن هذه اول مره يقول بها كلام هكذا و اول مره يشعرها بأن بيبرس ليس ابنه ، فقد كان عمره عامين عندما تزوجوا و لم يقل كلمه بابا لأحد غيرك ، و ليلى أيضا كانت طفله صغيره احملها على يدى لم ترى والدها و هو أيضا لم يراها و الان تتحدث عن الشرع و القانون اى ميراث و أى املاك التى تتحدث عنها الا تعرف كم احبك ؟ هل بعد مرور كل هذه السنوات لازلت تسأل ، فسألها محرم هل تحبينى أكثر ام كنتى تحبى عباس رحمه الله عليه أكثر ، فضحكت ناهد و سألته هل جننت ستغير من شخص توفى منذ أكثر من عشرون عاما ، فأخبرها محرم أن عباس كان صديقه و كان معه فى كل المراحل التعليمية حتى الجامعه و يذاكرون و يأكلون و يشربون معا لدرجه انهم كانوا يرتدون ملابسهم معا ، فردت ناهد و فى النهايه تزوجتم نفس الزوجه ، فضحك محرم و رد بأنه لم يكن يتخيل أن هذا ممكن أن يحدث ثم ذكرها عندما تزوجت من عباس و كانوا يتشاجرون و يطلب منه عباس أن يأتي ليصلح بينهم فلم يكن له صديق اخر سواه و انا اعتبره طوال عمرى كأخى و انتى ايضا يا ناهد كنتى بالنسبه لى اخت ، فسألته ناهد هل مازلت مثل اختك ؟ فرد محرم بأنها الآن حبيبته ، فتعجبت ناهد من الدنيا و حالها فهى لم تتخيل انها ستكون زوجته فعندما أتى لها لم تكن تتخيل أن هذا سيحدث ، ثم تذكرت ناهد يوم وفاه عباس و هى تبكى و تقول انها السبب بموت عباس حين ضغطت عليه أن يسافر ، ثم أتى لها محرم ليعزيها بعباس فقامت و هى تبكى و تخبره أن عباس قد توفى و عاد من السفر بصندوق و ظل محرم يهدئها و يخبرها بأنه سيكون بجوارها و لن يتركها فعباس كان مثل اخوه و قبل أن يذهب عرض عليها الزواج و أكملت ناهد مع محرم و أخبرته أنها لا تعرف كيف وافقت وقتها على الزواج منه و كان امرأه أخرى خرجت منها و هزت رأسها بالموافقه ، و وصفته بالجنون لانه طلب منها الزواج فى هذا الوقت ، فأقسم لها محرم أنه لا يعرف كيف قال لها ذلك و سبحان الله أن الزواج فعلا قسمه و نصيب ، و أخبرها أنه عندما تزوج فى البدايه كان يشعر بأحساس غريب و أنه كان يشعر بأن عباس معهم فى البيت لدرجه انه كان يقوم من نومه مفزوع و يشعر بنفسه بجواره ، فأكملت ناهد بأن جميع الناس انتقدوا وقتها كما أن أهلها قاطعوها و لكنها كانت تسأل نفسها ما الذى كان من الممكن أن يحدث اذا لم يعرض عليها الزواج فقد كان الاولاد سيضيعون بدونه ، فأخبرها محرم أنه لم يكن من الممكن أن يتركها للرجل البخيل ، فردت ناهد هل تقصد الحاج عبيد ؟ لقد أتى لى بعد العزاء مباشره و اطمأن على احوالنا و سألنى ماذا ستفعلى ؟ فأخبرته أنها ستجلس ببيتها تربى اولادها ، فرفض الرجل أن يترك اولاد ابن أخوة و أعطاها مبلغ من المال ، ثم أخبرها أنه لا يصح بقاءها فى المنزل الكبير و عليها أن تذهب لتعيش مع والدتها ، و عندما رفضت ناهد ذلك الكلام أخبرها الرجل أن أمامها فرصه اسبوع و عليها أن تترك المنزل ، و ظهر على حقيقته أنه بخيل و يطمع ببيت عباس ، و لولا وجود محرم معها لضاع حق اولادها ، فقال لها محرم هذا هو النصيب و بعد ذلك بعده شهور توفى الحاج عبيد و ورث اولاد عباس كل أمواله المحال و العمارات و كل أمواله ، فردت ناهد أن البركه به فهو الذى زود أموالهم و ضاعفها و لا تعرف ما الذى كان سيحدث بدونه ، فطلب منها محرم أن تغير الموضوع و أخبرها أنه شعر اليوم أنه اسعد رجل بالدنيا فقد أدى رسالته و بيبرس أصبح رجل و يستطيع الاعتماد على نفسه .